Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

البداية بعد النهاية 426

تغيير القصة

تغيير القصة

– سيسيليا :

‘ربما هذا لأنك لا تستطيع أن ترى ما وراء حدود مؤخرتك’ فكرت.

“ها نحن هنا مرة أخرى” قلت ملقية نظرة سريعة على يساري.

“دمروه” أمرت مركزة كل قوتي على الضرب مرة أخرى.

طار نيكو بجانبي محلقين خارج الحاجز الوقائي المحيط بالنصف الغربي من سيز كلار، خلفنا ملأ 20 ألف جندي من جيش الأكريا المخلصين شوارع روزاري، تمتد المدينة على نصفي السيادة حيث قام الدرع الشفاف بتقسيمها بدقة.

“تعال هؤلاء الجنود غير مهمين هدفنا الحقيقي ينتظرنا في أديلغارد ما لم تكن قد هربت بالفعل”.

طلع الفجر تقريبا وهب نسيم بارد من بحر هوة فريترا رافعا الشعر الرمادي الفضي الذي لم أصبغه أبدًا.

لمع السيف وسقط رأس أورليث المتبقي على الأرض ليسترخي في السائل وعيناه بلا بصر تحدقان في وجهي.

الأن صار الدرع مختلفًا في نظري فسابقا بدا متراصا بطريقة لا يمكن تفسيرها أما حاليا يمكنني رؤيته بوضوح، علامات مانا البازيليسك واضحة مثل بقع الدم والمرؤوسين من السهل ملاحظة شكلهم من الأساس، على الجانب الآخر من الدرع لم أشعر سوى بمقاومة ضئيلة فقد إختبأ المتمردون الخونة داخل مواقع يمكنهم الدفاع عنها في جميع أنحاء المدينة لكننا نفوقهم عددًا بخمسة إلى واحد.

“إسمعيني يا ألاكريا” تابعت سيريس وهي ترفع صوتها وكأنها تلقي خطابًا “لا تصدقي الأكاذيب التي قيلت لك… في أي وقت يجرؤ فيه أحد الألاكريان على التعبير عن معارضته لهذا النظام القاسي فإن القصة هي نفسها دائمًا، أنا لا أقاتل للإستيلاء على السلطة أو لزيادة مكانة سيز كلار أو حتى لأني أعتقد أنني أستطيع هزيمة أغرونا وحدي بل أحارب لأظهر لكم أنه ممكن، ربما تكون حضارتنا قد نمت في تربة فريترا النتنة وتم تقليمها بإفتقارهم إلى التعاطف والإنسانية لكنها سقيت بدمائنا، إنها حضارتنا وليست حضارة الأزوراس لقد حان الوقت للتخلي عن بقية السياديين يمكنكم أنتم وحدكم المطالبة بالسيادة على أنفسكم”.

“علمت سيريس أنني قادمة” أخبرت نيكو “لقد سحبت قواتها”.

قبل أن تتمكن من الرد دفعت يدي إلى الدرع ومزقته أو بالأحرى حاولت ذلك لكنها قاومتني.

ظل نيكو هادئًا.

طرنا على إرتفاع أعلى متجهين شمالًا وعندما وصلنا إلى قمة المنحدرات فوق روزاري حلقت عدة عشرات من التعاويذ – أسهم من السحر الأخضر والأزرق والأحمر والأسود – داخل سلسلة من المخابئ المغطاة.

نحن بالكاد نتحدث منذ أن خرج من غرفة نومي بعد محادثتنا، لقد تجنبت عن قصد التفكير في الكذبة التي شاركناها والحقيقة التي أخفيها عنه لكنني لم أكن مستعدة للمخاطرة بالإفصاح عما تعلمته… ليس بعد…

“لأولئك منكم الذين لا يصدقونني” تابعت سيريس وظهرت شفرة من المانا الداكنة في يدها “يمكننا تغيير قصة حياتنا ويمكننا أن نجعل السياديين ينزفون!”.

إستدرت فجأة وطرت لأعلى حتى تتمكن كل قواتي من رؤيتي، عندما تحدثت جاء صوتي من كل مكان في وقت واحد كأن كل جزيئ من مانا الغلاف الجوي قد صار بوقا ضخم.

كنت على الأرض رغم أنني لم أتذكر السقوط.

“أيها المحاربون! اليوم ستقاتلون من أجل روح قارتكم… هذه ليست حربا بل إستصلاح فقد حاول هؤلاء الخونة كسر ألاكريا نفسها عن طريق زرع الأكاذيب والشقاق لكن أنظروا!”.

دفعت بكل هذه القوة مأثرة فيها.

لوحت نحو النصف المقابل من المدينة، تحركت المانا داخل الدرع العملاق نحو مخابئ المقاومة – مما جعل هؤلاء الآلاف من الرجال والنساء يبرزون – أين كشفت عن صغر حجم قواتهم.

“دمروه” أمرت مركزة كل قوتي على الضرب مرة أخرى.

“حتى هم يعرفون أن المعركة خاسرة فقد فرت معظم قواتهم بالفعل!”.

ظهرت دروع العدو في كل مكان مع موجة النيران والتعاويذ كهجوم مضاد، إنطلقت صاعقة زرقاء من الأرض في إتجاهي لكن عندما وصلت إلي تجمدت الشرارة الكهربائية وبقيت في الهواء، عادت الموجة على نفس مسار صاعقة البرق بحوالي 50 قدمًا تحتي متحركة نحو الأرض.

جاء الرد في هدير مدوي مع 20 ألف صوت عال لصرخة معركة تصم الآذان حيتها إستدرت وضغطت بإحدى يدي على الحاجز.

في لحظة شعرت وكأن عمري تلاشى.

تم ربط قوة صاحب السيادة من خلال مئات الأميال من القوة الدفاعية التي تدفع ضد بقية العالم، قام وعيي بتتبع خطوطها وصولاً إلى أديلغارد أسفل شبكة المانا نحو قلب ألة سيريس حيث يوجد أولريث فريترا بنفسه، إستطعت أن أشعر به – البطارية التي يعمل بها كل هذا – لكن هذا كل شيء لم يكن لدي أي إحساس بما فعلوه به.

شيء ما إنكسر بداخلي.

هذه المرة عندما حولت حواسي إتجاه المانا صار رد فعلها مثل الأوراق التي تنمو بإتجاه ضوء الشمس، توجهت جزيئات المانا الفردية التي تشكل الحاجز نحوي وإرتجفت البنية بأكملها، شددت أصابعي ملامسة الدرع وحينما سحبت يدي خرجت معها قبضة من الطاقة غير المادية متلألئة مثل اليراعات في كآبة الفجر، فتحت يدي وتركت المانا تتدفق بين أصابعي إلا أن ذابت في شكلها الأساسي، إتسعت الفتحة الموجودة في الدرع وإشتعلت الحواف بضوء أبيض وامض، زحف الضوء على السطح اللامع وإتسعت الحفرة لتزداد سرعتها مع كل ثانية تمر.

أعطتني المنجل نفس الإبتسامة – المحبطة التي لا تندهش – والتي رأيتها مرات عديدة من قبل.

على الرغم من أن جنودي لم يتمكنوا من رؤية وجهي إلا أني ركزت ملامحي في تعبير عن التصميم الهادئ – أنا قائدة على رأس جيش ولست طفلة كما تعتقد سيريس، مهما كان المكان الذي تختبئ فيها آمل أن ترى هذا ما عملت جاهدة على إنشائه لسنوات دمرته في لحظة.

كنت على الأرض رغم أنني لم أتذكر السقوط.

إتسعت الفجوة في الدرع حتى وصل عرضها إلى بضع مئات من الأقدام مما فتح الطريق أمام جنودي لكنني لم أمر بالهجوم على الفور، إتبع خط نظري الحافة المتراجعة حتى فاجأني إنفجار الدرع مثل الفقاعة ففي لحظة كان هنا والأن…

“أيها المحاربون! اليوم ستقاتلون من أجل روح قارتكم… هذه ليست حربا بل إستصلاح فقد حاول هؤلاء الخونة كسر ألاكريا نفسها عن طريق زرع الأكاذيب والشقاق لكن أنظروا!”.

“لقد أعلن صاحب السيادة العليا أن أي ساحر أو عامي أو عبد أدار ظهره لهذه القارة لا يستحق العيش فيها… لا رحمة” أخذت نفسا عميقا ببطئ “هجوم!”.

“أيها المحاربون! اليوم ستقاتلون من أجل روح قارتكم… هذه ليست حربا بل إستصلاح فقد حاول هؤلاء الخونة كسر ألاكريا نفسها عن طريق زرع الأكاذيب والشقاق لكن أنظروا!”.

تبع ضجيج إطلاق المقاليع أمري مثل الهتاف بينما الذخيرة المشبعة تتطاير في الهواء متجاوزة المكان الذي كان فيه الدرع ومحطمة المباني في النصف الغربي من المدينة، تكسرت الحجارة القاسية وأرسلت شظايا مميتة لعشرات الأقدام مفجرة براميل من السائل القابل للإشتعال، تطايرت في المناطق المحيطة مما أدى إلى إشتعالها على الفور وإنتشار النيران في المدينة، تجمعت مجموعات من بلورات المانا في أقواس وتفجرت بسبب قوة هبوطها لتنهار عدة مباني كاملة.

أحسست بإعوجاج تيمبوس الذي تقف عليه يسحبها بعيدًا.

موجة صدمة من الضوضاء والمانا تموجت أمامي.

“ما هذا؟” سألت وشعرت أن وجهي محمر لأنني أدركت أن سيريس قد أنشأت نوعًا من الفخ بعد كل شيء لكنني لم أفهم ما نوعه بعد.

ظهرت دروع العدو في كل مكان مع موجة النيران والتعاويذ كهجوم مضاد، إنطلقت صاعقة زرقاء من الأرض في إتجاهي لكن عندما وصلت إلي تجمدت الشرارة الكهربائية وبقيت في الهواء، عادت الموجة على نفس مسار صاعقة البرق بحوالي 50 قدمًا تحتي متحركة نحو الأرض.

“لفترة طويلة جدًا كانت ألاكريا بمثابة ملعب للآلهة المجانين” قالت سيريس بصوت عالٍ بما يكفي لسماعها – رغم الإنفجار الإرتجاجي للعديد من التعويذات – دون توجيه الكلام لشخص محدد “يُوَلِدون الناس مثل الوحوش ويخصصون لنا الهدف من حياتنا عند الولادة على أساس نقاء الدم فقط ويطردون من لا يلبي إحتياجاتهم لكن في الحقيقة حياتنا اليومية أسوأ بكثير مما يعرفه أي شخص”.

إنفجرت العشرات من النيران الصغيرة للخارج من نقطة التأثير وشعرت أن العديد من توقيعات المانا تتلاشى.

نظرت إلى الأسفل بإتجاه مركز تشكيل جنودي على الأرض وقلت “إيشيرون أنت في القيادة وتعرف الأوامر”.

تلوى شيء في أحشائي بشكل غير مريح.

“مرحبا” قال دراغوث ملوحا لسيريس ومال بلا مبالاة في إتجاه إحدى الخزانات.

‘أعتقد أن الموت السريع في المعركة أفضل من أسابيع التعذيب والمجاعة في أعماق تايغرين كالوم’.

شهقت لاهثة والدموع تتدفق على خدي.

“لا يوجد سبب لبقائنا هنا” قال نيكو معيدا إياي إلى المعركة “سينظف جانبنا هذا المكان بسرعة كافية بدون مساعدتنا”.

شد الألم حواسي بعيدًا عن وجهه الشاحب المتعرق نحو نواتي مرة أخرى…

تقود ميلزري قوة من الغرب للإستيلاء على قاعدة عمليات سيريس في سانديرين بينما قام دراغوث والجنود من فيكور بدوريات في هوة فريترا لمنع أي إنسحاب جماعي.

شعرت أنني أغرق تحت الأمواج التي أمسكت بي وحاولت جذبي للأسفل.

نظرت إلى الأسفل بإتجاه مركز تشكيل جنودي على الأرض وقلت “إيشيرون أنت في القيادة وتعرف الأوامر”.

“لقد تابعنا معظم كابلات المانا لأسفل بعدة مستويات لكننا لم نتمكن من تجاوز أخر باب، نعتقد أنه يؤدي إلى الشيء الذي يمنح القوة للدرع” أجاب الرجل بصوت واثق قليلاً.

سافر صوتي عبر الريح مباشرة إلى أذني خادم دراغوث.

إشتعلت النيران.

“نعم أيتها الإرث” بدا رده ضعيفًا وبعيدًا.

طار نيكو بجانبي محلقين خارج الحاجز الوقائي المحيط بالنصف الغربي من سيز كلار، خلفنا ملأ 20 ألف جندي من جيش الأكريا المخلصين شوارع روزاري، تمتد المدينة على نصفي السيادة حيث قام الدرع الشفاف بتقسيمها بدقة.

“دعنا لا نضيع المزيد من الوقت” نظرت إلى نيكو وأومأت برأسي.

وراء الصفوف الأولى من الأسطوانات تم عزل مركز المختبر بدرع على شكل قبة وحينما رأيت لون دخاني كثيف بشكل لا يصدق تعرفت على مصدر المانا، مشيت للأمام بين الأسطوانات الزرقاء الساطعة التي تصدر فقاعات بصمت حيث ظهر خزان أكبر مباشرة في وسط المنطقة المحمية، طفى أورليث فريترا داخله بنظرة ضائعة ووجهه خال من الفكر أو التعبير – على الأقل ظهر هذا على أحد رؤوسه – أما الآخر فهو مفقود تمامًا ولم يبقَ شيء سوى جذع عارٍ لعنق إلتئم في ندبة دموية.

طرنا على إرتفاع أعلى متجهين شمالًا وعندما وصلنا إلى قمة المنحدرات فوق روزاري حلقت عدة عشرات من التعاويذ – أسهم من السحر الأخضر والأزرق والأحمر والأسود – داخل سلسلة من المخابئ المغطاة.

إنفجر دراغوث ضاحكا “دراغوث الغبي تفوق على خطط سيريس من سيتوقع هذا؟”.

بشخير من الإنزعاج أمسكت خيوط كل تعويذة وسحبتها عن مسارها مجبرة إياها على التجمع في الهواء أمامنا، لمعت عصا نيكو بالضوء الأحمر حيث قام بتحريكها في الهواء أمامه أين قصفت كرات من النيران الزرقاء المخابئ مما أدى إلى تحطيم دروعهم وإنهيار المباني المعززة على السحرة بداخلها، بتكثيف كل التعاويذ المجمعة في عاصفة من الرصاص متعدد العناصر أرسلتهم مرة أخرى نحو المتبقين في المخابئ متخلصة من تواقيع المانا القليلة المتبقية التي إستطعت إكتشافها.

–+–

توقف نيكو في مكانه للحظة مراقبا أي نشاط آخر لكن يمكنني القول أن المباني تحته لم تعد واضحة.

ترجمة : Ozy.

“تعال هؤلاء الجنود غير مهمين هدفنا الحقيقي ينتظرنا في أديلغارد ما لم تكن قد هربت بالفعل”.

نظرت إلى الأسفل بإتجاه مركز تشكيل جنودي على الأرض وقلت “إيشيرون أنت في القيادة وتعرف الأوامر”.

“هذا دفاع رمزي” قال نيكو بعناية كما لو أنه لم يسمع ما قلته “حتى مع إستبعاد وجود أي منجل أو خدم – أو أنت – لا يكفي هذا التحصين الضئيل ليوم واحد ضد أرقامنا المتفوقة فأين جيوشها؟”.

إنسكب سائل سميك مزرق على الأرض وملأ المختبر برائحة نفاذة.

“سوف نكتشف ذلك قريبًا” أجبته مسرعة إلى الأمام بينما أشعر به يتبعني بتعويذة الرياح التي إستخدمها.

ومع ذلك كنت حريصة على وضع حد للأشياء بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى أديلغارد حيث مقر سيريس ومصدر طاقة الدرع، إن سيريس ماكرة لذا أشك في أنني سأجدها واقفة على شرفة منزلها في إنتظاري بعد كل شيء تمكنت من خداع والقبض على صاحب السيادة، عندما ظهرت المدينة فوجئت برؤية الدخان والنار يتصاعد من عدة مواقع مختلفة في جميع الأنحاء مع توقيع مانا قوي يشع من الحافة الشرقية للمدينة.

الريف الشمالي لروزاري مليئ بالمستوطنات الصغيرة والعقارات الخاصة ولكن لا توجد مواقع محصنة إضافية، سافرنا بأقصى سرعة شمالًا وغربًا وعندما إقتربنا من سانديرين شعرت بالمعركة قبل وقت طويل من رؤيتها، بقيت أنا ونيكو شرق المدينة ولم نعتزم إشراك أنفسنا لأن ميلزري وماوار ستقومان بالأشياء بشكل مرتب.

الأن صار الدرع مختلفًا في نظري فسابقا بدا متراصا بطريقة لا يمكن تفسيرها أما حاليا يمكنني رؤيته بوضوح، علامات مانا البازيليسك واضحة مثل بقع الدم والمرؤوسين من السهل ملاحظة شكلهم من الأساس، على الجانب الآخر من الدرع لم أشعر سوى بمقاومة ضئيلة فقد إختبأ المتمردون الخونة داخل مواقع يمكنهم الدفاع عنها في جميع أنحاء المدينة لكننا نفوقهم عددًا بخمسة إلى واحد.

بإمكاني أنا ونيكو إختراق الدرع بالقرب من أديلغارد كما فعلت من قبل وتجنب مئات الأميال من الطيران، إلا أن الجزء الأكبر من جيشنا إضطر للهجوم على الأرض من روزاري وكنت أرغب في رؤيتهم لي أحطم الدرع، بالإضافة إلى ذلك هذه فرصة لإكتساح على طول السيادة وجعل وجودي معروفًا للناس والمواطنين والسحرة المتمردين على حد سواء.

إنهارت نواتي…

ومع ذلك كنت حريصة على وضع حد للأشياء بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى أديلغارد حيث مقر سيريس ومصدر طاقة الدرع، إن سيريس ماكرة لذا أشك في أنني سأجدها واقفة على شرفة منزلها في إنتظاري بعد كل شيء تمكنت من خداع والقبض على صاحب السيادة، عندما ظهرت المدينة فوجئت برؤية الدخان والنار يتصاعد من عدة مواقع مختلفة في جميع الأنحاء مع توقيع مانا قوي يشع من الحافة الشرقية للمدينة.

قبل أن تتمكن من الرد دفعت يدي إلى الدرع ومزقته أو بالأحرى حاولت ذلك لكنها قاومتني.

“دراغوث وصل بالفعل” لاحظ نيكو بحزن ملقيا نظرة خاطفة علي.

لمع السيف وسقط رأس أورليث المتبقي على الأرض ليسترخي في السائل وعيناه بلا بصر تحدقان في وجهي.

أبقيت تعبيري صامتًا “غير مهم طالما أنه لم يدع سيريس تفلت من أيدينا بتجاهل واجباته”.

إنسكب سائل سميك مزرق على الأرض وملأ المختبر برائحة نفاذة.

كل المناجل – بإستثناء نيكو بالطبع – تشعر بالمرارة والإحباط من منصبي لذا سارعوا للحصول على أي إشادة صغيرة يمكن أن يجدوها، كل منهم يأمل في إستبدال كاديل بصفته اليد اليمنى لأغرونا وإثبات أنهم يستحقون مركزهم، لم يكن من المستغرب أن دراغوث قد إنتهز هذه الفرصة للفوز بالنصر لنفسه لكن لا يهم بالنظر إلى حجم الحرب القادمة لم تعد المناجل ذات صلة في نظري، عندما إقتربنا من ملكية سيريس المطلة على بحر هوة فريترا لاحظت أخيرًا دراغوث يحلق فوق العقار وذراعيه متقاطعتان بينما يراقبنا نقترب.

“إنها تصور هذا” قال نيكو وهو ينظر من لوحة إلى أخرى “لكن لا…”.

“أنت خارج الموقع دراغوث” تحدث نيكو عندما إقتربنا بما يكفي.

هز دراغوث رأسه “ومع ذلك فإن أعماق الملكية محمي بالدروع قد تكون مختبئة هناك إذا كنت أعرفها حقا سيكون لديها بعض الحيل في جعبتها”.

طفى دراغوث لأعلى بمقدار قدم أو نحو ذلك بينما ينظر إلى نيكو من أسفل أنفه “لدي جاسوس في المدينة قبل سقوط الدروع أخبرني عن نشاطهم، بما أنك أخرتِ جولتك في السيادة إعتقدت أنه من الأفضل إغلاق المدينة للتحضير لوصولك أيتها الإرث…” أعطاني إيماءة ساخرة “لا تزال سفن وجنود فيكور يقومون بدوريات في البحر ولكن إذا كان الجرذان يفرون من سفنهم الغارقة فإننا لم نرهم”.

هناك أيدي تشدني وتمسك وجهي وتجبر رأسي على الإلتفاف لكن الملامح الحادة والمذعورة التي تحدق في وجهي لم ترتب بشكل صحيح.

‘ربما هذا لأنك لا تستطيع أن ترى ما وراء حدود مؤخرتك’ فكرت.

طلع الفجر تقريبا وهب نسيم بارد من بحر هوة فريترا رافعا الشعر الرمادي الفضي الذي لم أصبغه أبدًا.

سألت بصوت عالٍ “هل كانت هناك أي علامة على سيريس؟”.

لكن حال نواتي أسوأ… أسوأ بكثير.

هز دراغوث رأسه “ومع ذلك فإن أعماق الملكية محمي بالدروع قد تكون مختبئة هناك إذا كنت أعرفها حقا سيكون لديها بعض الحيل في جعبتها”.

توقفت سيريس لتراقبني وملأ الحزن ملامحها لأنها أدركت خسارتها “بدأ أغرونا حربًا مع أرض الآلهة إفيوتس لكنه لا يتوقع منكم الفوز في القتال لأجله ولا من دماء فريترا ولا مناجله أو حتى أطيافه، سيحرقنا جميعًا كوقود لطموحه لأنه لا يريد أن يكون لورد للكائنات الأدنى بل ينوي أن يصبح ملك الأزوراس”.

“لا أهتم بحيلها” قلت ولم أحاول إخفاء غضبي من منجل فيكوريان “إنتهى الأمر”.

أعطتنا سيريس فقط إبتسامة مهينة لجهودنا.

“بالفعل حقيقة أنني تمكنت من قلب أحد أتباعها تشير إلى أنها فقدت لمستها” ضحك دراغوث “صنع نقطة ضعف بسبب شخص غير معروف من القارة الأخرى… لا عجب أنها سقطت لهذه الدرجة”.

وراء الصفوف الأولى من الأسطوانات تم عزل مركز المختبر بدرع على شكل قبة وحينما رأيت لون دخاني كثيف بشكل لا يصدق تعرفت على مصدر المانا، مشيت للأمام بين الأسطوانات الزرقاء الساطعة التي تصدر فقاعات بصمت حيث ظهر خزان أكبر مباشرة في وسط المنطقة المحمية، طفى أورليث فريترا داخله بنظرة ضائعة ووجهه خال من الفكر أو التعبير – على الأقل ظهر هذا على أحد رؤوسه – أما الآخر فهو مفقود تمامًا ولم يبقَ شيء سوى جذع عارٍ لعنق إلتئم في ندبة دموية.

نزلت إلى إحدى الشرفات المفتوحة في الملكية ورأيت جنود دراغوث ينهبون المكان ويسحبون أي شيء له قيمة ثم يجمعونه في أكوام، ساحر واحد لفت إنتباهي حيث وقف منتبهاً وكأنه ينتظر وصولنا بمظهر غير ملحوظ بشكل عام ولكن هناك إزدواجية غريبة بالنسبة له، إحدى عينيه حمراء مع قرن قصير عالق في شعره الأسود وعلى الجانب الآخر لديه عين بنية اللون مع قرن محطم لم يتبق منه سوى جذع خشن نصف مخفي، لم يتوانى عند إقترابنا مثل معظم الجنود وبدلاً من ذلك تحرك بخطوة خلف دراغوث كما لو أنه ينتمي إلى هناك.

كل المناجل – بإستثناء نيكو بالطبع – تشعر بالمرارة والإحباط من منصبي لذا سارعوا للحصول على أي إشادة صغيرة يمكن أن يجدوها، كل منهم يأمل في إستبدال كاديل بصفته اليد اليمنى لأغرونا وإثبات أنهم يستحقون مركزهم، لم يكن من المستغرب أن دراغوث قد إنتهز هذه الفرصة للفوز بالنصر لنفسه لكن لا يهم بالنظر إلى حجم الحرب القادمة لم تعد المناجل ذات صلة في نظري، عندما إقتربنا من ملكية سيريس المطلة على بحر هوة فريترا لاحظت أخيرًا دراغوث يحلق فوق العقار وذراعيه متقاطعتان بينما يراقبنا نقترب.

توقف العديد من السحرة عما يفعلونه وإتخذوا تشكيلًا حول الإثنين.

قال شيئًا آخر لكن كلماته ضاعت تحت طنين أذني.

“ماذا إكتشفت هنا يا وولفروم؟” سأل دراغوث.

“إبقوا هنا أيها الرجال” قال دون الحديث عن الجزء الخفي الذي إكتشفناه أنا ونيكو: أيا كانت الحالة التي فيها السيادة أورليث أردنا أن يراه عدد قليل من الناس حسب الضرورة.

“لقد تابعنا معظم كابلات المانا لأسفل بعدة مستويات لكننا لم نتمكن من تجاوز أخر باب، نعتقد أنه يؤدي إلى الشيء الذي يمنح القوة للدرع” أجاب الرجل بصوت واثق قليلاً.

“أيا كان السحر الذي يدخل في هذا الباب فإننا لم نتمكن من كسره” قال وولفروم “لقد أرسلت في طلب العديد من السحرة لمساعدتنا في…”.

“خذنا إلى الباب إذا كان هذا هو ما تريده الإرث” رد دراغوث.

بدت الجاذبية وكأنها تتغير ببطء على الجانبين مثل تسريب سفينة على وشك الغرق.

توقفت بعد أن مشيت عبر ممر كبير متصل ومغطى بلوحات خيالية، بدلاً من الرد قمت فقط بالتلويح بيدي حينها تحرك الشاب وولفروم من الدماء العليا ريدواتر وهرع أمامي دون أن يقابل عيني، قادنا عبر عدة غرف حتى وصلنا إلى سلم شديد الإنحدار وبمرور الوقت الذي إتبعنا فيه الدرج الضيق لأسفل علمت أننا يجب أن نكون في عمق الجرف تحت منزل سيريس، “الباب” المعني عبارة عن مربع حديدي سميك داخل الجدار والعلامة الوحيدة على كيفية فتحه عبارة عن بلورة مانا خافتة مثبتة على الحائط القريب.

إتسعت عيناها قليلاً ثم أدارت وجهها بعيدًا عني في الوقت نفسه أضاءت العديد من بلورات الإسقاط حول المختبر، صدمت عندما رأيت الصور التي تنعكس في عدة شاشات: ظهرت سيريس من خلال ضباب رمادي باهت تنظر بجدية إلى قطعة تسجيل وأنا بجانبها أتصبب عرقاً تحت هالة من اللهب عديم اللون مكافحة ضد درعها مثل طفل يحاول القيام بخطوته الأولى، تغيرت الصورة وأظهرت الدرج خارج المختبر مع التركيز على التعبيرات المنزعجة لجنودي وهم يتبادلون النظرات أو يتراجعون ثم تغيرت مرة أخرى إلى وجه السيادي أورليث.

“أيا كان السحر الذي يدخل في هذا الباب فإننا لم نتمكن من كسره” قال وولفروم “لقد أرسلت في طلب العديد من السحرة لمساعدتنا في…”.

إندفعت نيران الشبح إلى يدي وقابلت عيني سيريس.

إستطعت أن أشعر بالمانا التي تسكن البلورة وكذلك المانا المخزنة في الجهاز فوق الباب التي من شأنها أن تسحبه إلى الحائط مع سلسلة من المشابك تثبته في الأسفل مما يمنعه من الفتح بقوة، الباب نفسه محصن بشدة ضد القوة السحرية لكن الآليات المرفقة تعتمد على نظام إدخال المانا وبالتالي يسهل التلاعب بها من قبلي على الأقل، دفعت المانا لإغلاق المشابك ثم قمت بتنشيط آلية السلسلة حيث تحرك الباب قليلاً مما جعل الأرضية تهتز ورفع إلى التجويف فوقه بصوت خفيف، المكان خلفه عبارة عن مختبر من نوع ما مضاء بضوء أزرق بارد مع أسطوانات زجاجية ضخمة مليئة بسائل متوهج.

لكن حال نواتي أسوأ… أسوأ بكثير.

تدلت كميات لا تصدق من المانا داخل السائل الذي إرتجف في وجودي.

موجة صدمة من الضوضاء والمانا تموجت أمامي.

“إنتظروا هنا” أمر نيكو الجنود قبل أن يخطو بحذر عبر الباب.

على الرغم من أن جنودي لم يتمكنوا من رؤية وجهي إلا أني ركزت ملامحي في تعبير عن التصميم الهادئ – أنا قائدة على رأس جيش ولست طفلة كما تعتقد سيريس، مهما كان المكان الذي تختبئ فيها آمل أن ترى هذا ما عملت جاهدة على إنشائه لسنوات دمرته في لحظة.

“لا تتظاهر بإعطاء جنودي الأوامر بينما أنا…” لعن دراغوث لكنه رأى عبوسي.

توقفت سيريس لتراقبني وملأ الحزن ملامحها لأنها أدركت خسارتها “بدأ أغرونا حربًا مع أرض الآلهة إفيوتس لكنه لا يتوقع منكم الفوز في القتال لأجله ولا من دماء فريترا ولا مناجله أو حتى أطيافه، سيحرقنا جميعًا كوقود لطموحه لأنه لا يريد أن يكون لورد للكائنات الأدنى بل ينوي أن يصبح ملك الأزوراس”.

ظهر الإعتراف ببطء على وجه المنجل العريض.

ومع ذلك كنت حريصة على وضع حد للأشياء بحلول الوقت الذي نصل فيه إلى أديلغارد حيث مقر سيريس ومصدر طاقة الدرع، إن سيريس ماكرة لذا أشك في أنني سأجدها واقفة على شرفة منزلها في إنتظاري بعد كل شيء تمكنت من خداع والقبض على صاحب السيادة، عندما ظهرت المدينة فوجئت برؤية الدخان والنار يتصاعد من عدة مواقع مختلفة في جميع الأنحاء مع توقيع مانا قوي يشع من الحافة الشرقية للمدينة.

“إبقوا هنا أيها الرجال” قال دون الحديث عن الجزء الخفي الذي إكتشفناه أنا ونيكو: أيا كانت الحالة التي فيها السيادة أورليث أردنا أن يراه عدد قليل من الناس حسب الضرورة.

بدلاً من دفع المانا في محاولة للسيطرة عليها قمت بسحبها إلي.

ربطت الأنابيب الزجاجية العديد من هذه الأسطوانات ببعضها البعض مع مجموعة متنوعة من الأجهزة والتحف الملحقة بالجدران، لم يكن أي منها منطقيًا بالنسبة لي حيث إنتشرت بلورات الإسقاط الفارغة على الجدران مثل العيون غير المرئية بين المعدات الأخرى، ألقيت نظرة خاطفة على نيكو: عيناه تتحركان بسرعة عبر المختبر وفمه مفتوح قليلاً – تمنيت للحظة أن أمنحه مزيدًا من الوقت للإستمتاع – لكن هناك شيء أكثر إلحاحًا للعناية به.

“مرحبا” قال دراغوث ملوحا لسيريس ومال بلا مبالاة في إتجاه إحدى الخزانات.

وراء الصفوف الأولى من الأسطوانات تم عزل مركز المختبر بدرع على شكل قبة وحينما رأيت لون دخاني كثيف بشكل لا يصدق تعرفت على مصدر المانا، مشيت للأمام بين الأسطوانات الزرقاء الساطعة التي تصدر فقاعات بصمت حيث ظهر خزان أكبر مباشرة في وسط المنطقة المحمية، طفى أورليث فريترا داخله بنظرة ضائعة ووجهه خال من الفكر أو التعبير – على الأقل ظهر هذا على أحد رؤوسه – أما الآخر فهو مفقود تمامًا ولم يبقَ شيء سوى جذع عارٍ لعنق إلتئم في ندبة دموية.

“ها نحن هنا مرة أخرى” قلت ملقية نظرة سريعة على يساري.

وقفت فريستي بجانب الخزان بشعرها اللؤلئي ورداء المعركة الأسود.

إتسعت عيناها قليلاً ثم أدارت وجهها بعيدًا عني في الوقت نفسه أضاءت العديد من بلورات الإسقاط حول المختبر، صدمت عندما رأيت الصور التي تنعكس في عدة شاشات: ظهرت سيريس من خلال ضباب رمادي باهت تنظر بجدية إلى قطعة تسجيل وأنا بجانبها أتصبب عرقاً تحت هالة من اللهب عديم اللون مكافحة ضد درعها مثل طفل يحاول القيام بخطوته الأولى، تغيرت الصورة وأظهرت الدرج خارج المختبر مع التركيز على التعبيرات المنزعجة لجنودي وهم يتبادلون النظرات أو يتراجعون ثم تغيرت مرة أخرى إلى وجه السيادي أورليث.

“لقد وعدت أنني سآتي من أجلك يا سيريس وها أنا ذا”.

“كفى!” صرخت مرة أخرى وطلبت من نيكو ودراغوث والصبي ذو القرن الواحد “تراجعوا”.

أعطتني المنجل نفس الإبتسامة – المحبطة التي لا تندهش – والتي رأيتها مرات عديدة من قبل.

– سيسيليا :

“مرحبا” قال دراغوث ملوحا لسيريس ومال بلا مبالاة في إتجاه إحدى الخزانات.

توقف نيكو في مكانه للحظة مراقبا أي نشاط آخر لكن يمكنني القول أن المباني تحته لم تعد واضحة.

لم تعطي سيريس لدراغوث سوى لمحة عابرة قبل التركيز على ساحر فريترا الشاب.

بدلاً من دفع المانا في محاولة للسيطرة عليها قمت بسحبها إلي.

“كل هذا الوقت وولف؟ هل علمتك القليل جدًا؟”.

إنهارت نواتي…

رفع ذقنه محدقا بشراسة في المنجل “لقد علمتني كل ما أحتاجه لأهزمك معلمتي هذا كل ما أحتاجه منك”.

غرق الدم المتدفق في أذني مغطيا كل ما قاله نيكو لكنني هناك تقريبًا، في أي لحظة سيسقط الدرع وعندما يحدث ذلك سأستخدم مانا أورليث التي تم جمعها لتقسيم سيريس خلية بخلية.

إنفجر دراغوث ضاحكا “دراغوث الغبي تفوق على خطط سيريس من سيتوقع هذا؟”.

إستدرت فجأة وطرت لأعلى حتى تتمكن كل قواتي من رؤيتي، عندما تحدثت جاء صوتي من كل مكان في وقت واحد كأن كل جزيئ من مانا الغلاف الجوي قد صار بوقا ضخم.

نقرت سيريس بأظافرها بينما تنظر إلى الزوج من خلف درعها “بالكاد أعترف أن مشاعري مجروحة ولكن من الأفضل أن تثق وتخيب بدل أن لا تكون لديك هذه الإمكانية على الإطلاق… إلى جانب ذلك أعتقد أن كايرا نجحت في هروبها أليس كذلك؟”.

إنفجر دراغوث ضاحكا “دراغوث الغبي تفوق على خطط سيريس من سيتوقع هذا؟”.

“كفى” صرخت متقدمة نحو الدرع ومنزعجة أكثر من أن سيريس قد تجاهلتني لأجل تبادل الكلمات غير المجدية مع صبي صغير غاضب “إعتقدت أنك ذكية سيريس لكنك وضعت نفسك في مأزق وأنت الآن تعتمدين على خدعة قديمة تفوقت عليها بالفعل، أنا في الواقع أشعر بخيبة أمل نوعًا ما بالنظر إلى الحذر المخيف الذي يبدو أن جميع المناجل الأخرى يمنحونه لك”.

ربطت الأنابيب الزجاجية العديد من هذه الأسطوانات ببعضها البعض مع مجموعة متنوعة من الأجهزة والتحف الملحقة بالجدران، لم يكن أي منها منطقيًا بالنسبة لي حيث إنتشرت بلورات الإسقاط الفارغة على الجدران مثل العيون غير المرئية بين المعدات الأخرى، ألقيت نظرة خاطفة على نيكو: عيناه تتحركان بسرعة عبر المختبر وفمه مفتوح قليلاً – تمنيت للحظة أن أمنحه مزيدًا من الوقت للإستمتاع – لكن هناك شيء أكثر إلحاحًا للعناية به.

قبل أن تتمكن من الرد دفعت يدي إلى الدرع ومزقته أو بالأحرى حاولت ذلك لكنها قاومتني.

“لا يزال أورليث يسيطر بنشاط على هذه المانا” قالت سيريس مقتربة من الجانب المقابل لي “مع إنتشارها بشكل رقيق للغاية ومعالجتها مرحلة بمرحلة للوصول إلى الزوايا البعيدة لسيز كلار ضعفت سيطرته عليها لكن هنا هو قريب جدًا” أشارت إلى البازيليسك الذي يطفو خلفها “أعتقد أنك ستجدين صعوبة أكبر بكثير في إبعاد السيطرة عنه”.

“إسمعيني يا ألاكريا” تابعت سيريس وهي ترفع صوتها وكأنها تلقي خطابًا “لا تصدقي الأكاذيب التي قيلت لك… في أي وقت يجرؤ فيه أحد الألاكريان على التعبير عن معارضته لهذا النظام القاسي فإن القصة هي نفسها دائمًا، أنا لا أقاتل للإستيلاء على السلطة أو لزيادة مكانة سيز كلار أو حتى لأني أعتقد أنني أستطيع هزيمة أغرونا وحدي بل أحارب لأظهر لكم أنه ممكن، ربما تكون حضارتنا قد نمت في تربة فريترا النتنة وتم تقليمها بإفتقارهم إلى التعاطف والإنسانية لكنها سقيت بدمائنا، إنها حضارتنا وليست حضارة الأزوراس لقد حان الوقت للتخلي عن بقية السياديين يمكنكم أنتم وحدكم المطالبة بالسيادة على أنفسكم”.

إستخدمت تركيزي مع المانا لتجميع قوتي الكاملة حيث إصطدمت المانا بالمانا ليرتجف الدرع ومع ذلك لم ينكسر.

“لأولئك منكم الذين لا يصدقونني” تابعت سيريس وظهرت شفرة من المانا الداكنة في يدها “يمكننا تغيير قصة حياتنا ويمكننا أن نجعل السياديين ينزفون!”.

“دمروه” أمرت مركزة كل قوتي على الضرب مرة أخرى.

“إبقوا هنا أيها الرجال” قال دون الحديث عن الجزء الخفي الذي إكتشفناه أنا ونيكو: أيا كانت الحالة التي فيها السيادة أورليث أردنا أن يراه عدد قليل من الناس حسب الضرورة.

أرسل نيكو طلقات متعددة العناصر ومسامير حديدية نحو الدرع من جانب واحد بينما إستحضر دراغوث مطرقة حرب سوداء خشنة مغطاة برياح الفراغ وهجم مرارًا وتكرارًا على الحاجز.

“سيسيل يجب علينا…”.

أعطتنا سيريس فقط إبتسامة مهينة لجهودنا.

شعرت أنني أغرق تحت الأمواج التي أمسكت بي وحاولت جذبي للأسفل.

“لفترة طويلة جدًا كانت ألاكريا بمثابة ملعب للآلهة المجانين” قالت سيريس بصوت عالٍ بما يكفي لسماعها – رغم الإنفجار الإرتجاجي للعديد من التعويذات – دون توجيه الكلام لشخص محدد “يُوَلِدون الناس مثل الوحوش ويخصصون لنا الهدف من حياتنا عند الولادة على أساس نقاء الدم فقط ويطردون من لا يلبي إحتياجاتهم لكن في الحقيقة حياتنا اليومية أسوأ بكثير مما يعرفه أي شخص”.

تدفقت المانا نحوي وخنقتني.

بجواري توقف نيكو ناظرا حول الغرفة في إرتباك.

إختفى الدرع.

“لأن كل هذا – يعود وجودنا بالكامل لدماء أسلافنا الأوائل المعروفين – وسيلة لخلق شعب قوي بما يكفي بحيث يتمكن أغرونا من الوقوف على ظهورنا عندما يصل نحو هدفه النهائي” تابعت سيريس مستديرة إلى يسارها ولم تعد تنظر إلينا.

ظل نيكو هادئًا.

“كفى!” صرخت مرة أخرى وطلبت من نيكو ودراغوث والصبي ذو القرن الواحد “تراجعوا”.

الريف الشمالي لروزاري مليئ بالمستوطنات الصغيرة والعقارات الخاصة ولكن لا توجد مواقع محصنة إضافية، سافرنا بأقصى سرعة شمالًا وغربًا وعندما إقتربنا من سانديرين شعرت بالمعركة قبل وقت طويل من رؤيتها، بقيت أنا ونيكو شرق المدينة ولم نعتزم إشراك أنفسنا لأن ميلزري وماوار ستقومان بالأشياء بشكل مرتب.

دفعت يدي إلى الأمام وضغطت على الدرع مرة أخرى.

تبع ضجيج إطلاق المقاليع أمري مثل الهتاف بينما الذخيرة المشبعة تتطاير في الهواء متجاوزة المكان الذي كان فيه الدرع ومحطمة المباني في النصف الغربي من المدينة، تكسرت الحجارة القاسية وأرسلت شظايا مميتة لعشرات الأقدام مفجرة براميل من السائل القابل للإشتعال، تطايرت في المناطق المحيطة مما أدى إلى إشتعالها على الفور وإنتشار النيران في المدينة، تجمعت مجموعات من بلورات المانا في أقواس وتفجرت بسبب قوة هبوطها لتنهار عدة مباني كاملة.

ساد الهدوء في المختبر بإستثناء الضرب المتواصل للمعدات.

توقفت سيريس لتراقبني وملأ الحزن ملامحها لأنها أدركت خسارتها “بدأ أغرونا حربًا مع أرض الآلهة إفيوتس لكنه لا يتوقع منكم الفوز في القتال لأجله ولا من دماء فريترا ولا مناجله أو حتى أطيافه، سيحرقنا جميعًا كوقود لطموحه لأنه لا يريد أن يكون لورد للكائنات الأدنى بل ينوي أن يصبح ملك الأزوراس”.

بدلاً من دفع المانا في محاولة للسيطرة عليها قمت بسحبها إلي.

هز دراغوث رأسه “ومع ذلك فإن أعماق الملكية محمي بالدروع قد تكون مختبئة هناك إذا كنت أعرفها حقا سيكون لديها بعض الحيل في جعبتها”.

إنتشرت إبتسامة منتصرة على وجهي لأن سطح الدرع الدخاني بدأ ينحني، سيريس على حق لم أستطع كسر قبضة أورليث الصارمة على مانا فالسيادي قوي للغاية لكن يمكنني إستيعابها كما فعلت مع طائر العنقاء والسيادي كيروس.

تتألم…

توقفت سيريس لتراقبني وملأ الحزن ملامحها لأنها أدركت خسارتها “بدأ أغرونا حربًا مع أرض الآلهة إفيوتس لكنه لا يتوقع منكم الفوز في القتال لأجله ولا من دماء فريترا ولا مناجله أو حتى أطيافه، سيحرقنا جميعًا كوقود لطموحه لأنه لا يريد أن يكون لورد للكائنات الأدنى بل ينوي أن يصبح ملك الأزوراس”.

بدأ أورليث يتلوى داخل خزانه وشعرت بضعف في الدرع لذا ضاعفت جهودي ما زاد من النيران حولي.

تدفقت المانا نحوي لذا فتحت نفسي عليها بالكامل مستوعبة إياها حتى الإنفجار، أحاطت ألسنة اللهب الشبحية ببشرتي بينما أحرق المانا التي لم أستطع إحتوائها.

قال شيئًا آخر لكن كلماته ضاعت تحت طنين أذني.

“أنت مخطئة” تحدثت من خلال أسناني المطبقة “سأنتصر في حربه من أجله وبعد ذلك سأعود إلى الوطن”.

تبع ضجيج إطلاق المقاليع أمري مثل الهتاف بينما الذخيرة المشبعة تتطاير في الهواء متجاوزة المكان الذي كان فيه الدرع ومحطمة المباني في النصف الغربي من المدينة، تكسرت الحجارة القاسية وأرسلت شظايا مميتة لعشرات الأقدام مفجرة براميل من السائل القابل للإشتعال، تطايرت في المناطق المحيطة مما أدى إلى إشتعالها على الفور وإنتشار النيران في المدينة، تجمعت مجموعات من بلورات المانا في أقواس وتفجرت بسبب قوة هبوطها لتنهار عدة مباني كاملة.

“سيسيليا…” قال نيكو وبدا غير مرتاح متراجعا عني بخطوة.

بإمكاني أنا ونيكو إختراق الدرع بالقرب من أديلغارد كما فعلت من قبل وتجنب مئات الأميال من الطيران، إلا أن الجزء الأكبر من جيشنا إضطر للهجوم على الأرض من روزاري وكنت أرغب في رؤيتهم لي أحطم الدرع، بالإضافة إلى ذلك هذه فرصة لإكتساح على طول السيادة وجعل وجودي معروفًا للناس والمواطنين والسحرة المتمردين على حد سواء.

أدارت سيريس رأسها في إتجاهي ورفعت حاجبها قليلاً “أوه سيدة سيسيليا الإرث الذي ولد من عالم آخر سامحيني لكن هل إعتقدت أنني كنت أتحدث معك؟”.

“بالفعل حقيقة أنني تمكنت من قلب أحد أتباعها تشير إلى أنها فقدت لمستها” ضحك دراغوث “صنع نقطة ضعف بسبب شخص غير معروف من القارة الأخرى… لا عجب أنها سقطت لهذه الدرجة”.

إتسعت عيناها قليلاً ثم أدارت وجهها بعيدًا عني في الوقت نفسه أضاءت العديد من بلورات الإسقاط حول المختبر، صدمت عندما رأيت الصور التي تنعكس في عدة شاشات: ظهرت سيريس من خلال ضباب رمادي باهت تنظر بجدية إلى قطعة تسجيل وأنا بجانبها أتصبب عرقاً تحت هالة من اللهب عديم اللون مكافحة ضد درعها مثل طفل يحاول القيام بخطوته الأولى، تغيرت الصورة وأظهرت الدرج خارج المختبر مع التركيز على التعبيرات المنزعجة لجنودي وهم يتبادلون النظرات أو يتراجعون ثم تغيرت مرة أخرى إلى وجه السيادي أورليث.

“لقد وعدت أنني سآتي من أجلك يا سيريس وها أنا ذا”.

“ما هذا؟” سألت وشعرت أن وجهي محمر لأنني أدركت أن سيريس قد أنشأت نوعًا من الفخ بعد كل شيء لكنني لم أفهم ما نوعه بعد.

“ماذا إكتشفت هنا يا وولفروم؟” سأل دراغوث.

“إنها تصور هذا” قال نيكو وهو ينظر من لوحة إلى أخرى “لكن لا…”.

إنهارت نواتي…

“إسمعيني يا ألاكريا” تابعت سيريس وهي ترفع صوتها وكأنها تلقي خطابًا “لا تصدقي الأكاذيب التي قيلت لك… في أي وقت يجرؤ فيه أحد الألاكريان على التعبير عن معارضته لهذا النظام القاسي فإن القصة هي نفسها دائمًا، أنا لا أقاتل للإستيلاء على السلطة أو لزيادة مكانة سيز كلار أو حتى لأني أعتقد أنني أستطيع هزيمة أغرونا وحدي بل أحارب لأظهر لكم أنه ممكن، ربما تكون حضارتنا قد نمت في تربة فريترا النتنة وتم تقليمها بإفتقارهم إلى التعاطف والإنسانية لكنها سقيت بدمائنا، إنها حضارتنا وليست حضارة الأزوراس لقد حان الوقت للتخلي عن بقية السياديين يمكنكم أنتم وحدكم المطالبة بالسيادة على أنفسكم”.

بدأ أورليث يتلوى داخل خزانه وشعرت بضعف في الدرع لذا ضاعفت جهودي ما زاد من النيران حولي.

بدأ أورليث يتلوى داخل خزانه وشعرت بضعف في الدرع لذا ضاعفت جهودي ما زاد من النيران حولي.

ظهرت دروع العدو في كل مكان مع موجة النيران والتعاويذ كهجوم مضاد، إنطلقت صاعقة زرقاء من الأرض في إتجاهي لكن عندما وصلت إلي تجمدت الشرارة الكهربائية وبقيت في الهواء، عادت الموجة على نفس مسار صاعقة البرق بحوالي 50 قدمًا تحتي متحركة نحو الأرض.

“سيسيل يجب علينا…”.

طفى دراغوث لأعلى بمقدار قدم أو نحو ذلك بينما ينظر إلى نيكو من أسفل أنفه “لدي جاسوس في المدينة قبل سقوط الدروع أخبرني عن نشاطهم، بما أنك أخرتِ جولتك في السيادة إعتقدت أنه من الأفضل إغلاق المدينة للتحضير لوصولك أيتها الإرث…” أعطاني إيماءة ساخرة “لا تزال سفن وجنود فيكور يقومون بدوريات في البحر ولكن إذا كان الجرذان يفرون من سفنهم الغارقة فإننا لم نرهم”.

غرق الدم المتدفق في أذني مغطيا كل ما قاله نيكو لكنني هناك تقريبًا، في أي لحظة سيسقط الدرع وعندما يحدث ذلك سأستخدم مانا أورليث التي تم جمعها لتقسيم سيريس خلية بخلية.

قال شيئًا آخر لكن كلماته ضاعت تحت طنين أذني.

لا بد أنها شعرت بهذا أيضًا لأنها تقدمت فجأة نحو الخزان في المركز حيث إنطلقت صاعقة من الطاقة السوداء من يدها محطمة الزجاج.

إستدرت فجأة وطرت لأعلى حتى تتمكن كل قواتي من رؤيتي، عندما تحدثت جاء صوتي من كل مكان في وقت واحد كأن كل جزيئ من مانا الغلاف الجوي قد صار بوقا ضخم.

إنسكب سائل سميك مزرق على الأرض وملأ المختبر برائحة نفاذة.

قال شيئًا آخر لكن كلماته ضاعت تحت طنين أذني.

إنفصل جسد أورليث عن الأسلاك التي طعنت في جسده وسقط على الأرض مثل الجثة.

وبعدها إندفع الظلام وأصبح كل شيء أسود…

“لأولئك منكم الذين لا يصدقونني” تابعت سيريس وظهرت شفرة من المانا الداكنة في يدها “يمكننا تغيير قصة حياتنا ويمكننا أن نجعل السياديين ينزفون!”.

الريف الشمالي لروزاري مليئ بالمستوطنات الصغيرة والعقارات الخاصة ولكن لا توجد مواقع محصنة إضافية، سافرنا بأقصى سرعة شمالًا وغربًا وعندما إقتربنا من سانديرين شعرت بالمعركة قبل وقت طويل من رؤيتها، بقيت أنا ونيكو شرق المدينة ولم نعتزم إشراك أنفسنا لأن ميلزري وماوار ستقومان بالأشياء بشكل مرتب.

لمع السيف وسقط رأس أورليث المتبقي على الأرض ليسترخي في السائل وعيناه بلا بصر تحدقان في وجهي.

شد الألم حواسي بعيدًا عن وجهه الشاحب المتعرق نحو نواتي مرة أخرى…

إختفى الدرع.

إختفى الدرع.

إندفعت نيران الشبح إلى يدي وقابلت عيني سيريس.

غرق الدم المتدفق في أذني مغطيا كل ما قاله نيكو لكنني هناك تقريبًا، في أي لحظة سيسقط الدرع وعندما يحدث ذلك سأستخدم مانا أورليث التي تم جمعها لتقسيم سيريس خلية بخلية.

إنها عزلاء لكنها ما زالت تجمع المانا.

تتألم…

دفعت بكل هذه القوة مأثرة فيها.

طفى دراغوث لأعلى بمقدار قدم أو نحو ذلك بينما ينظر إلى نيكو من أسفل أنفه “لدي جاسوس في المدينة قبل سقوط الدروع أخبرني عن نشاطهم، بما أنك أخرتِ جولتك في السيادة إعتقدت أنه من الأفضل إغلاق المدينة للتحضير لوصولك أيتها الإرث…” أعطاني إيماءة ساخرة “لا تزال سفن وجنود فيكور يقومون بدوريات في البحر ولكن إذا كان الجرذان يفرون من سفنهم الغارقة فإننا لم نرهم”.

تجمعت مانا سيريس وبعد ذلك إختفت.

“نعم أيتها الإرث” بدا رده ضعيفًا وبعيدًا.

“لا!” صرخت وشعرت أن الوقت قد توقف بشكل مفاجئ.

“دمروه” أمرت مركزة كل قوتي على الضرب مرة أخرى.

أحسست بإعوجاج تيمبوس الذي تقف عليه يسحبها بعيدًا.

“أيها المحاربون! اليوم ستقاتلون من أجل روح قارتكم… هذه ليست حربا بل إستصلاح فقد حاول هؤلاء الخونة كسر ألاكريا نفسها عن طريق زرع الأكاذيب والشقاق لكن أنظروا!”.

إشتعلت النيران.

إتسعت عيناها قليلاً ثم أدارت وجهها بعيدًا عني في الوقت نفسه أضاءت العديد من بلورات الإسقاط حول المختبر، صدمت عندما رأيت الصور التي تنعكس في عدة شاشات: ظهرت سيريس من خلال ضباب رمادي باهت تنظر بجدية إلى قطعة تسجيل وأنا بجانبها أتصبب عرقاً تحت هالة من اللهب عديم اللون مكافحة ضد درعها مثل طفل يحاول القيام بخطوته الأولى، تغيرت الصورة وأظهرت الدرج خارج المختبر مع التركيز على التعبيرات المنزعجة لجنودي وهم يتبادلون النظرات أو يتراجعون ثم تغيرت مرة أخرى إلى وجه السيادي أورليث.

شيء ما إنكسر بداخلي.

توقفت بعد أن مشيت عبر ممر كبير متصل ومغطى بلوحات خيالية، بدلاً من الرد قمت فقط بالتلويح بيدي حينها تحرك الشاب وولفروم من الدماء العليا ريدواتر وهرع أمامي دون أن يقابل عيني، قادنا عبر عدة غرف حتى وصلنا إلى سلم شديد الإنحدار وبمرور الوقت الذي إتبعنا فيه الدرج الضيق لأسفل علمت أننا يجب أن نكون في عمق الجرف تحت منزل سيريس، “الباب” المعني عبارة عن مربع حديدي سميك داخل الجدار والعلامة الوحيدة على كيفية فتحه عبارة عن بلورة مانا خافتة مثبتة على الحائط القريب.

“ماذا؟” زأر دراغوث متقدمًا إلى الأمام أين ظهر إعوجاج تيمبوس المضمّن في الأرض.

هز دراغوث رأسه “ومع ذلك فإن أعماق الملكية محمي بالدروع قد تكون مختبئة هناك إذا كنت أعرفها حقا سيكون لديها بعض الحيل في جعبتها”.

قال شيئًا آخر لكن كلماته ضاعت تحت طنين أذني.

لم تعطي سيريس لدراغوث سوى لمحة عابرة قبل التركيز على ساحر فريترا الشاب.

بدت الجاذبية وكأنها تتغير ببطء على الجانبين مثل تسريب سفينة على وشك الغرق.

القشرة البيضاء الصلبة للعضو السحري تم سحبها إلى الداخل في جحيم المانا الذي إندلع الآن في عظامي.

تدفقت المانا نحوي وخنقتني.

غرق الدم المتدفق في أذني مغطيا كل ما قاله نيكو لكنني هناك تقريبًا، في أي لحظة سيسقط الدرع وعندما يحدث ذلك سأستخدم مانا أورليث التي تم جمعها لتقسيم سيريس خلية بخلية.

شعرت أنني أغرق تحت الأمواج التي أمسكت بي وحاولت جذبي للأسفل.

للحظة كنت أطفو في وسط كون أبيض فارغ كما لو أن الإنفجار قد مسح السحر ولم يترك ورائه شيئًا سواي.

لكن حال نواتي أسوأ… أسوأ بكثير.

توقف العديد من السحرة عما يفعلونه وإتخذوا تشكيلًا حول الإثنين.

كنت على الأرض رغم أنني لم أتذكر السقوط.

“ها نحن هنا مرة أخرى” قلت ملقية نظرة سريعة على يساري.

هناك أيدي تشدني وتمسك وجهي وتجبر رأسي على الإلتفاف لكن الملامح الحادة والمذعورة التي تحدق في وجهي لم ترتب بشكل صحيح.

“لأولئك منكم الذين لا يصدقونني” تابعت سيريس وظهرت شفرة من المانا الداكنة في يدها “يمكننا تغيير قصة حياتنا ويمكننا أن نجعل السياديين ينزفون!”.

من المفترض أن يكون نيكو كنت أعرف ذلك بعيدًا في ذهني لكنه لم يكن نيكو…

توقفت بعد أن مشيت عبر ممر كبير متصل ومغطى بلوحات خيالية، بدلاً من الرد قمت فقط بالتلويح بيدي حينها تحرك الشاب وولفروم من الدماء العليا ريدواتر وهرع أمامي دون أن يقابل عيني، قادنا عبر عدة غرف حتى وصلنا إلى سلم شديد الإنحدار وبمرور الوقت الذي إتبعنا فيه الدرج الضيق لأسفل علمت أننا يجب أن نكون في عمق الجرف تحت منزل سيريس، “الباب” المعني عبارة عن مربع حديدي سميك داخل الجدار والعلامة الوحيدة على كيفية فتحه عبارة عن بلورة مانا خافتة مثبتة على الحائط القريب.

شد الألم حواسي بعيدًا عن وجهه الشاحب المتعرق نحو نواتي مرة أخرى…

“سيسيل يجب علينا…”.

تتألم…

“لفترة طويلة جدًا كانت ألاكريا بمثابة ملعب للآلهة المجانين” قالت سيريس بصوت عالٍ بما يكفي لسماعها – رغم الإنفجار الإرتجاجي للعديد من التعويذات – دون توجيه الكلام لشخص محدد “يُوَلِدون الناس مثل الوحوش ويخصصون لنا الهدف من حياتنا عند الولادة على أساس نقاء الدم فقط ويطردون من لا يلبي إحتياجاتهم لكن في الحقيقة حياتنا اليومية أسوأ بكثير مما يعرفه أي شخص”.

تتشقق…

أعطتني المنجل نفس الإبتسامة – المحبطة التي لا تندهش – والتي رأيتها مرات عديدة من قبل.

النواة – نواتي – مغطاة بشبكة عنكبوتية من الشقوق المجهرية ولكن حتى هذا خاطئ لأنه بدلاً من دفع المانا داخل النواة إلى الخارج – كل هذه المانا من السائل الذي يغطي الأرض إلى الأسطوانات الضخمة ذات اللون الأزرق الفاتح والمعدات – تتسرب إلى نواتي والضغط يتزايد ويتزايد ويتزايد و…

“حتى هم يعرفون أن المعركة خاسرة فقد فرت معظم قواتهم بالفعل!”.

إنهارت نواتي…

“نعم أيتها الإرث” بدا رده ضعيفًا وبعيدًا.

في لحظة شعرت وكأن عمري تلاشى.

بجواري توقف نيكو ناظرا حول الغرفة في إرتباك.

القشرة البيضاء الصلبة للعضو السحري تم سحبها إلى الداخل في جحيم المانا الذي إندلع الآن في عظامي.

بإمكاني أنا ونيكو إختراق الدرع بالقرب من أديلغارد كما فعلت من قبل وتجنب مئات الأميال من الطيران، إلا أن الجزء الأكبر من جيشنا إضطر للهجوم على الأرض من روزاري وكنت أرغب في رؤيتهم لي أحطم الدرع، بالإضافة إلى ذلك هذه فرصة لإكتساح على طول السيادة وجعل وجودي معروفًا للناس والمواطنين والسحرة المتمردين على حد سواء.

شهقت لاهثة والدموع تتدفق على خدي.

في لحظة شعرت وكأن عمري تلاشى.

هناك شيء ما يحدث لكن لم يكن لدي سوى إحساس غامض بالحركة والصراخ واللكم ثم إنجذب إلى الداخل مرة أخرى.

إنهارت نواتي…

إختفت نواتي.

بجواري توقف نيكو ناظرا حول الغرفة في إرتباك.

كل تلك المانا جاءت مسرعة في إنفجار أبيض.

تدفقت المانا نحوي وخنقتني.

للحظة كنت أطفو في وسط كون أبيض فارغ كما لو أن الإنفجار قد مسح السحر ولم يترك ورائه شيئًا سواي.

لوحت نحو النصف المقابل من المدينة، تحركت المانا داخل الدرع العملاق نحو مخابئ المقاومة – مما جعل هؤلاء الآلاف من الرجال والنساء يبرزون – أين كشفت عن صغر حجم قواتهم.

وبعدها إندفع الظلام وأصبح كل شيء أسود…

ظهر الإعتراف ببطء على وجه المنجل العريض.

–+–

شعرت أنني أغرق تحت الأمواج التي أمسكت بي وحاولت جذبي للأسفل.

ترجمة : Ozy.

غرق الدم المتدفق في أذني مغطيا كل ما قاله نيكو لكنني هناك تقريبًا، في أي لحظة سيسقط الدرع وعندما يحدث ذلك سأستخدم مانا أورليث التي تم جمعها لتقسيم سيريس خلية بخلية.

في الوقت بعد مدة لأني أردت أن أشارككم غباء سيسيليا بسرعة…

إنفجرت العشرات من النيران الصغيرة للخارج من نقطة التأثير وشعرت أن العديد من توقيعات المانا تتلاشى.

“إسمعيني يا ألاكريا” تابعت سيريس وهي ترفع صوتها وكأنها تلقي خطابًا “لا تصدقي الأكاذيب التي قيلت لك… في أي وقت يجرؤ فيه أحد الألاكريان على التعبير عن معارضته لهذا النظام القاسي فإن القصة هي نفسها دائمًا، أنا لا أقاتل للإستيلاء على السلطة أو لزيادة مكانة سيز كلار أو حتى لأني أعتقد أنني أستطيع هزيمة أغرونا وحدي بل أحارب لأظهر لكم أنه ممكن، ربما تكون حضارتنا قد نمت في تربة فريترا النتنة وتم تقليمها بإفتقارهم إلى التعاطف والإنسانية لكنها سقيت بدمائنا، إنها حضارتنا وليست حضارة الأزوراس لقد حان الوقت للتخلي عن بقية السياديين يمكنكم أنتم وحدكم المطالبة بالسيادة على أنفسكم”.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط