Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 73

الفصل 1: الساحر مفطور القلب

الفصل 1: الساحر مفطور القلب

الفصل 1: الساحر مفطور القلب

“…شكرًا.”

 

 

يطلق على مدينة روزنبرج، التي تبعد رحلة شهرين شمال حدود أسورا بـ “بوابة الأراضي الشمالية”. فإذا لم يتم اعتبارها أكبر مدينة في دوقية بشيرانت، فستكون حتما في المرتبة الثانية. 

وبدون كلمة واحدة، التفتت وتوجهت إلى لوحة الإعلانات المركزية.

كما يوفر تصدير الأدوات السحرية منها إلى أسورا أكثر من نصف إيرادات البلاد بأكملها.

لم يكن المغامرون عادة مهتمين بالمغامرين الآخرين؛ لم يكونوا على استعداد لبذل قصارى جهدهم للتعرف على طفل لم يهتموا به.

“اذن هذا هو المكان…”

 وبعد لحظة أدركت أن الدموع كانت تتدفق على وجهي.

خرجت من العربة وتوقفت لإلقاء نظرة حولي. تلبدت السماء فوقي بالكامل بالغيوم البيضاء؛ وكانت الشوارع تعج بالمغامرين والتجار، حيث يبدو ان جميعهم مشغولون للغاية.

لن يكون من الممتع أن أصنع اسمًا لنفسي بمفردي في هذه المدينة شديدة البرودة المغطاة بالثلوج. وحتى لو تمكنت من أن أصبح مشهورًا محليًا، لم يكن هناك ما يضمن أنني سأعثر على زينيث بالفعل. في الواقع، ان الاحتمالات قاتمة. كانت فرقة البحث والإنقاذ في فيتوا منظمة كبيرة نسبيًا، وقد بحثوا عنها في كل مكان دون نجاح. يجب أن أكون محظوظًا بشكل لا يصدق للقيام بأي شيء أفضل.

 

لم يكن هناك الكثير من الأكشاك في المنطقة المجاورة لنا مباشرة. وكان ذلك بالتأكيد غير عادي. ربما تأتي العربات عبر مدخل مختلف عن المدخل الذي يستخدمه المغامرون المحليون؟ بعد التفكير مرة أخرى، سيحل المساء قريبًا. في مكان بهذا البرودة، لن يكون مفاجئًا أن يقوم التجار بإغلاق متاجرهم قبل غروب الشمس.

 ربما لذلك علاقة بالعربتين المليئتين بالبضائع التي أتينا بها إلى المدينة. البضائع التي تصل إلى هنا من مملكة أسورا عادة تفرض أسعارًا مرتفعة.

“يجب أن أحصل على بعض النوم …”

“…انها بارده.”

عدت إلى منطقة الاستقبال والورقة في يدي. “اعذرني. هل يمكنني أخذ هذه من فضلك؟”

ارتدى العديد من الأشخاص القادمين والمغادرين ملابس سميكة، بالتأكيد إن الأمر مفهوم نظرًا لبرودة الجو.

صعدت إلى الطابق الثالث، وجدت غرفتي، ودخلت إلى الداخل لألقي نظرة عليها

 يبدو أن الشتاء في هذه المنطقة كان ثلجيًا جدًا. سأضطر إلى شراء بعض معدات الطقس البارد المناسبة عاجلاً.

اتسعت عيون صاحب الحانة عندما أحصيت له عملاتي الفضية الأسورية الموجودة على مكتب الاستقبال. كان لدي انطباع بأنه لم يعجب بمظهري، لكنه على الأقل كان سعيدًا بأموالي.

ربما يجب أن أهتم بهذا الآن، في الحقيقة…

 

لا، العثور على نزل يأتي أولاً. ليس لدي الكثير من الأمتعة، لكن أي مغامر ذو خبرة يعلم أن تأمين قاعدة العمليات يجب أن يكون دائمًا على رأس أولوياته. 

إذا اتبعت نفس النهج العام هنا وصنعت اسمًا لنفسي كمغامر، فمن المحتمل أن أصبح مشهورًا في فترة قصيرة.

وبعد اتخاذ هذا القرار، انطلقت في شوارع روزنبرج.

 

لم يكن هناك الكثير من الأكشاك في المنطقة المجاورة لنا مباشرة. وكان ذلك بالتأكيد غير عادي. ربما تأتي العربات عبر مدخل مختلف عن المدخل الذي يستخدمه المغامرون المحليون؟ بعد التفكير مرة أخرى، سيحل المساء قريبًا. في مكان بهذا البرودة، لن يكون مفاجئًا أن يقوم التجار بإغلاق متاجرهم قبل غروب الشمس.

وبدون التفكير كثيرًا في الأمر، قمت بسحب الوظيفة ذات المرتبة A التي رأيتها أولاً. من المفترض أن هذه “اللوستر غريزلي” نوعًا من الدببة، لكن التفاصيل كانت غامضة نوعًا ما. 

ولم يمض وقت طويل حتى وجدت شارعًا تصطف على جانبيه النزل. لقد تجولت لفترة من الوقت في أتفقد  الأسعار المعلنة في الخارج، ولكن في النهاية اخترت واحدا عشوائيا

للموضفة نقطة. لن تحاول عادةً القضاء على مجموعة كاملة من الوحوش بنفسك. ومع ذلك، بدا الأمر وكأنه مخاطرة مقبولة بالنسبة لي.

يسمى المكان “نزل الدرع المستدير”، وكان يستهدف المغامرين من الفئة B. اسم غريب فعلا. كدت أن أخطئ بينه وبين متجر للدروع في البداية، نظرًا لأن اللافتة الأمامية كانت على شكل درع.

 وبعد لحظة أدركت أن الدموع كانت تتدفق على وجهي.

في العادة، كنت لأكتفي بمكان أرخص يستهدف الأشخاص المصنفين من الفئة C أو D، ولكن وفقًا لسوزان، فإن النزل الرخيصة الموجودة هنا لا تحتوي على تدفئة. يمكنك حرفيًا أن تتجمد حتى الموت في الشتاء، لذلك من الأفضل العثور على واحد للفئة B على أقل تقدير.

“…”

 لقد استمعت لبعض من محاضرات تلك المرأة، لكنها بالتأكيد أعطتني بعض شذرات المعرفة القيمة. علي أخذ موضوع “جمع المعلومات” برمته على محمل الجد.

“حسنًا، لنرى…” لقد كنت حاليًا مغامرًا من الرتبة A، تسمح لي قواعد النقابة أيضًا بالحصول على وظائف بمستوى أقل أو أعلى من ذلك. لم تكن هناك أي وظائف رتبة S منشورة في الوقت الحالي، لذا عليّ اختيار شيء ما من الرتبتين A أو B. ولحسن الحظ هناك قدر كبير من العمل المتاح. 

“همم؟”

 علي أن أتعلم كيفية التعامل مع هذا. إذا حققت هدفي هنا بالفعل، فسوف أجذب الانتباه سواء أردت ذلك أم لا.

عندما دخلت وجدت رجلاً يقوم بالتنظيف – من المفترض أنه المالك. ألقى الرجل نظرة واحدة عليّ وتجهم كما لو أنه رأى للتو صرصورًا يندفع على الأرض. ودي حقا.

“كيف يمكنني أن أجعل نفسي من المشاهير، رغم ذلك…؟” على أقل تقدير، أنا بحاجة إلى أن يعرف الكثير من الناس اسمي. لكن قول ذلك كان أسهل من فعله، أليس كذلك؟

“أريد غرفة لمدة شهر من فضلك.”

على الرغم من أن العديد من المغامرين يفضلون البقاء في مدينة واحدة، إلا أنك في بعض الأحيان تقابل مجموعات تكسب المال في طريقها إلى مكان آخر، كما فعلنا في القارة الشيطانيّة. ربما لو ركزت على التعرف على هؤلاء الناس…

“…مؤكد. سأحتاج إلى توقيعك وبصمة إبهامك هنا. بمجرد قيامك بالدفع، يمكنك الحصول على الغرفة الأخيرة في الطابق الثالث.

 

كان وجه صاحب الفندق أقل ترحيبًا، لكنه لم يتردد في إعطائي المفتاح وورقة تسجيل الوصول. لقد ملأت الاستمارة حسب الطلب، ثم دفعت مقدمًا تكلفة إقامتي بأكملها. ولحسن الحظ، إن عملة آسورا لا تزال جيدة في هذا المجال. قد أحتاج إلى استبدالها بالعملة المحلية في وقت ما، لكن هذا يمكن أن ينتظر. 

 

ومما أخبرتني به سوزان، كانت عملات آسورا أكثر موثوقية وأكثر قيمة على أي حال.

اتسعت عيون صاحب الحانة عندما أحصيت له عملاتي الفضية الأسورية الموجودة على مكتب الاستقبال. كان لدي انطباع بأنه لم يعجب بمظهري، لكنه على الأقل كان سعيدًا بأموالي.

 

لا أزال أحتفظ تقريبًا بكل الأموال التي كسبتها مع فريقي في رحلتنا من القارة الشيطانية إلى أسورا. كان ينبغي علينا تقسيم هذه الأموال بالتساوي بيننا نحن الثلاثة، لكن الأمر لم يسير بهذه الطريقة في النهاية. علاوة على ذلك، قمت أيضًا بتوفير القليل من المال الذي أعطاني إياه ألفونس للمساعدة في مخيم اللاجئين في فيتوا. 

أخذت الموظفة الورقة مع بطاقتي، ونظرت إليها ثم رمشت متفاجئا. 

لم تكن الإقامة لمدة شهر في نزل مثل هذا رخيصة تمامًا، ولكن في هذه المرحلة كان لا يزال لدي احتياطي مالي جيد. وبطبيعة الحال، لا يزال يتعين علي أن أبدأ في كسب النقود مرة أخرى في نهاية المطاف.

بشكل عام، يبدو أن قبول هذه المرأة من سوزان لعرضها هو الخطوة الأكثر ذكاءً. “حسنًا إذن… سأأتي معكم إذا كنتم ستستقبلونني.”

صعدت إلى الطابق الثالث، وجدت غرفتي، ودخلت إلى الداخل لألقي نظرة عليها

 

كان بها سرير وخزانة وطاولة وكرسي. نموذجية بما فيه الكفاية. الأشياء الوحيدة التي برزت في الغرفة للوهلة الأولى هي جدران الطوب العارية، والتي لا تراها كثيرًا في بلدان أخرى، والموقد الضخم الذي تم تركيبه في أحدها. 

“هاه؟ أم…أين فريقك”

وبجوار الموقد كانت هناك كومة صغيرة من الخشب وبعض قطع الصوان. لذا من المفترض أن تشعله بنفسك عندما تشعر بالبرد. لم تكن لدي أي فكرة عن كيفية عمل هذا الشيء، لكن بإمكاني دائمًا أن أسأل صاحب الفندق لاحقًا.

“هاه؟ أم…أين فريقك”

“هاه…”

“حسنًا، لنرى…” لقد كنت حاليًا مغامرًا من الرتبة A، تسمح لي قواعد النقابة أيضًا بالحصول على وظائف بمستوى أقل أو أعلى من ذلك. لم تكن هناك أي وظائف رتبة S منشورة في الوقت الحالي، لذا عليّ اختيار شيء ما من الرتبتين A أو B. ولحسن الحظ هناك قدر كبير من العمل المتاح. 

ألقيت أمتعتي على الأرض وسقطت على سريري وأنا أتنهد.لا تزال السماء خارج نافذتي بيضاء نقية. لابد أن السماء الملبدة بالغيوم هي الوضع العادي في البلدان الثلجية مثل هذه.

 لقد استمعت لبعض من محاضرات تلك المرأة، لكنها بالتأكيد أعطتني بعض شذرات المعرفة القيمة. علي أخذ موضوع “جمع المعلومات” برمته على محمل الجد.

هناك  في أسورا، كانت السماء زرقاء. في بعض الأحيان يمكنك التحديق من أفق إلى آخر دون رؤية بقعة واحدة من السحابة. لقد كنت أحدق في تلك المساحة الزرقاء العظيمة معظم رحلتي هنا؛ لقد كان لونًا جميلًا حقًا. لكن اللون الوحيد الذي أمكنني التفكير فيه هو اللون المعاكس له: اللون الأحمر

ومع ذلك، أنا وحدي. بغض النظر عن مدى شدة محاولتي، ربما لن أتمكن من البحث في المدينة بدقة كما أحتاج.

– وما يرمز إليه. 

… مثيرًا للشفقة حقًا. إذا مات فريقي ، على الأقل سيكون لدي سبب لأتصرف مثل هذا الطفل. لا يعني ذلك أنني أردت أن يحدث أي شيء لرويجيرد أو إيريس، بالطبع…

“…!”

 

حسنًا، لا. دعونا لا نسير في هذا الطريق مرة أخرى. دعونا لا نفكر

الألوان الآن.

“جوه…” عندما دخلت من خلال الأبواب المزدوجة، استدارت الكثير من الرؤوس في اتجاهي. اعتقدت أنني اعتدت على الناس الذين يحدقون بي خلال رحلتنا إلى القارة الوسطى، ولكن على ما يبدو، هذه قصة مختلفة عندما كنت وحدي. حتى الآن، كان لدي دائمًا رويجيرد وإير-

قررت أن ألقي نظرة أفضل على الشوارع في الخارج بدلاً من ذلك. نهضت من السرير وسرت نحو النافذة ونظرت إلى روزنبرج. من الطابق الثالث لهذا النزل، يمكنك رؤية المدينة بأكملها تقريبًا. كان هناك قدر مدهش من اللون الأخضر هناك. كانت دوقية بشيرانت تميل إلى تزيين شوارعها بالأشجار المزروعة على فترات منتظمة.

كان بها سرير وخزانة وطاولة وكرسي. نموذجية بما فيه الكفاية. الأشياء الوحيدة التي برزت في الغرفة للوهلة الأولى هي جدران الطوب العارية، والتي لا تراها كثيرًا في بلدان أخرى، والموقد الضخم الذي تم تركيبه في أحدها. 

 لقد سمعت أن الهدف من ذلك هو التأكد من حصول الجميع على إمدادات الطوارئ من الحطب عند الضرورة، ولكن النتائج الجمالية لم تكن نصف سيئة أيضًا. لقد ذكرتني بالغابة التي مررنا بها مباشرة بعد أن تركنا أسورا خلفنا. كان ذلك مكاناً جميلاً. كل تلك الأشجار الضخمة في كل مكان… حفيف الأوراق اللطيفة في مهب الريح…

في الأساس، سوزان كانت تشفق علي. لقد كانت تدعوني للانضمام إليهم بدافع التعاطف. هذا كل شئ.

نعم. الأشجار جيدة. الطبيعة جيدة.

نعم. يمكن أن ينجح ذلك بالتأكيد، أليس كذلك؟ سأصبح مشهورًا بطريقةٍ ما، ومن ثم ستحاول زينيث التواصل معي. لنستمر مع ذلك.

لا يوجد شيء أفضل من الهواء الطلق لمساعدتك على نسيان كل ما يتعلق بالأجزاء القبيحة والمروعة من العالم. فكر في  اللون الأخضر، وسوف يشطف كل الغم من قلبك مباشرة.

 

“إيريس…”

كلما فكرت في الأمر أكثر، كلما أردت أن أتنهد أكثر. ولكن ليس الأمر كما لو أن البدائل تطرح نفسها، ولا أستطع الجلوس دون فعل أي شيء. إذا جربت كل ما يخطر لي ، ستكون هناك فرصة للتوصل إلى بعض الأفكار الأفضل أو التعثر في خيط ما.

خرجت الكلمة من فمي من تلقاء نفسها، وتدهور مزاجي بشدة مرة أخرى. يمكنك شطف قلبك كما تريد، ولكن لن يساعدك ذلك حقًا عندما يتم تقسيمه إلى ما يقرب خمسين ألف قطعة.

كانت مغطاة بالكامل تقريبًا بعديد من الورق. لم يكن هناك الكثير من الوظائف التي تجدها في نقابات القارة الشيطانيّة، ولكن كان هناك فرق كبير عما رأيته في مملكة أسورا. من الواضح أن الطلب على المغامرين مرتفع هنا، ويبدو أن الوظائف المصنفة B وC هي الأكثر شيوعًا.

بصراحة، الطريقة التي انتهى بها الأمر كانت بمثابة صدمة حقيقية. لقد كنت مقتنعًا جدًا بأنني وإيريس كنا زوجين. لقد كنت مقتنعًا جدًا بأننا نحب بعضنا البعض. افترضت أننا سنعيش معًا في أسورا؛ لقد افترضت أنها ستحتاج إلى دعمي الآن بعد أن فقدت والديها. لقد كنت مستعدًا وراغبًا في الالتزام بها. 

 أنا متأكد من أنه كان من المخيف نوعًا ما أن يبدأ شخص ما في التعرق أمامها بهذه الطريقة، لكنها ظلت محترفة. 

ربما لا ينبغي أن يكون الأمر مهمًا حقًا، ولكن… لقد كانت الأولى بالنسبة لي، وأردت أن أفعل الشيء الصحيح. أردت البقاء معها. 

***

تبقى عائلة جريرات من طبقة النبلاء، لذلك ربما كانت هناك بعض العقبات التي يجب التغلب عليها في المستقبل. لكنني كنت مصمماً على حمايتها، سواء كان ذلك يعني الوقوف ضد أعدائنا أو الهروب منهم معًا.

قررت أنني قمت بما يكفي من التفكير ليوم واحد، أغمضت عيني. اعتقدت أنني معتاد على السفر الآن، ولكن يبدو أن تلك الرحلة الطويلة بالعربة كانت مرهقة أكثر مما أدركت. نمت في غضون ما شعرت أنه بضع ثواني.

لم يقدر لي هذا على أية حال. لم تشعر إيريس بنفس الطريقة على الإطلاق. وفي نهاية اليوم، لم أعني لها شيئًا.

ارتدى العديد من الأشخاص القادمين والمغادرين ملابس سميكة، بالتأكيد إن الأمر مفهوم نظرًا لبرودة الجو.

وجدت نفسي استنشق قليلاً. إحساس حار وشائك هاجم أنفي.

 لقد استمعت لبعض من محاضرات تلك المرأة، لكنها بالتأكيد أعطتني بعض شذرات المعرفة القيمة. علي أخذ موضوع “جمع المعلومات” برمته على محمل الجد.

 

للموضفة نقطة. لن تحاول عادةً القضاء على مجموعة كاملة من الوحوش بنفسك. ومع ذلك، بدا الأمر وكأنه مخاطرة مقبولة بالنسبة لي.

يجب أن أتوقف عن التفكير في هذا.

لم يعد رويجيرد وإيريس بجانبي بعد الآن.

 

 

لقد مرت أشهر منذ أن تركتني إيريس. كم مرة سأترك نفس الأفكار تتردد في رأسي؟ لقد اختفت الفتاة. لقد انتهت أيامها  معي. ولدي لنفسي ما يكفي من المشاكل للتعامل معها.

***

 

***

لقد افترقنا بهذه البساطة. كانت لدينا أهداف مختلفة، لذلك نحن نتبع طرقًا مختلفة الآن. هل ذلك فظيعً جدًا، بجدية؟

ارتدى العديد من الأشخاص القادمين والمغادرين ملابس سميكة، بالتأكيد إن الأمر مفهوم نظرًا لبرودة الجو.

ليس الأمر كما لو أني مميز. لا يوجد من البداية أحد على الإطلاق سيقع في حبي . يجب أن أكون ممتنًا لأي لحظات من السعادة صادفت طريقي… مهما كانت قصيرة.

 

نعم حسنا. يكفي من ذلك. لنركز على ما جئنا إلى هنا للقيام به. تتذكر سبب وجودك هنا، أليس كذلك؟

ولكن ماذا لو أخبرت هذا الحشد من الناس بما يحدث، بدلاً من المرور عليهم واحداً تلو الآخر؟ إذا صرخت “هل يوجد أحد أعسر هنا؟” وسط الحشد، ربما الرجل الذي تبحث عنه سيرفع يده ويتقدم للأمام.

جئت للبحث عن والدتي، زينيث جريرات. من المؤكد أنني لم أبدأ في هذه الرحلة لإلهاء نفسي عن الانفصال المؤلم أو أي شيء آخر. لا حقا. قراري بترك أسورا خلفي لم يكن له أي علاقة بحقيقة أن كل يوم أمضيته هناك يعيد لي ذكريات الفتاة التي هجرتني! أنا هنا للبحث عن فرد واحد من عائلتي الذي لا يزال مصيره مجهولا. لقد كانت مفقودة لسنوات، وقد وعدت والدي، بول، بأنني سأبذل قصارى جهدي لتعقبها.

“ولكن هذا هو الأمر يا فتى… تلك النظرة على وجهك تمثل مشكلة نوعًا ما. أنت لا تبدو كشخص مستعد لمواجهة العالم بمفرده. تبدو كرجل لا يهتم حتى إذا عاش أو مات.”

ومع ذلك، لم تكن لدي خطة حقًا في الوقت الحالي. ما الذي سيتطلبه العثور عليها؟ ما الذي يمكن اعتباره “بحثًا” عنها؟

ربما يجب أن أهتم بهذا الآن، في الحقيقة…

“هاهاها…”

 لم أكن أقصد البكاء، لكني لم أستطع منع نفسي.

في الآونة الأخيرة ليس بوسعي سوى التنهد. وكل ما أفكر فيه هو تلك اللحظات الأخيرة التي قضيناها أنا وإيريس معًا. لقد كنت سعيدًا جدًا بتلك الليلة، ولكن بعد ذلك…

 

“حسنًا، لا. توقف عن ذلك.” دفعت تلك الأفكار إلى الزوايا المظلمة من ذهني وحاولت التركيز على المهمة التي بين يدي. ذهني ليس في حالة مزاجية تسمح له بدعمي، لكنني لم أترك الأمر خارج نطاق السيطرة هذه المرة. حسنا. أولاً، لنحاول إجراء بعض التخمينات المدروسة.

كان ذلك نادرًا بالتأكيد في القارة الوسطى. لقد بين ذلك مدى صعوبة الحياة هنا.

لقد مرت سنوات على حادثة النقل. من غير المرجح أن تكون زينيث في أي مكان يمكن لأي شخص العثور عليها بسهولة. هذه المدينة كبيرة بما يكفي لدرجة أنه من المغري تصديق أنها قد تكون فيها، ولكن لو كان الأمر بهذه السهولة، لكان من الممكن أن يجدها شخص ما منذ سنوات.

سأنتهي دائما بشكل بائس. هذا لن يتغير أبدًا.

ومع ذلك، من المنطقي أن أركز جهودي على المناطق المكتظة بالسكان. من الصعب تخيّل قيام زينيث بالتخييم في الغابة أو أي شيء من هذا القبيل. هناك احتمال أنها محاصرة في مكان ما لم تتمكن فرقة البحث والإنقاذ من التحقيق فيه. إذا أردت العثور على أي مرشحين محتملين، فسأحتاج إلى التجول في مدن مثل هذه.

“…انها بارده.”

ومع ذلك، أنا وحدي. بغض النظر عن مدى شدة محاولتي، ربما لن أتمكن من البحث في المدينة بدقة كما أحتاج.

***

 أين يتركني ذلك إذن؟

 

“حسنًا… أعتقد أن أفضل ما لدي هو أن أجعلها تجدني بدلاً من ذلك، أليس كذلك؟”

حسنًا… حسنًا، أيًا كان. أي واحد منهم يجب أن يكون بخير.

رجعت إلى سريري وفكرت مليًا في الفكرة. الآن بعد أن سلطت الضوء عليها، بدت خطة جيدة جدًا. ان العالم مكان كبير. سيكون دائمًا من الصعب تعقب شخص واحد يمكن أن يكون حرفيًا في أي مكان. 

صعدت إلى الطابق الثالث، وجدت غرفتي، ودخلت إلى الداخل لألقي نظرة عليها

البحث عن زينيث بمثابة محاولة العثور على شخص أعسر وسط حشد من عشرة آلاف شخص. سوف يستغرق الأمر قدرًا سخيفًا من الوقت والجهد.

“أنا آسف، لكنني لا أعتقد أنه يمكننا أن نعطيك هذه.”

ولكن ماذا لو أخبرت هذا الحشد من الناس بما يحدث، بدلاً من المرور عليهم واحداً تلو الآخر؟ إذا صرخت “هل يوجد أحد أعسر هنا؟” وسط الحشد، ربما الرجل الذي تبحث عنه سيرفع يده ويتقدم للأمام.

 لم أكن أقصد البكاء، لكني لم أستطع منع نفسي.

في الأساس، إذا أصبحت مشهورًا بدرجة كافية، فستكون هناك فرصة جيدة أن تبحث زينيث عني بنفسها.

في أسورا، كانت معظم الوظائف المتاحة ذات صعوبة منخفضة إلى حد ما، ولن تجد بنسبة كبيرة عملًا في الرتب الأعلى. ونتيجة لذلك، كان المغامرون الذين تسلقوا قليلاً أعلى سلم الرتب يميلون إلى مغادرة هذا البلد وراءهم، متجهين جنوبًا إلى عالم الملك التنين أو شمالًا إلى دول التحالف السحري.

بالنظر إلى المدة التي ظلت مفقودة فيها، فمن الممكن أنها محاصرة في مكان ما، تمامًا كما ليليا وآيشا. لكن إذا سمعت أنني كنت في مكان قريب، فستحاول على الأقل إيصال رسالة لي، أليس كذلك؟

“همم؟”

نعم. يمكن أن ينجح ذلك بالتأكيد، أليس كذلك؟ سأصبح مشهورًا بطريقةٍ ما، ومن ثم ستحاول زينيث التواصل معي. لنستمر مع ذلك.

لا تزال عبارة “ديد إند” متوهجة بشكل خافت بالقرب من الجزء السفلي من بطاقتي. لقد كان اسم فريقي القديم… ذلك لذي شكلته مع روجيرد وإيريس. 

“كيف يمكنني أن أجعل نفسي من المشاهير، رغم ذلك…؟” على أقل تقدير، أنا بحاجة إلى أن يعرف الكثير من الناس اسمي. لكن قول ذلك كان أسهل من فعله، أليس كذلك؟

“هاه…”

همم… لنرى. في العامين الماضيين، قمت بالكثير من أعمال العلاقات العامة لصالح رويجيرد، وكان معظمها القيام بالأعمال الصالحة باسمه. كنت أحاول بناء اسما إيجابيا لهذا الرجل، في الأساس.

على ما يبدو، لقد أساؤوا الفهم. وكانت هذه نظرات التعاطف.

 من الصعب تحديد مدى فعالية هذا حقًا، لكنني شعرت أننا أحدثنا تأثيرًا بسيطًا على القارة الشيطانية على الأقل.

 لم يختفي الألم في صدري، لكن عندما ضغطت على ذلك الشيء بقوة، جعلني أشعر بتحسن طفيف على الأقل.

إذا اتبعت نفس النهج العام هنا وصنعت اسمًا لنفسي كمغامر، فمن المحتمل أن أصبح مشهورًا في فترة قصيرة.

إذا أردت أن ينشر الناس قصتي، علي أن أسمح لهم بالتعرف علي. وأسهل طريقة للقيام بذلك هي الانضمام إلى إحدى الفرق.

على عكس رويجيرد، ليس لدي لعنة غريبة لأتعامل معها. كل ما علي فعله هو تحقيق بعض الإنجازات الرائعة، وسيعرف الناس من أنا. لا ينبغي لي أن أضطر إلى ثني الحقيقة كثيرًا هذه المرة. 

لقد تحدث معي شخص ما من الخلف. كان ذلك كافياً لإعادتي إلى الواقع. تمتمت “لا، لا حاجة لشيء من هذا القبيل”

والهدف هو نشر الخبر في جميع أنحاء المنطقة عن “صبي ساحر اسمه روديوس، يبحث عن والدته زينيث، التي اختفت بعد حادثة النقل”. عند تلك النقطة، قد تأتي زينيث أو أي شخص يعرف عنها للبحث عني.

قررت أن ألقي نظرة أفضل على الشوارع في الخارج بدلاً من ذلك. نهضت من السرير وسرت نحو النافذة ونظرت إلى روزنبرج. من الطابق الثالث لهذا النزل، يمكنك رؤية المدينة بأكملها تقريبًا. كان هناك قدر مدهش من اللون الأخضر هناك. كانت دوقية بشيرانت تميل إلى تزيين شوارعها بالأشجار المزروعة على فترات منتظمة.

ربما سأضطر للتعامل مع بعض الخيوط الميزيفة، والتي قد تكثر. لكنني لا أمانع في الدفع مقابل معلومات حقيقية إذا اضطررت لذلك.

لا تزال عبارة “ديد إند” متوهجة بشكل خافت بالقرب من الجزء السفلي من بطاقتي. لقد كان اسم فريقي القديم… ذلك لذي شكلته مع روجيرد وإيريس. 

“يا رجل… أنا لا أريد حقاً أن أفعل هذا…”

“إيريس…”

لن يكون من الممتع أن أصنع اسمًا لنفسي بمفردي في هذه المدينة شديدة البرودة المغطاة بالثلوج. وحتى لو تمكنت من أن أصبح مشهورًا محليًا، لم يكن هناك ما يضمن أنني سأعثر على زينيث بالفعل. في الواقع، ان الاحتمالات قاتمة. كانت فرقة البحث والإنقاذ في فيتوا منظمة كبيرة نسبيًا، وقد بحثوا عنها في كل مكان دون نجاح. يجب أن أكون محظوظًا بشكل لا يصدق للقيام بأي شيء أفضل.

***

في مجموعة بحجم فرقة البحث والإنقاذ، لا بد من وجود أشخاص أكثر ذكاءً وقدرة مني… وآخرون أكثر مهارة في جمع المعلومات، أو نشرها. لقد وضع هؤلاء الأشخاص جميع أنواع الخطط قيد التنفيذ، وحاولوا قصارى جهدهم، ولكنهم لم يعثروا على زينيث على الإطلاق. هل كان هناك أي فائدة من محاولتي؟

وبدون التفكير كثيرًا في الأمر، قمت بسحب الوظيفة ذات المرتبة A التي رأيتها أولاً. من المفترض أن هذه “اللوستر غريزلي” نوعًا من الدببة، لكن التفاصيل كانت غامضة نوعًا ما. 

هل كان هذا مجرد مضيعة للوقت لا طائل من ورائها؟

كلما فكرت في الأمر أكثر، كلما أردت أن أتنهد أكثر. ولكن ليس الأمر كما لو أن البدائل تطرح نفسها، ولا أستطع الجلوس دون فعل أي شيء. إذا جربت كل ما يخطر لي ، ستكون هناك فرصة للتوصل إلى بعض الأفكار الأفضل أو التعثر في خيط ما.

كلما فكرت في الأمر أكثر، كلما أردت أن أتنهد أكثر. ولكن ليس الأمر كما لو أن البدائل تطرح نفسها، ولا أستطع الجلوس دون فعل أي شيء. إذا جربت كل ما يخطر لي ، ستكون هناك فرصة للتوصل إلى بعض الأفكار الأفضل أو التعثر في خيط ما.

لقد مرت أشهر منذ أن تركتني إيريس. كم مرة سأترك نفس الأفكار تتردد في رأسي؟ لقد اختفت الفتاة. لقد انتهت أيامها  معي. ولدي لنفسي ما يكفي من المشاكل للتعامل معها.

“يجب أن أحصل على بعض النوم …”

 

قررت أنني قمت بما يكفي من التفكير ليوم واحد، أغمضت عيني. اعتقدت أنني معتاد على السفر الآن، ولكن يبدو أن تلك الرحلة الطويلة بالعربة كانت مرهقة أكثر مما أدركت. نمت في غضون ما شعرت أنه بضع ثواني.

ربما سأضطر للتعامل مع بعض الخيوط الميزيفة، والتي قد تكثر. لكنني لا أمانع في الدفع مقابل معلومات حقيقية إذا اضطررت لذلك.

 

 

***

عندما ابتعدت عن المنضدة، وجدت أن نصف الأشخاص في النقابة كانوا ينظرون في اتجاهي. ما الذي كان مثيرًا للاهتمام بالنسبة لي، على أي حال؟ ألم يرى أي من هؤلاء الأشخاص طفلاً يبكي من قبل؟

 

حسنًا… حسنًا، أيًا كان. أي واحد منهم يجب أن يكون بخير.

في اليوم التالي، توجهت إلى مقر نقابة المغامرين في روزنبورغ. 

حقيقة أنني من فيتوا، وأنني قادر على الإلقاء الصامت، وأبحث عن والدتي التي اختفت في حادثة النقل.

 

ومع ذلك، فقد قدمت بعض النقاط الجيدة. بغض النظر عن مقدار ما أنجزه بنفسي، سيكون من الصعب أن أتخيل أي شيء سينشر سوى أكثر الشائعات غموضًا التي تدور حولي. 

وخلافا لمعظم الحالات، كان يقع على بعد مسافة جيدة من مدخل المدينة والنزل المحلية. ربما هناك سبب منطقي لذلك… لا يعني ذلك أنني أهتم بشكل خاص.

كما يوفر تصدير الأدوات السحرية منها إلى أسورا أكثر من نصف إيرادات البلاد بأكملها.

“جوه…” عندما دخلت من خلال الأبواب المزدوجة، استدارت الكثير من الرؤوس في اتجاهي. اعتقدت أنني اعتدت على الناس الذين يحدقون بي خلال رحلتنا إلى القارة الوسطى، ولكن على ما يبدو، هذه قصة مختلفة عندما كنت وحدي. حتى الآن، كان لدي دائمًا رويجيرد وإير-

 

نعم، لنوقف قطار الأفكار هذا. 

فجأة بدأت أشهق بصوت عالٍ.

“أنظر لهذا. لقد دخل طفل للتو.”

A: اذبح  مجموعة وحوش اللوستر غريزلي عند بحيرة كوكورو

 “ماذا؟ هل هو مبتدئ أو شيء من هذا…؟”

كان ذلك نادرًا بالتأكيد في القارة الوسطى. لقد بين ذلك مدى صعوبة الحياة هنا.

“هيه. ربما يريد أن يتقمص الأدوار”.

“هيا. لم يحصل أحد على شهرة من خلال العمل المنفرد يا فتى. إذا كنت ترغب في بناء سمعة طيبة، فأنت بحاجة إلى مقابلة الكثير من الأشخاص حتى ينشروا الكلمة عنك. وهذا يعني الانضمام إلى الفرق وبذل قصارى جهدك للبقاء على قيد الحياة. هل أنا على حق يا شباب؟”

حتى من مسافة بعيدة، كنت أسمع بعض الأشخاص يستمتعون على حسابي.

على ما يبدو، لقد أساؤوا الفهم. وكانت هذه نظرات التعاطف.

لم يكونوا في الواقع يسخرون مني أو أي شيء من هذا القبيل، لكنهم ما زالوا يشعرونني بالسوء. في الماضي، لم يكن هذا النوع من الأشياء يزعجني حقًا، لكن اليوم، شعرت بطعنات بسيط عند كل كلمة غير طيبة.

***

 

كان وجه صاحب الفندق أقل ترحيبًا، لكنه لم يتردد في إعطائي المفتاح وورقة تسجيل الوصول. لقد ملأت الاستمارة حسب الطلب، ثم دفعت مقدمًا تكلفة إقامتي بأكملها. ولحسن الحظ، إن عملة آسورا لا تزال جيدة في هذا المجال. قد أحتاج إلى استبدالها بالعملة المحلية في وقت ما، لكن هذا يمكن أن ينتظر. 

ومع ذلك… فإن أي شخص بدا صغيرًا مثلي سوف يظل بارزًا إذا انضم إلى النقابة بمفرده.

“هذا يبدو مثاليا، إذن. كنا نفكر فقط أن فريقنا يمكن أن يستخدم شخصًا آخر في الخط الخلفي.

 علي أن أتعلم كيفية التعامل مع هذا. إذا حققت هدفي هنا بالفعل، فسوف أجذب الانتباه سواء أردت ذلك أم لا.

هناك  في أسورا، كانت السماء زرقاء. في بعض الأحيان يمكنك التحديق من أفق إلى آخر دون رؤية بقعة واحدة من السحابة. لقد كنت أحدق في تلك المساحة الزرقاء العظيمة معظم رحلتي هنا؛ لقد كان لونًا جميلًا حقًا. لكن اللون الوحيد الذي أمكنني التفكير فيه هو اللون المعاكس له: اللون الأحمر

فل يكن اذا. هناك أشياء تحتاج ان تتم قبل أن أتولى أي وظيفة.

 

ببطء وعلى مضض، مشيت في طريقي إلى منطقة الاستقبال.

لم تكن السيدة التي تقف خلف المنضدة جميلة بشكل خاص، لكنها كانت ترتدي زيًا يكشف عن الكثير من الأجزاء.

لم يكن الأمر كما لو أني أستمتع بحياتي على أي حال. مهما حاولت، كل ما أهتم به يفلت مني عاجلاً أم آجلاً.

 

لم يكن الأمر كما لو أنني ساعدتهم في واجبات الحراسة أثناء الرحلة إلى هنا أيضًا. أنا متأكد من أنهم عرفوا أنني ساحر من ملابسي، لكن لم يكن لديهم طريقة لمعرفة مهاراتي، أو أنواع التعويذات التي أتخصص فيها، أو مدى قوتي.

 لقد شعرت حقًا أنهم يقومون بتعيين نساء معينات لهذه الوظيفة. 

سأنتهي دائما بشكل بائس. هذا لن يتغير أبدًا.

 

وبدون التفكير كثيرًا في الأمر، قمت بسحب الوظيفة ذات المرتبة A التي رأيتها أولاً. من المفترض أن هذه “اللوستر غريزلي” نوعًا من الدببة، لكن التفاصيل كانت غامضة نوعًا ما. 

لقد دفعت بطاقة المغامر الخاصة بي عبر المنضدة. “أم… هل يمكنك من فضلك… حل فرقتي من أجلي؟”

هل كان هذا مجرد مضيعة للوقت لا طائل من ورائها؟

لا تزال عبارة “ديد إند” متوهجة بشكل خافت بالقرب من الجزء السفلي من بطاقتي. لقد كان اسم فريقي القديم… ذلك لذي شكلته مع روجيرد وإيريس. 

ألقيت أمتعتي على الأرض وسقطت على سريري وأنا أتنهد.لا تزال السماء خارج نافذتي بيضاء نقية. لابد أن السماء الملبدة بالغيوم هي الوضع العادي في البلدان الثلجية مثل هذه.

لقد رحل كلاهما الآن، لذا ولجميع الأسباب- لم يعد “ديد إند” موجودًا. كنت بحاجة إلى حل الفريق. انه شيئ من الماضي…

لا أزال أحتفظ تقريبًا بكل الأموال التي كسبتها مع فريقي في رحلتنا من القارة الشيطانية إلى أسورا. كان ينبغي علينا تقسيم هذه الأموال بالتساوي بيننا نحن الثلاثة، لكن الأمر لم يسير بهذه الطريقة في النهاية. علاوة على ذلك، قمت أيضًا بتوفير القليل من المال الذي أعطاني إياه ألفونس للمساعدة في مخيم اللاجئين في فيتوا. 

فجأة بدأت أشهق بصوت عالٍ.

“إيريس…”

 وبعد لحظة أدركت أن الدموع كانت تتدفق على وجهي.

“حسنًا… أعتقد أن أفضل ما لدي هو أن أجعلها تجدني بدلاً من ذلك، أليس كذلك؟”

 لم أكن أقصد البكاء، لكني لم أستطع منع نفسي.

-+-

لم يعد رويجيرد وإيريس بجانبي بعد الآن.

كانت مغطاة بالكامل تقريبًا بعديد من الورق. لم يكن هناك الكثير من الوظائف التي تجدها في نقابات القارة الشيطانيّة، ولكن كان هناك فرق كبير عما رأيته في مملكة أسورا. من الواضح أن الطلب على المغامرين مرتفع هنا، ويبدو أن الوظائف المصنفة B وC هي الأكثر شيوعًا.

 لقد صرت وحيدًا حقًا. وكان من المؤلم حقًا مواجهة هذه الحقيقة.

 

“بالطبع. سأعتني بذلك على الفور.” أخذت الموظفة بطاقتي وبدأت العمل مع تعبير متعاطف إلى حد ما على وجهها.

عندما ابتعدت عن المنضدة، وجدت أن نصف الأشخاص في النقابة كانوا ينظرون في اتجاهي. ما الذي كان مثيرًا للاهتمام بالنسبة لي، على أي حال؟ ألم يرى أي من هؤلاء الأشخاص طفلاً يبكي من قبل؟

 أنا متأكد من أنه كان من المخيف نوعًا ما أن يبدأ شخص ما في التعرق أمامها بهذه الطريقة، لكنها ظلت محترفة. 

خرجت من العربة وتوقفت لإلقاء نظرة حولي. تلبدت السماء فوقي بالكامل بالغيوم البيضاء؛ وكانت الشوارع تعج بالمغامرين والتجار، حيث يبدو ان جميعهم مشغولون للغاية.

“تفضل.”

 

“…شكرًا.”

“حسنًا، لا. توقف عن ذلك.” دفعت تلك الأفكار إلى الزوايا المظلمة من ذهني وحاولت التركيز على المهمة التي بين يدي. ذهني ليس في حالة مزاجية تسمح له بدعمي، لكنني لم أترك الأمر خارج نطاق السيطرة هذه المرة. حسنا. أولاً، لنحاول إجراء بعض التخمينات المدروسة.

 مسحت دموعي بكم ردائي واستعدت بطاقتي. لقد اختفت عبارة “ديد إند”، تاركة وراءها مساحة فارغة.

هل كان هذا مجرد مضيعة للوقت لا طائل من ورائها؟

في المرة التالية التي يحضرون فيها بطاقاتهم إلى فرع النقابة، سيعلم كل من إيريس ورويجيرد أنني قمت بحل الفريق .

 أنا متأكد من أنه كان من المخيف نوعًا ما أن يبدأ شخص ما في التعرق أمامها بهذه الطريقة، لكنها ظلت محترفة. 

 كيف سيكون رد فعلهم عندما يرون هذه الكلمات تختفي؟ ربما سيشعر رويجرد بالحزن قليلاً. لكن ايريس…

فل يكن اذا. هناك أشياء تحتاج ان تتم قبل أن أتولى أي وظيفة.

توقف عن ذلك. توقف. لا يهم بعد الأن.

 “ماذا؟ هل هو مبتدئ أو شيء من هذا…؟”

“…”

ومع ذلك، من المنطقي أن أركز جهودي على المناطق المكتظة بالسكان. من الصعب تخيّل قيام زينيث بالتخييم في الغابة أو أي شيء من هذا القبيل. هناك احتمال أنها محاصرة في مكان ما لم تتمكن فرقة البحث والإنقاذ من التحقيق فيه. إذا أردت العثور على أي مرشحين محتملين، فسأحتاج إلى التجول في مدن مثل هذه.

عندما ابتعدت عن المنضدة، وجدت أن نصف الأشخاص في النقابة كانوا ينظرون في اتجاهي. ما الذي كان مثيرًا للاهتمام بالنسبة لي، على أي حال؟ ألم يرى أي من هؤلاء الأشخاص طفلاً يبكي من قبل؟

وجدت نفسي استنشق قليلاً. إحساس حار وشائك هاجم أنفي.

“آه، لماذا يبكي؟”

B: مرافقة قافلة تنقل البضائع إلى دوقية نيريس

“… أراهن أن فريقه قد تم القضاء عليه.”

 

“طفل مسكين. أعتقد أنه كان الناجي الوحيد …”

 وبعد لحظة أدركت أن الدموع كانت تتدفق على وجهي.

على ما يبدو، لقد أساؤوا الفهم. وكانت هذه نظرات التعاطف.

 أنا متأكد من أنه كان من المخيف نوعًا ما أن يبدأ شخص ما في التعرق أمامها بهذه الطريقة، لكنها ظلت محترفة. 

يبدو أن الجميع يفترض أن الأعضاء الآخرين في فريقي قتلوا في معركة أو شيء من هذا القبيل. أنا متأكد من أن أحداً منهم لم يشك في أنني أبكي لأن فتاة هجرتني.

أخذت الموظفة الورقة مع بطاقتي، ونظرت إليها ثم رمشت متفاجئا. 

… مثيرًا للشفقة حقًا. إذا مات فريقي ، على الأقل سيكون لدي سبب لأتصرف مثل هذا الطفل. لا يعني ذلك أنني أردت أن يحدث أي شيء لرويجيرد أو إيريس، بالطبع…

بدت المرأة في حيرة شديدة لسبب ما. 

وبدون كلمة واحدة، التفتت وتوجهت إلى لوحة الإعلانات المركزية.

 

كانت مغطاة بالكامل تقريبًا بعديد من الورق. لم يكن هناك الكثير من الوظائف التي تجدها في نقابات القارة الشيطانيّة، ولكن كان هناك فرق كبير عما رأيته في مملكة أسورا. من الواضح أن الطلب على المغامرين مرتفع هنا، ويبدو أن الوظائف المصنفة B وC هي الأكثر شيوعًا.

“آه، لماذا يبكي؟”

في أسورا، كانت معظم الوظائف المتاحة ذات صعوبة منخفضة إلى حد ما، ولن تجد بنسبة كبيرة عملًا في الرتب الأعلى. ونتيجة لذلك، كان المغامرون الذين تسلقوا قليلاً أعلى سلم الرتب يميلون إلى مغادرة هذا البلد وراءهم، متجهين جنوبًا إلى عالم الملك التنين أو شمالًا إلى دول التحالف السحري.

 لم أكن أقصد البكاء، لكني لم أستطع منع نفسي.

“حسنًا، لنرى…” لقد كنت حاليًا مغامرًا من الرتبة A، تسمح لي قواعد النقابة أيضًا بالحصول على وظائف بمستوى أقل أو أعلى من ذلك. لم تكن هناك أي وظائف رتبة S منشورة في الوقت الحالي، لذا عليّ اختيار شيء ما من الرتبتين A أو B. ولحسن الحظ هناك قدر كبير من العمل المتاح. 

ربما لا ينبغي أن يكون الأمر مهمًا حقًا، ولكن… لقد كانت الأولى بالنسبة لي، وأردت أن أفعل الشيء الصحيح. أردت البقاء معها. 

كان ذلك نادرًا بالتأكيد في القارة الوسطى. لقد بين ذلك مدى صعوبة الحياة هنا.

تبقى عائلة جريرات من طبقة النبلاء، لذلك ربما كانت هناك بعض العقبات التي يجب التغلب عليها في المستقبل. لكنني كنت مصمماً على حمايتها، سواء كان ذلك يعني الوقوف ضد أعدائنا أو الهروب منهم معًا.

***

لم يكن الأمر كما لو أني أستمتع بحياتي على أي حال. مهما حاولت، كل ما أهتم به يفلت مني عاجلاً أم آجلاً.

A: اذبح  مجموعة وحوش اللوستر غريزلي عند بحيرة كوكورو

نعم. يمكن أن ينجح ذلك بالتأكيد، أليس كذلك؟ سأصبح مشهورًا بطريقةٍ ما، ومن ثم ستحاول زينيث التواصل معي. لنستمر مع ذلك.

B: حراسة عملية قطع الأشجار الكبرى في غابة هادرا

كان بها سرير وخزانة وطاولة وكرسي. نموذجية بما فيه الكفاية. الأشياء الوحيدة التي برزت في الغرفة للوهلة الأولى هي جدران الطوب العارية، والتي لا تراها كثيرًا في بلدان أخرى، والموقد الضخم الذي تم تركيبه في أحدها. 

B: مرافقة قافلة تنقل البضائع إلى دوقية نيريس

حقيقة أنني من فيتوا، وأنني قادر على الإلقاء الصامت، وأبحث عن والدتي التي اختفت في حادثة النقل.

***

هناك  في أسورا، كانت السماء زرقاء. في بعض الأحيان يمكنك التحديق من أفق إلى آخر دون رؤية بقعة واحدة من السحابة. لقد كنت أحدق في تلك المساحة الزرقاء العظيمة معظم رحلتي هنا؛ لقد كان لونًا جميلًا حقًا. لكن اللون الوحيد الذي أمكنني التفكير فيه هو اللون المعاكس له: اللون الأحمر

 

ومع ذلك، أنا وحدي. بغض النظر عن مدى شدة محاولتي، ربما لن أتمكن من البحث في المدينة بدقة كما أحتاج.

حسنًا… حسنًا، أيًا كان. أي واحد منهم يجب أن يكون بخير.

خرجت الكلمة من فمي من تلقاء نفسها، وتدهور مزاجي بشدة مرة أخرى. يمكنك شطف قلبك كما تريد، ولكن لن يساعدك ذلك حقًا عندما يتم تقسيمه إلى ما يقرب خمسين ألف قطعة.

 

وبدون التفكير كثيرًا في الأمر، قمت بسحب الوظيفة ذات المرتبة A التي رأيتها أولاً. من المفترض أن هذه “اللوستر غريزلي” نوعًا من الدببة، لكن التفاصيل كانت غامضة نوعًا ما. 

 لقد صرت وحيدًا حقًا. وكان من المؤلم حقًا مواجهة هذه الحقيقة.

لم أهتم حقًا، ولم أرغب في التعامل مع السؤال عن الوحوش المحلية.

“آه، لماذا يبكي؟”

عدت إلى منطقة الاستقبال والورقة في يدي. “اعذرني. هل يمكنني أخذ هذه من فضلك؟”

أخذت الموظفة الورقة مع بطاقتي، ونظرت إليها ثم رمشت متفاجئا. 

يطلق على مدينة روزنبرج، التي تبعد رحلة شهرين شمال حدود أسورا بـ “بوابة الأراضي الشمالية”. فإذا لم يتم اعتبارها أكبر مدينة في دوقية بشيرانت، فستكون حتما في المرتبة الثانية. 

“هاه؟ أم…أين فريقك”

***

“أوه. حسنًا، اه… كنت أتمنى أن أتعامل مع هذا الأمر بمفردي، في الواقع.”

B: مرافقة قافلة تنقل البضائع إلى دوقية نيريس

 

“…”

 “ماذا؟” 

بدت المرأة في حيرة شديدة لسبب ما. 

 

 

 

لقد قمت للتو بحل فريقي عند هذا المنضدة، لذلك لم أفهم لماذا تفترض أن لدي فريقا “إيه، أعتقد أن هذا قد يكون كثيرًا بالنسبة لساحر واحد… الوظائف ذات التصنيف A من المفترض أن يتم التعامل معها من قبل فريق، كما ترى…”

نعم، لنوقف قطار الأفكار هذا. 

” اه حسنا…”

لن يكون من الممتع أن أصنع اسمًا لنفسي بمفردي في هذه المدينة شديدة البرودة المغطاة بالثلوج. وحتى لو تمكنت من أن أصبح مشهورًا محليًا، لم يكن هناك ما يضمن أنني سأعثر على زينيث بالفعل. في الواقع، ان الاحتمالات قاتمة. كانت فرقة البحث والإنقاذ في فيتوا منظمة كبيرة نسبيًا، وقد بحثوا عنها في كل مكان دون نجاح. يجب أن أكون محظوظًا بشكل لا يصدق للقيام بأي شيء أفضل.

“أنا آسف، لكنني لا أعتقد أنه يمكننا أن نعطيك هذه.”

… مثيرًا للشفقة حقًا. إذا مات فريقي ، على الأقل سيكون لدي سبب لأتصرف مثل هذا الطفل. لا يعني ذلك أنني أردت أن يحدث أي شيء لرويجيرد أو إيريس، بالطبع…

للموضفة نقطة. لن تحاول عادةً القضاء على مجموعة كاملة من الوحوش بنفسك. ومع ذلك، بدا الأمر وكأنه مخاطرة مقبولة بالنسبة لي.

“حسنًا… أعتقد أن أفضل ما لدي هو أن أجعلها تجدني بدلاً من ذلك، أليس كذلك؟”

 لم أكن لأصبح مشهوراً إلا إذا دفعت نفسي قليلاً. كان من الصعب تحديد مدى خطورة هذه الوظيفة تحديدًا… لكنني لم أهتم حقًا. 

 في أحسن الأحوال، قد تنتشر أخبار تفيد بأن ساحرًا شابًا كان يقوم ببعض الأشياء المثيرة للإعجاب بنفسه. لكنني كنت بحاجة إلى تضمين التفاصيل: 

لم يكن الأمر كما لو أني أستمتع بحياتي على أي حال. مهما حاولت، كل ما أهتم به يفلت مني عاجلاً أم آجلاً.

في الأساس، سوزان كانت تشفق علي. لقد كانت تدعوني للانضمام إليهم بدافع التعاطف. هذا كل شئ.

 

***

سأنتهي دائما بشكل بائس. هذا لن يتغير أبدًا.

هناك  في أسورا، كانت السماء زرقاء. في بعض الأحيان يمكنك التحديق من أفق إلى آخر دون رؤية بقعة واحدة من السحابة. لقد كنت أحدق في تلك المساحة الزرقاء العظيمة معظم رحلتي هنا؛ لقد كان لونًا جميلًا حقًا. لكن اللون الوحيد الذي أمكنني التفكير فيه هو اللون المعاكس له: اللون الأحمر

لم يكن لدي أي شيء لأتطلع إليه. ما الذي يهم حتى إذا عشت أو مت؟

وبينما كانت تلك الفكرة تدور في ذهني، طعنني الألم في مكان ما عميقًا في صدري. مددت يدي إلى جيبي بشكل تلقائي، وأمسكت بما خبأته بداخله، وصررت على أسناني.

وبينما كانت تلك الفكرة تدور في ذهني، طعنني الألم في مكان ما عميقًا في صدري. مددت يدي إلى جيبي بشكل تلقائي، وأمسكت بما خبأته بداخله، وصررت على أسناني.

 

 لم يختفي الألم في صدري، لكن عندما ضغطت على ذلك الشيء بقوة، جعلني أشعر بتحسن طفيف على الأقل.

تبقى عائلة جريرات من طبقة النبلاء، لذلك ربما كانت هناك بعض العقبات التي يجب التغلب عليها في المستقبل. لكنني كنت مصمماً على حمايتها، سواء كان ذلك يعني الوقوف ضد أعدائنا أو الهروب منهم معًا.

“مرحبًا هناك. هل يمكننا أن نتدخل”

“هاه…”

لقد تحدث معي شخص ما من الخلف. كان ذلك كافياً لإعادتي إلى الواقع. تمتمت “لا، لا حاجة لشيء من هذا القبيل”

نعم حسنا. يكفي من ذلك. لنركز على ما جئنا إلى هنا للقيام به. تتذكر سبب وجودك هنا، أليس كذلك؟

 استدرت… ووجدت وجهًا مألوفًا. لقد كان نفس تلك المحاربة ذات البشرة الداكنة ذات الظفيرة تلك التي ظلت تتحدث معي أثناء الرحلة إلى هنا.

“حسنًا… في فريقي القديم، كنت متمسكًا بمؤخرة تشكيلتنا. أنا جيد في دعم مقاتلي الخطوط الأمامية بسحري.”

 الفتاة التي صدمتني كانت واقفة إلى جانبها أيضًا. كما أتذكر، المحاربة كانت سوزان، والفتاة كانت سارة.

“أنا آسف، لكنني لا أعتقد أنه يمكننا أن نعطيك هذه.”

كان هناك رجلان يقفان خلفهما على مسافة قصيرة وتعرفت عليهما أيضًا. ربما كانوا أعضاء الفريق الآخرين، لكنني لم أتذكر أيًا من أسمائهم. لقد اصطدمت بالمجموعة ذات التصنيف B “كاونتر آرو”.

***

“حسنًا، لم أستطع منع نفسي من التنصت. لقد تم القضاء على فريقك القديم، لكنك تحتاج إلى المال للبحث عن والدتك، أليس كذلك؟ هل هذا هو سبب محاولتك تولي وظيفة كهذه بمفردك؟ مؤثر جدا.”

 لقد صرت وحيدًا حقًا. وكان من المؤلم حقًا مواجهة هذه الحقيقة.

لم أقل شيئًا كهذا، فقط للعلم. لم يتم “محو” فريقي، ولم أكن مفلسًا تمامًا. كان لدي ما يكفي من المال لإبقائي لفترة على الأقل.

لم أهتم حقًا، ولم أرغب في التعامل مع السؤال عن الوحوش المحلية.

“ولكن هذا هو الأمر يا فتى… تلك النظرة على وجهك تمثل مشكلة نوعًا ما. أنت لا تبدو كشخص مستعد لمواجهة العالم بمفرده. تبدو كرجل لا يهتم حتى إذا عاش أو مات.”

وبعد اتخاذ هذا القرار، انطلقت في شوارع روزنبرج.

B: مرافقة قافلة تنقل البضائع إلى دوقية نيريس

“…” مددت إلى أعلى ولمست وجهي متحسسا إياه. من المحتمل أن تعبيري الآن يشير إلى أنها رأت من خلالي.

يطلق على مدينة روزنبرج، التي تبعد رحلة شهرين شمال حدود أسورا بـ “بوابة الأراضي الشمالية”. فإذا لم يتم اعتبارها أكبر مدينة في دوقية بشيرانت، فستكون حتما في المرتبة الثانية. 

 

 

“في هذا الصدد، لدي اقتراح لتقديمه. ماذا عن قيامنا بهذه المهمة معًا؟ “

توقف عن ذلك. توقف. لا يهم بعد الأن.

 

ومما أخبرتني به سوزان، كانت عملات آسورا أكثر موثوقية وأكثر قيمة على أي حال.

“معاً؟”

لم يقدر لي هذا على أية حال. لم تشعر إيريس بنفس الطريقة على الإطلاق. وفي نهاية اليوم، لم أعني لها شيئًا.

“نعم. لقد وصلنا للتو إلى هنا أيضًا، هل تعلم؟ عادةً ما نحاول معالجة شيء كهذا بأنفسنا، لكننا في منطقة غير مألوفة. لا يمكن أن يضر التعاون بينما نشعر جميعًا بالأشياء، ألا تعتقد ذلك؟ً”

“آه، أردت أن أصنع اسمًا لنفسي كمغامر منفرد… إنه جزء من خطتي للعثور على والدتي…”

 

لا، العثور على نزل يأتي أولاً. ليس لدي الكثير من الأمتعة، لكن أي مغامر ذو خبرة يعلم أن تأمين قاعدة العمليات يجب أن يكون دائمًا على رأس أولوياته. 

“آه، أردت أن أصنع اسمًا لنفسي كمغامر منفرد… إنه جزء من خطتي للعثور على والدتي…”

لم يقدر لي هذا على أية حال. لم تشعر إيريس بنفس الطريقة على الإطلاق. وفي نهاية اليوم، لم أعني لها شيئًا.

“هيا. لم يحصل أحد على شهرة من خلال العمل المنفرد يا فتى. إذا كنت ترغب في بناء سمعة طيبة، فأنت بحاجة إلى مقابلة الكثير من الأشخاص حتى ينشروا الكلمة عنك. وهذا يعني الانضمام إلى الفرق وبذل قصارى جهدك للبقاء على قيد الحياة. هل أنا على حق يا شباب؟”

كان هناك رجلان يقفان خلفهما على مسافة قصيرة وتعرفت عليهما أيضًا. ربما كانوا أعضاء الفريق الآخرين، لكنني لم أتذكر أيًا من أسمائهم. لقد اصطدمت بالمجموعة ذات التصنيف B “كاونتر آرو”.

أومأ رجال الفريق في انسجام تام. سارة، من ناحية أخرى، عبست فقط. لقد شعرت أنها لم تكن سعيدة جدًا بهذه الفكرة برمتها، ولم ألومها. إذا كنت ترغب في التعرف على منطقة ما، فعليك أن تتعاون مع أحد المحاربين القدامى على دراية بالتضاريس والوحوش المحلية، وليس مع طفل مكتئب جاهل مثلي. 

***

لم يكن الأمر كما لو أنني ساعدتهم في واجبات الحراسة أثناء الرحلة إلى هنا أيضًا. أنا متأكد من أنهم عرفوا أنني ساحر من ملابسي، لكن لم يكن لديهم طريقة لمعرفة مهاراتي، أو أنواع التعويذات التي أتخصص فيها، أو مدى قوتي.

عدت إلى منطقة الاستقبال والورقة في يدي. “اعذرني. هل يمكنني أخذ هذه من فضلك؟”

في الأساس، سوزان كانت تشفق علي. لقد كانت تدعوني للانضمام إليهم بدافع التعاطف. هذا كل شئ.

فجأة بدأت أشهق بصوت عالٍ.

ومع ذلك، فقد قدمت بعض النقاط الجيدة. بغض النظر عن مقدار ما أنجزه بنفسي، سيكون من الصعب أن أتخيل أي شيء سينشر سوى أكثر الشائعات غموضًا التي تدور حولي. 

“حسنًا، لا. توقف عن ذلك.” دفعت تلك الأفكار إلى الزوايا المظلمة من ذهني وحاولت التركيز على المهمة التي بين يدي. ذهني ليس في حالة مزاجية تسمح له بدعمي، لكنني لم أترك الأمر خارج نطاق السيطرة هذه المرة. حسنا. أولاً، لنحاول إجراء بعض التخمينات المدروسة.

لم يكن المغامرون عادة مهتمين بالمغامرين الآخرين؛ لم يكونوا على استعداد لبذل قصارى جهدهم للتعرف على طفل لم يهتموا به.

B: مرافقة قافلة تنقل البضائع إلى دوقية نيريس

 في أحسن الأحوال، قد تنتشر أخبار تفيد بأن ساحرًا شابًا كان يقوم ببعض الأشياء المثيرة للإعجاب بنفسه. لكنني كنت بحاجة إلى تضمين التفاصيل: 

لم أقل شيئًا كهذا، فقط للعلم. لم يتم “محو” فريقي، ولم أكن مفلسًا تمامًا. كان لدي ما يكفي من المال لإبقائي لفترة على الأقل.

حقيقة أنني من فيتوا، وأنني قادر على الإلقاء الصامت، وأبحث عن والدتي التي اختفت في حادثة النقل.

لقد مرت أشهر منذ أن تركتني إيريس. كم مرة سأترك نفس الأفكار تتردد في رأسي؟ لقد اختفت الفتاة. لقد انتهت أيامها  معي. ولدي لنفسي ما يكفي من المشاكل للتعامل معها.

إذا أردت أن ينشر الناس قصتي، علي أن أسمح لهم بالتعرف علي. وأسهل طريقة للقيام بذلك هي الانضمام إلى إحدى الفرق.

بدت المرأة في حيرة شديدة لسبب ما. 

وليس مجرد فريق واحد في الواقع. سيكون من الأفضل لو عملت مع أكبر عدد ممكن.

ومما أخبرتني به سوزان، كانت عملات آسورا أكثر موثوقية وأكثر قيمة على أي حال.

على الرغم من أن العديد من المغامرين يفضلون البقاء في مدينة واحدة، إلا أنك في بعض الأحيان تقابل مجموعات تكسب المال في طريقها إلى مكان آخر، كما فعلنا في القارة الشيطانيّة. ربما لو ركزت على التعرف على هؤلاء الناس…

لقد دفعت بطاقة المغامر الخاصة بي عبر المنضدة. “أم… هل يمكنك من فضلك… حل فرقتي من أجلي؟”

“تبدو شابًا جدًا، ولكن إذا كنت من الرتبة A، أعتقد أنه يمكنك الصمود في القتال. ما هو تخصصك؟”

لم يكن هناك الكثير من الأكشاك في المنطقة المجاورة لنا مباشرة. وكان ذلك بالتأكيد غير عادي. ربما تأتي العربات عبر مدخل مختلف عن المدخل الذي يستخدمه المغامرون المحليون؟ بعد التفكير مرة أخرى، سيحل المساء قريبًا. في مكان بهذا البرودة، لن يكون مفاجئًا أن يقوم التجار بإغلاق متاجرهم قبل غروب الشمس.

“حسنًا… في فريقي القديم، كنت متمسكًا بمؤخرة تشكيلتنا. أنا جيد في دعم مقاتلي الخطوط الأمامية بسحري.”

 

“هذا يبدو مثاليا، إذن. كنا نفكر فقط أن فريقنا يمكن أن يستخدم شخصًا آخر في الخط الخلفي.

لقد قمت للتو بحل فريقي عند هذا المنضدة، لذلك لم أفهم لماذا تفترض أن لدي فريقا “إيه، أعتقد أن هذا قد يكون كثيرًا بالنسبة لساحر واحد… الوظائف ذات التصنيف A من المفترض أن يتم التعامل معها من قبل فريق، كما ترى…”

بشكل عام، يبدو أن قبول هذه المرأة من سوزان لعرضها هو الخطوة الأكثر ذكاءً. “حسنًا إذن… سأأتي معكم إذا كنتم ستستقبلونني.”

لا تزال عبارة “ديد إند” متوهجة بشكل خافت بالقرب من الجزء السفلي من بطاقتي. لقد كان اسم فريقي القديم… ذلك لذي شكلته مع روجيرد وإيريس. 

“رائع. فلنأخذ بقية اليوم لنجهز أنفسنا إذن. ماذا عن أن نلتقي عند البوابة الشمالية صباح الغد؟ سنزودك بتشكيلتنا أثناء سفرنا.”

“حسنًا، لم أستطع منع نفسي من التنصت. لقد تم القضاء على فريقك القديم، لكنك تحتاج إلى المال للبحث عن والدتك، أليس كذلك؟ هل هذا هو سبب محاولتك تولي وظيفة كهذه بمفردك؟ مؤثر جدا.”

“بالتأكيد.” بدا الأمر برمته متسرعًا بعض الشيء، لكنني لم أمانع. على أية حال، تلك الفتاة سارة لم تصبح أقل خجلًا أبدًا.رغم ذلك

لم تكن الإقامة لمدة شهر في نزل مثل هذا رخيصة تمامًا، ولكن في هذه المرحلة كان لا يزال لدي احتياطي مالي جيد. وبطبيعة الحال، لا يزال يتعين علي أن أبدأ في كسب النقود مرة أخرى في نهاية المطاف.

-+-

ومع ذلك، فقد قدمت بعض النقاط الجيدة. بغض النظر عن مقدار ما أنجزه بنفسي، سيكون من الصعب أن أتخيل أي شيء سينشر سوى أكثر الشائعات غموضًا التي تدور حولي. 

ترجمة nero
تبقى 2350 ذهب

لا أزال أحتفظ تقريبًا بكل الأموال التي كسبتها مع فريقي في رحلتنا من القارة الشيطانية إلى أسورا. كان ينبغي علينا تقسيم هذه الأموال بالتساوي بيننا نحن الثلاثة، لكن الأمر لم يسير بهذه الطريقة في النهاية. علاوة على ذلك، قمت أيضًا بتوفير القليل من المال الذي أعطاني إياه ألفونس للمساعدة في مخيم اللاجئين في فيتوا. 

لا يوجد شيء أفضل من الهواء الطلق لمساعدتك على نسيان كل ما يتعلق بالأجزاء القبيحة والمروعة من العالم. فكر في  اللون الأخضر، وسوف يشطف كل الغم من قلبك مباشرة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط