Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الأب الزومبي ٢٤

٢٤

٢٤

عِنْدمَا نَزلتُ على الدرج، لَاحظتُ قَاعَة الدراسة المُضاءة بِأنْوَار الشموع في الطابق الأوَّل. شَققت طَريقِي نحْوها خِلْسَة بِهَدف إِلقَاء نَظرَة خَاطِفة على ما بِداخلهَا. وَإذَا بِي أَجِد نَحْو عِشْرين طِفْلًا جَالسِين فِي دَائِرة، يتحدَّثون فِيمَا بيْنهم.

 

 

 

 ‹مهْلًا… أيتحدَّثون؟›

 

 

عِنْد عَودَتِي، شَرحَت الوضْع دَاخِل المدْرسة الثَّانويَّة. اِسْتغْرق الأمْر بِضْع ساعات حَتَّى فَهمُوا نوايَاي. فِي النِهاية، قام لِي جِيونغ أوك بفرك ذَقنِه بِيديْه متحدثًا:

لا، بل كانوا يَبكون في صَمْت.

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

 

وكانتْ الشَّمْس تَتَألَّق فِي أَعلَى مُسْتوياتهَا. أَحسَست بِلهيب حرارتهَا وَهُو يَحرُق جَسدِي. لَمعَت الشَوارع بِالْحرارة، وجلستْ على أُرجُوحَة خَشَبيَّة فِي اِنتِظار الآخرين الَّذين غامروا بِالدُخول. مع مُرُور الوقْتِ، اِزْدَاد يَأسِي. 

«لِماذَا لم يَعُد المعلِّمون؟» تَساءَل أَحدُهم وهو يَذرِف الدموع. 

 

 

عِنْدمَا نَزلتُ على الدرج، لَاحظتُ قَاعَة الدراسة المُضاءة بِأنْوَار الشموع في الطابق الأوَّل. شَققت طَريقِي نحْوها خِلْسَة بِهَدف إِلقَاء نَظرَة خَاطِفة على ما بِداخلهَا. وَإذَا بِي أَجِد نَحْو عِشْرين طِفْلًا جَالسِين فِي دَائِرة، يتحدَّثون فِيمَا بيْنهم.

«يا لِسذاجتك! ألم تُدْرِك الموْقِف بَعْد؟ لقد تخلَّوْا عَنَّا جميعًا!» 

 

 

 

«لا! لقد وعَدونَا بِأنَّهم سيرْجعون بِالطَّعام.» 

 

 

«بِالطَبْع يَا سَيدِي، لا تَشغَل بَالَك بِي، كُلهَا فقط قَبْل أن تَبرُد.» 

«أَتظُن أنَّ الأشْخاص الَّذين يَخرُجون لِجَلب الطَعَام يَأخُذون مَعهُم كُلَّ الأسْلحة حِين يُغادرون؟ كَيْف يُفتَرَض بِهم أن يعودوا بِالطَعام إِذًا؟» 

«شُكْرًا لِاهْتمامك، لَكننِي حقًّا بِخَير.» 

 

مَرَّر لِي جِيونغ هِيوك الرُمْح المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ إلى لِي جِيونغ أوك بِابْتسامة مُتَكلفَة على وَجهِه. واِستلَمه لِي جِيونغ أوك مِن أخيه الأصْغر كاشفًا عن اِبْتسامة سَاخِرة. 

رفع الطَالب الجالس أَمَام الطالبة صَوتَه بِحدَّة. مِن حَديثِهم، بدَا أنَّ الشَبَاب البالغين الأصحَّاء قد فرُّوا تَاركِين وراءَهم الأطْفال الصِغَار وكبار السِنِّ. تَسَاءلَت في ذِهْنِي عن مَكَان كِبَار السِنِّ. حَيْث عِنْدمَا أَمعَنت النَظر فِي المجْموعة، لَم أَستَطع تَميِيز أيِّ فَرْدٍ مُسِن. لَم يَكُن هُنَاك سِوى الأطْفال والْمراهقين مِن مُخْتَلِف الأعْمار. 

 

 

 

*كليك.* 

”هذَا شَيْء يَجِب أن تَفتَخِر بِه“، هذَا مَا أردْتُ قَولُه له. 

 

كان لَديَّ خُطَّة طَمُوحَة لِرعاية جميع الزُومْبي دَاخِل مُجمعِنا السَكَني. أردْتُ إِنشَاء مَلَاذ آمن يَمنَح الجمِيع الشُعور بِالْأمان والحماية. كَانَت تِلْك خُطَّتي الكُبرى لِمجمَّعنَا السَكَني. رَبَّت لِي جِيونغ أوك على كَتفِي وزمَّ شفتيْه. كان يَعلَم أَننِي أُعَانِي جسديًّا عِنْدمَا جَندَت المزِيد مِن الأتْباع. عَبْرته لَفْتته عن شُكْرِه غَيْر المحْدود. ثُمَّ أخذ نفسًا عميقًا ونظَر إلى لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ. 

عِنْدهَا، سَمعْتُ صَوْت مِقبَض الباب يَصدُر مِن مَكَان مَا أَسفَل الرُدْهة، فمَا لَبثُّت أنْ اِخْتبَأتْ بِسرْعة فِي الفصْل الدراسيِّ المجاور. 

 

 

 

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

بَعْد ذَلِك، عاد الشَيْخ إلى الفصْل الدراسِي. 

 

 

وسرْعَان مَا تَبعَه صَوْت خُطًى غَرِيبَة وَضَعيفَة، يُصاحبهَا أَصوَات اِرتِطام، وَكَأنهَا نَتِيجَة لِمَشي صَاحِب الخُطى بِعَصا. أَلقَيت نَظرَة سَرِيعَة على الرُدْهة لِاسْتشْفاف الوضْع، فرأيْتُ شخْصًا كبيرًا بِالسنِّ، شَعْره أَبيَض كالثَلْج، يسير فِي الرُدْهة بِرَأسٍ مُنْخَفِض، وَوجْهٍ يَعتلِيه القلق. لَم يَمُر وَقْت طويل حَتَّى تَبعَه رَجُل ذُو لِحْيَةٍ كَثِيفَة عَبْر الْباب. 

 

 

 

«سَيدِي!» 

فِي تِلْك اللَيْلة وحَّدهَا، قُمْت بِتجْنِيد اِثْنيْنِ وخمسِين تَابِعًا. لقد دفعتْهم واحدًا تِلْو الآخر حَتَّى كُنْت على وَشْك الإغْماء. كاد رَأسِي أن يَنكَسِر تَحْت وَطَأ هذَا الإرْهاق. وَلكِن بِفَضل هَذِه الجُهود، نجحْنَا فِي تَعزِيز قُوَّتنَا. 

 

 

«نعم؟» 

 

 

 * * * 

«لقد تَركَت الأونيجيري خاصَّتك هُنَا.» 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

 

 

«رُبمَا نسيْتُه.»

 

 

«يا لِسذاجتك! ألم تُدْرِك الموْقِف بَعْد؟ لقد تخلَّوْا عَنَّا جميعًا!» 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

 

 

 

تَردَّد الرَجل ذُو الشَعْر الأبْيض لِلحْظة بَعْد أَخذِه الأونيجيري. ثُمَّ قَدَّم نِصْفها لِلْمدِير. 

هذَا مَا قالتْه لِي كانغ إيون جِيونغ. 

 

لقد عَرفَت بِمحْنتهم مُنْذ الأسْبوع الماضي. ورغْم ذَلِك، لَم أَتمَكن مِن تَقدِيم أيِّ مُسَاعدَة لَهُم. واجهتْ العدِيد مِن المشْكلات خِلَال هَذِه العمليَّة، ولكِن الآن، وبعْد إِعادة النَظر، بدتْ جميعهَا كأعْذَار وَاهِية. 

«هل أُتيحتْ لَك فُرصَة تَناوُل الطَعَام بَعْد؟» 

 

 

وكانتْ الشَّمْس تَتَألَّق فِي أَعلَى مُسْتوياتهَا. أَحسَست بِلهيب حرارتهَا وَهُو يَحرُق جَسدِي. لَمعَت الشَوارع بِالْحرارة، وجلستْ على أُرجُوحَة خَشَبيَّة فِي اِنتِظار الآخرين الَّذين غامروا بِالدُخول. مع مُرُور الوقْتِ، اِزْدَاد يَأسِي. 

«بِالطَبْع يَا سَيدِي، لا تَشغَل بَالَك بِي، كُلهَا فقط قَبْل أن تَبرُد.» 

أَومَأ لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ بِرأْسيْهمَا، لَكِن تعْبيراتهمَا خَانتْهُما وكَشفَت عن توتُّرهمَا. وبَينمَا كان يَنظُر إِليْهم، اِبتسَم لِي جِيونغ أوك وَقَال: «فقط اتبعَا توْجيهات وَالِد سُو يُون. سَيحرِص على سلامتكم.» 

 

«لا تَشعُر بِالذَنْب.» 

«أُدرِك جيِّدًا أَنَّك لَم تَقُم بِذَلك. لقد كُنْت مَشغُولًا بِمهمَّة المراقبة طَوَال اليوْم. هَيَّا، لِنتناول الطَعَام سويًّا.» 

قَبْل مُغادرتنَا لِلشَقَّة، تَوَصلنَا إلى خُطَّة بَسِيطَة لِمواجهة هذَا الموْقِف ولتفادي أيِّ مَشاكِل مُحتملَة. لَم تَكُن خُطَّة عَظِيمَة. حَيْث كَانَت تَتَمحوَر حَوْل جَعْل كانغ إيون جِيونغ تَصرُخ بِأعْلى صوْتهَا عِنْد دُخولِنَا. سيفاجأ كُل مَن فِي المدْرسة لِرؤْيتنَا، ويشتت. وإذَا اِقتحَم أيُّ زُومبِي من الشوارع أَثنَاء ذَلِك، فسأعْتني بِهم. 

 

 

«شُكْرًا لِاهْتمامك، لَكننِي حقًّا بِخَير.» 

كان يَعرِف تمامًا أَننِي لَسْت بِحاجة إلى النَوْم، لَكِن مَزْحَته عَبْرته فقط عن اِهْتمامه بِي. ضَحكَت بيْنمَا كُنْت أُشير إلى الزُومْبي بِجوار مَدخَل الشَقَّة. حَدَّق فِيهم بِهدوء، قَبْل أن يَلتَفِت إلى بِدهْشة قائلًا: «مهْلًا، هل جميعهم أتْباعك؟» 

 

 

«ذِراعي بَدأَت تُؤْلمني. هَيَّا، خُذهَا.» 

«… هُنَا!» 

 

 

أَبدَى المدِير رَفضَه بِإصْرَار اِستِلام الأونيجيري بِابْتسامة عَصَبيَّة وخَجولَة. لَكِن رَغْم ذَلِك، وَضْع الشَّيْخ نِصْفهَا بِالْقوَّة فِي يديْه. 

 

 

 

كَانَت الأونيجيري مُثيرَة لِلشَفَقة. مَصنُوعة مِن الأُرز المتفتِّتِ، وَرُبمَا أَصغَر حجْمًا مِن قَبضَة الرَجل البالغ. ومع ذَلِك، ظلَّ الاثْنان يحْتفظان بِجزْء مِن إِنْسانيَّتهمَا. شَعرَت بِالاخْتناق وعدَم الارْتياح أَثنَاء مُشاهدتهمَا، وسرْعَان مَا تَحوَّل هذَا الشُعور إلى غضب لا يُمْكِن تفْسيره. 

 

 

نظرًا لِتزايد عدد الأفْراد، قُمْت بِإحْضَار المزِيد مِن التَابعين. جَمعَت أتْباعي الثَلاثين ذَوِي اللَوْن الأزْرق فِي دَائِرة ضَيقَة حَوْل الجمِيع. 

‹مِمَّن أنَا غَاضِب؟ تجَاه الشَبَاب الَّذين تَركُوهم وراءَهم؟ أم تجَاه هذا العالم الفاسد؟› 

ولم يُنْه الشَّيْخ جُملَتَه. 

 

 

تمَّ حَبْس هؤلاء الأشْخاص هُنَا مدى الحيَاة، وخطيئتهم الوحيدة هِي كَونُهم بشرًا. حُكْم عَليهِم بِقضاء بَقيَّة أَيامِهم فِي هذَا السِجْن مُرْتَدِين زِيِّ المَدْرَسة. جلَّ مَا رأيْته هُو مُشَاهدَة بَعْض البشر وهُم يعيشون حياتهم كَبشَر، ومع ذَلِك، فقد اِجْتاحني شُعُور لا يُمْكِن تفْسيره بِالذَنْب والْحزْن لَم أتوقَّعْه. 

 

 

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

لقد عَرفَت بِمحْنتهم مُنْذ الأسْبوع الماضي. ورغْم ذَلِك، لَم أَتمَكن مِن تَقدِيم أيِّ مُسَاعدَة لَهُم. واجهتْ العدِيد مِن المشْكلات خِلَال هَذِه العمليَّة، ولكِن الآن، وبعْد إِعادة النَظر، بدتْ جميعهَا كأعْذَار وَاهِية. 

كَانَت الأونيجيري مُثيرَة لِلشَفَقة. مَصنُوعة مِن الأُرز المتفتِّتِ، وَرُبمَا أَصغَر حجْمًا مِن قَبضَة الرَجل البالغ. ومع ذَلِك، ظلَّ الاثْنان يحْتفظان بِجزْء مِن إِنْسانيَّتهمَا. شَعرَت بِالاخْتناق وعدَم الارْتياح أَثنَاء مُشاهدتهمَا، وسرْعَان مَا تَحوَّل هذَا الشُعور إلى غضب لا يُمْكِن تفْسيره. 

 

لا، بل كانوا يَبكون في صَمْت.

بَعْد لَحظَة، بدأ المدِير والشَيْخ فِي الحدِيث: «سَيدِي، هل عَادَت السيِّدة مال سوك بِالْأَمْس؟» 

 

 

«لا، لَن أَجرُؤ…» 

لَم يُجِب المدِير. تَمتَم الشَيْخ بِشَيء لِنفْسه، ثُمَّ رَبَّت المدِير بِرفْق على كَتفِه. 

 ‹لا يُوجَد مَا تَقْلَق عليْه أو مِنْه. لا يَزَال بِإمْكانهم إِنجَاح الأمْر مِن خِلَال التَفاوض. النَاس فِي الدَاخل لَم يفْقدوا إِنْسانيَّتهم بَعْد.› 

 

 

«اعتادت أن تَلهُو فِي كُلِّ مَكَان عِنْدمَا كَانَت صَغِيرَة…» 

 

 

 

ولم يُنْه الشَّيْخ جُملَتَه. 

 

 

لقد عَرفَت بِمحْنتهم مُنْذ الأسْبوع الماضي. ورغْم ذَلِك، لَم أَتمَكن مِن تَقدِيم أيِّ مُسَاعدَة لَهُم. واجهتْ العدِيد مِن المشْكلات خِلَال هَذِه العمليَّة، ولكِن الآن، وبعْد إِعادة النَظر، بدتْ جميعهَا كأعْذَار وَاهِية. 

أَطلَق المدِير تنْهيدة، وتَحدَّث بِنبْرة حَزِينَة: «هذَا كُلُّه خَطئي. لَو أَولَيتُ المزِيد مِن الاهْتمام، لَكانتْ السيِّدة مال سوك قد—» 

 

 

 

«كفى.» قاطعه الشَيْخ مُرْبَتًا على كَتفِه: «أَنْت لَم تَفعَل أيَّ شَيْء خَاطِئ. أَعلَم أَنَّك بَذلَت مَا فِي وُسْعِك، كمَا أَنَّك تَعتَنِي بِأشْخَاص مِثْلِي. لَيْس لَديْك مَا تَعتَذِر عَنْه.» 

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

 

«نعم؟» 

ظلَّ المدِير صامتًا. 

 

 

 

«يَجِب أن يَكُون معك بَعْض الطَعَام بَعْد أن خَرجَت مَعهَا لِتحضِرَه.» 

 

 

 

«لا، لَن أَجرُؤ…» 

 ‹مَاذَا لَو تمَّ القبْض عَليهِم قَبْل أن تَصرُخ كانغ إيون جِيونغ؟ مَاذَا لَو بدأ الأشْخاص فِي الدَاخل بِالْهجوم دُون طَرْح الأسْئلة؟› 

 

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

«لا تَشعُر بِالذَنْب.» 

تَردَّد الرَجل ذُو الشَعْر الأبْيض لِلحْظة بَعْد أَخذِه الأونيجيري. ثُمَّ قَدَّم نِصْفها لِلْمدِير. 

 

 

بَعْد ذَلِك، عاد الشَيْخ إلى الفصْل الدراسِي. 

ظلَّ المدِير صامتًا. 

 

بَعْد مُناقشات طَوِيلَة، تَوَصلنَا إلى اِسْتنْتاج مُهِم، وَهُو ضَرُورَة وُجُود مَجمُوعة مِن الأشْخاص. تَطوَع لِي جِيونغ هِيوك، بيْنمَا اِعترَض الإخْوة لِي على اِنضِمام تِشويْ دَا هايْ. كان هُنَاك اِحتِياج ماس لِشَخص يَتَولَّى مسْؤوليَّة رِعاية سُو يُون والأطْفال فِي حَالَة حُدُوث أيِّ خطأ مُحتَمَل. أَبدَى كانغ جِي سوك اِسْتعْداده لِلتَّطَوُّع، لَكِن بِالطَبْع لَم يَلتَفِت إِلَيه الإخْوة لِي.

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

 

 

أَومَأ لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ بِرأْسيْهمَا، لَكِن تعْبيراتهمَا خَانتْهُما وكَشفَت عن توتُّرهمَا. وبَينمَا كان يَنظُر إِليْهم، اِبتسَم لِي جِيونغ أوك وَقَال: «فقط اتبعَا توْجيهات وَالِد سُو يُون. سَيحرِص على سلامتكم.» 

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

«أَتظُن أنَّ الأشْخاص الَّذين يَخرُجون لِجَلب الطَعَام يَأخُذون مَعهُم كُلَّ الأسْلحة حِين يُغادرون؟ كَيْف يُفتَرَض بِهم أن يعودوا بِالطَعام إِذًا؟» 

 

 

وَقْف هُنَاك، دُون حَرَاك، ورأْسه مُتدَلٍ إلى أَسفَل مُطْلقًا تنْهيدة طَوِيلَة وَثَقيلَة. 

*كليك.* 

 

 

بدَا تَنهدُه كصدًى لِكلِّ الأثْقال التِي حملهَا فِي صَدرِه. تَرَاجعَ كتفاه، ثم انهار على الأرْض كَورقَة شَجرَة مُتساقطة.

لَم أَتلَقى أيَّ ردِّ فِعْل على الضَربات الثَلَاث. كُلُّ مَا فعلتْه هُو جَذْب اِنتِباه الزُومْبي المحيطين. نَظرَت إِليْهم بِعيون مَفتُوحة على مِصْراعيْهَا. كَانَت عَينِيَّ المحْتقنتيْنِ بِالدِماء كَافِية لِترْهيبهم. وَكمَا هُو مُتَوقَّع، تجنَّبوا جميعًا النَظر إلى عَينِي وانْسحبوا إلى الورَاء. أَثَار هذَا تساؤلًا فِي ذِهْنِي؛ هل الزُومْبي فَاقدِي البصر يَشعُرون بِوهجي أيْضًا. فمِن الواضح مُنْذ اللَحْظة الأُولى أنَّ هُنَاك تباينًا بَينِي وبيْن زُومبِي الشَّوارع. 

 

لَم يَكُن هذَا مُجرَّد صَوْت لِشَخص وَاحِد. مِن خِلَال الأصْوات والْخطوات، بدَا وَكأَن هُنَاك شخْصيْنِ أو ثَلاثَة أَشخَاص على الأقلِّ. 

بكى بِصَمت، وقبْضَته المرْتجفة فِي فَمِه بدلًا مِن الأونيجيري. أَدرَكت أَنَّه يَحمِل أَعبَاء ثَقِيلَة على عَاتقِه. وَلكِن رُبمَا لَم يَجِد أحدًا يُشارِكه تِلْك الأعْباء. المسْؤوليَّة والشُعور بِالذَنْب والعَجْز، كُلهَا أَثقَلت كَاهِل المدِير. وامْتلأتْ الرَّدْهة بِتلْك الأحاسيس المؤْلمة. 

 

 

 

* * * 

 

 

*كليك.* 

لَم يَكن هُنَاك أيُّ حَيَاة أُخرَى دَاخِل المدْرسة. لَم أر أيَّ زُومبِي مِثْلِي، أو أيِّ آثار لِلْمخْلوق الأسْود. تَسَاءلَت عَمَّا حدث خِلَال الأسْبوع الذِي غِبْتُ فِيه عن الوعي. ولهذا أَسرَعت عائدًا إلى شقَّتنَا لِمعْرِفة إِجابة سُؤَالِي. 

«أُدرِك جيِّدًا أَنَّك لَم تَقُم بِذَلك. لقد كُنْت مَشغُولًا بِمهمَّة المراقبة طَوَال اليوْم. هَيَّا، لِنتناول الطَعَام سويًّا.» 

 

على عَكْس مَا كان مُخَططًا لَه فِي البداية، بَدأَت اِسْتعْداداتنَا فِي الصَبَاح الباكر. كان لِي جِيونغ أوك ولِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ ضِمْن الفرِيق. كُنَّا نُدْرِك أنَّ النَّاس فِي المدْرسة سيشْعرون بِالشَكِّ إِذَا دخل لِي جِيونغ أوك بِمفْرَده. كان بِإمْكاني تَوقُّع الأسْئلة التِي سيطْرحونهَا. 

عليْنَا أن نَمضِي قُدُمًا مع تَعدِيل خُطَّتنَا الأوَّليَّة، على نَحْو يَتَناسَب مع أخْلاقنَا. لَم يَكُن هُنَاك مَجَال لِلَعب الأدْوار، ولَا وَقْت لِنضيِّعه. 

أَومَأ لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ بِرأْسيْهمَا، لَكِن تعْبيراتهمَا خَانتْهُما وكَشفَت عن توتُّرهمَا. وبَينمَا كان يَنظُر إِليْهم، اِبتسَم لِي جِيونغ أوك وَقَال: «فقط اتبعَا توْجيهات وَالِد سُو يُون. سَيحرِص على سلامتكم.» 

 

 

عِنْد عَودَتِي، شَرحَت الوضْع دَاخِل المدْرسة الثَّانويَّة. اِسْتغْرق الأمْر بِضْع ساعات حَتَّى فَهمُوا نوايَاي. فِي النِهاية، قام لِي جِيونغ أوك بفرك ذَقنِه بِيديْه متحدثًا:

 

 

«هل أُتيحتْ لَك فُرصَة تَناوُل الطَعَام بَعْد؟» 

«لِنذْهب غدًا.» 

 

 

لَم أَتلَقى أيَّ ردِّ فِعْل على الضَربات الثَلَاث. كُلُّ مَا فعلتْه هُو جَذْب اِنتِباه الزُومْبي المحيطين. نَظرَت إِليْهم بِعيون مَفتُوحة على مِصْراعيْهَا. كَانَت عَينِيَّ المحْتقنتيْنِ بِالدِماء كَافِية لِترْهيبهم. وَكمَا هُو مُتَوقَّع، تجنَّبوا جميعًا النَظر إلى عَينِي وانْسحبوا إلى الورَاء. أَثَار هذَا تساؤلًا فِي ذِهْنِي؛ هل الزُومْبي فَاقدِي البصر يَشعُرون بِوهجي أيْضًا. فمِن الواضح مُنْذ اللَحْظة الأُولى أنَّ هُنَاك تباينًا بَينِي وبيْن زُومبِي الشَّوارع. 

تَطوَّع لِلذَهَاب مَعِي. شَعرَت بِعزيمةٍ وَاضِحة وَرَاء كلماته. كان يَبحَث أيْضًا عن هدف فِي حَياتِه. اِحْتَاج إلى شَيْء يَتَجاوَز الأمَان والحِماية وَبَقاء الجمِيع هُنَا، شَيْء أَكثَر أَهَميَّة مِن شَأنِه أن يُبْقِيه مُسْتمِرًّا. وكَانَت هذه طريقَته لِقَول ”نَعِم“. 

«لا! لقد وعَدونَا بِأنَّهم سيرْجعون بِالطَّعام.» 

 

 

اِلتقَيْتُ بِنظْرة لِي جِيونغ أوك وَأَومأَت بِرأْسي. ردَّها بِابْتسامة خَفِيفَة، كمَا لَو فَهْم مَا حاولتْ قَولَه. ثُمَّ نهض لِي جِيونغ هِيوك مِن المطْبخ، وأخْرج الرُمْح الثمِين المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ. 

 

 

بَعْد ذَلِك، عاد الشَيْخ إلى الفصْل الدراسِي. 

«لَسْت مُتأكِّدًا مِمَّا إِذَا كُنْت ستحْتَاج إلى هذَا، وَلكِن فقط فِي حَالَة الضَرورة، خُذْه معك.» 

دمْدمتُ بِإيجَاب بِصَوت حنْجرَتي الممزَّقة. 

 

لقد عَرفَت بِمحْنتهم مُنْذ الأسْبوع الماضي. ورغْم ذَلِك، لَم أَتمَكن مِن تَقدِيم أيِّ مُسَاعدَة لَهُم. واجهتْ العدِيد مِن المشْكلات خِلَال هَذِه العمليَّة، ولكِن الآن، وبعْد إِعادة النَظر، بدتْ جميعهَا كأعْذَار وَاهِية. 

مَرَّر لِي جِيونغ هِيوك الرُمْح المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ إلى لِي جِيونغ أوك بِابْتسامة مُتَكلفَة على وَجهِه. واِستلَمه لِي جِيونغ أوك مِن أخيه الأصْغر كاشفًا عن اِبْتسامة سَاخِرة. 

سَيكُون اليوْم التَالي هُو المرَّة الأُولى التِي نَتَحرَّك فِيهَا كفريق. لَيْس بِسَبب طلب مَعرُوف، أو بِالْقوَّة، وَلكِن كفريق مُتحِد وَرَاء هدف وَاحِد.

 

 

سَيكُون اليوْم التَالي هُو المرَّة الأُولى التِي نَتَحرَّك فِيهَا كفريق. لَيْس بِسَبب طلب مَعرُوف، أو بِالْقوَّة، وَلكِن كفريق مُتحِد وَرَاء هدف وَاحِد.

– لا بُدَّ لِي مِن القيَام بِدوْري. 

 

 

 * * * 

نظرًا لِتزايد عدد الأفْراد، قُمْت بِإحْضَار المزِيد مِن التَابعين. جَمعَت أتْباعي الثَلاثين ذَوِي اللَوْن الأزْرق فِي دَائِرة ضَيقَة حَوْل الجمِيع. 

 

تَردَّد الرَجل ذُو الشَعْر الأبْيض لِلحْظة بَعْد أَخذِه الأونيجيري. ثُمَّ قَدَّم نِصْفها لِلْمدِير. 

على عَكْس مَا كان مُخَططًا لَه فِي البداية، بَدأَت اِسْتعْداداتنَا فِي الصَبَاح الباكر. كان لِي جِيونغ أوك ولِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ ضِمْن الفرِيق. كُنَّا نُدْرِك أنَّ النَّاس فِي المدْرسة سيشْعرون بِالشَكِّ إِذَا دخل لِي جِيونغ أوك بِمفْرَده. كان بِإمْكاني تَوقُّع الأسْئلة التِي سيطْرحونهَا. 

 

 

«سَيدِي!» 

 ‹كَيْف اِسْتطَعْتَ البقَاء على قَيْد الحيَاة بِمفْرَدك؟ مَا دَافَع قُدومك إلى هُنَا؟ هل كُنْت تَتَجسَّس عليْنَا؟› 

عِنْدمَا نَزلتُ على الدرج، لَاحظتُ قَاعَة الدراسة المُضاءة بِأنْوَار الشموع في الطابق الأوَّل. شَققت طَريقِي نحْوها خِلْسَة بِهَدف إِلقَاء نَظرَة خَاطِفة على ما بِداخلهَا. وَإذَا بِي أَجِد نَحْو عِشْرين طِفْلًا جَالسِين فِي دَائِرة، يتحدَّثون فِيمَا بيْنهم.

 

 

بَعْد مُناقشات طَوِيلَة، تَوَصلنَا إلى اِسْتنْتاج مُهِم، وَهُو ضَرُورَة وُجُود مَجمُوعة مِن الأشْخاص. تَطوَع لِي جِيونغ هِيوك، بيْنمَا اِعترَض الإخْوة لِي على اِنضِمام تِشويْ دَا هايْ. كان هُنَاك اِحتِياج ماس لِشَخص يَتَولَّى مسْؤوليَّة رِعاية سُو يُون والأطْفال فِي حَالَة حُدُوث أيِّ خطأ مُحتَمَل. أَبدَى كانغ جِي سوك اِسْتعْداده لِلتَّطَوُّع، لَكِن بِالطَبْع لَم يَلتَفِت إِلَيه الإخْوة لِي.

«لِنذْهب غدًا.» 

 

«لقد تَركَت الأونيجيري خاصَّتك هُنَا.» 

وَفِي إِدْراكنَا لِإمْكانيَّة وُجُود تحدِّيَات فِي التَّواصل فِي حَالَة تَألفَت المجْموعة مِن رجليْنِ قويَّيْنِ فقط، قرَّرْنَا إِجرَاء تَصوِيت، وبناءً على الأغْلبيَّة، تمَّ اِختِيار كانغ إيون جِيونغ لِلانْضمام إِليْنَا. والمثير لِلدَهْشة أَنهَا وافقتْ على ذَلِك. 

اِلتفَت نَحْو الصَوْتِ، الذِي كان قادمًا مِن الاتِّجاه الآخر، بعيدًا عن المدْرسة. جَذبَنِي الصَوْتُ لِسَبب بسيط. بدَا وَكَأنَّه مَألُوف جِدًّا. كُنْت أَعرِف أَننِي سَمْعته فِي مَكَان مَا مِن قِبل. تَبادَر وَجْه إلى ذِهْنِي، وَهُو يَصرُخ بِغَضب. 

 

 

– لا بُدَّ لِي مِن القيَام بِدوْري. 

 

 

 

هذَا مَا قالتْه لِي كانغ إيون جِيونغ. 

وَفِي إِدْراكنَا لِإمْكانيَّة وُجُود تحدِّيَات فِي التَّواصل فِي حَالَة تَألفَت المجْموعة مِن رجليْنِ قويَّيْنِ فقط، قرَّرْنَا إِجرَاء تَصوِيت، وبناءً على الأغْلبيَّة، تمَّ اِختِيار كانغ إيون جِيونغ لِلانْضمام إِليْنَا. والمثير لِلدَهْشة أَنهَا وافقتْ على ذَلِك. 

 

«نعم؟» 

نظرًا لِتزايد عدد الأفْراد، قُمْت بِإحْضَار المزِيد مِن التَابعين. جَمعَت أتْباعي الثَلاثين ذَوِي اللَوْن الأزْرق فِي دَائِرة ضَيقَة حَوْل الجمِيع. 

تَردَّد الرَجل ذُو الشَعْر الأبْيض لِلحْظة بَعْد أَخذِه الأونيجيري. ثُمَّ قَدَّم نِصْفها لِلْمدِير. 

 

 

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

 

 

قَبْل مُغادرتنَا لِلشَقَّة، تَوَصلنَا إلى خُطَّة بَسِيطَة لِمواجهة هذَا الموْقِف ولتفادي أيِّ مَشاكِل مُحتملَة. لَم تَكُن خُطَّة عَظِيمَة. حَيْث كَانَت تَتَمحوَر حَوْل جَعْل كانغ إيون جِيونغ تَصرُخ بِأعْلى صوْتهَا عِنْد دُخولِنَا. سيفاجأ كُل مَن فِي المدْرسة لِرؤْيتنَا، ويشتت. وإذَا اِقتحَم أيُّ زُومبِي من الشوارع أَثنَاء ذَلِك، فسأعْتني بِهم. 

كان يَعرِف تمامًا أَننِي لَسْت بِحاجة إلى النَوْم، لَكِن مَزْحَته عَبْرته فقط عن اِهْتمامه بِي. ضَحكَت بيْنمَا كُنْت أُشير إلى الزُومْبي بِجوار مَدخَل الشَقَّة. حَدَّق فِيهم بِهدوء، قَبْل أن يَلتَفِت إلى بِدهْشة قائلًا: «مهْلًا، هل جميعهم أتْباعك؟» 

 

 

 

دمْدمتُ بِإيجَاب بِصَوت حنْجرَتي الممزَّقة. 

عِنْدهَا، سَمعْتُ صَوْت مِقبَض الباب يَصدُر مِن مَكَان مَا أَسفَل الرُدْهة، فمَا لَبثُّت أنْ اِخْتبَأتْ بِسرْعة فِي الفصْل الدراسيِّ المجاور. 

 

 

فِي اللَيْلة السَابقة، بيْنمَا كان الجمِيع نِيَام، ذَهبَت لِتجْنِيد المزِيد مِن التَابعين. حسنًا، رَغْم عدم رَغبَتِي الشَخْصيَّة بِذَلك، إِلَّا أنَّ الظُروف تَستدْعِي ذَلك. ولِهذَا جَنَّدت الزومْبي بِالْقرْب مِن المبْنى السَكَني رَقْم ١٠٤، المبْنى الذِي كُنَّا مُتواجدين فِيه، جنْبًا إلى جَنْب مع المبْنييْنِ المجاوريْنِ ١٠٣ و ١٠٥. 

 

 

«… هُنَا!» 

فِي تِلْك اللَيْلة وحَّدهَا، قُمْت بِتجْنِيد اِثْنيْنِ وخمسِين تَابِعًا. لقد دفعتْهم واحدًا تِلْو الآخر حَتَّى كُنْت على وَشْك الإغْماء. كاد رَأسِي أن يَنكَسِر تَحْت وَطَأ هذَا الإرْهاق. وَلكِن بِفَضل هَذِه الجُهود، نجحْنَا فِي تَعزِيز قُوَّتنَا. 

 

 

 

كان لَديَّ خُطَّة طَمُوحَة لِرعاية جميع الزُومْبي دَاخِل مُجمعِنا السَكَني. أردْتُ إِنشَاء مَلَاذ آمن يَمنَح الجمِيع الشُعور بِالْأمان والحماية. كَانَت تِلْك خُطَّتي الكُبرى لِمجمَّعنَا السَكَني. رَبَّت لِي جِيونغ أوك على كَتفِي وزمَّ شفتيْه. كان يَعلَم أَننِي أُعَانِي جسديًّا عِنْدمَا جَندَت المزِيد مِن الأتْباع. عَبْرته لَفْتته عن شُكْرِه غَيْر المحْدود. ثُمَّ أخذ نفسًا عميقًا ونظَر إلى لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ. 

 ‹مهْلًا… أيتحدَّثون؟›

 

«لِنذْهب غدًا.» 

«مُسْتعدَّان؟» 

* * *

 

 

أَومَأ لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ بِرأْسيْهمَا، لَكِن تعْبيراتهمَا خَانتْهُما وكَشفَت عن توتُّرهمَا. وبَينمَا كان يَنظُر إِليْهم، اِبتسَم لِي جِيونغ أوك وَقَال: «فقط اتبعَا توْجيهات وَالِد سُو يُون. سَيحرِص على سلامتكم.» 

أَومَأ لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ بِرأْسيْهمَا، لَكِن تعْبيراتهمَا خَانتْهُما وكَشفَت عن توتُّرهمَا. وبَينمَا كان يَنظُر إِليْهم، اِبتسَم لِي جِيونغ أوك وَقَال: «فقط اتبعَا توْجيهات وَالِد سُو يُون. سَيحرِص على سلامتكم.» 

 

بَعْد لَحظَة، بدأ المدِير والشَيْخ فِي الحدِيث: «سَيدِي، هل عَادَت السيِّدة مال سوك بِالْأَمْس؟» 

الجمِيع كان على عِلْم بِعَدم قُدْرتي على التحَدُّث. كُنْت فِي جَوهَرِي مُجرَّد جُثَّة حَيَّة. ومع ذَلِك، ساعدتْ مَزْحَته على رَفْع معْنويَّات الفرِيق. 

 

 

 

نَظرَت إلى عَينِي لِي جِيونغ أوك وأَومأَت بِرأْسي. تَنهَّد، ثُمَّ قال بِنبرة سَاخِرة: «لا أَعتَقد أَننِي وَصلَت إلى المدْرسة فِي الوقْتِ المناسب فِي ذَلِك اليوْم.» 

 

 

 

”هذَا شَيْء يَجِب أن تَفتَخِر بِه“، هذَا مَا أردْتُ قَولُه له. 

«أَتظُن أنَّ الأشْخاص الَّذين يَخرُجون لِجَلب الطَعَام يَأخُذون مَعهُم كُلَّ الأسْلحة حِين يُغادرون؟ كَيْف يُفتَرَض بِهم أن يعودوا بِالطَعام إِذًا؟» 

 

* * * 

* * * 

«ذِراعي بَدأَت تُؤْلمني. هَيَّا، خُذهَا.» 

حِين وصلنَا، كان الصَمْتُ يُخيِّم فِي المدْرسة كمَا لَو كَانَت مَقْبَرة. أَمرَت أتْباعي بِإبْقَاء الجمِيع مُخْتبئين، ثُمَّ طَرقَت الْباب الفولاذيَّ المُوصد. 

«لا! لقد وعَدونَا بِأنَّهم سيرْجعون بِالطَّعام.» 

 

لا، بل كانوا يَبكون في صَمْت.

*جلجلة، جلجلة، جلجلة.* 

 

 

لا، بل كانوا يَبكون في صَمْت.

لَم أَتلَقى أيَّ ردِّ فِعْل على الضَربات الثَلَاث. كُلُّ مَا فعلتْه هُو جَذْب اِنتِباه الزُومْبي المحيطين. نَظرَت إِليْهم بِعيون مَفتُوحة على مِصْراعيْهَا. كَانَت عَينِيَّ المحْتقنتيْنِ بِالدِماء كَافِية لِترْهيبهم. وَكمَا هُو مُتَوقَّع، تجنَّبوا جميعًا النَظر إلى عَينِي وانْسحبوا إلى الورَاء. أَثَار هذَا تساؤلًا فِي ذِهْنِي؛ هل الزُومْبي فَاقدِي البصر يَشعُرون بِوهجي أيْضًا. فمِن الواضح مُنْذ اللَحْظة الأُولى أنَّ هُنَاك تباينًا بَينِي وبيْن زُومبِي الشَّوارع. 

 

 

«لِماذَا لم يَعُد المعلِّمون؟» تَساءَل أَحدُهم وهو يَذرِف الدموع. 

وَبَينمَا كُنْت أَقِف أَمَام الجدَار، قُلْت لِنفْسي: ‹هل يَنبَغِي لَنَا أن نَقفِز فَوقُه؟› 

 

 

 

أَفتَرض أنَّ التَّحَدُّث مَعهُم سيصعُّب أَكثَر إِذَا فعلْنَا ذَلِك. كُنْت أَتطَلع إلى دُخُول المدْرسة مع الجمِيع بِأفْضل طَرِيقَة مُمْكِنة، لَكِن الظُروف لَم تَسمَح لَنَا بِذَلك. ولم يَكُن هُنَاك بديل آخر سِوى التَقَدُّم والدُخول. 

*كليك.* 

 

 

طَلبَت مِن الزُومْبي إِقامة مِنَصة، بِنَفس الأسْلوب الذِي اعْتمدوه عِنْدمَا أتيْتُ إلى المدْرسة لِأَول مَرَّة. ثُمَّ أَرسَلت لِي جِيونغ أوك، ولِي جِيونغ هِيوك، وكانغ إيون جِيونغ فَوْق الحائط. لَكِن قَبْل أن يَخُوض لِي جِيونغ أوك فِي مُهمتِه، ذَكرَنِي بِخطَّتِنَا. 

أَبدَى المدِير رَفضَه بِإصْرَار اِستِلام الأونيجيري بِابْتسامة عَصَبيَّة وخَجولَة. لَكِن رَغْم ذَلِك، وَضْع الشَّيْخ نِصْفهَا بِالْقوَّة فِي يديْه. 

 

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

«فِي حال تَدَهورَت الأُمور، فلنلْتزم بِمَا اِتَّفقْنَا عليْه سلفًا.» 

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

 

 

قَبْل مُغادرتنَا لِلشَقَّة، تَوَصلنَا إلى خُطَّة بَسِيطَة لِمواجهة هذَا الموْقِف ولتفادي أيِّ مَشاكِل مُحتملَة. لَم تَكُن خُطَّة عَظِيمَة. حَيْث كَانَت تَتَمحوَر حَوْل جَعْل كانغ إيون جِيونغ تَصرُخ بِأعْلى صوْتهَا عِنْد دُخولِنَا. سيفاجأ كُل مَن فِي المدْرسة لِرؤْيتنَا، ويشتت. وإذَا اِقتحَم أيُّ زُومبِي من الشوارع أَثنَاء ذَلِك، فسأعْتني بِهم. 

بَعْد لَحظَة، بدأ المدِير والشَيْخ فِي الحدِيث: «سَيدِي، هل عَادَت السيِّدة مال سوك بِالْأَمْس؟» 

 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

أَومَأت بِرأْسي مُجَددًا نَحْو لِي جِيونغ أوك، مُتمنِّيًا حُدُوث الأفْضل. 

أَومَأت بِرأْسي مُجَددًا نَحْو لِي جِيونغ أوك، مُتمنِّيًا حُدُوث الأفْضل. 

 

 

* * *

أَومَأت بِرأْسي مُجَددًا نَحْو لِي جِيونغ أوك، مُتمنِّيًا حُدُوث الأفْضل. 

 

 

وكانتْ الشَّمْس تَتَألَّق فِي أَعلَى مُسْتوياتهَا. أَحسَست بِلهيب حرارتهَا وَهُو يَحرُق جَسدِي. لَمعَت الشَوارع بِالْحرارة، وجلستْ على أُرجُوحَة خَشَبيَّة فِي اِنتِظار الآخرين الَّذين غامروا بِالدُخول. مع مُرُور الوقْتِ، اِزْدَاد يَأسِي. 

«مُسْتعدَّان؟» 

 

بَعْد ذَلِك، عاد الشَيْخ إلى الفصْل الدراسِي. 

 ‹مَاذَا لَو تمَّ القبْض عَليهِم قَبْل أن تَصرُخ كانغ إيون جِيونغ؟ مَاذَا لَو بدأ الأشْخاص فِي الدَاخل بِالْهجوم دُون طَرْح الأسْئلة؟› 

 

 

 

دَارَت أفْكاري السَلْبيَّة كَضَباب الحرارة الذِي يَتَلألَأ فَوْق سَطْح الشَارع داخل رَأسِي. هززْتُ رَأسِي بِقوَّة لِطَرد هَذِه الأفْكار. 

 

 

فِي اللَيْلة السَابقة، بيْنمَا كان الجمِيع نِيَام، ذَهبَت لِتجْنِيد المزِيد مِن التَابعين. حسنًا، رَغْم عدم رَغبَتِي الشَخْصيَّة بِذَلك، إِلَّا أنَّ الظُروف تَستدْعِي ذَلك. ولِهذَا جَنَّدت الزومْبي بِالْقرْب مِن المبْنى السَكَني رَقْم ١٠٤، المبْنى الذِي كُنَّا مُتواجدين فِيه، جنْبًا إلى جَنْب مع المبْنييْنِ المجاوريْنِ ١٠٣ و ١٠٥. 

 ‹لا يُوجَد مَا تَقْلَق عليْه أو مِنْه. لا يَزَال بِإمْكانهم إِنجَاح الأمْر مِن خِلَال التَفاوض. النَاس فِي الدَاخل لَم يفْقدوا إِنْسانيَّتهم بَعْد.› 

 

 

 

واصلتْ الانْتظار، مُفترَضًا أنَّ التَأْخير كان فقط بِسَبب وُجُود الكثِير مِمَّا يَجِب على مجْموعتي شَرحِه. 

لقد عَرفَت بِمحْنتهم مُنْذ الأسْبوع الماضي. ورغْم ذَلِك، لَم أَتمَكن مِن تَقدِيم أيِّ مُسَاعدَة لَهُم. واجهتْ العدِيد مِن المشْكلات خِلَال هَذِه العمليَّة، ولكِن الآن، وبعْد إِعادة النَظر، بدتْ جميعهَا كأعْذَار وَاهِية. 

 

فِي تِلْك اللَيْلة وحَّدهَا، قُمْت بِتجْنِيد اِثْنيْنِ وخمسِين تَابِعًا. لقد دفعتْهم واحدًا تِلْو الآخر حَتَّى كُنْت على وَشْك الإغْماء. كاد رَأسِي أن يَنكَسِر تَحْت وَطَأ هذَا الإرْهاق. وَلكِن بِفَضل هَذِه الجُهود، نجحْنَا فِي تَعزِيز قُوَّتنَا. 

«… هُنَا!» 

 

 

 

قَاطِع أفْكاري صَوْتٌ مَألُوف. صَوْت شَخْص مَا يَصرُخ بِشدَّة بِأعْلى صَوتِه. لَم أَكُن مُتأكِّدًا مِن مدى بُعْدِه، فقد كان ضعيفًا جِدًّا كمَا لَو أَنَّه تَداعَى مِن ضَبَاب الحرارة المتلأْلئ. كان هُنَاك شَخْص مَا يَتَوسَّل مِن أَجْل النَجَاة بِحياته. وَقفَت، وحواسِي فِي حَالَة تَأهُّب. 

 

 

 

«هُنَا! بِهَذا الاتِّجاه!» 

 

 

 

لَم يَكُن هذَا مُجرَّد صَوْت لِشَخص وَاحِد. مِن خِلَال الأصْوات والْخطوات، بدَا وَكأَن هُنَاك شخْصيْنِ أو ثَلاثَة أَشخَاص على الأقلِّ. 

مَرَّر لِي جِيونغ هِيوك الرُمْح المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ إلى لِي جِيونغ أوك بِابْتسامة مُتَكلفَة على وَجهِه. واِستلَمه لِي جِيونغ أوك مِن أخيه الأصْغر كاشفًا عن اِبْتسامة سَاخِرة. 

 

واصلتْ الانْتظار، مُفترَضًا أنَّ التَأْخير كان فقط بِسَبب وُجُود الكثِير مِمَّا يَجِب على مجْموعتي شَرحِه. 

اِلتفَت نَحْو الصَوْتِ، الذِي كان قادمًا مِن الاتِّجاه الآخر، بعيدًا عن المدْرسة. جَذبَنِي الصَوْتُ لِسَبب بسيط. بدَا وَكَأنَّه مَألُوف جِدًّا. كُنْت أَعرِف أَننِي سَمْعته فِي مَكَان مَا مِن قِبل. تَبادَر وَجْه إلى ذِهْنِي، وَهُو يَصرُخ بِغَضب. 

 

 

وكانتْ الشَّمْس تَتَألَّق فِي أَعلَى مُسْتوياتهَا. أَحسَست بِلهيب حرارتهَا وَهُو يَحرُق جَسدِي. لَمعَت الشَوارع بِالْحرارة، وجلستْ على أُرجُوحَة خَشَبيَّة فِي اِنتِظار الآخرين الَّذين غامروا بِالدُخول. مع مُرُور الوقْتِ، اِزْدَاد يَأسِي. 

لقد كان صَوْت المدِير.

 

 

وَقْف هُنَاك، دُون حَرَاك، ورأْسه مُتدَلٍ إلى أَسفَل مُطْلقًا تنْهيدة طَوِيلَة وَثَقيلَة. 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط