You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سجلات الباحث 18

الفرقة

الفرقة

تحركت المخالب ببطء تحت إرادة رين، وكأنها أطراف جديدة يحاول أن يتحكم بها. الشعور بالغرابة يحيط به، يجتاح كل ألياف جسده وهو يشاهد نفسه يتحول إلى كائن لا يعرفه. رغم قدرته على التحكم بالمخالب، لم يجعل ذلك حاله أفضل بأي شكل من الأشكال. الصدمة لم تزل بعد، بل كانت تتزايد مع كل لحظة يقضيها في هذا الكابوس المتواصل.

 

 

.

“ما الذي يحدث معي بحق الجحيم؟” فكر رين، كلماته تتردد في ذهنه بينما يحاول استيعاب الجنون الذي غرق فيه للتو. حاول الوقوف بسرعة، لكنه وجد نفسه مترددًا، كما لو أن جسده الجديد لا يزال مجهولًا بالنسبة له. ببطء، بدأ يتفقد جسده الحالي، بنظرات مليئة بالرعب والتساؤل.

“الجثة… في حالة كارثية، أيها الرقيب. الجروح مريعة، كل جزء منه ممزق. من المستحيل معرفة كم من الألم تعرض له.” كان صوت الجندي مليئًا بالحزن الخفي والاحترام للأهوال التي مر بها هذا الجسد.

 

 

جسد طويل، نحيل، يقف الآن أمامه بارتفاع يقارب المترين، مليء بالمخالب الطويلة الحادة التي يعرف تمامًا مدى فتكها، فقد قطّعت جسده السابق كأنه ورقة. الفرو الأسود الكثيف يغطي جسده بالكامل، ليعطيه شكلًا مظلمًا مرعبًا، بينما قطع من الملابس المخططة البالية تغطي بعض أجزائه بشكل عشوائي.

تقدم ببطء، خطواته مثقلة بالألم والتردد، وركّز على يديه، ليرى كيف تنمو المخالب من جديد، بسرعة وقوة، كأنها استجابة لأفكاره الداخلية. نظر إليها بتركيز، ثم بدأ بالحفر ببطء، وكأن جسده القديم يستحق أكثر من مجرد قبر، بل مكانًا يحفظ الذكرى الأخيرة لنفسه القديمة.

 

 

“تبا… رأسي…” تمتم بصوت خافت، وأدار رأسه بسرعة إلى الخلف نحو كتفه، ليشاهد المنظر المروع الذي يجتاح حواسه: أعناق أخرى، مكسورة، مقطّعة، وعفنة، تفوح منها رائحة الدم الفاسد والموت. كانت هناك أربعة رؤوس إضافية يفترض أن تكون موجودة، لكنها ضائعة، وبدلا من ذالك أعناق مشوهة.

تقدم ببطء، خطواته مثقلة بالألم والتردد، وركّز على يديه، ليرى كيف تنمو المخالب من جديد، بسرعة وقوة، كأنها استجابة لأفكاره الداخلية. نظر إليها بتركيز، ثم بدأ بالحفر ببطء، وكأن جسده القديم يستحق أكثر من مجرد قبر، بل مكانًا يحفظ الذكرى الأخيرة لنفسه القديمة.

 

 

“لا… لا تقل لي أن وجهي الآن هو وجه فأر… لااا!” صرخة الرعب في عقله كانت تعصف به، لكن لم يكن بوسعه التأكد مما حدث له. “يجب أن أجد مرآة… أو انعكاس…”

قريبا سنخرج من هذه الغابة الكريهة خخخخ

 

خطى نحو التاج ببطء، ورفعه بين يديه. كانت أطراف أصابعه المخلبية تتلمس ملمسه البارد، ثقله كان يوحي بالعظمة والهيبة. لكنه قبل أن يستغرق في التفكير أكثر حول معناه، التقطت أذناه الحادتان صوتًا من بعيد، صوت أقدام تتحرك على الأرض الموحلة. أحد ما يقترب.

لكنه أدرك أن اللمس قد يكون كافيًا لفهم الوضع. رفع يديه ببطء، ليدرك سريعًا أن المخالب الطويلة لن تسمح له بلمس وجهه كما ينبغي. تملكت الفكرة ذهنه للحظة، وفكر في تقليص تلك المخالب، أو جعلها قصيرة بما يكفي. في لحظة غير متوقعة، بدأ التحول: المخالب الطويلة بدأت تنكمش، لتعود إلى حجم يديه الطبيعي، أو بالأحرى إلى هيئة بشرية.

 

 

 

بهذا الشكل، استطاع رين أن يتفقد رأسه ووجهه. كان ملمس الشعر طبيعيًا، والأنف موجود، والعينان والفم أيضًا في مكانهما المعتاد. التشكيل العام لوجهه بدا بشريًا، ولا يشير إلى أنه رأس فأر.

بمجرد أن اندفع رين إلى الظلام، تحركت فرقة غريبة بهدوء نحو ساحة المعركة، الأرض الملطخة بالدماء والخراب كانت ترزح تحت أقدامهم مثل جسد مريض. الدروع الغريبة التي ارتدوها لم تلمع بالوهج المعتاد، بل امتصت الضوء القليل المتبقي في هذا المشهد البائس. الشارة الحمراء الزاهية كانت تبرز في الظلام، تضيء كأنها الجمر وسط الليل الحالك.

 

 

لكن رغم هذا الاكتشاف، لم يزل شعور العجز واليأس الذي يغمره. “ولكن… ما الفائدة؟ جسدي الآن مجرد خرقة ملعونة… فوضوية …”

بمجرد أن اندفع رين إلى الظلام، تحركت فرقة غريبة بهدوء نحو ساحة المعركة، الأرض الملطخة بالدماء والخراب كانت ترزح تحت أقدامهم مثل جسد مريض. الدروع الغريبة التي ارتدوها لم تلمع بالوهج المعتاد، بل امتصت الضوء القليل المتبقي في هذا المشهد البائس. الشارة الحمراء الزاهية كانت تبرز في الظلام، تضيء كأنها الجمر وسط الليل الحالك.

 

 

لم يكن رين قادرًا على استيعاب ما حدث له، وكأن عقله يرفض قبول الواقع الذي أصبح عليه. “ألم يحن الوقت للاستيقاظ من هذا الكابوس؟” تساؤل حائر يتردد في ذهنه، وهو ينظر إلى جسده القديم الملقى أمامه، مشوهًا وميتًا.

كانت عينيه مثبّتتين على الجسد الذي كان يومًا هو، الجسد البشري الجريح والممزق. وقف رين للحظة، غارقًا في مشاعره المتضاربة. “أنا لا أفهم شيئًا…” تمتم بصوت منخفض، بينما تحولت عيناه نحو الجسد السابق الذي عاش فيه لسنوات طويلة. “ما هذا الذي أشعر به؟ هل هي رهبة؟ أم إثارة؟ حزن؟ حسرة؟ غضب؟ ألم؟ ضياع؟” كل تلك المشاعر اجتمعت في داخله كعاصفة تهز كيانه.

 

 

كانت عينيه مثبّتتين على الجسد الذي كان يومًا هو، الجسد البشري الجريح والممزق. وقف رين للحظة، غارقًا في مشاعره المتضاربة. “أنا لا أفهم شيئًا…” تمتم بصوت منخفض، بينما تحولت عيناه نحو الجسد السابق الذي عاش فيه لسنوات طويلة. “ما هذا الذي أشعر به؟ هل هي رهبة؟ أم إثارة؟ حزن؟ حسرة؟ غضب؟ ألم؟ ضياع؟” كل تلك المشاعر اجتمعت في داخله كعاصفة تهز كيانه.

رد الرقيب بصوت ملؤه الغموض والثبات: ”

 

.

توجه بنظره إلى ساحة المعركة من حوله، حيث الغابة المظلمة تحيط به. كانت الغابة تبدو وكأنها غير مهتمة بما حصل، وكأنها مجرد شاهد صامت على هذه المأساة. ربما هذه الحادثة ليست سوى شيء طبيعي في هذا المكان الكئيب. أوراق الشجر الملتوية تتمايل بصمت، وكأنها تعلن نهاية معركة أخرى في تاريخ هذا المكان البائس.

“الجثة… في حالة كارثية، أيها الرقيب. الجروح مريعة، كل جزء منه ممزق. من المستحيل معرفة كم من الألم تعرض له.” كان صوت الجندي مليئًا بالحزن الخفي والاحترام للأهوال التي مر بها هذا الجسد.

 

 

تقدم ببطء، خطواته مثقلة بالألم والتردد، وركّز على يديه، ليرى كيف تنمو المخالب من جديد، بسرعة وقوة، كأنها استجابة لأفكاره الداخلية. نظر إليها بتركيز، ثم بدأ بالحفر ببطء، وكأن جسده القديم يستحق أكثر من مجرد قبر، بل مكانًا يحفظ الذكرى الأخيرة لنفسه القديمة.

.

 

.

كانت الحفرة التي حفرها ليست مجرد حفرة عادية؛ بدت كأنها رمزية، كأن رين يودع ذاته الماضية إلى الأبد. بعد الانتهاء من الحفر، حمل جسده السابق ببطء وحذر، ووضعه داخل القبر. كان جسده باردًا، فاقدًا للحياة، لكنه لا يزال يثير في رين مشاعر مختلطة وغامضة. بعد أن غطى الجسد بالأرض، وقف للحظة، مستشعرًا الأثر الثقيل الذي تركته هذه اللحظة عليه.

“ما الذي يحدث معي بحق الجحيم؟” فكر رين، كلماته تتردد في ذهنه بينما يحاول استيعاب الجنون الذي غرق فيه للتو. حاول الوقوف بسرعة، لكنه وجد نفسه مترددًا، كما لو أن جسده الجديد لا يزال مجهولًا بالنسبة له. ببطء، بدأ يتفقد جسده الحالي، بنظرات مليئة بالرعب والتساؤل.

 

إن كان تحليلي صحيحًا، فصاحب هذه الجثة هو من قتل الجرذ ذو الرؤوس الخمسة. وأعتقد أنه أحد الطلاب الذين كنا نراقبهم. يجب علينا إعادته، فهو لا يدرك تمامًا ما حدث له.”

“في النهاية… لقد مت بسببي، بسبب قراراتي.”

.

 

.

 

 

بعد أن أنهى رين دفن جسده السابق، تقدم نحو شجرة ضخمة، ظهرها ملتف بفروع متشابكة تشبه قبضات مخيفة جلس رين متكئًا على الشجرة، وأفكاره متناثرة مثل أوراق الخريف في عاصفة. شعر أن شيئًا ثقيلًا يستقر على صدره، ليس من الألم الجسدي، ولكن من الصراع الداخلي الذي تمزق عقله. كلما حاول فهم ما جرى له، كلما ازدادت الأمور غموضًا أمامه. “لماذا انتهى بي الأمر هكذا؟” سؤال واحد يعيد نفسه بلا هوادة، لكن الإجابة تظل بعيدة مثل نجمٍ منطفئ في سماء داكنة.

 

 

“الجثة… في حالة كارثية، أيها الرقيب. الجروح مريعة، كل جزء منه ممزق. من المستحيل معرفة كم من الألم تعرض له.” كان صوت الجندي مليئًا بالحزن الخفي والاحترام للأهوال التي مر بها هذا الجسد.

تسللت الدموع إلى عينيه دون أن يدرك، تيار دافئ ينساب ببطء على وجنتيه المتسختين. تلك الدموع كانت تحمل معها مشاعر غير مفهومة: الرهبة، الحزن، الفقد، الغضب… لكنه لم يكن قادرًا على تحديد أي من هذه المشاعر هو الأقوى. في لحظة سريعة، مسح الدموع بظهر يده المخلبية، مستنكرًا ما يشعر به. “أنا لست إنسانًا بعد الآن. لا يحق لي البكاء.” تمتم بحزن دفين، وصدى كلماته يرتطم بالجذع القديم بجواره.

 

 

تقدم ببطء، خطواته مثقلة بالألم والتردد، وركّز على يديه، ليرى كيف تنمو المخالب من جديد، بسرعة وقوة، كأنها استجابة لأفكاره الداخلية. نظر إليها بتركيز، ثم بدأ بالحفر ببطء، وكأن جسده القديم يستحق أكثر من مجرد قبر، بل مكانًا يحفظ الذكرى الأخيرة لنفسه القديمة.

رغم كل هذا، لم يتركه الأمل بشكل كامل. كان هناك صوت داخلي يهمس له: “يجب أن تكون هناك طريقة للعودة… للخروج من هذا الكابوس.” تلك الفكرة المتسللة منحته شجاعة كافية للوقوف مرة أخرى. وقف ببطء، جسده الطويل والممشوق يبدو وكأنه ظلٌّ للذات التي كانها سابقًا. نظر حوله، ليرى ساحة المعركة المدمرة، الدماء والجثث المبعثرة، رؤوس الجرذان المقطوعة، كلها شاهدة على ما جرى.

بخطوات بطيئة وحذرة، فحص الجندي الساحة المتناثرة بالأشلاء والرؤوس المقطوعة. بعد برهة صمت مشوبة بالرهبة، قال بصوت متهدج: “رقيب… لقد تأخرنا. الجرذ ذو الرؤوس الخمسة، ميت. لا نعرف كيف قُتل، لكن هناك أربعة رؤوس ممزقة ومفقودة. هذا… غير طبيعي.” كانت الكلمات تخرج من فمه بصعوبة، وكأنها لا تصدق حجم الفوضى أمامه.

 

 

تلك الغابة الغارقة في الظلام من حوله كانت صامتة، كأنها غير مبالية بما حدث هنا، أو ربما اعتادت على مثل هذه المآسي. شعر أن كل شيء في هذا المكان يبدو طبيعياً رغم الفوضى. وبينما كانت عيناه تجولان في المكان، لفت انتباهه تاج مهيب وسط الخراب. كان طويلًا، مطليًا بالذهب الداكن، ينبعث منه وهج غامض يجعله يبدو أكثر من مجرد تاج عادي. شعر برغبة غريبة في حمله، كأنه كان مدعوًا للتواصل معه بطريقة لا يفهمها.

إن كان تحليلي صحيحًا، فصاحب هذه الجثة هو من قتل الجرذ ذو الرؤوس الخمسة. وأعتقد أنه أحد الطلاب الذين كنا نراقبهم. يجب علينا إعادته، فهو لا يدرك تمامًا ما حدث له.”

 

لم يكن رين قادرًا على استيعاب ما حدث له، وكأن عقله يرفض قبول الواقع الذي أصبح عليه. “ألم يحن الوقت للاستيقاظ من هذا الكابوس؟” تساؤل حائر يتردد في ذهنه، وهو ينظر إلى جسده القديم الملقى أمامه، مشوهًا وميتًا.

خطى نحو التاج ببطء، ورفعه بين يديه. كانت أطراف أصابعه المخلبية تتلمس ملمسه البارد، ثقله كان يوحي بالعظمة والهيبة. لكنه قبل أن يستغرق في التفكير أكثر حول معناه، التقطت أذناه الحادتان صوتًا من بعيد، صوت أقدام تتحرك على الأرض الموحلة. أحد ما يقترب.

بعد أن أنهى رين دفن جسده السابق، تقدم نحو شجرة ضخمة، ظهرها ملتف بفروع متشابكة تشبه قبضات مخيفة جلس رين متكئًا على الشجرة، وأفكاره متناثرة مثل أوراق الخريف في عاصفة. شعر أن شيئًا ثقيلًا يستقر على صدره، ليس من الألم الجسدي، ولكن من الصراع الداخلي الذي تمزق عقله. كلما حاول فهم ما جرى له، كلما ازدادت الأمور غموضًا أمامه. “لماذا انتهى بي الأمر هكذا؟” سؤال واحد يعيد نفسه بلا هوادة، لكن الإجابة تظل بعيدة مثل نجمٍ منطفئ في سماء داكنة.

 

“في النهاية… لقد مت بسببي، بسبب قراراتي.”

“يبدو أنني تغيرت بالفعل…” فكر مع نفسه وهو يشعر بقدراته الجديدة. حواسه أصبحت أكثر حدة، وجسده يحمل قوة خفية. لكنه لم يكن الوقت المناسب للاستكشاف. كان عليه أن يهرب.

لكن رغم هذا الاكتشاف، لم يزل شعور العجز واليأس الذي يغمره. “ولكن… ما الفائدة؟ جسدي الآن مجرد خرقة ملعونة… فوضوية …”

 

 

انطلق في الظلام بسرعة مذهلة، جسده الجديد يتحرك بانسيابية غريبة، بينما يحمل التاج بين يديه بقوة. ترك خلفه مشاعر الحيرة والغضب، ومضى في طريقه، مستعدًا لمواجهة ما ينتظره.

 

 

“في النهاية… لقد مت بسببي، بسبب قراراتي.”

بمجرد أن اندفع رين إلى الظلام، تحركت فرقة غريبة بهدوء نحو ساحة المعركة، الأرض الملطخة بالدماء والخراب كانت ترزح تحت أقدامهم مثل جسد مريض. الدروع الغريبة التي ارتدوها لم تلمع بالوهج المعتاد، بل امتصت الضوء القليل المتبقي في هذا المشهد البائس. الشارة الحمراء الزاهية كانت تبرز في الظلام، تضيء كأنها الجمر وسط الليل الحالك.

 

 

 

بخطوات بطيئة وحذرة، فحص الجندي الساحة المتناثرة بالأشلاء والرؤوس المقطوعة. بعد برهة صمت مشوبة بالرهبة، قال بصوت متهدج: “رقيب… لقد تأخرنا. الجرذ ذو الرؤوس الخمسة، ميت. لا نعرف كيف قُتل، لكن هناك أربعة رؤوس ممزقة ومفقودة. هذا… غير طبيعي.” كانت الكلمات تخرج من فمه بصعوبة، وكأنها لا تصدق حجم الفوضى أمامه.

لكن رغم هذا الاكتشاف، لم يزل شعور العجز واليأس الذي يغمره. “ولكن… ما الفائدة؟ جسدي الآن مجرد خرقة ملعونة… فوضوية …”

 

 

الرقيب، رجل ذو بنية عضلية تقف كالتمثال في وسط الخراب، كانت عيناه الباردة تجولان حول المكان، وكأنه يرى كل شيء دون أن يتأثر. لم يكن بحاجة للحديث الكثير؛ فهالته الطاغية كانت كافية لإصدار الأوامر. بتوجيه صارم، قال: “على يمينك. تقدم ثلاث خطوات. هناك جثة. احفر وأخرجها.”

 

 

 

“أمرك، سيدي.” تقدم الجنود الثلاثة بهدوء، وجعلوا أياديهم تمتد لتلامس الأرض الملطخة بالدماء. ببطء وحذر، بدأوا بإزاحة التراب، وتحت هذا الغطاء الرقيق من التراب البني الداكن، ظهر جسد بارد لا ينبض بالحياة: جسد رين. كان مرمياً في حفرة، كما لو أن الموت نفسه قد وضعه هناك بعناية مشوبة بالسخرية.

.

 

 

“الجثة… في حالة كارثية، أيها الرقيب. الجروح مريعة، كل جزء منه ممزق. من المستحيل معرفة كم من الألم تعرض له.” كان صوت الجندي مليئًا بالحزن الخفي والاحترام للأهوال التي مر بها هذا الجسد.

تقدم ببطء، خطواته مثقلة بالألم والتردد، وركّز على يديه، ليرى كيف تنمو المخالب من جديد، بسرعة وقوة، كأنها استجابة لأفكاره الداخلية. نظر إليها بتركيز، ثم بدأ بالحفر ببطء، وكأن جسده القديم يستحق أكثر من مجرد قبر، بل مكانًا يحفظ الذكرى الأخيرة لنفسه القديمة.

 

 

لكن الرقيب لم يُبد أي تأثر خارجي. كان على علم بأن الوضع أكبر من هذه الجروح. بنظرة هادئة وثابتة، أدار رأسه نحو أحد الجنود وقال بصوت بارد كالجليد: “جهّز تعويذة الشفاء. دع الجروح تلتئم ببطء.” استدار نحو جندي آخر: “دانيال، أنت، قم بإعداد تعويذة التطهير. يجب أن نضمن ألا تكون هذه الجثة ملوثة. توماس، أحضر ‘تابوت الجسد النائم’. جهزوه لاستقبال الجثة.”

.

 

 

أومأ الجنود وأسرعوا في تنفيذ أوامرهم. رغم صمت الرقيب وعدم ذكره الخطوات مباشرة، كان واضحًا من خلال الحركات البطيئة والهمسات المغمغمة التي خرجت من أفواه الجنود أن شيئًا ما غير مرئي يجري في الهواء. كان النور الخافت المحيط بالجثة يبدو كأنه يتغير، وكأن الجروح نفسها بدأت تلتئم ببطء وهدوء، كما لو أن المكان بدأ يلتهم كل آثار الألم.

 

 

 

بينما كان العمل يجري على قدم وساق، التفت أحد الجنود نحو الرقيب وسأل بصوت مفعم بالحيرة: “ماذا عنك، سيدي؟ هل ستبقى هنا؟”

“في النهاية… لقد مت بسببي، بسبب قراراتي.”

 

“الجثة… في حالة كارثية، أيها الرقيب. الجروح مريعة، كل جزء منه ممزق. من المستحيل معرفة كم من الألم تعرض له.” كان صوت الجندي مليئًا بالحزن الخفي والاحترام للأهوال التي مر بها هذا الجسد.

رد الرقيب بصوت ملؤه الغموض والثبات: ”

 

 

 

إن كان تحليلي صحيحًا، فصاحب هذه الجثة هو من قتل الجرذ ذو الرؤوس الخمسة. وأعتقد أنه أحد الطلاب الذين كنا نراقبهم. يجب علينا إعادته، فهو لا يدرك تمامًا ما حدث له.”

لكن رغم هذا الاكتشاف، لم يزل شعور العجز واليأس الذي يغمره. “ولكن… ما الفائدة؟ جسدي الآن مجرد خرقة ملعونة… فوضوية …”

 

“الجثة… في حالة كارثية، أيها الرقيب. الجروح مريعة، كل جزء منه ممزق. من المستحيل معرفة كم من الألم تعرض له.” كان صوت الجندي مليئًا بالحزن الخفي والاحترام للأهوال التي مر بها هذا الجسد.

 

 

.

“في النهاية… لقد مت بسببي، بسبب قراراتي.”

.

.

.

 

.

“لا… لا تقل لي أن وجهي الآن هو وجه فأر… لااا!” صرخة الرعب في عقله كانت تعصف به، لكن لم يكن بوسعه التأكد مما حدث له. “يجب أن أجد مرآة… أو انعكاس…”

.

 

.

لكنه أدرك أن اللمس قد يكون كافيًا لفهم الوضع. رفع يديه ببطء، ليدرك سريعًا أن المخالب الطويلة لن تسمح له بلمس وجهه كما ينبغي. تملكت الفكرة ذهنه للحظة، وفكر في تقليص تلك المخالب، أو جعلها قصيرة بما يكفي. في لحظة غير متوقعة، بدأ التحول: المخالب الطويلة بدأت تنكمش، لتعود إلى حجم يديه الطبيعي، أو بالأحرى إلى هيئة بشرية.

.

لكن الرقيب لم يُبد أي تأثر خارجي. كان على علم بأن الوضع أكبر من هذه الجروح. بنظرة هادئة وثابتة، أدار رأسه نحو أحد الجنود وقال بصوت بارد كالجليد: “جهّز تعويذة الشفاء. دع الجروح تلتئم ببطء.” استدار نحو جندي آخر: “دانيال، أنت، قم بإعداد تعويذة التطهير. يجب أن نضمن ألا تكون هذه الجثة ملوثة. توماس، أحضر ‘تابوت الجسد النائم’. جهزوه لاستقبال الجثة.”

.

تقدم ببطء، خطواته مثقلة بالألم والتردد، وركّز على يديه، ليرى كيف تنمو المخالب من جديد، بسرعة وقوة، كأنها استجابة لأفكاره الداخلية. نظر إليها بتركيز، ثم بدأ بالحفر ببطء، وكأن جسده القديم يستحق أكثر من مجرد قبر، بل مكانًا يحفظ الذكرى الأخيرة لنفسه القديمة.

.

 

قريبا سنخرج من هذه الغابة الكريهة خخخخ

.

 

 

 

لكن رغم هذا الاكتشاف، لم يزل شعور العجز واليأس الذي يغمره. “ولكن… ما الفائدة؟ جسدي الآن مجرد خرقة ملعونة… فوضوية …”

 

 

 

رغم كل هذا، لم يتركه الأمل بشكل كامل. كان هناك صوت داخلي يهمس له: “يجب أن تكون هناك طريقة للعودة… للخروج من هذا الكابوس.” تلك الفكرة المتسللة منحته شجاعة كافية للوقوف مرة أخرى. وقف ببطء، جسده الطويل والممشوق يبدو وكأنه ظلٌّ للذات التي كانها سابقًا. نظر حوله، ليرى ساحة المعركة المدمرة، الدماء والجثث المبعثرة، رؤوس الجرذان المقطوعة، كلها شاهدة على ما جرى.

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط