You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

عودة الدم والحديد 2

خطوبة مفاجأة

خطوبة مفاجأة

مرّت خمس سنوات على ولادة برونو من جديد في هذا العالم، وسرعان ما أدرك أنه لم يعد في القرن الحادي والعشرين، الذي توفي فيه قبل إعادة تجسده.

 

 

لكن برونو بالكاد لاحظ الفتاة أو سلوكها الغريب. لم يكن لمثل هذه التفاصيل الصغيرة أي أهمية بالنسبة له. فرغم أن جسده كان جسد طفل في الخامسة من عمره، إلا أن عقله كان يحمل ذكريات رجل تجاوز الخمسين. كيف يمكن لرجل بخبراته ومعارفه أن يهتم لمثل هذه الأمور، كان عقله منشغلاً بأمور أكبر بكثير، أمور تتعلق بمستقبل الرايخ وأهدافه الشخصية التي تتجاوز أي فضول طفولي.

لقد ولد في زمن يسبقى فورة الغضب والغباء التي غيّرت مصير ألمانيا من إمبراطورية عظيمة إلى دولة خاضعة للعولمة.

 

 

هذه العائلة، التي تأسست قبل أقل من قرن خلال حروب نابليون، أصبحت ثرية بفضل موهبتها في تصميم آلات الدمار التي كانت تُشترى وتُستخدم من قِبل الجيش الألماني.

كان عام ولادته الجديدة 1879، أي بعد ثماني سنوات من توحيد الإمبراطورية الألمانية. ورغم أن الشعب الألماني توحّد أخيرًا، كانت تلك فترة ركود اقتصادي استمرت حتى تسعينيات القرن التاسع عشر.

 

 

 

ورغم ذلك، كان برونو محظوظًا؛ فقد وُلد كابن لعائلة نبيلة صغيرة في مملكة بروسيا، وهي عائلة غنية بفضل دورها كصناعيين في مجال معدات الحرب.

ومع ذلك، كانت هذه المواهب مفاجئة لأفراد العائلة، فقد شعروا أن عبقرياً غير عادي قد وُلد في منزلهم. وازداد إعجابهم ودهشتهم مع مرور كل عام، خاصة عندما بدأ الطفل الصغير في قراءة كل كتاب في مكتبة العائلة بشغف لا يهدأ.

 

 

هذه العائلة، التي تأسست قبل أقل من قرن خلال حروب نابليون، أصبحت ثرية بفضل موهبتها في تصميم آلات الدمار التي كانت تُشترى وتُستخدم من قِبل الجيش الألماني.

أما أصغر إخوته الأكبر منه فكان يكبره بعامين فقط. لم يكن لديه أي أخوات، ولذلك إذا أراد أن يصبح يومًا ما رئيسًا للعائلة، فسيواجه معركة طويلة وشرسة.

 

 

كان والد برونو رجلاً ثرياً ومنشغلاً للغاية، حيث كان يتمتع بعلاقات قوية مع الجيش، كونه ضابطاً سابقاً، وكذلك مع السياسيين في البرلمان (الرايخستاغ)، مما منحه مكانة بارزة في المجتمع الذي نشأ فيه برونو. وهذا يعني أن والده كان نادراً ما يتواجد في المنزل أو يقضي وقتاً مع ابنه حديث الولادة.

ورغم ذلك، كان برونو محظوظًا؛ فقد وُلد كابن لعائلة نبيلة صغيرة في مملكة بروسيا، وهي عائلة غنية بفضل دورها كصناعيين في مجال معدات الحرب.

 

 

أما إخوته، فكان الأكبر على وشك إنهاء المرحلة الثانوية، وكان من المتوقع أن يلتحق قريبًا بأكاديمية بروسيا العسكرية، تماشياً مع تقاليد عائلة فون زينتنر. إذ أن العائلة قد بنت سمعتها ومجدها في ساحات المعارك، وكان يُنتظر من أبنائهم أن يسيروا على نفس الدرب ويخوضوا التجارب ذاتها.

 

 

أما أصغر إخوته الأكبر منه فكان يكبره بعامين فقط. لم يكن لديه أي أخوات، ولذلك إذا أراد أن يصبح يومًا ما رئيسًا للعائلة، فسيواجه معركة طويلة وشرسة.

أما أصغر إخوته الأكبر منه فكان يكبره بعامين فقط. لم يكن لديه أي أخوات، ولذلك إذا أراد أن يصبح يومًا ما رئيسًا للعائلة، فسيواجه معركة طويلة وشرسة.

 

 

“سيدي الصغير برونو، لقد كلفني والدك بإحضارك إلى مكتبه . تعال بسرعة!”

لكن طموحات برونو كانت أعظم بكثير. فبدلاً من الاكتفاء بأن يصبح رئيسًا لعائلة نبيلة ألمانية صغيرة، كان هدفه هو منع سقوط الرايخ الألماني في عام 1918، وضمان استمراره وهيمنته على مدار القرن القادم.

منذ سن مبكرة في حياته الجديدة، أثبت برونو قدرته على المشي، والتحدث، والقراءة، والكتابة، وأداء الحسابات الأساسية قبل أن يتمكن أي طفل في مثل عمره من تحقيق ذلك.

 

 

ولهذا السبب قرر برونو أن يستغل سنوات طفولته المبكرة بأقصى طاقته. فكان يمضي معظم وقته في مكتبة القصر، يدرس كل ما يمكنه الاطلاع عليه. ورغم أن كتب العلوم التي قرأها كانت في الغالب مليئة بنظريات خاطئة أو حقائق غير مكتملة، إلا أنه واصل قراءتها بشغف، ليتأقلم مع علوم ومعارف هذا العصر.

 

 

كانت، مثل برونو، تتمتع بشعر أشقر ذهبي ناعم وعينين زرقاوين فاتحتين. كان شعرها الطويل والحريري مربوطًا في ضفائر مزدوجة. لو كان لدى برونو عقل طفل في الخامسة من عمره، لربما تطورت لديه مشاعر إعجاب تجاه هذه الفتاة الصغيرة الشبيهة بالدمية من النظرة الأولى.

منذ سن مبكرة في حياته الجديدة، أثبت برونو قدرته على المشي، والتحدث، والقراءة، والكتابة، وأداء الحسابات الأساسية قبل أن يتمكن أي طفل في مثل عمره من تحقيق ذلك.

كان لودفيغ طفلًا عاديًا بكل ما في الكلمة من معنى، باستثناء موقع ولادته. وكان يشعر بالغيرة الشديدة من الاهتمام الخاص والمديح الذي يتلقاه شقيقه الأصغر برونو من كلا والديه ومدرسيه، وغالبًا ما كان هذا الحسد يظهر في نوبات غضب.

 

 

لم يكن ذلك بالضرورة بسبب ولادته بذكاء فائق، بل لأنه احتفظ بذكريات حياته السابقة.

أما الفتاة الصغيرة التي وقفت أمام والدها، فقد بدت ككائن خجول ومرتبك، ترتجف بخفة تحت وطأة اللحظة. ما إن دخل برونو إلى الغرفة حتى أسرعت بالاختباء خلف والدتها، تطل برأسها بحذر من خلف ثوبها الفاخر، كانت عيناها الواسعتان تراقبان برونو بفضول متوتر، كما لو كان دخوله قد غيّر شيئًا في أجواء المكان.

 

 

ومع ذلك، كانت هذه المواهب مفاجئة لأفراد العائلة، فقد شعروا أن عبقرياً غير عادي قد وُلد في منزلهم. وازداد إعجابهم ودهشتهم مع مرور كل عام، خاصة عندما بدأ الطفل الصغير في قراءة كل كتاب في مكتبة العائلة بشغف لا يهدأ.

أما إخوته، فكان الأكبر على وشك إنهاء المرحلة الثانوية، وكان من المتوقع أن يلتحق قريبًا بأكاديمية بروسيا العسكرية، تماشياً مع تقاليد عائلة فون زينتنر. إذ أن العائلة قد بنت سمعتها ومجدها في ساحات المعارك، وكان يُنتظر من أبنائهم أن يسيروا على نفس الدرب ويخوضوا التجارب ذاتها.

 

وبهذا انتهت محاولات لودفيغ التنمر على شقيقه الأصغر، على الأقل في الوقت الحالي.

لكن هذه الإنجازات الباهرة في سن مبكرة كانت لها سلبياتها. فقد كانت والدته تتحدث وتتباهى باستمرار عن المواهب الاستثنائية التي يتمتع بها ابنها الأصغر، وهي مواهب متعددة الجوانب وتستمر في النمو مع مرور الوقت.

 

 

 

وفي حين أن ذلك خلق توقعات كبيرة لمستقبله من قبل العديد من الشخصيات البارزة في المجتمع الألماني، فإنه أيضًا خلق له العديد من الأعداء. ليس فقط بين أبناء العائلات النبيلة الأخرى، ولكن بشكل خاص بين إخوته.

ومع ذلك، كانت هذه المواهب مفاجئة لأفراد العائلة، فقد شعروا أن عبقرياً غير عادي قد وُلد في منزلهم. وازداد إعجابهم ودهشتهم مع مرور كل عام، خاصة عندما بدأ الطفل الصغير في قراءة كل كتاب في مكتبة العائلة بشغف لا يهدأ.

 

كان لودفيغ يشعر بالاستياء عندما رأى أن هيلغا قد تجاهلته مرة أخرى من أجل شقيقه الأصغر. يبدو أنها لاحظت ذلك وهي تمسك بيد برونو وتحثه على التحرك للأمام. فنادت على لودفيغ الأكبر وطمأنته أنها ستجد وقتًا له لاحقًا.

على الرغم من أنه لم يتجاوز الخامسة من عمره، كان برونو غالبًا ضحية التنمر ، وكان أكثر المعتدين عليه هو شقيقه الأكبر لودفيغ.

 

 

 

كان لودفيغ طفلًا عاديًا بكل ما في الكلمة من معنى، باستثناء موقع ولادته. وكان يشعر بالغيرة الشديدة من الاهتمام الخاص والمديح الذي يتلقاه شقيقه الأصغر برونو من كلا والديه ومدرسيه، وغالبًا ما كان هذا الحسد يظهر في نوبات غضب.

 

 

 

اليوم لم يكن استثناءً. فقد قام لودفيغ بإيقاع برونو وهو يخرج من مكتبة القصر متجهًا إلى غرفته الخاصة، حاملًا كومة من الكتب. تناثرت النصوص التي احتوت على معرفة متقدمة بالنسبة لعمر برونو الحالي.

وفي حين أن ذلك خلق توقعات كبيرة لمستقبله من قبل العديد من الشخصيات البارزة في المجتمع الألماني، فإنه أيضًا خلق له العديد من الأعداء. ليس فقط بين أبناء العائلات النبيلة الأخرى، ولكن بشكل خاص بين إخوته.

 

 

في الوقت نفسه، تعرّض برونو لجروح طفيفة في ركبتيه. لم يكن الألم شديدًا بالنسبة له، حيث تعرض لإطلاق النار عدة مرات في حياته السابقة قبل وفاته. لكن الإهانة هي التي جعلته يقف وينفض الغبار عن نفسه، وينظر إلى شقيقه بنظرة باردة في عينيه الزرقاوين .

وبهذا انتهت محاولات لودفيغ التنمر على شقيقه الأصغر، على الأقل في الوقت الحالي.

 

 

هذا التصرف اللامبالي تمامًا زاد من غضب لودفيغ. لم يكن فقط تفوق برونو عليه في كل شيء هو ما يزعجه، بل كان أيضًا تجاهل برونو لمحاولاته المستمر لإغضابه .

كانت، مثل برونو، تتمتع بشعر أشقر ذهبي ناعم وعينين زرقاوين فاتحتين. كان شعرها الطويل والحريري مربوطًا في ضفائر مزدوجة. لو كان لدى برونو عقل طفل في الخامسة من عمره، لربما تطورت لديه مشاعر إعجاب تجاه هذه الفتاة الصغيرة الشبيهة بالدمية من النظرة الأولى.

 

 

لذلك، وقف لودفيغ في طريق برونو ودفعه إلى الأرض مرة أخرى. لكن برونو نهض مجددًا بلا أدنى اهتمام، نفض الغبار عن نفسه مرة أخرى، وحاول المرور بجانب لودفيغ دون أن يكترث للموقف.

“هيلغا!”

 

وفي حين أن ذلك خلق توقعات كبيرة لمستقبله من قبل العديد من الشخصيات البارزة في المجتمع الألماني، فإنه أيضًا خلق له العديد من الأعداء. ليس فقط بين أبناء العائلات النبيلة الأخرى، ولكن بشكل خاص بين إخوته.

إظهار هذا التجاهل التام لمحاولات شقيقه الأكبر الطفولية قد يكون علامة على النضج، وهو ما كانت والدته تشيد به دائمًا. لكن بالنسبة للودفيغ، كان ذلك بمثابة إهانة. ولذلك أمسك بياقة برونو وبدأ بالصراخ عليه وهو يرفع قبضته.

 

 

================

“أيها الوغد الصغير! تعتقد أنك عظيم؟ سوف أريك.. !”

 

 

“أيها الأب ، أيها الجنرال، لقد جئت بناءً على طلبكما. إذا سمحتما لي، هل لي أن أعرف سبب هذا الاجتماع؟”

ولكن قبل أن يتمكن لودفيغ من ضرب شقيقه الأصغر، اندفعت خادمة نحوهما من نهاية الممر. لم تكن قد رأت الشقيقين يتشاجران، ولكنها كانت هناك لسبب آخر.

 

 

بمجرد أن وصلت، تراجع لودفيغ، غير راغب في أن يتم القبض عليه وهو يتنمر على الابن العبقري. تصرف وكأنه ودود مع برونو طوال الوقت، واندفع نحو المرأة التي كانت مربيتهما طالبًا عناقًا.

بمجرد أن وصلت، تراجع لودفيغ، غير راغب في أن يتم القبض عليه وهو يتنمر على الابن العبقري. تصرف وكأنه ودود مع برونو طوال الوقت، واندفع نحو المرأة التي كانت مربيتهما طالبًا عناقًا.

ولهذا السبب قرر برونو أن يستغل سنوات طفولته المبكرة بأقصى طاقته. فكان يمضي معظم وقته في مكتبة القصر، يدرس كل ما يمكنه الاطلاع عليه. ورغم أن كتب العلوم التي قرأها كانت في الغالب مليئة بنظريات خاطئة أو حقائق غير مكتملة، إلا أنه واصل قراءتها بشغف، ليتأقلم مع علوم ومعارف هذا العصر.

 

“أيها الوغد الصغير! تعتقد أنك عظيم؟ سوف أريك.. !”

“هيلغا!”

 

 

================

لكن المرأة التي تدعى هيلغا تجاهلت لودفيغ وركضت نحوهما، حيث انحنت أمام برونو. كانت هناك نظرة جادة في عينيها، ليست مقلقة أو مخيفة، لكن برونو كان قد تعلّم منذ زمن طويل أن يميز هذا التعبير الذي يظهر على وجهها كلما جاءتها أوامر من سيد المنزل لتنفيذ طلب ما.

لكن برونو بالكاد لاحظ الفتاة أو سلوكها الغريب. لم يكن لمثل هذه التفاصيل الصغيرة أي أهمية بالنسبة له. فرغم أن جسده كان جسد طفل في الخامسة من عمره، إلا أن عقله كان يحمل ذكريات رجل تجاوز الخمسين. كيف يمكن لرجل بخبراته ومعارفه أن يهتم لمثل هذه الأمور، كان عقله منشغلاً بأمور أكبر بكثير، أمور تتعلق بمستقبل الرايخ وأهدافه الشخصية التي تتجاوز أي فضول طفولي.

 

 

وكما كان متوقعًا، نطقت بالكلمات التالية:

 

 

 

“سيدي الصغير برونو، لقد كلفني والدك بإحضارك إلى مكتبه . تعال بسرعة!”

 

 

“أنا آسفة أيها السيد الصغير لودفيغ، لكن أوامر والدك مطلقة. سأضطر إلى اللعب معك في وقت لاحق!”

كان لودفيغ يشعر بالاستياء عندما رأى أن هيلغا قد تجاهلته مرة أخرى من أجل شقيقه الأصغر. يبدو أنها لاحظت ذلك وهي تمسك بيد برونو وتحثه على التحرك للأمام. فنادت على لودفيغ الأكبر وطمأنته أنها ستجد وقتًا له لاحقًا.

أما إخوته، فكان الأكبر على وشك إنهاء المرحلة الثانوية، وكان من المتوقع أن يلتحق قريبًا بأكاديمية بروسيا العسكرية، تماشياً مع تقاليد عائلة فون زينتنر. إذ أن العائلة قد بنت سمعتها ومجدها في ساحات المعارك، وكان يُنتظر من أبنائهم أن يسيروا على نفس الدرب ويخوضوا التجارب ذاتها.

 

 

“أنا آسفة أيها السيد الصغير لودفيغ، لكن أوامر والدك مطلقة. سأضطر إلى اللعب معك في وقت لاحق!”

 

 

لكن طموحات برونو كانت أعظم بكثير. فبدلاً من الاكتفاء بأن يصبح رئيسًا لعائلة نبيلة ألمانية صغيرة، كان هدفه هو منع سقوط الرايخ الألماني في عام 1918، وضمان استمراره وهيمنته على مدار القرن القادم.

وبهذا انتهت محاولات لودفيغ التنمر على شقيقه الأصغر، على الأقل في الوقت الحالي.

 

 

كان لودفيغ يشعر بالاستياء عندما رأى أن هيلغا قد تجاهلته مرة أخرى من أجل شقيقه الأصغر. يبدو أنها لاحظت ذلك وهي تمسك بيد برونو وتحثه على التحرك للأمام. فنادت على لودفيغ الأكبر وطمأنته أنها ستجد وقتًا له لاحقًا.

 

 

على الرغم من أنه لم يتجاوز الخامسة من عمره، كان برونو غالبًا ضحية التنمر ، وكان أكثر المعتدين عليه هو شقيقه الأكبر لودفيغ.

دخل برونو مكتب والده، وفوجئ بأن الرجل لم يكن وحيدًا. لم تكن والدته فقط بجانبه، بل كانت هناك عائلة أخرى تقف أمامهما.

دخل برونو مكتب والده، وفوجئ بأن الرجل لم يكن وحيدًا. لم تكن والدته فقط بجانبه، بل كانت هناك عائلة أخرى تقف أمامهما.

 

.

وقف رجل في منتصف العمر، يرتدي زيًا عسكريًا مزخرفًا، وقد زين كتفه بشارة رتبة الجنرال، بجانب والد برونو. إلى جانبه، وقفت امرأة فاتنة، لا شك في أنها في أوائل العشرينات من عمرها، ترتدي فستانًا أنيقًا يعكس الفخامة. وبين الاثنين، كانت تقف فتاة صغيرة، ملامحها تشي بأنها أصغر من برونو بعام أو عامين.

لكن المرأة التي تدعى هيلغا تجاهلت لودفيغ وركضت نحوهما، حيث انحنت أمام برونو. كانت هناك نظرة جادة في عينيها، ليست مقلقة أو مخيفة، لكن برونو كان قد تعلّم منذ زمن طويل أن يميز هذا التعبير الذي يظهر على وجهها كلما جاءتها أوامر من سيد المنزل لتنفيذ طلب ما.

 

 

وبما أنه قد تربى على الأدب النبيل بشكل صحيح، انحنى برونو أمام والده والجنرال البروسي معلنًا حضوره.

 

 

كان والد برونو رجلاً ثرياً ومنشغلاً للغاية، حيث كان يتمتع بعلاقات قوية مع الجيش، كونه ضابطاً سابقاً، وكذلك مع السياسيين في البرلمان (الرايخستاغ)، مما منحه مكانة بارزة في المجتمع الذي نشأ فيه برونو. وهذا يعني أن والده كان نادراً ما يتواجد في المنزل أو يقضي وقتاً مع ابنه حديث الولادة.

“أيها الأب ، أيها الجنرال، لقد جئت بناءً على طلبكما. إذا سمحتما لي، هل لي أن أعرف سبب هذا الاجتماع؟”

 

 

 

لف الجنرال البروسي شواربه المشذبة بعناية وهو يتأمل برونو بتمعن. بدت نظراته ممتلئة بالرضا، وكأنه لم يتوقع من هذا الفتى الصغير أن يظهر تلك الآداب النبيلة بمثل هذا الإتقان. بإيماءة خفيفة، أبدى موافقته على تصرف برونو.

لم يكن ذلك بالضرورة بسبب ولادته بذكاء فائق، بل لأنه احتفظ بذكريات حياته السابقة.

 

 

أما برونو، فقد ظل رأسه منحنياً باحترام، منتظراً الإذن بالوقوف بشكل طبيعي. كان يعرف جيداً قواعد البروتوكول ولا يجرؤ على كسرها. لكن قبل أن يُمنح ذلك الإذن، حول الجنرال انتباهه إلى والد برونو، ونطق بكلماته ببطء وحزم، متحدثاً إلى الرجل الذي يحمل نفس اسم ابنه الأصغر، وكأن الحوار بينهما يحمل ثقلاً لا يعرف برونو بعد مضمونه.

 

 

في الوقت نفسه، تعرّض برونو لجروح طفيفة في ركبتيه. لم يكن الألم شديدًا بالنسبة له، حيث تعرض لإطلاق النار عدة مرات في حياته السابقة قبل وفاته. لكن الإهانة هي التي جعلته يقف وينفض الغبار عن نفسه، وينظر إلى شقيقه بنظرة باردة في عينيه الزرقاوين .

“اللورد برونو، هل هذا هو الطفل؟ العبقري الصغير الذي سمعت عنه الكثير؟”

 

 

 

كان منزل برونو يُعتبر في الغالب جزءاً من الطبقة المتوسطة أو طبقة التجار، رغم مكانتهم النبيلة الكاملة. ومع ذلك، الرجل في منتصف العمر لم يستطع إخفاء مشاعره، نظرة الازدراء التي ألقاها على والد برونو كانت جليّة، تعكس موقفه تجاه من يعتبرهم أقل شأناً، حتى لو حملوا لقب النبلاء..

“هيلغا!”

 

 

لا شك أن هذا الرجل كان ينتمي إلى طبقة النبلاء القديمة، أولئك الذين تعود جذورهم إلى قرون مضت. وإذا كان على برونو أن يخمن، لكان قد افترض أن هذه العائلة اكتسبت مكانتها في العصور الوسطى، حينما كانت الأراضي تُمنح كجزء من النظام الإقطاعي، وكانت القوة تُقاس بمدى الولاء والمسؤوليات التي تترتب على حماية تلك الأراضي.

دخل برونو مكتب والده، وفوجئ بأن الرجل لم يكن وحيدًا. لم تكن والدته فقط بجانبه، بل كانت هناك عائلة أخرى تقف أمامهما.

 

 

كان هذا التناقض واضحاً بين عائلة برونو والعائلات النبيلة العريقة. فعائلة برونو حصلت على لقبها النبيل كتكريم من الملك قبل أقل من مئة عام، نتيجة لجهودهم الكبيرة في تزويد الجيش بالمعدات العسكرية. أما بالنسبة لعائلة الجنرال، التي تمتد جذورها عبر قرون من التاريخ والهيبة، فقد كانت عائلة برونو تُعتبر مجرد أسرة حديثة العهد، نفوذها وسلطتها في الرايخ لا يتناسبان مع تراثها المتواضع مقارنة بالعائلات النبيلة التي ورثت ألقابها عبر الأجيال، لا عبر الخدمات التجارية.

 

 

أما إخوته، فكان الأكبر على وشك إنهاء المرحلة الثانوية، وكان من المتوقع أن يلتحق قريبًا بأكاديمية بروسيا العسكرية، تماشياً مع تقاليد عائلة فون زينتنر. إذ أن العائلة قد بنت سمعتها ومجدها في ساحات المعارك، وكان يُنتظر من أبنائهم أن يسيروا على نفس الدرب ويخوضوا التجارب ذاتها.

أما الفتاة الصغيرة التي وقفت أمام والدها، فقد بدت ككائن خجول ومرتبك، ترتجف بخفة تحت وطأة اللحظة. ما إن دخل برونو إلى الغرفة حتى أسرعت بالاختباء خلف والدتها، تطل برأسها بحذر من خلف ثوبها الفاخر، كانت عيناها الواسعتان تراقبان برونو بفضول متوتر، كما لو كان دخوله قد غيّر شيئًا في أجواء المكان.

وكما كان متوقعًا، نطقت بالكلمات التالية:

 

 

.

“أيها الوغد الصغير! تعتقد أنك عظيم؟ سوف أريك.. !”

 

 

كانت، مثل برونو، تتمتع بشعر أشقر ذهبي ناعم وعينين زرقاوين فاتحتين. كان شعرها الطويل والحريري مربوطًا في ضفائر مزدوجة. لو كان لدى برونو عقل طفل في الخامسة من عمره، لربما تطورت لديه مشاعر إعجاب تجاه هذه الفتاة الصغيرة الشبيهة بالدمية من النظرة الأولى.

اليوم لم يكن استثناءً. فقد قام لودفيغ بإيقاع برونو وهو يخرج من مكتبة القصر متجهًا إلى غرفته الخاصة، حاملًا كومة من الكتب. تناثرت النصوص التي احتوت على معرفة متقدمة بالنسبة لعمر برونو الحالي.

 

 

لكن برونو بالكاد لاحظ الفتاة أو سلوكها الغريب. لم يكن لمثل هذه التفاصيل الصغيرة أي أهمية بالنسبة له. فرغم أن جسده كان جسد طفل في الخامسة من عمره، إلا أن عقله كان يحمل ذكريات رجل تجاوز الخمسين. كيف يمكن لرجل بخبراته ومعارفه أن يهتم لمثل هذه الأمور، كان عقله منشغلاً بأمور أكبر بكثير، أمور تتعلق بمستقبل الرايخ وأهدافه الشخصية التي تتجاوز أي فضول طفولي.

في الوقت نفسه، تعرّض برونو لجروح طفيفة في ركبتيه. لم يكن الألم شديدًا بالنسبة له، حيث تعرض لإطلاق النار عدة مرات في حياته السابقة قبل وفاته. لكن الإهانة هي التي جعلته يقف وينفض الغبار عن نفسه، وينظر إلى شقيقه بنظرة باردة في عينيه الزرقاوين .

 

“أيها الوغد الصغير! تعتقد أنك عظيم؟ سوف أريك.. !”

لهذا السبب، لم يكن برونو ليتوقع أبدًا الكلمات التي سيتفوه بها الجنرال بعد ذلك.

“اللورد برونو، هل هذا هو الطفل؟ العبقري الصغير الذي سمعت عنه الكثير؟”

 

 

“أدب هذا الصبي جيد جدًا، نظرًا لتراثه وما يقال عن ذكاءه ، لا أرى أي عيب في تزويج ابنتي إليه ”

 

 

 

================

 

 

كان منزل برونو يُعتبر في الغالب جزءاً من الطبقة المتوسطة أو طبقة التجار، رغم مكانتهم النبيلة الكاملة. ومع ذلك، الرجل في منتصف العمر لم يستطع إخفاء مشاعره، نظرة الازدراء التي ألقاها على والد برونو كانت جليّة، تعكس موقفه تجاه من يعتبرهم أقل شأناً، حتى لو حملوا لقب النبلاء..

ما رأيكم في الترجمة؟

================

ولكن قبل أن يتمكن لودفيغ من ضرب شقيقه الأصغر، اندفعت خادمة نحوهما من نهاية الممر. لم تكن قد رأت الشقيقين يتشاجران، ولكنها كانت هناك لسبب آخر.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط