تسلل
الفصل 95 “تسلل”
منذ اكتشاف سعي الطوائف المهرطقة للحصول على ما يسمى “شظايا الشمس”، اتخذت كل من حكومة بلاند وكنيسة العاصفة إجراءات فورية وشاملة. بدأت عملية سرية واسعة النطاق في جميع أنحاء المدينة، وشُجع عامة الناس على الإبلاغ عن أي شيء مشبوه. وكانت المبادرة ناجحة بلا شك.
صعدت فانا السلالم الحجرية من زنازين السجن تحت الأرض ذات الإضاءة الخافتة، والتي تقع أسفل حرم الكنيسة. عندما دخلت الصالة المفروشة بشكل مريح في الطابق العلوي، رأت الأسقف الإقليمي ينتظرها. كان الرجل نحيفًا وهشًا، وكان وجهه مغطى بالشيخوخة والمسؤولية.
عندما بدأت الشمس في الهبوط نحو الأفق، على الرغم من أنها لم تبدأ بعد في الشفق، أشعل الأسقف الإقليمي عدة مصابيح زيتية منتشرة في جميع أنحاء الغرفة. سلطت النيران المتراقصة وهجها على زجاج النافذة.
“المحققة فانا،” حياها وهو يخفض رأسه في انحناءة احترام. “فلتحمي الأمواج روحك.”
تماسكت حواجب فانا معًا بسبب تخمينه. “نُسل الشمس السوداء تسكن دون أن يلاحظها أحد في مدينة مأهولة بالسكان مثل مدينتنا؟ غير مشابه جدا. بينما يتمتعون بقوى مذهلة، فإنهم يحملون معهم أيضًا هالة قوية كريهة يصعب للغاية إخفاؤها. مدينتنا مليئة بالكنائس وأوصياء الدوريات؛ ومن الناحية النظرية، لا ينبغي أن يكون هناك مكان يمكن أن يختبئوا فيه بشكل فعال.”
ردت فانا على الانحناءة قائلة، “أتمنى أن تحمي الأمواج روحك أيضًا.” منهكة، تحركت ببطء لتجلس على أحد الكراسي الفخمة التي تزين الغرفة. “هل هذه هي المجموعة الثانية من الشمسيين التي ألقينا القبض عليها ووضعناها في زنازين السجن بالقرب من الميناء؟”
“تخيل أنك وقعت في شرك القطع الأثرية الغامضة، ودفعتك إلى الجنون بسبب قوتها الغامضة، واستخدمت كحافز لفوضى واسعة النطاق، ثم تم التخلي عنها مثل حطام السفن،” تنهد الأسقف الإقليمي بشدة. “إنه وجود مأساوي للغاية.”
أومأ الأسقف الإقليمي برأسه، وكانت نظرته مليئة بالقلق. “نعم إنها كذلك. منذ ثلاثة أيام فقط، قبضنا على أكثر من اثني عشر منهم. لقد كانوا يخططون لقتل أحد مواطنينا ولكن لحسن الحظ اعترضناهم في الوقت المناسب. اكتشفت المجموعة الثانية أثناء أداء نوع من الطقوس المظلمة في مبنى سكني، وذلك بفضل مواطن ملتزم أبلغ عن ذلك.”
صعدت فانا السلالم الحجرية من زنازين السجن تحت الأرض ذات الإضاءة الخافتة، والتي تقع أسفل حرم الكنيسة. عندما دخلت الصالة المفروشة بشكل مريح في الطابق العلوي، رأت الأسقف الإقليمي ينتظرها. كان الرجل نحيفًا وهشًا، وكان وجهه مغطى بالشيخوخة والمسؤولية.
توقف مؤقتًا، وهو يهز رأسه بهدوء. “من المثير للقلق عدد أعضاء هذه الطائفة الذين تمكنوا من التسلل إلى مدينتنا. نحن محظوظون لأننا اكتشفناهم عندما اكتشفنا ذلك، أو من يدري ما الضرر الذي قد تسببه طقوسهم؟”
توقف مؤقتًا، وهو يهز رأسه بهدوء. “من المثير للقلق عدد أعضاء هذه الطائفة الذين تمكنوا من التسلل إلى مدينتنا. نحن محظوظون لأننا اكتشفناهم عندما اكتشفنا ذلك، أو من يدري ما الضرر الذي قد تسببه طقوسهم؟”
أومأت فانا بالاتفاق. “لقد كانت بلاند مدينة ساحلية مهمة لسنوات، وكانت دول المدن الأربع الأخيرة هادئة نسبيًا. وقد أدى ذلك إلى تهدئة الناس والشعور بالرضا عن النفس، لكننا لا نستطيع التأكد مما إذا كنا قد اكتشفنا هؤلاء المتسللين مبكرًا أم متأخرًا. من الممكن أن يكون هناك آخرون يعملون في الظل، ويختارون الآن فقط الكشف عن أنفسهم.”
تماسكت حواجب فانا معًا بسبب تخمينه. “نُسل الشمس السوداء تسكن دون أن يلاحظها أحد في مدينة مأهولة بالسكان مثل مدينتنا؟ غير مشابه جدا. بينما يتمتعون بقوى مذهلة، فإنهم يحملون معهم أيضًا هالة قوية كريهة يصعب للغاية إخفاؤها. مدينتنا مليئة بالكنائس وأوصياء الدوريات؛ ومن الناحية النظرية، لا ينبغي أن يكون هناك مكان يمكن أن يختبئوا فيه بشكل فعال.”
تردد الأسقف للحظات، وهو ينتقي كلماته بعناية قبل أن يسأل، “أفهم أن مناطق أخرى أيضًا تشهد تسللات مماثلة؟”
بين أتباع الشمس السوداء المهرطقين المحصورين في زنزانات كاتدرائية العاصفة، والباخرة الخاضعة للفحص الدقيق التي رست في الميناء، والطاقم الذي كان له تفاعلات مباشرة مع الكابتن الغامض دنكان الذي يقيم الآن داخل الكاتدرائية، كانت تعقيدات الوضع بالفعل واضحة ومسببة للصداع.
“نعم، أنت على حق،” أجابت فانا دون أن تتلاعب بكلماتها. “في هذه المرحلة، تقريبًا كل كنيسة في الدولة المدينة بها سجن تحت الأرض يمتلئ بالشمسيين المأسورين. بعض الكنائس لديها عدد قليل فقط. والبعض الآخر يحتجز العشرات. معظمهم من العملاء ذوي المستوى المنخفض الذين يقومون بجمع البيانات في جميع أنحاء المدينة. إنهم مدربون بشكل سيئ ويمكن كشفهم بسهولة. ومع ذلك، فإن كهنتهم رفيعي المستوى لا يزالون طلقاء.”
من خلال الزجاج، اجتاحت عينيها على الميناء. كان معظم الرصيف يعج بالنشاط مرة أخرى بعد رفع الإغلاق الشامل. ومع ذلك، ظل الرصيف 1 خاضعًا لبروتوكولات الأمان القصوى. كانت راسية في أقصى نهاية الرصيف السفينة البخارية الأنيقة المبنية حديثًا البلوط الأبيض، والتي تخضع الآن للمراقبة على مدار الساعة وتخضع لطقوس التطهير اليومية كما هو مقرر.
عندما نطقت الجملة الأخيرة، اتخذ صوت فانا نبرة أكثر خطورة، وكشفت تعابير وجهها عن وميض من عدم الارتياح.
بدأت هذه الدورة المتواصلة من القبض على التابعين فقط تؤثر على فانا، مما جعلها تشعر بالقلق والريبة بشكل متزايد.
منذ اكتشاف سعي الطوائف المهرطقة للحصول على ما يسمى “شظايا الشمس”، اتخذت كل من حكومة بلاند وكنيسة العاصفة إجراءات فورية وشاملة. بدأت عملية سرية واسعة النطاق في جميع أنحاء المدينة، وشُجع عامة الناس على الإبلاغ عن أي شيء مشبوه. وكانت المبادرة ناجحة بلا شك.
أومأت فانا بالاتفاق. “لقد كانت بلاند مدينة ساحلية مهمة لسنوات، وكانت دول المدن الأربع الأخيرة هادئة نسبيًا. وقد أدى ذلك إلى تهدئة الناس والشعور بالرضا عن النفس، لكننا لا نستطيع التأكد مما إذا كنا قد اكتشفنا هؤلاء المتسللين مبكرًا أم متأخرًا. من الممكن أن يكون هناك آخرون يعملون في الظل، ويختارون الآن فقط الكشف عن أنفسهم.”
في غضون فترة زمنية قصيرة بشكل مدهش، كُشف عن عدد كبير من الطائفيين الذين تفاجأوا ولم يتمكنوا من الرد وقبض عليهم. أصبحت مرافق الاحتجاز الموجودة تحت الأرض في مختلف الكنائس الآن شبه ممتلئة، وهو وضع لم يُسمع به من قبل في السنوات الأخيرة. كان عدد الشمسيين الذين أسروا مساوٍ تقريبًا للعدد الإجمالي الموجود في جميع أنحاء الدولة المدينة بأكملها على مدار السنوات الأربع الماضية.
“نعم، أنت على حق،” أجابت فانا دون أن تتلاعب بكلماتها. “في هذه المرحلة، تقريبًا كل كنيسة في الدولة المدينة بها سجن تحت الأرض يمتلئ بالشمسيين المأسورين. بعض الكنائس لديها عدد قليل فقط. والبعض الآخر يحتجز العشرات. معظمهم من العملاء ذوي المستوى المنخفض الذين يقومون بجمع البيانات في جميع أنحاء المدينة. إنهم مدربون بشكل سيئ ويمكن كشفهم بسهولة. ومع ذلك، فإن كهنتهم رفيعي المستوى لا يزالون طلقاء.”
حتى الآن، كان الأفراد الذين تمكنوا من القبض عليهم هم في الأساس جنود مشاة من رتبة منخفضة يتصرفون بشكل عشوائي. وكان أقصى ما قبضوا عليه هو عدد قليل من الكهنة الصغار الذين يحملون “الآثار المقدسة” المنتجة بكميات كبيرة والتي كُرست مؤخرًا. الشخصيات الخطيرة حقًا، أولئك الذين امتلكوا قوى هائلة وقاموا على الأرجح بتنظيم تصرفات هؤلاء الأتباع، ما زالوا كامنين في الظل، وظلوا بعيدين المنال.
عندما نطقت الجملة الأخيرة، اتخذ صوت فانا نبرة أكثر خطورة، وكشفت تعابير وجهها عن وميض من عدم الارتياح.
بدأت هذه الدورة المتواصلة من القبض على التابعين فقط تؤثر على فانا، مما جعلها تشعر بالقلق والريبة بشكل متزايد.
بشكل انعكاسي تقريبًا، ارتفعت يد فانا لتلمس الندبة، وهي تذكار باقي من الاضطرابات الماضية. هزت رأسها بلطف وابتسمت ابتسامة خفيفة، “لا بأس. إنها مجرد ندبة، جزء من تاريخي. أنت على حق؛ لقد كنت شاهدة على ذلك الحدث المقلق. لا ينبغي أن يظل أي شيء يتعلق بهذا الأمر غير معلن أو مخفيًا.”
“يومًا بعد يوم، ننجح في القبض على جنودهم وشخصياتهم الصغيرة، لكن القيادة الأساسية تظل على حالها. يبدو الأمر كما لو أن التهديد الحقيقي مستمر في النمو، غير مرئي ولكنه حاضر دائمًا،” أعربت فانا عن مخاوفها للأسقف الإقليمي الذي جلس مقابلها. “نظرًا للعدد الهائل من هؤلاء الطائفيون الذين نجدهم، فمن المحتمل أن يكون هناك فرد رفيع المستوى يحرك الخيوط، وينسق تحركاتهم من خلف الستار. ومع ذلك، فإن هذا العقل المدبر لم يظهر وجهه.”
بدأت هذه الدورة المتواصلة من القبض على التابعين فقط تؤثر على فانا، مما جعلها تشعر بالقلق والريبة بشكل متزايد.
أخذ الأسقف الإقليمي، وهو مقطب جبينه، لحظة لجمع أفكاره قبل الرد، “من الاستجوابات التي أجريت حتى الآن، يبدو أن هؤلاء الأعضاء من المستوى الأدنى يتلقون أوامر من “المبعوثين”. هؤلاء المبعوثون هم في الأساس كهنة من رتبة أقل يزعمون أنهم يتواصلون مع وريث الشمس من خلال أقنعة الشمس المزيفة. هل من المعقول أن يكون وريث الشمس هذا قد تمكن من التسلل إلى مدينتنا؟”
تماسكت حواجب فانا معًا بسبب تخمينه. “نُسل الشمس السوداء تسكن دون أن يلاحظها أحد في مدينة مأهولة بالسكان مثل مدينتنا؟ غير مشابه جدا. بينما يتمتعون بقوى مذهلة، فإنهم يحملون معهم أيضًا هالة قوية كريهة يصعب للغاية إخفاؤها. مدينتنا مليئة بالكنائس وأوصياء الدوريات؛ ومن الناحية النظرية، لا ينبغي أن يكون هناك مكان يمكن أن يختبئوا فيه بشكل فعال.”
تماسكت حواجب فانا معًا بسبب تخمينه. “نُسل الشمس السوداء تسكن دون أن يلاحظها أحد في مدينة مأهولة بالسكان مثل مدينتنا؟ غير مشابه جدا. بينما يتمتعون بقوى مذهلة، فإنهم يحملون معهم أيضًا هالة قوية كريهة يصعب للغاية إخفاؤها. مدينتنا مليئة بالكنائس وأوصياء الدوريات؛ ومن الناحية النظرية، لا ينبغي أن يكون هناك مكان يمكن أن يختبئوا فيه بشكل فعال.”
بشكل انعكاسي تقريبًا، ارتفعت يد فانا لتلمس الندبة، وهي تذكار باقي من الاضطرابات الماضية. هزت رأسها بلطف وابتسمت ابتسامة خفيفة، “لا بأس. إنها مجرد ندبة، جزء من تاريخي. أنت على حق؛ لقد كنت شاهدة على ذلك الحدث المقلق. لا ينبغي أن يظل أي شيء يتعلق بهذا الأمر غير معلن أو مخفيًا.”
هز الأسقف الإقليمي رأسه رافضًا نظريته. “أنا موافق؛ إن فكرة أن نسل الشمس يمكن أن يتجنب اكتشافه في مدينتنا الخاضعة لحراسة مشددة هي فكرة بعيدة المنال إلى حد ما. ومع ذلك، تظل الحقيقة أن هؤلاء المبعوثين يحملون أقنعة واقية من الشمس. حتى لو لم يكونوا على اتصال مباشر مع وريث الشمس، يجب أن يكون هناك مستوى معين من الاتصال. وإلا فإن تخصيص هذه الآثار المقدسة ذات الإنتاج الضخم، على الرغم من صغر حجمها، لن يكون له أي معنى. يجب على الطائفة أن تأخذ في الاعتبار تكلفة وفائدة أفعالها؛ لن يوزعوا هذه الآثار بدون سبب.”
توقف فجأة، وركزت عيناه للحظات على الندبة الواضحة بالقرب من عين فانا اليسرى قبل أن ينظر بعيدًا. “أعتذر، لقد كان هذا تصرفًا غير مدروس مني.”
استندت فانا إلى كرسيها، وأصابعها تتجعد بشكل مدروس حول ذقنها. “بالأمس، قمت بمراجعة النصوص من استجواباتنا الأخيرة. يركز هؤلاء الطائفيون بشكل أساسي على الاستفسار عن الحدث الخارق للطبيعة الذي حدث في المدينة قبل أحد عشر عامًا. هل يعتقدون أن هذا الحدث مرتبط بطريقة أو بأخرى بشظايا الشمس التي كانوا مهووسين بها؟”
“نعم، أنت على حق،” أجابت فانا دون أن تتلاعب بكلماتها. “في هذه المرحلة، تقريبًا كل كنيسة في الدولة المدينة بها سجن تحت الأرض يمتلئ بالشمسيين المأسورين. بعض الكنائس لديها عدد قليل فقط. والبعض الآخر يحتجز العشرات. معظمهم من العملاء ذوي المستوى المنخفض الذين يقومون بجمع البيانات في جميع أنحاء المدينة. إنهم مدربون بشكل سيئ ويمكن كشفهم بسهولة. ومع ذلك، فإن كهنتهم رفيعي المستوى لا يزالون طلقاء.”
أومأ الأسقف برأسه بجدية قائلاً، “يبدو الأمر كذلك. وعلى الرغم من أننا لا نعرف حتى الآن كيفية قيامهم بالربط، إلا أنهم يبدو أنهم مقتنعون بأن شظايا الشمس كانت متورطة بطريقة ما في حادثة المصنع الكيميائي التي هزت بلاند منذ أكثر من عقد من الزمن. أتذكر أنك كنت كذلك…”
بدأت هذه الدورة المتواصلة من القبض على التابعين فقط تؤثر على فانا، مما جعلها تشعر بالقلق والريبة بشكل متزايد.
توقف فجأة، وركزت عيناه للحظات على الندبة الواضحة بالقرب من عين فانا اليسرى قبل أن ينظر بعيدًا. “أعتذر، لقد كان هذا تصرفًا غير مدروس مني.”
أخيرًا، أخذت فانا لحظة للتفكير، وأجابت، “هناك بعض الاحتمالات. الأول هو أن أتباع الشمس في بلاند الذين شاركوا قبل أحد عشر عامًا تصرفوا بشكل مستقل، وبالتالي فإن نظرائهم في دول المدن الأخرى غير مدركين للتفاصيل. الاحتمال الثاني هو أن ظهور شظايا الشمس في بلاند كان إما عرضيًا أو مدبرًا من قبل طرف ثالث. ربما كان الأشخاص المتورطون في أعمال الشغب هذه مجرد بيادق في لعبة أكبر”. وأوضحت، “إذا نظرنا إلى سجلات الاستجواب من ذلك الوقت، فسوف تتذكر أن المعتقلين كانوا في حالة عقلية شديدة التغير. لا يبدو أن سلوكهم الفوضوي المحموم كان بمحض إرادتهم؛ بل يبدو أنهم تحت تأثير خارجي ما.”
بشكل انعكاسي تقريبًا، ارتفعت يد فانا لتلمس الندبة، وهي تذكار باقي من الاضطرابات الماضية. هزت رأسها بلطف وابتسمت ابتسامة خفيفة، “لا بأس. إنها مجرد ندبة، جزء من تاريخي. أنت على حق؛ لقد كنت شاهدة على ذلك الحدث المقلق. لا ينبغي أن يظل أي شيء يتعلق بهذا الأمر غير معلن أو مخفيًا.”
أومأ الأسقف الإقليمي برأسه، وكانت نظرته مليئة بالقلق. “نعم إنها كذلك. منذ ثلاثة أيام فقط، قبضنا على أكثر من اثني عشر منهم. لقد كانوا يخططون لقتل أحد مواطنينا ولكن لحسن الحظ اعترضناهم في الوقت المناسب. اكتشفت المجموعة الثانية أثناء أداء نوع من الطقوس المظلمة في مبنى سكني، وذلك بفضل مواطن ملتزم أبلغ عن ذلك.”
“في الانتفاضة التي حدثت قبل أحد عشر عامًا، كان عدد كبير من المعتقلين ينتمون بالفعل إلى طائفة الشمس هذه – ما يزيد عن مائة،” أعلن الأسقف الإقليمي رسميًا. “ومع ذلك، فإن هؤلاء الطائفيين الجدد الذين ألقينا القبض عليهم يحققون في تفاصيل هذا الحدث نفسه. يبدو الأمر كما لو أنهم لا يعرفون تمامًا ما حدث في ذلك الوقت. ألا تجدين ذلك محيرًا؟”
أخذ الأسقف الإقليمي، وهو مقطب جبينه، لحظة لجمع أفكاره قبل الرد، “من الاستجوابات التي أجريت حتى الآن، يبدو أن هؤلاء الأعضاء من المستوى الأدنى يتلقون أوامر من “المبعوثين”. هؤلاء المبعوثون هم في الأساس كهنة من رتبة أقل يزعمون أنهم يتواصلون مع وريث الشمس من خلال أقنعة الشمس المزيفة. هل من المعقول أن يكون وريث الشمس هذا قد تمكن من التسلل إلى مدينتنا؟”
أخيرًا، أخذت فانا لحظة للتفكير، وأجابت، “هناك بعض الاحتمالات. الأول هو أن أتباع الشمس في بلاند الذين شاركوا قبل أحد عشر عامًا تصرفوا بشكل مستقل، وبالتالي فإن نظرائهم في دول المدن الأخرى غير مدركين للتفاصيل. الاحتمال الثاني هو أن ظهور شظايا الشمس في بلاند كان إما عرضيًا أو مدبرًا من قبل طرف ثالث. ربما كان الأشخاص المتورطون في أعمال الشغب هذه مجرد بيادق في لعبة أكبر”. وأوضحت، “إذا نظرنا إلى سجلات الاستجواب من ذلك الوقت، فسوف تتذكر أن المعتقلين كانوا في حالة عقلية شديدة التغير. لا يبدو أن سلوكهم الفوضوي المحموم كان بمحض إرادتهم؛ بل يبدو أنهم تحت تأثير خارجي ما.”
تردد الأسقف للحظات، وهو ينتقي كلماته بعناية قبل أن يسأل، “أفهم أن مناطق أخرى أيضًا تشهد تسللات مماثلة؟”
“تخيل أنك وقعت في شرك القطع الأثرية الغامضة، ودفعتك إلى الجنون بسبب قوتها الغامضة، واستخدمت كحافز لفوضى واسعة النطاق، ثم تم التخلي عنها مثل حطام السفن،” تنهد الأسقف الإقليمي بشدة. “إنه وجود مأساوي للغاية.”
الفصل 95 “تسلل”
لم تقل فانا شيئًا للحظة. نهضت بصمت واتجهت نحو النافذة المطلة على الصالة.
“نعم، سلم الملفات بعد ظهر هذا اليوم فقط،” أكد الأسقف الإقليمي، وهو يمد يده ليخرج مجموعة من الأوراق المنظمة بدقة من حقيبة بجانبه. “من الغريب أنهم وصلوا متأخرين قليلاً عما توقعنا. هل ترغبين في مراجعتها؟”
من خلال الزجاج، اجتاحت عينيها على الميناء. كان معظم الرصيف يعج بالنشاط مرة أخرى بعد رفع الإغلاق الشامل. ومع ذلك، ظل الرصيف 1 خاضعًا لبروتوكولات الأمان القصوى. كانت راسية في أقصى نهاية الرصيف السفينة البخارية الأنيقة المبنية حديثًا البلوط الأبيض، والتي تخضع الآن للمراقبة على مدار الساعة وتخضع لطقوس التطهير اليومية كما هو مقرر.
نُقل أفراد طاقم البلوط الأبيض إلى كاتدرائية العاصفة وكانوا تحت مستوى المراقبة الأكثر صرامة. ونظرًا لتفاعلهم الوثيق مع السفينة الغامضة، فقد كانوا موضع تدقيق مكثف.
بين أتباع الشمس السوداء المهرطقين المحصورين في زنزانات كاتدرائية العاصفة، والباخرة الخاضعة للفحص الدقيق التي رست في الميناء، والطاقم الذي كان له تفاعلات مباشرة مع الكابتن الغامض دنكان الذي يقيم الآن داخل الكاتدرائية، كانت تعقيدات الوضع بالفعل واضحة ومسببة للصداع.
في غضون فترة زمنية قصيرة بشكل مدهش، كُشف عن عدد كبير من الطائفيين الذين تفاجأوا ولم يتمكنوا من الرد وقبض عليهم. أصبحت مرافق الاحتجاز الموجودة تحت الأرض في مختلف الكنائس الآن شبه ممتلئة، وهو وضع لم يُسمع به من قبل في السنوات الأخيرة. كان عدد الشمسيين الذين أسروا مساوٍ تقريبًا للعدد الإجمالي الموجود في جميع أنحاء الدولة المدينة بأكملها على مدار السنوات الأربع الماضية.
عندما بدأت الشمس في الهبوط نحو الأفق، على الرغم من أنها لم تبدأ بعد في الشفق، أشعل الأسقف الإقليمي عدة مصابيح زيتية منتشرة في جميع أنحاء الغرفة. سلطت النيران المتراقصة وهجها على زجاج النافذة.
من خلال الزجاج، اجتاحت عينيها على الميناء. كان معظم الرصيف يعج بالنشاط مرة أخرى بعد رفع الإغلاق الشامل. ومع ذلك، ظل الرصيف 1 خاضعًا لبروتوكولات الأمان القصوى. كانت راسية في أقصى نهاية الرصيف السفينة البخارية الأنيقة المبنية حديثًا البلوط الأبيض، والتي تخضع الآن للمراقبة على مدار الساعة وتخضع لطقوس التطهير اليومية كما هو مقرر.
وأخيرًا، أعادت فانا توجيه انتباهها بعيدًا عن مشهد الميناء. “أفهم أن التقارير المتعلقة بفقدان السيطرة على الشذوذ 099 قد أرسلت إلى منطقة الميناء هذه؟”
توقف فجأة، وركزت عيناه للحظات على الندبة الواضحة بالقرب من عين فانا اليسرى قبل أن ينظر بعيدًا. “أعتذر، لقد كان هذا تصرفًا غير مدروس مني.”
“نعم، سلم الملفات بعد ظهر هذا اليوم فقط،” أكد الأسقف الإقليمي، وهو يمد يده ليخرج مجموعة من الأوراق المنظمة بدقة من حقيبة بجانبه. “من الغريب أنهم وصلوا متأخرين قليلاً عما توقعنا. هل ترغبين في مراجعتها؟”
منذ اكتشاف سعي الطوائف المهرطقة للحصول على ما يسمى “شظايا الشمس”، اتخذت كل من حكومة بلاند وكنيسة العاصفة إجراءات فورية وشاملة. بدأت عملية سرية واسعة النطاق في جميع أنحاء المدينة، وشُجع عامة الناس على الإبلاغ عن أي شيء مشبوه. وكانت المبادرة ناجحة بلا شك.
“بالتأكيد، دعني ألقي نظرة،”قالت فانا وهي تمد يدها لتقبل كومة الملفات السميكة. وبينما تتصفح الوثائق، تسرب الضوء الخافت من شمس الغروب عبر النافذة، ملقيًا وهجًا دافئًا على الأوراق. “إن التأخير في وصول هذه الملفات ليس مفاجئًا، نظرًا للظروف الاستثنائية المحيطة بخرق الشذوذ 099 للاحتواء. لقد فقدت السيطرة أثناء اتصالها المباشر بتلك السفينة الأسطورية، المسماة “سفينة الأشباح”. وبسبب التبعات، أفترض أن الأساقفة من دول المدن المتعددة اهتموا كثيرًا بصياغة اللغة المستخدمة في ملفات الإشعارات هذه. ولابد أنهم كانوا حذرين من عدم إنشاء عدد كبير جدًا من “الارتباطات المباشرة” في الوثيقة، خاصة أنها مخصصة للتوزيع عبر جميع الطرق البحرية. الخطر المثير للسخرية هو أن الوثيقة التي تهدف إلى مساعدة قباطنة السفن على الابتعاد عن المخاطر قد تربطهم عن غير قصد بالأسطورة الضائعة.”
بين أتباع الشمس السوداء المهرطقين المحصورين في زنزانات كاتدرائية العاصفة، والباخرة الخاضعة للفحص الدقيق التي رست في الميناء، والطاقم الذي كان له تفاعلات مباشرة مع الكابتن الغامض دنكان الذي يقيم الآن داخل الكاتدرائية، كانت تعقيدات الوضع بالفعل واضحة ومسببة للصداع.
تمامًا كما نطقت فانا اسم السفينة، ومض أقرب مصباح زيت لها بشكل غير متوقع. انفجر اللهب وأصدر فرقعة ناعمة كما لو كان يستجيب لخطورة الكلمة التي نطقت بها للتو. أضاف الاضطراب اللحظي طبقة خفيفة من التوتر إلى جو الغرفة الثقيل بالفعل.
أومأت فانا بالاتفاق. “لقد كانت بلاند مدينة ساحلية مهمة لسنوات، وكانت دول المدن الأربع الأخيرة هادئة نسبيًا. وقد أدى ذلك إلى تهدئة الناس والشعور بالرضا عن النفس، لكننا لا نستطيع التأكد مما إذا كنا قد اكتشفنا هؤلاء المتسللين مبكرًا أم متأخرًا. من الممكن أن يكون هناك آخرون يعملون في الظل، ويختارون الآن فقط الكشف عن أنفسهم.”
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
استندت فانا إلى كرسيها، وأصابعها تتجعد بشكل مدروس حول ذقنها. “بالأمس، قمت بمراجعة النصوص من استجواباتنا الأخيرة. يركز هؤلاء الطائفيون بشكل أساسي على الاستفسار عن الحدث الخارق للطبيعة الذي حدث في المدينة قبل أحد عشر عامًا. هل يعتقدون أن هذا الحدث مرتبط بطريقة أو بأخرى بشظايا الشمس التي كانوا مهووسين بها؟”
أخيرًا، أخذت فانا لحظة للتفكير، وأجابت، “هناك بعض الاحتمالات. الأول هو أن أتباع الشمس في بلاند الذين شاركوا قبل أحد عشر عامًا تصرفوا بشكل مستقل، وبالتالي فإن نظرائهم في دول المدن الأخرى غير مدركين للتفاصيل. الاحتمال الثاني هو أن ظهور شظايا الشمس في بلاند كان إما عرضيًا أو مدبرًا من قبل طرف ثالث. ربما كان الأشخاص المتورطون في أعمال الشغب هذه مجرد بيادق في لعبة أكبر”. وأوضحت، “إذا نظرنا إلى سجلات الاستجواب من ذلك الوقت، فسوف تتذكر أن المعتقلين كانوا في حالة عقلية شديدة التغير. لا يبدو أن سلوكهم الفوضوي المحموم كان بمحض إرادتهم؛ بل يبدو أنهم تحت تأثير خارجي ما.”
“في الانتفاضة التي حدثت قبل أحد عشر عامًا، كان عدد كبير من المعتقلين ينتمون بالفعل إلى طائفة الشمس هذه – ما يزيد عن مائة،” أعلن الأسقف الإقليمي رسميًا. “ومع ذلك، فإن هؤلاء الطائفيين الجدد الذين ألقينا القبض عليهم يحققون في تفاصيل هذا الحدث نفسه. يبدو الأمر كما لو أنهم لا يعرفون تمامًا ما حدث في ذلك الوقت. ألا تجدين ذلك محيرًا؟”
نُقل أفراد طاقم البلوط الأبيض إلى كاتدرائية العاصفة وكانوا تحت مستوى المراقبة الأكثر صرامة. ونظرًا لتفاعلهم الوثيق مع السفينة الغامضة، فقد كانوا موضع تدقيق مكثف.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات