Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الأب الزومبي ٢٤

٢٤

٢٤

عِنْدمَا نَزلتُ على الدرج، لَاحظتُ قَاعَة الدراسة المُضاءة بِأنْوَار الشموع في الطابق الأوَّل. شَققت طَريقِي نحْوها خِلْسَة بِهَدف إِلقَاء نَظرَة خَاطِفة على ما بِداخلهَا. وَإذَا بِي أَجِد نَحْو عِشْرين طِفْلًا جَالسِين فِي دَائِرة، يتحدَّثون فِيمَا بيْنهم.

اِلتفَت نَحْو الصَوْتِ، الذِي كان قادمًا مِن الاتِّجاه الآخر، بعيدًا عن المدْرسة. جَذبَنِي الصَوْتُ لِسَبب بسيط. بدَا وَكَأنَّه مَألُوف جِدًّا. كُنْت أَعرِف أَننِي سَمْعته فِي مَكَان مَا مِن قِبل. تَبادَر وَجْه إلى ذِهْنِي، وَهُو يَصرُخ بِغَضب. 

 

بَعْد لَحظَة، بدأ المدِير والشَيْخ فِي الحدِيث: «سَيدِي، هل عَادَت السيِّدة مال سوك بِالْأَمْس؟» 

 ‹مهْلًا… أيتحدَّثون؟›

سَيكُون اليوْم التَالي هُو المرَّة الأُولى التِي نَتَحرَّك فِيهَا كفريق. لَيْس بِسَبب طلب مَعرُوف، أو بِالْقوَّة، وَلكِن كفريق مُتحِد وَرَاء هدف وَاحِد.

 

 

لا، بل كانوا يَبكون في صَمْت.

 

 

بَعْد مُناقشات طَوِيلَة، تَوَصلنَا إلى اِسْتنْتاج مُهِم، وَهُو ضَرُورَة وُجُود مَجمُوعة مِن الأشْخاص. تَطوَع لِي جِيونغ هِيوك، بيْنمَا اِعترَض الإخْوة لِي على اِنضِمام تِشويْ دَا هايْ. كان هُنَاك اِحتِياج ماس لِشَخص يَتَولَّى مسْؤوليَّة رِعاية سُو يُون والأطْفال فِي حَالَة حُدُوث أيِّ خطأ مُحتَمَل. أَبدَى كانغ جِي سوك اِسْتعْداده لِلتَّطَوُّع، لَكِن بِالطَبْع لَم يَلتَفِت إِلَيه الإخْوة لِي.

«لِماذَا لم يَعُد المعلِّمون؟» تَساءَل أَحدُهم وهو يَذرِف الدموع. 

 

 

أَومَأت بِرأْسي مُجَددًا نَحْو لِي جِيونغ أوك، مُتمنِّيًا حُدُوث الأفْضل. 

«يا لِسذاجتك! ألم تُدْرِك الموْقِف بَعْد؟ لقد تخلَّوْا عَنَّا جميعًا!» 

 

 

 

«لا! لقد وعَدونَا بِأنَّهم سيرْجعون بِالطَّعام.» 

 

 

 

«أَتظُن أنَّ الأشْخاص الَّذين يَخرُجون لِجَلب الطَعَام يَأخُذون مَعهُم كُلَّ الأسْلحة حِين يُغادرون؟ كَيْف يُفتَرَض بِهم أن يعودوا بِالطَعام إِذًا؟» 

 

 

طَلبَت مِن الزُومْبي إِقامة مِنَصة، بِنَفس الأسْلوب الذِي اعْتمدوه عِنْدمَا أتيْتُ إلى المدْرسة لِأَول مَرَّة. ثُمَّ أَرسَلت لِي جِيونغ أوك، ولِي جِيونغ هِيوك، وكانغ إيون جِيونغ فَوْق الحائط. لَكِن قَبْل أن يَخُوض لِي جِيونغ أوك فِي مُهمتِه، ذَكرَنِي بِخطَّتِنَا. 

رفع الطَالب الجالس أَمَام الطالبة صَوتَه بِحدَّة. مِن حَديثِهم، بدَا أنَّ الشَبَاب البالغين الأصحَّاء قد فرُّوا تَاركِين وراءَهم الأطْفال الصِغَار وكبار السِنِّ. تَسَاءلَت في ذِهْنِي عن مَكَان كِبَار السِنِّ. حَيْث عِنْدمَا أَمعَنت النَظر فِي المجْموعة، لَم أَستَطع تَميِيز أيِّ فَرْدٍ مُسِن. لَم يَكُن هُنَاك سِوى الأطْفال والْمراهقين مِن مُخْتَلِف الأعْمار. 

 

 

 

*كليك.* 

 

 

 

عِنْدهَا، سَمعْتُ صَوْت مِقبَض الباب يَصدُر مِن مَكَان مَا أَسفَل الرُدْهة، فمَا لَبثُّت أنْ اِخْتبَأتْ بِسرْعة فِي الفصْل الدراسيِّ المجاور. 

 

 

 

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

 

 

لقد عَرفَت بِمحْنتهم مُنْذ الأسْبوع الماضي. ورغْم ذَلِك، لَم أَتمَكن مِن تَقدِيم أيِّ مُسَاعدَة لَهُم. واجهتْ العدِيد مِن المشْكلات خِلَال هَذِه العمليَّة، ولكِن الآن، وبعْد إِعادة النَظر، بدتْ جميعهَا كأعْذَار وَاهِية. 

وسرْعَان مَا تَبعَه صَوْت خُطًى غَرِيبَة وَضَعيفَة، يُصاحبهَا أَصوَات اِرتِطام، وَكَأنهَا نَتِيجَة لِمَشي صَاحِب الخُطى بِعَصا. أَلقَيت نَظرَة سَرِيعَة على الرُدْهة لِاسْتشْفاف الوضْع، فرأيْتُ شخْصًا كبيرًا بِالسنِّ، شَعْره أَبيَض كالثَلْج، يسير فِي الرُدْهة بِرَأسٍ مُنْخَفِض، وَوجْهٍ يَعتلِيه القلق. لَم يَمُر وَقْت طويل حَتَّى تَبعَه رَجُل ذُو لِحْيَةٍ كَثِيفَة عَبْر الْباب. 

 

 

وَبَينمَا كُنْت أَقِف أَمَام الجدَار، قُلْت لِنفْسي: ‹هل يَنبَغِي لَنَا أن نَقفِز فَوقُه؟› 

«سَيدِي!» 

‹مِمَّن أنَا غَاضِب؟ تجَاه الشَبَاب الَّذين تَركُوهم وراءَهم؟ أم تجَاه هذا العالم الفاسد؟› 

 

 

«نعم؟» 

 

 

 ‹لا يُوجَد مَا تَقْلَق عليْه أو مِنْه. لا يَزَال بِإمْكانهم إِنجَاح الأمْر مِن خِلَال التَفاوض. النَاس فِي الدَاخل لَم يفْقدوا إِنْسانيَّتهم بَعْد.› 

«لقد تَركَت الأونيجيري خاصَّتك هُنَا.» 

 

 

بكى بِصَمت، وقبْضَته المرْتجفة فِي فَمِه بدلًا مِن الأونيجيري. أَدرَكت أَنَّه يَحمِل أَعبَاء ثَقِيلَة على عَاتقِه. وَلكِن رُبمَا لَم يَجِد أحدًا يُشارِكه تِلْك الأعْباء. المسْؤوليَّة والشُعور بِالذَنْب والعَجْز، كُلهَا أَثقَلت كَاهِل المدِير. وامْتلأتْ الرَّدْهة بِتلْك الأحاسيس المؤْلمة. 

«رُبمَا نسيْتُه.»

«هُنَا! بِهَذا الاتِّجاه!» 

 

 * * * 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

حِين وصلنَا، كان الصَمْتُ يُخيِّم فِي المدْرسة كمَا لَو كَانَت مَقْبَرة. أَمرَت أتْباعي بِإبْقَاء الجمِيع مُخْتبئين، ثُمَّ طَرقَت الْباب الفولاذيَّ المُوصد. 

 

 

تَردَّد الرَجل ذُو الشَعْر الأبْيض لِلحْظة بَعْد أَخذِه الأونيجيري. ثُمَّ قَدَّم نِصْفها لِلْمدِير. 

 

 

كان لَديَّ خُطَّة طَمُوحَة لِرعاية جميع الزُومْبي دَاخِل مُجمعِنا السَكَني. أردْتُ إِنشَاء مَلَاذ آمن يَمنَح الجمِيع الشُعور بِالْأمان والحماية. كَانَت تِلْك خُطَّتي الكُبرى لِمجمَّعنَا السَكَني. رَبَّت لِي جِيونغ أوك على كَتفِي وزمَّ شفتيْه. كان يَعلَم أَننِي أُعَانِي جسديًّا عِنْدمَا جَندَت المزِيد مِن الأتْباع. عَبْرته لَفْتته عن شُكْرِه غَيْر المحْدود. ثُمَّ أخذ نفسًا عميقًا ونظَر إلى لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ. 

«هل أُتيحتْ لَك فُرصَة تَناوُل الطَعَام بَعْد؟» 

على عَكْس مَا كان مُخَططًا لَه فِي البداية، بَدأَت اِسْتعْداداتنَا فِي الصَبَاح الباكر. كان لِي جِيونغ أوك ولِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ ضِمْن الفرِيق. كُنَّا نُدْرِك أنَّ النَّاس فِي المدْرسة سيشْعرون بِالشَكِّ إِذَا دخل لِي جِيونغ أوك بِمفْرَده. كان بِإمْكاني تَوقُّع الأسْئلة التِي سيطْرحونهَا. 

 

 

«بِالطَبْع يَا سَيدِي، لا تَشغَل بَالَك بِي، كُلهَا فقط قَبْل أن تَبرُد.» 

 

 

 

«أُدرِك جيِّدًا أَنَّك لَم تَقُم بِذَلك. لقد كُنْت مَشغُولًا بِمهمَّة المراقبة طَوَال اليوْم. هَيَّا، لِنتناول الطَعَام سويًّا.» 

– لا بُدَّ لِي مِن القيَام بِدوْري. 

 

«يَجِب أن يَكُون معك بَعْض الطَعَام بَعْد أن خَرجَت مَعهَا لِتحضِرَه.» 

«شُكْرًا لِاهْتمامك، لَكننِي حقًّا بِخَير.» 

لَم أَتلَقى أيَّ ردِّ فِعْل على الضَربات الثَلَاث. كُلُّ مَا فعلتْه هُو جَذْب اِنتِباه الزُومْبي المحيطين. نَظرَت إِليْهم بِعيون مَفتُوحة على مِصْراعيْهَا. كَانَت عَينِيَّ المحْتقنتيْنِ بِالدِماء كَافِية لِترْهيبهم. وَكمَا هُو مُتَوقَّع، تجنَّبوا جميعًا النَظر إلى عَينِي وانْسحبوا إلى الورَاء. أَثَار هذَا تساؤلًا فِي ذِهْنِي؛ هل الزُومْبي فَاقدِي البصر يَشعُرون بِوهجي أيْضًا. فمِن الواضح مُنْذ اللَحْظة الأُولى أنَّ هُنَاك تباينًا بَينِي وبيْن زُومبِي الشَّوارع. 

 

عِنْد عَودَتِي، شَرحَت الوضْع دَاخِل المدْرسة الثَّانويَّة. اِسْتغْرق الأمْر بِضْع ساعات حَتَّى فَهمُوا نوايَاي. فِي النِهاية، قام لِي جِيونغ أوك بفرك ذَقنِه بِيديْه متحدثًا:

«ذِراعي بَدأَت تُؤْلمني. هَيَّا، خُذهَا.» 

* * *

 

”هذَا شَيْء يَجِب أن تَفتَخِر بِه“، هذَا مَا أردْتُ قَولُه له. 

أَبدَى المدِير رَفضَه بِإصْرَار اِستِلام الأونيجيري بِابْتسامة عَصَبيَّة وخَجولَة. لَكِن رَغْم ذَلِك، وَضْع الشَّيْخ نِصْفهَا بِالْقوَّة فِي يديْه. 

لَم يُجِب المدِير. تَمتَم الشَيْخ بِشَيء لِنفْسه، ثُمَّ رَبَّت المدِير بِرفْق على كَتفِه. 

 

«فِي حال تَدَهورَت الأُمور، فلنلْتزم بِمَا اِتَّفقْنَا عليْه سلفًا.» 

كَانَت الأونيجيري مُثيرَة لِلشَفَقة. مَصنُوعة مِن الأُرز المتفتِّتِ، وَرُبمَا أَصغَر حجْمًا مِن قَبضَة الرَجل البالغ. ومع ذَلِك، ظلَّ الاثْنان يحْتفظان بِجزْء مِن إِنْسانيَّتهمَا. شَعرَت بِالاخْتناق وعدَم الارْتياح أَثنَاء مُشاهدتهمَا، وسرْعَان مَا تَحوَّل هذَا الشُعور إلى غضب لا يُمْكِن تفْسيره. 

«لِماذَا لم يَعُد المعلِّمون؟» تَساءَل أَحدُهم وهو يَذرِف الدموع. 

 

عليْنَا أن نَمضِي قُدُمًا مع تَعدِيل خُطَّتنَا الأوَّليَّة، على نَحْو يَتَناسَب مع أخْلاقنَا. لَم يَكُن هُنَاك مَجَال لِلَعب الأدْوار، ولَا وَقْت لِنضيِّعه. 

‹مِمَّن أنَا غَاضِب؟ تجَاه الشَبَاب الَّذين تَركُوهم وراءَهم؟ أم تجَاه هذا العالم الفاسد؟› 

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

 

 

تمَّ حَبْس هؤلاء الأشْخاص هُنَا مدى الحيَاة، وخطيئتهم الوحيدة هِي كَونُهم بشرًا. حُكْم عَليهِم بِقضاء بَقيَّة أَيامِهم فِي هذَا السِجْن مُرْتَدِين زِيِّ المَدْرَسة. جلَّ مَا رأيْته هُو مُشَاهدَة بَعْض البشر وهُم يعيشون حياتهم كَبشَر، ومع ذَلِك، فقد اِجْتاحني شُعُور لا يُمْكِن تفْسيره بِالذَنْب والْحزْن لَم أتوقَّعْه. 

 

 

سَيكُون اليوْم التَالي هُو المرَّة الأُولى التِي نَتَحرَّك فِيهَا كفريق. لَيْس بِسَبب طلب مَعرُوف، أو بِالْقوَّة، وَلكِن كفريق مُتحِد وَرَاء هدف وَاحِد.

لقد عَرفَت بِمحْنتهم مُنْذ الأسْبوع الماضي. ورغْم ذَلِك، لَم أَتمَكن مِن تَقدِيم أيِّ مُسَاعدَة لَهُم. واجهتْ العدِيد مِن المشْكلات خِلَال هَذِه العمليَّة، ولكِن الآن، وبعْد إِعادة النَظر، بدتْ جميعهَا كأعْذَار وَاهِية. 

«سَيدِي!» 

 

 

بَعْد لَحظَة، بدأ المدِير والشَيْخ فِي الحدِيث: «سَيدِي، هل عَادَت السيِّدة مال سوك بِالْأَمْس؟» 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

 

«اعتادت أن تَلهُو فِي كُلِّ مَكَان عِنْدمَا كَانَت صَغِيرَة…» 

لَم يُجِب المدِير. تَمتَم الشَيْخ بِشَيء لِنفْسه، ثُمَّ رَبَّت المدِير بِرفْق على كَتفِه. 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

 

 

«اعتادت أن تَلهُو فِي كُلِّ مَكَان عِنْدمَا كَانَت صَغِيرَة…» 

عِنْدمَا نَزلتُ على الدرج، لَاحظتُ قَاعَة الدراسة المُضاءة بِأنْوَار الشموع في الطابق الأوَّل. شَققت طَريقِي نحْوها خِلْسَة بِهَدف إِلقَاء نَظرَة خَاطِفة على ما بِداخلهَا. وَإذَا بِي أَجِد نَحْو عِشْرين طِفْلًا جَالسِين فِي دَائِرة، يتحدَّثون فِيمَا بيْنهم.

 

عِنْد عَودَتِي، شَرحَت الوضْع دَاخِل المدْرسة الثَّانويَّة. اِسْتغْرق الأمْر بِضْع ساعات حَتَّى فَهمُوا نوايَاي. فِي النِهاية، قام لِي جِيونغ أوك بفرك ذَقنِه بِيديْه متحدثًا:

ولم يُنْه الشَّيْخ جُملَتَه. 

 

 

 ‹كَيْف اِسْتطَعْتَ البقَاء على قَيْد الحيَاة بِمفْرَدك؟ مَا دَافَع قُدومك إلى هُنَا؟ هل كُنْت تَتَجسَّس عليْنَا؟› 

أَطلَق المدِير تنْهيدة، وتَحدَّث بِنبْرة حَزِينَة: «هذَا كُلُّه خَطئي. لَو أَولَيتُ المزِيد مِن الاهْتمام، لَكانتْ السيِّدة مال سوك قد—» 

 

 

 

«كفى.» قاطعه الشَيْخ مُرْبَتًا على كَتفِه: «أَنْت لَم تَفعَل أيَّ شَيْء خَاطِئ. أَعلَم أَنَّك بَذلَت مَا فِي وُسْعِك، كمَا أَنَّك تَعتَنِي بِأشْخَاص مِثْلِي. لَيْس لَديْك مَا تَعتَذِر عَنْه.» 

«لِماذَا لم يَعُد المعلِّمون؟» تَساءَل أَحدُهم وهو يَذرِف الدموع. 

 

 ‹لا يُوجَد مَا تَقْلَق عليْه أو مِنْه. لا يَزَال بِإمْكانهم إِنجَاح الأمْر مِن خِلَال التَفاوض. النَاس فِي الدَاخل لَم يفْقدوا إِنْسانيَّتهم بَعْد.› 

ظلَّ المدِير صامتًا. 

 

 

قَبْل مُغادرتنَا لِلشَقَّة، تَوَصلنَا إلى خُطَّة بَسِيطَة لِمواجهة هذَا الموْقِف ولتفادي أيِّ مَشاكِل مُحتملَة. لَم تَكُن خُطَّة عَظِيمَة. حَيْث كَانَت تَتَمحوَر حَوْل جَعْل كانغ إيون جِيونغ تَصرُخ بِأعْلى صوْتهَا عِنْد دُخولِنَا. سيفاجأ كُل مَن فِي المدْرسة لِرؤْيتنَا، ويشتت. وإذَا اِقتحَم أيُّ زُومبِي من الشوارع أَثنَاء ذَلِك، فسأعْتني بِهم. 

«يَجِب أن يَكُون معك بَعْض الطَعَام بَعْد أن خَرجَت مَعهَا لِتحضِرَه.» 

وَفِي إِدْراكنَا لِإمْكانيَّة وُجُود تحدِّيَات فِي التَّواصل فِي حَالَة تَألفَت المجْموعة مِن رجليْنِ قويَّيْنِ فقط، قرَّرْنَا إِجرَاء تَصوِيت، وبناءً على الأغْلبيَّة، تمَّ اِختِيار كانغ إيون جِيونغ لِلانْضمام إِليْنَا. والمثير لِلدَهْشة أَنهَا وافقتْ على ذَلِك. 

 

 

«لا، لَن أَجرُؤ…» 

 

 

كَانَت الأونيجيري مُثيرَة لِلشَفَقة. مَصنُوعة مِن الأُرز المتفتِّتِ، وَرُبمَا أَصغَر حجْمًا مِن قَبضَة الرَجل البالغ. ومع ذَلِك، ظلَّ الاثْنان يحْتفظان بِجزْء مِن إِنْسانيَّتهمَا. شَعرَت بِالاخْتناق وعدَم الارْتياح أَثنَاء مُشاهدتهمَا، وسرْعَان مَا تَحوَّل هذَا الشُعور إلى غضب لا يُمْكِن تفْسيره. 

«لا تَشعُر بِالذَنْب.» 

”هذَا شَيْء يَجِب أن تَفتَخِر بِه“، هذَا مَا أردْتُ قَولُه له. 

 

 

بَعْد ذَلِك، عاد الشَيْخ إلى الفصْل الدراسِي. 

اِلتقَيْتُ بِنظْرة لِي جِيونغ أوك وَأَومأَت بِرأْسي. ردَّها بِابْتسامة خَفِيفَة، كمَا لَو فَهْم مَا حاولتْ قَولَه. ثُمَّ نهض لِي جِيونغ هِيوك مِن المطْبخ، وأخْرج الرُمْح الثمِين المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ. 

 

 

*جلجلة، نقر. جلجلة، نقر.* 

 

 

 

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

 

 

«رُبمَا نسيْتُه.»

وَقْف هُنَاك، دُون حَرَاك، ورأْسه مُتدَلٍ إلى أَسفَل مُطْلقًا تنْهيدة طَوِيلَة وَثَقيلَة. 

«فِي حال تَدَهورَت الأُمور، فلنلْتزم بِمَا اِتَّفقْنَا عليْه سلفًا.» 

 

«ذِراعي بَدأَت تُؤْلمني. هَيَّا، خُذهَا.» 

بدَا تَنهدُه كصدًى لِكلِّ الأثْقال التِي حملهَا فِي صَدرِه. تَرَاجعَ كتفاه، ثم انهار على الأرْض كَورقَة شَجرَة مُتساقطة.

تَراجُع صدى صَوْت عَصَاه فِي الرُدْهة، تَارِكًا المدِير وحيدًا فِي الرُدْهة الصَامتة. 

 

«هُنَا! بِهَذا الاتِّجاه!» 

بكى بِصَمت، وقبْضَته المرْتجفة فِي فَمِه بدلًا مِن الأونيجيري. أَدرَكت أَنَّه يَحمِل أَعبَاء ثَقِيلَة على عَاتقِه. وَلكِن رُبمَا لَم يَجِد أحدًا يُشارِكه تِلْك الأعْباء. المسْؤوليَّة والشُعور بِالذَنْب والعَجْز، كُلهَا أَثقَلت كَاهِل المدِير. وامْتلأتْ الرَّدْهة بِتلْك الأحاسيس المؤْلمة. 

 

 

 ‹كَيْف اِسْتطَعْتَ البقَاء على قَيْد الحيَاة بِمفْرَدك؟ مَا دَافَع قُدومك إلى هُنَا؟ هل كُنْت تَتَجسَّس عليْنَا؟› 

* * * 

 

 

 

لَم يَكن هُنَاك أيُّ حَيَاة أُخرَى دَاخِل المدْرسة. لَم أر أيَّ زُومبِي مِثْلِي، أو أيِّ آثار لِلْمخْلوق الأسْود. تَسَاءلَت عَمَّا حدث خِلَال الأسْبوع الذِي غِبْتُ فِيه عن الوعي. ولهذا أَسرَعت عائدًا إلى شقَّتنَا لِمعْرِفة إِجابة سُؤَالِي. 

 

 

 

عليْنَا أن نَمضِي قُدُمًا مع تَعدِيل خُطَّتنَا الأوَّليَّة، على نَحْو يَتَناسَب مع أخْلاقنَا. لَم يَكُن هُنَاك مَجَال لِلَعب الأدْوار، ولَا وَقْت لِنضيِّعه. 

 

 

 

عِنْد عَودَتِي، شَرحَت الوضْع دَاخِل المدْرسة الثَّانويَّة. اِسْتغْرق الأمْر بِضْع ساعات حَتَّى فَهمُوا نوايَاي. فِي النِهاية، قام لِي جِيونغ أوك بفرك ذَقنِه بِيديْه متحدثًا:

 

 

قَاطِع أفْكاري صَوْتٌ مَألُوف. صَوْت شَخْص مَا يَصرُخ بِشدَّة بِأعْلى صَوتِه. لَم أَكُن مُتأكِّدًا مِن مدى بُعْدِه، فقد كان ضعيفًا جِدًّا كمَا لَو أَنَّه تَداعَى مِن ضَبَاب الحرارة المتلأْلئ. كان هُنَاك شَخْص مَا يَتَوسَّل مِن أَجْل النَجَاة بِحياته. وَقفَت، وحواسِي فِي حَالَة تَأهُّب. 

«لِنذْهب غدًا.» 

 

 

 

تَطوَّع لِلذَهَاب مَعِي. شَعرَت بِعزيمةٍ وَاضِحة وَرَاء كلماته. كان يَبحَث أيْضًا عن هدف فِي حَياتِه. اِحْتَاج إلى شَيْء يَتَجاوَز الأمَان والحِماية وَبَقاء الجمِيع هُنَا، شَيْء أَكثَر أَهَميَّة مِن شَأنِه أن يُبْقِيه مُسْتمِرًّا. وكَانَت هذه طريقَته لِقَول ”نَعِم“. 

وَقْف هُنَاك، دُون حَرَاك، ورأْسه مُتدَلٍ إلى أَسفَل مُطْلقًا تنْهيدة طَوِيلَة وَثَقيلَة. 

 

 

اِلتقَيْتُ بِنظْرة لِي جِيونغ أوك وَأَومأَت بِرأْسي. ردَّها بِابْتسامة خَفِيفَة، كمَا لَو فَهْم مَا حاولتْ قَولَه. ثُمَّ نهض لِي جِيونغ هِيوك مِن المطْبخ، وأخْرج الرُمْح الثمِين المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ. 

«هُنَا! بِهَذا الاتِّجاه!» 

 

 

«لَسْت مُتأكِّدًا مِمَّا إِذَا كُنْت ستحْتَاج إلى هذَا، وَلكِن فقط فِي حَالَة الضَرورة، خُذْه معك.» 

«هُنَا! بِهَذا الاتِّجاه!» 

 

 

مَرَّر لِي جِيونغ هِيوك الرُمْح المصْنوع مِن الفولاذ المقاوم لِلصَدأ إلى لِي جِيونغ أوك بِابْتسامة مُتَكلفَة على وَجهِه. واِستلَمه لِي جِيونغ أوك مِن أخيه الأصْغر كاشفًا عن اِبْتسامة سَاخِرة. 

 

 

 

سَيكُون اليوْم التَالي هُو المرَّة الأُولى التِي نَتَحرَّك فِيهَا كفريق. لَيْس بِسَبب طلب مَعرُوف، أو بِالْقوَّة، وَلكِن كفريق مُتحِد وَرَاء هدف وَاحِد.

«يَجِب أن يَكُون معك بَعْض الطَعَام بَعْد أن خَرجَت مَعهَا لِتحضِرَه.» 

 

 

 * * * 

 

 

 

على عَكْس مَا كان مُخَططًا لَه فِي البداية، بَدأَت اِسْتعْداداتنَا فِي الصَبَاح الباكر. كان لِي جِيونغ أوك ولِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ ضِمْن الفرِيق. كُنَّا نُدْرِك أنَّ النَّاس فِي المدْرسة سيشْعرون بِالشَكِّ إِذَا دخل لِي جِيونغ أوك بِمفْرَده. كان بِإمْكاني تَوقُّع الأسْئلة التِي سيطْرحونهَا. 

«لِنذْهب غدًا.» 

 

 

 ‹كَيْف اِسْتطَعْتَ البقَاء على قَيْد الحيَاة بِمفْرَدك؟ مَا دَافَع قُدومك إلى هُنَا؟ هل كُنْت تَتَجسَّس عليْنَا؟› 

 

 

 ‹كَيْف اِسْتطَعْتَ البقَاء على قَيْد الحيَاة بِمفْرَدك؟ مَا دَافَع قُدومك إلى هُنَا؟ هل كُنْت تَتَجسَّس عليْنَا؟› 

بَعْد مُناقشات طَوِيلَة، تَوَصلنَا إلى اِسْتنْتاج مُهِم، وَهُو ضَرُورَة وُجُود مَجمُوعة مِن الأشْخاص. تَطوَع لِي جِيونغ هِيوك، بيْنمَا اِعترَض الإخْوة لِي على اِنضِمام تِشويْ دَا هايْ. كان هُنَاك اِحتِياج ماس لِشَخص يَتَولَّى مسْؤوليَّة رِعاية سُو يُون والأطْفال فِي حَالَة حُدُوث أيِّ خطأ مُحتَمَل. أَبدَى كانغ جِي سوك اِسْتعْداده لِلتَّطَوُّع، لَكِن بِالطَبْع لَم يَلتَفِت إِلَيه الإخْوة لِي.

تَطوَّع لِلذَهَاب مَعِي. شَعرَت بِعزيمةٍ وَاضِحة وَرَاء كلماته. كان يَبحَث أيْضًا عن هدف فِي حَياتِه. اِحْتَاج إلى شَيْء يَتَجاوَز الأمَان والحِماية وَبَقاء الجمِيع هُنَا، شَيْء أَكثَر أَهَميَّة مِن شَأنِه أن يُبْقِيه مُسْتمِرًّا. وكَانَت هذه طريقَته لِقَول ”نَعِم“. 

 

”هذَا شَيْء يَجِب أن تَفتَخِر بِه“، هذَا مَا أردْتُ قَولُه له. 

وَفِي إِدْراكنَا لِإمْكانيَّة وُجُود تحدِّيَات فِي التَّواصل فِي حَالَة تَألفَت المجْموعة مِن رجليْنِ قويَّيْنِ فقط، قرَّرْنَا إِجرَاء تَصوِيت، وبناءً على الأغْلبيَّة، تمَّ اِختِيار كانغ إيون جِيونغ لِلانْضمام إِليْنَا. والمثير لِلدَهْشة أَنهَا وافقتْ على ذَلِك. 

وَبَينمَا كُنْت أَقِف أَمَام الجدَار، قُلْت لِنفْسي: ‹هل يَنبَغِي لَنَا أن نَقفِز فَوقُه؟› 

 

ولم يُنْه الشَّيْخ جُملَتَه. 

– لا بُدَّ لِي مِن القيَام بِدوْري. 

بكى بِصَمت، وقبْضَته المرْتجفة فِي فَمِه بدلًا مِن الأونيجيري. أَدرَكت أَنَّه يَحمِل أَعبَاء ثَقِيلَة على عَاتقِه. وَلكِن رُبمَا لَم يَجِد أحدًا يُشارِكه تِلْك الأعْباء. المسْؤوليَّة والشُعور بِالذَنْب والعَجْز، كُلهَا أَثقَلت كَاهِل المدِير. وامْتلأتْ الرَّدْهة بِتلْك الأحاسيس المؤْلمة. 

 

 ‹مَاذَا لَو تمَّ القبْض عَليهِم قَبْل أن تَصرُخ كانغ إيون جِيونغ؟ مَاذَا لَو بدأ الأشْخاص فِي الدَاخل بِالْهجوم دُون طَرْح الأسْئلة؟› 

هذَا مَا قالتْه لِي كانغ إيون جِيونغ. 

* * * 

 

 

نظرًا لِتزايد عدد الأفْراد، قُمْت بِإحْضَار المزِيد مِن التَابعين. جَمعَت أتْباعي الثَلاثين ذَوِي اللَوْن الأزْرق فِي دَائِرة ضَيقَة حَوْل الجمِيع. 

 

 

 ‹مَاذَا لَو تمَّ القبْض عَليهِم قَبْل أن تَصرُخ كانغ إيون جِيونغ؟ مَاذَا لَو بدأ الأشْخاص فِي الدَاخل بِالْهجوم دُون طَرْح الأسْئلة؟› 

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

 

 

 

كان يَعرِف تمامًا أَننِي لَسْت بِحاجة إلى النَوْم، لَكِن مَزْحَته عَبْرته فقط عن اِهْتمامه بِي. ضَحكَت بيْنمَا كُنْت أُشير إلى الزُومْبي بِجوار مَدخَل الشَقَّة. حَدَّق فِيهم بِهدوء، قَبْل أن يَلتَفِت إلى بِدهْشة قائلًا: «مهْلًا، هل جميعهم أتْباعك؟» 

 

 

 ‹مهْلًا… أيتحدَّثون؟›

دمْدمتُ بِإيجَاب بِصَوت حنْجرَتي الممزَّقة. 

بَعْد مُناقشات طَوِيلَة، تَوَصلنَا إلى اِسْتنْتاج مُهِم، وَهُو ضَرُورَة وُجُود مَجمُوعة مِن الأشْخاص. تَطوَع لِي جِيونغ هِيوك، بيْنمَا اِعترَض الإخْوة لِي على اِنضِمام تِشويْ دَا هايْ. كان هُنَاك اِحتِياج ماس لِشَخص يَتَولَّى مسْؤوليَّة رِعاية سُو يُون والأطْفال فِي حَالَة حُدُوث أيِّ خطأ مُحتَمَل. أَبدَى كانغ جِي سوك اِسْتعْداده لِلتَّطَوُّع، لَكِن بِالطَبْع لَم يَلتَفِت إِلَيه الإخْوة لِي.

 

 

فِي اللَيْلة السَابقة، بيْنمَا كان الجمِيع نِيَام، ذَهبَت لِتجْنِيد المزِيد مِن التَابعين. حسنًا، رَغْم عدم رَغبَتِي الشَخْصيَّة بِذَلك، إِلَّا أنَّ الظُروف تَستدْعِي ذَلك. ولِهذَا جَنَّدت الزومْبي بِالْقرْب مِن المبْنى السَكَني رَقْم ١٠٤، المبْنى الذِي كُنَّا مُتواجدين فِيه، جنْبًا إلى جَنْب مع المبْنييْنِ المجاوريْنِ ١٠٣ و ١٠٥. 

بَادَر الرجل ذُو اللِحْية الكثيفة، المُلقب بِالْمدير، بِالتَحدُّث إلى الشَيْخ ذِي الشَعْر الأبْيض. لَم أر وَجهُه آخر مَرَّة كُنْت فِي المدْرسة. لقد بدَا ودودًا ولطيفًا لِلْغاية، وَهِي صُورَة لا تَتَناسَب مع الطَريقة التِي رفع بِهَا صَوتُه فِي المرَّة السَابقة. 

 

 

فِي تِلْك اللَيْلة وحَّدهَا، قُمْت بِتجْنِيد اِثْنيْنِ وخمسِين تَابِعًا. لقد دفعتْهم واحدًا تِلْو الآخر حَتَّى كُنْت على وَشْك الإغْماء. كاد رَأسِي أن يَنكَسِر تَحْت وَطَأ هذَا الإرْهاق. وَلكِن بِفَضل هَذِه الجُهود، نجحْنَا فِي تَعزِيز قُوَّتنَا. 

 

 

 

كان لَديَّ خُطَّة طَمُوحَة لِرعاية جميع الزُومْبي دَاخِل مُجمعِنا السَكَني. أردْتُ إِنشَاء مَلَاذ آمن يَمنَح الجمِيع الشُعور بِالْأمان والحماية. كَانَت تِلْك خُطَّتي الكُبرى لِمجمَّعنَا السَكَني. رَبَّت لِي جِيونغ أوك على كَتفِي وزمَّ شفتيْه. كان يَعلَم أَننِي أُعَانِي جسديًّا عِنْدمَا جَندَت المزِيد مِن الأتْباع. عَبْرته لَفْتته عن شُكْرِه غَيْر المحْدود. ثُمَّ أخذ نفسًا عميقًا ونظَر إلى لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ. 

 

 

 

«مُسْتعدَّان؟» 

 

 

«هُنَا! بِهَذا الاتِّجاه!» 

أَومَأ لِي جِيونغ هِيوك وكانغ إيون جِيونغ بِرأْسيْهمَا، لَكِن تعْبيراتهمَا خَانتْهُما وكَشفَت عن توتُّرهمَا. وبَينمَا كان يَنظُر إِليْهم، اِبتسَم لِي جِيونغ أوك وَقَال: «فقط اتبعَا توْجيهات وَالِد سُو يُون. سَيحرِص على سلامتكم.» 

بَعْد ذَلِك، عاد الشَيْخ إلى الفصْل الدراسِي. 

 

 

الجمِيع كان على عِلْم بِعَدم قُدْرتي على التحَدُّث. كُنْت فِي جَوهَرِي مُجرَّد جُثَّة حَيَّة. ومع ذَلِك، ساعدتْ مَزْحَته على رَفْع معْنويَّات الفرِيق. 

 

 

 

نَظرَت إلى عَينِي لِي جِيونغ أوك وأَومأَت بِرأْسي. تَنهَّد، ثُمَّ قال بِنبرة سَاخِرة: «لا أَعتَقد أَننِي وَصلَت إلى المدْرسة فِي الوقْتِ المناسب فِي ذَلِك اليوْم.» 

ظلَّ المدِير صامتًا. 

 

 

”هذَا شَيْء يَجِب أن تَفتَخِر بِه“، هذَا مَا أردْتُ قَولُه له. 

«لقد تَركَت الأونيجيري خاصَّتك هُنَا.» 

 

 

* * * 

 ‹مَاذَا لَو تمَّ القبْض عَليهِم قَبْل أن تَصرُخ كانغ إيون جِيونغ؟ مَاذَا لَو بدأ الأشْخاص فِي الدَاخل بِالْهجوم دُون طَرْح الأسْئلة؟› 

حِين وصلنَا، كان الصَمْتُ يُخيِّم فِي المدْرسة كمَا لَو كَانَت مَقْبَرة. أَمرَت أتْباعي بِإبْقَاء الجمِيع مُخْتبئين، ثُمَّ طَرقَت الْباب الفولاذيَّ المُوصد. 

«لا! لقد وعَدونَا بِأنَّهم سيرْجعون بِالطَّعام.» 

 

«شُكْرًا لِاهْتمامك، لَكننِي حقًّا بِخَير.» 

*جلجلة، جلجلة، جلجلة.* 

«رُبمَا نسيْتُه.»

 

 

لَم أَتلَقى أيَّ ردِّ فِعْل على الضَربات الثَلَاث. كُلُّ مَا فعلتْه هُو جَذْب اِنتِباه الزُومْبي المحيطين. نَظرَت إِليْهم بِعيون مَفتُوحة على مِصْراعيْهَا. كَانَت عَينِيَّ المحْتقنتيْنِ بِالدِماء كَافِية لِترْهيبهم. وَكمَا هُو مُتَوقَّع، تجنَّبوا جميعًا النَظر إلى عَينِي وانْسحبوا إلى الورَاء. أَثَار هذَا تساؤلًا فِي ذِهْنِي؛ هل الزُومْبي فَاقدِي البصر يَشعُرون بِوهجي أيْضًا. فمِن الواضح مُنْذ اللَحْظة الأُولى أنَّ هُنَاك تباينًا بَينِي وبيْن زُومبِي الشَّوارع. 

 

 

 

وَبَينمَا كُنْت أَقِف أَمَام الجدَار، قُلْت لِنفْسي: ‹هل يَنبَغِي لَنَا أن نَقفِز فَوقُه؟› 

قَبْل مُغادرتنَا لِلشَقَّة، تَوَصلنَا إلى خُطَّة بَسِيطَة لِمواجهة هذَا الموْقِف ولتفادي أيِّ مَشاكِل مُحتملَة. لَم تَكُن خُطَّة عَظِيمَة. حَيْث كَانَت تَتَمحوَر حَوْل جَعْل كانغ إيون جِيونغ تَصرُخ بِأعْلى صوْتهَا عِنْد دُخولِنَا. سيفاجأ كُل مَن فِي المدْرسة لِرؤْيتنَا، ويشتت. وإذَا اِقتحَم أيُّ زُومبِي من الشوارع أَثنَاء ذَلِك، فسأعْتني بِهم. 

 

 

أَفتَرض أنَّ التَّحَدُّث مَعهُم سيصعُّب أَكثَر إِذَا فعلْنَا ذَلِك. كُنْت أَتطَلع إلى دُخُول المدْرسة مع الجمِيع بِأفْضل طَرِيقَة مُمْكِنة، لَكِن الظُروف لَم تَسمَح لَنَا بِذَلك. ولم يَكُن هُنَاك بديل آخر سِوى التَقَدُّم والدُخول. 

 

 

ظلَّ المدِير صامتًا. 

طَلبَت مِن الزُومْبي إِقامة مِنَصة، بِنَفس الأسْلوب الذِي اعْتمدوه عِنْدمَا أتيْتُ إلى المدْرسة لِأَول مَرَّة. ثُمَّ أَرسَلت لِي جِيونغ أوك، ولِي جِيونغ هِيوك، وكانغ إيون جِيونغ فَوْق الحائط. لَكِن قَبْل أن يَخُوض لِي جِيونغ أوك فِي مُهمتِه، ذَكرَنِي بِخطَّتِنَا. 

عليْنَا أن نَمضِي قُدُمًا مع تَعدِيل خُطَّتنَا الأوَّليَّة، على نَحْو يَتَناسَب مع أخْلاقنَا. لَم يَكُن هُنَاك مَجَال لِلَعب الأدْوار، ولَا وَقْت لِنضيِّعه. 

 

لَم أَتلَقى أيَّ ردِّ فِعْل على الضَربات الثَلَاث. كُلُّ مَا فعلتْه هُو جَذْب اِنتِباه الزُومْبي المحيطين. نَظرَت إِليْهم بِعيون مَفتُوحة على مِصْراعيْهَا. كَانَت عَينِيَّ المحْتقنتيْنِ بِالدِماء كَافِية لِترْهيبهم. وَكمَا هُو مُتَوقَّع، تجنَّبوا جميعًا النَظر إلى عَينِي وانْسحبوا إلى الورَاء. أَثَار هذَا تساؤلًا فِي ذِهْنِي؛ هل الزُومْبي فَاقدِي البصر يَشعُرون بِوهجي أيْضًا. فمِن الواضح مُنْذ اللَحْظة الأُولى أنَّ هُنَاك تباينًا بَينِي وبيْن زُومبِي الشَّوارع. 

«فِي حال تَدَهورَت الأُمور، فلنلْتزم بِمَا اِتَّفقْنَا عليْه سلفًا.» 

«لِنذْهب غدًا.» 

 

قَاطِع أفْكاري صَوْتٌ مَألُوف. صَوْت شَخْص مَا يَصرُخ بِشدَّة بِأعْلى صَوتِه. لَم أَكُن مُتأكِّدًا مِن مدى بُعْدِه، فقد كان ضعيفًا جِدًّا كمَا لَو أَنَّه تَداعَى مِن ضَبَاب الحرارة المتلأْلئ. كان هُنَاك شَخْص مَا يَتَوسَّل مِن أَجْل النَجَاة بِحياته. وَقفَت، وحواسِي فِي حَالَة تَأهُّب. 

قَبْل مُغادرتنَا لِلشَقَّة، تَوَصلنَا إلى خُطَّة بَسِيطَة لِمواجهة هذَا الموْقِف ولتفادي أيِّ مَشاكِل مُحتملَة. لَم تَكُن خُطَّة عَظِيمَة. حَيْث كَانَت تَتَمحوَر حَوْل جَعْل كانغ إيون جِيونغ تَصرُخ بِأعْلى صوْتهَا عِنْد دُخولِنَا. سيفاجأ كُل مَن فِي المدْرسة لِرؤْيتنَا، ويشتت. وإذَا اِقتحَم أيُّ زُومبِي من الشوارع أَثنَاء ذَلِك، فسأعْتني بِهم. 

 

 

«نعم؟» 

أَومَأت بِرأْسي مُجَددًا نَحْو لِي جِيونغ أوك، مُتمنِّيًا حُدُوث الأفْضل. 

نظرًا لِتزايد عدد الأفْراد، قُمْت بِإحْضَار المزِيد مِن التَابعين. جَمعَت أتْباعي الثَلاثين ذَوِي اللَوْن الأزْرق فِي دَائِرة ضَيقَة حَوْل الجمِيع. 

 

 

* * *

أَومَأت بِرأْسي مُجَددًا نَحْو لِي جِيونغ أوك، مُتمنِّيًا حُدُوث الأفْضل. 

 

 

وكانتْ الشَّمْس تَتَألَّق فِي أَعلَى مُسْتوياتهَا. أَحسَست بِلهيب حرارتهَا وَهُو يَحرُق جَسدِي. لَمعَت الشَوارع بِالْحرارة، وجلستْ على أُرجُوحَة خَشَبيَّة فِي اِنتِظار الآخرين الَّذين غامروا بِالدُخول. مع مُرُور الوقْتِ، اِزْدَاد يَأسِي. 

 

 

عِنْد عَودَتِي، شَرحَت الوضْع دَاخِل المدْرسة الثَّانويَّة. اِسْتغْرق الأمْر بِضْع ساعات حَتَّى فَهمُوا نوايَاي. فِي النِهاية، قام لِي جِيونغ أوك بفرك ذَقنِه بِيديْه متحدثًا:

 ‹مَاذَا لَو تمَّ القبْض عَليهِم قَبْل أن تَصرُخ كانغ إيون جِيونغ؟ مَاذَا لَو بدأ الأشْخاص فِي الدَاخل بِالْهجوم دُون طَرْح الأسْئلة؟› 

 

 

 

دَارَت أفْكاري السَلْبيَّة كَضَباب الحرارة الذِي يَتَلألَأ فَوْق سَطْح الشَارع داخل رَأسِي. هززْتُ رَأسِي بِقوَّة لِطَرد هَذِه الأفْكار. 

«فِي حال تَدَهورَت الأُمور، فلنلْتزم بِمَا اِتَّفقْنَا عليْه سلفًا.» 

 

 

 ‹لا يُوجَد مَا تَقْلَق عليْه أو مِنْه. لا يَزَال بِإمْكانهم إِنجَاح الأمْر مِن خِلَال التَفاوض. النَاس فِي الدَاخل لَم يفْقدوا إِنْسانيَّتهم بَعْد.› 

 

 

 

واصلتْ الانْتظار، مُفترَضًا أنَّ التَأْخير كان فقط بِسَبب وُجُود الكثِير مِمَّا يَجِب على مجْموعتي شَرحِه. 

«لقد تَركَت الأونيجيري خاصَّتك هُنَا.» 

 

 

«… هُنَا!» 

لَاحَظ لِي جِيونغ أوك عدم اِرْتياحي، فاقْتَرب منِّي، وسألني: «هل يُوجَد أَمْر مَا يُقْلِقك؟ ألم تَحصُل على قِسْط كافٍ مِن النَوْم؟» 

 

 

قَاطِع أفْكاري صَوْتٌ مَألُوف. صَوْت شَخْص مَا يَصرُخ بِشدَّة بِأعْلى صَوتِه. لَم أَكُن مُتأكِّدًا مِن مدى بُعْدِه، فقد كان ضعيفًا جِدًّا كمَا لَو أَنَّه تَداعَى مِن ضَبَاب الحرارة المتلأْلئ. كان هُنَاك شَخْص مَا يَتَوسَّل مِن أَجْل النَجَاة بِحياته. وَقفَت، وحواسِي فِي حَالَة تَأهُّب. 

أَطلَق المدِير تنْهيدة، وتَحدَّث بِنبْرة حَزِينَة: «هذَا كُلُّه خَطئي. لَو أَولَيتُ المزِيد مِن الاهْتمام، لَكانتْ السيِّدة مال سوك قد—» 

 

لَم يَكُن هذَا مُجرَّد صَوْت لِشَخص وَاحِد. مِن خِلَال الأصْوات والْخطوات، بدَا وَكأَن هُنَاك شخْصيْنِ أو ثَلاثَة أَشخَاص على الأقلِّ. 

«هُنَا! بِهَذا الاتِّجاه!» 

 

 

 

لَم يَكُن هذَا مُجرَّد صَوْت لِشَخص وَاحِد. مِن خِلَال الأصْوات والْخطوات، بدَا وَكأَن هُنَاك شخْصيْنِ أو ثَلاثَة أَشخَاص على الأقلِّ. 

 

 

«اعتادت أن تَلهُو فِي كُلِّ مَكَان عِنْدمَا كَانَت صَغِيرَة…» 

اِلتفَت نَحْو الصَوْتِ، الذِي كان قادمًا مِن الاتِّجاه الآخر، بعيدًا عن المدْرسة. جَذبَنِي الصَوْتُ لِسَبب بسيط. بدَا وَكَأنَّه مَألُوف جِدًّا. كُنْت أَعرِف أَننِي سَمْعته فِي مَكَان مَا مِن قِبل. تَبادَر وَجْه إلى ذِهْنِي، وَهُو يَصرُخ بِغَضب. 

 

 

 

لقد كان صَوْت المدِير.

 

 

 ‹مهْلًا… أيتحدَّثون؟›

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط