Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

البداية بعد النهاية 369

منظور أرثر

بقيت كايرا هادئة وهي تجلس أمامي ، على الرغم من أنها كانت لا تزال عابسة ، كان بإمكاني رؤية الافكار المبعثرة في رأسها وهي تكافح من أجل فهم المحادثة. وقفت بشكل مستقيم ، نظرت إلى المنجل وقلت: “لن أتحدى سيلريت.”

ضغطاً على مشاعري بقبضة حديدية باردة ، رفضت أن أترك الغضب يتحكم فيَّ عند رؤية وحوش المانا تمزق أناسًا غير مسلحين وليسو بسحرة …  شعبي.

القدرة على تحدي الواقع بين يداي ، لكنني لم أستطع إنقاذ هؤلاء الناس.

استدرت نحو المنظر بينما لم أرغب في شيء أكثر من أن أخطو إلى الساحة وأقتل هؤلاء الوحوش.

انحنى رجل سمين وهو يمشي من أمامه ، ثم صرخ في وجوهنا. “أحجار كريمة! أحجار كريمة هنا! أفضل قص ، أفضل ألوان! ياقوت يتناسب مع شعر السيدة الجميل ، أو ربما ياقوت لعينيها الساحرتين.”

القدرة على تحدي الواقع بين يداي ، لكنني لم أستطع إنقاذ هؤلاء الناس.

أخذت كيرا نفسا عميقا ومررت أصابعها على خصلة من شعرها الأزرق. “شكرا لتفهمك. توقفا عن النظر لبعضكما بسخافة حالاً.”

لقد فكرت في أن تقييد نفسي الآن كان من أجل المصلحة العامة ، وأنه كان الثمن الذي يتعين علينا جميعًا دفعه مقابل خسارة الحرب.

“دين؟” سألت ، وأنا لست متأكدًا من أنني أرتاح إلى أين تتجه المحادثة. “إذن أنتِ لم تساعديني من طيبة قلبك فقط؟ هذا صادم…”

لكن هذا لم يجعل أمر الجلوس ومشاهدة زملائي الديكاثيين يُذبحون أمراً سهلاً. بعد ذلك عمّت الهتافات من عشرات الآلاف من المتفرجين وهم يملأون المكان تمامًا.

الفصول من دعم orinchi

للحظة واحدة مظلمة ، كرهتهم جميعًا.

“ما الأمر؟” سألتها ، بدا صوتي أجوفًا في الأنفاق تحت الأرض ، لكنها هزت رأسها فقط رداً على ذلك.

تخيلت حرق الملعب بأكمله و تحويل كل من بداخله إلى رماد … لكن لم يكن هناك هتافات أو ضحكات قادمة من منطقة انطلاقنا. على الرغم من أنني لم أستطع إجبار نفسي على النظر بعيدًا عن اللحظات الأخيرة لهؤلاء الديكاثيين ، إلا أنه كان بإمكاني سماع تنفس طلابي،  وفرقعة مفاصلهم وهم يمسكون بالحواجز الحديدية ، وأصوات الاشمئزاز بينما كانت الذئاب تتغذى. ..

“لقد تعاملت مع ذلك بشكل لبق. ولكن أعتقد أنه سيكون من الطفولي جدًا أن تغضب منها لعدم إخبارك ، نظراً للأكاذيب الكثيرة التي قلتها عن هويتك ، “سخر ريجيس.

ثم اقشعر بدني نتيجة قوة مألوفة ملأت الغرفة ، مما ألهانا عن المذبحة.

قلت: “المنجل سيريس”. “من الجميل رؤيتك مرة أخرى.”

بدأ الطلاب يسقطون على ركبهم وهم يتابعون مصدر الضغط على الجدار الخلفي لمنطقة الإنطلاق ، حيث وقف شخص ذو قرون يرتدي ملابس سوداء يراقبنا. وقف ريجيس بخشونة.

“ما الأمر؟” سألتها ، بدا صوتي أجوفًا في الأنفاق تحت الأرض ، لكنها هزت رأسها فقط رداً على ذلك.

بدت سيريس فريترا مختلفة كثيرًا عما كانت عليه في ذلك اليوم في ساحة المعركة ، عندما كاد أوتو أن يقتلني أنا وسيلفي. وبدلاً جنرال حرب ، بدت فخمة كإمبراطورة ترتدي ثوبًا أسود اللون ، رغم أنها كانت ترتدي نفس العباءة السوداء التي كانت ترتديها عندما رأيتها تصل إلى دارف أول مرة.

لقد فكرت في أن تقييد نفسي الآن كان من أجل المصلحة العامة ، وأنه كان الثمن الذي يتعين علينا جميعًا دفعه مقابل خسارة الحرب.

بجواري ، ظل سيث واقفًا على قدميه ، متراخيًا ومحدقًا. بينما فضّل بقية الفصل الركوع ، بدا سيث متجمدًا في مكانه. أكد ظهور المنجل المفاجئ فكرة واحدة لم أكن قد خمنتها إلا الآن: لم يكن نيكو الوحيد الذي يعرف هويتي الحقيقية.

افتجأت كلتا الشابتان عندما كسر صوتي الصمت ، ورأسيهما يرتفعان للتحديق بعيون واسعة والبحث في جميع أنحاء الغرفة. رمشت عينا براير عدة مرات خلف قناعها كأنها تستيقظ من حلم طويل.

كانت سيريس تشاهد سيث كأنه مخلوقً صغير مسلي. مهما كان سبب قدومها إلى هنا ، لم أُرد أن يكون الطلاب سبباً في ذلك ، لذلك وضعت يدي على كتف سيث ودفعته ليسقط على ركبتيه.

تحرك رأس سيريس قليلاً وأنا أتحدث. تساءلت عما كانت تفكر فيه كايرا ، لكنني حافظت على صمتي.

قلت: “المنجل سيريس”. “من الجميل رؤيتك مرة أخرى.”

قامت بالإستدارة، ثم اختفت من خلال الباب الوحيد الموجود في الجدار الحجري في الجزء الخلفي من منطقة الإنطلاق. تبعتها كايرا ، لكنني بقيت في مكاني.

“الأستاذ جراي من الأكاديمية المركزية. السيدة كايرا من دم الأعلى دينوار ” قالت سيرس.

“لماذا تعتقدين أنها ساعدتك في إخفاء نفسك؟” سألت بصوت منخفض بينما مرت مجموعة من اصحاب الدم الرفيع، مرتدين ملابس زاهية لدرجة قد تظنهم طاووس. “ماذا تريد منك؟”

“تعاليا معي.”

“أوه حقا؟” سألت ، ونظرتها تتبع خط العربات الملونة ، والأقمشة ، والخيام. “أنت تعرف عني بالفعل أكثر من أي شخص آخر في العالم ، بينما أنت كتاب مغلق به صفحات غير مرتبة ، ومشفرة ، وربما مكتوبة بحبر غير مرئي …” صمتت، أعطتني نظرة ساخرة، ثم تنهدت. “ولكن، دعنا نتحدث عني. الأطفال الذين يتمتعون بدم فريترا ، الذين لديهم دم نقي بما يكفي لإظهار سحر فريترا ، ليسوا شائعين ، لكننا لسنا نادرين لدرجة أن كل واحد منا يحصل على منجله الخاص”

قامت بالإستدارة، ثم اختفت من خلال الباب الوحيد الموجود في الجدار الحجري في الجزء الخلفي من منطقة الإنطلاق. تبعتها كايرا ، لكنني بقيت في مكاني.

“لماذا تعتقدين أنها ساعدتك في إخفاء نفسك؟” سألت بصوت منخفض بينما مرت مجموعة من اصحاب الدم الرفيع، مرتدين ملابس زاهية لدرجة قد تظنهم طاووس. “ماذا تريد منك؟”

“نعم ، كل ما كانت تحتاجه هذه المحنة هو المزيد من التعقيد ،” قال ريجيس.

نظرت لي كايرا بفضول. “هل تسأل لمصلحتي ، أو مصلحتك الخاصة؟ ربما تحاول معرفة ما تريده معك على المدى الطويل؟” هزت رأسها. “ما زلت لا أصدق أنها طلبت منك أن تكون خادمها.”

اكتشاف سيريس لهويتي لم يكن مفاجئ تمامًا لأن نيكو اكتشف ذلك بالفعل  ، لكن تسائلت، لماذا سيرس تتواصل معي الآن ، وبشكل منفتح.

لم تقم بالرد ، لكنني رأيت عينيها تتجهان نحو كايرا ، وبدت أنها تعيد التفكير في كل ما كانت على وشك قوله. وأخيراً قالت فقط: “يكفي”.

حتى بعد رحيل سيريس ، كان الطلاب لا يزالون مذهولين. كانت صدمتهم وخوفهم واضحين ، في جو يعمه الصمت الذي أحدثه ظهور المنجل المفاجئ ورحيلها. حتى صوت الحشد كان مكتوماً ، كما لو كانت غير مرحب بها في هذا المكان.

“دين؟” سألت ، وأنا لست متأكدًا من أنني أرتاح إلى أين تتجه المحادثة. “إذن أنتِ لم تساعديني من طيبة قلبك فقط؟ هذا صادم…”

“براير ، أفين”.

” ربط لسانك؟” سألت ، ولم أحاول تخمين اي جزء من محادثتي مع سيريس كانت تفكر فيه. لم أستطع أن أتخيل القصة التي كانت تخلقها في ذهنها.

افتجأت كلتا الشابتان عندما كسر صوتي الصمت ، ورأسيهما يرتفعان للتحديق بعيون واسعة والبحث في جميع أنحاء الغرفة. رمشت عينا براير عدة مرات خلف قناعها كأنها تستيقظ من حلم طويل.

“ربما لا ، لكنني سأمنحك هذا الشرف مرة واحدة فقط ،” رددت ،وانا اقودها نحو المخرج.

“أنتما المسؤولتان حتى أعود ،” قلت بسرعة ، ثم خرجت وراء كييرا وسيريس.

“أنت لا تريدين مني أن أكون خادمك” ، قلت. مع الأخذ في الاعتبار نواياها وراء رغبتها. “تريدين مني أن ألفت الانتباه إلى نفسي.”

كانت المنجل صامتة وهي تقودنا عبر أنحاء المدرج. سارت كأنها تفعل ذلك لهدف ، ومع ذلك حافظت حركاتها على رشاقةِ وأناقة. ثقتها أثناء المشي لم تنكسر أبدًا ، لم تنظر إلى الوراء حتى للتأكد من أننا نتبعها. وبينما كنا نسير وراءها ، لم نر أي شخص آخر في طريقنا رغم أننا سمعنا ضجيج المسؤولين، العمال، والعبيد وهم يعملون.

همهمت كايرا بتوتر وهي تنظر إلى الأعلى لتنظر إلي. “أريدك أن تعرف أنه يمكنك الوثوق بي. من الواضح أن هناك العديد من الأشياء الرائعة التي لا أعرفها عنك ، وبناءً على ما شاهدته للتو بينك وبين المنجل فإن الأفكار الخيالية التي كانت لدي حتى الآن غير دقيقة بشكل محزن

بعد دقيقة أو دقيقتين ، لاحظت أن كييرا تراقبني من زاوية عينيها. فتحت فمها لكنها أغلقته مرة أخرى دون أن تتحدث.

نظرت في عيون المنجل سيرس، بدون إبتسام. “ماذا تريدين مني الآن يا سيريس؟”

“ما الأمر؟” سألتها ، بدا صوتي أجوفًا في الأنفاق تحت الأرض ، لكنها هزت رأسها فقط رداً على ذلك.

منظور أرثر

تحرك رأس سيريس قليلاً وأنا أتحدث. تساءلت عما كانت تفكر فيه كايرا ، لكنني حافظت على صمتي.

نظرت أنحاء النفق الخافت حيث كنا متوقفين. ينتهي النفق بتقاطع طرق أمامنا مباشرة ، حيث يقودنا الانعطاف إلى اليسار نحو ميدان القتال ومنطقة الانطلاق ، بينما يقودنا أقصى اليمين إلى الخارج.

كنت حذرًا ، لكنني لست خائفًا. على الرغم من أن سيريس كانت وغامضة جدًا بحيث لا يمكن اعتبارها حليفة ، إلا أنني لم أحسبها من بين أعدائي أيضًا. لو أرادت إيذاءي ، لقامت بذلك في كثير من الفرص قبل فيكتورياد.

لأول مرة منذ فترة ، إشتقت حقًا أن أكون ساحرا رباعي العناصر. كانت تعويذة حاجز الرياح بسيطة ستجعل المشي أكثر هدوءًا.

عندما وصلنا إلى غرفة عرض خاصة تطل على ساحة القتال ، قمت على الفور بتفحص الغرفة بحثًا عن أي تهديدات – كما لو كان هناك أي شيء أخطر من المنجل في الغرفة – ولكن لم أجد سوى صالة فخمة يمكن من خلالها مشاهدة المعارك أدناه. الديكور لم يثر اهتمامي ، ثم عاد انتباهي على الفور إلى سيريس.

قالت سيريس: “خذو راحتكم” ، نبرتها الخفيفة تتعارض مع حضورها المهيمن. لم أتحرك بعد ذلك، فلوحت لي بيد كما لو كانت تنهي حذري. “لم أحضرك إلى هنا لإيذائك ، يا جراي ، لكنك تعرف ذلك بالفعل. بالمناسبة ، تبدو بحالة جيدة. عيون ذهبية … خفية للغاية. لماذا لا تزيل هذا القناع حتى أتمكن من رؤية وجهك بشكل أفضل؟”

“نفس الشيء الذي أردته دائماً”. استدارت بإتجاه النافذة. أدناه ، كان هناك عشرات العبيد يقومون بتنظيف الفوضى التي خلفتها الذئاب ذات الأنياب السوداء. “رؤيتك تطور من قدراتك.”

قمت بما طلبته مني وقلت: “شكرًا لك على حسن الضيافة”. “مكان جميل ، وحيد بعض الشيء. أين سيلريت؟ في الخزانة ينتظر الخروج ليعطيني بعض التحذير؟”

كدت أن أختنق من الدهشة ، فاجأني السؤال جداً.

ضحكت سيريس بسعادة. “خادمي مشغول بشيء آخر في الوقت الحالي. لا توجد تحذيرات اليوم ، ولكن هذا لا يعني أنه ليس لدينا عمل لنناقشه. أنا متأكدة أنني لن أفاجئك إذا قلت لك أنني كنت أراقبك عن كثب منذ أن ظهرت بشكل جيد في ريليكتومبس”.

افتجأت كلتا الشابتان عندما كسر صوتي الصمت ، ورأسيهما يرتفعان للتحديق بعيون واسعة والبحث في جميع أنحاء الغرفة. رمشت عينا براير عدة مرات خلف قناعها كأنها تستيقظ من حلم طويل.

إندهشت كايرا ، نظرت خلفي ، ولم تنظر إلي في عيني تمامًا. “أنا آسفة ، جراي. المنجل سيريس هي مرشدتي ، كما ذكرت من قبل. في البداية بالطبع لم يكن لدي أي فكرة أنكما تعرفان بعضكما البعض ، ولكني أخبرتها عنك فقط لأنك … ” توقفت ، عضت جزء من شفتها. “فضولي ومثير للاهتمام للغاية ، ثم أرادت معرفة المزيد عنك ، وطلبت مني أن أراقبك – لكنني أخبرتك ، لذلك آمل أن تعرف أنني -”

“سأعترف ، لقد آلمني أن أراك في الجامعة لفترة طويلة وانت لا تفعل أي شيء. أستاذ” أعطتني نظرة رافضة ، كأنني أهتم لذلك.

أثناء حديثها ، لاحظت أن سيريس تنظر إلي من خلفها وتعطيني ابتسامة خجولة. تعثرت كايرا ، وقلقها يفسح المجال أمام عبوس مرتبك.

“ماذا تريدين مني؟” سألت مرة أخرى ، بحزم أكثر هذه المرة ، وقلت: “هل أحضرتني إلى هنا؟ إلى فيكتورياد؟”

“لا بأس ، كيرا. أعني ، لديك منجل قوية ومرشدة ولديها اهتمام غير عادي بي؟” أشرت إلى سيريس ، مع ابتسامة متكلفة. “لم أضغط عليك أبدًا لمزيد من التفاصيل لأنني لم أكن بحاجة إلى ذلك. لم يكن الأمر صعبًا للغاية لمعرفة ذلك.”

القدرة على تحدي الواقع بين يداي ، لكنني لم أستطع إنقاذ هؤلاء الناس.

أخذت كيرا نفسا عميقا ومررت أصابعها على خصلة من شعرها الأزرق. “شكرا لتفهمك. توقفا عن النظر لبعضكما بسخافة حالاً.”

منظور أرثر

“كايرا من الدم العلي دينوار ، هل هذه أسلوب للتحدث إلى معلمتك؟” سألت سيريس ساخرةً. “والدتك بالتبني ستفزع لو كانت هنا.”

تغير تعبير وجه سيريس.

“لقد تعاملت مع ذلك بشكل لبق. ولكن أعتقد أنه سيكون من الطفولي جدًا أن تغضب منها لعدم إخبارك ، نظراً للأكاذيب الكثيرة التي قلتها عن هويتك ، “سخر ريجيس.

وقفت سيريس. على الرغم من أنها كانت أقصر مني قليلاً ، عندما نظرت في عيني شعرت أنها قللت من شأني. “أفضل أن تخبرني بالضبط بما تنوي فعله. ربما أستطيع  المساعدة.”

هذا عادل ، فكرت مرة أخرى.وصمتتُ أيضاً.

“نعم ، حسنًا ، هذا بالتأكيد شيء لم أكن أتوقعه” ، قالت بصوت منخفض ، وهي تنوي إسماع كيرا أكثر عني.

اتكأت سيريس على الزجاج المقابل للغرفة. “لقد كبرت كما توقعت ، جراي”.

“أوه ،” سألتها ، وأنا أرفع حاجبًا . “كم عمل مما أنجزت قمتي بتوقعه  بالضبط؟”

“أوه ،” سألتها ، وأنا أرفع حاجبًا . “كم عمل مما أنجزت قمتي بتوقعه  بالضبط؟”

“لماذا تعتقدين أنها ساعدتك في إخفاء نفسك؟” سألت بصوت منخفض بينما مرت مجموعة من اصحاب الدم الرفيع، مرتدين ملابس زاهية لدرجة قد تظنهم طاووس. “ماذا تريد منك؟”

لم تقم بالرد ، لكنني رأيت عينيها تتجهان نحو كايرا ، وبدت أنها تعيد التفكير في كل ما كانت على وشك قوله. وأخيراً قالت فقط: “يكفي”.

أومأت برأسها ،”من خلال هزيمة سيلريت ثم رفض ان تكون خادمي ، فأنت ترسل رسالة واضحة للغاية.”

نظرت في عيون المنجل سيرس، بدون إبتسام. “ماذا تريدين مني الآن يا سيريس؟”

قلت: “المنجل سيريس”. “من الجميل رؤيتك مرة أخرى.”

“نفس الشيء الذي أردته دائماً”. استدارت بإتجاه النافذة. أدناه ، كان هناك عشرات العبيد يقومون بتنظيف الفوضى التي خلفتها الذئاب ذات الأنياب السوداء. “رؤيتك تطور من قدراتك.”

كانت المنجل صامتة وهي تقودنا عبر أنحاء المدرج. سارت كأنها تفعل ذلك لهدف ، ومع ذلك حافظت حركاتها على رشاقةِ وأناقة. ثقتها أثناء المشي لم تنكسر أبدًا ، لم تنظر إلى الوراء حتى للتأكد من أننا نتبعها. وبينما كنا نسير وراءها ، لم نر أي شخص آخر في طريقنا رغم أننا سمعنا ضجيج المسؤولين، العمال، والعبيد وهم يعملون.

انصرفت المنجل سيرس إلى صالة تشيز وأشارت إلى أننا يجب أن نحرك الأريكة من أمامها. لم تتردد كايرا في الاستجابة لطلب معلمتها الصامت. تحركت للوقوف خلف الأريكة ، لكنني لم أجلس ، ثم أرحت يديّ على ظهر الأريكة.

قامت بالإستدارة، ثم اختفت من خلال الباب الوحيد الموجود في الجدار الحجري في الجزء الخلفي من منطقة الإنطلاق. تبعتها كايرا ، لكنني بقيت في مكاني.

قالت سيريس ، “بخصوص القدرات” ، وهي تنظر إلى صدري، “أخبرتني كيرا أنك استبدلت قدرتك على التلاعب بالمانا مقابل فنون الأثير الغامضة التي لا تفهمها حتى.” بدت كايرا كأنها شعرت بعدم الارتياح من كلمات سيرس. “كيف حدث هذا؟ آمل ألا تضيع هديتي الأخيرة لك.”

خرجنا من الحشد ، متجهين إلى الأزقة الأقل كثافة ، على الرغم من أن هذا جعلنا عرضة للعديد من البائعين.

” مانا أوتو لم يمت على الإطلاق ، إذا سألتني” ، فكر ريجيس في ذلك ولسانه يتدلى من فمه باقتناع.

بدأ الطلاب يسقطون على ركبهم وهم يتابعون مصدر الضغط على الجدار الخلفي لمنطقة الإنطلاق ، حيث وقف شخص ذو قرون يرتدي ملابس سوداء يراقبنا. وقف ريجيس بخشونة.

أجبت: “كانت إصاباتي في الحرب كارثية” ، شعرت بوخز في جسدي عندما تذكرت إحساسي وهو ينهار بسبب الاستخدام المطول للمرحلة الثالثة من إرادة الوحش سيلفيا. “كان علي التأقلم.”

“ربما لا ، لكنني سأمنحك هذا الشرف مرة واحدة فقط ،” رددت ،وانا اقودها نحو المخرج.

“نعم ، حسنًا ، هذا بالتأكيد شيء لم أكن أتوقعه” ، قالت بصوت منخفض ، وهي تنوي إسماع كيرا أكثر عني.

قلت:  “أنا أعلم”  وأنا أبدو متعبًا فجأة  ، “لكنك ستفعلين يومًا ما.” قالت بابتسامة متكلفة: “يجب أن يكون ذلك جيدًا بما فيه الكفاية ، على ما أعتقد”. “على أي حال ، من الأفضل أن نعود إلى صفك .. مبارياتهم ستبدأ قريبًا.”

“ماذا تريدين مني؟” سألت مرة أخرى ، بحزم أكثر هذه المرة ، وقلت: “هل أحضرتني إلى هنا؟ إلى فيكتورياد؟”

اكتشاف سيريس لهويتي لم يكن مفاجئ تمامًا لأن نيكو اكتشف ذلك بالفعل  ، لكن تسائلت، لماذا سيرس تتواصل معي الآن ، وبشكل منفتح.

“سأعترف ، لقد آلمني أن أراك في الجامعة لفترة طويلة وانت لا تفعل أي شيء. أستاذ” أعطتني نظرة رافضة ، كأنني أهتم لذلك.

“ما الذي يجعلك تبتسم؟” سألت كايرا.

فكّرت في أفعالي في ألاكريا. “كما قلت ، انت قابل للتوقع. لكنك أيضًا على حق ، لقد عملت من أجل أن يكون صفك هنا.”

منظور أرثر

“لماذا؟” سألت ، محاولًا ربط هذه المعلومة الجديدة في كل شيء آخر أعرفه. “لأنني أردت أن أذكّرك من أنت ، وبما نحن نواجهه،” قالت بصوت عالٍ، وتغير حاد في النبرة عن السابق. “خططت لوجودك هنا لأطلب منك شيئًا. فكر في الأمر على أنه دفع للديون التي تدين لي بها.”

“دين؟” سألت ، وأنا لست متأكدًا من أنني أرتاح إلى أين تتجه المحادثة. “إذن أنتِ لم تساعديني من طيبة قلبك فقط؟ هذا صادم…”

بجواري ، ظل سيث واقفًا على قدميه ، متراخيًا ومحدقًا. بينما فضّل بقية الفصل الركوع ، بدا سيث متجمدًا في مكانه. أكد ظهور المنجل المفاجئ فكرة واحدة لم أكن قد خمنتها إلا الآن: لم يكن نيكو الوحيد الذي يعرف هويتي الحقيقية.

استدارت كايرا ببطء ، وهي تحدق بي بعينين واسعتين بحجم القمر المكتمل، وفكها مشدود بإحكام لدرجة أنني اعتقدت أنها ستكسر أحد أسنانها.

***

على الرغم من ذلك ، عدلت سيريس نفسها لتكون أكثر راحة وقالت: “أريدك أن تتحدى سيلريت لتكون خادمي.”

” مانا أوتو لم يمت على الإطلاق ، إذا سألتني” ، فكر ريجيس في ذلك ولسانه يتدلى من فمه باقتناع.

انفتح فم كايرا في دهشة. نزعت قناعها  ، وتركته يسقط على الأريكة بجانبها. “ماذا هذا الآن؟” قلت وانا اخفي تفاجئي بإبتسامة سخيفة. “وماذا سأكسب من القيام بذلك؟”

“لقد تعاملت مع ذلك بشكل لبق. ولكن أعتقد أنه سيكون من الطفولي جدًا أن تغضب منها لعدم إخبارك ، نظراً للأكاذيب الكثيرة التي قلتها عن هويتك ، “سخر ريجيس.

قالت: “سأفترض أن هذا سؤال بلاغي ، لأن كلانا يعرف سبب وجودك هنا حقًا”.

قال ريجيس ضاحكًا“ أخبرها . لا يهم إن كانت منجل أو أي شيء ”. “نحن لا نقلل من شأن

قالت سيريس: “خذو راحتكم” ، نبرتها الخفيفة تتعارض مع حضورها المهيمن. لم أتحرك بعد ذلك، فلوحت لي بيد كما لو كانت تنهي حذري. “لم أحضرك إلى هنا لإيذائك ، يا جراي ، لكنك تعرف ذلك بالفعل. بالمناسبة ، تبدو بحالة جيدة. عيون ذهبية … خفية للغاية. لماذا لا تزيل هذا القناع حتى أتمكن من رؤية وجهك بشكل أفضل؟”

أي شخص.”

ترجمة: NOURI Malek

“أنت لا تريدين مني أن أكون خادمك” ، قلت. مع الأخذ في الاعتبار نواياها وراء رغبتها. “تريدين مني أن ألفت الانتباه إلى نفسي.”

“هذه الخطة تبدو سيئة بالنسبة لي ، ولست متأكدًا من أنها ستفيدك أيضًا ،” قلت وأنا أشعر بالفضول بشأن إن كانت سيرس ستتخلى عن خطتها قبل أن تجعلني أؤكد نواياي.

أومأت برأسها ،”من خلال هزيمة سيلريت ثم رفض ان تكون خادمي ، فأنت ترسل رسالة واضحة للغاية.”

أثناء حديثها ، لاحظت أن سيريس تنظر إلي من خلفها وتعطيني ابتسامة خجولة. تعثرت كايرا ، وقلقها يفسح المجال أمام عبوس مرتبك.

يعرف أغرونا أنني هنا ، أدركت على وجه اليقين تمامًا ، وتساءلت عما إذا كانت سيريس قد أخبرته بنفسها. بعد كل شيء ، من يمكن ان ترسل إليه رسالة؟  لكن لديه بالفعل ما يريد ، ولم يعد يهتم بي.

“نعم ، كل ما كانت تحتاجه هذه المحنة هو المزيد من التعقيد ،” قال ريجيس.

صدمني هذا الإدراك. طوال هذا الوقت في الاكريا ، كنت أفترض دائمًا أنه سيجعلني أولوية إذا اكتشف أنني نجوت من معركتي مع نيكو وكاديل. كنت قلق من أن يركل المناجل باب فصلي أو أن يبعثوا النيران والحديد الأسود علي في رواق ويندكريست أثناء نومي.

“سأعترف ، لقد آلمني أن أراك في الجامعة لفترة طويلة وانت لا تفعل أي شيء. أستاذ” أعطتني نظرة رافضة ، كأنني أهتم لذلك.

ولكن بعد معرفة أن أغرونا لم يكتشف أنني نجوت فقط، بل كنت أعيش في أراضيه ، ولم يهتم … جعلني ذلك في صراع داخلي.

كانت سيريس تشاهد سيث كأنه مخلوقً صغير مسلي. مهما كان سبب قدومها إلى هنا ، لم أُرد أن يكون الطلاب سبباً في ذلك ، لذلك وضعت يدي على كتف سيث ودفعته ليسقط على ركبتيه.

“إذا كان أغرونا لا يعتقد أننا نشكل تهديدًا ، فهذا خطأه الغبي” ، هكذا فكر ريجيس في وهو يزمجر. “ولكن إذا كانت الإلهة ذات القرون هناك فهو يريد منا أن نكشف أنفسنا …”

قامت بالإستدارة، ثم اختفت من خلال الباب الوحيد الموجود في الجدار الحجري في الجزء الخلفي من منطقة الإنطلاق. تبعتها كايرا ، لكنني بقيت في مكاني.

جعلتني هذه الفكرة أتسائل. بينما حقيقة أن أغرونا يعرف أنني على قيد الحياة – وأين أنا – ليست جيدة، كان ريجيس على صواب. كان إقصائي خطأً منه ، وسعدت . لكن إذا لفتت انتباهه الآن ، سأظهر له قوتي قبل أن أكون جاهزًا …

قلت: “المنجل سيريس”. “من الجميل رؤيتك مرة أخرى.”

“هذه الخطة تبدو سيئة بالنسبة لي ، ولست متأكدًا من أنها ستفيدك أيضًا ،” قلت وأنا أشعر بالفضول بشأن إن كانت سيرس ستتخلى عن خطتها قبل أن تجعلني أؤكد نواياي.

وقفت سيريس. على الرغم من أنها كانت أقصر مني قليلاً ، عندما نظرت في عيني شعرت أنها قللت من شأني. “أفضل أن تخبرني بالضبط بما تنوي فعله. ربما أستطيع  المساعدة.”

“أوه ،الآن ، إجعل عقلك الذكي يعمل ،” قالت ، مع اختفاء السلطة من نبرة صوتها ، الذي كان مرة أخرى خفيفًا ومثيرًا للإزعاج. “كم من الوقت تخطط للجري والاختباء؟”

قالت سيريس: “خذو راحتكم” ، نبرتها الخفيفة تتعارض مع حضورها المهيمن. لم أتحرك بعد ذلك، فلوحت لي بيد كما لو كانت تنهي حذري. “لم أحضرك إلى هنا لإيذائك ، يا جراي ، لكنك تعرف ذلك بالفعل. بالمناسبة ، تبدو بحالة جيدة. عيون ذهبية … خفية للغاية. لماذا لا تزيل هذا القناع حتى أتمكن من رؤية وجهك بشكل أفضل؟”

بقيت كايرا هادئة وهي تجلس أمامي ، على الرغم من أنها كانت لا تزال عابسة ، كان بإمكاني رؤية الافكار المبعثرة في رأسها وهي تكافح من أجل فهم المحادثة. وقفت بشكل مستقيم ، نظرت إلى المنجل وقلت: “لن أتحدى سيلريت.”

منظور أرثر

تغير تعبير وجه سيريس.

اتكأت سيريس على الزجاج المقابل للغرفة. “لقد كبرت كما توقعت ، جراي”.

واصلت ، إتخذت قراراتي فقط كما قلت بصوت عالٍ: “لكنني ما زلت سأوصل رسالتك”.

بجواري ، ظل سيث واقفًا على قدميه ، متراخيًا ومحدقًا. بينما فضّل بقية الفصل الركوع ، بدا سيث متجمدًا في مكانه. أكد ظهور المنجل المفاجئ فكرة واحدة لم أكن قد خمنتها إلا الآن: لم يكن نيكو الوحيد الذي يعرف هويتي الحقيقية.

وقفت سيريس. على الرغم من أنها كانت أقصر مني قليلاً ، عندما نظرت في عيني شعرت أنها قللت من شأني. “أفضل أن تخبرني بالضبط بما تنوي فعله. ربما أستطيع  المساعدة.”

“نفس الشيء الذي أردته دائماً”. استدارت بإتجاه النافذة. أدناه ، كان هناك عشرات العبيد يقومون بتنظيف الفوضى التي خلفتها الذئاب ذات الأنياب السوداء. “رؤيتك تطور من قدراتك.”

“بحقكِ يا سيريس ،” قلت مع اضافة نفس التعبير المثير للإعجاب الذي قالته منذ لحظة، “إجعلي عقلكِ الذكي يعمل.”

لكن هذا لم يجعل أمر الجلوس ومشاهدة زملائي الديكاثيين يُذبحون أمراً سهلاً. بعد ذلك عمّت الهتافات من عشرات الآلاف من المتفرجين وهم يملأون المكان تمامًا.

***

قلت: “المنجل سيريس”. “من الجميل رؤيتك مرة أخرى.”

عندما سمعت خطوات كايرا تتوقف، توقفت واستدرت لأواجهها. كنا مشغولين بالأعمال الشاقة ، وكان الحجر من حولنا يهتز بضوضاء الهتاف والمعركة التي كانت الفوق. كانت تنظر كايرا إلى الأرض عند قدمي ، استطعت رؤية القليل من ملامحها خلف قناعها.

“الأستاذ جراي من الأكاديمية المركزية. السيدة كايرا من دم الأعلى دينوار ” قالت سيرس.

” ربط لسانك؟” سألت ، ولم أحاول تخمين اي جزء من محادثتي مع سيريس كانت تفكر فيه. لم أستطع أن أتخيل القصة التي كانت تخلقها في ذهنها.

“لا بأس ، كيرا. أعني ، لديك منجل قوية ومرشدة ولديها اهتمام غير عادي بي؟” أشرت إلى سيريس ، مع ابتسامة متكلفة. “لم أضغط عليك أبدًا لمزيد من التفاصيل لأنني لم أكن بحاجة إلى ذلك. لم يكن الأمر صعبًا للغاية لمعرفة ذلك.”

همهمت كايرا بتوتر وهي تنظر إلى الأعلى لتنظر إلي. “أريدك أن تعرف أنه يمكنك الوثوق بي. من الواضح أن هناك العديد من الأشياء الرائعة التي لا أعرفها عنك ، وبناءً على ما شاهدته للتو بينك وبين المنجل فإن الأفكار الخيالية التي كانت لدي حتى الآن غير دقيقة بشكل محزن

“دين؟” سألت ، وأنا لست متأكدًا من أنني أرتاح إلى أين تتجه المحادثة. “إذن أنتِ لم تساعديني من طيبة قلبك فقط؟ هذا صادم…”

نظرت أنحاء النفق الخافت حيث كنا متوقفين. ينتهي النفق بتقاطع طرق أمامنا مباشرة ، حيث يقودنا الانعطاف إلى اليسار نحو ميدان القتال ومنطقة الانطلاق ، بينما يقودنا أقصى اليمين إلى الخارج.

ضحكت سيريس بسعادة. “خادمي مشغول بشيء آخر في الوقت الحالي. لا توجد تحذيرات اليوم ، ولكن هذا لا يعني أنه ليس لدينا عمل لنناقشه. أنا متأكدة أنني لن أفاجئك إذا قلت لك أنني كنت أراقبك عن كثب منذ أن ظهرت بشكل جيد في ريليكتومبس”.

بعد إجراء بعض الحسابات السريعة حول مقدار الوقت الذي كان لدينا قبل بدء البطولة ، ابتسمت ومددت ذراعي. نظرت كايرا إليّ ثم أراحت يدها على ثنية مرفقي.

قالت كايرا وهي تبدو غاضبة: “مما يجعل الأمر أكثر إرباكًا ، على الأقل بالنسبة لي”. “لن أضغط عليك لشرح أي شيء – على الرغم من أنني سأستمع بسعادة اذا قررتِ القيام بذلك – وأعدك بأني لن استعمل ذلك ضدك”  ضحك ريجيس داخلي

قلت بضحكة خافتة: “لنذهب في نزهة ونصفِّي رؤوسنا قليلًا قبل أن نُخضع أنفسنا لملايين الأسئلة التي من المحتمل أنها تتصاعد في رؤوس طلابي”.

أجابت: “صحيح”. “كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري عندما بدأت في تدريبي ، مما جعلني ليس من دم فريترا متبنية فقط ، ولكن أيضًا محمية من طرف منجل. لقد جعل ذلك طفولتي صعبة.”

“لست متأكدة من أنني أستحق أن اَشاهد وأنا أسير جنبًا إلى جنب مع شخصية غامضة وذات علاقات جيدة مثلك بما انني شخصية رفيعة من مواليد فريترا ، ” ، قالت مازحة.

بقيت كايرا هادئة وهي تجلس أمامي ، على الرغم من أنها كانت لا تزال عابسة ، كان بإمكاني رؤية الافكار المبعثرة في رأسها وهي تكافح من أجل فهم المحادثة. وقفت بشكل مستقيم ، نظرت إلى المنجل وقلت: “لن أتحدى سيلريت.”

“ربما لا ، لكنني سأمنحك هذا الشرف مرة واحدة فقط ،” رددت ،وانا اقودها نحو المخرج.

“نعم ، حسنًا ، هذا بالتأكيد شيء لم أكن أتوقعه” ، قالت بصوت منخفض ، وهي تنوي إسماع كيرا أكثر عني.

كان الضجيج في الخارج يصم الآذان . كان التجار ووحوش المانا يصرخون ، وصاح الآلاف من الألكاريين المتحمسين  ليسمعوا بعضهم البعض.

بعد دقيقة أو دقيقتين ، لاحظت أن كييرا تراقبني من زاوية عينيها. فتحت فمها لكنها أغلقته مرة أخرى دون أن تتحدث.

خرجنا من الحشد ، متجهين إلى الأزقة الأقل كثافة ، على الرغم من أن هذا جعلنا عرضة للعديد من البائعين.

عندما سمعت خطوات كايرا تتوقف، توقفت واستدرت لأواجهها. كنا مشغولين بالأعمال الشاقة ، وكان الحجر من حولنا يهتز بضوضاء الهتاف والمعركة التي كانت الفوق. كانت تنظر كايرا إلى الأرض عند قدمي ، استطعت رؤية القليل من ملامحها خلف قناعها.

غنى رجل يرتدي قناعًا فضيًا لامعًا ، وهو يلوح لنا باتجاه عربته: “هو ، سيدي ذو العيون الذهبية ، توقف هنا لتربح سيدتك الجميلة جائزة رائعة”.

اتكأت سيريس على الزجاج المقابل للغرفة. “لقد كبرت كما توقعت ، جراي”.

انحنى رجل سمين وهو يمشي من أمامه ، ثم صرخ في وجوهنا. “أحجار كريمة! أحجار كريمة هنا! أفضل قص ، أفضل ألوان! ياقوت يتناسب مع شعر السيدة الجميل ، أو ربما ياقوت لعينيها الساحرتين.”

همهمت كايرا بتوتر وهي تنظر إلى الأعلى لتنظر إلي. “أريدك أن تعرف أنه يمكنك الوثوق بي. من الواضح أن هناك العديد من الأشياء الرائعة التي لا أعرفها عنك ، وبناءً على ما شاهدته للتو بينك وبين المنجل فإن الأفكار الخيالية التي كانت لدي حتى الآن غير دقيقة بشكل محزن

لأول مرة منذ فترة ، إشتقت حقًا أن أكون ساحرا رباعي العناصر. كانت تعويذة حاجز الرياح بسيطة ستجعل المشي أكثر هدوءًا.

نظرت في عيون المنجل سيرس، بدون إبتسام. “ماذا تريدين مني الآن يا سيريس؟”

“ما الذي يجعلك تبتسم؟” سألت كايرا.

قمت بما طلبته مني وقلت: “شكرًا لك على حسن الضيافة”. “مكان جميل ، وحيد بعض الشيء. أين سيلريت؟ في الخزانة ينتظر الخروج ليعطيني بعض التحذير؟”

عدلت وجهي. “لا شيء ، فقط أتساءل كيف أصبحت تحت وصاية سيريس.”

بجواري ، ظل سيث واقفًا على قدميه ، متراخيًا ومحدقًا. بينما فضّل بقية الفصل الركوع ، بدا سيث متجمدًا في مكانه. أكد ظهور المنجل المفاجئ فكرة واحدة لم أكن قد خمنتها إلا الآن: لم يكن نيكو الوحيد الذي يعرف هويتي الحقيقية.

“أوه حقا؟” سألت ، ونظرتها تتبع خط العربات الملونة ، والأقمشة ، والخيام. “أنت تعرف عني بالفعل أكثر من أي شخص آخر في العالم ، بينما أنت كتاب مغلق به صفحات غير مرتبة ، ومشفرة ، وربما مكتوبة بحبر غير مرئي …” صمتت، أعطتني نظرة ساخرة، ثم تنهدت. “ولكن، دعنا نتحدث عني. الأطفال الذين يتمتعون بدم فريترا ، الذين لديهم دم نقي بما يكفي لإظهار سحر فريترا ، ليسوا شائعين ، لكننا لسنا نادرين لدرجة أن كل واحد منا يحصل على منجله الخاص”

قلت: “لكنها لم تفعل ، حقًا. إنها تريدني فقط أن أحاربه ، أتتذكرين؟” .

صرخت امرأة تعرفت على كيرا ، وهي بائعة تبيع سلع جلدية باهظة الثمن ، وأعطتها كيرا تلويحاً صغيرا بينما واصلنا مسيرتنا، “ادعت أنها اختارتني بسبب كوني من دم رفيع .”

أجبت: “كانت إصاباتي في الحرب كارثية” ، شعرت بوخز في جسدي عندما تذكرت إحساسي وهو ينهار بسبب الاستخدام المطول للمرحلة الثالثة من إرادة الوحش سيلفيا. “كان علي التأقلم.”

“إذا كانت تعرف بطريقة ما؟ هل …” أشرت إلى رأسها ، حيث ظل قرونها غير مرئيين بسبب قلادة الدمعة التي كانت ترتديها حول رقبتها.

بقيت كايرا هادئة وهي تجلس أمامي ، على الرغم من أنها كانت لا تزال عابسة ، كان بإمكاني رؤية الافكار المبعثرة في رأسها وهي تكافح من أجل فهم المحادثة. وقفت بشكل مستقيم ، نظرت إلى المنجل وقلت: “لن أتحدى سيلريت.”

أجابت: “صحيح”. “كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري عندما بدأت في تدريبي ، مما جعلني ليس من دم فريترا متبنية فقط ، ولكن أيضًا محمية من طرف منجل. لقد جعل ذلك طفولتي صعبة.”

الفصول من دعم orinchi

“لماذا تعتقدين أنها ساعدتك في إخفاء نفسك؟” سألت بصوت منخفض بينما مرت مجموعة من اصحاب الدم الرفيع، مرتدين ملابس زاهية لدرجة قد تظنهم طاووس. “ماذا تريد منك؟”

انحنى رجل سمين وهو يمشي من أمامه ، ثم صرخ في وجوهنا. “أحجار كريمة! أحجار كريمة هنا! أفضل قص ، أفضل ألوان! ياقوت يتناسب مع شعر السيدة الجميل ، أو ربما ياقوت لعينيها الساحرتين.”

نظرت لي كايرا بفضول. “هل تسأل لمصلحتي ، أو مصلحتك الخاصة؟ ربما تحاول معرفة ما تريده معك على المدى الطويل؟” هزت رأسها. “ما زلت لا أصدق أنها طلبت منك أن تكون خادمها.”

تخيلت حرق الملعب بأكمله و تحويل كل من بداخله إلى رماد … لكن لم يكن هناك هتافات أو ضحكات قادمة من منطقة انطلاقنا. على الرغم من أنني لم أستطع إجبار نفسي على النظر بعيدًا عن اللحظات الأخيرة لهؤلاء الديكاثيين ، إلا أنه كان بإمكاني سماع تنفس طلابي،  وفرقعة مفاصلهم وهم يمسكون بالحواجز الحديدية ، وأصوات الاشمئزاز بينما كانت الذئاب تتغذى. ..

قلت: “لكنها لم تفعل ، حقًا. إنها تريدني فقط أن أحاربه ، أتتذكرين؟” .

بدت سيريس فريترا مختلفة كثيرًا عما كانت عليه في ذلك اليوم في ساحة المعركة ، عندما كاد أوتو أن يقتلني أنا وسيلفي. وبدلاً جنرال حرب ، بدت فخمة كإمبراطورة ترتدي ثوبًا أسود اللون ، رغم أنها كانت ترتدي نفس العباءة السوداء التي كانت ترتديها عندما رأيتها تصل إلى دارف أول مرة.

قالت كايرا وهي تبدو غاضبة: “مما يجعل الأمر أكثر إرباكًا ، على الأقل بالنسبة لي”. “لن أضغط عليك لشرح أي شيء – على الرغم من أنني سأستمع بسعادة اذا قررتِ القيام بذلك – وأعدك بأني لن استعمل ذلك ضدك”  ضحك ريجيس داخلي

قمت بما طلبته مني وقلت: “شكرًا لك على حسن الضيافة”. “مكان جميل ، وحيد بعض الشيء. أين سيلريت؟ في الخزانة ينتظر الخروج ليعطيني بعض التحذير؟”

” لكن لماذا تريد منك أن تلفت الانتباه إليك؟ ؟ ولأي غرض؟ ”

عدلت وجهي. “لا شيء ، فقط أتساءل كيف أصبحت تحت وصاية سيريس.”

حركت كايرا لسانها لثانية قبل المتابعة ، ومن الواضح أنها قالت بعض الأفكار التي كانت تزعجها هنا: “هل أنت … محظية المنجل سيريس؟”

للحظة واحدة مظلمة ، كرهتهم جميعًا.

كدت أن أختنق من الدهشة ، فاجأني السؤال جداً.

كانت سيريس تشاهد سيث كأنه مخلوقً صغير مسلي. مهما كان سبب قدومها إلى هنا ، لم أُرد أن يكون الطلاب سبباً في ذلك ، لذلك وضعت يدي على كتف سيث ودفعته ليسقط على ركبتيه.

“إنه مستوى جديد تمامًا من ‘إبقاء أعدائك أقرب’، قال ريجيس ضاحكًا.

كانت سيريس تشاهد سيث كأنه مخلوقً صغير مسلي. مهما كان سبب قدومها إلى هنا ، لم أُرد أن يكون الطلاب سبباً في ذلك ، لذلك وضعت يدي على كتف سيث ودفعته ليسقط على ركبتيه.

“لا ،” أجبت أخيرًا ، فركت مؤخرة رقبتي. “لا شيء من هذا القبيل.”

قامت بالإستدارة، ثم اختفت من خلال الباب الوحيد الموجود في الجدار الحجري في الجزء الخلفي من منطقة الإنطلاق. تبعتها كايرا ، لكنني بقيت في مكاني.

أعطتني هزة محبطة من رأسها. “إذن أنا فقط لا أفهم.”

بدأ الطلاب يسقطون على ركبهم وهم يتابعون مصدر الضغط على الجدار الخلفي لمنطقة الإنطلاق ، حيث وقف شخص ذو قرون يرتدي ملابس سوداء يراقبنا. وقف ريجيس بخشونة.

قلت:  “أنا أعلم”  وأنا أبدو متعبًا فجأة  ، “لكنك ستفعلين يومًا ما.” قالت بابتسامة متكلفة: “يجب أن يكون ذلك جيدًا بما فيه الكفاية ، على ما أعتقد”. “على أي حال ، من الأفضل أن نعود إلى صفك .. مبارياتهم ستبدأ قريبًا.”

ترجمة: NOURI Malek

“لا ،” أجبت أخيرًا ، فركت مؤخرة رقبتي. “لا شيء من هذا القبيل.”

“ما الأمر؟” سألتها ، بدا صوتي أجوفًا في الأنفاق تحت الأرض ، لكنها هزت رأسها فقط رداً على ذلك.

الفصول من دعم orinchi

وقفت سيريس. على الرغم من أنها كانت أقصر مني قليلاً ، عندما نظرت في عيني شعرت أنها قللت من شأني. “أفضل أن تخبرني بالضبط بما تنوي فعله. ربما أستطيع  المساعدة.”

“لماذا تعتقدين أنها ساعدتك في إخفاء نفسك؟” سألت بصوت منخفض بينما مرت مجموعة من اصحاب الدم الرفيع، مرتدين ملابس زاهية لدرجة قد تظنهم طاووس. “ماذا تريد منك؟”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط