تغييرات 2
– أرثر ليوين :
رفعت بعناية قرصًا صغيرًا من يدها بالنظر إلى الملمس الحريري واللون الأبيض المصفر أنا واثق من أنه منحوت من العظم.
قدت سيلفي وكايرا إلى غرفة العرش لما شعرت أنه المرة العاشرة خلال اليومين الماضيين ولم أستطع منع وميض الإنزعاج الذي مر بي، وقف إديريث وإثنين من التنانين الصغيرة الأخرى هناك بالفعل لكن شارون وويندسوم لم يصلا بعد، أستطيع أن أعرف من خلال تعبير إديريث أن بحثهم كان بلا جدوى فالأطياف الأخرين – إذا كانت رؤية سيلفي صحيحة تضمنت على الأقل بقايا مجموعتين قتاليتين – إختفوا تمامًا.
نظر إلي شارون بشكل غير مؤكد.
‘يبدو من غير المرجح أن يكونوا قد إستسلموا ببساطة وعادوا إلى المنزل’ خمنت سيلفي وسط أفكاري ‘إنهم بالتأكيد هناك ينتظرون حتى لو قمنا بتأخير هجومهم ضد شارون وإتيستين’.
لوحت كايرا للإعتذار وإنجرفت نظرتها إلى التنانين الثلاثة “أتخيل أنني سأعتاد على ذلك إذا أبقيتني لفترة كافية”.
قام شارون بتعيين ثلاثة تنانين للمساعدة في البحث داخل إتيستين والمنطقة المحيطة بها ولم يعرقل عملي بأي شكل من الأشكال، إلا أنه لم يخصص سوى القليل من الوقت الثمين لعقد مؤتمر إستراتيجي مشترك ورفض بصراحة تخصيص المزيد من الموارد لهذا الجهد.
“آسف قوة العادة” أعطيتها نظرة متأسفة.
‘يبدو الأمر كما لو أنهم يريدون هجوم الأطياف’ قال ريجيس متأملًا ‘كما لو أنهم يريدون إصطيادهم أو شيء من هذا القبيل’.
“هؤلاء الألكريان بحاجة إلى المساعدة أتفهم ترددك لكن الهجوم لم يعد موقفًا إفتراضيًا نناقشه فقد ألقوا أسلحتهم وإتخذوا منازلهم على أرض ديكاثين وخاطروا بإثارة غضب أغرونا” قلت لشارون.
هزت سيلفي رأسها وفحصت وجوه التنانين الأخرى بعناية.
“أولوداري والأطياف…” قالت الكلمات المتوترة من خلال تلك الأسنان المشدودة.
‘لا، أظن أنهم يعتقدون حقًا أن التهديد في حده الأدنى وأن وجودهم ذاته سيمنع ذلك، إنهم ليسوا أغبياء فهم يفهمون أوامرهم والخطر المحدق بهم لكنهم لا يستطيعون قبول هذا الخطر على أنه حقيقي، إن حياتهم التي قضوها في قمة القوة والسلطة بإفيوتس أقنعتهم بأنهم سينتصرون بغض النظر عما يحدث’.
“لا يمكننا أن نعرف ذلك ولكن…” أخرجت نفسًا متعبا بسبب إحباطي “ربما تكون على حق”.
“أنتم تتحدثون جميعًا في رؤوسكم مرة أخرى أليس كذلك؟” قالت كايرا بصوت منخفض بينما تسير بجانبي.
‘أولوداري…’.
“آسف قوة العادة” أعطيتها نظرة متأسفة.
‘هذا يعني على الأرجح أن هذا أمر من شأنه أن يعرض إستمرار حمايتهم للألاكريان للخطر’ أضافت سيلفي.
لوحت كايرا للإعتذار وإنجرفت نظرتها إلى التنانين الثلاثة “أتخيل أنني سأعتاد على ذلك إذا أبقيتني لفترة كافية”.
فتحت فمها لتتكلم لكن الكلمات علقت في حلقها ونظرت بعيدا.
“لا أريدك أن تشعري بأنك غير مرحب بك” أجبت بسرعة “أنا فقط أسألك عما إذا كنت ترغبين في العودة إلى معسكرات ألاكريا لأنه…” إنتقلت عيني إلى التنانين “أعلم أنك لم تحصلي على أفضل تجربة معهم حتى الآن”.
فتحت فمها لتتكلم لكن الكلمات علقت في حلقها ونظرت بعيدا.
“لقد أرسلتني السيدة سيريس إلى هنا كممثلة عنها لذا ضع تجربتي الشخصية جانبًا سأبقى للوفاء بهذا الواجب” أعطتني كايرا إبتسامة ساخرة.
عدنا إلى الهدوء المتوتر حتى وصل شارون بعد بضع دقائق وتجول في غرفة العرش بشكل عرضي كما لو أنه في الخارج يتنزه على مهل بعد الظهر، بقي كورتيس غلايدر يسير بجانبه ولوح لي – وإن لم يكن ودودًا بشكل خاص – عندما رآني أنتظر.
بعض الحقائق الصغيرة التي قرأتها منذ فترة طويلة قفزت إلى صدارة ذهني “الاخير؟ أليس هناك خمسة ثم السيادي الأعلى نفسه؟”.
“لا يوجد حتى الآن أي مؤشر على وجود أي نشاط آخر للأطياف” أكد إديريث لشارون على الفور ولفت الإنتباه “مع كل الإحترام سيدي أعتقد أننا نضيع وقتنا”.
تبادل التنينان نظرة غير قابلة للقراءة وبعض الأفكار الخفية تمر بينهما.
توقف شارون وإبتسم مشبكا يديه خلف ظهره ثم أومأ برأسه وكأنه توقع هذا الخبر “يبدو أن إعدامك لكشافهم قد أنهى هذا التهديد يا أرثر فقد بحثت في نصف سابين حتى الآن، نظرًا لأن عنصر المفاجأة لم يعد في مصلحتهم أعتقد أنه من الآمن أن نقول إن فريق الأطياف قد ألغى هذا الهجوم”.
“إلى جانب ذلك بدأ البحث في جذب إنتباه السكان” قال كورتيس “لقد لاحظ الناس وجودك يا أرثر وهو يثير كل أنواع الشائعات المقلقة بعد الإنفجار خارج المدينة”.
“لا يمكننا أن نعرف ذلك ولكن…” أخرجت نفسًا متعبا بسبب إحباطي “ربما تكون على حق”.
ضاقت عيني بينما أنظر إليها ولاحظت أنها تكذب لكن ليس علي إنها لا تريد أن تعرف التنانين ما قاله الأطياف حقًا.
تلك بالطبع مشكلة الرؤى المستقبلية فقد بذلت العجوز رينيا قصارى جهدها لحفر الحقيقة في ذهني وهي أن الرد على رؤاها وتغيير ما تنبأت به يحمل في طياته مخاطر متأصلة.
‘حسنًا أنت تعرف ما يقولون: الجندي الذي لا يخطئ أبدًا يتلقى أوامره من شخص يخطئ’ أضاف ريجيس.
“إلى جانب ذلك بدأ البحث في جذب إنتباه السكان” قال كورتيس “لقد لاحظ الناس وجودك يا أرثر وهو يثير كل أنواع الشائعات المقلقة بعد الإنفجار خارج المدينة”.
نظرت إلى كورتيس وتذكرت الرؤية فقد دفعني مشاهدة مقتل آل غلايدر إلى التصرف بتهور لكنني لم أندم على ذلك، مع عدم وجود طريقة لمعرفة متى سيحدث الهجوم فإن التأخير يهدد بالسماح لهذا المستقبل بأن يصبح حقيقة، من ناحية أخرى فإن الإنتظار لوضع فخ من الممكن أن يكلفني أيامًا أو حتى أسابيع من الوقت الثمين، بمجرد أن إكتشفت بالفعل مستكشف الأطياف فات وقت فعل أي شيء سوى المطاردة.
‘أولوداري…’.
‘لا تكن قاسيًا على نفسك’ قالت سيلفي ‘قد يكون الإدراك المتأخر مثاليًا ولكن حتى الرؤى لا يمكنها مساعدتنا في رؤية جميع النتائج’.
أشار شارون إلى ويندسوم طلباً للهدوء ثم تنهد وأومأ برأسه “سأرسل تنينين وأقوم بتعديل مسارات الدوريات عبر غابة الوحوش لكننا سنراقب هؤلاء “اللاجئين” بقدر ما نحميهم”.
‘حسنًا أنت تعرف ما يقولون: الجندي الذي لا يخطئ أبدًا يتلقى أوامره من شخص يخطئ’ أضاف ريجيس.
تصلبت عيون شارون ومن خلال الندوب رأيت فجأة شبهه بكيزيس “بدلاً من ذلك ماذا سيحدث إذا قمنا بشكل إستباقي بالقضاء على الخطر المحتمل الذي يشكله هؤلاء اللاجئون”.
‘لست متأكدًا من أن هذا ذو صلة’ فكرت مرة أخرى.
“والتنانين في الدورية؟” سألت بأذرع متقاطعة “كم لديك؟ لا يبدو أن كيزيس أرسل الكثير منهم؟ هل أنت على إستعداد للسماح لأتباعك بأن يتم إنتقائهم واحدًا تلو الآخر؟”.
‘ليس كذلك أردت فقط أن الإنضمام لأننا نوزع القليل من الحكمة كما تعلم؟’ ظل ريجيس يدور حول نواتي وشكله غير المادي يدندن بتسلية.
جلست كايرا متصلبة في أقصى نهاية الأريكة بعيدًا عن شارون لتتحرك سيلفي وتجلس بجوارها مستخدمة جسدها كدرع، شعرت بأن كايرا تسترخي على الفور وعلي أن أقدّر النعمة الإجتماعية التي منحتها لي.
قمت بقمع تنهيدتي وأعدت إنتباهي إلى شارون.
تلك بالطبع مشكلة الرؤى المستقبلية فقد بذلت العجوز رينيا قصارى جهدها لحفر الحقيقة في ذهني وهي أن الرد على رؤاها وتغيير ما تنبأت به يحمل في طياته مخاطر متأصلة.
“والآن يا أرثر كنت أتمنى أن يكون لدينا بعض الوقت للتحدث على إنفراد فقد أبقيتم أنفسكم مشغولين للغاية ولم يكن لدي أي وقت على الإطلاق للتحدث مع إبنة عمي” رفع شارون يده عندما حاولت الرد وأوقفني “لن أسحب التنانين الإضافية التي أحضرتها إلى إتيستين حتى الآن ولكن أعتقد أن المدينة يمكن أن تعيش بدونك أنت وسيلفي لبضع ساعات”.
“لا شيء بهذه الفظاظة” قاطعني شارون بإبتسامة عريضة “لكن من المهم أن يكون لدى الديكاثينيين أمل فما الفائدة من الحفاظ على سلامتهم إذا إستسلموا هم أنفسهم للظلام المرير والعيش بدون إيمان بمستقبلهم؟ أما بالنسبة لشعبيتك…” إشتدت إبتسامته أكثر وبدا متألمًا تقريبًا “لقد رأى كيزيس أن الولاء المنقسم بينكما كونك الوصي المؤله وأقاربي من شأنه أن يولد العداء بين الديكاثينيين لذا حاولنا إسكات ذلك من خلال تعزيز قيادة أشخاص مثل الإخوة غلايدرز”.
في النهاية كل ما أمكنني فعله هو الموافقة.
إستغرق الأمر منها لحظة لتلاحظ ذلك ولكن عندما فعلت تجعد أنفها بإشمئزاز واضح، مدت يدها نحو الزجاج وإعتقدت للحظة أنها ستسقطه من يد شارون لكن يبدو أنها أدركت ما تفعله وتراجعت مرة أخرى.
أُعيد إديريث إلى مهامه وودعنا كورتيس جميعًا بينما يسرع لحضور إجتماع آخر.
نظرت إليّ ليرا درايد بعينين محاطتين باللون الأحمر وكتفيها يرتفعان وينخفضان مع كل نفس بالكاد يتم التحكم فيه، خطت خطوتين متوقفتين إلى داخل الغرفة وقدماها تجران عبر الرخام من الواضح أنها منهكة وتوقيع المانا الخاص بها ضعيف.
قدم شارون ذراعه إلى سيلفي وقاد الطريق مطلقًا ثرثرة لا معنى لها حول حالة المدينة والقارة وما يفكر فيه بدءًا من الناس وحتى الطعام وغيرها من القيل والقال….
مررت إبهامي على السطح الأملس متتبعًا النتوءات التي حُفرت فيها الحروف الرونية.
غرفة الرسم التي قادنا إليها فخمة بلا داعٍ ومن الواضح أنها تعود إلى فترة ما قبل الحرب، تركنا البنية الدفاعية للمدينة والقصر للحظات عندما دخلنا الغرفة البيضاء والذهبية وكلها موينة بخطوط ناعمة ببذخ، بدا الأثاث كما لو أنه نادرًا ما يستخدم والسجاد الفخم مشرق كما لو أنه تم نسجه في هذا الصباح، على الرغم من أن المدفأة الكبيرة المفتوحة تحترق إلا أنه لم تكن هناك لطخة من الأوساخ أو الرماد على الموقد فقط الأسطح البيضاء.
ترجمة : Ozy.
وقف ويندسوم وظهره إلى المدفأة يراقبنا بهدوء عندما دخلنا ويبدو أنه يئس من محاولته إجبار سيلفي على العودة فورًا إلى إفيوتس، أنا متأكد من أنه تواصل بالفعل مع سيده للحصول على التعليمات لكن إذا حاول كيزيس التسبب بمشكلة… حسنًا لست متأكدًا تمامًا مما سأفعله بعد.
“لا أريدك أن تشعري بأنك غير مرحب بك” أجبت بسرعة “أنا فقط أسألك عما إذا كنت ترغبين في العودة إلى معسكرات ألاكريا لأنه…” إنتقلت عيني إلى التنانين “أعلم أنك لم تحصلي على أفضل تجربة معهم حتى الآن”.
ما زلت لم أفهم شارون هل هو عقلاني أو أكثر صبرًا وأقل وضوحًا في تلاعبه من ويندسوم، إن عدم التأكد من ذلك جعلني أكثر حذرًا من هذا التنين المجروح بدلا من متبجح مثل فاجراكور رغم أنه حليف مثير للإهتمام.
“هذيان شخص مصاب بجنون العظمة” قال ويندسوم ولوح بعيدًا على كلمات ليرا “إنه لا يقدم أي تلميح عن سبب قيام أغرونا بمطاردته وربما هو مخطئ؟ إذا كان هو آخر السياديين فمن المحتمل أن رؤية الآخرين يسقطون واحدًا تلو الآخر دفعه إلى الجنون اليائس”.
‘إذا كان مدفوع بشيء آخر غير الولاء الأعمى لكيزيس فيمكننا أن نكسب الكثير من خلال العمل معه’ فكرت بينما أنظر إلى ظهره.
“لم يظهر السيادي خيرنوس علنًا منذ عقود حيث يُشار إليه أحيانًا بشكل غير مهذب بالسيادي غير المرئي…” أجابت كايرا.
أثبت الولاء بالفعل أنه مشكلة صعب التعامل معها حيث إتخذت كاثيلن وكورتيس غلايدر موقفًا مثيرًا للقلق جعلني لا أشعر بالإرتياح إزاء مدى قربهم من شارون وجنوده.
غرفة الرسم التي قادنا إليها فخمة بلا داعٍ ومن الواضح أنها تعود إلى فترة ما قبل الحرب، تركنا البنية الدفاعية للمدينة والقصر للحظات عندما دخلنا الغرفة البيضاء والذهبية وكلها موينة بخطوط ناعمة ببذخ، بدا الأثاث كما لو أنه نادرًا ما يستخدم والسجاد الفخم مشرق كما لو أنه تم نسجه في هذا الصباح، على الرغم من أن المدفأة الكبيرة المفتوحة تحترق إلا أنه لم تكن هناك لطخة من الأوساخ أو الرماد على الموقد فقط الأسطح البيضاء.
‘الأن؟’ أرسلت سيلفي للرد على أفكاري ‘تذكر لقد مرت أشهر بالنسبة لهم وقدرات التنانين في الإقناع أقوى بكثير مما يستطيع معظم البشر التعامل معه’.
إنحنت كايرا إلى الأمام على مرفقيها وعيناها الياقوتيتين موجهتان نحو التنين “وماذا عن أهل هذه الأرض؟ ما الذي يمنع الأطياف من شن ضربات كر وفر عبر ديكاثين لزرع الفتنة والفوضى؟، لا تنسى سبب وجودنا هنا – منع مهاجمة الألكريان الذين تم إرسالهم إلى الأراضي القاحلة خلف الجبال – لا تزال سيريس بحاجة إلى مساعدة التنانين لضمان الدفاع عن معسكرات ألالكريان”.
‘يبدو أنهم مسحورون بهم بشكل مثير للمشاكل’ أضاف ريجيس في إشارة إلى آل غلايدرز.
“نحن في إجتماع” سخر ويندسوم محدقا في كاثيلن التي تراجعت “لماذا سمحت لبيدق فريترا لتقدم عميقًا داخل القصر؟”.
‘سنرى’ أجبت.
“لقد كانوا هناك لأنني قمت بصد الهجوم على إتيستين” أكملت كلامها.
“سيدة سيلفي أعتذر لأن موقف الأطياف هذا قد أخر فرصتنا في التحدث بشكل صحيح” قال شارون مغلقا باب غرفة الرسم خلفنا “لقد كنت أتطلع إلى فرصة مقابلتك مرة أخرى منذ أن علمت ببقائك على قيد الحياة… يُنظر إليك على أنك شخص غامض بين العشيرة على الأقل قبل الأحداث الأخيرة”.
أصبحت إبتسامة شارون دافئة وحزينة قليلاً “صحيح وإن لم تكن طريقة مهذبة لصياغة الأمر فهناك الكثير من بين العشيرة الذين إستائوا من قبضة اللورد إندراث المحكمة عليك، أعتقد أنك كنت ستجدين عشيرتك متقبلة تمامًا لوجودك لو سمح لك ومع ذلك لم يؤدي فعله إلا إلى تعزيز غموضك” ضحك بخفة “عندما علمت عن وفاتك… حسنًا كانت ضربة قوية لعشيرة إندراث”.
سمحت لسيلفي بأخذ زمام المبادرة في المحادثة لأنني أعلم أنني أقاوم التنانين بشدة خلال الأيام القليلة الماضية محاولًا فرض التوازن بيني وبينهم، سيلفي في وضع أفضل للتحدث على قدم المساواة مستفيدة من علاقتها بكيزيس كما سمح لنا الإرتباط بين عقولنا بالتحدث كشخص واحد عند الضرورة وتغذية معرفة بعضنا البعض مع كل إجابة.
–+–
“أصبح ذلك واضحًا بالنسبة لي عندما تدربنا أنا وأرثر في إفيوتس” قالت سيلفي بخفة وتحركت في جميع أنحاء الغرفة كأنها تُعجب بالديكور “لقد عزلني كيزيس عن الكثير من الأمور لإبقائي مركزة على التدريب لكنني لم أتجاهل التحديق والهمسات، سلالة مختلطة – التنين والبازيليسك – وُلِدت خارج إفيوتس ومرتبطة بإنسان؟ أنا شخص غريب لم تتخيله إفيوتس قط أو هكذا قيل لي”.
“لم يظهر السيادي خيرنوس علنًا منذ عقود حيث يُشار إليه أحيانًا بشكل غير مهذب بالسيادي غير المرئي…” أجابت كايرا.
أصبحت إبتسامة شارون دافئة وحزينة قليلاً “صحيح وإن لم تكن طريقة مهذبة لصياغة الأمر فهناك الكثير من بين العشيرة الذين إستائوا من قبضة اللورد إندراث المحكمة عليك، أعتقد أنك كنت ستجدين عشيرتك متقبلة تمامًا لوجودك لو سمح لك ومع ذلك لم يؤدي فعله إلا إلى تعزيز غموضك” ضحك بخفة “عندما علمت عن وفاتك… حسنًا كانت ضربة قوية لعشيرة إندراث”.
‘يبدو أنهم مسحورون بهم بشكل مثير للمشاكل’ أضاف ريجيس في إشارة إلى آل غلايدرز.
إستمعت بإهتمام مستغرقًا في محادثتهم ولم أهتم كثيرًا بما فكرت به التنانين الأخرى بشأن سيلفي، إنها شريكتي في المقام الأول ونسبها المختلط لكونها حفيدة أقوى أزوراس في إفيوتس هي فكرة غير مهمة.
“كما ترى من الواضح أن شائعات وفاتي مبالغ فيها” قالت سيلفي وفي نبرتها لمسة من الفكاهة على الرغم من إبتعاد أفكارها عن ما حدث بعد أن ضحت بنفسها من أجلي “أنا أقدر ما قلته بالرغم من ذلك… لأكون صادقة لم أفكر كثيرًا في علاقتي مع بقية العشيرة” إنحنت على ظهر الأريكة وألقت نظرة عليّ “لقد كنا مشغولين جدًا بخوض الحرب”.
تبادل التنينان نظرة غير قابلة للقراءة وبعض الأفكار الخفية تمر بينهما.
“من فضلك إجعلي نفسك مرتاحة فلدينا الكثير لنتحدث عنه وليس هناك حاجة إلى أن نكون رسميين جدًا أثناء القيام بذلك” طهر شارون حلقه وإنتقل إلى كرسي ذو ظهر مرتفع مع أوراق ذهبية مطرزة لأعلى ولأسفل الذراعين.
“بالطبع” أعطتني كايرا نظرة غريبة ومتوترة لكنها سرعان ما أخفتها.
جلست كايرا متصلبة في أقصى نهاية الأريكة بعيدًا عن شارون لتتحرك سيلفي وتجلس بجوارها مستخدمة جسدها كدرع، شعرت بأن كايرا تسترخي على الفور وعلي أن أقدّر النعمة الإجتماعية التي منحتها لي.
“لا أعرف” نظرت لها ليرا كأنها تراها للمرة الأولى.
إختار ريجيس تلك اللحظة ليظهر من خلال الظلال الناعمة حول قدمي ويتجه إلى كايرا ثم يجلس بجانبها الآخر على حافة الأريكة، نظرًا لعدم قدرته على مساعدة نفسه إستدار وأطلق نظرة خاطفة على ويندسوم قبل أن يستقر بشكل خطير.
أخذت كايرا التي إنتظرت وشاهدت بينما لا تزال متحجرة تستمع إلى شرح الخادم نفسًا مرتجفا “هل أقاربي أحياء؟”.
تظاهر ويندسوم الذي بقي بجوار النار بعدم ملاحظة ذلك.
“الأكلوريت الواعي المولود من الأثير” قام شارون بفحص ريجيس بعناية “أنتم الثلاثة فريدون على المستوى الفردي والجماعي أليس كذلك؟”.
غرفة الرسم التي قادنا إليها فخمة بلا داعٍ ومن الواضح أنها تعود إلى فترة ما قبل الحرب، تركنا البنية الدفاعية للمدينة والقصر للحظات عندما دخلنا الغرفة البيضاء والذهبية وكلها موينة بخطوط ناعمة ببذخ، بدا الأثاث كما لو أنه نادرًا ما يستخدم والسجاد الفخم مشرق كما لو أنه تم نسجه في هذا الصباح، على الرغم من أن المدفأة الكبيرة المفتوحة تحترق إلا أنه لم تكن هناك لطخة من الأوساخ أو الرماد على الموقد فقط الأسطح البيضاء.
“هل فكرت في الحالات الطارئة المناسبة فيما يتعلق بالأطياف؟” سألت جالسا على حافة أريكة فخمة “حتى لو إنسحبوا من إتيستين وألغوا هجومهم عليك فمن المؤكد أنهم لا يزالون في ديكاثين” وبعد النظر في كلامي بعناية أضفت “من يعرف كم عددهم؟ بالتأكيد أكثر من مجموعة قتالية واحدة”.
“والتنانين في الدورية؟” سألت بأذرع متقاطعة “كم لديك؟ لا يبدو أن كيزيس أرسل الكثير منهم؟ هل أنت على إستعداد للسماح لأتباعك بأن يتم إنتقائهم واحدًا تلو الآخر؟”.
بدا أن شارون يفكر مليًا في إجابته قبل أن يقول أخيرًا “إذا هاجمني الأطياف أو الأوصياء الآخرين بشكل مباشر فأنا واثق من أننا سنكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا” وتابع بعد رؤية النظرة المتخوفة على وجهي “أفهم أن أغرونا يصف هؤلاء الأطياف بأنهم قتلة الأزورس ولا شك في أنهم قادرون بمعايير أقل لكنني أؤكد لك أنني لست الفريسة التي تم تربيتها لإصطيادها”.
إبتلعت لعابها بشدة ونظرت إلى التنين ثم ركزت علي “أعتذر أيها الوصي لم يكن هذا هو الحال…لم يكن…”.
“والتنانين في الدورية؟” سألت بأذرع متقاطعة “كم لديك؟ لا يبدو أن كيزيس أرسل الكثير منهم؟ هل أنت على إستعداد للسماح لأتباعك بأن يتم إنتقائهم واحدًا تلو الآخر؟”.
‘على الرغم من كل الخير الذي يبدو أن حمايتهم تقدمه لهم’ رد ريجيس.
أومأ شارون برأسه قليلاً بينما أتحدث “أنا أقدر الخطر هناك وسوف أقوم بتعديل الدوريات لضمان تحرك أتباعي في أزواج وإذا دعت الحاجة فيمكنهم التراجع وطلب تعزيزات إضافية” أمال رأسه قليلا “هل يرضيك هذا؟”.
ساد الصمت في الغرفة للحظة ثم واصلت ليرا قصتها وصوتها مشدود بالعاطفة المكبوتة “لم تكن الأطياف بعيدة عن أولوداري… أربعة منهم قاتلوا ودمروا القرية… ولقي الكثير من الناس حتفهم” إندفعت نظرة ليرا التي إنجرفت إلى الأرض واليأس مكتوب على خطوط وجهها “أنت يا أرثر لقد ألقوا اللوم عليك…”.
إنحنت كايرا إلى الأمام على مرفقيها وعيناها الياقوتيتين موجهتان نحو التنين “وماذا عن أهل هذه الأرض؟ ما الذي يمنع الأطياف من شن ضربات كر وفر عبر ديكاثين لزرع الفتنة والفوضى؟، لا تنسى سبب وجودنا هنا – منع مهاجمة الألكريان الذين تم إرسالهم إلى الأراضي القاحلة خلف الجبال – لا تزال سيريس بحاجة إلى مساعدة التنانين لضمان الدفاع عن معسكرات ألالكريان”.
“بغض النظر” دخلت كايرا في لحظة الصمت القصيرة التي أعقبت خطاب شارون “يبدو أن إستراتيجية سيدك تعتمد على مجرد وجودك كعامل ردع ولكن ما تعلمناه يثبت أن هذه الإستراتيجية قد فشلت بالفعل، نحن هنا منذ أكثر من يومين وما زلت لم تشرح ما ستفعله للمساعدة في حماية لاجئي ألاكريا في إيلينوار”.
إرتفعت حواجب شارون وظهرت إبتسامة ساخرة على زاوية فمه “تتحدثين مثل الألكريان الحقيقي ولعل ما تقترحينه هو إحتمال على الرغم من أن أغرونا لم يستخدم أبدًا أقوى أدواته في مثل هذه الأعمال الوضيعة من قبل، أما بالنسبة للوفيات بين المدنيين فإن أوامر اللورد إندراث هي منع قوات أغرونا من زعزعة إستقرار هذه القارة أو تدميرها، يظل تركيزنا على حماية المدن الأكبر والأكثر نفوذا والنبلاء الذين يحكمونها فلم يكن إتفاقنا بأننا سنحاول حماية كل حياة ديكاثينية”.
فتحت فمها لتتكلم لكن الكلمات علقت في حلقها ونظرت بعيدا.
“هيا” قلت بينما أميل إلى الأمام وأضم أصابعي معًا “لقد بذلت قصارى جهدك لإشراك نفسك مع الشعب الديكاثيني رغم أن كل ما طلبته هو أن يساعدني كيزيس في حماية هذه القارة، بإمكانك فعل ذلك من وراء الكواليس لكنك إخترت العمل مباشرة مع الناس وبناء العلاقات والثقة” توقفت للحظة ثم خاطرت “من الواضح أنك تدفع لإبعاد الرأي العام عني وتوجيهه نحو التنانين وحلفائك – مثل آل غلايدرز، إذا سمحت للأطياف بالتجول بحرية ومهاجمة القارة فماذا سيحدث للنية الطيبة التي تحاول تعزيزها؟”.
أوقفه هذا السؤال ولم يجب شارون على الفور لذلك تدخل ويندسوم نيابة عنه “لقد أرشدت شعب ديكاثين جيلاً بعد جيل وسعينا دائمًا إلى التأكد من أنهم على قدم المساواة مع شعب أغرونا وهذا ما نحاول القيام به الأن”.
أومأت برأسها أخيرًا وتحركت شبه متعثرة نحو أقرب كرسي قبل أن تسقط عليه ووجهها بين يديها “لقد هزموه وأخذوه بعيدا كما أعطوا سيريس تحذيرا”.
نظرت إلى كايرا وسيلفي لمطابقة النظرات مع ويندسوم “لقد ركزت القوة في عدد قليل من العائلات التي يمكنك السيطرة عليها وأعقت نمونا من خلال قطع الرماح الأثرية بصمت، هذا اللعب من أجل الإدراك العام أمر جديد ماذا ستستفيد منه؟ من المؤكد أنها أكثر من مجرد قصص قديمة عن آلهة تكتسب القوة من خلال إيمان رعاياها؟” أضفت بنبرة لاذعة ولكن متسلية.
“نحن في إجتماع” سخر ويندسوم محدقا في كاثيلن التي تراجعت “لماذا سمحت لبيدق فريترا لتقدم عميقًا داخل القصر؟”.
“لا شيء بهذه الفظاظة” قاطعني شارون بإبتسامة عريضة “لكن من المهم أن يكون لدى الديكاثينيين أمل فما الفائدة من الحفاظ على سلامتهم إذا إستسلموا هم أنفسهم للظلام المرير والعيش بدون إيمان بمستقبلهم؟ أما بالنسبة لشعبيتك…” إشتدت إبتسامته أكثر وبدا متألمًا تقريبًا “لقد رأى كيزيس أن الولاء المنقسم بينكما كونك الوصي المؤله وأقاربي من شأنه أن يولد العداء بين الديكاثينيين لذا حاولنا إسكات ذلك من خلال تعزيز قيادة أشخاص مثل الإخوة غلايدرز”.
“آسف قوة العادة” أعطيتها نظرة متأسفة.
أومأت برأسي ولم أقتنع بكلمة مما قاله شارون لأن عذره منطقي ومعقول بقدر ما هو هراء تام لكنني لم أشعر بأي رغبة في محاربته حول هذا الموضوع، إن دوافعي لكي أصبح أقوى لم تتضمن قط عبادة شعب ديكاثين لي وكنت أقاوم بقوة “التأليه” الذي ذكره شارون.
إستغرق الأمر منها لحظة لتلاحظ ذلك ولكن عندما فعلت تجعد أنفها بإشمئزاز واضح، مدت يدها نحو الزجاج وإعتقدت للحظة أنها ستسقطه من يد شارون لكن يبدو أنها أدركت ما تفعله وتراجعت مرة أخرى.
“بغض النظر” دخلت كايرا في لحظة الصمت القصيرة التي أعقبت خطاب شارون “يبدو أن إستراتيجية سيدك تعتمد على مجرد وجودك كعامل ردع ولكن ما تعلمناه يثبت أن هذه الإستراتيجية قد فشلت بالفعل، نحن هنا منذ أكثر من يومين وما زلت لم تشرح ما ستفعله للمساعدة في حماية لاجئي ألاكريا في إيلينوار”.
إستدرت نحو الباب وقمت مرة أخرى بالضغط على القطعة الأثرية لقياس موقع إستجابة الرنين البعيدة.
“أنت على حق”.
“لا يمكننا أن نعرف ذلك ولكن…” أخرجت نفسًا متعبا بسبب إحباطي “ربما تكون على حق”.
سخر ويندسوم لكن شارون بقي أكثر تحفظًا في رده حيث قال ذلك فقط وإنتظرنا منه أن يستمر لكنه لا يبدو عازما على إضافة أي شيء، من خلال الصمت الذي أعقب ذلك شعرت بتوقيعات مانا متعددة تتحرك بشكل هادف نحو غرفة الرسم وقد لاحظ شارون وويندسوم ذلك أيضًا.
“لم يظهر السيادي خيرنوس علنًا منذ عقود حيث يُشار إليه أحيانًا بشكل غير مهذب بالسيادي غير المرئي…” أجابت كايرا.
تحرك ويندسوم نحو الباب.
“آسف قوة العادة” أعطيتها نظرة متأسفة.
“هنا؟” قال صوت أنثوي غني مذعور وإندفع عبر باب غرفة الرسم إلى الداخل.
‘حسنًا أنت تعرف ما يقولون: الجندي الذي لا يخطئ أبدًا يتلقى أوامره من شخص يخطئ’ أضاف ريجيس.
نظرت إليّ ليرا درايد بعينين محاطتين باللون الأحمر وكتفيها يرتفعان وينخفضان مع كل نفس بالكاد يتم التحكم فيه، خطت خطوتين متوقفتين إلى داخل الغرفة وقدماها تجران عبر الرخام من الواضح أنها منهكة وتوقيع المانا الخاص بها ضعيف.
نظرت إلى كورتيس وتذكرت الرؤية فقد دفعني مشاهدة مقتل آل غلايدر إلى التصرف بتهور لكنني لم أندم على ذلك، مع عدم وجود طريقة لمعرفة متى سيحدث الهجوم فإن التأخير يهدد بالسماح لهذا المستقبل بأن يصبح حقيقة، من ناحية أخرى فإن الإنتظار لوضع فخ من الممكن أن يكلفني أيامًا أو حتى أسابيع من الوقت الثمين، بمجرد أن إكتشفت بالفعل مستكشف الأطياف فات وقت فعل أي شيء سوى المطاردة.
“ماذا حدث؟” وقفت من مقعدي.
إستمعت بإهتمام مستغرقًا في محادثتهم ولم أهتم كثيرًا بما فكرت به التنانين الأخرى بشأن سيلفي، إنها شريكتي في المقام الأول ونسبها المختلط لكونها حفيدة أقوى أزوراس في إفيوتس هي فكرة غير مهمة.
فتحت فمها لتتكلم لكن الكلمات علقت في حلقها ونظرت بعيدا.
سخر ويندسوم لكن شارون بقي أكثر تحفظًا في رده حيث قال ذلك فقط وإنتظرنا منه أن يستمر لكنه لا يبدو عازما على إضافة أي شيء، من خلال الصمت الذي أعقب ذلك شعرت بتوقيعات مانا متعددة تتحرك بشكل هادف نحو غرفة الرسم وقد لاحظ شارون وويندسوم ذلك أيضًا.
وقفت كاثيلن بشكل غير مؤكد في القاعة خلفها “لقد طارت مدعية أن الأمر عاجل…”.
‘يبدو أنهم مسحورون بهم بشكل مثير للمشاكل’ أضاف ريجيس في إشارة إلى آل غلايدرز.
“نحن في إجتماع” سخر ويندسوم محدقا في كاثيلن التي تراجعت “لماذا سمحت لبيدق فريترا لتقدم عميقًا داخل القصر؟”.
مددت يدي فأخذها بقوة “هلا ساعدت ليرا دريد وكايرا ليصلا إلى هناك بأمان أيضا؟”.
“هدوء” قال شارون بهدوء “لقد كان هناك هجوم أليس كذلك؟” توجهت نظراته نحوي مثلما توجهت تظرتي إليه وتواصلت أعيننا للحظة واحدة.
“الأطياف…” قلت والكلمات كادت أن تكون بمثابة تأوه عندما هربت من شفتي.
“من فضلك إجعلي نفسك مرتاحة فلدينا الكثير لنتحدث عنه وليس هناك حاجة إلى أن نكون رسميين جدًا أثناء القيام بذلك” طهر شارون حلقه وإنتقل إلى كرسي ذو ظهر مرتفع مع أوراق ذهبية مطرزة لأعلى ولأسفل الذراعين.
هزت ليرا رأسها ثم أومأت مغمضة عينيها بإحكام وكشفت أسنانها في زمجرة حيوانية.
“لا أعرف” نظرت لها ليرا كأنها تراها للمرة الأولى.
“أولوداري والأطياف…” قالت الكلمات المتوترة من خلال تلك الأسنان المشدودة.
تبادل التنينان نظرة غير قابلة للقراءة وبعض الأفكار الخفية تمر بينهما.
“أولو… داري؟” شعرت أن حواجبي تضغط معًا في إرتباك.
“لا أستطيع أن أكون متأكدًا لكن البازيليسك لم يكن مخلصًا أبدًا ليس لأنفسهم أو للأزورس الأخرين” قال شارون بعد لحظة.
“أحد سيادي أغرونا” ردت كايرا بوجه شاحب وعيناها الحمراوان مثبتتان على ليرا نصف الواقفة ثم غاصت ببطء مرة أخرى على الأريكة ويداها تلامسان وجهها.
قدم شارون ذراعه إلى سيلفي وقاد الطريق مطلقًا ثرثرة لا معنى لها حول حالة المدينة والقارة وما يفكر فيه بدءًا من الناس وحتى الطعام وغيرها من القيل والقال….
“هل هناك سيادي هنا في ديكاثين؟” شعرت بأنني في حالة من عدم الإرتياح وكأنني أفتقد بعض السياق المهم لهذه المحادثة “ليرا أريدك أن تركزي وتخبريني بما حدث من فضلك” أضفت بهدوء أكثر.
“هذا ما سنفعله أيها الحارس”.
إنتقل شارون إلى رف منخفض على طول أحد الجدران حيث إستقرت بعض الزجاجات والكؤوس وسكب كوبًا مليئًا بالسائل الأحمر من أجل ليرا.
“نحن في إجتماع” سخر ويندسوم محدقا في كاثيلن التي تراجعت “لماذا سمحت لبيدق فريترا لتقدم عميقًا داخل القصر؟”.
إستغرق الأمر منها لحظة لتلاحظ ذلك ولكن عندما فعلت تجعد أنفها بإشمئزاز واضح، مدت يدها نحو الزجاج وإعتقدت للحظة أنها ستسقطه من يد شارون لكن يبدو أنها أدركت ما تفعله وتراجعت مرة أخرى.
‘لا، أظن أنهم يعتقدون حقًا أن التهديد في حده الأدنى وأن وجودهم ذاته سيمنع ذلك، إنهم ليسوا أغبياء فهم يفهمون أوامرهم والخطر المحدق بهم لكنهم لا يستطيعون قبول هذا الخطر على أنه حقيقي، إن حياتهم التي قضوها في قمة القوة والسلطة بإفيوتس أقنعتهم بأنهم سينتصرون بغض النظر عما يحدث’.
إبتلعت لعابها بشدة ونظرت إلى التنين ثم ركزت علي “أعتذر أيها الوصي لم يكن هذا هو الحال…لم يكن…”.
مددت يدي فأخذها بقوة “هلا ساعدت ليرا دريد وكايرا ليصلا إلى هناك بأمان أيضا؟”.
أخذت نفسا عميقا ووقفت بشكل أكثر إستقامة حينها قام شارون بخفض الزجاج ببطء وتراجع خطوة إلى الوراء لمنحها بعض المساحة.
أصبحت إبتسامة شارون دافئة وحزينة قليلاً “صحيح وإن لم تكن طريقة مهذبة لصياغة الأمر فهناك الكثير من بين العشيرة الذين إستائوا من قبضة اللورد إندراث المحكمة عليك، أعتقد أنك كنت ستجدين عشيرتك متقبلة تمامًا لوجودك لو سمح لك ومع ذلك لم يؤدي فعله إلا إلى تعزيز غموضك” ضحك بخفة “عندما علمت عن وفاتك… حسنًا كانت ضربة قوية لعشيرة إندراث”.
“وصل السيادي أولوداري من تروسيا إلى أحد المعسكرات في حاجة ماسة إلى الحماية وبدا أنه يعتقد… من الصعب فهم توسله لكنه كان مرعوبًا من أغرونا وإعتقد ضمنيًا أن صاحب السيادة وراء وفاة السيادي إكسجي وسيأتي من أجله أيضًا”.
“هناك المزيد” تابعت ليرا قائلة بينما تسحب شيئًا من جهاز البعد الخاص بها “أخبرتني سيريس أن أعطيه لك على الفور”.
تعمقت حيرتي عندما تحدثت “لماذا يقتل أغرونا حلفائه؟ وخاصة أقوى أعضائه؟” نظرت إلى شارون وويندسوم للحصول على الدعم.
“بغض النظر” دخلت كايرا في لحظة الصمت القصيرة التي أعقبت خطاب شارون “يبدو أن إستراتيجية سيدك تعتمد على مجرد وجودك كعامل ردع ولكن ما تعلمناه يثبت أن هذه الإستراتيجية قد فشلت بالفعل، نحن هنا منذ أكثر من يومين وما زلت لم تشرح ما ستفعله للمساعدة في حماية لاجئي ألاكريا في إيلينوار”.
تبادل التنينان نظرة غير قابلة للقراءة وبعض الأفكار الخفية تمر بينهما.
“لم يظهر السيادي خيرنوس علنًا منذ عقود حيث يُشار إليه أحيانًا بشكل غير مهذب بالسيادي غير المرئي…” أجابت كايرا.
“لا أستطيع أن أكون متأكدًا لكن البازيليسك لم يكن مخلصًا أبدًا ليس لأنفسهم أو للأزورس الأخرين” قال شارون بعد لحظة.
أومأت برأسها أخيرًا وتحركت شبه متعثرة نحو أقرب كرسي قبل أن تسقط عليه ووجهها بين يديها “لقد هزموه وأخذوه بعيدا كما أعطوا سيريس تحذيرا”.
“لقد ظل يثرثر وقال شيئًا عن… أن عمله لم يكتمل” عقدت حواجب ليرا بتركيز “قال إن هناك «طبقات للعالم» وإنه «شعر بإرتفاع التوتر السطحي لفقاعة جاهزة للإنفجار…»”.
“نعتقد أنه مات” قال ويندسوم غير مبالٍ “ربما هو الضحية الأولى لأغرونا لكنني لا أعرف أو أهتم بشكل خاص”.
“هذيان شخص مصاب بجنون العظمة” قال ويندسوم ولوح بعيدًا على كلمات ليرا “إنه لا يقدم أي تلميح عن سبب قيام أغرونا بمطاردته وربما هو مخطئ؟ إذا كان هو آخر السياديين فمن المحتمل أن رؤية الآخرين يسقطون واحدًا تلو الآخر دفعه إلى الجنون اليائس”.
أومأت برأسها أخيرًا وتحركت شبه متعثرة نحو أقرب كرسي قبل أن تسقط عليه ووجهها بين يديها “لقد هزموه وأخذوه بعيدا كما أعطوا سيريس تحذيرا”.
بعض الحقائق الصغيرة التي قرأتها منذ فترة طويلة قفزت إلى صدارة ذهني “الاخير؟ أليس هناك خمسة ثم السيادي الأعلى نفسه؟”.
“هدوء” قال شارون بهدوء “لقد كان هناك هجوم أليس كذلك؟” توجهت نظراته نحوي مثلما توجهت تظرتي إليه وتواصلت أعيننا للحظة واحدة.
“لم يظهر السيادي خيرنوس علنًا منذ عقود حيث يُشار إليه أحيانًا بشكل غير مهذب بالسيادي غير المرئي…” أجابت كايرا.
قمت بقمع تنهيدتي وأعدت إنتباهي إلى شارون.
“نعتقد أنه مات” قال ويندسوم غير مبالٍ “ربما هو الضحية الأولى لأغرونا لكنني لا أعرف أو أهتم بشكل خاص”.
‘إذا كان مدفوع بشيء آخر غير الولاء الأعمى لكيزيس فيمكننا أن نكسب الكثير من خلال العمل معه’ فكرت بينما أنظر إلى ظهره.
ساد الصمت في الغرفة للحظة ثم واصلت ليرا قصتها وصوتها مشدود بالعاطفة المكبوتة “لم تكن الأطياف بعيدة عن أولوداري… أربعة منهم قاتلوا ودمروا القرية… ولقي الكثير من الناس حتفهم” إندفعت نظرة ليرا التي إنجرفت إلى الأرض واليأس مكتوب على خطوط وجهها “أنت يا أرثر لقد ألقوا اللوم عليك…”.
“أرثر نحن بحاجة إلى العودة إلى قرى الألكريان أنا…” توقفت كما لو تفكر في كلماتها وكادت أن تبدو متفاجئة من أفكارها “أحتاج إلى التأكد من سلامة كوربيت ولينورا والآخرين”.
“لقد كانوا هناك لأنني قمت بصد الهجوم على إتيستين” أكملت كلامها.
أثبت الولاء بالفعل أنه مشكلة صعب التعامل معها حيث إتخذت كاثيلن وكورتيس غلايدر موقفًا مثيرًا للقلق جعلني لا أشعر بالإرتياح إزاء مدى قربهم من شارون وجنوده.
أومأت برأسها أخيرًا وتحركت شبه متعثرة نحو أقرب كرسي قبل أن تسقط عليه ووجهها بين يديها “لقد هزموه وأخذوه بعيدا كما أعطوا سيريس تحذيرا”.
‘إذا كان مدفوع بشيء آخر غير الولاء الأعمى لكيزيس فيمكننا أن نكسب الكثير من خلال العمل معه’ فكرت بينما أنظر إلى ظهره.
“ما التحذير؟” تكثف تعبير شارون.
لوحت كايرا للإعتذار وإنجرفت نظرتها إلى التنانين الثلاثة “أتخيل أنني سأعتاد على ذلك إذا أبقيتني لفترة كافية”.
“هذا…” قامت ليرا بجمع أسنانها معًا ونظرت إلي ثم إلى شارون “أن هذا لم ينته بعد وتركونا أحياء لأن… لأن أغرونا أراد أن يقتلنا بنفسه”.
أصبحت إبتسامة شارون دافئة وحزينة قليلاً “صحيح وإن لم تكن طريقة مهذبة لصياغة الأمر فهناك الكثير من بين العشيرة الذين إستائوا من قبضة اللورد إندراث المحكمة عليك، أعتقد أنك كنت ستجدين عشيرتك متقبلة تمامًا لوجودك لو سمح لك ومع ذلك لم يؤدي فعله إلا إلى تعزيز غموضك” ضحك بخفة “عندما علمت عن وفاتك… حسنًا كانت ضربة قوية لعشيرة إندراث”.
ضاقت عيني بينما أنظر إليها ولاحظت أنها تكذب لكن ليس علي إنها لا تريد أن تعرف التنانين ما قاله الأطياف حقًا.
أومأ شارون برأسه قليلاً بينما أتحدث “أنا أقدر الخطر هناك وسوف أقوم بتعديل الدوريات لضمان تحرك أتباعي في أزواج وإذا دعت الحاجة فيمكنهم التراجع وطلب تعزيزات إضافية” أمال رأسه قليلا “هل يرضيك هذا؟”.
‘هذا يعني على الأرجح أن هذا أمر من شأنه أن يعرض إستمرار حمايتهم للألاكريان للخطر’ أضافت سيلفي.
‘لا، أظن أنهم يعتقدون حقًا أن التهديد في حده الأدنى وأن وجودهم ذاته سيمنع ذلك، إنهم ليسوا أغبياء فهم يفهمون أوامرهم والخطر المحدق بهم لكنهم لا يستطيعون قبول هذا الخطر على أنه حقيقي، إن حياتهم التي قضوها في قمة القوة والسلطة بإفيوتس أقنعتهم بأنهم سينتصرون بغض النظر عما يحدث’.
‘على الرغم من كل الخير الذي يبدو أن حمايتهم تقدمه لهم’ رد ريجيس.
‘سنرى’ أجبت.
“هناك المزيد” تابعت ليرا قائلة بينما تسحب شيئًا من جهاز البعد الخاص بها “أخبرتني سيريس أن أعطيه لك على الفور”.
“نعتقد أنه مات” قال ويندسوم غير مبالٍ “ربما هو الضحية الأولى لأغرونا لكنني لا أعرف أو أهتم بشكل خاص”.
رفعت بعناية قرصًا صغيرًا من يدها بالنظر إلى الملمس الحريري واللون الأبيض المصفر أنا واثق من أنه منحوت من العظم.
نظرت إليّ ليرا درايد بعينين محاطتين باللون الأحمر وكتفيها يرتفعان وينخفضان مع كل نفس بالكاد يتم التحكم فيه، خطت خطوتين متوقفتين إلى داخل الغرفة وقدماها تجران عبر الرخام من الواضح أنها منهكة وتوقيع المانا الخاص بها ضعيف.
تم حفر رون ملطخ بالدماء على سطحه وأصدر توقيع مانا قوي.
“هنا؟” قال صوت أنثوي غني مذعور وإندفع عبر باب غرفة الرسم إلى الداخل.
مع التركيز على المانا قمت بفحصه بإستخدام الأثير وعلى الفور صدى مصدر آخر للمانا معه من مسافة طويلة مثل الجرس البعيد.
“لقد إتبع الجنرال ألدير أوامر كيزيس بإراقة دماء الأبرياء أيضًا” قلت ببطء وتركت الكلمات معلقة في الهواء.
‘أولوداري…’.
“والتنانين في الدورية؟” سألت بأذرع متقاطعة “كم لديك؟ لا يبدو أن كيزيس أرسل الكثير منهم؟ هل أنت على إستعداد للسماح لأتباعك بأن يتم إنتقائهم واحدًا تلو الآخر؟”.
‘إنه منحوت من عظمه’ أخبرني ريجيس بينما يستنشق القرص الذي في يدي.
بقي ريجيس وسيلفي هادئين ولم يتأثر سلوكهما الخارجي.
“هل عرفت سيريس ما هي هذه القطعة الأثرية؟” سألت وأومأت برأسها.
قام شارون بتعيين ثلاثة تنانين للمساعدة في البحث داخل إتيستين والمنطقة المحيطة بها ولم يعرقل عملي بأي شكل من الأشكال، إلا أنه لم يخصص سوى القليل من الوقت الثمين لعقد مؤتمر إستراتيجي مشترك ورفض بصراحة تخصيص المزيد من الموارد لهذا الجهد.
مررت إبهامي على السطح الأملس متتبعًا النتوءات التي حُفرت فيها الحروف الرونية.
نظرت إلى كورتيس وتذكرت الرؤية فقد دفعني مشاهدة مقتل آل غلايدر إلى التصرف بتهور لكنني لم أندم على ذلك، مع عدم وجود طريقة لمعرفة متى سيحدث الهجوم فإن التأخير يهدد بالسماح لهذا المستقبل بأن يصبح حقيقة، من ناحية أخرى فإن الإنتظار لوضع فخ من الممكن أن يكلفني أيامًا أو حتى أسابيع من الوقت الثمين، بمجرد أن إكتشفت بالفعل مستكشف الأطياف فات وقت فعل أي شيء سوى المطاردة.
أخذت كايرا التي إنتظرت وشاهدت بينما لا تزال متحجرة تستمع إلى شرح الخادم نفسًا مرتجفا “هل أقاربي أحياء؟”.
قدم شارون ذراعه إلى سيلفي وقاد الطريق مطلقًا ثرثرة لا معنى لها حول حالة المدينة والقارة وما يفكر فيه بدءًا من الناس وحتى الطعام وغيرها من القيل والقال….
“لا أعرف” نظرت لها ليرا كأنها تراها للمرة الأولى.
‘لا، أظن أنهم يعتقدون حقًا أن التهديد في حده الأدنى وأن وجودهم ذاته سيمنع ذلك، إنهم ليسوا أغبياء فهم يفهمون أوامرهم والخطر المحدق بهم لكنهم لا يستطيعون قبول هذا الخطر على أنه حقيقي، إن حياتهم التي قضوها في قمة القوة والسلطة بإفيوتس أقنعتهم بأنهم سينتصرون بغض النظر عما يحدث’.
“أرثر نحن بحاجة إلى العودة إلى قرى الألكريان أنا…” توقفت كما لو تفكر في كلماتها وكادت أن تبدو متفاجئة من أفكارها “أحتاج إلى التأكد من سلامة كوربيت ولينورا والآخرين”.
“هؤلاء الألكريان بحاجة إلى المساعدة أتفهم ترددك لكن الهجوم لم يعد موقفًا إفتراضيًا نناقشه فقد ألقوا أسلحتهم وإتخذوا منازلهم على أرض ديكاثين وخاطروا بإثارة غضب أغرونا” قلت لشارون.
“إمنحي ليرا لحظة لترتاح وسوف تأخذك”.
“هذا ما سنفعله أيها الحارس”.
“بالطبع” أعطتني كايرا نظرة غريبة ومتوترة لكنها سرعان ما أخفتها.
“إلى جانب ذلك بدأ البحث في جذب إنتباه السكان” قال كورتيس “لقد لاحظ الناس وجودك يا أرثر وهو يثير كل أنواع الشائعات المقلقة بعد الإنفجار خارج المدينة”.
“هؤلاء الألكريان بحاجة إلى المساعدة أتفهم ترددك لكن الهجوم لم يعد موقفًا إفتراضيًا نناقشه فقد ألقوا أسلحتهم وإتخذوا منازلهم على أرض ديكاثين وخاطروا بإثارة غضب أغرونا” قلت لشارون.
تبادل التنينان نظرة غير قابلة للقراءة وبعض الأفكار الخفية تمر بينهما.
نظر إلي شارون بشكل غير مؤكد.
فتحت فمها لتتكلم لكن الكلمات علقت في حلقها ونظرت بعيدا.
“هل أنت قلق بشأن الخطر الذي يشكلونه؟” سألت بقوة أكبر “ثم فكر في مدى خطورة ما قد يصبحون عليه إذا أُجبروا على العودة إلى أغرونا لأننا تركناهم على شواطئنا”.
“هدوء” قال شارون بهدوء “لقد كان هناك هجوم أليس كذلك؟” توجهت نظراته نحوي مثلما توجهت تظرتي إليه وتواصلت أعيننا للحظة واحدة.
تصلبت عيون شارون ومن خلال الندوب رأيت فجأة شبهه بكيزيس “بدلاً من ذلك ماذا سيحدث إذا قمنا بشكل إستباقي بالقضاء على الخطر المحتمل الذي يشكله هؤلاء اللاجئون”.
تظاهر ويندسوم الذي بقي بجوار النار بعدم ملاحظة ذلك.
إلتفتت كايرا وليرا وأصبح وجههما شاحبًا.
“نعتقد أنه مات” قال ويندسوم غير مبالٍ “ربما هو الضحية الأولى لأغرونا لكنني لا أعرف أو أهتم بشكل خاص”.
“لقد إتبع الجنرال ألدير أوامر كيزيس بإراقة دماء الأبرياء أيضًا” قلت ببطء وتركت الكلمات معلقة في الهواء.
تلك بالطبع مشكلة الرؤى المستقبلية فقد بذلت العجوز رينيا قصارى جهدها لحفر الحقيقة في ذهني وهي أن الرد على رؤاها وتغيير ما تنبأت به يحمل في طياته مخاطر متأصلة.
“كيف تجرؤ…” إشتعلت نية ويندسوم مما أدى إلى إرتجاف كايرا وليرا.
نظرت إلى كايرا وسيلفي لمطابقة النظرات مع ويندسوم “لقد ركزت القوة في عدد قليل من العائلات التي يمكنك السيطرة عليها وأعقت نمونا من خلال قطع الرماح الأثرية بصمت، هذا اللعب من أجل الإدراك العام أمر جديد ماذا ستستفيد منه؟ من المؤكد أنها أكثر من مجرد قصص قديمة عن آلهة تكتسب القوة من خلال إيمان رعاياها؟” أضفت بنبرة لاذعة ولكن متسلية.
بقي ريجيس وسيلفي هادئين ولم يتأثر سلوكهما الخارجي.
بعض الحقائق الصغيرة التي قرأتها منذ فترة طويلة قفزت إلى صدارة ذهني “الاخير؟ أليس هناك خمسة ثم السيادي الأعلى نفسه؟”.
أشار شارون إلى ويندسوم طلباً للهدوء ثم تنهد وأومأ برأسه “سأرسل تنينين وأقوم بتعديل مسارات الدوريات عبر غابة الوحوش لكننا سنراقب هؤلاء “اللاجئين” بقدر ما نحميهم”.
“لا أعرف” نظرت لها ليرا كأنها تراها للمرة الأولى.
مددت يدي فأخذها بقوة “هلا ساعدت ليرا دريد وكايرا ليصلا إلى هناك بأمان أيضا؟”.
‘سنرى’ أجبت.
واصلت إرسال التعليمات إلى سيلفي أيضًا في ذهني.
إبتلعت لعابها بشدة ونظرت إلى التنين ثم ركزت علي “أعتذر أيها الوصي لم يكن هذا هو الحال…لم يكن…”.
“وماذا ستفعل بالضبط يا أرثر؟” أومأ شارون مرة أخرى ثم أطلق قبضتي.
إستدرت نحو الباب وقمت مرة أخرى بالضغط على القطعة الأثرية لقياس موقع إستجابة الرنين البعيدة.
إستدرت نحو الباب وقمت مرة أخرى بالضغط على القطعة الأثرية لقياس موقع إستجابة الرنين البعيدة.
“هذا ما سنفعله أيها الحارس”.
– أرثر ليوين :
–+–
ترجمة : Ozy.
نظرت إلى كايرا وسيلفي لمطابقة النظرات مع ويندسوم “لقد ركزت القوة في عدد قليل من العائلات التي يمكنك السيطرة عليها وأعقت نمونا من خلال قطع الرماح الأثرية بصمت، هذا اللعب من أجل الإدراك العام أمر جديد ماذا ستستفيد منه؟ من المؤكد أنها أكثر من مجرد قصص قديمة عن آلهة تكتسب القوة من خلال إيمان رعاياها؟” أضفت بنبرة لاذعة ولكن متسلية.
مدعوم من طرف : Youssef Ahmed.
“أصبح ذلك واضحًا بالنسبة لي عندما تدربنا أنا وأرثر في إفيوتس” قالت سيلفي بخفة وتحركت في جميع أنحاء الغرفة كأنها تُعجب بالديكور “لقد عزلني كيزيس عن الكثير من الأمور لإبقائي مركزة على التدريب لكنني لم أتجاهل التحديق والهمسات، سلالة مختلطة – التنين والبازيليسك – وُلِدت خارج إفيوتس ومرتبطة بإنسان؟ أنا شخص غريب لم تتخيله إفيوتس قط أو هكذا قيل لي”.
“هذا…” قامت ليرا بجمع أسنانها معًا ونظرت إلي ثم إلى شارون “أن هذا لم ينته بعد وتركونا أحياء لأن… لأن أغرونا أراد أن يقتلنا بنفسه”.
تلك بالطبع مشكلة الرؤى المستقبلية فقد بذلت العجوز رينيا قصارى جهدها لحفر الحقيقة في ذهني وهي أن الرد على رؤاها وتغيير ما تنبأت به يحمل في طياته مخاطر متأصلة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
