You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 646

وداع مؤقت

وداع مؤقت

الفصل 646 “وداع مؤقت”

ثم انحرفت أفكاره إلى السيف الطويل القديم الذي ألقي ذات يوم نحو أعلى السماء، التي عهد بها إلى المؤسسة الأكاديمية في مأوى الرياح. بالنسبة له، كانت قيمتها في “البيانات” التي قدمتها عن عالم آخر، وليس جوانبها الخارقة للطبيعة.

وبينما يتدفق الهواء عبر الأنابيب، انطلقت صفارة عالية ولطيفة من الطابق العلوي لفلك أكاديمية الحقيقة. كانت الضائعة قد رست للتو على الرصيف الذي يعمل بالبخار في الطرف البعيد من ساحل السفينة. وارتدى حراس الحقيقة والعلماء اللون الأزرق الغامق، وصعدوا إلى الممر، على استعداد للترحيب بالبابا.

ثم انحرفت أفكاره إلى السيف الطويل القديم الذي ألقي ذات يوم نحو أعلى السماء، التي عهد بها إلى المؤسسة الأكاديمية في مأوى الرياح. بالنسبة له، كانت قيمتها في “البيانات” التي قدمتها عن عالم آخر، وليس جوانبها الخارقة للطبيعة.

على سطح السفينة، وفي خضم الضجيج، التقى دنكان بلون، الذي كان قد غادر للتو الغرفة الخاصة للقبطان.

على سطح السفينة، وفي خضم الضجيج، التقى دنكان بلون، الذي كان قد غادر للتو الغرفة الخاصة للقبطان.

كان هذا الجان المسن، القوي والمهيمن، منعزلًا لفترة طويلة، منغمسًا بعمق في مناقشة مهمة وغامضة مع الكائن الذي يحترمه شعبه باعتباره “الناشئ”. لم يكن دنكان على دراية بتفاصيل حديثهما، لكنه لاحظ أن لون بدا حائرًا وهادئًا بشكل غريب عندما خرج.

 

ظل دنكان ينادي مرارًا وتكرارًا على “بابا الحقيقة” الموقر حتى خرج الزعيم من تفكيره.

بجوار فانا وقفت عصا طويلة مثل شجرة صغيرة، ذات طرف منتفخ يشبه حصاة عملاقة وعمود خشن غير مزخرف. كانت العصا بأكملها مزينة بنقوش توحي بالمعرفة القديمة.

“إن فلك الكاتدرائية الخاصة بك قريبة،” أشار دنكان، وهو يشير إلى سفينة ضخمة تشبه مدينة دولة صغيرة راسية في مكان قريب. “مجموعة من العلماء والحراس مستعدون لمرافقتك للعودة.”

“ولكن هناك رد فعل محتمل من الكنائس الثلاث الأخرى يجب أن نأخذه في الاعتبار، أليس كذلك؟” تساءل دنكان متوقعًا التحديات.

رفع لون نظره ببطء، وبعد لحظة، اعترف، “أوه… نعم، بالفعل، لقد حان الوقت لعودتي.”

بجوار فانا وقفت عصا طويلة مثل شجرة صغيرة، ذات طرف منتفخ يشبه حصاة عملاقة وعمود خشن غير مزخرف. كانت العصا بأكملها مزينة بنقوش توحي بالمعرفة القديمة.

لاحظ دنكان رد لون البطيء، فأظهر فضوله، “هل لي أن أسأل عن محادثاتك مع ساسلوكا؟ تبدو… مختلفًا.”

ثم انحرفت أفكاره إلى السيف الطويل القديم الذي ألقي ذات يوم نحو أعلى السماء، التي عهد بها إلى المؤسسة الأكاديمية في مأوى الرياح. بالنسبة له، كانت قيمتها في “البيانات” التي قدمتها عن عالم آخر، وليس جوانبها الخارقة للطبيعة.

توقف لون، مندهشًا من اتساع حوارهما، واعترف، “لقد ناقشنا… مجموعة واسعة من المواضيع.”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

علق دنكان، الذي استشعر خطورة اجتماعهما، قائلًا، “يبدو أنك نظرت إلى مساعد القبطان في ضوء جديد.”

صمت دنكان، واستقرت عيناه بعمق على “العصا” بجوار فانا.

استعاد لون تركيزه بعد ملاحظة دنكان. وبعد فترة توقف طويلة، سأل، “… لماذا يتحدث كثيرًا؟”

في عالم مليء بالقطع الأثرية الغامضة والقوية، لم ينجذب دنكان إلى الأشياء لخصائصها الغامضة فحسب ما لم تعزز سعيه وراء المعرفة. لم تكن سفينته، الضائعة، متحفًا للقطع الأثرية السحرية. ومع ذلك، كانت العصا التي أعطاها تا رويجين لفانا استثناءً. من باب احترام طاقمه، أقر دنكان بالقيمة العاطفية التي أعارتها فانا لهذه التذكار.

ضحك دنكان، مدركًا للسخرية، “من المدهش أنه متحفظ إلى حد ما في شكله الأسطوري. ما لاحظته أقرب إلى ذاته الحقيقية على سفينتي. نحن نطلق عليه اسم رأس الماعز كما تعلم. إنه يعمل كمساعدي الأول وغالبًا ما يكون هو الشخص الذي يقود السفينة.”

توقف لون، مندهشًا من اتساع حوارهما، واعترف، “لقد ناقشنا… مجموعة واسعة من المواضيع.”

توقف لون، ثم ضحك بهدوء، متقبلًا، “… لا أرى أي ضرر في ذلك. يبدو أنه يستمتع بالدور”.

فكر لون في العواقب، قائلًا، “ستظل التفاصيل المعقدة محصورة في الرتب العليا من كنائس العواهل الأربع. مثل جميع الأمور الأخرى، سنتحكم في إصدار المعلومات، وإدارة رد الفعل، والتفكير بعناية في التأثيرات طويلة المدى لهذا الحدث على واقعنا. أما بالنسبة للتداعيات على مجتمع الجان…”

ساد الصمت على سطح السفينة بينما كانت السفينة المجاورة تتأخر، وقد تم نسيانها مؤقتًا، حتى كسر دنكان الصمت، “ما هي خططك لإدارة ‘حقيقة’ ما حدث مع ساسلوخا؟”

رد لون بصمت عميق مثل بحيرة هادئة، ثم أومأ برأسه قليلًا بالموافقة.

فكر لون في العواقب، قائلًا، “ستظل التفاصيل المعقدة محصورة في الرتب العليا من كنائس العواهل الأربع. مثل جميع الأمور الأخرى، سنتحكم في إصدار المعلومات، وإدارة رد الفعل، والتفكير بعناية في التأثيرات طويلة المدى لهذا الحدث على واقعنا. أما بالنسبة للتداعيات على مجتمع الجان…”

“يبدو إذن أن ‘العصا’ تحمل أهمية كبيرة لحاملي الشعلة،” لاحظ دنكان وهو يهز رأسه. “هل تقترح أنهم قد يطالبون بها؟”

بعد التفكير في مدى ثِقَل مناقشتهما، هز لون رأسه قليلًا، مستسلماً أو ربما متقبلًا.

أومأ لون برأسه جديًا، وكان وجهه يظهر تفهمًا. “أنا أفهم موقفك،” أكد لدنكان. “سأتأكد من إبلاغ فريم بالموقف لمنع أي انزعاج لأي من الجانبين.”

“لقد ولت العصور القديمة منذ زمن بعيد، وتبقى الأساطير كامنة في سجلات الأساطير. هذه هي رغبته أيضًا.”

وفي تأمله لهذا الأمر، قال دنكان، “لذا، فإن العنصر الذي أحضرته فانا هو المظهر المادي لما هو موصوف في الكتب المقدسة، أي ‘الأصلي’ بمعنى ما.”

أومأ دنكان برأسه، وقد بدا عليه الارتياح إزاء احتمال تجنب المزيد من التعقيدات، وأكد، “هذا أمر جيد؛ فالتعقيد غالبًا ما يؤدي إلى المتاعب.” وحول المحادثة إلى مسألة أكثر إلحاحًا، ذكَّر لون، “يجب أن تتذكر أن هذه هي الآن الدولة المدينة الثالثة التي تأثرت.”

الفصل 646 “وداع مؤقت”

أدى تذكير دنكان على الفور إلى ظهور تعبير جدي على وجه لون.

رفع لون نظره ببطء، وبعد لحظة، اعترف، “أوه… نعم، بالفعل، لقد حان الوقت لعودتي.”

“بلاند، فروست، مأوى الرياح… كل مدينة شهدت كارثة، كل منها فريدة من نوعها في سببها وحجمها، وكل منها وصفت بأنها ‘كارثة استثنائية’. ألقي اللوم على الزنادقة في كل حالة، ومع ذلك فإن مثل هذه المجموعة وحدها لا يمكن أن تزعزع استقرار أساس العالم،” صرح دنكان بإلحاح. “تشير هذه الأحداث إلى اضطراب مزعج في قلب عالمنا. أحتاج إلى معرفة ما إذا كانت كنيسة العواهل الأربع لديها أي استراتيجيات لمعالجة هذا، ورؤيتك، وما هي الإجراءات التي تخطط لاتخاذها.”

لاحظ دنكان رد لون البطيء، فأظهر فضوله، “هل لي أن أسأل عن محادثاتك مع ساسلوكا؟ تبدو… مختلفًا.”

رد لون بصمت عميق مثل بحيرة هادئة، ثم أومأ برأسه قليلًا بالموافقة.

علم دنكان أن الفلك لن تعود إلى الحدود قريبًا – أبلغه لون بقراره إبقاء الفلك في مأوى الرياح، وتقديم الدعم لهذه الك٦ولة المدينة بينما تتعافى من حلم جماعي عميق.

“أتفهم وجهة نظرك… والآن أستطيع أن أرى موقفك. لقد حان الوقت، كما أتفق معك، لوضع الشكوك جانبًا وإقامة تحالف أعمق،” هكذا صرح لون.

“ولكن هناك رد فعل محتمل من الكنائس الثلاث الأخرى يجب أن نأخذه في الاعتبار، أليس كذلك؟” تساءل دنكان متوقعًا التحديات.

أقر دنكان بذلك بإيماءة برأسه، مؤكدًا بصمت تفاهمهما المتبادل.

“ليس فقط معارضتهم المحتملة التي نحتاج إلى الاستعداد لها… بل وأيضًا إرادة العواهل أنفسهم،” رد لون، وكانت صدقه يعكس خطورة الموقف. “سأعرض هذه القضية على الباباوات الثلاثة الآخرين في أول فرصة. أياً كانت النتيجة، أعدك بإبقائك على اطلاع. علاوة على ذلك، تلتزم أكاديمية الحقيقة بتقديم الثقة الكاملة والتعاون للضائعة من الآن فصاعدًا.”

استدار دنكان وسار إلى مؤخرة الضائعة ووصل إلى باب حجرة القبطان. وبحركة حازمة، دفع الباب مفتوحًا وخطى عبر العتبة إلى غرفة الانتظار.

وأدرك دنكان أهمية التزام لون في ظل هذه الظروف.

بمجرد رحيل لون عن الضائعة، انطلقت صفارة الإنذار – إشارة وداع شجية. وفي الوقت نفسه، انطلقت سحابة من البخار من جانب فلك أكاديمية الحقيقة، تشبه العلم الأبيض الذي يعلن الرحيل.

في تلك اللحظة، خطرت ببال لون مخاوف جديدة، وأضاف على عجل، “شيء آخر – وصلتني أنباء محنة الآنسة فانا، وأعتقد… أن حاملي اللهب من المرجح أن يقتربوا منك قريبًا.”

بدأ الممر الميكانيكي، الذي تحركه إيقاعات المحركات البخارية الثابتة، في الانسحاب برشاقة. وتراجع بأناقة راقصة الباليه، وانطوى بسلاسة على جانب السفينة، وتمازج بشكل مثالي مع الهياكل الساحلية التي تجاورها. ثم بدأت فلك الكاتدرائية في التحرك بعيدًا، وكان رحيلها أشبه بنشيد مهيب بينما أبحرت في أحضان البحر، تاركة الضائعة في أعقابها الهادئة.

“حاملو اللهب؟” شددت تعابير وجه دنكان وهو يفكر في العواقب.

“لن أمانع في التنازل عن العصا لحاملي اللهب، لأنها تحمل أهمية بالنسبة لهم مماثلة لـ ‘ملحمة هورو-دازو’ التي يقدسها شعبك،” صرح دنكان بصراحة. “عمود السجل هو في الواقع جزء أساسي من تراث الغابة الشعبي. ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل ارتباط فانا بالعصا،” اعترف، معترفًا بمسؤوليته. “نظرًا لماضيها، الذي تعرفه، فهي تقدر تلك العصا ليس فقط كشيء ولكن كتذكار من ‘صديق’. على عكس فريم الخيري الذي تصفه، فإن أولويتي هي حماية ما هو ثمين لطاقمي.”

ألقى نظرة عبر سطح السفينة، حيث تتكئ فانا على عمود بجوار الدرابزين، وعيناها مغمضتان، تستمتع بنسيم البحر. ومع ذلك، لم يكن نظره موجهًا إليها بل إلى شيء قريب.

ألقى نظرة عبر سطح السفينة، حيث تتكئ فانا على عمود بجوار الدرابزين، وعيناها مغمضتان، تستمتع بنسيم البحر. ومع ذلك، لم يكن نظره موجهًا إليها بل إلى شيء قريب.

بجوار فانا وقفت عصا طويلة مثل شجرة صغيرة، ذات طرف منتفخ يشبه حصاة عملاقة وعمود خشن غير مزخرف. كانت العصا بأكملها مزينة بنقوش توحي بالمعرفة القديمة.

علق دنكان، الذي استشعر خطورة اجتماعهما، قائلًا، “يبدو أنك نظرت إلى مساعد القبطان في ضوء جديد.”

كانت هذه العصا المهيبة هدية من العملاق المعروف باسم “تا رويجين” إلى فانا – بينما تلاشى شبح المجهول، بقيت العصا، ورافقت فانا وحلفائها من الضائعة إلى الواقع.

وأدرك دنكان أهمية التزام لون في ظل هذه الظروف.

“اللهب الأبدي، تا رويجين، العاهل الذي يقدسه حاملو اللهب،” أوضح لون، بصوت يعكس عمق التاريخ، “‘العملاق’ الذي واجهته فانا في حلم المجهول، من المحتمل أن يمثل ذكرى مشتركة بين أهل أتلانتس، بقايا من اندماج واقعين مختلفين. على الرغم من كونه مجرد شبح، إلا أنه يحمل جوهر عاهل قديم، وقد انتقلت الآثار التي قدمها من عالم الخيال إلى الواقع.”

وبينما يتدفق الهواء عبر الأنابيب، انطلقت صفارة عالية ولطيفة من الطابق العلوي لفلك أكاديمية الحقيقة. كانت الضائعة قد رست للتو على الرصيف الذي يعمل بالبخار في الطرف البعيد من ساحل السفينة. وارتدى حراس الحقيقة والعلماء اللون الأزرق الغامق، وصعدوا إلى الممر، على استعداد للترحيب بالبابا.

“القطعة الأثرية… إذا لم أكن مخطئًا، فمن المعتقد أنها عمود السجل، الذي يحظى بتقدير كبير من قبل حاملي اللهب – يوجد عنصر مشابه على فلك البابا فريم، وهو يشبه إلى حد كبير ما أحضرته فانا. يعتبر هذا العنصر قلب الفلك، على الرغم من أنه أكبر بكثير من هذه ‘العصا’. لقد رأيته بنفسي؛ يبدو وكأنه مبنى ضخم…”

ثم انحرفت أفكاره إلى السيف الطويل القديم الذي ألقي ذات يوم نحو أعلى السماء، التي عهد بها إلى المؤسسة الأكاديمية في مأوى الرياح. بالنسبة له، كانت قيمتها في “البيانات” التي قدمتها عن عالم آخر، وليس جوانبها الخارقة للطبيعة.

“في الحقيقة، فإن عمود السجل الموجود على فلك حاملي اللهب هو في الواقع ‘نسخة طبق الأصل’، صمم على غرار الصور الموجودة في النصوص المقدسة. إن ‘عمود السجل’ الحقيقي كان موجودًا دائمًا في الأساطير فقط،” أوضح لون.

وأدرك دنكان أهمية التزام لون في ظل هذه الظروف.

وفي تأمله لهذا الأمر، قال دنكان، “لذا، فإن العنصر الذي أحضرته فانا هو المظهر المادي لما هو موصوف في الكتب المقدسة، أي ‘الأصلي’ بمعنى ما.”

ثم انحرفت أفكاره إلى السيف الطويل القديم الذي ألقي ذات يوم نحو أعلى السماء، التي عهد بها إلى المؤسسة الأكاديمية في مأوى الرياح. بالنسبة له، كانت قيمتها في “البيانات” التي قدمتها عن عالم آخر، وليس جوانبها الخارقة للطبيعة.

“يمكننا أن نعتبره أقرب تمثيل لـ ‘الأصل’ الذي اكتشفناه حتى الآن،” هكذا شرح لون بعناية. “من الممكن أن ‘الأصل’ المطلق لم يعد موجودًا في عالمنا – لقد دمرت الكارثة كل شيء. وحتى بينما نحاول استعادة تراثنا من عصر البحر العميق، فإن ما نجده قريب بشكل مثير للدهشة من ‘الأصل’.”

“أتفهم وجهة نظرك… والآن أستطيع أن أرى موقفك. لقد حان الوقت، كما أتفق معك، لوضع الشكوك جانبًا وإقامة تحالف أعمق،” هكذا صرح لون.

“يبدو إذن أن ‘العصا’ تحمل أهمية كبيرة لحاملي الشعلة،” لاحظ دنكان وهو يهز رأسه. “هل تقترح أنهم قد يطالبون بها؟”

الفصل 646 “وداع مؤقت”

“لا أستطيع أن أجزم بذلك. فالبابا فريم معروف بكرمه ونزاهته؛ فهو لا يفرض إرادته على الآخرين أو يطالب بما لا يخصه. ومع ذلك، فإن ‘عمود التاريخ’ الذي تركه اللهب الأبدي بيننا له أهمية عميقة ليس فقط بالنسبة لحاملي اللهب ولكن أيضًا لجميع السكان.”

كان هذا الجان المسن، القوي والمهيمن، منعزلًا لفترة طويلة، منغمسًا بعمق في مناقشة مهمة وغامضة مع الكائن الذي يحترمه شعبه باعتباره “الناشئ”. لم يكن دنكان على دراية بتفاصيل حديثهما، لكنه لاحظ أن لون بدا حائرًا وهادئًا بشكل غريب عندما خرج.

صمت دنكان، واستقرت عيناه بعمق على “العصا” بجوار فانا.

ضحك دنكان، مدركًا للسخرية، “من المدهش أنه متحفظ إلى حد ما في شكله الأسطوري. ما لاحظته أقرب إلى ذاته الحقيقية على سفينتي. نحن نطلق عليه اسم رأس الماعز كما تعلم. إنه يعمل كمساعدي الأول وغالبًا ما يكون هو الشخص الذي يقود السفينة.”

ثم انحرفت أفكاره إلى السيف الطويل القديم الذي ألقي ذات يوم نحو أعلى السماء، التي عهد بها إلى المؤسسة الأكاديمية في مأوى الرياح. بالنسبة له، كانت قيمتها في “البيانات” التي قدمتها عن عالم آخر، وليس جوانبها الخارقة للطبيعة.

بجوار فانا وقفت عصا طويلة مثل شجرة صغيرة، ذات طرف منتفخ يشبه حصاة عملاقة وعمود خشن غير مزخرف. كانت العصا بأكملها مزينة بنقوش توحي بالمعرفة القديمة.

على نحو مماثل، في حين أن “العصا”، وهي قطعة أثرية كانت بحوزة اللهب الأبدي، تا رويجين، لم تكن ذات قيمة جوهرية كبيرة بالنسبة له، كان دنكان مدفوعًا بـ “الحقيقة” و”المعرفة” حول الإبادة الكبرى؛ لم يكن العنصر المادي نفسه مهمًا إلى حد كبير بما يتجاوز الأفكار التي قدمها.

“لا أستطيع أن أجزم بذلك. فالبابا فريم معروف بكرمه ونزاهته؛ فهو لا يفرض إرادته على الآخرين أو يطالب بما لا يخصه. ومع ذلك، فإن ‘عمود التاريخ’ الذي تركه اللهب الأبدي بيننا له أهمية عميقة ليس فقط بالنسبة لحاملي اللهب ولكن أيضًا لجميع السكان.”

في عالم مليء بالقطع الأثرية الغامضة والقوية، لم ينجذب دنكان إلى الأشياء لخصائصها الغامضة فحسب ما لم تعزز سعيه وراء المعرفة. لم تكن سفينته، الضائعة، متحفًا للقطع الأثرية السحرية. ومع ذلك، كانت العصا التي أعطاها تا رويجين لفانا استثناءً. من باب احترام طاقمه، أقر دنكان بالقيمة العاطفية التي أعارتها فانا لهذه التذكار.

“القطعة الأثرية… إذا لم أكن مخطئًا، فمن المعتقد أنها عمود السجل، الذي يحظى بتقدير كبير من قبل حاملي اللهب – يوجد عنصر مشابه على فلك البابا فريم، وهو يشبه إلى حد كبير ما أحضرته فانا. يعتبر هذا العنصر قلب الفلك، على الرغم من أنه أكبر بكثير من هذه ‘العصا’. لقد رأيته بنفسي؛ يبدو وكأنه مبنى ضخم…”

“لن أمانع في التنازل عن العصا لحاملي اللهب، لأنها تحمل أهمية بالنسبة لهم مماثلة لـ ‘ملحمة هورو-دازو’ التي يقدسها شعبك،” صرح دنكان بصراحة. “عمود السجل هو في الواقع جزء أساسي من تراث الغابة الشعبي. ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل ارتباط فانا بالعصا،” اعترف، معترفًا بمسؤوليته. “نظرًا لماضيها، الذي تعرفه، فهي تقدر تلك العصا ليس فقط كشيء ولكن كتذكار من ‘صديق’. على عكس فريم الخيري الذي تصفه، فإن أولويتي هي حماية ما هو ثمين لطاقمي.”

أومأ لون برأسه جديًا، وكان وجهه يظهر تفهمًا. “أنا أفهم موقفك،” أكد لدنكان. “سأتأكد من إبلاغ فريم بالموقف لمنع أي انزعاج لأي من الجانبين.”

أومأ لون برأسه جديًا، وكان وجهه يظهر تفهمًا. “أنا أفهم موقفك،” أكد لدنكان. “سأتأكد من إبلاغ فريم بالموقف لمنع أي انزعاج لأي من الجانبين.”

توقف لون، مندهشًا من اتساع حوارهما، واعترف، “لقد ناقشنا… مجموعة واسعة من المواضيع.”

أقر دنكان بذلك بإيماءة برأسه، مؤكدًا بصمت تفاهمهما المتبادل.

ألقى نظرة عبر سطح السفينة، حيث تتكئ فانا على عمود بجوار الدرابزين، وعيناها مغمضتان، تستمتع بنسيم البحر. ومع ذلك، لم يكن نظره موجهًا إليها بل إلى شيء قريب.

بمجرد رحيل لون عن الضائعة، انطلقت صفارة الإنذار – إشارة وداع شجية. وفي الوقت نفسه، انطلقت سحابة من البخار من جانب فلك أكاديمية الحقيقة، تشبه العلم الأبيض الذي يعلن الرحيل.

ضحك دنكان، مدركًا للسخرية، “من المدهش أنه متحفظ إلى حد ما في شكله الأسطوري. ما لاحظته أقرب إلى ذاته الحقيقية على سفينتي. نحن نطلق عليه اسم رأس الماعز كما تعلم. إنه يعمل كمساعدي الأول وغالبًا ما يكون هو الشخص الذي يقود السفينة.”

بدأ الممر الميكانيكي، الذي تحركه إيقاعات المحركات البخارية الثابتة، في الانسحاب برشاقة. وتراجع بأناقة راقصة الباليه، وانطوى بسلاسة على جانب السفينة، وتمازج بشكل مثالي مع الهياكل الساحلية التي تجاورها. ثم بدأت فلك الكاتدرائية في التحرك بعيدًا، وكان رحيلها أشبه بنشيد مهيب بينما أبحرت في أحضان البحر، تاركة الضائعة في أعقابها الهادئة.

“أتفهم وجهة نظرك… والآن أستطيع أن أرى موقفك. لقد حان الوقت، كما أتفق معك، لوضع الشكوك جانبًا وإقامة تحالف أعمق،” هكذا صرح لون.

علم دنكان أن الفلك لن تعود إلى الحدود قريبًا – أبلغه لون بقراره إبقاء الفلك في مأوى الرياح، وتقديم الدعم لهذه الك٦ولة المدينة بينما تتعافى من حلم جماعي عميق.

الفصل 646 “وداع مؤقت”

كانت هذه الأمور خارج نطاق اهتمامات دنكان المباشرة. فقد كان يواجه مجموعة من التحديات التي تتطلب الاهتمام والتعامل بحذر في أعقابها.

كانت هذه العصا المهيبة هدية من العملاق المعروف باسم “تا رويجين” إلى فانا – بينما تلاشى شبح المجهول، بقيت العصا، ورافقت فانا وحلفائها من الضائعة إلى الواقع.

استدار دنكان وسار إلى مؤخرة الضائعة ووصل إلى باب حجرة القبطان. وبحركة حازمة، دفع الباب مفتوحًا وخطى عبر العتبة إلى غرفة الانتظار.

“اللهب الأبدي، تا رويجين، العاهل الذي يقدسه حاملو اللهب،” أوضح لون، بصوت يعكس عمق التاريخ، “‘العملاق’ الذي واجهته فانا في حلم المجهول، من المحتمل أن يمثل ذكرى مشتركة بين أهل أتلانتس، بقايا من اندماج واقعين مختلفين. على الرغم من كونه مجرد شبح، إلا أنه يحمل جوهر عاهل قديم، وقد انتقلت الآثار التي قدمها من عالم الخيال إلى الواقع.”


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

“في الحقيقة، فإن عمود السجل الموجود على فلك حاملي اللهب هو في الواقع ‘نسخة طبق الأصل’، صمم على غرار الصور الموجودة في النصوص المقدسة. إن ‘عمود السجل’ الحقيقي كان موجودًا دائمًا في الأساطير فقط،” أوضح لون.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

“حاملو اللهب؟” شددت تعابير وجه دنكان وهو يفكر في العواقب.

الفصل 646 “وداع مؤقت”

 

“حاملو اللهب؟” شددت تعابير وجه دنكان وهو يفكر في العواقب.

ظل دنكان ينادي مرارًا وتكرارًا على “بابا الحقيقة” الموقر حتى خرج الزعيم من تفكيره.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط