You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 650

ذاكرة البلورة

ذاكرة البلورة

الفصل 650 “ذاكرة البلورة”

ركز دنكان على النيران التي كانت تحت سيطرته، ووجهها إلى عمق البلورة، مما سمح لوعيه بالتعمق أكثر في أسرارها.

راقب دنكان باهتمام شديد بينما بدأت ألسنة اللهب تلتهم البلورة. وسرعان ما انتشرت النيران، وتسللت عبر الشبكة المجهرية المعقدة ثلاثية الأبعاد للبلورة. وتزامن هذا الغزو الناري مع انغماس عميق في وعي دنكان، مما دفعه إلى رحلة ذهنية عميقة.

كان دنكان يقف عند حافة مجمع الطاقة النجمي هذا، وينظر إلى الأسفل. اختفى الغلاف الميكانيكي شديد الانحدار الذي يشبه الجرف في الظلام الشاسع الذي لا يمكن فهمه أدناه. هنا، فقدت المفاهيم المعتادة “للأعلى” و”للأسفل” معناها. كانت الجاذبية من النجم البعيد هي الاتجاه “الأسفل” الوحيد هنا. ومع ذلك، شعر وكأنه يقف على أرض صلبة، وليس تائهًا في الكون ولا تحت تأثير جاذبية الشمس.

وجد نفسه في مساحة شاسعة صامتة تشع ببرودة جليدية قاتلة. بدا هذا العالم مهجورًا، جزءًا منسيًا من الأبدية، حيث تنتقل مشاعر العزلة والوحدة على الفور من خلال النيران المحيطة. وسط هذا الخراب، ظهر منارة من الضوء في رؤيته – توهج شديد وواسع وبارد بدا وكأنه يخترق نسيج الفراغ.

وبعد أن انتهى من سرد تجربته، ساد صمت عميق غرفة القبطان.

عندما فتح دنكان عينيه، استقبله مشهد مذهل. كان يقف على صخرة سوداء ضخمة تطفو في فراغ لا نهاية له. أمامه، توهجت الشمس الذهبية بشكل مهيب، وكان سطحها عبارة عن بحر مضطرب من النيران، مع ومضات شمسية هائلة ترتفع وتهبط في الفراغ الصامت للفضاء.

راقب دنكان باهتمام شديد بينما بدأت ألسنة اللهب تلتهم البلورة. وسرعان ما انتشرت النيران، وتسللت عبر الشبكة المجهرية المعقدة ثلاثية الأبعاد للبلورة. وتزامن هذا الغزو الناري مع انغماس عميق في وعي دنكان، مما دفعه إلى رحلة ذهنية عميقة.

ولكن من المفارقات أن هذه الشمس لم تبعث أي دفء. فلم يشعر دنكان بحرارة بالقرب منها، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع المشهد الناري الذي قدمته. فقد كانت تحترق بصمت، وكان برودتها أقرب إلى صورة مسجلة منها إلى نجم حي.

“أنت على حق،” قال رأس الماعز بهدوء بعد توقف.

“هل هذه هي الشمس السوداء؟ هل أراها مرة أخرى؟” تساءل دنكان بصوت عالٍ. ومع ذلك، سرعان ما أدرك أن هذه الشمس الذهبية الباردة تختلف عن “الشمس السوداء” التي رآها في رؤى سابقة. كانت تفتقر إلى الهياكل الشريرة التي تشبه المجسات والمظهر الغريب للعين الشاحبة المحتضرة. والجدير بالذكر أن هذه الشمس لم تصدر أي صرخات يائسة طلبًا للمساعدة. كانت مجرد صدى مرئي لنجم حقيقي ذات يوم.

“ماذا رأيت؟” سأل بصوت مشوب بالقلق.

وبعد أن أدرك دنكان هذا، تحول تركيزه من الشمس الباردة إلى الهيكل الأسود الضخم تحت قدميه. إنه عملاق من صنع الإنسان! كان سطحه مصقولًا ومزينًا بأخاديد ونقوش متعمدة من صنع الإنسان، تعكس لمعانًا معدنيًا رقيقًا. وكانت النتوءات غير المعروفة الغرض، والتي ربما تكون مصنوعة من بلورات غريبة، تزين الهيكل في نقاط استراتيجية.

أعقب ذلك ضوضاء صاخبة، مما يشير إلى وجود أجزاء مفقودة في التسجيل، مما جعل دنكان يعاني من صداع مربك. ولكن وسط الضوضاء، تمكن من تمييز رسائل واضحة ومميزة:

امتدت نظرة دنكان إلى ما وراء حافة الصخرة الضخمة، إلى الظلام اللامتناهي المحيط بالشمس الذهبية. رأى المزيد من هذه الهياكل – عدد لا يحصى من الكتل الضخمة السوداء من صنع الإنسان تدور حول الشمس الذهبية، وتطفو في الفراغ، مرتبة في تشكيل منظم يشبه الجدار. كشفت نظرة أقرب أن جانب هذه الهياكل المواجه للشمس كان مدفونًا بأسطح بلورية مقطوعة بعناية، تعكس ضوء الشمس. تحت هذه البلورات تكمن أجهزة ميكانيكية معقدة، ربما مصممة لضبط اتجاه البلورات، مما يشير إلى غرض – ربما آلية حصاد الطاقة المصممة لالتقاط طاقة الشمس؟

وبدهشة شديدة، درس دنكان هذه المجموعة المدارية من “الصخور العملاقة” حول الشمس، ولاحظ ترتيبها في غلاف كروي واسع غير محكم البنية في الفراغ المحيط بالنجم المركزي. ولاحظ خطوطًا خافتة مشوهة من الضوء، شبيهة بحقول القوة، تربط بين كل جهاز عائم. وخلف هذا الهيكل “الكروي” الرائع، في أعماق الظلام اللامحدودة، كانت تلوح ظلال أكثر غموضًا، وتفاصيلها محجوبة عن بعد وتداخل ضوء الشمس.

وبدهشة شديدة، درس دنكان هذه المجموعة المدارية من “الصخور العملاقة” حول الشمس، ولاحظ ترتيبها في غلاف كروي واسع غير محكم البنية في الفراغ المحيط بالنجم المركزي. ولاحظ خطوطًا خافتة مشوهة من الضوء، شبيهة بحقول القوة، تربط بين كل جهاز عائم. وخلف هذا الهيكل “الكروي” الرائع، في أعماق الظلام اللامحدودة، كانت تلوح ظلال أكثر غموضًا، وتفاصيلها محجوبة عن بعد وتداخل ضوء الشمس.

[**: اللورد السفلي هو LH-01. ولاهيم هو LH-02.]

ما هي هذه الظلال الغامضة؟ هل كانت كواكب بعيدة؟ أم مساكن فضائية؟ أم مركبات فضائية هائلة؟ أم ربما كانت مراكز التحكم المكلفة بصيانة وتشغيل غلاف دايسون المذهلة هذه؟

ومع ذلك، اختفت فجأة رؤية الشمس الذهبية الرائعة وهيكل كرة دايسون المذهل، واستبدل بظلام شامل يلف رؤيته من كل زاوية.

غلاف دايسون**

غلاف دايسون هو هيكل افتراضي ضخم يطوّق النجم بشكل كامل ويستولي على نسبة كبيرة من طاقته المنبعثة. هذا المفهوم هو عبارة عن تجربة فكرية تحاول شرح كيفية حصول الحضارات الفضائية على متطلباتها من الطاقة عندما تتجاوز هذه المتطلبات الحد الذي تستطيع هذه الحضارات توليدها من مصادر كوكبها بمفرده. يصل جزء صغير جدًا من انبعاثات طاقة النجم إلى سطح أي كوكب يدور حوله. تمكن هذه الهياكل المبنية المطوقة للنجم الحضارة الفضائية بالحصول على المزيد من الطاقة.

بدا الأمر وكأن الوقت يمتد إلى أجل غير مسمى قبل أن يتحدث رأس الماعز أخيرًا مرة أخرى، وكان صوته يحمل نغمة من التعقيد، “… في ‘كتاب التجديف’، سُجل أنه خلال الليلة الطويلة الثالثة، أُلقيت ‘عشائر’ معينة في الظلام…”

ناضل دنكان لتحويل انتباهه عن مجموعة القذائف الكروية الواسعة في الفضاء، واستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يستعيد رباطة جأشه عند إدراك الطبيعة الحقيقية لرؤيته.

ناضل دنكان لتحويل انتباهه عن مجموعة القذائف الكروية الواسعة في الفضاء، واستغرق الأمر وقتًا أطول حتى يستعيد رباطة جأشه عند إدراك الطبيعة الحقيقية لرؤيته.

لم تكن البيانات المخزنة داخل البلورة، والتي خلفها أَنسال الشمس، سجلًا للحقائق المظلمة المحرمة أو المعرفة الفاسدة للعواهل القدماء. بل كشفت بدلًا من ذلك عن وجود كرة دايسون القديمة – وهي بنية ضخمة رائعة ومثيرة للقلق في نفس الوقت.

“ماذا رأيت؟” سأل بصوت مشوب بالقلق.

ضيق دنكان عينيه بتأمل. كانت هذه في الواقع حقائق مظلمة ومعارف فاسدة من عصور مضت – بقايا من عصر البحر العميق، وبقايا من عوالم أخرى، صالحة في حقائق رياضية بديلة. كانت كرة دايسون، التي صورت وُعمت بمعايير كون غريب، تجسد الفساد والتلوث المطلق.

ولكن من المفارقات أن هذه الشمس لم تبعث أي دفء. فلم يشعر دنكان بحرارة بالقرب منها، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع المشهد الناري الذي قدمته. فقد كانت تحترق بصمت، وكان برودتها أقرب إلى صورة مسجلة منها إلى نجم حي.

بعد أن خرج من صدمته الأولية، سار دنكان نحو حافة الصخرة السوداء الضخمة تحته. وتحولت أفكاره إلى “الأمل الجديد”، المركبة الفضائية التي تحطمت في عالمهم. هل أصبحت هي أيضًا تلوثًا لهذا العالم؟ وما التغييرات التي طرأت عليها بعد هبوطها؟

“…لا يزال هناك فائض بنسبة 3%، مما يسمح بإجراء المزيد من التعديلات…”

كان دنكان يقف عند حافة مجمع الطاقة النجمي هذا، وينظر إلى الأسفل. اختفى الغلاف الميكانيكي شديد الانحدار الذي يشبه الجرف في الظلام الشاسع الذي لا يمكن فهمه أدناه. هنا، فقدت المفاهيم المعتادة “للأعلى” و”للأسفل” معناها. كانت الجاذبية من النجم البعيد هي الاتجاه “الأسفل” الوحيد هنا. ومع ذلك، شعر وكأنه يقف على أرض صلبة، وليس تائهًا في الكون ولا تحت تأثير جاذبية الشمس.

راقب دنكان باهتمام شديد بينما بدأت ألسنة اللهب تلتهم البلورة. وسرعان ما انتشرت النيران، وتسللت عبر الشبكة المجهرية المعقدة ثلاثية الأبعاد للبلورة. وتزامن هذا الغزو الناري مع انغماس عميق في وعي دنكان، مما دفعه إلى رحلة ذهنية عميقة.

لقد ذكّره هذا التنافر بين فهمه العقلاني وإدراكه الحسي بأنه كان يعيش رؤية، وهي جزء من الواقع التقطت داخل ما كان يُعرف باسم “النموذج التجديفي”.

كان دنكان يقف عند حافة مجمع الطاقة النجمي هذا، وينظر إلى الأسفل. اختفى الغلاف الميكانيكي شديد الانحدار الذي يشبه الجرف في الظلام الشاسع الذي لا يمكن فهمه أدناه. هنا، فقدت المفاهيم المعتادة “للأعلى” و”للأسفل” معناها. كانت الجاذبية من النجم البعيد هي الاتجاه “الأسفل” الوحيد هنا. ومع ذلك، شعر وكأنه يقف على أرض صلبة، وليس تائهًا في الكون ولا تحت تأثير جاذبية الشمس.

ما هي الأسرار التي تخفيها هذه الرؤية المسجلة؟ وهل كانت هناك اكتشافات أخرى لم تكتشف بعد؟

“إن الكيانات المدرجة في هذا الجزء من القائمة لا يمكنها الصمود في وجه التحول، وتكاليف الحفاظ عليها باهظة للغاية… ويجب التخلي عنها.”

ركز دنكان على النيران التي كانت تحت سيطرته، ووجهها إلى عمق البلورة، مما سمح لوعيه بالتعمق أكثر في أسرارها.

ركز دنكان على النيران التي كانت تحت سيطرته، ووجهها إلى عمق البلورة، مما سمح لوعيه بالتعمق أكثر في أسرارها.

ومع ذلك، اختفت فجأة رؤية الشمس الذهبية الرائعة وهيكل كرة دايسون المذهل، واستبدل بظلام شامل يلف رؤيته من كل زاوية.

“ليس لدينا خيار سوى التخلي عنهم.”

على عكس توقعاته، لم يشهد دنكان سقوط الحضارة التي بنت كرة دايسون ولا تصادمًا كارثيًا بين العوالم. بل وجد نفسه في فراغ ما بعد نهاية العالم، في فوضى مظلمة أعقبت انقراض كل شيء.

“ماذا رأيت؟” سأل بصوت مشوب بالقلق.

في هذا الظلام الدامس، حيث بدا أن الزمن قد فقد معناه، بدأ دنكان يشك في وجود أي معلومات أخرى داخل البلورة. ولكن عندما تسلل الشك إلى أفكاره، ظهر وميض من الضوء بشكل غير متوقع داخل رؤيته.

لم يتراجع، وشارك كل تفاصيل المعلومات التي شهدها وسمعها في أعماق البلورة مع رأس الماعز قبله.

ظهرت عدة أشعة من الضوء، كل منها يحمل أشكالًا خافتة غير واضحة – بعضها ضخم، وبعضها الآخر ذو شكل غريب، وبعضها الآخر ملتوي وغير متبلور. لقد أفلتت الخطوط الحقيقية لهذه الأضواء الشبحية من إدراكه، لكن أصواتها لم تكن كذلك. ترددت في ذهنه:

“… التوافق أقل بكثير من التوقعات، و’ملك الأحلام’ فشل أيضًا… يجب علينا تعديل الخطة…”

“… التوافق أقل بكثير من التوقعات، و’ملك الأحلام’ فشل أيضًا… يجب علينا تعديل الخطة…”

على عكس توقعاته، لم يشهد دنكان سقوط الحضارة التي بنت كرة دايسون ولا تصادمًا كارثيًا بين العوالم. بل وجد نفسه في فراغ ما بعد نهاية العالم، في فوضى مظلمة أعقبت انقراض كل شيء.

“لا يمكن للملاجئ أن تحمي الجميع… إن ظروف بقاء بعض الكيانات قاسية للغاية، مما يجعل من غير الممكن ضمان الحفاظ عليها مع الحفاظ على سلامة الآخرين…”

“…أولًا، نحتاج إلى تحديد عتبة التوافق، ثم المحاكاة… لقد صاغ LH-01 خطة، لإنشاء مرساة مستقرة لتعظيم الحفاظ عليها… ولكن مع ذلك، لا يزال يتعين التخلي عن بعضها…”

“…يجب علينا أن نعد قائمة بالأشخاص الذين لم تُضمن فيها…”

“…لا يزال هناك فائض بنسبة 3%، مما يسمح بإجراء المزيد من التعديلات…”

“من سيتخذ هذا القرار؟ وبأي معايير ستُوضع القائمة؟”

“ماذا رأيت؟” سأل بصوت مشوب بالقلق.

“…أولًا، نحتاج إلى تحديد عتبة التوافق، ثم المحاكاة… لقد صاغ LH-01 خطة، لإنشاء مرساة مستقرة لتعظيم الحفاظ عليها… ولكن مع ذلك، لا يزال يتعين التخلي عن بعضها…”

“من سيتخذ هذا القرار؟ وبأي معايير ستُوضع القائمة؟”

[**: اللورد السفلي هو LH-01. ولاهيم هو LH-02.]

وبعد أن انتهى من سرد تجربته، ساد صمت عميق غرفة القبطان.

أعقب ذلك ضوضاء صاخبة، مما يشير إلى وجود أجزاء مفقودة في التسجيل، مما جعل دنكان يعاني من صداع مربك. ولكن وسط الضوضاء، تمكن من تمييز رسائل واضحة ومميزة:

ركز دنكان على النيران التي كانت تحت سيطرته، ووجهها إلى عمق البلورة، مما سمح لوعيه بالتعمق أكثر في أسرارها.

“إن الكيانات المدرجة في هذا الجزء من القائمة لا يمكنها الصمود في وجه التحول، وتكاليف الحفاظ عليها باهظة للغاية… ويجب التخلي عنها.”

“ليس لدينا خيار سوى التخلي عنهم.”

“…لا يزال هناك فائض بنسبة 3%، مما يسمح بإجراء المزيد من التعديلات…”

“ليس لدينا خيار سوى التخلي عنهم.”

“…تتطلب هذه الكائنات بيئة نجمية محددة لوجودها، وأشعة الشمس التي تشعها قاتلة للكيانات الأخرى… لا يمكن لخطة LH-01 تلبية هذا المطلب… الوقت ينفد.”

الفصل 650 “ذاكرة البلورة”

“ليس لدينا خيار سوى التخلي عنهم.”

“هل هذه هي الشمس السوداء؟ هل أراها مرة أخرى؟” تساءل دنكان بصوت عالٍ. ومع ذلك، سرعان ما أدرك أن هذه الشمس الذهبية الباردة تختلف عن “الشمس السوداء” التي رآها في رؤى سابقة. كانت تفتقر إلى الهياكل الشريرة التي تشبه المجسات والمظهر الغريب للعين الشاحبة المحتضرة. والجدير بالذكر أن هذه الشمس لم تصدر أي صرخات يائسة طلبًا للمساعدة. كانت مجرد صدى مرئي لنجم حقيقي ذات يوم.

فجأة، حطم صوت مدوٍ أشبه بالخيال الأصوات والظلام الذي اجتاح المكان. شعر دنكان وكأنه وصل إلى أعمق طبقة من المعلومات المسجلة – ولم تظهر أي بيانات أخرى. وفي خضم هذا الارتباك الشديد الذي أعقب ذلك، انسحب وعيه بسرعة من أعماق البلورة.

لقد استخرجت المعلومات الموجودة داخل البلورة بالكامل، ومعها “النموذج التجديفي”، وهو شذوذ لم يكن من المفترض أن يوجد في هذا الواقع البعدي، فقد استقراره وتفكك.

عندما فتح عينيه، وجد دنكان نفسه عائدًا إلى البيئة المألوفة للكابينة، وهو يشاهد الكريستال الذهبي الباهت في يده يتحلل بسرعة إلى رماد تحت وهج شعلة خضراء خافتة.

“…تتطلب هذه الكائنات بيئة نجمية محددة لوجودها، وأشعة الشمس التي تشعها قاتلة للكيانات الأخرى… لا يمكن لخطة LH-01 تلبية هذا المطلب… الوقت ينفد.”

لقد استخرجت المعلومات الموجودة داخل البلورة بالكامل، ومعها “النموذج التجديفي”، وهو شذوذ لم يكن من المفترض أن يوجد في هذا الواقع البعدي، فقد استقراره وتفكك.

ما هي هذه الظلال الغامضة؟ هل كانت كواكب بعيدة؟ أم مساكن فضائية؟ أم مركبات فضائية هائلة؟ أم ربما كانت مراكز التحكم المكلفة بصيانة وتشغيل غلاف دايسون المذهلة هذه؟

فرك دنكان يديه معًا، وشاهد آخر بقايا رماد البلورة تذوب في الهواء.

 

رفع نظره ليلتقي بنظرة رأس الماعز الفضولية والعصبية.

ظهرت عدة أشعة من الضوء، كل منها يحمل أشكالًا خافتة غير واضحة – بعضها ضخم، وبعضها الآخر ذو شكل غريب، وبعضها الآخر ملتوي وغير متبلور. لقد أفلتت الخطوط الحقيقية لهذه الأضواء الشبحية من إدراكه، لكن أصواتها لم تكن كذلك. ترددت في ذهنه:

“ماذا رأيت؟” سأل بصوت مشوب بالقلق.

وبدهشة شديدة، درس دنكان هذه المجموعة المدارية من “الصخور العملاقة” حول الشمس، ولاحظ ترتيبها في غلاف كروي واسع غير محكم البنية في الفراغ المحيط بالنجم المركزي. ولاحظ خطوطًا خافتة مشوهة من الضوء، شبيهة بحقول القوة، تربط بين كل جهاز عائم. وخلف هذا الهيكل “الكروي” الرائع، في أعماق الظلام اللامحدودة، كانت تلوح ظلال أكثر غموضًا، وتفاصيلها محجوبة عن بعد وتداخل ضوء الشمس.

“…لقد أُكدت عملية هجرانهم، كما هو مسجل في ‘كتاب التجديف’، مرة أخرى،” رد دنكان بحزم.

“…أولًا، نحتاج إلى تحديد عتبة التوافق، ثم المحاكاة… لقد صاغ LH-01 خطة، لإنشاء مرساة مستقرة لتعظيم الحفاظ عليها… ولكن مع ذلك، لا يزال يتعين التخلي عن بعضها…”

لم يتراجع، وشارك كل تفاصيل المعلومات التي شهدها وسمعها في أعماق البلورة مع رأس الماعز قبله.

وبدهشة شديدة، درس دنكان هذه المجموعة المدارية من “الصخور العملاقة” حول الشمس، ولاحظ ترتيبها في غلاف كروي واسع غير محكم البنية في الفراغ المحيط بالنجم المركزي. ولاحظ خطوطًا خافتة مشوهة من الضوء، شبيهة بحقول القوة، تربط بين كل جهاز عائم. وخلف هذا الهيكل “الكروي” الرائع، في أعماق الظلام اللامحدودة، كانت تلوح ظلال أكثر غموضًا، وتفاصيلها محجوبة عن بعد وتداخل ضوء الشمس.

ومع ذلك، فقد امتنع عن مناقشة تعقيدات مفاهيم مثل “كرة دايسون” – مثل هذه التعقيدات كانت معقدة للغاية بحيث لا يمكن شرحها في محادثة قصيرة.

ولكن من المفارقات أن هذه الشمس لم تبعث أي دفء. فلم يشعر دنكان بحرارة بالقرب منها، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع المشهد الناري الذي قدمته. فقد كانت تحترق بصمت، وكان برودتها أقرب إلى صورة مسجلة منها إلى نجم حي.

وبعد أن انتهى من سرد تجربته، ساد صمت عميق غرفة القبطان.

عندما فتح دنكان عينيه، استقبله مشهد مذهل. كان يقف على صخرة سوداء ضخمة تطفو في فراغ لا نهاية له. أمامه، توهجت الشمس الذهبية بشكل مهيب، وكان سطحها عبارة عن بحر مضطرب من النيران، مع ومضات شمسية هائلة ترتفع وتهبط في الفراغ الصامت للفضاء.

بدا الأمر وكأن الوقت يمتد إلى أجل غير مسمى قبل أن يتحدث رأس الماعز أخيرًا مرة أخرى، وكان صوته يحمل نغمة من التعقيد، “… في ‘كتاب التجديف’، سُجل أنه خلال الليلة الطويلة الثالثة، أُلقيت ‘عشائر’ معينة في الظلام…”

كان دنكان يقف عند حافة مجمع الطاقة النجمي هذا، وينظر إلى الأسفل. اختفى الغلاف الميكانيكي شديد الانحدار الذي يشبه الجرف في الظلام الشاسع الذي لا يمكن فهمه أدناه. هنا، فقدت المفاهيم المعتادة “للأعلى” و”للأسفل” معناها. كانت الجاذبية من النجم البعيد هي الاتجاه “الأسفل” الوحيد هنا. ومع ذلك، شعر وكأنه يقف على أرض صلبة، وليس تائهًا في الكون ولا تحت تأثير جاذبية الشمس.

توقف رأس الماعز، ثم سأل فجأة، “ما رأيك في هذا الأمر؟ هل تجد تصرفات أنسال الشمس… مبررة الآن؟”

ظهرت عدة أشعة من الضوء، كل منها يحمل أشكالًا خافتة غير واضحة – بعضها ضخم، وبعضها الآخر ذو شكل غريب، وبعضها الآخر ملتوي وغير متبلور. لقد أفلتت الخطوط الحقيقية لهذه الأضواء الشبحية من إدراكه، لكن أصواتها لم تكن كذلك. ترددت في ذهنه:

“في مثل هذه الأمور، لا معنى لمناقشة الصواب والخطأ،” هز دنكان رأسه. “لم يُبنَ العالم على العدل. لا أعرف ما هي الحالة التي كان عليها هذا العالم قبل الإبادة الكبرى، قبل بدء عصر البحر العميق، وكم عدد الخطط التي وضعها ‘الملوك’ الذين حاولوا بناء الملاجئ، وكم عدد التنازلات التي قدموها. إن انتقاد الخيارات التي اتخذها الأسلاف من موقف مستقر أمر أحمق وقصير النظر، وخاصة من وجهة نظرنا الحالية… أي شكل من أشكال ‘التعاطف’ غير عقلاني وغير ضروري.”

توقف رأس الماعز، ثم سأل فجأة، “ما رأيك في هذا الأمر؟ هل تجد تصرفات أنسال الشمس… مبررة الآن؟”

“أنت على حق،” قال رأس الماعز بهدوء بعد توقف.

“…أولًا، نحتاج إلى تحديد عتبة التوافق، ثم المحاكاة… لقد صاغ LH-01 خطة، لإنشاء مرساة مستقرة لتعظيم الحفاظ عليها… ولكن مع ذلك، لا يزال يتعين التخلي عن بعضها…”

لم يقل دنكان شيئًا آخر، بل أومأ برأسه بلطف، ثم وقع نظره على “الشمس” الصغيرة التي حصلت عليها فانا من يدي العملاق.

“ماذا رأيت؟” سأل بصوت مشوب بالقلق.


اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

وبعد أن أدرك دنكان هذا، تحول تركيزه من الشمس الباردة إلى الهيكل الأسود الضخم تحت قدميه. إنه عملاق من صنع الإنسان! كان سطحه مصقولًا ومزينًا بأخاديد ونقوش متعمدة من صنع الإنسان، تعكس لمعانًا معدنيًا رقيقًا. وكانت النتوءات غير المعروفة الغرض، والتي ربما تكون مصنوعة من بلورات غريبة، تزين الهيكل في نقاط استراتيجية.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

امتدت نظرة دنكان إلى ما وراء حافة الصخرة الضخمة، إلى الظلام اللامتناهي المحيط بالشمس الذهبية. رأى المزيد من هذه الهياكل – عدد لا يحصى من الكتل الضخمة السوداء من صنع الإنسان تدور حول الشمس الذهبية، وتطفو في الفراغ، مرتبة في تشكيل منظم يشبه الجدار. كشفت نظرة أقرب أن جانب هذه الهياكل المواجه للشمس كان مدفونًا بأسطح بلورية مقطوعة بعناية، تعكس ضوء الشمس. تحت هذه البلورات تكمن أجهزة ميكانيكية معقدة، ربما مصممة لضبط اتجاه البلورات، مما يشير إلى غرض – ربما آلية حصاد الطاقة المصممة لالتقاط طاقة الشمس؟

“أنت على حق،” قال رأس الماعز بهدوء بعد توقف.

 

لم يقل دنكان شيئًا آخر، بل أومأ برأسه بلطف، ثم وقع نظره على “الشمس” الصغيرة التي حصلت عليها فانا من يدي العملاق.

امتدت نظرة دنكان إلى ما وراء حافة الصخرة الضخمة، إلى الظلام اللامتناهي المحيط بالشمس الذهبية. رأى المزيد من هذه الهياكل – عدد لا يحصى من الكتل الضخمة السوداء من صنع الإنسان تدور حول الشمس الذهبية، وتطفو في الفراغ، مرتبة في تشكيل منظم يشبه الجدار. كشفت نظرة أقرب أن جانب هذه الهياكل المواجه للشمس كان مدفونًا بأسطح بلورية مقطوعة بعناية، تعكس ضوء الشمس. تحت هذه البلورات تكمن أجهزة ميكانيكية معقدة، ربما مصممة لضبط اتجاه البلورات، مما يشير إلى غرض – ربما آلية حصاد الطاقة المصممة لالتقاط طاقة الشمس؟

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط