You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 654

زيارة في الظل

زيارة في الظل

الفصل 654 “زيارة في الظل”

هبت نسمة باردة غير مبررة على رقبة ريتشارد، حاملة معها همسات خافتة بالكاد يمكن سماعها، بدت وكأنها تأتي من زوايا غرفته المظلمة. كانت تفاصيل كابوسه قد تلاشت بالفعل من ذاكرته. لم يستطع أن يتذكر ما حلم به، فقط شعر بعدم ارتياح مستمر يشبه صداع الكحول في أعماق قلبه. هدأ هذا الشعور ببطء، تاركًا وراءه انطباعًا غامضًا.

في قاعة اجتماع كبيرة مزينة بشكل متقن، وأسقفها وجدرانها مزينة بلوحات جدارية معقدة، جلس كيان وحشي يُعرف باسم “القديس” على منصة مرتفعة.

وكأنهم نجوا من العقاب الشديد، خرج أتباع طائفة الإبادة بسرعة عبر أبواب مختلفة، تاركين فقط رجال المعتقد الأعلى رتبة بالقرب من المنصة.

وفوقه، كان “التاج”، وهو هيكل مخيف مصنوع من عظام داكنة ملتوية، يرتفع عاليًا. وفي قاعدته، كانت شبكة من الأعصاب والأوعية الدموية تتشابك معًا، تتخللها عيون نصف مفتوحة. وداخل هذا التاج الغريب كان هناك دماغ، موضوع بشكل آمن داخل إطار العظام، وكان يهمس بين الحين والآخر بصوت خافت ويتحرك قليلـًا.

وكان من المعروف بين الحاضرين أن القديس كان في مزاج سيئ بشكل خاص بسبب توقف أنشطته بشكل مفاجئ وغير متوقع.

وعلى أطراف القاعة، وقف رجال الدين من ذوي الرتب الدنيا وأعضاء الجماعة العلمانيون في صمت، محافظين على مسافة محترمة من المنصة لتجنب نظرات القديس الخافتة. كان الجو متوترًا، وكان الهواء كثيفـًا بسبب القلق.

تبادل رجال المعتقد الأعلى نظرات قلق، تلاها صمت متوتر حتى كسره أحدهم بحذر، “أنت تقول… بعد سقوط نسل الشمس، فإن الظل الذي تسبب في سقوطه لا يزال يتقدم نحونا؟”

وكان من المعروف بين الحاضرين أن القديس كان في مزاج سيئ بشكل خاص بسبب توقف أنشطته بشكل مفاجئ وغير متوقع.

وبعد دقيقة واحدة، استيقظ ريتشارد فجأة من كابوس مضطرب عابر.

لقد جاء الأمر بالتوقف من القديس نفسه، ولكن من الواضح أن هذا لم يكن تطورًا مرضيًا أو مخططًا له.

وفوقه، كان “التاج”، وهو هيكل مخيف مصنوع من عظام داكنة ملتوية، يرتفع عاليًا. وفي قاعدته، كانت شبكة من الأعصاب والأوعية الدموية تتشابك معًا، تتخللها عيون نصف مفتوحة. وداخل هذا التاج الغريب كان هناك دماغ، موضوع بشكل آمن داخل إطار العظام، وكان يهمس بين الحين والآخر بصوت خافت ويتحرك قليلـًا.

وبعد صمت طويل وثقيل، أمر صوت فجأة جميع رجال المعتقد من ذوي الرتب الدنيا وأتباعهم بـ “المغادرة”.

“إنه يقترب.” بعد فترة توقف طويلة، ملأ صوت القديس العميق الرنان القاعة فجأة، ونشر شعورًا ملموسًا بالخوف والرعب. حتى أن قلوب رجال المعتقد المتصلبين في طائفة الإبادة ارتجفت بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

وكأنهم نجوا من العقاب الشديد، خرج أتباع طائفة الإبادة بسرعة عبر أبواب مختلفة، تاركين فقط رجال المعتقد الأعلى رتبة بالقرب من المنصة.

“لقد جاؤوا إليك… لا تضيع الوقت.”

كسر رجل معتقد كبير يرتدي رداءً أسودًا وشعرًا رماديًا ممشطًا بعناية، وتحدث، “أيها القديس، لدينا أخبار من موك وسيبرود. لقد بدأ الجان، الذين أصيبوا بنوم غامض وتدهور في مدن مختلفة، في التعافي.”

وفوقه، كان “التاج”، وهو هيكل مخيف مصنوع من عظام داكنة ملتوية، يرتفع عاليًا. وفي قاعدته، كانت شبكة من الأعصاب والأوعية الدموية تتشابك معًا، تتخللها عيون نصف مفتوحة. وداخل هذا التاج الغريب كان هناك دماغ، موضوع بشكل آمن داخل إطار العظام، وكان يهمس بين الحين والآخر بصوت خافت ويتحرك قليلـًا.

أضاف رئيس كهنة آخر بسرعة، “لقد اختفت البوابة المؤدية إلى عالم الأحلام، ولم تعد جمجمة الأحلام تستجيب لطقوس دمنا. يبدو أن المجهول قد لا يكون موجودًا بعد الآن. لم نسمع بعد من أتباع الشمس.”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

من داخل التاج الهيكلي، رد صوت، “لن يتصلوا بنا مرة أخرى. زعيم هذه العملية، نسل الشمس، قد مات. زواله سوف يلقي بالشمسيين في فترة طويلة من الفوضى… مع رحيل أحد قادتهم، من المرجح أن يتفكك الفصيل الذي عمل معنا.”

في ظل هذا الجو المتوتر والمخيف، ظل القديس صامتًا. وبدلـًا من ذلك، رفع ببطء سيقان الأعين حولهم. وعلى أطراف هذه الزوائد المتموجة، اجتاحت أعين عديدة القاعة، وبدت نظراتها الثاقبة وكأنها تراقب ما وراء الجدران، وتفحص السفينة بأكملها.

أثار هذا الخبر ضجة بين رجال المعتقد رفيعي المستوى المجتمعين حول المنصة. وبعد لحظة من الصدمة، سأل رجل الدين ذو الشعر الرمادي، مندهشًا بشكل واضح، “هل مات نسل الشمس؟ كيف؟ هل كانت هناك حادثة في أعماق عالم الأحلام؟”

وكان من المعروف بين الحاضرين أن القديس كان في مزاج سيئ بشكل خاص بسبب توقف أنشطته بشكل مفاجئ وغير متوقع.

“التفاصيل غامضة بالنسبة لي. لم أشعر إلا بضوءه يتلاشى في نهاية مساره. ظهر ظل ضخم مخيف حيث خفت ضوءه، وهذا الظل يستمر في التحرك أقرب إلينا.”

“إنها قادمة للزيارة…”

تبادل رجال المعتقد الأعلى نظرات قلق، تلاها صمت متوتر حتى كسره أحدهم بحذر، “أنت تقول… بعد سقوط نسل الشمس، فإن الظل الذي تسبب في سقوطه لا يزال يتقدم نحونا؟”

وعلى أطراف القاعة، وقف رجال الدين من ذوي الرتب الدنيا وأعضاء الجماعة العلمانيون في صمت، محافظين على مسافة محترمة من المنصة لتجنب نظرات القديس الخافتة. كان الجو متوترًا، وكان الهواء كثيفـًا بسبب القلق.

أجاب القديس ببطء وبكل جدية، “إن مصيرنا محاط بالظلام، ولم يرتفع بعد.

لقد جاء الأمر بالتوقف من القديس نفسه، ولكن من الواضح أن هذا لم يكن تطورًا مرضيًا أو مخططًا له.

وأضاف رئيس كهنة آخر بتردد، “لقد وضعنا أنفسنا بعيدًا عن أي مدن كبرى وطرق تجارية رئيسية، علاوة على ذلك، تمكنا من التهرب من أساطيل الدوريات التابعة للكنائس الأربع الكبرى على الحدود…”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

قبل أن يتمكن من إنهاء حديثه، قاطعه رجل معتقد آخر على عجل، “كانت قوات العواهل الأربع نشطة بشكل غير عادي مؤخرًا. لقد حشدوا عددًا كبيرًا من الأساطيل بالقرب من الحدود الشرقية، مما أضعف قدراتهم على الدوريات في المناطق الأخرى. تمكنا من التسلل دون أن يلاحظنا أحد ويجب أن نصل قريبًا إلى ‘الأرض المقدسة’…”

أثار هذا الخبر ضجة بين رجال المعتقد رفيعي المستوى المجتمعين حول المنصة. وبعد لحظة من الصدمة، سأل رجل الدين ذو الشعر الرمادي، مندهشًا بشكل واضح، “هل مات نسل الشمس؟ كيف؟ هل كانت هناك حادثة في أعماق عالم الأحلام؟”

وقد ساهم رجل معتقد آخر قائلـًا، “إن ‘الأرض المقدسة’ محاطة بضباب كثيف عند حدودها، ويحميها ‘اللورد’. وحتى سفن فلك أتباع العواهب الأربع لا تستطيع اختراقها…”

من داخل التاج الهيكلي، رد صوت، “لن يتصلوا بنا مرة أخرى. زعيم هذه العملية، نسل الشمس، قد مات. زواله سوف يلقي بالشمسيين في فترة طويلة من الفوضى… مع رحيل أحد قادتهم، من المرجح أن يتفكك الفصيل الذي عمل معنا.”

وبينما كان رجال المعتقد ينخرطون في الحديث بحرية أكبر، بدا أن شعورًا خادعًا بالأمان قد نشأ بينهم. ولكن القديس، الجالس على المنصة، ظل صامتًا بشكل مخيف. وتلاشى الحديث حول المنصة تدريجيًا، وصمت رجال الدين بحكمة.

وبينما كان رجال المعتقد ينخرطون في الحديث بحرية أكبر، بدا أن شعورًا خادعًا بالأمان قد نشأ بينهم. ولكن القديس، الجالس على المنصة، ظل صامتًا بشكل مخيف. وتلاشى الحديث حول المنصة تدريجيًا، وصمت رجال الدين بحكمة.

“إنه يقترب.” بعد فترة توقف طويلة، ملأ صوت القديس العميق الرنان القاعة فجأة، ونشر شعورًا ملموسًا بالخوف والرعب. حتى أن قلوب رجال المعتقد المتصلبين في طائفة الإبادة ارتجفت بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

في قاعة اجتماع كبيرة مزينة بشكل متقن، وأسقفها وجدرانها مزينة بلوحات جدارية معقدة، جلس كيان وحشي يُعرف باسم “القديس” على منصة مرتفعة.

لقد أدرك رئيس الكهنة بسرعة معنى كلمات القديس، “أنت تقصد… الشبح الذي ظهر من الفضاء الفرعي…”

في مخيلته، تشكلت صورة أنيقة لسيدة تدريجيًا، وبينما يرسم، بدأت هذه الصورة تتشكل على الورق، وجلبت يده بمهارة الرؤية إلى الحياة.

“إنه أمر لا يصدق! لم نتفاعل مع أتباعه منذ ذلك الحين…” صاح رجل معتقد آخر في حالة من عدم التصديق، “لقد انسحبنا من حلم المجهول قبل أن يخضع لتغييرات كبيرة. كان ينبغي لنا أن نقطع كل الاتصالات مع ‘هو’…”

أجاب القديس ببطء وبكل جدية، “إن مصيرنا محاط بالظلام، ولم يرتفع بعد.

في ظل هذا الجو المتوتر والمخيف، ظل القديس صامتًا. وبدلـًا من ذلك، رفع ببطء سيقان الأعين حولهم. وعلى أطراف هذه الزوائد المتموجة، اجتاحت أعين عديدة القاعة، وبدت نظراتها الثاقبة وكأنها تراقب ما وراء الجدران، وتفحص السفينة بأكملها.

استمرت الهمسات الدقيقة والغامضة في التردد بهدوء في أرجاء الغرفة. وفي الجوار، ألقى الضوء بظلال متقلبة ومتغيرة على الحائط، فشكل أنماطًا تشبه خيوطًا فطرية متشابكة أو شبكة عنكبوتية غير مرئية بدت وكأنها تغلف المقصورة بأكملها.

في أعين القديس المنتفخة المشوهة، كان انعكاس الهلاك الوشيك واضحًا. تومض شعلة خضراء في الظلال، مما يشير إلى الوجود الوشيك الذي سيظهر قريبًا في البحر. لقد تنبأوا بالموت والرعب الوشيكين – كان من المقرر أن يلاقي أغلب من كانوا على متن هذه السفينة حتفهم قريبًا.

رمش ريتشارد ببطء، وشعر بالخدر والخمول العقلي يختفيان تدريجيًا من عقله. نهض من السرير وتوجه نحو خزانة قريبة. وبعد البحث لفترة قصيرة، وجد ما كان يبحث عنه.

أما بالنسبة لأولئك الذين قد ينجون، فإن مصيرهم سيكون أكثر قتامة من الموت.

وكان من المعروف بين الحاضرين أن القديس كان في مزاج سيئ بشكل خاص بسبب توقف أنشطته بشكل مفاجئ وغير متوقع.

كان القديس قد اعتاد بالفعل على رائحة الدماء المحروقة والصراخ الذي سيتبعها قريبًا. ومع ذلك، فإن معرفة أن الظل سيواصل تقدمه بلا هوادة على هذا المسار جلبت المزيد من اليأس أكثر من الوفيات الوشيكة. لم تكن هذه السفينة هي الوجهة النهائية؛ كانت مجرد محطة مؤقتة على مسار الظل المتوسع باستمرار.

“ستأتي سيدة المنزل… يا دمية جميلة…” تحدث الصوت الخافت مرة أخرى، وكانت نبرته هادئة وبعيدة.

تراجع القديس تدريجيًا عن سيقان عينيه، متأملًا في الخيارات التي اتخذها في المستقبل القريب ولكن المقيد. لقد زادت هذه القرارات باستمرار من قوتها، وحولت هذه السفينة إلى تعويذة هائلة لإرادة “اللورد”. ومع ذلك، في هذه المرحلة، أدركت حقيقة مزعجة: بغض النظر عن أفعالهم، سواء إنهاء عملياتهم فجأة في حلم المجهول، أو تغيير مسار “السفينة المقدسة”، أو حتى إخفاء هالة السفينة، لم يتمكنوا من الهروب من المستقبل المشؤوم الذي يلوح في الأفق فوقهم.

استيقظ ريتشارد من حالة اليقظة، وجلس على سريره.

بدا الأمر كما لو أن الظل يلف كل شيء وكل شخص – لقد أصبح وجودًا لا مفر منه، والأمر المخيف أنه بدا وكأنه تسلل بالفعل إلى السفينة.

وفوقه، كان “التاج”، وهو هيكل مخيف مصنوع من عظام داكنة ملتوية، يرتفع عاليًا. وفي قاعدته، كانت شبكة من الأعصاب والأوعية الدموية تتشابك معًا، تتخللها عيون نصف مفتوحة. وداخل هذا التاج الغريب كان هناك دماغ، موضوع بشكل آمن داخل إطار العظام، وكان يهمس بين الحين والآخر بصوت خافت ويتحرك قليلـًا.

‘هل أنت على متن السفينة بالفعل؟’

سأل رجل معتقد كبير، منتبهًا لهذا التحول، على الفور، “ماذا لاحظت؟”

في التاج الهيكلي الذي كان يقيم فيه القديس، توقف الدماغ المنتفخ والمتلوّي مؤقتًا عن حركته، واسترخيت الأنسجة العضوية المحيطة ببطء.

استمرت الهمسات الدقيقة والغامضة في التردد بهدوء في أرجاء الغرفة. وفي الجوار، ألقى الضوء بظلال متقلبة ومتغيرة على الحائط، فشكل أنماطًا تشبه خيوطًا فطرية متشابكة أو شبكة عنكبوتية غير مرئية بدت وكأنها تغلف المقصورة بأكملها.

أدرك القديس فجأة حقيقة ما، فلاحظ أن الظلال المنتشرة بدأت تضعف. وعلى البحر المجاور، بدأت النيران الخضراء المخيفة التي خرجت من الظلام تتلاشى.

أثار هذا الخبر ضجة بين رجال المعتقد رفيعي المستوى المجتمعين حول المنصة. وبعد لحظة من الصدمة، سأل رجل الدين ذو الشعر الرمادي، مندهشًا بشكل واضح، “هل مات نسل الشمس؟ كيف؟ هل كانت هناك حادثة في أعماق عالم الأحلام؟”

“لقد أمسكت بك،” همس القديس بهدوء.

تراجع القديس تدريجيًا عن سيقان عينيه، متأملًا في الخيارات التي اتخذها في المستقبل القريب ولكن المقيد. لقد زادت هذه القرارات باستمرار من قوتها، وحولت هذه السفينة إلى تعويذة هائلة لإرادة “اللورد”. ومع ذلك، في هذه المرحلة، أدركت حقيقة مزعجة: بغض النظر عن أفعالهم، سواء إنهاء عملياتهم فجأة في حلم المجهول، أو تغيير مسار “السفينة المقدسة”، أو حتى إخفاء هالة السفينة، لم يتمكنوا من الهروب من المستقبل المشؤوم الذي يلوح في الأفق فوقهم.

سأل رجل معتقد كبير، منتبهًا لهذا التحول، على الفور، “ماذا لاحظت؟”

وبعد دقيقة واحدة، استيقظ ريتشارد فجأة من كابوس مضطرب عابر.

“… استدعوا كل أولئك الذين خاضوا غمار حلم المجهول إلى هذه القاعة،” أمر القديس، بينما أعينهم تتعقب الظلام المتراجع على السفينة ورائحة الهلاك الوشيك التي تتلاشى بسرعة، “وخاصة أولئك الذين تفاعلوا مع الفتاة التي ترافق الكلب الأسود… ريتشارد، نعم، أحضره إلى هنا… ولكن افعل ذلك بمهارة، دون إثارة شكوكه، أرشده إلى هنا برفق.”

وبعد صمت طويل وثقيل، أمر صوت فجأة جميع رجال المعتقد من ذوي الرتب الدنيا وأتباعهم بـ “المغادرة”.

ومع انسحاب الظلام الدامس تمامًا من القاعة وتبدد الرائحة المشؤومة حول السفينة بسرعة، تراجعت النيران الخضراء إلى الظلال على سطح البحر في المستقبل القريب.

كان القديس قد استنتج بشكل صحيح أن الظل كان بالفعل على متن السفينة. وفي هذه اللحظة، أحسوا بـ”نقطة تحول” طفيفة في القدر – اختيار اتخذ بشكل صحيح، ونتيجة مواتية على ما يبدو.

كان القديس قد استنتج بشكل صحيح أن الظل كان بالفعل على متن السفينة. وفي هذه اللحظة، أحسوا بـ”نقطة تحول” طفيفة في القدر – اختيار اتخذ بشكل صحيح، ونتيجة مواتية على ما يبدو.

قبل أن يتمكن من إنهاء حديثه، قاطعه رجل معتقد آخر على عجل، “كانت قوات العواهل الأربع نشطة بشكل غير عادي مؤخرًا. لقد حشدوا عددًا كبيرًا من الأساطيل بالقرب من الحدود الشرقية، مما أضعف قدراتهم على الدوريات في المناطق الأخرى. تمكنا من التسلل دون أن يلاحظنا أحد ويجب أن نصل قريبًا إلى ‘الأرض المقدسة’…”

وخرج أحد رجال المعتقد الكبار من قاعة الاجتماع بسرعة لتنفيذ أوامر القديس.

الفصل 654 “زيارة في الظل”

وبعد توقف قصير، أصدر القديس على المنصة أمرًا آخر، “بالإضافة إلى ذلك، أوقفوا السفينة.”

كسر رجل معتقد كبير يرتدي رداءً أسودًا وشعرًا رماديًا ممشطًا بعناية، وتحدث، “أيها القديس، لدينا أخبار من موك وسيبرود. لقد بدأ الجان، الذين أصيبوا بنوم غامض وتدهور في مدن مختلفة، في التعافي.”

ورغم أن الخطر المباشر بدا وكأنه قد خفت حدته، إلا أن قلقًا مستمرًا خيم على قلب القديس. ومن غير المرجح أن يتم حل الموقف بهذه السهولة. وربما لا يكون من السهل الهروب من الشبح الذي عاد من الفضاء.

لقد أدرك رئيس الكهنة بسرعة معنى كلمات القديس، “أنت تقصد… الشبح الذي ظهر من الفضاء الفرعي…”

وبدافع من الحذر اللازم، قرر القديس أن تبقى السفينة مؤقتًا في هذه المياه، ومنع أي تقدم إضافي نحو الأراضي المقدسة حتى يتأكدوا من تحييد جميع التهديدات…

سأل رجل معتقد كبير، منتبهًا لهذا التحول، على الفور، “ماذا لاحظت؟”

وبعد دقيقة واحدة، استيقظ ريتشارد فجأة من كابوس مضطرب عابر.

وكان من المعروف بين الحاضرين أن القديس كان في مزاج سيئ بشكل خاص بسبب توقف أنشطته بشكل مفاجئ وغير متوقع.

هبت نسمة باردة غير مبررة على رقبة ريتشارد، حاملة معها همسات خافتة بالكاد يمكن سماعها، بدت وكأنها تأتي من زوايا غرفته المظلمة. كانت تفاصيل كابوسه قد تلاشت بالفعل من ذاكرته. لم يستطع أن يتذكر ما حلم به، فقط شعر بعدم ارتياح مستمر يشبه صداع الكحول في أعماق قلبه. هدأ هذا الشعور ببطء، تاركًا وراءه انطباعًا غامضًا.

لقد أدرك رئيس الكهنة بسرعة معنى كلمات القديس، “أنت تقصد… الشبح الذي ظهر من الفضاء الفرعي…”

“إنها قادمة للزيارة…”

أضاف رئيس كهنة آخر بسرعة، “لقد اختفت البوابة المؤدية إلى عالم الأحلام، ولم تعد جمجمة الأحلام تستجيب لطقوس دمنا. يبدو أن المجهول قد لا يكون موجودًا بعد الآن. لم نسمع بعد من أتباع الشمس.”

بدا أن هذا الهمس، الذي كان أعلى من صوت التنفس، خرج من أعماق عقل ريتشارد نفسه.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

استيقظ ريتشارد من حالة اليقظة، وجلس على سريره.

في التاج الهيكلي الذي كان يقيم فيه القديس، توقف الدماغ المنتفخ والمتلوّي مؤقتًا عن حركته، واسترخيت الأنسجة العضوية المحيطة ببطء.

استمرت الهمسات الدقيقة والغامضة في التردد بهدوء في أرجاء الغرفة. وفي الجوار، ألقى الضوء بظلال متقلبة ومتغيرة على الحائط، فشكل أنماطًا تشبه خيوطًا فطرية متشابكة أو شبكة عنكبوتية غير مرئية بدت وكأنها تغلف المقصورة بأكملها.

سأل رجل معتقد كبير، منتبهًا لهذا التحول، على الفور، “ماذا لاحظت؟”

“ستأتي سيدة المنزل… يا دمية جميلة…” تحدث الصوت الخافت مرة أخرى، وكانت نبرته هادئة وبعيدة.

في ظل هذا الجو المتوتر والمخيف، ظل القديس صامتًا. وبدلـًا من ذلك، رفع ببطء سيقان الأعين حولهم. وعلى أطراف هذه الزوائد المتموجة، اجتاحت أعين عديدة القاعة، وبدت نظراتها الثاقبة وكأنها تراقب ما وراء الجدران، وتفحص السفينة بأكملها.

رمش ريتشارد ببطء، وشعر بالخدر والخمول العقلي يختفيان تدريجيًا من عقله. نهض من السرير وتوجه نحو خزانة قريبة. وبعد البحث لفترة قصيرة، وجد ما كان يبحث عنه.

“… استدعوا كل أولئك الذين خاضوا غمار حلم المجهول إلى هذه القاعة،” أمر القديس، بينما أعينهم تتعقب الظلام المتراجع على السفينة ورائحة الهلاك الوشيك التي تتلاشى بسرعة، “وخاصة أولئك الذين تفاعلوا مع الفتاة التي ترافق الكلب الأسود… ريتشارد، نعم، أحضره إلى هنا… ولكن افعل ذلك بمهارة، دون إثارة شكوكه، أرشده إلى هنا برفق.”

حمل بين يديه لفافة كبيرة من الورق وعدة أقلام – وهي أدوات كان يستخدمها غالبًا للتدرب على رسم الأحرف الرونية.

وبينما كان رجال المعتقد ينخرطون في الحديث بحرية أكبر، بدا أن شعورًا خادعًا بالأمان قد نشأ بينهم. ولكن القديس، الجالس على المنصة، ظل صامتًا بشكل مخيف. وتلاشى الحديث حول المنصة تدريجيًا، وصمت رجال الدين بحكمة.

توقف للحظة وهو يتأمل بهدوء الأشياء التي بين يديه. ثم انتشرت ابتسامة ببطء على وجه ريتشارد. أخذ الورقة والأقلام، وألقى بفراشه جانبًا على الأرض بلا مبالاة، وفك الورقة الكبيرة على السطح المستوي للوح السرير.

في قاعة اجتماع كبيرة مزينة بشكل متقن، وأسقفها وجدرانها مزينة بلوحات جدارية معقدة، جلس كيان وحشي يُعرف باسم “القديس” على منصة مرتفعة.

“لقد جاؤوا إليك… لا تضيع الوقت.”

أضاف رئيس كهنة آخر بسرعة، “لقد اختفت البوابة المؤدية إلى عالم الأحلام، ولم تعد جمجمة الأحلام تستجيب لطقوس دمنا. يبدو أن المجهول قد لا يكون موجودًا بعد الآن. لم نسمع بعد من أتباع الشمس.”

وبعد أن تبع الهمسات الغامضة في ذهنه، وبابتسامة على وجهه، انحنى ريتشارد إلى الأمام، حاملـًا قلم رصاص في يده، وبدأ يرسم بحركات ماهرة.

كان القديس قد اعتاد بالفعل على رائحة الدماء المحروقة والصراخ الذي سيتبعها قريبًا. ومع ذلك، فإن معرفة أن الظل سيواصل تقدمه بلا هوادة على هذا المسار جلبت المزيد من اليأس أكثر من الوفيات الوشيكة. لم تكن هذه السفينة هي الوجهة النهائية؛ كانت مجرد محطة مؤقتة على مسار الظل المتوسع باستمرار.

في مخيلته، تشكلت صورة أنيقة لسيدة تدريجيًا، وبينما يرسم، بدأت هذه الصورة تتشكل على الورق، وجلبت يده بمهارة الرؤية إلى الحياة.

“ستأتي سيدة المنزل… يا دمية جميلة…” تحدث الصوت الخافت مرة أخرى، وكانت نبرته هادئة وبعيدة.

قبل أن يتمكن من إنهاء حديثه، قاطعه رجل معتقد آخر على عجل، “كانت قوات العواهل الأربع نشطة بشكل غير عادي مؤخرًا. لقد حشدوا عددًا كبيرًا من الأساطيل بالقرب من الحدود الشرقية، مما أضعف قدراتهم على الدوريات في المناطق الأخرى. تمكنا من التسلل دون أن يلاحظنا أحد ويجب أن نصل قريبًا إلى ‘الأرض المقدسة’…”

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

وبدافع من الحذر اللازم، قرر القديس أن تبقى السفينة مؤقتًا في هذه المياه، ومنع أي تقدم إضافي نحو الأراضي المقدسة حتى يتأكدوا من تحييد جميع التهديدات…

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

لقد جاء الأمر بالتوقف من القديس نفسه، ولكن من الواضح أن هذا لم يكن تطورًا مرضيًا أو مخططًا له.

الفصل 654 “زيارة في الظل”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط