You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

جمرات البحر العميق 655

الغزو

الغزو

الفصل 655 “الغزو”

لقد كانت صفحة فارغة تمامًا.

 

 

في ظهيرة باردة منعشة، حان الوقت تقريبًا لظهور السيدة في هذه الغرفة الصامتة حيث لم يكن هناك سوى صوت خدش قلم رصاص على الورق. كانت الخطوط ذات الألوان المختلفة تتحرك عبر الصفحة وكأنها حية، تنمو بشكل ديناميكي تحت يد الفنان. كان هذا الفنان، ريتشارد، منغمسًا تمامًا في رسمه، وهي طريقة فريدة من نوعها “للترحيب” بشخص ما. امتلأت أفكاره تدريجيًا بمزيج من الهدوء والترقب المتلهف.

 

 

 

لم يلاحظ ريتشارد، دون أن يدرك، أن البرودة في الغرفة بدأت تتبدد. لقد اختفى الفراغ الغريب الذي كان يزعجه مؤخرًا، وظهرت ابتسامة ببطء على وجهه. كان ذهنه منشغلًا تمامًا بفكرة وصول العشيقة الوشيك.

في ظهيرة باردة منعشة، حان الوقت تقريبًا لظهور السيدة في هذه الغرفة الصامتة حيث لم يكن هناك سوى صوت خدش قلم رصاص على الورق. كانت الخطوط ذات الألوان المختلفة تتحرك عبر الصفحة وكأنها حية، تنمو بشكل ديناميكي تحت يد الفنان. كان هذا الفنان، ريتشارد، منغمسًا تمامًا في رسمه، وهي طريقة فريدة من نوعها “للترحيب” بشخص ما. امتلأت أفكاره تدريجيًا بمزيج من الهدوء والترقب المتلهف.

 

 

كانت هذه السيدة، التي لم يقابلها شخصيًا قط، تتمتع بمكانة عميقة من الاحترام والترقب في قلبه. وتساءل عما إذا كانت ستحب هذا المكان. هل ستقدر جهوده في إعداد كل شيء لزيارتها؟ هل ستبتسم وتشيد بإخلاص ما اعتبره نفسه “دمية خرقة”؟

وبينما يحاول رفع رأسه، وجد ريتشارد نفسه محاصرًا بقوة الكلب. حاول أن يرفع نفسه بذراعيه، لكن كل ما استطاع أن يصدره كان أصواتًا غريبة وأجشّة. كان عقله غارقًا في الإحباط والغضب.

 

 

وبينما يرسم، بدا الأمر وكأن نظرة السيدة اللطيفة خرجت من الرسم، مبتسمة له مباشرة.

لقد كان همسًا خافتًا، مثل ضجيج بعيد في الريح.

 

نظرت إلى الأرضية الفارغة وتحدثت، “يا أرنوبة، أعلم أنك في الغرفة.”

كان قلب ريتشارد يخفق بحماس، ومع ذلك كانت يداه تتحركان بثبات وسرعة غير مسبوقة. لم يكن يدرك متى أصبح ماهرًا جدًا في الرسم، وقادرًا على إنتاج مثل هذه الخطوط الجميلة بهذه السرعة. حتى أنه بدأ في استخدام يده اليسرى، وكانت كلتا يديه تتحركان في ضبابية.

 

 

وبينما يرسم، بدا الأمر وكأن نظرة السيدة اللطيفة خرجت من الرسم، مبتسمة له مباشرة.

فجأة، سمع خطواتًا عالية وعاجلة في الممر، فشتت انتباهه. ترددت هذه الخطوات وكأنها دقات قلب متسارعة، وكانت بمثابة انقطاع غير مرغوب فيه.

وفي مكان آخر من السفينة، سمعت أصوات خطوات أخرى. فقد بدأت أجهزة قمع الأصوات، بناء على أوامر القديس، عملياتها. وتحرك هؤلاء الكهنة بسرعة عبر الممرات الطويلة ذات الإضاءة الخافتة، مسلحين بقائمة جمعت حديثًا. وطرقوا الأبواب على عجل، وأزالوا بشكل منهجي كل “الإخوة” الذين ربما استسلموا للتأثيرات الخارجية.

 

 

همس صوت ناعم في ذهنه، “إنهم قادمون إليك، يا دمية عزيزتي…”

 

 

قاطعني صوت أحد الكهنة الكبار، “يا صاحب القداسة.” كان الكاهن يقدم تقريرًا، ،لقد أحضر كل من طلبتمه إلى هنا.”

لقد كان همسًا خافتًا، مثل ضجيج بعيد في الريح.

 

 

 

عاد الإحساس المألوف غير السار بالبرد. شعر ريتشارد بموجة من الانزعاج. كان هناك شخص قادم لتعطيل اجتماعه الذي طال انتظاره مع سيدته. لقد كانوا على وشك الوصول إلى بابه، ولم يكن قد انتهى من رسمه بعد.

ورقة فارغة.

 

 

أسرع في خطواته، وراح يمسح الورقة بيده، لكن وقع الخطوات المزعجة وصل إليه أسرع مما كان يتوقع.

كانت هذه السيدة، التي لم يقابلها شخصيًا قط، تتمتع بمكانة عميقة من الاحترام والترقب في قلبه. وتساءل عما إذا كانت ستحب هذا المكان. هل ستقدر جهوده في إعداد كل شيء لزيارتها؟ هل ستبتسم وتشيد بإخلاص ما اعتبره نفسه “دمية خرقة”؟

 

رفع القديس عينيه، ونظر إلى الحاضرين في القاعة. كان الحشد مزيجًا من الخوف والحيرة، وقد غمره ظل لا يمكن اختراقه.

توقفوا أمام بابه مباشرة، ثم سمعوا طرقًا على الباب. بدأ الأمر بهدوء لكنه سرعان ما أصبح أكثر إلحاحًا.

 

 

 

“ريتشارد، هل أنت هناك؟” نادى صوت من الخارج، متوترًا ومهذبًا بشكل محرج، “لقد دعا القديس إلى اجتماع، يجب على الجميع التجمع في القاعة.”

 

 

 

“لا تذهب، إنه فخ.”

توقفوا أمام بابه مباشرة، ثم سمعوا طرقًا على الباب. بدأ الأمر بهدوء لكنه سرعان ما أصبح أكثر إلحاحًا.

 

 

سمع ريتشارد تحذيرًا داخل رأسه، لكنه لم يستطع التمييز ما إذا كان صوت أرنوبة أم أفكاره الخاصة. تجاهل الصوت عند الباب، وركز بشكل أكثر كثافة على رسمه.

انفتح الباب الخشبي الضعيف بقوة. وتجمد ريتشارد للحظة من الصدمة. وفي تلك اللحظة العابرة، اقتحم شخص ما الغرفة، وقفز كلب ضخم يشبه الظل من العدم، وثبته على الأرض بثقله الهائل.

 

عاد الإحساس المألوف غير السار بالبرد. شعر ريتشارد بموجة من الانزعاج. كان هناك شخص قادم لتعطيل اجتماعه الذي طال انتظاره مع سيدته. لقد كانوا على وشك الوصول إلى بابه، ولم يكن قد انتهى من رسمه بعد.

انكسر هدوء الغرفة بسبب طرقات قوية حيث رفعوا أصواتهم قائلين، “ريتشارد، نعلم أنك موجود هناك. هذا الاجتماع مهم، لا يمكنك أن تظل نائمًا!”

فجأة، أصيب القديس بصدمة من هذا التنبؤ بالمصير، حيث بدأت كل أعصابه وأوعية دمه تنبض بألم شديد.

 

توقفوا أمام بابه مباشرة، ثم سمعوا طرقًا على الباب. بدأ الأمر بهدوء لكنه سرعان ما أصبح أكثر إلحاحًا.

“فقط لفترة أطول قليلـًا،” فكر. “فقط لفترة أطول قليلـًا.”

 

 

 

عبس ريتشارد بشدة، وارتعشت ذراعاه وكأنه في تشنج. ومن الرسم بالأبيض والأسود، بدت عينا العشيقة وكأنها تنبضان بالحياة.

“لا تذهب، إنه فخ.”

 

 

لكن رغم ذلك، كان عمل ريتشارد الفني غير مكتمل؛ فلم يتبق له سوى بضع ضربات حاسمة ليضيفها…

في ظهيرة باردة منعشة، حان الوقت تقريبًا لظهور السيدة في هذه الغرفة الصامتة حيث لم يكن هناك سوى صوت خدش قلم رصاص على الورق. كانت الخطوط ذات الألوان المختلفة تتحرك عبر الصفحة وكأنها حية، تنمو بشكل ديناميكي تحت يد الفنان. كان هذا الفنان، ريتشارد، منغمسًا تمامًا في رسمه، وهي طريقة فريدة من نوعها “للترحيب” بشخص ما. امتلأت أفكاره تدريجيًا بمزيج من الهدوء والترقب المتلهف.

 

 

فجأة، توقف الطرق المستمر، ليحل محله صوت اصطدام قوي وعنيف.

 

 

كانت هذه الدمية الغريبة تتأرجح بتردد، ثم اندفعت بفرح نحو لوكريشيا، وهي تصيح بحماس، “أرنوبة هنا، أرنوبة هنا! مرحبًا، مرحبًا، نحن…”

“بانج-كلانغ!”

توقفوا أمام بابه مباشرة، ثم سمعوا طرقًا على الباب. بدأ الأمر بهدوء لكنه سرعان ما أصبح أكثر إلحاحًا.

 

 

انفتح الباب الخشبي الضعيف بقوة. وتجمد ريتشارد للحظة من الصدمة. وفي تلك اللحظة العابرة، اقتحم شخص ما الغرفة، وقفز كلب ضخم يشبه الظل من العدم، وثبته على الأرض بثقله الهائل.

 

 

 

هل تمكن من وضع الضربة الأخيرة بشكل صحيح؟

 

 

عاد الكاتم الأول بسرعة إلى الغرفة التي أخلت مؤخرًا. خطا فوق بقايا الباب المكسور واقترب من سرير ريتشارد، وفحص قطعة الورق الكبيرة الموجودة هناك.

وبينما يحاول رفع رأسه، وجد ريتشارد نفسه محاصرًا بقوة الكلب. حاول أن يرفع نفسه بذراعيه، لكن كل ما استطاع أن يصدره كان أصواتًا غريبة وأجشّة. كان عقله غارقًا في الإحباط والغضب.

قاطعتها لوكريشيا بحدة، وكانت نبرتها باردة وهي تمسك دمية الأرنب دون أي جهد أثناء قفزها. أمرتها قائلة، “اصمتي.” وفرضت الصمت على الدمية النشطة.

 

 

كان يحمل كراهية عميقة لهذه الكلاب الغامضة، ويحتقر طبيعتها الوقحة والعنيفة.

وبينما يحاول رفع رأسه، وجد ريتشارد نفسه محاصرًا بقوة الكلب. حاول أن يرفع نفسه بذراعيه، لكن كل ما استطاع أن يصدره كان أصواتًا غريبة وأجشّة. كان عقله غارقًا في الإحباط والغضب.

 

 

أمسك أحدهم بذراعه، وربطها بسرعة بحبل. وكمم شخص آخر فمه، وأسكته لمنعه من استخدام أي قدرات سحرية. ثم سحب المتسللون ريتشارد إلى أعلى، واستولوا على قلمه، وسحبوه بعنف نحو الباب.

 

 

في خضم هذا الاضطراب، نسجت ذكرياته في حجاب غامض، بدا وكأن شعورًا بالسلام الأبدي يلوح في الأفق. اتخذ هذا “السلام” شكل ظل طويل، متوهجًا بألسنة لهب خضراء شاحبة.

وعندما اقتيد ريتشارد إلى خارج الغرفة، توقف عن المقاومة. وبدا أن عقله قد توقف عن العمل، وغمرته رائحة كريهة تشبه القطن. ورافقه “إخوته”، الذين تحركوا في صمت، ولم يظهروا أي علامات على الحياة أو المقاومة، عبر الممر.

 

 

 

“انتظر،” توقف أحد الكاتمين المرافقين لريتشارد، والتفت إلى آخر، “ماذا كان يفعل عندما دخلنا الغرفة؟”

 

 

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

أجاب الآخر وهو عابس قليلـًا، “بدا وكأنه يرسم، كانت هناك ورقة كبيرة على السرير، لكنني لم أر ما كان عليها.”

 

 

كان قلب ريتشارد يخفق بحماس، ومع ذلك كانت يداه تتحركان بثبات وسرعة غير مسبوقة. لم يكن يدرك متى أصبح ماهرًا جدًا في الرسم، وقادرًا على إنتاج مثل هذه الخطوط الجميلة بهذه السرعة. حتى أنه بدأ في استخدام يده اليسرى، وكانت كلتا يديه تتحركان في ضبابية.

“هذا غريب. سأعود وأتحقق.”

“فقط لفترة أطول قليلـًا،” فكر. “فقط لفترة أطول قليلـًا.”

 

 

عاد الكاتم الأول بسرعة إلى الغرفة التي أخلت مؤخرًا. خطا فوق بقايا الباب المكسور واقترب من سرير ريتشارد، وفحص قطعة الورق الكبيرة الموجودة هناك.

انكسر هدوء الغرفة بسبب طرقات قوية حيث رفعوا أصواتهم قائلين، “ريتشارد، نعلم أنك موجود هناك. هذا الاجتماع مهم، لا يمكنك أن تظل نائمًا!”

 

 

لقد كانت صفحة فارغة تمامًا.

 

 

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

عبس الكاتم، وشعر بعدم الارتياح. وبسبب هذا الشعور، بحث في الغرفة لكنه لم يجد شيئًا غير عادي.

 

 

“هذا غريب. سأعود وأتحقق.”

تمتم لنفسه، ثم التقط الورقة بعناية، ولفها، وحملها معه عندما انضم إلى الآخرين في الممر.

 

 

 

“إنها مجرد ورقة فارغة،” أبلغ المجموعة المنتظرة. “لننتقل إلى الموضوع التالي.”

نظرت إلى الأرضية الفارغة وتحدثت، “يا أرنوبة، أعلم أنك في الغرفة.”

 

 

ورقة فارغة.

 

 

رفع القديس عينيه، ونظر إلى الحاضرين في القاعة. كان الحشد مزيجًا من الخوف والحيرة، وقد غمره ظل لا يمكن اختراقه.

رفع ريتشارد رأسه ببطء، مقيدًا ومُرشدًا من “إخوته”. كانت عيناه، المليئتان بالارتباك، مثبتتين على المخطوطة الفارغة في يدي الشخصية المألوفة له. وبعد أن حدق في الفراغ للحظة، تسللت ابتسامة خفيفة إلى وجهه.

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

 

بدأ التوتر الملموس ينتشر في جميع أنحاء السفينة. أحس بعض الركاب وأفراد الطاقم بتحول غير عادي، بينما لاحظ آخرون أن السفينة توقفت عن الحركة. تجمع أولئك الذين لم يصطحبوا بعيدًا في غرفهم، منخرطين في محادثات هادئة متوترة، محاولين تجميع الأحداث المتكشفة. في غضون ذلك، كان أولئك الذين اصطحبوا بعيدًا يتجمعون تدريجيًا في قاعة التجمع.

لكن ابتسامته لم يلاحظها أحد، وصوت خطواتهم بدأ يتلاشى تدريجيًا في الممر.

 

 

 

وفي مكان آخر من السفينة، سمعت أصوات خطوات أخرى. فقد بدأت أجهزة قمع الأصوات، بناء على أوامر القديس، عملياتها. وتحرك هؤلاء الكهنة بسرعة عبر الممرات الطويلة ذات الإضاءة الخافتة، مسلحين بقائمة جمعت حديثًا. وطرقوا الأبواب على عجل، وأزالوا بشكل منهجي كل “الإخوة” الذين ربما استسلموا للتأثيرات الخارجية.

 

 

هل تمكن من وضع الضربة الأخيرة بشكل صحيح؟

بدأ التوتر الملموس ينتشر في جميع أنحاء السفينة. أحس بعض الركاب وأفراد الطاقم بتحول غير عادي، بينما لاحظ آخرون أن السفينة توقفت عن الحركة. تجمع أولئك الذين لم يصطحبوا بعيدًا في غرفهم، منخرطين في محادثات هادئة متوترة، محاولين تجميع الأحداث المتكشفة. في غضون ذلك، كان أولئك الذين اصطحبوا بعيدًا يتجمعون تدريجيًا في قاعة التجمع.

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

 

 

كان القديس واقفـًا على المنصة المركزية في القاعة، وقد سقط للحظة في حالة من التعب الشديد. فقد أصابه الإرهاق من مراقبته الطويلة للقدر. ووجد نفسه يتوق إلى الماضي، إلى الأيام التي كان فيها يسكن جسدًا بشريـًا. ورغم ضعفه وهشاشته، فقد تذكر الراحة التي كان يشعر بها وهو مستلقٍ على سرير، بعيدًا عن الهمسات المتواصلة المربكة والزئير الصاخب الذي كان يعذب عقله الآن…

 

 

 

في خضم هذا الاضطراب، نسجت ذكرياته في حجاب غامض، بدا وكأن شعورًا بالسلام الأبدي يلوح في الأفق. اتخذ هذا “السلام” شكل ظل طويل، متوهجًا بألسنة لهب خضراء شاحبة.

وبعد كلماتها مباشرة تقريبًا، سمعنا صوتًا حادًا يشبه صوت الأطفال في الغرفة، “آه! سيدتي هنا! أرنوبة قادمة!”

 

 

فجأة، أصيب القديس بصدمة من هذا التنبؤ بالمصير، حيث بدأت كل أعصابه وأوعية دمه تنبض بألم شديد.

لم يلاحظ ريتشارد، دون أن يدرك، أن البرودة في الغرفة بدأت تتبدد. لقد اختفى الفراغ الغريب الذي كان يزعجه مؤخرًا، وظهرت ابتسامة ببطء على وجهه. كان ذهنه منشغلًا تمامًا بفكرة وصول العشيقة الوشيك.

 

أجاب الآخر وهو عابس قليلـًا، “بدا وكأنه يرسم، كانت هناك ورقة كبيرة على السرير، لكنني لم أر ما كان عليها.”

قاطعني صوت أحد الكهنة الكبار، “يا صاحب القداسة.” كان الكاهن يقدم تقريرًا، ،لقد أحضر كل من طلبتمه إلى هنا.”

 

 

انكسر هدوء الغرفة بسبب طرقات قوية حيث رفعوا أصواتهم قائلين، “ريتشارد، نعلم أنك موجود هناك. هذا الاجتماع مهم، لا يمكنك أن تظل نائمًا!”

رفع القديس عينيه، ونظر إلى الحاضرين في القاعة. كان الحشد مزيجًا من الخوف والحيرة، وقد غمره ظل لا يمكن اختراقه.

في خضم هذا الاضطراب، نسجت ذكرياته في حجاب غامض، بدا وكأن شعورًا بالسلام الأبدي يلوح في الأفق. اتخذ هذا “السلام” شكل ظل طويل، متوهجًا بألسنة لهب خضراء شاحبة.

 

توقفوا أمام بابه مباشرة، ثم سمعوا طرقًا على الباب. بدأ الأمر بهدوء لكنه سرعان ما أصبح أكثر إلحاحًا.

“لقد صعد المتسللون إلى السفينة!”

أطلقت لوكريشيا زفيرًا ناعمًا، وهي تتفحص يديها. التقطت قلم رصاص ألقي جانبًا ورسمت بضعة خطوط على راحة يدها.

 

بعد أن خلت القاعة، حدث تحول طفيف في الهواء في غرفة ريتشارد. تبع ذلك ظهور مفاجئ لشخصية بجانب السرير.

“إنها مجرد ورقة فارغة،” أبلغ المجموعة المنتظرة. “لننتقل إلى الموضوع التالي.”

 

عبس ريتشارد بشدة، وارتعشت ذراعاه وكأنه في تشنج. ومن الرسم بالأبيض والأسود، بدت عينا العشيقة وكأنها تنبضان بالحياة.

بعد أن خلت القاعة، حدث تحول طفيف في الهواء في غرفة ريتشارد. تبع ذلك ظهور مفاجئ لشخصية بجانب السرير.

“ريتشارد، هل أنت هناك؟” نادى صوت من الخارج، متوترًا ومهذبًا بشكل محرج، “لقد دعا القديس إلى اجتماع، يجب على الجميع التجمع في القاعة.”

 

كان القديس واقفـًا على المنصة المركزية في القاعة، وقد سقط للحظة في حالة من التعب الشديد. فقد أصابه الإرهاق من مراقبته الطويلة للقدر. ووجد نفسه يتوق إلى الماضي، إلى الأيام التي كان فيها يسكن جسدًا بشريـًا. ورغم ضعفه وهشاشته، فقد تذكر الراحة التي كان يشعر بها وهو مستلقٍ على سرير، بعيدًا عن الهمسات المتواصلة المربكة والزئير الصاخب الذي كان يعذب عقله الآن…

كان ظهور هذه الشخصية، لوكريشيا، أشبه بصورة تنتقل من سطح مستو إلى شكل ثلاثي الأبعاد. كان الأمر كما لو أنها “انقلبت” و”وقفت” من كونها مجرد صورة.

ورقة فارغة.

 

كانت هذه الدمية الغريبة تتأرجح بتردد، ثم اندفعت بفرح نحو لوكريشيا، وهي تصيح بحماس، “أرنوبة هنا، أرنوبة هنا! مرحبًا، مرحبًا، نحن…”

كانت لوكريشيا قريبة بشكل لا يصدق من الكابت أثناء اللقاء السابق، وفي بعض الأحيان كانت على بعد نصف متر فقط منها، لكنها كانت متمركزة بشكل جانبي.

توقفوا أمام بابه مباشرة، ثم سمعوا طرقًا على الباب. بدأ الأمر بهدوء لكنه سرعان ما أصبح أكثر إلحاحًا.

 

 

تفتقر الصورة المسطحة إلى العمق، مما يجعلها غير مرئية للعين في الفضاء ثلاثي الأبعاد عند مشاهدتها بشكل متوازي.

كانت الظلال في الزوايا والفجوات بين قطع الأثاث والفتحات الصغيرة في السقف وحتى الشقوق الصغيرة في الأرضية مصادر لظاهرة غير عادية. فقد انفجرت هذه المساحات، التي تمثل أماكن اختباء محتملة لـ “الألياف”، فجأة بعدد لا يحصى من زغب القطن. وكان الأمر وكأن الغرفة نفسها كانت تطرد هذه الأجسام الغريبة بنشاط. وفي لحظة واحدة فقط، تدفقت الزغب إلى مجال رؤية لوكريشيا، وتقاربت بسرعة في وسط الغرفة. وهناك، بدأت في الاندماج، واتخذت تدريجيًا شكل أرنب مصنوع بالكامل من القطن، ولكنه يفتقر بشكل غريب إلى “جلده الخارجي”.

 

 

أطلقت لوكريشيا زفيرًا ناعمًا، وهي تتفحص يديها. التقطت قلم رصاص ألقي جانبًا ورسمت بضعة خطوط على راحة يدها.

سمع ريتشارد تحذيرًا داخل رأسه، لكنه لم يستطع التمييز ما إذا كان صوت أرنوبة أم أفكاره الخاصة. تجاهل الصوت عند الباب، وركز بشكل أكثر كثافة على رسمه.

 

 

ومن ثم، وبحركة بسيطة، تحول شكلها “المسطح” مرة أخرى إلى شكل طبيعي متين.

 

 

 

نظرت إلى الأرضية الفارغة وتحدثت، “يا أرنوبة، أعلم أنك في الغرفة.”

 

 

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

وبعد كلماتها مباشرة تقريبًا، سمعنا صوتًا حادًا يشبه صوت الأطفال في الغرفة، “آه! سيدتي هنا! أرنوبة قادمة!”

 

 

 

بمصاحبة هذا الصوت العالي النبرة والمرح تقريبًا، ظهرت فجأة مواد بيضاء رقيقة لا تعد ولا تحصى.

كان قلب ريتشارد يخفق بحماس، ومع ذلك كانت يداه تتحركان بثبات وسرعة غير مسبوقة. لم يكن يدرك متى أصبح ماهرًا جدًا في الرسم، وقادرًا على إنتاج مثل هذه الخطوط الجميلة بهذه السرعة. حتى أنه بدأ في استخدام يده اليسرى، وكانت كلتا يديه تتحركان في ضبابية.

 

 

كانت الظلال في الزوايا والفجوات بين قطع الأثاث والفتحات الصغيرة في السقف وحتى الشقوق الصغيرة في الأرضية مصادر لظاهرة غير عادية. فقد انفجرت هذه المساحات، التي تمثل أماكن اختباء محتملة لـ “الألياف”، فجأة بعدد لا يحصى من زغب القطن. وكان الأمر وكأن الغرفة نفسها كانت تطرد هذه الأجسام الغريبة بنشاط. وفي لحظة واحدة فقط، تدفقت الزغب إلى مجال رؤية لوكريشيا، وتقاربت بسرعة في وسط الغرفة. وهناك، بدأت في الاندماج، واتخذت تدريجيًا شكل أرنب مصنوع بالكامل من القطن، ولكنه يفتقر بشكل غريب إلى “جلده الخارجي”.

 

 

هل تمكن من وضع الضربة الأخيرة بشكل صحيح؟

ثم بدأت هذه الأرنبة القطنية المؤقتة في التحول بشكل غريب، حيث “انقلبت” من الداخل إلى الخارج تقريبًا. خرجت قطع قماش ملونة من داخل قلبها، وغلفت بسرعة جسمها القطني. وأسفر التحول عن دمية أرنب كبيرة مصممة بجماليات مخيفة ومزعجة.

 

 

 

كانت هذه الدمية الغريبة تتأرجح بتردد، ثم اندفعت بفرح نحو لوكريشيا، وهي تصيح بحماس، “أرنوبة هنا، أرنوبة هنا! مرحبًا، مرحبًا، نحن…”

أمسك أحدهم بذراعه، وربطها بسرعة بحبل. وكمم شخص آخر فمه، وأسكته لمنعه من استخدام أي قدرات سحرية. ثم سحب المتسللون ريتشارد إلى أعلى، واستولوا على قلمه، وسحبوه بعنف نحو الباب.

 

 

قاطعتها لوكريشيا بحدة، وكانت نبرتها باردة وهي تمسك دمية الأرنب دون أي جهد أثناء قفزها. أمرتها قائلة، “اصمتي.” وفرضت الصمت على الدمية النشطة.

تفتقر الصورة المسطحة إلى العمق، مما يجعلها غير مرئية للعين في الفضاء ثلاثي الأبعاد عند مشاهدتها بشكل متوازي.

 

 

—-

 

 

اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.

 

 

انكسر هدوء الغرفة بسبب طرقات قوية حيث رفعوا أصواتهم قائلين، “ريتشارد، نعلم أنك موجود هناك. هذا الاجتماع مهم، لا يمكنك أن تظل نائمًا!”

إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط