الفصل 12: حقيقة الكارثة
ثم بقيت أنا فقط. “إيريس… أم…”
الفصل 12: حقيقة الكارثة
عندما انتهيت من النظر في لوحة الإعلانات، لم تكن إيريس قد خرجت من الغرفة بعد. كانت عادة سريعة جدًا في التعافي. هذه هي المرة الأولى التي أراها منزعجة إلى هذا الحد بسبب شيء ما.
كان مخيم الاجئين هادئاً، وبحجم قرية. إذا كنا في القارة الشيطانية، فهو كبير بما يكفي لاعتباره مدينة، واحدة ليس بها حياة. فقد عم الصمت الأجواء، وكان ساكنو المخيم قليلين بالنسبة لمخيم. كنت أحس بالناس داخل المنازل الخشبية التي تم بناؤها على عجل، لذلك كان المكان مأهولًا بالتأكيد، ولكن لم تكن هناك روح متبقية في ساكنيه.
“والآن، يا سيد روديوس، من فضلك قم بتقديم تقرير موجز.”
توجهت إلى وسط المخيم، حيث كان يوجد مبنى يشبه نقابة المغامرين. وكان هذا هو المقر الرئيسي لمخيم اللاجئين، بحسب الملاحظة المكتوبة على المدخل. وعندما دخلت وجدت الأمر حزينًا تمامًا.
تساءلت لماذا رفض ساوروس السماح له بالحصول على إيريس. هل كان ذلك لأنه كان يكره داريوس؟ لقد كان الرجل العجوز من النوع الذي يسمح لمشاعره الشخصية بأن تملي أفعاله. حسنًا، أيًا كان الأساس الذي استند إليه قراره، فإنه لم يعد مهمًا الآن.
كان لدي شعور سيء حول هذا.
عندما ألقيت نظرة سريعة على غيسلين، رأيت أنها كانت حواجبها متماسكة وعينيها مغلقة.
“روديوس، هذا…” أشارت إيريس إلى قطعة من الورق. في أعلى الصفحة كان هناك اسم “لورد فيتوا جيمس بورياس جريرات”، وبجواره “البحث عن معلومات الحالة، متوفى أو مفقود”. وتحت ذلك كانت أسماء الأشخاص الذين فقدوا بعد الحادثة، مرتبة أبجديًا حسب القرية والمدينة.
تقول ابحث في القارة الوسطى أو المنطقة الشمالية . كتبت عندما كنت لا أزال في العاشرة من عمري؟ سأبلغ الثالثة عشرة قريبًا. من المؤكد أن الوقت قد مر بسرعة.
“لنتفقد ذلك لاحقًا” قلت.
“حول ذلك…” كان رد ألفونس مراوغًا.
“نعم.”
أصدرت إيريس صوت أنين واحد فقط، لكن يدها كانت ترتعش بينما تمسك يدي.
قائمة المتوفين كانت طويلة بشكل لا يصدق. أيضًا، لم يكن اللورد المذكور على رأس الوثيقة هو ساوروس. كلا الأمرين جعلني أشعر بالقلق عندما توجهنا إلى عمق المبنى.
-+-
لقد عدت إلى المقر. أردت أن أحاول التحدث مع ألفونس وجيسلين أكثر، لكنني لم أراهم. لم تكن لدي قوة الإرادة للبحث عنهم، لذلك حدقت في لوحة الإعلانات بدلاً من ذلك.
عندما ذكرنا اسم إيريس على المنضدة، تراجعت المرأة في منتصف العمر بسرعة إلى الغرف في الخلف. ثم عادت بسعادة ومعها رجل وامرأة. وكانت وجوههم مألوفة. بدا أحدهم ملتحيًا وشعره أبيض، ويرتدي زيًا أفضل قليلًا مما يرتدي أحد سكان المدينة العاديين. كان ألفونس، كبير خدم الأسرة. أما الأخرى فكان جلدها بلون الشوكولاتة وترتدي زي المبارز.
“هذا صحيح… إلى أين تم نقل غيسلين؟”
“غيسلين!” ارتسمت على وجه إيريس نظرة من الفرح الخالص وهي تسرع نحو المرأة. لو أن لها ذيل لكان يهتز.
كنت سعيدا أيضا. لم أسمع أي أخبار عن غيسلين طوال هذا الوقت، لكنها بدت في حالة جيدة. ربما كان السبب وراء عدم سماع بول أي شيء عنها هو مجرد فجوة في تدفق المعلومات.
“وماذا عن جدي؟”
نظرت غيسلين إلى وجه إيريس وابتسمت ابتسامة عريضة.
“هل يمكنك التحقق لي؟ الاسم سيلفييت.”
“إيريس، لا.. سيدة إيريس، أنا سعيد لأنك تمكنت من الوصول بأمان…”
كان هناك احتمال أن يكون هناك خطأ ما، لكنني لم أعتقد أن هذا خطأ. هناك احتمال كبير للغاية بأن سيلفي قد نجت. في الوقت الحالي، يجب أن أكون سعيدًا بذلك.
“…لا بأس، يمكنك مناداتي بإيريس فقط.”
“لا يهمني كم عددها! هل تفكر في إيريس على الإطلاق؟!”
بدت غيسلين سعيدة للحظة، ولكن سرعان ما أصبح تعبيرها غائمًا. حتى ألفونس كان يحدق بها بتعاطف.
“ليس تماما. في حين أنني لا أستطيع إلا أن أتجهم من فكرة الرجل نفسه، فإن اللورد داريوس لديه التأثير الأكبر في العاصمة الآن. لن تحبه السيدة إيريس، لكنه سيضمن لها مكانتها وراحة ظروفها المعيشية. “
لا يمكن… فكرت مع شعور بعدم الارتياح يتدفق بداخلي.
“اللورد جيمس سيكون قلقًا بشأن الشائعات. أعتقد أنه من المحتمل أنه سيرفض اصطحاب السيدة إيريس إلى منزله.”
“إيريس… لنتحدث أكثر.” كان صوت غيسلين قاسياً. كان ذيلها يقف بشكل مستقيم. لم يكن تعبيرها سعيدًا. وبدت عصبية.
“لا يهمني كم عددها! هل تفكر في إيريس على الإطلاق؟!”
“نعم حسنا.” رأى إيريس النظرة على وجه غيسلين وبدت أنها تفهم. لقد اتبعت غيسلين أعمق في المبنى. وعندما حاولت أن أتبعهم، أوقفني ألفونس وقال : “سيد روديوس، من فضلك انتظر في الخارج”.
عندما ذكرنا اسم إيريس على المنضدة، تراجعت المرأة في منتصف العمر بسرعة إلى الغرف في الخلف. ثم عادت بسعادة ومعها رجل وامرأة. وكانت وجوههم مألوفة. بدا أحدهم ملتحيًا وشعره أبيض، ويرتدي زيًا أفضل قليلًا مما يرتدي أحد سكان المدينة العاديين. كان ألفونس، كبير خدم الأسرة. أما الأخرى فكان جلدها بلون الشوكولاتة وترتدي زي المبارز.
“هاه؟ حسنا.” خمنت أن الأمر منطقي. لقد تم تعييني بصراحة للمساعدة، لذلك ربما لم يكن مسموحًا لي بالاستماع إلى المحادثات المهمة.
“لقد زار اللورد داريوس منطقة فيتوا مرة واحدة فقط، وفي ذلك الوقت، استغرق الأمر نظرة واحدة فقط حتى يهتم بشدة بالسيدة إيريس.”
“لا، روديوس سيأتي أيضًا” قالت إيريس بنبرة حادة لا تحتمل أي معارضة.
في الغالب لأن إيريس لم تقل أي شيء. لم يكن هناك أي فائدة من الصراخ والبكاء. على الرغم من أنهم اعتنوا بي، وبيننا قرب معين، الا أن ساوروس لا يزال غريبًا بالنسبة لي. إذا كانت عائلته لن تقول أي شيء، فما الفائدة من الشكوى؟
“إذا كان هذا ما ترغبينه، سيدة إيريس.”
-+-
كانت شفتا إيريس متماسكتين بشكل أكثر إحكامًا من المعتاد، وكانت يداها ملتويتين بشدة على جانبيها لدرجة أنهما تحولتا إلى اللون الأبيض.
كانت عيونه عيون رجل منهك. “حسنًا، سيد روديوس… من بين أولئك الذين خدموا اللورد ساوروس، لم يبق سوانا نحن الثلاثة.”
في اللحظة التي سمعنا فيها هذه الكلمات، سحقت أصابعها يدي. بدأ الألم ينفجر في ذراعي، لكن كلمات ألفونس، وليس الألم، هي التي تركتني في حالة ذهول.
مررنا بصمت عبر ممر قصير ودخلنا ما يشبه غرفة عمل. كانت هناك أريكة في المنتصف، ومزهرية على حافة الغرفة تحتوي على زهرة فاتيروس. كان الطرف البعيد من الغرفة مؤثثًا بشكل بسيط ولا يحتوي إلا على مكتب عمل رخيص المظهر.
لم تنتظر إيريس الدعوة قبل أن تجلس على الأريكة. أمسكت بيدي وسحبتني للجلوس بجانبها. غيسلين كالعادة اتخذت مكانها على حافة الغرفة. وقف ألفونس أمام إيريس وانحنى لها كما يفعل أي خادم.
“أعتقد أن السيدة إيريس يجب أن تبقى مع روديوس.”
لو كان ساوروس لا يزال على قيد الحياة، ربما كان سيتخذ إجراءات أكثر فعالية. كان هذا الرجل العجوز مفيدًا على وجه التحديد في هذه الأنواع من المواقف.
“مرحبًا بك في بيتك سيدة إيريس. لقد تلقيت كلمة في وقت سابق أنك ستشقين طريقك إلى هنا وانتظرت بصبر – “
الى هذا الحد شعرت بالارتياح عندما علمت أن سيلفي على قيد الحياة.
“أوقف المجاملات وقلها فقط. من مات؟” تدخلت ايريس. لقد طرحت السؤال مباشرة، دون أي حشو لتخفيف حدة الكلمات. جلست بظهر مستقيم، والقوة في نظرتها، لكنني عرفت أن هناك قلقًا يحوم في قلبها. في الغالب لأنها كانت تضغط على يدي بشدة.
“لقد اكتسب اللورد داريوس السلطة على مدى العقود القليلة الماضية، ويدعم صعود الأمير الأول إلى العرش. وهو أيضًا مسؤول بشكل أساسي عن طرد الأميرة الثانية خارج البلاد.
“حول ذلك…” كان رد ألفونس مراوغًا.
“مهما كان الأمر، إيريس هي من تقرر. ليس هناك فائدة منا حتى أن نناقش هذا الأمر. لذلك، دعونا نحاول العثور على موضوع أكثر بناءة للمحادثة. هل هناك شيء آخر؟”
إذا حكمنا من خلال أسلوبه، فمن المحتمل أن يكون ساوروس قد مات. كانت إيريس فتاة جدها. لقد قامت بتقليد كل واحدة من سلوكياته. إذا مات، فإن هذا سيؤذيها كثيرا.
لم يكن لدي أي فكرة عن متى تم الإبلاغ عن وفاة فيليب وهيلدا. ربما كان ذلك قبل أو بعد وفاة ساوروس. لكن ساوروس كان على الأقل على قيد الحياة، وكانت كلمة “كان” هي الكلمة الرئيسية. لم تكن هناك حاجة لقتله.
أجبر ألفونس الكلمات بجهد كبير.
“على الرغم من أن اللورد ساوروس واللورد فيليب قد توفيا، إلا أن عائلة بورياس نفسها لم يتم تدميرها بالكامل، أليس كذلك؟ يمكنهم على الأقل إعداد مكان لها لتعيش فيه، أليس كذلك؟ ” انا سألت.
“اللورد ساوروس، واللورد فيليب، والسيدة هيلدا… لقد ماتوا جميعًا.”
كانت عيونه عيون رجل منهك. “حسنًا، سيد روديوس… من بين أولئك الذين خدموا اللورد ساوروس، لم يبق سوانا نحن الثلاثة.”
في اللحظة التي سمعنا فيها هذه الكلمات، سحقت أصابعها يدي. بدأ الألم ينفجر في ذراعي، لكن كلمات ألفونس، وليس الألم، هي التي تركتني في حالة ذهول.
ألفونس، لقد قُتل السيد الذي خدمته! غيسلين، الرجل الذي أنقذ حياتك قُتل! فكرت. تلك كانت الأشياء التي أردت أن أقولها لهم.
ثم بقيت أنا فقط. “إيريس… أم…”
لا بد أن هذا خطأ، أليس كذلك؟ لم يمض وقت طويل. لم تمر ثلاث سنوات حتى الآن. أو ربما يكون الأصح القول ان ثلاث سنوات كاملة ستحل قريبا.
“أنا آسف، ولكن معلومات الاتصال الخاصة بها لم يتم تسجيلها لدينا.”
“ليس هناك خطأ في ذلك، أليس كذلك؟” كان هناك ارتعاش في صوت إيريس عندما طرحت السؤال.
بدت غيسلين سعيدة للحظة، ولكن سرعان ما أصبح تعبيرها غائمًا. حتى ألفونس كان يحدق بها بتعاطف.
أومأ ألفونس.
“حقا؟ بمجرد أن تستقر الأمور، أود أن أقترح على إيريس أن نكافئه رسميًا على مساعدته. “
“تم نقل اللورد فيليب والسيدة هيلدا معًا وتوفيا في منطقة الصراع. وأكدت غيسلين ذلك.”
رأيت اسم لاوس مكتوبًا في عمود الأشخاص المفقودين مع خط يمر عبره، فعقدت حاجبي. سمعت من بول أن لاوس قد مات. لكن لم أسمع تفاصيل عن كيفية وفاته.
غيسلين حركت رأسها.
“إذن أنت تخطط للتضحية بإيريس من أجل ذلك؟!” زمجرت غيسلين مرة أخرى.
“هذا صحيح… إلى أين تم نقل غيسلين؟”
بموته، أخذ ساوروس استياء الناس معه.
“نفس مكان اللورد فيليب. منطقة الصراع.” قالت غيسلين بإيجاز.
لقد عدت إلى المقر. أردت أن أحاول التحدث مع ألفونس وجيسلين أكثر، لكنني لم أراهم. لم تكن لدي قوة الإرادة للبحث عنهم، لذلك حدقت في لوحة الإعلانات بدلاً من ذلك.
وبينما كانت تشق طريقها عبر المنطقة سيرًا على الأقدام، صادفت جثتي فيليب وهيلدا. كان هذا كل ما قالته. لم تشرح الحالة التي كانت عليها جثثهم أو كيف عثرت عليهم بالضبط، ولكن بالنظر إلى النظرة على وجهها، كان الأمر سيئًا.
“هل يمكنك التحقق لي؟ الاسم سيلفييت.”
هل كانت حالة الجثث أم طريقة موتهم؟ أو أنها رأت شيئا جعلها تريد الابتعاد؟ هل سمعت شيئًا جعلها ترغب في تغطية أذنيها؟
“روديوس، هذا…” أشارت إيريس إلى قطعة من الورق. في أعلى الصفحة كان هناك اسم “لورد فيتوا جيمس بورياس جريرات”، وبجواره “البحث عن معلومات الحالة، متوفى أو مفقود”. وتحت ذلك كانت أسماء الأشخاص الذين فقدوا بعد الحادثة، مرتبة أبجديًا حسب القرية والمدينة.
أصدرت إيريس صوت أنين واحد فقط، لكن يدها كانت ترتعش بينما تمسك يدي.
“نعم حسنا.” رأى إيريس النظرة على وجه غيسلين وبدت أنها تفهم. لقد اتبعت غيسلين أعمق في المبنى. وعندما حاولت أن أتبعهم، أوقفني ألفونس وقال : “سيد روديوس، من فضلك انتظر في الخارج”.
“وماذا عن جدي؟”
وبطبيعة الحال، كنت قلقا أيضا. عن لون شعرها مثلاً. لقد كان لونًا مختلفًا قليلاً عن لون السوبارد، لكنه ظل بنفس اللون بشكل عام.
“…أُجبر على تحمل مسؤولية حادثة النزوح في فيتوا، وتم إعدامه”.
لو كان ساوروس لا يزال على قيد الحياة، ربما كان سيتخذ إجراءات أكثر فعالية. كان هذا الرجل العجوز مفيدًا على وجه التحديد في هذه الأنواع من المواقف.
“هذا أمر سخيف” قلت دون تفكير. “ما المعنى من إعدام اللورد ساوروس؟”
لقد عادت إيريس إلى وطنها، ولكن لم يكن هناك شيء هنا. لم يكن لديها عائلة ولا منزل. ولم تستطع العودة إلى الحياة التي كانت تستمتع بها من قبل.
أُجبر على تحمل مسؤولية كارثة طبيعية وتم إعدامه؟ كان ذلك سخيفًا. لم يكن هناك شيء يمكنه فعله حيال ذلك. أم أنهم توقعوا منه أن يوقف الأمر قبل حدوثه؟ لقد حدث ذلك فجأة ودون سابق إنذار. ما المسؤولية التي كان يجب تحملها؟
وهكذا ظهرت الحقيقة بعد كل هذه السنوات. لا، ربما قد تم تحديده على أنه الجاني حتى في ذلك الوقت، لكنهم لم يتمكنوا من إثارة ضجة بسبب مدى قوته.
“روديوس، اجلس.”
قلت: “لا أرى المشكلة”.
“…”
“نعم، لقد اعتنى بنا حقًا.”
سحبتني إيريس من يدي وأجبرتني على العودة إلى مقعدي. على ما يبدو، في مرحلة ما، وقفت. كانت هناك مشاعر تتجمع داخل رأسي ولم أتمكن من التعبير عنها بالكلمات. ربما كان الألم الشديد هو الذي جعلني غير متماسك. فيدي تؤلمني.
“أنا أفكر في عائلة بورياس ومنطقة فيتوا.”
لا، في الحقيقة، لقد فهمت. حتى لو لم يكن هناك تحذير مسبق، حتى لو لم يكن من الممكن منعها، فقد مات الناس. اختفت الحقول والمحاصيل. وكانت الخسائر لا تقدر بثمن. كان الناس غارقين في السخط وكانوا بحاجة إلى كبش فداء. حتى في حياتي السابقة في اليابان، كان رئيس الوزراء يتحمل المسؤولية بالاستقالة على الفور إذا حدث شيء مخجل.
بموته، أخذ ساوروس استياء الناس معه.
الذهب الباقي 2400
ومع شخص قادر يأخذ مكانه. حينها، قد يجد الناس بعض الراحة على الاقل.
“روديوس، ألم تسمعني؟ اتركني وشأني في الوقت الحالي.” ولم تترك لهجتها أي مجال للنقاش.
لم يكن الأمر كذلك فحسب. كنت متأكدًا من وجود صراع على السلطة بين النبلاء. لم تكن لدي أي فكرة عن مقدار السلطة التي امتلكها الرجل العجوز ساوروس، لكن لا بد أنها كانت كافية لوصوله لتبرير قتله.
“حسنا، فهمت.” تدلت كتفي عندما شاهدت إيريس وهي تدير ظهرها نحوي. في اللحظة التي غادرت فيها الغرفة وأغلقت الأبواب، أقسم أنني سمعت صوت تنهد.
يمكنني تبرير ذلك. أستطيع . _ ولكن ذلك اوصلنا إلى وضعنا الحالي. إلى مخيم للاجئين يخيم عليه الصمت. إلى مقر مهجور عمليا.
ولم تكن هناك أي علامات على أن البلاد جادة بشأن إعادة إنشاء منطقة فيتوا.
“هذا أمر سخيف” قلت دون تفكير. “ما المعنى من إعدام اللورد ساوروس؟”
لو كان ساوروس لا يزال على قيد الحياة، ربما كان سيتخذ إجراءات أكثر فعالية. كان هذا الرجل العجوز مفيدًا على وجه التحديد في هذه الأنواع من المواقف.
“وماذا عن جدي؟”
لكن لا، كانت تلك مجرد جبهة. كانت مشاعر إيريس هي ما أهتم به. لم أستطع أن أبقى هادئًا بينما أفكر في شعورها وقد علمت أنه لم يعد لديها عائلة.
القيمة، حسنًا؟ ربما هكذا رأوا الأمر. في نظري، كان لدى إيريس بالفعل الكثير من القيمة بمفردها.
لم يكن لدي أي فكرة عن متى تم الإبلاغ عن وفاة فيليب وهيلدا. ربما كان ذلك قبل أو بعد وفاة ساوروس. لكن ساوروس كان على الأقل على قيد الحياة، وكانت كلمة “كان” هي الكلمة الرئيسية. لم تكن هناك حاجة لقتله.
الى هذا الحد شعرت بالارتياح عندما علمت أن سيلفي على قيد الحياة.
كم عدد الأشخاص الذين ماتوا في هذه الكارثة – في حادثة النزوح؟ مئات الآلاف، عدد لا يحصى، ومع ذلك قتلوا عمداً رجلاً عاد حياً؟ هل قطعت إيريس كل هذه المسافة للعودة إلى المنزل فقط لتعلم ذلك؟
من ناحية أخرى، أرادت غيسلين فقط أن تكون إيريس سعيدة. بقدر ما كان الأمر يتعلق بها، يجب على إيريس أن تتخلى عن سلطتها السياسية واسم عائلتها لتهرب معي.
آه حماقة. لا أستطع التفكير بشكل مستقيم. يدي تؤلمني.
لا، لم أكن أعتقد ذلك. ومع ذلك، فقد فهمت بشكل أو بآخر ما كان يقصده ألفونس. انه يفكر في كيفية تأمين إحياء المنطقة في نهاية المطاف.
“سيد روديوس، أنا أفهم ما تشعر به، ولكن … هذه هي الحالة في مملكة أسورا.”
“روديوس، هذا…” أشارت إيريس إلى قطعة من الورق. في أعلى الصفحة كان هناك اسم “لورد فيتوا جيمس بورياس جريرات”، وبجواره “البحث عن معلومات الحالة، متوفى أو مفقود”. وتحت ذلك كانت أسماء الأشخاص الذين فقدوا بعد الحادثة، مرتبة أبجديًا حسب القرية والمدينة.
ألفونس، لقد قُتل السيد الذي خدمته! غيسلين، الرجل الذي أنقذ حياتك قُتل! فكرت. تلك كانت الأشياء التي أردت أن أقولها لهم.
لكننا قطعنا مسافة طويلة للوصول إلى هنا، والآن بعد أن وصلت إلى المنزل، لم يكن هناك عائلة أو منزل دافئ للترحيب بها. ربما كان ذلك كافياً لإرباك حتى شخص قوي مثل إيريس.
ومع ذلك… لم يخرج شيء.
***
في الغالب لأن إيريس لم تقل أي شيء. لم يكن هناك أي فائدة من الصراخ والبكاء. على الرغم من أنهم اعتنوا بي، وبيننا قرب معين، الا أن ساوروس لا يزال غريبًا بالنسبة لي. إذا كانت عائلته لن تقول أي شيء، فما الفائدة من الشكوى؟
“بالحكم على حقيقة أنهم لم يعودوا، فهم إما ماتوا أو عادوا إلى وطنهم”.
“… إذًا، ماذا يفترض بي أن أفعل؟” في عرض غير معهود من الهدوء، لم تهلع إيريس ولم تصرخ.
“لقد قال اللورد بيليمون نوتوس جريرات أنه سيرحب بك كخليلة له، سيدة إيريس.”
كان لدي شعور سيء حول هذا.
حتى أنني شعرت بالنية القاتلة تتدفق فجأة من جيسلين. “ألفونس، أيها الوغد! هل تنوي بجدية أن تأخذ هذا العرض؟!” صرخت في وجهه، لدرجة أنني اعتقدت بشراسة أنها قد تشق طبلة أذني. “أنا متأكد من أنك تتذكر ما قاله!”
شاهدت بدهشة صامتة عندما دخل الاثنان فجأة في جدال. وقفت إيريس قبل أن أدرك ما كان يحدث. تركت يدي وطوت ذراعيها على صدرها، وانتشرت ساقاها على نطاق واسع تحتها ومالت ذقنها إلى الأمام.
احتفظ ألفونس بهدوئه حتى في مواجهة غضب غيسلين. “ومع ذلك، إذا أردنا أن نفكر في مستقبل منطقة فيتوا، فسنشعر ببعض الانزعاج -“
تابع؟ إذن هذا ما كان عليه هذا التجمع؟
“ليس هناك خطأ في ذلك، أليس كذلك؟” كان هناك ارتعاش في صوت إيريس عندما طرحت السؤال.
“كما لو أنها ستكون سعيدة بزواجها من رجل كهذا!” “إنه قذر، لكن لديه اسم عائلة مميز. هناك العديد من الزيجات غير المرغوب فيها تؤدي إلى السعادة” قال ألفونس.
“لقد قال اللورد بيليمون نوتوس جريرات أنه سيرحب بك كخليلة له، سيدة إيريس.”
“لا يهمني كم عددها! هل تفكر في إيريس على الإطلاق؟!”
رأيت اسم لاوس مكتوبًا في عمود الأشخاص المفقودين مع خط يمر عبره، فعقدت حاجبي. سمعت من بول أن لاوس قد مات. لكن لم أسمع تفاصيل عن كيفية وفاته.
“أنا أفكر في عائلة بورياس ومنطقة فيتوا.”
وهكذا انتهى اجتماع اليوم.
“إذن أنت تخطط للتضحية بإيريس من أجل ذلك؟!” زمجرت غيسلين مرة أخرى.
عندما سمعت هذه الكلمات، سقط شيء ما داخل صدري بقوة. كان الأمر كما لو أن قلبي سقط مباشرة في معدتي ثم في أحشائي.
“لو اتضح انه ضروري.”
قلت: “لا أرى المشكلة”.
شاهدت بدهشة صامتة عندما دخل الاثنان فجأة في جدال. وقفت إيريس قبل أن أدرك ما كان يحدث. تركت يدي وطوت ذراعيها على صدرها، وانتشرت ساقاها على نطاق واسع تحتها ومالت ذقنها إلى الأمام.
حدق ألفونس في وجهي بذهول. كما صمتت غيسلين مرة أخرى.
“هذا كافٍ!”
كان صوتها مرتفعًا بدرجة كافية بحيث اضطرت غيسلين إلى تغطية أذنيها. هذا هو التأثير الكامل لما صرخت به إيريس، وهو ما لم أسمع مثله مؤخرًا. ومع ذلك، هذه هي كل الطاقة التي يبدو أنها تمتلكها.
“فقط…اتركوني لنفسي. أريد أن أفكر.” حدق الاثنان بصدمة عندما سمعوا كيف بدا صوتها محبطًا.
“فقط…اتركوني لنفسي. أريد أن أفكر.” حدق الاثنان بصدمة عندما سمعوا كيف بدا صوتها محبطًا.
كان ألفونس أول من غادر. بدت غيسلين مترددة وهي تحدق في إيريس، لكنها غادرت.
-+-
ثم بقيت أنا فقط. “إيريس… أم…”
“وماذا عن أهل المنطقة؟”
“روديوس، ألم تسمعني؟ اتركني وشأني في الوقت الحالي.” ولم تترك لهجتها أي مجال للنقاش.
شعرت بالصدمة قليلا. ربما كانت هذه هي المرة الأولى منذ بضع سنوات التي تدفعني فيها إيريس بعيدًا بهذه الطريقة.
ومع شخص قادر يأخذ مكانه. حينها، قد يجد الناس بعض الراحة على الاقل.
“حسنا، فهمت.” تدلت كتفي عندما شاهدت إيريس وهي تدير ظهرها نحوي. في اللحظة التي غادرت فيها الغرفة وأغلقت الأبواب، أقسم أنني سمعت صوت تنهد.
بيليمون – عمي والأخ الأصغر لبول. كان هو الرئيس الحالي لأسرة نوتوس. لقد شعرت أن الرجل العجوز ساوروس لم يحبه على الإطلاق.
***
أومأت برأسي اتفاقاً مع كلماته. لقد كان محقا. على الرغم من أن إيريس قد خففت طباعها قليلاً، إلا أن تصرفاتها البرية بقيت كما هي دائمًا.
قال ألفونس: “إنه ليس خيارًا سيئًا”.
لقد أعد ألفونس الغرف لنا. كان هناك أربعة منها، ضيقة وتقع في منزل بالقرب من المقر، وربما كانت مخصصة للاجئين. حملت أمتعتي إلى إحداها ووضعت حقيبة إيريس في الغرفة المجاورة لي. لقد غيرت ملابس السفر الخاصة بي إلى ملابس للتجول في المدينة. تخلصت من رداءي المشوه والمرقّع على السرير وغادرت الغرفة.
“بدقة.”
لقد عدت إلى المقر. أردت أن أحاول التحدث مع ألفونس وجيسلين أكثر، لكنني لم أراهم. لم تكن لدي قوة الإرادة للبحث عنهم، لذلك حدقت في لوحة الإعلانات بدلاً من ذلك.
“كان اللورد بيليمون من بين مجموعة من أولئك الذين يدعمون الأميرة الثانية، ولكن…”
تم تثبيت رسالة بول هناك، وهي الرسالة التي رأيتها عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية.
لقد أعد ألفونس الغرف لنا. كان هناك أربعة منها، ضيقة وتقع في منزل بالقرب من المقر، وربما كانت مخصصة للاجئين. حملت أمتعتي إلى إحداها ووضعت حقيبة إيريس في الغرفة المجاورة لي. لقد غيرت ملابس السفر الخاصة بي إلى ملابس للتجول في المدينة. تخلصت من رداءي المشوه والمرقّع على السرير وغادرت الغرفة.
تقول ابحث في القارة الوسطى أو المنطقة الشمالية . كتبت عندما كنت لا أزال في العاشرة من عمري؟ سأبلغ الثالثة عشرة قريبًا. من المؤكد أن الوقت قد مر بسرعة.
“لكن مازال…”
تفحصت عيناي قائمة الموتى والمفقودين. لقد هبطوا على القسم الذي يحمل عنوان “قرية بوينا”. تم إدراج أسماء الأشخاص الذين أعرفهم على التوالي في قائمة المفقودين.
لكننا قطعنا مسافة طويلة للوصول إلى هنا، والآن بعد أن وصلت إلى المنزل، لم يكن هناك عائلة أو منزل دافئ للترحيب بها. ربما كان ذلك كافياً لإرباك حتى شخص قوي مثل إيريس.
أكثر من نصفهم تم شطبهم. كشفت نظرة خاطفة على عمود الموتى أن نفس الأسماء كانت مكتوبة هناك. ويبدو أنه بعد تأكيد وفاتهم، تم شطب أسمائهم وإضافتهم إلى قائمة القتلى. كان عدد الأسماء في العمود المفقود أكبر قليلاً من عدد القتلى، لكن قائمة الموتى كانت مكتظة اكثر.
“نعم، لقد اعتنى بنا حقًا.”
رأيت اسم لاوس مكتوبًا في عمود الأشخاص المفقودين مع خط يمر عبره، فعقدت حاجبي. سمعت من بول أن لاوس قد مات. لكن لم أسمع تفاصيل عن كيفية وفاته.
“أوه، نعم، حسنًا.”
ثم، أسفل ذلك بقليل، رأيته. هناك، في عمود الأشخاص المفقودين، كان اسم سيلفي. وتم شطب خط من خلالها.
با-دومب . نبض قلبي بصوت عال.
“لقد اكتسب اللورد داريوس السلطة على مدى العقود القليلة الماضية، ويدعم صعود الأمير الأول إلى العرش. وهو أيضًا مسؤول بشكل أساسي عن طرد الأميرة الثانية خارج البلاد.
لا يمكن أن يكون الأمر كذلك ، فكرت وأنا أنظر إلى عمود الموتى. لم أر اسمها بالقرب من “لاوس”. لقد بدأت من الأعلى وقمت بمسحها حتى النهاية، لكن اسمها لم يكن موجودًا على الإطلاق.
“حسنا، فهمت.” تدلت كتفي عندما شاهدت إيريس وهي تدير ظهرها نحوي. في اللحظة التي غادرت فيها الغرفة وأغلقت الأبواب، أقسم أنني سمعت صوت تنهد.
“أم، هذا، هناك خط مرسوم من خلال هذا الاسم، لكنه ليس في قائمة الموتى…؟” سألت أحد الموظفين، معربا عن شكوكي.
“نعم، هذا أحد الأشخاص الذين تأكد أنهم ناجون”.
“لكن مازال…”
عندما سمعت هذه الكلمات، سقط شيء ما داخل صدري بقوة. كان الأمر كما لو أن قلبي سقط مباشرة في معدتي ثم في أحشائي.
“من فضلك انتظر لحظة فقط.”
الى هذا الحد شعرت بالارتياح عندما علمت أن سيلفي على قيد الحياة.
ولم تكن هناك أي علامات على أن البلاد جادة بشأن إعادة إنشاء منطقة فيتوا.
“إذن هل تعرف أيضًا كيفية الاتصال بهم؟” انا سألت.
ومع ذلك… لم يخرج شيء.
“إذا لم يأت هذا الشخص إلى مقرنا هنا بنفسه، فأنا أخشى ألا يكون كذلك”.
قلت: “لا أرى المشكلة”.
“هل يمكنك التحقق لي؟ الاسم سيلفييت.”
تفحصت عيناي قائمة الموتى والمفقودين. لقد هبطوا على القسم الذي يحمل عنوان “قرية بوينا”. تم إدراج أسماء الأشخاص الذين أعرفهم على التوالي في قائمة المفقودين.
“من فضلك انتظر لحظة فقط.”
“حول ذلك…” كان رد ألفونس مراوغًا.
استغرق الأمر حوالي عشرين دقيقة أو نحو ذلك أثناء قيام الموظفين بالتفتيش.
“…أُجبر على تحمل مسؤولية حادثة النزوح في فيتوا، وتم إعدامه”.
“أنا آسف، ولكن معلومات الاتصال الخاصة بها لم يتم تسجيلها لدينا.”
“إنها تتعلق بالسيدة إيريس.” ترى؟ فقط كما قلت.
“أوه، حسنًا…”
“ليس هناك خطأ في ذلك، أليس كذلك؟” كان هناك ارتعاش في صوت إيريس عندما طرحت السؤال.
كان هناك احتمالان إذن. إما أنها لم تستقر بعد وبالتالي ليس لديها معلومات اتصال لإدراجها، أو أن شخصًا آخر قد رصدها وقام بتحديث القائمة، لذلك لم يتم تسجيل معلومات الاتصال الخاصة بها.
“هل هذا صحيح؟” أومأ ألفونس برأسه ونظر إليّ بهدوء.
احتفظ ألفونس بهدوئه حتى في مواجهة غضب غيسلين. “ومع ذلك، إذا أردنا أن نفكر في مستقبل منطقة فيتوا، فسنشعر ببعض الانزعاج -“
كان هناك احتمال أن يكون هناك خطأ ما، لكنني لم أعتقد أن هذا خطأ. هناك احتمال كبير للغاية بأن سيلفي قد نجت. في الوقت الحالي، يجب أن أكون سعيدًا بذلك.
كان لدي شعور سيء حول هذا.
وبطبيعة الحال، كنت قلقا أيضا. عن لون شعرها مثلاً. لقد كان لونًا مختلفًا قليلاً عن لون السوبارد، لكنه ظل بنفس اللون بشكل عام.
حتى أنني شعرت بالنية القاتلة تتدفق فجأة من جيسلين. “ألفونس، أيها الوغد! هل تنوي بجدية أن تأخذ هذا العرض؟!” صرخت في وجهه، لدرجة أنني اعتقدت بشراسة أنها قد تشق طبلة أذني. “أنا متأكد من أنك تتذكر ما قاله!”
وفقًا للاله البشري، كانت اللعنة تنطبق فقط على قبيلة سوبارد. ومع ذلك، كان هناك العديد من الأشخاص القساة في العالم. ربما تكون هناك في مكان ما، تبكي بسبب تعليق تم الإدلاء به حول شعرها…
“بالحكم على حقيقة أنهم لم يعودوا، فهم إما ماتوا أو عادوا إلى وطنهم”.
لا، لقد قال بول إنها تستطيع استخدام السحر العلاجي دون الحاجة إلى التعويذات. وهذا يعني أن لديها القوة الكافية للبقاء على قيد الحياة بمفردها.
“أنا لا أهتم بهم. لم يكن من المتوقع أبدًا أن تتعامل السيدة إيريس مع هذه الأمور منذ البداية.”
القيمة، حسنًا؟ ربما هكذا رأوا الأمر. في نظري، كان لدى إيريس بالفعل الكثير من القيمة بمفردها.
ربما هي مثلي تمامًا، تعمل كمغامر. ربما تبحث عن عائلتها، غير مدركة أنهم قد ماتوا بالفعل. في الواقع، إذا نجت من الحادث، فربما هذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحًا. لقد صليت فقط أنها لم تصبح عبدة أو أي شيء.
بدت غيسلين سعيدة للحظة، ولكن سرعان ما أصبح تعبيرها غائمًا. حتى ألفونس كان يحدق بها بتعاطف.
في هذه اللحظة، أخذت على عاتقي حذف اسمي ليليا وآيشا من قائمة المفقودين. كان هناك بالفعل خط من خلال اسمي.
لقد سمعوا أن إيريس كانت في طريقها إلى هنا، لذلك ربما كانوا على علم بأمري أيضًا.
ثم أخبرته كيف التقينا ببول وفريق البحث والإنقاذ التابع له من فيتوا، وكيف كانت تلك أول مرة نعلم فيها بالوضع في وطننا. أخبرته كيف اتجهنا شمالًا أثناء البحث عن المعلومات، وعن الأحداث التي وقعت في مملكة شيروني. حاولت أن أكون مختصرًا قدر الإمكان، مع إبقاء المحادثة متمحورة حول إيريس.
من بين عائلة بول، كان الاسم الوحيد المتبقي هو زينيث جريرات، مما يعني أنه لم يتم العثورعليها بعد، بعد كل شيء. ربما سأسأل الإله البشري في المرة القادمة التي يظهر فيها في أحلامي.
“كما لو أنها ستكون سعيدة بزواجها من رجل كهذا!” “إنه قذر، لكن لديه اسم عائلة مميز. هناك العديد من الزيجات غير المرغوب فيها تؤدي إلى السعادة” قال ألفونس.
عندما انتهيت من النظر في لوحة الإعلانات، لم تكن إيريس قد خرجت من الغرفة بعد. كانت عادة سريعة جدًا في التعافي. هذه هي المرة الأولى التي أراها منزعجة إلى هذا الحد بسبب شيء ما.
لكننا قطعنا مسافة طويلة للوصول إلى هنا، والآن بعد أن وصلت إلى المنزل، لم يكن هناك عائلة أو منزل دافئ للترحيب بها. ربما كان ذلك كافياً لإرباك حتى شخص قوي مثل إيريس.
“حتى لو كان على استعداد لاستقبالها، فمن المشكوك فيه ما إذا كان النبلاء الآخرون سيقبلونها كواحدة منهم. لا أستطيع أن أتخيلها وهي تقوم بواجبات الخادمة أيضًا. ولذلك سأرفض الفكرة تماما”.
ربما يجب أن أعود وأريحها بعد كل شيء … لا، دعونا ننتظر لفترة أطول قليلا. فكرت
الآن قد فهمت. إذا أصبحت هي نفسها امرأة قوية، فستكون قادرة على الاستفادة من أمواله ونفوذه. ومع ذلك، لم تعجبني فكرة تواجد إيريس مع ذلك المنحرف. “ما هي خياراتنا الأخرى؟”
قررت العودة إلى المبنى الذي تركت فيه أمتعتنا. اعتقدت أنني سأجد شيئًا يشغلني، على الرغم من أنه لم يكن لدي أي فكرة عما هو. ربما سأرتاح قليلاً بدلاً من ذلك.
“نعم حسنا.” رأى إيريس النظرة على وجه غيسلين وبدت أنها تفهم. لقد اتبعت غيسلين أعمق في المبنى. وعندما حاولت أن أتبعهم، أوقفني ألفونس وقال : “سيد روديوس، من فضلك انتظر في الخارج”.
في الغالب لأن إيريس لم تقل أي شيء. لم يكن هناك أي فائدة من الصراخ والبكاء. على الرغم من أنهم اعتنوا بي، وبيننا قرب معين، الا أن ساوروس لا يزال غريبًا بالنسبة لي. إذا كانت عائلته لن تقول أي شيء، فما الفائدة من الشكوى؟
***
كان ألفونس أول من غادر. بدت غيسلين مترددة وهي تحدق في إيريس، لكنها غادرت.
“إذا لم يأت هذا الشخص إلى مقرنا هنا بنفسه، فأنا أخشى ألا يكون كذلك”.
ناداني ألفونس بينما كنت أتحرك للمغادرة. أدخلني إلى غرفة في مقر المخيم وجلس أمامي. على يميني جلست جيسلين. ربما كان السبب الوحيد لجلوسهما هو أن إيريس لم تكن معنا. على عكسي، يبدو أنهم يفهمون التسلسل الهرمي للسيد/الخادم.
“روديوس، ألم تسمعني؟ اتركني وشأني في الوقت الحالي.” ولم تترك لهجتها أي مجال للنقاش.
“والآن، يا سيد روديوس، من فضلك قم بتقديم تقرير موجز.”
حدق ألفونس في وجهي بذهول. كما صمتت غيسلين مرة أخرى.
“تقرير؟”
يبدو أن مجموعتنا من التابعين منقسمة. أراد ألفونس أن تتبع إيريس خطى ساوروس وفيليب وتتولى إدارة الأرض. إذا كان ذلك يتطلب منها أن تتحمل العيش مع منحرف، فهي بحاجة فقط إلى أن تتحمل.
“نعم، فيما يتعلق بما كنت تفعله خلال السنوات الثلاث الماضية.”
لقد أعد ألفونس الغرف لنا. كان هناك أربعة منها، ضيقة وتقع في منزل بالقرب من المقر، وربما كانت مخصصة للاجئين. حملت أمتعتي إلى إحداها ووضعت حقيبة إيريس في الغرفة المجاورة لي. لقد غيرت ملابس السفر الخاصة بي إلى ملابس للتجول في المدينة. تخلصت من رداءي المشوه والمرقّع على السرير وغادرت الغرفة.
“أوه، نعم، حسنًا.”
الفصل 12: حقيقة الكارثة
أخبرته كيف تم نقلنا إلى القارة الشيطانية والتقينا برويجيرد. كيف سجلنا كمغامرين واستخدمنا ذلك لتحقيق دخل يومي أثناء انتقالنا من مكان إلى آخر. أخبرته عن الحادث الذي حدث في الغابة الكبرى.
حسنًا، لقد كان داريوس هو النبيل المنحرف طوال هذا الوقت. على ما يبدو، يوجد الكثير من هؤلاء في مملكة أسورا. من المؤكد أنه كان يتمتع بذوق جيد إذا أعجب بإيريس، على الرغم من أن هذا الذوق كان الشيء الوحيد غير السيء فيه.
ثم أخبرته كيف التقينا ببول وفريق البحث والإنقاذ التابع له من فيتوا، وكيف كانت تلك أول مرة نعلم فيها بالوضع في وطننا. أخبرته كيف اتجهنا شمالًا أثناء البحث عن المعلومات، وعن الأحداث التي وقعت في مملكة شيروني. حاولت أن أكون مختصرًا قدر الإمكان، مع إبقاء المحادثة متمحورة حول إيريس.
من بين عائلة بول، كان الاسم الوحيد المتبقي هو زينيث جريرات، مما يعني أنه لم يتم العثورعليها بعد، بعد كل شيء. ربما سأسأل الإله البشري في المرة القادمة التي يظهر فيها في أحلامي.
استمع ألفونس بهدوء، ولكن عندما أخبرته عن كيفية انفصالنا عن رويجرد، تحدث. “الرجل الذي رافقك عاد إلى المنزل؟”
“نعم، لقد اعتنى بنا حقًا.”
“حقا؟ بمجرد أن تستقر الأمور، أود أن أقترح على إيريس أن نكافئه رسميًا على مساعدته. “
“هذا أمر سخيف” قلت دون تفكير. “ما المعنى من إعدام اللورد ساوروس؟”
“إنه ليس من النوع الذي يقبل شيئًا كهذا.”
في الغالب لأن إيريس لم تقل أي شيء. لم يكن هناك أي فائدة من الصراخ والبكاء. على الرغم من أنهم اعتنوا بي، وبيننا قرب معين، الا أن ساوروس لا يزال غريبًا بالنسبة لي. إذا كانت عائلته لن تقول أي شيء، فما الفائدة من الشكوى؟
تم تثبيت رسالة بول هناك، وهي الرسالة التي رأيتها عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية.
“هل هذا صحيح؟” أومأ ألفونس برأسه ونظر إليّ بهدوء.
كانت عيونه عيون رجل منهك. “حسنًا، سيد روديوس… من بين أولئك الذين خدموا اللورد ساوروس، لم يبق سوانا نحن الثلاثة.”
“كما لو أنها ستكون سعيدة بزواجها من رجل كهذا!” “إنه قذر، لكن لديه اسم عائلة مميز. هناك العديد من الزيجات غير المرغوب فيها تؤدي إلى السعادة” قال ألفونس.
“وماذا عن الخادمات الأخريات؟” انا سألت.
“ولكن هناك بعض الشائعات المثيرة للقلق عنه.”
“بالحكم على حقيقة أنهم لم يعودوا، فهم إما ماتوا أو عادوا إلى وطنهم”.
“شائعات مثيرة للقلق؟” انا سألت.
“أوه، حسنًا.” إذن حتى الفتيات ذوات آذان القطط تم القضاء عليهن؟ أو ربما عاد بعضهم إلى موطنهم في الغابة الكبرى.
أجبر ألفونس الكلمات بجهد كبير.
“لقد اعتنى بهم اللورد جيدًا. كم هذا مروع.”
“سيد روديوس، أنا أفهم ما تشعر به، ولكن … هذه هي الحالة في مملكة أسورا.”
“لم يكن الأمر في النهاية أكثر من مجرد علاقة مالية معهم، على ما أعتقد.” عندما قلت ذلك، تصدع وجه البوكر الخاص بألفونس قليلاً. ربما كانت كلماتي قاسية بعض الشيء، لكنني كنت متأكدًا من صحتها.
“هذا أمر سخيف” قلت دون تفكير. “ما المعنى من إعدام اللورد ساوروس؟”
“بسبب شبابك، ترددت بشأن ما إذا كنت سأشركك في هذه المحادثة أم لا. ولكن إذا كان بإمكانك الرد بهذه الطريقة، فأنا متأكد من أنك أكثر من قادر. لقد قمت بحماية السيدة إيريس وأوصلتها إلى هنا بأمان. وكوسيلة للاعتراف بإنجازاتك، نرحب بك باعتبارك تابعًا لعائلة بورياس جريرات.
تابع؟ إذن هذا ما كان عليه هذا التجمع؟
هل كانت حالة الجثث أم طريقة موتهم؟ أو أنها رأت شيئا جعلها تريد الابتعاد؟ هل سمعت شيئًا جعلها ترغب في تغطية أذنيها؟
“من الآن فصاعدا، سأجري هذا كاجتماع بين التابعين. هل لديك أي مشكلة في هذا”
يمكنني تبرير ذلك. أستطيع . _ ولكن ذلك اوصلنا إلى وضعنا الحالي. إلى مخيم للاجئين يخيم عليه الصمت. إلى مقر مهجور عمليا.
إجتماع؟ كنت متأكدًا من أنهم ربما أجروا هذه الاجتماعات حتى قبل إرسالي كمعلم لإيريس. كنت متأكدًا أيضًا من عدم إدراج غيسلين في ذلك الوقت. لم يكن هناك سوى الثلاثة منا الآن، ولكن مما لا شك فيه أن العديد من التابعين قد تجمعوا لمثل هذه المناقشات في الماضي.
لم تنتظر إيريس الدعوة قبل أن تجلس على الأريكة. أمسكت بيدي وسحبتني للجلوس بجانبها. غيسلين كالعادة اتخذت مكانها على حافة الغرفة. وقف ألفونس أمام إيريس وانحنى لها كما يفعل أي خادم.
“شكرًا لك. ما هو الموضوع المطروح؟” لم يكن لدي أي نية للانخراط في مزاح خامل، لذلك قررت المتابعة.
أنا شخصياً أميل إلى طريقة تفكير غيسلين. لم يكن الأمر منطقيا. لقد كانت عاطفية تمامًا. لكن مع ذلك، لم أرغب في أن يأخذ الخنازير الفتاة التي أهتم بها. لو كانت هذه خياراتنا لكان من الأفضل أن نهرب. لم أهتم بالسلطة السياسية.
علاوة على ذلك، لم يعد فيليب وساوروس موجودين هنا. كان من الواضح عمن سنتحدث.
ثم أخبرته كيف التقينا ببول وفريق البحث والإنقاذ التابع له من فيتوا، وكيف كانت تلك أول مرة نعلم فيها بالوضع في وطننا. أخبرته كيف اتجهنا شمالًا أثناء البحث عن المعلومات، وعن الأحداث التي وقعت في مملكة شيروني. حاولت أن أكون مختصرًا قدر الإمكان، مع إبقاء المحادثة متمحورة حول إيريس.
“إنها تتعلق بالسيدة إيريس.” ترى؟ فقط كما قلت.
“… إذًا، ماذا يفترض بي أن أفعل؟” في عرض غير معهود من الهدوء، لم تهلع إيريس ولم تصرخ.
“على وجه التحديد، أود أن أتحدث عن مستقبلها.”
“وماذا عن الخادمات الأخريات؟” انا سألت.
“مستقبلها؟” رددت.
“إذن هل تعرف أيضًا كيفية الاتصال بهم؟” انا سألت.
لقد عادت إيريس إلى وطنها، ولكن لم يكن هناك شيء هنا. لم يكن لديها عائلة ولا منزل. ولم تستطع العودة إلى الحياة التي كانت تستمتع بها من قبل.
توجهت إلى وسط المخيم، حيث كان يوجد مبنى يشبه نقابة المغامرين. وكان هذا هو المقر الرئيسي لمخيم اللاجئين، بحسب الملاحظة المكتوبة على المدخل. وعندما دخلت وجدت الأمر حزينًا تمامًا.
“على الرغم من أن اللورد ساوروس واللورد فيليب قد توفيا، إلا أن عائلة بورياس نفسها لم يتم تدميرها بالكامل، أليس كذلك؟ يمكنهم على الأقل إعداد مكان لها لتعيش فيه، أليس كذلك؟ ” انا سألت.
تقول ابحث في القارة الوسطى أو المنطقة الشمالية . كتبت عندما كنت لا أزال في العاشرة من عمري؟ سأبلغ الثالثة عشرة قريبًا. من المؤكد أن الوقت قد مر بسرعة.
“اللورد جيمس سيكون قلقًا بشأن الشائعات. أعتقد أنه من المحتمل أنه سيرفض اصطحاب السيدة إيريس إلى منزله.”
“معي؟”
جيمس… بمعنى آخر، عم إيريس، أليس كذلك؟ اللورد الحالي. إذا كان يهتم كثيرًا بما يعتقده الناس، فمن المحتمل أنه لا يريد شخصًا مثل إيريس.
“إيريس… لنتحدث أكثر.” كان صوت غيسلين قاسياً. كان ذيلها يقف بشكل مستقيم. لم يكن تعبيرها سعيدًا. وبدت عصبية.
كانت أخلاقها غير واضحة بعض الشيء، ولم تتناسب تمامًا مع صورة سيدة نبيلة. من المفترض أيضًا أن جيمس كان يؤوي إخوة إيريس، وعلى الأرجح عددًا من أبناء اعمامه أيضًا. لم يكن من الصعب أن نتخيل أن إيريس ستتسبب في صراع مع واحد أو أكثر منهم.
“روديوس، اجلس.”
“حتى لو كان على استعداد لاستقبالها، فمن المشكوك فيه ما إذا كان النبلاء الآخرون سيقبلونها كواحدة منهم. لا أستطيع أن أتخيلها وهي تقوم بواجبات الخادمة أيضًا. ولذلك سأرفض الفكرة تماما”.
“هل تقصد بالمعنى الجنسي؟” انا سألت. “بالطبع.”
أومأت برأسي اتفاقاً مع كلماته. لقد كان محقا. على الرغم من أن إيريس قد خففت طباعها قليلاً، إلا أن تصرفاتها البرية بقيت كما هي دائمًا.
استغرق الأمر حوالي عشرين دقيقة أو نحو ذلك أثناء قيام الموظفين بالتفتيش.
“بعد ذلك، أود مناقشة الدعوة الموجهة من بيليمون نوتوس جريرات. إنه عندما تعود إيريس إلى المنزل، إذا لم يكن لديها مكان آخر تذهب إليه، فسيكون على استعداد للترحيب بها كواحدة من محظياته.”
“إنها تتعلق بالسيدة إيريس.” ترى؟ فقط كما قلت.
بيليمون – عمي والأخ الأصغر لبول. كان هو الرئيس الحالي لأسرة نوتوس. لقد شعرت أن الرجل العجوز ساوروس لم يحبه على الإطلاق.
القيمة، حسنًا؟ ربما هكذا رأوا الأمر. في نظري، كان لدى إيريس بالفعل الكثير من القيمة بمفردها.
عندما ألقيت نظرة سريعة على غيسلين، رأيت أنها كانت حواجبها متماسكة وعينيها مغلقة.
“ماذا تقصد؟” – سأل ألفونس.
قال ألفونس: “إنه ليس خيارًا سيئًا”.
“ولكن هناك بعض الشائعات المثيرة للقلق عنه.”
ولم تكن هناك أي علامات على أن البلاد جادة بشأن إعادة إنشاء منطقة فيتوا.
“شائعات مثيرة للقلق؟” انا سألت.
“…هم.”
“نعم، بشأن محاولته كسب ود الوزير الأعلى داريوس، الذي اكتسب السلطة السياسية بسرعة في الآونة الأخيرة.”
“بدقة.”
لماذا كان ذلك مقلقاً؟ ألم يكن من الطبيعي أن يتملق الأشخاص الأقوياء من لديهم نفوذ أكبر منهم؟
قال ألفونس: “إنه ليس خيارًا سيئًا”.
“لقد اكتسب اللورد داريوس السلطة على مدى العقود القليلة الماضية، ويدعم صعود الأمير الأول إلى العرش. وهو أيضًا مسؤول بشكل أساسي عن طرد الأميرة الثانية خارج البلاد.
“…هم.”
ليس لدي أي فكرة عما تتحدث عنه عندما تطرح فجأة أول هذا وثاني ذلك ، على ما أعتقد.
لم تنتظر إيريس الدعوة قبل أن تجلس على الأريكة. أمسكت بيدي وسحبتني للجلوس بجانبها. غيسلين كالعادة اتخذت مكانها على حافة الغرفة. وقف ألفونس أمام إيريس وانحنى لها كما يفعل أي خادم.
“كان اللورد بيليمون من بين مجموعة من أولئك الذين يدعمون الأميرة الثانية، ولكن…”
“حادثة اختطاف؟”
“ولكن عندما تم طردها من البلاد، فقدت مجموعته كل قوتها؟” خمنت.
“بدقة.”
“حقا؟ بمجرد أن تستقر الأمور، أود أن أقترح على إيريس أن نكافئه رسميًا على مساعدته. “
بمعنى آخر، خسر الزعيم في فريقه والآن يخطط لمحاولة الانتقال إلى الفريق الفائز.
أومأ ألفونس.
قلت: “لا أرى المشكلة”.
ليس لدي أي فكرة عما تتحدث عنه عندما تطرح فجأة أول هذا وثاني ذلك ، على ما أعتقد.
“اللورد روديوس، هل تتذكر حادثة الاختطاف تلك منذ بعض الوقت؟”
“حادثة اختطاف؟”
أصدرت إيريس صوت أنين واحد فقط، لكن يدها كانت ترتعش بينما تمسك يدي.
“تلك التي اختطف فيها الخاطفون الفعليون السيدة إيريس.” خطة الاختطاف التي اقترحتها إذن.
بموته، أخذ ساوروس استياء الناس معه.
قال ألفونس: “الشخص الذي يقف وراء تلك الجريمة هو اللورد داريوس”.
لقد فهمت ما كان يقوله ألفونس، ولماذا اعتقد أنه مهم. أنا فقط لم أتفق معه.
“…هم.”
“غيسلين!” ارتسمت على وجه إيريس نظرة من الفرح الخالص وهي تسرع نحو المرأة. لو أن لها ذيل لكان يهتز.
“لقد زار اللورد داريوس منطقة فيتوا مرة واحدة فقط، وفي ذلك الوقت، استغرق الأمر نظرة واحدة فقط حتى يهتم بشدة بالسيدة إيريس.”
حسنًا، لقد كان داريوس هو النبيل المنحرف طوال هذا الوقت. على ما يبدو، يوجد الكثير من هؤلاء في مملكة أسورا. من المؤكد أنه كان يتمتع بذوق جيد إذا أعجب بإيريس، على الرغم من أن هذا الذوق كان الشيء الوحيد غير السيء فيه.
“هل تقصد بالمعنى الجنسي؟” انا سألت. “بالطبع.”
“لو اتضح انه ضروري.”
وهكذا ظهرت الحقيقة بعد كل هذه السنوات. لا، ربما قد تم تحديده على أنه الجاني حتى في ذلك الوقت، لكنهم لم يتمكنوا من إثارة ضجة بسبب مدى قوته.
لا يمكن… فكرت مع شعور بعدم الارتياح يتدفق بداخلي.
تساءلت لماذا رفض ساوروس السماح له بالحصول على إيريس. هل كان ذلك لأنه كان يكره داريوس؟ لقد كان الرجل العجوز من النوع الذي يسمح لمشاعره الشخصية بأن تملي أفعاله. حسنًا، أيًا كان الأساس الذي استند إليه قراره، فإنه لم يعد مهمًا الآن.
لا بد أن هذا خطأ، أليس كذلك؟ لم يمض وقت طويل. لم تمر ثلاث سنوات حتى الآن. أو ربما يكون الأصح القول ان ثلاث سنوات كاملة ستحل قريبا.
“إذا كان اللورد بيليمون سيتخذ السيدة إيريس خليلة له، فمن المحتمل أن يجد عذرا لتقديمها إلى اللورد داريوس.”
“أعتقد أن السيدة إيريس يجب أن تبقى مع روديوس.”
حسنًا، لقد كان داريوس هو النبيل المنحرف طوال هذا الوقت. على ما يبدو، يوجد الكثير من هؤلاء في مملكة أسورا. من المؤكد أنه كان يتمتع بذوق جيد إذا أعجب بإيريس، على الرغم من أن هذا الذوق كان الشيء الوحيد غير السيء فيه.
لا بد أن هذا خطأ، أليس كذلك؟ لم يمض وقت طويل. لم تمر ثلاث سنوات حتى الآن. أو ربما يكون الأصح القول ان ثلاث سنوات كاملة ستحل قريبا.
“حسنًا، نحن نرفض هذه الفكرة، أليس كذلك؟”
“لو اتضح انه ضروري.”
“ليس تماما. في حين أنني لا أستطيع إلا أن أتجهم من فكرة الرجل نفسه، فإن اللورد داريوس لديه التأثير الأكبر في العاصمة الآن. لن تحبه السيدة إيريس، لكنه سيضمن لها مكانتها وراحة ظروفها المعيشية. “
كنت سعيدا أيضا. لم أسمع أي أخبار عن غيسلين طوال هذا الوقت، لكنها بدت في حالة جيدة. ربما كان السبب وراء عدم سماع بول أي شيء عنها هو مجرد فجوة في تدفق المعلومات.
“لكن مازال…”
علاوة على ذلك، لم يعد فيليب وساوروس موجودين هنا. كان من الواضح عمن سنتحدث.
“وإذا قدمت طلبًا أنانيًا قليلًا، فمن المؤكد أنه سيستمع إليها. مثلاً لو طلبت تطوير قرية في منطقة فيتوا لأهلها”.
تقول ابحث في القارة الوسطى أو المنطقة الشمالية . كتبت عندما كنت لا أزال في العاشرة من عمري؟ سأبلغ الثالثة عشرة قريبًا. من المؤكد أن الوقت قد مر بسرعة.
الآن قد فهمت. إذا أصبحت هي نفسها امرأة قوية، فستكون قادرة على الاستفادة من أمواله ونفوذه. ومع ذلك، لم تعجبني فكرة تواجد إيريس مع ذلك المنحرف. “ما هي خياراتنا الأخرى؟”
لماذا كان ذلك مقلقاً؟ ألم يكن من الطبيعي أن يتملق الأشخاص الأقوياء من لديهم نفوذ أكبر منهم؟
“أما بالنسبة للنبلاء الآخرين… مع رحيل اللورد ساوروس واللورد فيليب، لم يعد لدى السيدة إيريس أي قيمة باعتبارها ابنة عائلة نبيلة.”
“هذا كافٍ!”
القيمة، حسنًا؟ ربما هكذا رأوا الأمر. في نظري، كان لدى إيريس بالفعل الكثير من القيمة بمفردها.
عندما ألقيت نظرة سريعة على غيسلين، رأيت أنها كانت حواجبها متماسكة وعينيها مغلقة.
“اللورد روديوس، ما هو أفضل طريق نسلكه في رأيك؟” – سأل ألفونس.
“حسنًا، نحن نرفض هذه الفكرة، أليس كذلك؟”
***
“قبل أن أصرح برأيي، هل يمكنني أن أسأل ما هو رأي غيسلين؟” ولم أجمع أفكاري بعد.
لم تنتظر إيريس الدعوة قبل أن تجلس على الأريكة. أمسكت بيدي وسحبتني للجلوس بجانبها. غيسلين كالعادة اتخذت مكانها على حافة الغرفة. وقف ألفونس أمام إيريس وانحنى لها كما يفعل أي خادم.
“أعتقد أن السيدة إيريس يجب أن تبقى مع روديوس.”
“أم، هذا، هناك خط مرسوم من خلال هذا الاسم، لكنه ليس في قائمة الموتى…؟” سألت أحد الموظفين، معربا عن شكوكي.
“معي؟”
“أنت ابن بول. كانت زينيث أيضًا من عائلة نبيلة قوية في ميليشيون. مع نسبك وخلفيتك، يجب أن تكون قادرًا على صنع مكان لنفسك بين نبلاء أسورا. “
“تم نقل اللورد فيليب والسيدة هيلدا معًا وتوفيا في منطقة الصراع. وأكدت غيسلين ذلك.”
لم أكن متأكدا من ذلك. نظرت إلى ألفونس لقياس رد فعله. “الأمر ليس مستبعدا. لقد أنجز اللورد بول الكثير خلال هذا الحادث. إذا استخدمت ذلك لصالحك، فيجب أن تكون قادرًا على تعزيز بعض القوة والنفوذ. ومع ذلك، فإن جعل اللورد يسمح لك بالإشراف على منطقة فيتوا سيكون أكثر صعوبة بكثير. لا أستطيع أن أتخيل أن بيليمون سيسمح لابن اللورد بول أن يكون له أي قوة. لا أستطيع أيضًا أن أتخيل أن اللورد جيمس واللورد داريوس سينظران بلطف إلى زواج إيريس من عائلة شخص مؤثر آخر “
لقد عدت إلى المقر. أردت أن أحاول التحدث مع ألفونس وجيسلين أكثر، لكنني لم أراهم. لم تكن لدي قوة الإرادة للبحث عنهم، لذلك حدقت في لوحة الإعلانات بدلاً من ذلك.
لا، لم أكن أعتقد ذلك. ومع ذلك، فقد فهمت بشكل أو بآخر ما كان يقصده ألفونس. انه يفكر في كيفية تأمين إحياء المنطقة في نهاية المطاف.
قلت: “لا أرى المشكلة”.
قال غيسلين “في هذه الحالة، يجب على روديوس أن يأخذ السيدة إيريس ويهرب بعيدًا”.
“أم، هذا، هناك خط مرسوم من خلال هذا الاسم، لكنه ليس في قائمة الموتى…؟” سألت أحد الموظفين، معربا عن شكوكي.
لا يمكن… فكرت مع شعور بعدم الارتياح يتدفق بداخلي.
“ثم ماذا سيحدث لمنطقة فيتوا؟” قاطعها ألفونس. “أنت ستتعامل معها.” ردت غيسلين ببرود. ربما هي وألفونس لا يتفقان من الأساس.
إذا حكمنا من خلال أسلوبه، فمن المحتمل أن يكون ساوروس قد مات. كانت إيريس فتاة جدها. لقد قامت بتقليد كل واحدة من سلوكياته. إذا مات، فإن هذا سيؤذيها كثيرا.
“ألن يكون تحقيق أمنيتنا العزيزة، إذا سيطرت السيدة إيريس على الأرض التي أحبها اللورد ساوروس؟”
“أنا أفكر في عائلة بورياس ومنطقة فيتوا.”
“هذه أعظم أمنياتك . لا تجمعني معك. أريد فقط أن تكون السيدة إيريس سعيدة.”
“أما بالنسبة للنبلاء الآخرين… مع رحيل اللورد ساوروس واللورد فيليب، لم يعد لدى السيدة إيريس أي قيمة باعتبارها ابنة عائلة نبيلة.”
“وهل تعتقد أنها ستكون سعيدة إذا هربت مع اللورد روديوس؟”
“بالحكم على حقيقة أنهم لم يعودوا، فهم إما ماتوا أو عادوا إلى وطنهم”.
قالت جيسلين: “أسعد مما لو أُجبرت على الزواج من بيليمون”.
“وإذا قدمت طلبًا أنانيًا قليلًا، فمن المؤكد أنه سيستمع إليها. مثلاً لو طلبت تطوير قرية في منطقة فيتوا لأهلها”.
“وماذا عن أهل المنطقة؟”
“لقد اكتسب اللورد داريوس السلطة على مدى العقود القليلة الماضية، ويدعم صعود الأمير الأول إلى العرش. وهو أيضًا مسؤول بشكل أساسي عن طرد الأميرة الثانية خارج البلاد.
“أنا لا أهتم بهم. لم يكن من المتوقع أبدًا أن تتعامل السيدة إيريس مع هذه الأمور منذ البداية.”
استغرق الأمر حوالي عشرين دقيقة أو نحو ذلك أثناء قيام الموظفين بالتفتيش.
يبدو أن مجموعتنا من التابعين منقسمة. أراد ألفونس أن تتبع إيريس خطى ساوروس وفيليب وتتولى إدارة الأرض. إذا كان ذلك يتطلب منها أن تتحمل العيش مع منحرف، فهي بحاجة فقط إلى أن تتحمل.
كانت شفتا إيريس متماسكتين بشكل أكثر إحكامًا من المعتاد، وكانت يداها ملتويتين بشدة على جانبيها لدرجة أنهما تحولتا إلى اللون الأبيض.
من ناحية أخرى، أرادت غيسلين فقط أن تكون إيريس سعيدة. بقدر ما كان الأمر يتعلق بها، يجب على إيريس أن تتخلى عن سلطتها السياسية واسم عائلتها لتهرب معي.
“معي؟”
أنا شخصياً أميل إلى طريقة تفكير غيسلين. لم يكن الأمر منطقيا. لقد كانت عاطفية تمامًا. لكن مع ذلك، لم أرغب في أن يأخذ الخنازير الفتاة التي أهتم بها. لو كانت هذه خياراتنا لكان من الأفضل أن نهرب. لم أهتم بالسلطة السياسية.
“وإذا قدمت طلبًا أنانيًا قليلًا، فمن المؤكد أنه سيستمع إليها. مثلاً لو طلبت تطوير قرية في منطقة فيتوا لأهلها”.
لقد فهمت ما كان يقوله ألفونس، ولماذا اعتقد أنه مهم. أنا فقط لم أتفق معه.
“حادثة اختطاف؟”
“يبدو أننا في طريق مسدود،” تمتمت. وعندما فعلت ذلك، نظر إليّ الشخصان اللذان كانا يتجادلان من قبل.
“إذن أنت تخطط للتضحية بإيريس من أجل ذلك؟!” زمجرت غيسلين مرة أخرى.
“ماذا تقصد؟” – سأل ألفونس.
“شائعات مثيرة للقلق؟” انا سألت.
“مهما كان الأمر، إيريس هي من تقرر. ليس هناك فائدة منا حتى أن نناقش هذا الأمر. لذلك، دعونا نحاول العثور على موضوع أكثر بناءة للمحادثة. هل هناك شيء آخر؟”
نظرت غيسلين إلى وجه إيريس وابتسمت ابتسامة عريضة.
حدق ألفونس في وجهي بذهول. كما صمتت غيسلين مرة أخرى.
سحبتني إيريس من يدي وأجبرتني على العودة إلى مقعدي. على ما يبدو، في مرحلة ما، وقفت. كانت هناك مشاعر تتجمع داخل رأسي ولم أتمكن من التعبير عنها بالكلمات. ربما كان الألم الشديد هو الذي جعلني غير متماسك. فيدي تؤلمني.
“إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف أرتاح.”
قررت العودة إلى المبنى الذي تركت فيه أمتعتنا. اعتقدت أنني سأجد شيئًا يشغلني، على الرغم من أنه لم يكن لدي أي فكرة عما هو. ربما سأرتاح قليلاً بدلاً من ذلك.
وهكذا انتهى اجتماع اليوم.
-+-
“وهل تعتقد أنها ستكون سعيدة إذا هربت مع اللورد روديوس؟”
ترجمة nero
“هل تقصد بالمعنى الجنسي؟” انا سألت. “بالطبع.”
برعاية kaed Ala3sm🇵🇸
“نعم حسنا.” رأى إيريس النظرة على وجه غيسلين وبدت أنها تفهم. لقد اتبعت غيسلين أعمق في المبنى. وعندما حاولت أن أتبعهم، أوقفني ألفونس وقال : “سيد روديوس، من فضلك انتظر في الخارج”.
الذهب الباقي 2400
لكننا قطعنا مسافة طويلة للوصول إلى هنا، والآن بعد أن وصلت إلى المنزل، لم يكن هناك عائلة أو منزل دافئ للترحيب بها. ربما كان ذلك كافياً لإرباك حتى شخص قوي مثل إيريس.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
