Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 75

الفصل 3: روديوس كواغماير

الفصل 3: روديوس كواغماير

الفصل 3: روديوس كواغماير

 

“لقد فهمت ايها الزعيم !”

“هف …هف…”

 لم يكن لديه واجب لحمايتنا. لم يكن حتى عضوًا في كاونتر آرو. ومع ذلك، حاول إنقاذنا. لقد حاول أن يشتري لنا الوقت.

بينما أركض في شوارع روزنبرج ألهث بهدوء في ظلمة ما قبل الفجر. رأيت أنفاسي تتطاير في الهواء، كانت الطرق مغطاة بطبقة من الصقيع بالكاد مرئية. لذا فإن كل خطوة أخطوها كانت مصحوبة بـ “قرع” طفيف وطقطقة تحت قدمي.

بمعنى آخر، قد يستغرق تنفيذ خطتي وقتًا طويلاً جدًا.

 عندما سقطت في تفكيري أثناء الركض، بدت المدينة وكأنها تتدفق أمامي من تلقاء نفسها.

“حسنا.”

“أوه…” أخيرًا تباطأت حتى توقفت عندما وصلت إلى نزلي.

والأهم من ذلك أنه لم يعد يبدو أن أيًا من المخلوقات يتحرك. لقد حرصت على فحص السقف والجدران وكل مكان محتمل للاختباء في الردهة، لكنني لم أتمكن من رؤية أي شيء يبدو وكأنه تهديد.

 

كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.

نظرت للأسفل وأنا أتنفس بصعوبة وتمتمت “هل أعجبكم الجري اليوم يا أولاد؟” إلى أفخاذي المرتجفة. بالمناسبة، لقد قمت مؤخرًا بتسمية ساقي اليمنى “تيندالوس” وساقي اليسرى “باسكرفيل”. أردت أن ألهمهم أن ينموا بسرعة وذكاء مثل زوج من كلاب الصيد.

عندما عدنا إلى نقابة المغامرين بعد بضعة أيام، وجدنا كومة ضخمة من مخالب وحراشف وأنياب السنو درايك موجودة بالفعل خارج المبنى. كان أعضاء فرقة القائد لا يزالون في الداخل، ويتفاخرون بمآثرهم الأخيرة.

“أوه نعم؟ هيه. اولاد جيدون. اولاد جيدون!”

 لا أزال أعمل بشكل أساسي كمغامر منفرد. كلما رأيت فرقة تناقش ما إذا كان ينبغي عليهم تولي مهمة صعبة، كنت أقترب منهم وأعرض عليهم خدماتي كمرتزق. خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بمساعدة العديد من المجموعات المختلفة. 

كان كلا الجرويين يقفزان بسعادة في تلك اللحظة، لذلك توقفت مؤقتًا لمداعبتهما قليلاً. لقد حرصت دائمًا على إنهاء جولاتنا بتدليك لطيف وشامل. 

 “أتذكر سماعي أن عددًا كبيرًا من الوحوش خرج من كهف إلبرون منذ بعض الوقت، وتم القضاء على المجموعة التي تم إرسالها لمحاربتهم. أفاد الناجي الوحيد أنهم عثروا على عش للسنو درايك في أعماق الكهف.”

سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني. 

 

” كان هذا جهدًا رائعًا يا رفاق” همست، وأنا أضغط بلطف على ساقاي  بين أصابعي.

ربما هناك أوقات عليك فيها الوقوف والقتال. نعم حسنا. لكن أليست مهمة زعيم الفرقة هي منع المعارك التي لا طائل من ورائها والحفاظ على سلامة رفاقه؟

كلما أظهرت المزيد من الحب لهذين الاثنين، كلما زاد الحب الذي سيقدمونه لي في المقابل. عضلاتي، على الأقل، لن تخونني أبدًا. 

 “روديوس، هل تعرف شيئا عن هذا؟”

 

 لا أزال أعمل بشكل أساسي كمغامر منفرد. كلما رأيت فرقة تناقش ما إذا كان ينبغي عليهم تولي مهمة صعبة، كنت أقترب منهم وأعرض عليهم خدماتي كمرتزق. خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بمساعدة العديد من المجموعات المختلفة. 

لقد ردوا دائمًا عاطفتي بالمثل. بالطبع، سوف تنهار علاقتنا بسرعة إذا آذيتهم بشدة أو توقفت عن الاهتمام بهم. 

لقد دعتني فرقة كاونتر آرو بانتظام للانضمام إليهم في وظائفهم، ربما بسبب أدائي في أول مهمة لنا معًا. لقد عملت معهم أكثر من أي فرقة أخرى. نظرًا لهدفي العام، فإن التعاون المتكرر مع مجموعة واحدة لم يكن فعالًا بشكل خاص.

علي أن أعاملهما بأقصى قدر من العناية.

لقد كان ابنًا لأحمق ثري، لكنه أكثر من ذلك. لم أكرهه. هذا كل شيء.

 فإذا أوقعت نفسي في فوضى حقيقية، ستصبح روابطنا هذه لا تقدر بثمن.

“دعونا ننتهي من هذا،” تمتمت سوزان، وقد بدت ساخطة بعض الشيء. 

” لا تقلقا لم أنساكما ”

هل عادوا فعلاً من أجلي؟ لماذا؟ لست حتى عضوا في فرقتهم.

الآن بعد أن انتهيت من ساقي، حولت انتباهي إلى ذراعي.

أومأت سارا برأسها بقوة. أستطيع أن أرى قشعريرة على جلدها.

أصبحت يميني الآن “هالك” ويساري “هرقل”. كنت آمل أن يشجعهم هذا على النضوج ليصبحوا زوجًا من الوحوش القوية. لقد حرصت على إعطاء هؤلاء الأولاد بعض الاهتمام بعد ساقاي.

حارب ضد فريق اللوستر غريزلي . لقد حارب ضد السنو درايك أيضًا. لم يهرب أبدًا لإنقاذ نفسه، حتى عندما كان بإمكانه ذلك.

كساحر، لم يكن علي الاعتماد على قوة ذراعي في كثير من الأحيان، لكنها مفيدة من حين لآخر. يستخدم الناس أذرعهم في كل أنواع الأشياء؛ إذا لم تعمل على تقويتها على الإطلاق، فسوف تندم عليها عاجلاً أم آجلاً.

“دعني أذهب، اللعنة! مهلا، كواغماير! هل تستمتع لي.. هاه؟ إذا كنت تكره حياتك إلى هذا الحد، فاذهب لتموت في خندقما! على الأقل بهذه الطريقة لن أضطر إلى رؤية وجهك مرة أخرى!”

إن هالك وشقيقه غيورين للغاية، وبفضل علاقاتهما الممتازة، سيعرفان على الفور ما إذا كنت أخطط لإهمالهما. آخر شيء أحتاجه هو أن يبدأ الأولاد في العبوس. 

 

 

“حسنا!” صاحت سوزان. “لنشق طريقنا إلى الحائط!”

“حسنًا، لنجرب مائة تمرين ضغط. نبدأ من الأعلى… “

وبطبيعة الحال، كان تأمين هذه الحراشف يعني اقتحام أراضي بعض المخلوقات القوية جدًا دون دعوة. لم تكن لدينا أي نية لشن هجوم على عش سنو درايك، لكن هذه الآثار كانت موطنًا للعديد من الوحوش الأخرى… وبينما كان الدرايك سهلي الانقياد في العادة، بإمكانهم دائمًا أن يقرروا مهاجمتنا من العدم. 

تمددت على الأرض ووجهي للأسفل وبدأت في رفع وخفض جسدي بوتيرة مريحة. بعد الوصول إلى رقم عشوائي لم يكن هو الشيء المهم هنا بالطبع فالهدف تدريب عضلاتي. سرعان ما صار هالك وهرقل يرتجفان من الفرح. تمتمت بكلمات التشجيع ودفعتهما بقوة أكبر.

“هل ستعود إلى النزل أو شيء من هذا؟”

لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لي، لكنه كان صعباً عليهم أيضاً. ومع ذلك، فإن ذكريات كفاحنا المشترك ستقربنا من بعضنا البعض، وتجعلنا أقوى.

روديوس نبيل بالنسب. لم يتصرف حقًا كواحد، لكن هذا لا يهم. لقد ولد وفي فمه ملعقة فضية، وكان ذلك سيئا في حد ذاته. لقد كرهت الأطفال الأغنياء الذين أرادوا التظاهر بأنهم مغامرون. 

“فيوه… حسنًا، ها نحن ذا. عمل جميل يا شباب… “

“خفافيش عملاقة!”

بمجرد أن انتهيت، قمت بتدليك عضلاتي المؤلمة ووضع الثلج عليها بينما قدمت لهم بضع كلمات امتنان. بدا كل من هالك وهرقل راضين. من الواضح أنني كسبت لنفسي بعض نقاط المودة الإضافية اليوم. تمرين قوي آخر قد تم. ممتاز.

على الرغم من أنها يمكن أن تجد نقاط ضعف للتصويب عليها، مثل العينين أو الفم، إلا أن الدقة المطلوبة تضعها في وضع غير مؤاتٍ حقًا – خاصة ضد مجموعات أكبر من الأعداء.

بعد تنظيف نفسي جيدًا في الحمام، صليت صلاتي المعتادة أمام المذبح الذي نصبته في إحدى زوايا غرفتي.

 

 “حسنًا، إذن… من فضلك اعتني بي اليوم يا معلمة.”

 لم يكن الأمر غير عادل حقًا، لكنه لم يكن شعورًا رائعًا بمعرفة أنهم سيستفيدون من أولئك الذين تمكنا من قتلهم أيضًا. لسبب واحد، لم نكن لنتعرض للخطر في المقام الأول إذا لم يكونوا موجودين. شعرت أننا نستحق بعض التعويضات بسبب الاضطراب العاطفي أو أي شيء آخر.

أخرجت أثري المقدس من ضريحها، وطويتها بعناية ووضعتها في جيبي. في العادة، إزالة مثل هذه القطعة الأثرية من مثواها سيكون عملاً من أعمال التجديف، لكنني لا أستطيع المخاطرة بسرقتها. كان من المنطقي عدم ترك أي أشياء ثمينة حقًا في غرفة مستأجرة

ومع ذلك، لم أشعر حقًا برغبة في الانضمام إلى جوقة الشكاوى. لم أكن من أشد المعجبين بالحديث التافه عن الأشخاص خلف ظهورهم، خاصة أنني كنت شخصًا سيئًا في حياتي السابقة. 

“حسنا. نأمل أن تكون هناك مهمة لائقة أو اثنتين على اللوح…”

نظرت سارا إلينا من فوق كتفها ووضعت إصبعها على شفتيها. ربما كانت محادثتنا تجعل من الصعب عليها الاستماع إلى التهديدات.

بعد أن غيرت عباءتي، غادرت النزل خلفي وتوجهت هناك

“حسنًا، كان القتال بين البشرية وملك الشياطين شرسًا للغاية في هذه المنطقة، لذلك لدينا الكثير من القصص حول الحرب التي تناقلتها الأجيال. أتذكر عددًا لا بأس به منهم من طفولتي.”

لقد مرت عدة أشهر منذ وصولي إلى هذه المدينة. بصرف النظر عن استئناف تدريباتي البدنية، كنت أعمل على ترسيخ نفسي كمغامر، متبعًا خطتي الأولية.

ومع ذلك، لسبب ما، وجدت أنه من الصعب رفض كاونتر آرو.

 

بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.

“مهلا، كواغماير*! شكرا مرة أخرى لمساعدتك في ذلك اليوم!” <لأنه يستخدم تعويذة مستنقع الحمأ كثيرا فسموه كواغماير(مستنقع)>

“هل تحب المباني الكبيرة أو شيء من هذا؟”

“من الجميل دائمًا الاعتماد عليك يا فتى.”

“كهف إلبرون؟! ماذا؟! هذا يوم كامل بعيدًا عن هنا!” صاحت سوزان. 

“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”

“استمع الآن، كواجماير. أنت لست سوى -“

بعد أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، شعرت وكأنني بدأت بداية جيدة جدًا. 

“…بجدية؟” بدت سارا مندهشة، على الرغم من أنها هي التي وجهت الدعوة. ربما كانت تخطط لضربي ببعض الإهانة اللاذعة عندما أرفضها.

“يجب أن أشكركم جميعًا. لقد كنت فقط أساعدكم قليلاً. سارت الأمور على ما يرام فقط بسبب مواهبكم. “

السنو درايك عبارة عن سحالي في الأساس، وكان الجدار البسيط ولو كان طويلًا لا معنى له في الأساس بالنسبة لهم. فواحدًا تلو الآخر، تسلقوا فوقه و انزلقوا عبر الفجوات الصغيرة على كلا الجانبين.

“هيه. أنت متواضع جدًا يا فتى! بعد كل العمل الذي قمت به، كنت أتوقع بعض الكلام التافه.”

لا  استطيع اختيار الركض بعد الآن. 

“اللعنة، لك الحق في دخول فرقتنا إلى الأبد إذا أردت ذلك.” 

“الرياح العاتية!”

“آه، حسنًا، أنا-“

“مرحبا.”قال تيموثي وهو يقترب من الرجل بابتسامة ودية “أنا تيموثي من فرقة كاونتر آرو”. “شكرا جزيلا ل— جاه !”

“يا! ليس من المفترض أن نقوم بتجنيده، أتذكرين؟”

عدم كره شخص ما هو شيء مختلف تمامًا عن الإعجاب به.

“عفوا خطأي.”

على أية حال، يبدو أن هذه الأثار مسكونة.

 “أهاها…”

 

 لا أزال أعمل بشكل أساسي كمغامر منفرد. كلما رأيت فرقة تناقش ما إذا كان ينبغي عليهم تولي مهمة صعبة، كنت أقترب منهم وأعرض عليهم خدماتي كمرتزق. خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بمساعدة العديد من المجموعات المختلفة. 

“حسنًا، أيًا كان،” تمتمت سارا، وعبست وهي تدير وجهها إلى الجانب.

كان السعر الذي طلبته هو عُشر المكافآت المالية، بالإضافة إلى خصم بنسبة خمسين بالمائة على أي غنيمة يمكنني حملها. من الواضح أن نقابة المغامرين استاءت من هذا النوع من الترتيبات المؤقتة، لكنني لم أخالف أي قواعد فعلية، وحتى الآن، كانوا يسمحون لي بالاستمرار.

“حسنًا، أيًا كان،” تمتمت سارا، وعبست وهي تدير وجهها إلى الجانب.

من المفترض أن الأشخاص العاملين في هذا الفرع سمعوا أنني “فقدت” فرقتي وأني أبحث يائسًا عن والدتي. كان لدي شعور بأنهم كانوا يتعاملون معي بسهولة بدافع التعاطف. 

“إذا كان ذلك كافيًا لإخافتهم، فلن يكونوا وحوشًا على حدود الرتبة S.”

إذا انتقلت إلى مدينة جديدة، فربما أحتاج إلى البدء في الانضمام إلى الفرق التي أمل بها على أساس مؤقت. ومع ذلك، في الوقت الحالي، ما زلت غير مرتاح لفكرة إضافة اسم فرقة جديدة إلى أسفل بطاقتي – حتى لبضعة أيام.

***

“على أية حال، إحضارك معنا يا فتى كان قرارا رائعا. أتطلع للعمل معك مرة أخرى!”

كان السعر الذي طلبته هو عُشر المكافآت المالية، بالإضافة إلى خصم بنسبة خمسين بالمائة على أي غنيمة يمكنني حملها. من الواضح أن نقابة المغامرين استاءت من هذا النوع من الترتيبات المؤقتة، لكنني لم أخالف أي قواعد فعلية، وحتى الآن، كانوا يسمحون لي بالاستمرار.

 

وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.

كانت استراتيجيتي العامة هي التصرف بطريقة متواضعة وودية، مع جعل وجودي محسوسًا في القتال. لقد كانت تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية حتى الآن. كان اسمي معروفًا نسبيًا في جميع أنحاء روزنبرج في هذه المرحلة.

 

“كواغماير!” ناداني صوت بينما كنت أسير في الغرفة. “أوه، إنه كواغماير!” صاح آخر.

“أوه…” بينما كنت على وشك مغادرة النقابة، وجدت نفسي وجهًا لوجه مع أحد معارفي. لقد كانت سارا، على وجه التحديد.

 “تعال وساعدنا يا رجل! نحن على وشك الخروج!”

وبينما كانوا يندفعون للأمام، وجدت أعينهم المحتقنة مجموعتنا الصغيرة، وتوقفت المجموعة الأولى فجأة قبل أن تصل إلينا. أحصيت ستة منهم.

“شكرًا على العرض يا رفاق، لكنني أتجول اليوم فقط.”

على ما يبدو، لم تكن هذه المعتادة لـ كاونتر آرو. أفترض أنهم بذلوا قصارى جهدهم لتقليل احتمالات اصطدامهم بـ فرقة القائد. 

بعد التفكير مرة أخرى، ربما لم يكن اسمي الحقيقي معروفًا جيدًا.

“غراااه!” صرخت السحلية بأعلى صوتها وتعثرت على الجانب واصطدمت بأحد التماثيل الحجرية التي تصطف على جانبي الردهة. اندفعت للأمام وتجاوزتنا وضغطت جسدها بقوة على الجدار الجانبي للممر.

يبدو أن معظم الناس يعرفونني بلقب “كواغماير”. لقد كان الأمر مفهومًا، لأنني لم أميل إلى إلقاء أي شيء سوى تلك التعويذة في المعركة.

ومع ذلك، أنا لم أكن أنوي تغيير سلوكي لمجرد أنها وجدته “مثيرًا للشفقة”. لقد قررت بالفعل الالتزام بموقف مهذب مؤلم في المستقبل القريب.

 

همم. هل كانت هذه طريقتها الخفية لإخباري بأن أظهر بعض الامتنان؟

في بعض الأحيان كنت أستخدم سحر دعم آخر مثل الضباب العميق عندما يتطلب الموقف ذلك.

 ” لا بد أنه كذلك.. كما اعتقد” قالت سارا وهي تشير إلى الأسفل “ترون؟ هناك بعض آثار الأقدام هناك.”

على أية حال، ابتسم معظم المغامرين في هذه النقابة الآن عند رؤية وجهي. يبدو أن القيام بأفضل ما لدي لتقليد تيموثي قد أتى بثماره، ولم يكن من المؤلم أنني قدمت نفسي على أنني ساحر شاب ساذج وملتزم لا يعرف قيمة خدماته. من السهل أن تكون محبوبًا عندما تجعل نفسك مفيدًا.

ميمير وباتريس وسوزان قد ملأوا حقيبة بأكملها الآن؛ ربما كان هذا كافيًا لتلبية الحد الأدنى من متطلبات مهمتنا.

ومع ذلك، تعرف عليّ الرواد هنا وعرفوا اسمي. بهذا المعدل، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تنتشر بعض الشائعات عني عبر المدينة بأكملها.

لقد مرت عدة أشهر منذ وصولي إلى هذه المدينة. بصرف النظر عن استئناف تدريباتي البدنية، كنت أعمل على ترسيخ نفسي كمغامر، متبعًا خطتي الأولية.

“مهلا، كواغماير! سنغادر المدينة اليوم. سأرسل لك رسالة إذا سمعت أي شيء عن والدتك هناك، حسنًا؟

لقد ابتسمت  أمامي. ليس أفضل شعور في العالم. 

“أوه. شكرا لك، أنا أقدر ذلك حقا.”

“لا، أنا لا أشرب. هناك خطر كبير هناك، كما تعلمون.”

لقد تمكنت أيضًا من إقناع بعض المجموعات المسافرة مثل هذه المجموعة لإبقاء أعينهم مفتوحة على زينيث عندما يتركون روزنبرج وراءهم. وبشكل عام، كانت الأمور تسير بسلاسة كافية. على افتراض أن والدتي كانت في مكان ما في هذه المدينة، فإنها ستسمع شيئا عني عاجلا أم آجلا.

كان نهج تيموثي أقل دقة بعض الشيء. أشار بكلتا يديه إلى السماء وأطلق العنان لتعويذة نار واسعة النطاق أدت إلى سقوط اثنين من الخفافيش العملاقة نحو هلاكهما.

كان هذا افتراضًا كبيرًا بالطبع. لكنني لم أشعر أنني أضيع وقتي هنا في كلتا الحالتين. بمجرد أن اكتشفت روتينًا جيدًا في روزنبرج، بإمكاني بسهولة أن أفعل نفس الشيء بالضبط في مدن أخرى. إذا قفزت من مدينة إلى أخرى، وأنا أتحرك باستمرار شرقًا عبرالأراضي الشمالية، يمكنني نشر الكلمة في جميع أنحاء المنطقة. سأتعثر في زينيث في النهاية.

مملكة رانوا، هاه؟ أعتقد أنه من المحتمل أن ينتهي بي الأمر بالذهاب إلى هناك بنفسي في النهاية…

 

“آه جيد، وصلنا!”

لقد استغرق الأمر مني ثلاثة أشهر للوصول إلى هذه النقطة، لكنني بدأت أخيرًا أشعر وكأنني أحقق بعض التقدم الفعلي. إذا أردت أن أكون دقيقًا، فقد أحتاج إلى قضاء عام أو نحو ذلك في كل مدينة أتوقف فيها. 

هذا البرمائي الحيوي ذو اللونين الأزرق والأسود يذكرني بالضفادع السامة الموجودة في عالمي. علي أن أفترض أنه ليس آمنًا للأكل. 

بمعنى آخر، قد يستغرق تنفيذ خطتي وقتًا طويلاً جدًا.

يبدوا أن سلاح الفرسان قد وصل.

ومع ذلك… علي أن أستمر في المضي قدمًا، خطوة بخطوة.

 “هاي سوز! ماذا عن هذا؟”

 أليس هذا صحيحا، روكسي؟

” لا تكن متواضعًا جدًا يا ميمير” قال تيموثي “أنت أفضل عداء لدينا.”

 

“حسنا!”

“انظر. إنه يصلي مرة أخرى!

 ساحر موهوب بشكل لا يصدق، لكنه لا يتصرف أبدًا وكأنه أفضل منا. لقد كان يرافقنا دائمًا في مهامنا، ويمنحنا الوقت لنهرب عندما تصبح الأمور خطيرة…

“إتركه وحده. كواغماير مجرد طفل تقي. لقد رأيته وهو يفعل ذلك في منتصف الشارع ذات يوم…”

كان من المستحيل معرفة المدة التي ستستمر فيها موجات السنو درايك هذه، لكن في النهاية تمكنا على الأقل من الهروب من هذه الغرفة.

 

” تحت أقدامكم!”

عفوًا. هذا إهمال مني.

“لست متأكدًا مما إذا كانت الكلمة هي “محظوظا”. أعني، أشعر وكأنكم قمتم بحمايتي يا رفاق…”

في مرحلة ما، مددت يدي إلى جيبي وأحنيت رأسي في صلاة تأملية. طالما أنني أملك آثاري المقدسة، سأكون بخير. 

 قد يفسر ذلك الأسقف العالية والممرات الضيقة، فضلاً عن التصميم المعقد بشكل غريب. مثل… ماذا لو كانت الثقوب الموجودة في السقف والتي تبدو وكأنها أعمدة تهوية تؤدي في الواقع إلى ممرات لا يمكن استخدامها إلا للشياطين الزاحفة على الحائط؟ إن وجود بعض الممرات التي لا يمكن إلا للشياطين الاستفادة منها من شأنه أن يمنحهم ميزة كبيرة ضد أي بشر يشقون طريقهم إلى الداخل.

يمكنني تحمل أي شيء يرميه العالم في وجهي. مع مراقبة روكسي لي، لا شيء يمكن أن يؤذيني. 

“حسنا. سأفعل ما أستطيع.”

أنا لا أقعر. أنا الميكا روديوس، غير القابل للتدمير!

همم. هل كانت هذه طريقتها الخفية لإخباري بأن أظهر بعض الامتنان؟

“بففت.”

أنا بالتأكيد لا أحبه أو أي شيء.

روديوس كواغماير ؟ أعطني استراحة لعينة.”

 

“هذا الطفل مغرور بنفسه …”

“لقد فهمت ايها الزعيم !”

وبطبيعة الحال، كان هناك أيضًا عدد قليل من الأشخاص الذين لم يفكروا بشكل إيجابي بي.

بقيت على هذا الحال حتى رحل ومسحت سارا الحساء عني.

 لكنني لم أكن على  استعداد  لترك ذلك يزعجني، لأنهم لم يتدخلوا بشكل فعال في أنشطتي. وطالما حافظت على موقفي الخاضع والانقيادي، سأحتفظ بأغلبية قوية من النقابة إلى جانبي.

الارتفاع منطقي، على الأقل. يمكن أن تكون الشياطين مختلفة جسديًا تمامًا عن البشر، بما في ذلك كونهم أطول في الحالات العادية. أما الممرات الضيقة… فربما كانت محاولة متعمدة لتسهيل الدفاع عن المكان؟

 

من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها. 

 في عالم مثالي، سأنجح في نهاية المطاف في الفوز على الأقلية التي تكرهني أيضًا، لكن في الوقت الحالي، كنت أتجنبهم بدلاً من ذلك.

 لقد كانت طريقة للاحتفال بحقيقة عودتك حيا.

“أوه…” بينما كنت على وشك مغادرة النقابة، وجدت نفسي وجهًا لوجه مع أحد معارفي. لقد كانت سارا، على وجه التحديد.

 

لقد ابتسمت  أمامي. ليس أفضل شعور في العالم. 

 “تيموثي… هل أنت بخير؟”

“الى ماذا تنظرين؟”

 

“آه، لا شيء.”

من المعروف أن السنو درايك تخرج من أقصى نهاية هذا الردهة، وأحيانًا تخرج وحوش أخرى من الطابق الثاني أو الممر الذي مررنا به للتو.

علاقتنا لم تتغير كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية. 

“توقف. وظيفة جمع من الرتبة A؟ أوه، إنهم يريدون مجموعة من حراشف سنو درايك… حسنًا. أنا لا أعرف يا باتريس. يبدو الأمر محفوفًا بالمخاطر بعض الشيء.”

من الواضح أني حصلت على جانبها السيئ منذ البداية، ولم تبدو نبرة صوتها أقل عدوانية أبدًا.

نقطة دخولنا إلى الأنقاض لم تكن البوابة الأمامية. 

“هل ستعود إلى النزل أو شيء من هذا؟”

“كهف إلبرون؟! ماذا؟! هذا يوم كامل بعيدًا عن هنا!” صاحت سوزان. 

” اه نعم . لقد انتهيت من عملي بالأمس، لذلك أخطط للحصول على قسط من الراحة الليلة.

“بصحة الجميع!” 

“حسنا. نحن على وشك تولي مهمة جديدة بأنفسنا. هل تريد أن ترافقنا؟”

كان الطبق الرئيسي عبارة عن يخنة فاصوليا غريبة من نوع ما لم أتمكن من التعرف عليها. لقد حفزت نكهتها الحارة قليلاً شهيتي، وسرعان ما امتلأت معدتي بشكل مريح.

“أوه. همم…”

هجمات القوة الغاشمة والهجامت القاطعة هي أبسط طريقة لجعلهم غير قادرين على الحركة، ولكن ذلك كان مجرد إجراء مؤقت.

لقد دعتني فرقة كاونتر آرو بانتظام للانضمام إليهم في وظائفهم، ربما بسبب أدائي في أول مهمة لنا معًا. لقد عملت معهم أكثر من أي فرقة أخرى. نظرًا لهدفي العام، فإن التعاون المتكرر مع مجموعة واحدة لم يكن فعالًا بشكل خاص.

نعم. صحيح.

 بمجرد أن أنشأت علاقة جيدة مع أحد الأطراف وأخبرتهم عن هدفي، لم تكن هناك فائدة جديدة تذكر من الانضمام إليهم بشكل متكرر.

ومع ذلك، هذا نوعًا ما هو كيفية سير الأمور في هذا النوع من العمل. قلة من المغامرين يمكنهم إنجاز الكثير بدون فرقة. لم أكن جيدًا بمفردي أنا الأخر. عندما تبدأ بالشعور بالغرور، تصبح مسألة وقت فقط حتى يظهر أمامك شخص أفضل منك.

“آه… هل ستخرجون غدًا؟” 

من صوته، هناك الكثير من الوحوش تصرخ. إذا كنا على وشك أن نتعرض للهجوم من قبل حشد كبير من الأعداء، فسيكون من الأذكى أن نمسك بالحراشف التي تمكنا من جمعها ونقوم بالانسحاب السريع. 

ومع ذلك، لسبب ما، وجدت أنه من الصعب رفض كاونتر آرو.

بدت سارا بالتأكيد متوترة بشأن هذا الأمر. يمكنها إطلاق السهام بسرعة ودقة لا تصدق، لكن هذا لم يكن يعني الكثير ضد الأعداء الذين يتمتعون بمثل هذه الدفاعات الطبيعية القوية. 

 

من المفترض أن يقيم هؤلاء الرجال احتفالهم الخاص قريبًا بما فيه الكفاية.

لم أكن متأكدا تماما من السبب. ربما أردت أن أكافئهم على مساعدتي في تحديد بعض نقاط ضعفي.

تخول الهياكل العظمية التي تضربها التعويذات الإلهية إلى جزيئات من الضوء وتختفي نهائيًا. ولكن طالما ظل الطيف نفسه سليمًا، فيمكنه استدعاء عدد لا نهاية له من الكائنات الجديدة.

عبست سارا بغضب. “أنت دائمًا متردد جدًا بشأن هذا الأمر. إذا كنت لا تريد أن تأتي، يمكنك فقط أن تقول ذلك. ليس الأمر كما لو أننا نطلب مساعدتك أو أي شيء آخر. “

ومع ذلك، يبدو أن أصدقائنا أصحاب الحراشف يتفاعلون بنفس الطريقة تمامًا. لم يسبق لي أن رأيت سحلية تحدق من قبل، ولكن ربما هذا هو شكلها. انفتحت أعينهم على اتساعها، وتجمدوا، وفتحوا أفواههم نصفيا ليهددونا بأنيابهم.

وكما هو الحال دائما، كانت لهجة الفتاة باردة. ومع ذلك، شعرت أن موقفها كان أفضل قليلاً مما كان عليه في البداية. العداء الصريح الذي شعرت به منها في البداية لم يعد موجودًا بعد الآن. ليس أننا أصبحنا أصدقاء الآن أو أي شيء …

لقد كانوا فريق القائد*، وهم مجموعة مغامرين من الرتبة S. مجموعة ذات كفاءة عالية مرتبطة بعشيرة ثاندربولت البارزة. لقد سمعتهم يطلقون عليهم أقوى فرقة في مدينة روزنبرج بأكملها.

لا يهم، على أي حال. لم أكن بحاجة إلى أن يحبني الجميع في هذه المدينة.

 وعندما تعتقد أنك اكتشفت كيف يعمل العالم، فلن يمر وقت طويل حتى تقلب الطاولة عليك. 

 “اسف بشأن ذلك. أنا مجرد شخص غير حاسم على ما أعتقد. يأخذ مني الأمر بعض الوقت لاتخاذ قرار بشأن أي شيء“

“هيا يا سول. إعطه قسطا من الراحة بالفعل.” بينما انحنى سولدات إلى الأمام لمواصلة صراخه، أمسكه أحد أصدقائه الذي كان يراقب من الخلف من كتفيه وسحبه إلى الخلف.

… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.

هجمات القوة الغاشمة والهجامت القاطعة هي أبسط طريقة لجعلهم غير قادرين على الحركة، ولكن ذلك كان مجرد إجراء مؤقت.

انطلاقًا من النظرة الغاضبة إلى حد ما على وجه سارا، كانت تعبر عن أفكارها الفعلية بدلاً من محاولة إيذاء مشاعري. 

“نعم. لقد كان لطيفًا بما يكفي ليأخذ الأمر بسهولة معي. سارا، أنزلي قوسك من فضلك.”

ومع ذلك، أنا لم أكن أنوي تغيير سلوكي لمجرد أنها وجدته “مثيرًا للشفقة”. لقد قررت بالفعل الالتزام بموقف مهذب مؤلم في المستقبل القريب.

“الهياكل العظمية ضعيفة أمام الهجامات الغاشمة والحادة ياروديوس!” صرخ تيموثاوس. 

“توقفي يا سارا،” جاء صوت من المدخل.

كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.

الأعضاء الآخرون لكاونتر آرو قد تبعوا سارا إلى النقابة. كانت سوزان على رأس المجموعة، ويتبعها تيموثي في ثوبه الأحمر. بينما باتريس وميمير في الخلف.

“…حسنا على أي حال. آمل أن نتمكن من العمل معًا مرة أخرى قريبًا يا روديوس. ” 

“حسنًا، أيًا كان،” تمتمت سارا، وعبست وهي تدير وجهها إلى الجانب.

فجأة، رأيت رذاذًا كبيرًا من الدماء ينطلق في الهواء من مكان ما في أعماق أمواج السنو درايك. شيء ما – لا، شخص ما – يقفز بشراسة عبر ساحة المعركة، مما أدى إلى مقتل السنو درايك في تتابع سريع.

“ماذا تقول يا روديوس؟” سألت سوزان بابتسامة.

 هذه القلعة تشبههم بعض الشيء، ولكن من الواضح أنها كانت أقدم، وتركت انطباعًا مختلفًا قليلاً عن تلك التي رأيتها حتى الآن. 

 “أنت قادم؟”

“بعض هؤلاء يتجهون خارج الكهف، أترى؟ أراهن أنهم عادوا إلى المنزل بالفعل.”

لقد سكتت لحظة. على الرغم من أنني وصفت نفسي بأنني غير حاسم، إلا أنني في الواقع اتخذت قراري بشأن هذا الأمر. لسبب ما، أردت فقط أن أتصرف وكأنني غير متأكد.

غالبًا ما يتوقفون هنا للعناية بأنفسهم أثناء تحركهم عبر المنطقة. لقد كان معروفًا بأنه أفضل مكان للعثور على حراشفه في الآثار بأكملها.

 “نعم. سوف آتي معكم، إذا كنتم ستأخذونني.”

فالبقاء متواضعا هو السبيل الوحيد للمضي قدمت.

“ًيبدو جيدا! لنختار مهمة اليوم، إذن. “

 

“حسنا.”

بمجرد دخولنا الكهف، انتهت المحادثة الخاملة. تحركنا في صف واحد، وسلكنا الطريق المنحدر في صمت، وظلنا متيقظين لأية مخاطر.

بتجاهلت سلوك سارا السيئ، يكون من السهل العمل مع كاونتر آرو.  أحببت أن أكون حولهم. فسوزان شخص مراع. بينما تيموثاوس حسن الطباع ومؤنس.

لقد تركت سارا على قطعة أرض صافية. كان ردها هو تغطية صدرها بذراع واحدة والنظر إليّ. ووجهها محمر، وكان هناك نية قتل في عينيها.

بينما كبح الرجلان الآخران أنفسهما لكنهما كانا لطيفين بما فيه الكفاية. انها فرقة متوازنة بشكل جيد وقد تعلم أفرادها كيفية إشراكي في استراتيجيتهم، لذلك يسير القتال عادةً بسلاسة كبيرة. 

“ما أخباركم؟ هل ستتقاتلون يا رفاق؟” 

لقد حاولوا السماح لسارا والمقاتلين في الخطوط الأمامية بالحصول على بعض الخبرة في كل قتال، لذلك اضطررت إلى تقييد إلقائي بعناية، لكنني شعرت أنني أعمل معهم حقا ، بدلاً من مجرد مساعدتهم.

“لنحاول ألا نسقط هناك، هاه؟” تمتمت سوزان.

بمعنى آخر، شعرت وكأنني جزء من الفريق.

وهذا وضع أغلبية قوية من الفرقة إلى جانب سوزان. بصراحة، فضلت فكرة الهروب. لكن على عكس الآخرين، لن أواجه أي عواقب لفشلي في هذه المهمة. 

“حسنا، لنرى. لدينا روديوس معنا هذه المرة، لذا…”

 “هاي سوز! ماذا عن هذا؟”

“…لقد انتهى الأمر أخيرًا، هاه؟”

“توقف. وظيفة جمع من الرتبة A؟ أوه، إنهم يريدون مجموعة من حراشف سنو درايك… حسنًا. أنا لا أعرف يا باتريس. يبدو الأمر محفوفًا بالمخاطر بعض الشيء.”

صحيح. تذكرت هذا الجزء أيضا.

“نعم، ولكن لدينا روديوس، أليس كذلك؟ الدفع حسن ايضاً.”

كنت أتوقع أن نواجه العديد من الأعداء في طريقنا إلى هنا. يبدو أن هناك عددًا قليلاً من الوحوش بشكل غريب اليوم. لقد كان ذلك الطيف هو التهديد الحقيقي الوحيد الذي واجهناه.

مشاهدة الخمسة منهم يتحدثون عن الأشياء أمام اللوح وضعتني في مزاج حنين قليلا.

 

منذ وقت ليس ببعيد، شاهدت إيريس ورويجيرد يجريان محادثات كهذه في نقابات في النصف الآخر من العالم.

 بالطبع لا.

في ذلك الوقت، كنت أنا من اتخذ القرارات الفعلية…

 

 “… ما رأيك يا روديوس؟”

“ينبغي أن نستمر في الجمع كما أعتقد ولكن بسرعة….”

“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.

” قلعة الأرض! “

في هذه الأيام، كل ما علي فعله هو إبداء رأيي عندما يُطلب منه ذلك. لقد كان دورًا مختلفًا تمامًا عن الدور الذي لعبته في ديد إند. ليس لدي أي سلطة في هذه المجموعة. لقد كنت غريبًا حقًا. يمكنني فقط أن أقول ما أفكر فيه، ثم يقوم شخص آخر بإجراء القرار. لا إجهاد.

 

“حسنًا، أعتقد أننا اتفقنا” قالت سوزان. ” لنأخذ هذه الوظيفة.”

“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”

وهكذا تم اتخاذ القرار. لم تكن المهمة مختلفة كثيرًا عن تلك التي تناولناها في الماضي، ولكن الحصول على النتائج باستمرار هو جزء من كيفية بناء السمعة. يجب أن أعطي هذا كل ما عندي، تمامًا كما هو الحال دائمًا.

“هل ستقف هناك وتنظر حولك طوال اليوم أم ماذا؟” سألت سارا.

 

 “بحق الجحيم؟ هذا هو كهف إلبرون! “

***

“هذا هو تخصصي!” 

 

في اليوم التالي، حزمت أمتعتي وتوجهت إلى خارج روزنبرغ مع أعضاء آرو. كنا متجهين إلى موقع أثري قديم يقع على بعد حوالي يومين جنوب المدينة. لم أذهب هناك من قبل.

في اليوم التالي، حزمت أمتعتي وتوجهت إلى خارج روزنبرغ مع أعضاء آرو. كنا متجهين إلى موقع أثري قديم يقع على بعد حوالي يومين جنوب المدينة. لم أذهب هناك من قبل.

“تيموثي شيء واحد…ولكنني لا أستطيع أن أتحملك يا فتى.”

مقابل ما يستحقه الأمر، فقد أجريت القليل من البحث في الليلة السابقة.

لقد خرج ضفدع ضخم من الماء بالأسفل وابتلع أحد الخفافيش بلقمة واحدة. نظر رجال المجموعة بشيء يشبه الدهشة؛ سارا من ناحية أخرى، ابتسمت في الاشمئزاز.

وبما أن هدفنا كان جمع حراشف سنو درايك، فقد بدأت بالسؤال عنها. اتضح أن سنو درايك كان وحشًا يتم العثور عليه فقط حول هذه الآثار المحددة، على الأقل في هذه المنطقة.

“يجب أن أشكركم جميعًا. لقد كنت فقط أساعدكم قليلاً. سارت الأمور على ما يرام فقط بسبب مواهبكم. “

 كما يوحي الاسم، كان نوعًا دانيا من التنانين ذو حراشف بيضاء نقية. ليس لديه أجنحة، وكان حجمهم يقترب من ثلاثة الى أربعة أمتار. وبدلاً من التحليق في السماء، كانوا يعششون في أعماق الكهوف والأبراج المحصنة، عادةً في مجموعات كبيرة.

لقد قمت بإلقاء تعويذة جليدية، متصرفًا في الغالب بالفطرة. اندفعت رياح متجمدة عبر الهواء، مما أدى إلى تطاير الحراشف من الأرض. بعد لحظة، انزلقت رماح من الجليد سميكة مثل فخذ رجل نحو السنو درايك التي تجاوزت جداري.

السنو درايك مخلوقات قوية، وعادةً ما تجدها في مجموعات، لذلك كانت تعتبر تهديدات من المرتبة S في القتال. لكنهم يكرهون الضوء الساطع، مما يعني أنهم لا يغامروا بالصعود إلى سطح الأرض كثيرًا.

“ناه. يبدو أن عمر هذه خمسة أو ستة أيام “

 بالإضافة إلى ذلك، كانوا سهلي الانقياد نسبيًا، ونادرًا ما يهاجمون أي شخص ما لم تتعرض أعشاشهم للتهديد. وبشكل عام، فإن معظم المغامرين لم يفكروا فيهم كخطر عظيم.

تمكن تيموثي من إبقاء الأمور سلمية بطريقة أو بأخرى؛ آخر شيء احتاجه الفريق هو السماح لاستيائهم بالتفاقم والانفجار في معركة أخرى مع سولدات ورفاقه.

ربما هم وحوش متقدمة من المرتبة A، في أسوأ الأحوال.

“إنه على حق تمامًا”. قال تيموثي وهو يومئ برأسه بلطف “لنحاول ألا نقاتلهم إذا كان ذلك ممكنا على الإطلاق.”

إن مهمتنا هذه المرة هي شق طريقنا إلى ديارهم، أطلال جالجاو، وجمع أي حراشف يمكن أن نجدها ملقاة هناك. هذه الحراشف عبارة عن عوازل رائعة وغالبًا ما تُستخدم في البناء، وقد ابتكر سكان هذه المنطقة من العالم جميع أنواع الطرق للوقاية من البرد، وبالنسبة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، كانت حراشف سنو درايك واحدة من أفضل الحراشف. 

“نعم. لقد كان لطيفًا بما يكفي ليأخذ الأمر بسهولة معي. سارا، أنزلي قوسك من فضلك.”

وبصرف النظر عن صلابتها ومتانتها، فقد كانت بيضاء نقية وجميلة، مع لمعان جميل مزرق في الضوء. غالبًا ما تجدهم يبلطون أرضيات غرف النوم في قصور النبلاء المحليين.

 وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة. 

يمكن أيضًا استخدام الحراشف لصنع الدروع أو التروس. لن تجد العديد من المغامرين العاديين يرتدون قطع كهذه، ولكن قد يكون لدى المحارب القديم المصنف S قطعة أو قطعتين، ومن المفترض أن فرسان دوقية بشيرانت يرتدون دروعا من حراشف سنو درايك. 

وبينما كنت أستدير لأبتعد، نادى عليّ أحدهم من الخلف. لقد كانت سارا، بشكل غريب. ومدت يدها قليلاً في اتجاهي؛ من النظرة على وجهها، بدا وكأن لديها ما تقوله.

فأقوى الوحوش في هذه المنطقة أقوى من أي شيء آخر على قيد الحياة في هذه القارة.  لذا من السهل أن نفهم سبب رغبة الناس في تصنيع معدات متطورة منهم.

“خفافيش عملاقة!”

وبطبيعة الحال، كان تأمين هذه الحراشف يعني اقتحام أراضي بعض المخلوقات القوية جدًا دون دعوة. لم تكن لدينا أي نية لشن هجوم على عش سنو درايك، لكن هذه الآثار كانت موطنًا للعديد من الوحوش الأخرى… وبينما كان الدرايك سهلي الانقياد في العادة، بإمكانهم دائمًا أن يقرروا مهاجمتنا من العدم. 

“لا تعطني تلك الابتسامة الغبية أيها الأحمق!” صاح الرجل. “لديك بعض الشجاعة، لسرقة فريستنا بهذه الطريقة!” حدق في تيموثي للحظة، ثم ألقى نظرة غاضبة بنفس القدر على بقيتنا. بدا العداء في عينيه قاتلاً تقريبًا.

بدا الجميع على حافة الهاوية بعض الشيء ونحن في طريقنا إلى الجنوب.

“ادخلوا التشكيل!” صرخت سوزان على الفور. “اتركوا هذا لخطنا الخلفي!”

بمجرد وصولنا إلى الأنقاض، قمنا بالتخييم في الخارج وعقدنا اجتماعنا المعتاد لمراجعة الخطة.

كل ما سمعته في جميع أنحاء المدينة دفعني إلى الاعتقاد بأن هذه الآثار مأهولة بالكثير من الحشرات والمخلوقات البرمائية، لكننا لم نتعرض للهجوم ولو مرة واحدة منذ دخولنا القلعة نفسها. 

“لقد أحضرت معي سهامًا من عظم الويرم من أجل هذه المهمة، لكنني لست متأكدة من أنها ستجتاز حراشف السنو درايك.”

“هممم… لننعطف يمينًا عند مفترق الطرق التالي، يا سوز.”

“همم. أضن أننا يجب أن نحاول مع السم أيضًا. “

-+-

“إنهم لا يحبون الضوء الساطع، أليس كذلك؟ هل يمكننا إخافتهم بسحر النار؟”

“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”

“إذا كان ذلك كافيًا لإخافتهم، فلن يكونوا وحوشًا على حدود الرتبة S.”

ولكن على الرغم من ذلك…

كالعادة، أخذ أعضاء كاونتر آرو الاستعدادات على محمل الجد.

عندما تنتهي مجموعة من المغامرين من مهمة تستغرق عدة أيام أو أكثر، فإنهم عادة ما يتوجهون مباشرة إلى الحانة ليشربوا ويمدحوا بعضهم البعض على بطولاتهم.

لقد جمعوا جميعًا المعلومات بأنفسهم، وحاولوا معرفة كيفية تعظيم مساهماتهم. لو كانوا أكثر موهبة قليلاً كأفراد، أو كان لديهم مجموعة كاملة مكونة من سبعة أفراد، فمن المحتمل أن تصل مجموعتهم إلى الرتبة A دون الكثير من المتاعب.

فرك تيموثي المنطقة حول رقبته بيد واحدة، وأشار إلى سارا باليد الأخرى. لقد سحبت قوسها إلى الخلف وبدت مستعدة لإطلاق سهم في أي لحظة.

 

بقيت على هذا الحال حتى رحل ومسحت سارا الحساء عني.

لأكون صادقًا، كان من النادر العثور على طرف بهذا القدر من الاجتهاد في عملهم. كان معظم الناس يجنحون عن ذلك.

“حسنا، لنرى. لدينا روديوس معنا هذه المرة، لذا…”

“أنت لم تقل الكثير روديوس. حاول ألا تفسد خطتنا هناك، حسنًا؟”

“هذا الرجل هو الأسوأ!”

“حسنا. سأفعل ما أستطيع.”

مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”

“بجدية، من الأفضل لك. أعني أن أسهمي قد لا تعمل على تلك الأشياء… إذا اقترب أحدهم منك، فقد لا نكون قادرين على مساعدتك…”

وعندما رأيته يقاتل من أجلنا… عدت مسرعة لإنقاذه.

بدت سارا بالتأكيد متوترة بشأن هذا الأمر. يمكنها إطلاق السهام بسرعة ودقة لا تصدق، لكن هذا لم يكن يعني الكثير ضد الأعداء الذين يتمتعون بمثل هذه الدفاعات الطبيعية القوية. 

“أوه. شكرا لك، أنا أقدر ذلك حقا.”

على الرغم من أنها يمكن أن تجد نقاط ضعف للتصويب عليها، مثل العينين أو الفم، إلا أن الدقة المطلوبة تضعها في وضع غير مؤاتٍ حقًا – خاصة ضد مجموعات أكبر من الأعداء.

بعد تنظيف نفسي جيدًا في الحمام، صليت صلاتي المعتادة أمام المذبح الذي نصبته في إحدى زوايا غرفتي.

وبالطبع، كان هناك عدد لا بأس به من الوحوش ذات التصنيف A التي يمكنها تجاهل السهم، أو حتى مراوغته في الجو. كان السنو درايك بالتأكيد في هذه الفئة.

سارا لا تزال صغيرة. ربما لم تتعرض للعديد من النكسات الحقيقية بعد، وبالتالي بدت أكثر قلقًا بشأن ما قد يحدث لأعضاء الحزب الآخرين إذا لم تتمكن من أداء دورها. يبدو أن حقيقة أنها قد تكون في خطر بنفسها لم تستوعبها.

 لم تكن الوحوش الأخرى التي سكنت هذه الآثار في الغالب تشكل تهديدًا كبيرًا. لكن إذا وجدنا أنفسنا في مواجهة وحش من الفئة A، فمن الصعب معرفة ما إذا كانت سارا قادرة على إحداث الكثير من الضرر. كان ذلك محبطًا بشكل واضح بالنسبة لها.

 بالطبع لا.

ومع ذلك، هذا نوعًا ما هو كيفية سير الأمور في هذا النوع من العمل. قلة من المغامرين يمكنهم إنجاز الكثير بدون فرقة. لم أكن جيدًا بمفردي أنا الأخر. عندما تبدأ بالشعور بالغرور، تصبح مسألة وقت فقط حتى يظهر أمامك شخص أفضل منك.

“يا! ليس من المفترض أن نقوم بتجنيده، أتذكرين؟”

 وعندما تعتقد أنك اكتشفت كيف يعمل العالم، فلن يمر وقت طويل حتى تقلب الطاولة عليك. 

إذا كنت أكرهه، ألن أتركه في موقف كهذا؟ “…قرف. هذا قرف.”

فالبقاء متواضعا هو السبيل الوحيد للمضي قدمت.

لقد تركت سارا على قطعة أرض صافية. كان ردها هو تغطية صدرها بذراع واحدة والنظر إليّ. ووجهها محمر، وكان هناك نية قتل في عينيها.

سارا لا تزال صغيرة. ربما لم تتعرض للعديد من النكسات الحقيقية بعد، وبالتالي بدت أكثر قلقًا بشأن ما قد يحدث لأعضاء الحزب الآخرين إذا لم تتمكن من أداء دورها. يبدو أن حقيقة أنها قد تكون في خطر بنفسها لم تستوعبها.

لم تساعد بقع الجليد على الأرض. علينا أن ننتبه جيدًا لكل خطوة نخطوها لتجنب السقوط على وجوهنا. كنا جميعًا نرتدي أحذية مسننة، لكن في بعض الأحيان لم يكن ذلك كافيًا لمنع قدميك من الانزلاق.

بالطبع، يمكن لبقيتنا دائمًا التدخل لتقديم القليل من المساعدة غير الواضحة عندما تحتاج إليها. إذا لم يكن ذلك كافيًا، حسنًا… سيكون علينا عبور هذا الجسر عندما نصل إليه.

لقد حاولوا السماح لسارا والمقاتلين في الخطوط الأمامية بالحصول على بعض الخبرة في كل قتال، لذلك اضطررت إلى تقييد إلقائي بعناية، لكنني شعرت أنني أعمل معهم حقا ، بدلاً من مجرد مساعدتهم.

“لا تقلقي بشأن ذلك كثيرًا يا سارا” قلت. “مهمتنا هي ايجاد الحراشف، وليس محاربة السنو درايك. نحن نقوم بتنظيف شعرهم المتساقط لهم بشكل أساسي.”

هم مغامرون بالطبع. كان الرجل الذي يقف في وسط المجموعة وهو يرتدي معطفًا أزرق داكنًا مبارزًا بالتأكيد. وبالنظر إلى أدائه الآن، فقد كان جيدًا جدًا .

“إنه على حق تمامًا”. قال تيموثي وهو يومئ برأسه بلطف “لنحاول ألا نقاتلهم إذا كان ذلك ممكنا على الإطلاق.”

 

“إذا وصل الأمر إلى الأسوأ، يمكننا دائمًا الهروب!” وأضاف باتريس.

على أية حال، ابتسم معظم المغامرين في هذه النقابة الآن عند رؤية وجهي. يبدو أن القيام بأفضل ما لدي لتقليد تيموثي قد أتى بثماره، ولم يكن من المؤلم أنني قدمت نفسي على أنني ساحر شاب ساذج وملتزم لا يعرف قيمة خدماته. من السهل أن تكون محبوبًا عندما تجعل نفسك مفيدًا.

“أنت جيد جدًا في الهروب يا باتريس.”  قال ميمير ” اصارحك بهذا”.

لا يبدو أنه رأي غير معقول. فالصرخات لا تزال بعيدة، ولم أشعر أنها تتجه نحونا مباشرة . ربما شخص آخر قد دفع السنو درايك إلى حالة من الجنون، ولكن قد يكون هذا مجرد إلهاء نحتاجه لإنهاء جمع حراشفهم.

” لا تكن متواضعًا جدًا يا ميمير” قال تيموثي “أنت أفضل عداء لدينا.”

لقد ردوا دائمًا عاطفتي بالمثل. بالطبع، سوف تنهار علاقتنا بسرعة إذا آذيتهم بشدة أو توقفت عن الاهتمام بهم. 

انفجر الجميع بالضحك، وبدا أن التوتر في الهواء قد انخفض قليلاً. كان تيموثاوس رجلاً لطيف الكلام، لكنه كان يعرف كيف يتدخل مع نكتة أو اقتراح عندما يطلب منه ذلك. هذا شيئًا آخر أردت أن أتعلم تقليده.

“تيموثي شيء واحد…ولكنني لا أستطيع أن أتحملك يا فتى.”

“حسناً” قالت سوزان وهي تصفق بيديها معاً. “هل سنذهب يا رفاق؟” وقف الجميع على أقدامهم، وصارت تعابيرهم جادة مرة أخرى.

من هذه المسافة، من الصعب تحديد حجمه بالضبط، ولكن نظرًا لمدى سهولة أكل ذلك الخفاش العملاق، أفترض أن طوله لا يقل عن خمسة أمتار.

 

“…حسنًا، أنا قاصر.”

يقع مدخل الآثار على ضفاف جدول جبلي متعرج. لم يكن أكثر من مجرد ثقب في وجه الهاوية، في الحقيقة. كانت المساحة الداخلية نصف مغطاة بالجليد، مع وجود رقاقات ثلجية سميكة معلقة عبر المدخل.

ولزيادة الأمور على رأسها… لماذا اختار روديوس بحق الجحيم، من بين كل الناس؟ حارب روديوس بشجاعة عندما احتاج الأمر لذلك. 

 من الأعلى، يمكنك بسهولة التغاضي عنها. لأكون صادقًا، إن المكان أقل شبهًا بالآثار وأكثر شبهاً بالكهف حيث يمكن للدببة السبات في الشتاء. لقد شعرت تقريبًا أننا وصلنا إلى المكان الخطأ.

 رغم ذلك. وبنفس القدر. 

ومع ذلك، فإن هذا يطابق الوصف العام لمدخل أطلال جالجاو، والذي يبدو أن بعض المغامرين قد عثروا عليه قبل عشر سنوات. لكن لا أحد يستطيع أن يعطيني وصفًا محددًا لداخله، لذلك كان من الصعب تحديد ذلك على وجه اليقين.

“حسنًا يا روديوس. هاك نصيبك من هذا. تأكد منه.”

“هل هذا هو حقا؟” قالت سوزان بشكل مشكوك فيه.

وانتظرت الآخرين حتى ينتهيوا. أحاول أن أبقي ذهني صافيا.

 ” لا بد أنه كذلك.. كما اعتقد” قالت سارا وهي تشير إلى الأسفل “ترون؟ هناك بعض آثار الأقدام هناك.”

الهياكل العظمية مخلوقات خالدة. يمكنك تحطيمهم وإشعال النار بهم، وسيظلون يأتون إليك أثناء احتراقهم. احرقهم إلى رماد، وما زالوا يجمعون أنفسهم مرة أخرى. 

عندما حدقت في الثلج خارج المدخل، رأيت البقايا الباهتة لآثار الأقدام البشرية. كان من الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين زاروا هنا مؤخرًا، لكن من الواضح أن المكان اجتذب عددًا لا بأس به من الزوار.

أصبحت يميني الآن “هالك” ويساري “هرقل”. كنت آمل أن يشجعهم هذا على النضوج ليصبحوا زوجًا من الوحوش القوية. لقد حرصت على إعطاء هؤلاء الأولاد بعض الاهتمام بعد ساقاي.

“همم. هل تلك آثار أقدام جديدة؟ آمل ألا يكون لدينا حجز مزدوج بين أيدينا هنا…”

“سارا، تيموثي، روديوس، اعتنوا بنا وركزوا على الهياكل العظمية! ” 

“ناه. يبدو أن عمر هذه خمسة أو ستة أيام “

“ما هي مشكلتهم على أي حال؟ أعلم أنهم أقوى فرقة في هذه النقابة، لكنهم مغرورون بأنفسهم.”

“لا يزال هناك احتمال أن يكون هناك طرف آخر في الداخل”.

“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.” 

“بعض هؤلاء يتجهون خارج الكهف، أترى؟ أراهن أنهم عادوا إلى المنزل بالفعل.”

من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها. 

لقد استمعت نصفيا إلى محادثة سارا وسوزان بينما كنت أبحث في معداتنا عن المعدات التي نحتاجها داخل الكهف. في الأساس، كان هذا يعني المشاعل التي أعددناها مسبقًا. أخرجتهم وأشعلتهم واحدًا تلو الآخر.

 وشرع الرجل في إمطاري بوابل من الإهانات.

كانت المشاعل أدوات أساسية لاستكشاف الكهوف. كانت المصابيح خيارًا أيضًا، لكن الشعلة المشتعلة يمكن أن تكون بمثابة سلاح مؤقت، وتستمر في إلقاء الضوء حتى لو استخدمتها بعنف قليلًا. يمكنك رميها جانبًا عندما تبدأ المعركة دون أن تغرق نفسك في الظلام. قد يكون الأمر خطيرًا إذا تجولت في غرفة محاصرة مليئة بالغازات، أو أشعلت العديد من النيرات التي ستستهلك كل الأكسجين الموجود في المنطقة… ولكن إذا كانت هذه الأنواع من المخاطر تزعجك، فمن الأفضل البقاء بعيدًا عن الكهوف في المقام الأول.

ربما لم أفعل.

ومع ذلك، كان من الجيد أن يكون لديك بديل أكثر سطوعًا وموثوقية لهذه العصي الخشبية المشتعلة. ربما شيء مثل فانوس LED قوي؟

“آه، هاي أنا ممتن أيضًا للسجل،” قال بطريقة محرجة بعض الشيء. “ليس الأمر وكأنني أردت أن أتركك خلفي أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن … أنت تعرف كيف هي الأمور أليس كذلك؟”

“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”

لسبب ما، هذا جعلني في الواقع غير مرتاح بعض الشيء. علي أن أتأكد من عدم التخلي عن حذري.

لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.

“آه… حسنًا، بالتفكير في الأمر، لقد سمعت شيئًا عن تولي القائد مهمة من المرتبة S في النقابة في ذلك اليوم.”

بمجرد دخولنا الكهف، انتهت المحادثة الخاملة. تحركنا في صف واحد، وسلكنا الطريق المنحدر في صمت، وظلنا متيقظين لأية مخاطر.

في تلك اللحظة، انقطعت محادثتنا بوقاحة. “نحن نتعرض للهجوم!” صرخت سارا، وأسقطت شعلتها وأمسكت بقوسها.

لم يكن هناك الكثير من الوحوش في البداية. في بعض الأحيان المخلوقات التي تشبه مئويات الأقدام العملاقة سوف تنبثق وتهاجم.

في هذه الأيام، كل ما علي فعله هو إبداء رأيي عندما يُطلب منه ذلك. لقد كان دورًا مختلفًا تمامًا عن الدور الذي لعبته في ديد إند. ليس لدي أي سلطة في هذه المجموعة. لقد كنت غريبًا حقًا. يمكنني فقط أن أقول ما أفكر فيه، ثم يقوم شخص آخر بإجراء القرار. لا إجهاد.

لكن طليعتنا سوزان دمرتهم بسهولة بنفسها. تلك الحشرات بالكاد مؤهلة للقتال حقًا.لا يعني ذلك أنني أشتكي. 

” كان هذا جهدًا رائعًا يا رفاق” همست، وأنا أضغط بلطف على ساقاي  بين أصابعي.

المسار الذي نتبعه ضيق جدًا لدرجة أنه كان من الصعب جدًا محاربة سرب حقيقي من الأعداء. إذا بدأت الوحوش تهاجمنا بشكل متكرر، فقد يتعين علينا التفكير في الانسحاب… حتى لو كانت متمركزة فقط في أجزاء قليلة من الكهف.

هم مغامرون بالطبع. كان الرجل الذي يقف في وسط المجموعة وهو يرتدي معطفًا أزرق داكنًا مبارزًا بالتأكيد. وبالنظر إلى أدائه الآن، فقد كان جيدًا جدًا .

لم تساعد بقع الجليد على الأرض. علينا أن ننتبه جيدًا لكل خطوة نخطوها لتجنب السقوط على وجوهنا. كنا جميعًا نرتدي أحذية مسننة، لكن في بعض الأحيان لم يكن ذلك كافيًا لمنع قدميك من الانزلاق.

“مهلا، كواغماير! سنغادر المدينة اليوم. سأرسل لك رسالة إذا سمعت أي شيء عن والدتك هناك، حسنًا؟

“آه!”

“تمام. أعتقد أنني سوف آتي معك.”

“عفوا…”

سارا، التي كانت تسير أمامي، ترنحت فجأة إلى الجانب، لذلك مددت يدي بسرعة لأمسك بها. لقد كانت عيني مفيدة في مثل هذه الأوقات. لا يعني ذلك أنها لم تكن مفيدة بشكل أساسي طوال الوقت.

لسبب ما، هذا جعلني في الواقع غير مرتاح بعض الشيء. علي أن أتأكد من عدم التخلي عن حذري.

“… هل تتلمسني؟” 

لقد استغرق الأمر مني ثلاثة أشهر للوصول إلى هذه النقطة، لكنني بدأت أخيرًا أشعر وكأنني أحقق بعض التقدم الفعلي. إذا أردت أن أكون دقيقًا، فقد أحتاج إلى قضاء عام أو نحو ذلك في كل مدينة أتوقف فيها. 

“آه، لا.”

“…حسنًا، أنا قاصر.”

من الواضح أن الرجل غاضب منا، وبدا الأشخاص الذين يقفون خلفه مستائين أيضًا. ولكن شعرت وكأننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض هنا.

لقد تركت سارا على قطعة أرض صافية. كان ردها هو تغطية صدرها بذراع واحدة والنظر إليّ. ووجهها محمر، وكان هناك نية قتل في عينيها.

“تبا لك! يعتقد هذا الطفل أنه لا يوجد أحد في العالم يعاني أسوأ منه! لا أعرف ماذا حدث لك بحق الجحيم يا كواغماير، لكنك محبط للغاية! ليس لديك الشجاعة لمواجهة مشاكلك الخاصة! من أين لك أن تتصرف مثل خراء ذئب منفرد، هل تعتقد أن القواعد لا تنطبق عليك أو شيء من هذا؟ حسنا، الأمر وما فيه انك ومع هذا القرف الخاص بك  تثير اشمئزازي!” 

هل كانت مستاءة للغاية لأنني لمستها هناك؟ بصراحة، لم أشعر بأي شيء تقريبًا، باستثناء الجلد الصلب لواقي صدرها. ربما كان ذلك سيحفز نبضي في تلك الأيام سابقا، لكنني لم أعد طفلاً صغيراً بريئاً بعد الآن، إذا كنت تعرف ما أعنيه.

“ما أخباركم؟ هل ستتقاتلون يا رفاق؟” 

ومع ذلك، قررت في النهاية أنه من الآمن الاعتذار. 

هل كان يعتقد أنه يستطيع قتلنا جميعًا بسهولة والإفلات من العقاب؟ هذا الرجل متعجرف جدًا.

“اسف بشأن ذلك.”

همم. هل كانت هذه طريقتها الخفية لإخباري بأن أظهر بعض الامتنان؟

إذا وضعنا هذا الهراء جانبًا… لقد أصبحنا مكتظين للغاية لدرجة أن المضي قدمًا أصبح بالتأكيد أمرًا محرجًا بعض الشيء، لكن هذا الكهف كان ضيقًا جدًا لدرجة أنه لم يكن لدينا الكثير من الخيارات. في الوقت الحاضر، كنا نتحرك في صفوف ضيقة مكونة من شخصين، مع سوزان وباتريس في المقدمة، يليهما ميمير وسارا، وأنا وتيموثي في الخلف.

بدت سارا بالتأكيد متوترة بشأن هذا الأمر. يمكنها إطلاق السهام بسرعة ودقة لا تصدق، لكن هذا لم يكن يعني الكثير ضد الأعداء الذين يتمتعون بمثل هذه الدفاعات الطبيعية القوية. 

لا يزال بإمكاني النظر من فوق رأس سارا وهي أمامي، ولكن بما أنها كانت أقصر قليلاً، فمن المحتمل أنه كان من المستحيل عليها أن ترى أي شيء بينما باتريس أمامها مباشرة. عادةً ما يكون الصف الأوسط متحررا حتى تتمكن من استهداف الأعداء في الأمام، لكن لم تكن هناك مساحة كافية هنا. يبدو أن هذا التدبير هو خيارنا الوحيد في الوقت الحالي. إذا أصبحت الأمور فوضوية، فقد أضطر إلى إقامة جدار أمام خط المواجهة مباشرة…

وهو نشيط بالنسبة لحجمه أيضًا. بإمكاني رؤيته وهو ينظر بشغف في كل مكان، ينتظر عما سقوط فريسة أخرى في مخبأه. 

“…أوه.”

“ماذا بحق الجحيم من المفترض أن يعني ذلك؟ هل تحاول أن تغضبني يا فتى؟ أنت دائما هكذا! كل ما تفعله هو الإعلان عن نفسك، ثم تتصرف وكأنك أفضل من أن تحصل على المال! أنت تستمتع بالتصرف مثل شهيد، هاه؟ نحن جميعا بحاجة إلى المال من أجل البقاء ، اللعنة! “

عندها فقط، انتهى المسار الذي كنا نتبعه فجأة. لقد خرجنا إلى مساحة كبيرة مفتوحة، مضاءة بشكل ساطع لدرجة أننا شعرنا وكأننا عدنا إلى الخارج. “رائع…”

ومع ذلك، فإن رؤية زوج من الثديين الضخمين لم تعد تثيرني تمامًا كما كانت تفعل من قبل. ربما كان ذلك لأنني لمست بالفعل بعض من الحقيقية. لقد اختفت براءتي إلى الأبد..

نظرت للأعلى وأدركت أن السقف بأكمله كان مغطى ببقع من شيء ينبعث منه وهج أبيض مزرق. من هذه المسافة، لم أتمكن من معرفة ما إذا كان طحلبًا أو نوعًا من المعدن، ولكن مهما كانت المادة، فقد جعلت مشاعلنا تبدو غير ضرورية تقريبًا.

“إذا وصل الأمر إلى الأسوأ، يمكننا دائمًا الهروب!” وأضاف باتريس.

كان طريقنا أيضًا أوسع بكثير مما كان عليه قبل دقيقة واحدة. وفجأة أصبح هناك مساحة كافية لخمسة أشخاص للسير جنبًا إلى جنب بشكل مريح. في الأمام، كان هناك جرف صخري ينحدر في الظلام على أحد جانبي الطريق. كان من الصعب معرفة ما يكمن في القاع، ولكن يبدو أنه نوع من البحيرات أو الأنهار التحت أرضية. كان لدي شعور سيء بشأن ما قد يكون كامنًا هناك. ربما لن يكون الوقوع فيه أعظم فكرة.

لقد دعتني فرقة كاونتر آرو بانتظام للانضمام إليهم في وظائفهم، ربما بسبب أدائي في أول مهمة لنا معًا. لقد عملت معهم أكثر من أي فرقة أخرى. نظرًا لهدفي العام، فإن التعاون المتكرر مع مجموعة واحدة لم يكن فعالًا بشكل خاص.

وعلى طول الطريق يوجد  المكان الذي أتينا إلى هنا لزيارته : هيكل ضخم يشبه الحصن، منهار في بعض الأماكن ولكنه سليم من الناحية الكلية.

لكنني أيضًا كرهت النبلاء بشكل عام. لقد دمرت مدينتي بسبب غطرستهم. لم يحركوا ساكنًا للمساعدة عندما خرجت الوحوش مسرعة من تلك الغابة إلى المنزل. إنهم لا يحركون أبدًا الفرسان لإنقاذنا.

هذه هي أطلال جالجاو.

“فلتأتِ هذه النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب! “

“كان المكان بمثابة حصن خلال الحرب الأولى بين البشر والشياطين” قال تيموثي بهدوء “على ما يبدو، تم بناؤه من قبل واحد من أعظم خمسة ملوك شياطين في ذلك العصر. أطلقوا عليه اسم لارغون هارجون الجوفي”.

لكن إذا كان كل ما يتعين علينا فعله هو إبعادهم عنا، فقد كانت لدينا فرصة للنجاة من هذا الهجوم.

هارجون، هاه؟ أتساءل عما إذا كان قد استدعى إله الدمار عندما قتلوه.

 لم يكن الأمر غير عادل حقًا، لكنه لم يكن شعورًا رائعًا بمعرفة أنهم سيستفيدون من أولئك الذين تمكنا من قتلهم أيضًا. لسبب واحد، لم نكن لنتعرض للخطر في المقام الأول إذا لم يكونوا موجودين. شعرت أننا نستحق بعض التعويضات بسبب الاضطراب العاطفي أو أي شيء آخر.

“لقد كان ساحر أرض من الدرجة الإلهية، بكل المقاييس. كان يقوم بانتظام بإقامة حصون مثل هذه في أماكن لا يمكن لأي إنسان أن يجدها، ثم ينشئ أنفاقًا حتى تتمكن قواته من شن هجمات مفاجئة.

“حسنا!”

“بلا مزاح ؟ أنت واسع المعرفة حقًا يا تيموثي.”

 “أهاها…”

“حسنًا، كان القتال بين البشرية وملك الشياطين شرسًا للغاية في هذه المنطقة، لذلك لدينا الكثير من القصص حول الحرب التي تناقلتها الأجيال. أتذكر عددًا لا بأس به منهم من طفولتي.”

هل كانت مستاءة للغاية لأنني لمستها هناك؟ بصراحة، لم أشعر بأي شيء تقريبًا، باستثناء الجلد الصلب لواقي صدرها. ربما كان ذلك سيحفز نبضي في تلك الأيام سابقا، لكنني لم أعد طفلاً صغيراً بريئاً بعد الآن، إذا كنت تعرف ما أعنيه.

أوه.  هذا كله مجرد تاريخ شعبي، إذن. ومع ذلك بدا الأمر معقولا. لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية بناء قلعة ضخمة كهذه في أعماق الأرض.

لقد استمعت نصفيا إلى محادثة سارا وسوزان بينما كنت أبحث في معداتنا عن المعدات التي نحتاجها داخل الكهف. في الأساس، كان هذا يعني المشاعل التي أعددناها مسبقًا. أخرجتهم وأشعلتهم واحدًا تلو الآخر.

 إذا كان ما قاله تيموثي صحيحًا، فمن الممكن أن يكون لارجون هارجون قد قام بحفر نفق لقواته للأعلى للهجوم في أي مكان وفي أي وقت، دون سابق إنذار على الإطلاق. كانت الجدران الدفاعية عديمة الفائدة تمامًا. لا بد أن كل جندي بشري كان دائمًا على حافة الهاوية، ولا يعرف أبدًا متى قد يأتي الهجوم التالي… لقد كان من الغريب تقريبًا أن تتمكن البشرية بالفعل من الفوز في تلك الحرب.

“وماذا في ذلك؟ هل تقول أنك أتيت إلى هنا في وظيفة منفصلة؟ “

“ألم تقل أنك نشأت في رانوا يا تيموثي؟” قالت سوزان وهي تنظر إلينا وعلى وجهها تعبير غريب بعض الشيء.

“ألم تقل أنك نشأت في رانوا يا تيموثي؟” قالت سوزان وهي تنظر إلينا وعلى وجهها تعبير غريب بعض الشيء.

“صحيح. لقد ولدت في قرية مجهولة هناك، وأمضيت سنوات في مدينة شاريا. قد تعرفونها بسبب جامعة السحر. في النهاية، توجهت إلى أسورا لمتابعة حلمي في أن أصبح مغامرًا عظيمًا… وهكذا انتهى بي الأمر حيث أنا اليوم، رجل أكثر تواضعًا بكثير.”

***

مملكة رانوا، هاه؟ أعتقد أنه من المحتمل أن ينتهي بي الأمر بالذهاب إلى هناك بنفسي في النهاية…

نعم. صحيح.

 

ولحسن الحظ، لم يكن أي منا في وضع سيء بعد. حتى لو واجهنا مشكلة، لدينا الطاقة اللازمة للخروج منها، وهو على الأرجح السبب الوحيد الذي جعل سوزان تختار المخاطرة في المقام الأول. الشيء الوحيد الذي كان علي القلق بشأنه هو قتل الوحوش إذا ظهرت. ببساطة.

في تلك اللحظة، انقطعت محادثتنا بوقاحة. “نحن نتعرض للهجوم!” صرخت سارا، وأسقطت شعلتها وأمسكت بقوسها.

“طالما أن الطيف على قيد الحياة، فهذه الهياكل العظمية خالدة!”

نظرت للأمام فرأيت مجموعة من الأشكال السوداء الطائرة ترفرف باتجاهنا بسرعة كبيرة. بدا أن كل واحد منهم يبلغ حجمه مترًا أو نحو ذلك.

“مرحبا.”قال تيموثي وهو يقترب من الرجل بابتسامة ودية “أنا تيموثي من فرقة كاونتر آرو”. “شكرا جزيلا ل— جاه !”

“خفافيش عملاقة!”

لقد دعتني فرقة كاونتر آرو بانتظام للانضمام إليهم في وظائفهم، ربما بسبب أدائي في أول مهمة لنا معًا. لقد عملت معهم أكثر من أي فرقة أخرى. نظرًا لهدفي العام، فإن التعاون المتكرر مع مجموعة واحدة لم يكن فعالًا بشكل خاص.

“ادخلوا التشكيل!” صرخت سوزان على الفور. “اتركوا هذا لخطنا الخلفي!”

عبست سارا بغضب. “أنت دائمًا متردد جدًا بشأن هذا الأمر. إذا كنت لا تريد أن تأتي، يمكنك فقط أن تقول ذلك. ليس الأمر كما لو أننا نطلب مساعدتك أو أي شيء آخر. “

تقدم باتريس أمامي بشكل وقائي. تحركت سوزان وميمير لتشكيل جدار بشري أمام سارا وتيموثي.

“حسنا. سأفعل ما أستطيع.”

نحن نواجه الوحوش الطائرة هذه المرة. وبينما كان هناك بعض المساحة للمناورة الآن، علينا أن نكون حذرين، نظرًا لأننا لم نكن بعيدًا جدًا عن حافة الهاوية.

ربما محاولة مني لتجاهل الصرخات المخيفة التي ترسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري.

 كان من الآمن لطليعتنا أن تستوعب ببساطة هجمات الخفافيش بينما نحن الثلاثة نطلق عليهم من الخلف.

من المفترض أن سولدات لديه مشاكله الخاصة. لقد كان أحمق نوعًا ما، لكنه على الأقل يعمل بجد وينجز الأمور. وربما كان هذا هو السبب الذي جعل الأعضاء الآخرين في حزبه يهزون رؤوسهم ويوافقون على هراءه.

“يااه!” لم تضيع سارا أي وقت في إطلاق سهمها الأول. استقر سهمها في أحد الخفافيش التي تتحرك بسرعة، فاخترق رأسه مباشرة؛ دار جسده في الظلام نحو قاع الهاوية. كان من المثير للإعجاب دائمًا مشاهدة عملها. هذه الفتاة فنانة بهذا القوس.

هذا ليس جيدًا. 

“فلتأتِ تلك النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب!

لقد كان خطأهم أن أمي وأبي ماتا. الرجال الذين كان عليهم واجب لحماية قريتنا…تركونا نموت.

كان نهج تيموثي أقل دقة بعض الشيء. أشار بكلتا يديه إلى السماء وأطلق العنان لتعويذة نار واسعة النطاق أدت إلى سقوط اثنين من الخفافيش العملاقة نحو هلاكهما.

السنو درايك عبارة عن سحالي في الأساس، وكان الجدار البسيط ولو كان طويلًا لا معنى له في الأساس بالنسبة لهم. فواحدًا تلو الآخر، تسلقوا فوقه و انزلقوا عبر الفجوات الصغيرة على كلا الجانبين.

“الرياح العاتية!”

بدا كما لو انه تناول بعض المشروبات بالفعل.

لقد اتبعت طريقة أكثر بساطة، حيث رفعت يدي وأحدثت انفجارًا قويًا في الهواء. نظرًا للحجم المعتدل لهذه الخفافيش، اعتقدت أن موجة الصدمة ستكون كافية لتعطيلها. وكما تمنيت، أحدثت الرياح المتفجرة ثقوبًا في أجنحتها؛ كان ذلك كافياً لمنعهم من الطيران بشكل صحيح. عندما شاهدت الخفافيش الباقية على قيد الحياة ترفرف ببطء نحو البحيرة، تنفست الصعداء قليلاً … والتي علقت في حلقي بعد لحظة.

” روديوس كواغماير ؟ أعطني استراحة لعينة.”

“توقفوا…”

وكذلك صراخ باتريس الحزين أيضًا.

“تبا!”

“لا تشكرني”، قالت سارا وهي تتجهم قليلاً وتتناول جرعة من مشروبها. “اشكر تيموثي وسوزان.”

لقد خرج ضفدع ضخم من الماء بالأسفل وابتلع أحد الخفافيش بلقمة واحدة. نظر رجال المجموعة بشيء يشبه الدهشة؛ سارا من ناحية أخرى، ابتسمت في الاشمئزاز.

“ينبغي أن نستمر في الجمع كما أعتقد ولكن بسرعة….”

هذا البرمائي الحيوي ذو اللونين الأزرق والأسود يذكرني بالضفادع السامة الموجودة في عالمي. علي أن أفترض أنه ليس آمنًا للأكل. 

“الرياح العاتية!”

من هذه المسافة، من الصعب تحديد حجمه بالضبط، ولكن نظرًا لمدى سهولة أكل ذلك الخفاش العملاق، أفترض أن طوله لا يقل عن خمسة أمتار.

“… إذن، كما ترون، فإن كهف إلبرون وأطلال غالغاو قد ربطوا أنفسهم بالفعل! لولانا، لربما تم اجتياح هذه المدينة من قبل السنو درايك الهائج الآن!

وهو نشيط بالنسبة لحجمه أيضًا. بإمكاني رؤيته وهو ينظر بشغف في كل مكان، ينتظر عما سقوط فريسة أخرى في مخبأه. 

 لم يكن لديه واجب لحمايتنا. لم يكن حتى عضوًا في كاونتر آرو. ومع ذلك، حاول إنقاذنا. لقد حاول أن يشتري لنا الوقت.

بما أن هذا الشيء نشط إلى هذا الحد في مثل هذا البرد القارس، فلا بد أن يكون قاسيًا بشكل ملحوظ، حتى بالنسبة لوحش.

تلك المعركة كانت مقلقة بعض الشيء، لكن على الأقل تمكنت من رؤية تعويذة جديدة للمرة الأولى.

“لنحاول ألا نسقط هناك، هاه؟” تمتمت سوزان.

“ومع ذلك، هذه الأشياء فريستنا. أنتم يا رفاق ستحصلون على جثة واحدة؛ هذا كل شيء فهمتم؟!”

أومأت سارا برأسها بقوة. أستطيع أن أرى قشعريرة على جلدها.

“مهلا، كواغماير*! شكرا مرة أخرى لمساعدتك في ذلك اليوم!” <لأنه يستخدم تعويذة مستنقع الحمأ كثيرا فسموه كواغماير(مستنقع)>

بطريقة ما، شعرت أن رامية السهام خاصتنا لم تكن شخصًا محبا للضفادع . 

 “نعم!” صاح ميمير وباتريس في انسجام تام، ثم استعدا اللعمل على جمع الحراشف.

أضن أن البرمائيات الكبيرة لها وجه ساحر إلى حد ما، ولكن لكل منها وجهه الخاص. ومع ذلك، فقد التقيت بأكثر من شخص ذوي وجوه الضفادع في القارة الشيطانيّة. خذا شيئ يجب على سارا أن تتجاوزه في أحد هذه الأيام.

والأهم من ذلك أنه لم يعد يبدو أن أيًا من المخلوقات يتحرك. لقد حرصت على فحص السقف والجدران وكل مكان محتمل للاختباء في الردهة، لكنني لم أتمكن من رؤية أي شيء يبدو وكأنه تهديد.

“لنسرع إلى الأمام جميعًا” دعا تيموثي. “انتبهوا لخطواتكم بعناية.”

لقد كنت الشخص الذي أسقط آخر سنو درايك.

انطلقنا نحن الستة نحو القلعة مرة أخرى، نراقب بعناية ما يحيط بنا.

بينما أركض في شوارع روزنبرج ألهث بهدوء في ظلمة ما قبل الفجر. رأيت أنفاسي تتطاير في الهواء، كانت الطرق مغطاة بطبقة من الصقيع بالكاد مرئية. لذا فإن كل خطوة أخطوها كانت مصحوبة بـ “قرع” طفيف وطقطقة تحت قدمي.

 

لا  استطيع اختيار الركض بعد الآن. 

جالجاو عبارة عن هيكل ضخم حقًا. فالنظر إليها من مدخلها مذهل إلى حد ما. ربما كان ارتفاع القلعة المدمرة خمسة طوابق، وبعرض مدرسة عادية. 

تلك المعركة كانت مقلقة بعض الشيء، لكن على الأقل تمكنت من رؤية تعويذة جديدة للمرة الأولى.

من المستحيل تحديد المسافة التي تتعمق بها، حيث بدت وكأنها مدفونة جزئيًا في الصخر خلفها، على الرغم من ذلك، ربما كان عمقها أكثر إثارة للإعجاب.

“انظر. إنه يصلي مرة أخرى!

 لم تكت أكبر مبنى رأيته في هذا العالم، لكن تأثيرها كان بالتأكيد معززًا بحقيقة أنه كان يقع تحت الأرض بطريقة ما. هل قام شخص واحد بجدية بإنشاء هذا الشيء بسحر الأرض؟

مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”

نقطة دخولنا إلى الأنقاض لم تكن البوابة الأمامية. 

لقد كان صديقنا العزيز سولدات هيكلر.

الطريق أخذنا من خلال شيء قد يكون بابًا جانبيًا، أو ربما مجرد ثقب في الحائط. ومن هناك، حصلنا على منظر مذهل للكهف من حولنا. إلى اليسار هناك طريق الجرف المتعرج الذي اتبعناه إلى هنا؛ إلى اليمين هناك مساحة مفتوحة هائلة بها بحيرة مظلمة هادئة في قاعها.

 

العالم الذي جئت منه كان له نصيبه من المشاهد، بالطبع، ولكن لم يكن هناك الكثير مما يمكن مقارنته بهذا. المكان الوحيد الذي ستجد فيه شيئًا مشابهًا هو لعبة فيديو أو قطعة فنية خيالية.

“ألم يكن ميمير معك في تلك المرحلة؟”

 وبالطبع، التواجد هنا في الواقع مختلف تمامًا عن النظر إلى الرسم التوضيحي. كان بإمكاني أن أشم رائحة الكهف، وأشعر بالهواء الراكد، وأسمع بين الحين والآخر صوت ضفدع عملاق يقفز عبر الماء بالأسفل. 

“بمجرد جمع حراشفك، اترك مهمة التنظيف لنا وتوجه إلى روزنبرج. لا تقلق، سوف نقوم بإغلاق تلك الحفرة في الجزء الخلفي من الأنقاض بشكل جيد ومحكم. “

الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.

“حسنا. نحن على وشك تولي مهمة جديدة بأنفسنا. هل تريد أن ترافقنا؟”

“هل ستقف هناك وتنظر حولك طوال اليوم أم ماذا؟” سألت سارا.

عدم كره شخص ما هو شيء مختلف تمامًا عن الإعجاب به.

“أوه. آسف، أنا قادم” قلت، مسرعًا إلى مكاني في التشكل.

كان أعضاء كاونتر آرو يعلمون ذلك بالطبع. كانوا يعلمون أنني كنت أرفض دائمًا. كنت بحاجة للعودة وإخبار روكسي أنني بذلت قصارى جهدي هناك. كانت هذه هي الطريقة التي كنت أفعل بها الأشياء حتى الآن، ولم أكن أخطط لتغيير روتيني الآن.

“هل تحب المباني الكبيرة أو شيء من هذا؟”

بينما أركض في شوارع روزنبرج ألهث بهدوء في ظلمة ما قبل الفجر. رأيت أنفاسي تتطاير في الهواء، كانت الطرق مغطاة بطبقة من الصقيع بالكاد مرئية. لذا فإن كل خطوة أخطوها كانت مصحوبة بـ “قرع” طفيف وطقطقة تحت قدمي.

“ليس حقيقيًا. أنا لم أر الكثير من الأماكن مثل هذه من قبل، كمًا تعليمين”

الآن بعد أن انتهيت من ساقي، حولت انتباهي إلى ذراعي.

“همم.”

يقع مدخل الآثار على ضفاف جدول جبلي متعرج. لم يكن أكثر من مجرد ثقب في وجه الهاوية، في الحقيقة. كانت المساحة الداخلية نصف مغطاة بالجليد، مع وجود رقاقات ثلجية سميكة معلقة عبر المدخل.

نحن في خضم العمل الآن. كنت لأميل إلى التقاط بعض الصور لو كان لدي كاميرا، لكن لم يكن هناك وقت لهذا النوع من الأشياء. أنا بحاجة لجمع هذه الحراشف والعودة إلى المدينة في أسرع وقت ممكن.

 لم تكن الوحوش الأخرى التي سكنت هذه الآثار في الغالب تشكل تهديدًا كبيرًا. لكن إذا وجدنا أنفسنا في مواجهة وحش من الفئة A، فمن الصعب معرفة ما إذا كانت سارا قادرة على إحداث الكثير من الضرر. كان ذلك محبطًا بشكل واضح بالنسبة لها.

نعم. لنعد مسرعين… إلى غرفتي الفارغة الوحيدة في النزل… هززت رأسي لأصفيه من الأفكار غير السارة وجعلت نفسي حذرا من القلعة المدمرة 

أشرت بكلتا يدي نحو الهياكل العظمية المندفعة. إذا كانت القوة الغاشمة كافية لإسقاطهم، فلن يكون هذا أيضًا سيئا على الاطلاق.

نفسها. 

“آه…” في تلك اللحظة، انفتح باب الحانة ودخل ثلاثة رجال إلى الداخل. تعرفت عليهم على الفور. وكان واحد منهم مألوفا بشكل خاص.

“هذا الشيء هنا منذ الحرب الأولى بين البشر والشياطين هاه…؟”

“حسنًا إذن، جميعًا. سوف اراك لاحقا.” 

بعد كل الوقت الذي قضيته في السفر إلى قارة الشيطانية، رأيت نصيبي العادل من المباني التي شيدها الجنس الشيطاني. وشمل ذلك عددًا لا بأس به من القلاع والحصون الكبيرة ذات المظهر الغريب، بما في ذلك قلعة كيشيريسو في مدينة ريكاريسو.

وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.

 هذه القلعة تشبههم بعض الشيء، ولكن من الواضح أنها كانت أقدم، وتركت انطباعًا مختلفًا قليلاً عن تلك التي رأيتها حتى الآن. 

وبعد لحظة، وصلت صرخات خارقة من مكان ما على مسافة إلى أذني.

ربما ذلك منطقي، نظرًا لأن هذه قاعدة استيطانية وظيفية تم بناؤها لاستخدامها في حرب فعلية. كل شيء يتعلق بها كبيرًا الحجم. حتى الأسقف مرتفعة حوالي خمسة أمتار. ولكن من الغريب أن الممرات تميل إلى أن تكون ضيقة بشكل غير متناسب.

سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني. 

الارتفاع منطقي، على الأقل. يمكن أن تكون الشياطين مختلفة جسديًا تمامًا عن البشر، بما في ذلك كونهم أطول في الحالات العادية. أما الممرات الضيقة… فربما كانت محاولة متعمدة لتسهيل الدفاع عن المكان؟

“حسنًا، كان القتال بين البشرية وملك الشياطين شرسًا للغاية في هذه المنطقة، لذلك لدينا الكثير من القصص حول الحرب التي تناقلتها الأجيال. أتذكر عددًا لا بأس به منهم من طفولتي.”

“هممم… لننعطف يمينًا عند مفترق الطرق التالي، يا سوز.”

عندها فقط، انتهى المسار الذي كنا نتبعه فجأة. لقد خرجنا إلى مساحة كبيرة مفتوحة، مضاءة بشكل ساطع لدرجة أننا شعرنا وكأننا عدنا إلى الخارج. “رائع…”

 “فهمت.”

لا يبدو أنه رأي غير معقول. فالصرخات لا تزال بعيدة، ولم أشعر أنها تتجه نحونا مباشرة . ربما شخص آخر قد دفع السنو درايك إلى حالة من الجنون، ولكن قد يكون هذا مجرد إلهاء نحتاجه لإنهاء جمع حراشفهم.

لقد فوجئت قليلاً عندما أدركت أن تيموثي كان يحمل في يده خريطة فعلية للآثار. يبدو أن المغامرين يزورون هذا المكان بشكل منتظم، لذلك أعتقد أنه لم يكن مفاجئًا أن يبذل شخص ما جهدًا لرسم خريطة للتخطيط.

مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، ركزت انتباهي على اتجاه عش السنو درايك. يصور التمثال الأخير في الردهة امرأة شهوانية ساقاها متباعدتان – امرأة لا ترتدي سوى بنطال ساخن، وواقي للثدي، وعباءة. 

“يا إلهي،” تمتم تيموثي، وتنهد بهدوء. “ماذا كان يفكر الشياطين عندما صمموا هذا المكان؟”

ربما محاولة مني لتجاهل الصرخات المخيفة التي ترسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري.

كانت نظرة سريعة على الخريطة كافية لمعرفة أن هذه الآثار بمثابة متاهة. بدت أشبه إلى حد ما بخربشات طفل على ان أن تكون متاهاته متشابكة وغير منطقية لأنها “تبدو أكثر روعة” بهذه الطريقة. 

الفصل 3: روديوس كواغماير  

بالنظر إلى ما أعرفه عن عرق الشياطين، ربما كان ذلك جزءًا من الدافع هنا، ولكن…

 لم أكن متأكدة حتى لمل كرهته حقًا بعد الآن.

“حسنًا، إنهم ليسوا مثلنا، تعلمون؟ ربما هذا أكثر ملاءمة لهم، بطريقة أو بأخرى.”

يبدو أن الآخرين لم يلاحظوا دخول سولدات. ومن المفهوم أن لا أحد منهم بدا سعيدًا جدًا برؤية الرجل الذي أمضوا للتو ثلاثين دقيقة في الشكوى منه.

“هممم، أعتقد أنك حق…”

على ما يبدو، لم تكن هذه المعتادة لـ كاونتر آرو. أفترض أنهم بذلوا قصارى جهدهم لتقليل احتمالات اصطدامهم بـ فرقة القائد. 

حتى في قلعة تحت الأرض مثل هذه، من المفترض أنهم قاموا بموازنة قواتهم مع مجموعة متنوعة من الشياطين، بما في ذلك البعض الذين يمكنهم الطيران والبعض الآخر الذين يمكنهم الزحف على الجدران.

 ساحر موهوب بشكل لا يصدق، لكنه لا يتصرف أبدًا وكأنه أفضل منا. لقد كان يرافقنا دائمًا في مهامنا، ويمنحنا الوقت لنهرب عندما تصبح الأمور خطيرة…

 قد يفسر ذلك الأسقف العالية والممرات الضيقة، فضلاً عن التصميم المعقد بشكل غريب. مثل… ماذا لو كانت الثقوب الموجودة في السقف والتي تبدو وكأنها أعمدة تهوية تؤدي في الواقع إلى ممرات لا يمكن استخدامها إلا للشياطين الزاحفة على الحائط؟ إن وجود بعض الممرات التي لا يمكن إلا للشياطين الاستفادة منها من شأنه أن يمنحهم ميزة كبيرة ضد أي بشر يشقون طريقهم إلى الداخل.

***

على أية حال، لقد مر وقت طويل منذ أن رأينا وحشًا.

أضن أن البرمائيات الكبيرة لها وجه ساحر إلى حد ما، ولكن لكل منها وجهه الخاص. ومع ذلك، فقد التقيت بأكثر من شخص ذوي وجوه الضفادع في القارة الشيطانيّة. خذا شيئ يجب على سارا أن تتجاوزه في أحد هذه الأيام.

كل ما سمعته في جميع أنحاء المدينة دفعني إلى الاعتقاد بأن هذه الآثار مأهولة بالكثير من الحشرات والمخلوقات البرمائية، لكننا لم نتعرض للهجوم ولو مرة واحدة منذ دخولنا القلعة نفسها. 

“آه، لا.”

 هناك عظام ملقاة هنا وهناك، وفي بعض الأحيان لا تزال ملطخة بالدماء، لكن الوحوش نفسها لم تكن مرئية في أي مكان.

لقد حاولوا السماح لسارا والمقاتلين في الخطوط الأمامية بالحصول على بعض الخبرة في كل قتال، لذلك اضطررت إلى تقييد إلقائي بعناية، لكنني شعرت أنني أعمل معهم حقا ، بدلاً من مجرد مساعدتهم.

لكن بالطبع، هذا لا يعني أننا يمكن أن نتخلى عن حذرنا.

وبدلاً من العبس في وجهي، هزت رأسها بغضب خفيف وانطلقت بجواري في الشارع. تبعني ميمير وباتريس، وصفعني بخفة على كتفي أثناء مرورهما، ودفعتني سوزان وتيموثي من الخلف، وبدا عليهما السعادة بشكل غريب بشأن كل هذا.

فجأة، هبت علينا عاصفة طويلة من الرياح محدثة صفيرا مخيفا. ولسبب ما، وقف الشعر الموجود في مؤخرة رقبتي.

من الواضح جدًا أن جزءًا مهمًا من القلعة يقع أمامنا.

“نحن نتعرض للهجوم!” صاح ميمير على الفور.

لم يكن الأمر مهمًا حقًا. كل ما كان يهمني هو إخافتهم طالما أقنعتهم بالخروج عن المسار، يمكننا تجاوز هذا الأمر قطعة واحدة.

نظرت إلى الأمام والخلف وإلى كلا الجانبين، لكنني لم ألاحظ أي شيء يبدو وكأنه تهديد. 

“على أية حال، إحضارك معنا يا فتى كان قرارا رائعا. أتطلع للعمل معك مرة أخرى!”

“أين هم؟!”

“ها ها!رد يا فتى!”

” تحت أقدامكم!”

 

كما اتضح، ان العدو تحتنا .

مع ذلك، استدار سولدات وغادر. تجاهلنا الأعضاء الآخرون في القائد وتبعوه مرة أخرى إلى أعماق الأنقاض. من المحتمل أنهم سيتعاملون مع الجثث في عش سنو درايكس أولاً، ثم يعودون إلى هنا لجمع كل المواد القيمة.

تلك العظام التي لاحظتها متناثرة في جميع أنحاء المسار كانت ترتفع ببطء عن الأرض، وتصدر صوت قعقعة أثناء تحركها.

كان الرجل لا يزال عابسًا بشدة، وهاجم تيموثي ولكمه في وجهه، مما أدى إلى سقوطه على الأرض. صرخت سوزان وسارا بغضب، وسحبتا أسلحتهما.

 لدينا بعض الأولاد العظميين للتعامل معهم. أو الهياكل العظمية، إذا كنت تفضل ذلك.

ومع ذلك، هذا نوعًا ما هو كيفية سير الأمور في هذا النوع من العمل. قلة من المغامرين يمكنهم إنجاز الكثير بدون فرقة. لم أكن جيدًا بمفردي أنا الأخر. عندما تبدأ بالشعور بالغرور، تصبح مسألة وقت فقط حتى يظهر أمامك شخص أفضل منك.

عندما بدأوا في تجميع أنفسهم معًا، ظهر شيء نصف شفاف جزئيًا على طول الممر، واندفع ببطء نحونا. لقد كان جسمًا بشريًا نحيفًا، لكن لم يكن له رأس أو أرجل. كان يرتدي ثوبًا قديمًا مهترئًا، ويطفو نحونا بلا وزن، كما لو كان يسبح في الهواء نفسه.

“هل تحب المباني الكبيرة أو شيء من هذا؟”

 لست خبيرًا أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن لا بد أن ذلك شبح من نوع ما.

ولحسن الحظ، لم يكن أي منا في وضع سيء بعد. حتى لو واجهنا مشكلة، لدينا الطاقة اللازمة للخروج منها، وهو على الأرجح السبب الوحيد الذي جعل سوزان تختار المخاطرة في المقام الأول. الشيء الوحيد الذي كان علي القلق بشأنه هو قتل الوحوش إذا ظهرت. ببساطة.

“لدينا هياكل عظمية وطيف ، أيها الزعيم!” “اسحبهم لنا يا باتريس!”

 في عالم مثالي، سأنجح في نهاية المطاف في الفوز على الأقلية التي تكرهني أيضًا، لكن في الوقت الحالي، كنت أتجنبهم بدلاً من ذلك.

“حسنا!”

“سرقة فريستك؟!” صاحت سوزان. “هل تمزح؟ هذه الأشياء هاجمتنا من العدم! لقد أوقعتنا في هذا!

“سارا، تيموثي، روديوس، اعتنوا بنا وركزوا على الهياكل العظمية! ” 

اشتكى الجميع على الفور بمرارة من القائد المتدرج. ربما هذا مهم لهم لينفسوا عن أنفسهم

“حسنا!”

“ألم يكن ميمير معك في تلك المرحلة؟”

التفت ووجدت أن عددًا من الهياكل العظمية التي تحمل سيوفًا قديمة صدئة تتجه نحونا بالفعل من الخلف. يمكنهم في الواقع التحرك بسرعة مدهشة.

لقد ابتسمت  أمامي. ليس أفضل شعور في العالم. 

“ابتعدوا عن الطريق!” صرخت سارا وهي تشق طريقها أمامي وتيموثي إلى موقع للأمام. لقد وضعت قوسها على كتفيها وسحبت سكينًا كبيرًا بدلا من ذلك. 

“لا تشكرني”، قالت سارا وهي تتجهم قليلاً وتتناول جرعة من مشروبها. “اشكر تيموثي وسوزان.”

“الهياكل العظمية ضعيفة أمام الهجامات الغاشمة والحادة ياروديوس!” صرخ تيموثاوس. 

 

“هذا هو تخصصي!” 

لقد سكتت لحظة. على الرغم من أنني وصفت نفسي بأنني غير حاسم، إلا أنني في الواقع اتخذت قراري بشأن هذا الأمر. لسبب ما، أردت فقط أن أتصرف وكأنني غير متأكد.

أشرت بكلتا يدي نحو الهياكل العظمية المندفعة. إذا كانت القوة الغاشمة كافية لإسقاطهم، فلن يكون هذا أيضًا سيئا على الاطلاق.

لكن عندما نظرت من فوق كتفي بعد لحظة، لم أستطع إلا أن أطلق صرخة رعب حادة. 

“المدفع الحجري!”

أوه.  هذا كله مجرد تاريخ شعبي، إذن. ومع ذلك بدا الأمر معقولا. لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية بناء قلعة ضخمة كهذه في أعماق الأرض.

ضربت مقذوفتي القاتلة المفضلة الهيكل العظمي الأول في الصف وسحقته؛ استمر الحجر في التحرك، ودمر الهيكل العظمي الثاني أيضًا.

لسبب ما، هذا جعلني في الواقع غير مرتاح بعض الشيء. علي أن أتأكد من عدم التخلي عن حذري.

“استجب لندائي يا إله الغموض، وحطم عدوي! مدفع الحجر!

على أية حال، لقد أنقذ حياتنا بشكل أساسي. علينا أن نعرب عن شكرنا.

بعد جزء من الثانية، أطلق تيموثي مدفعه الحجري، الذي اصطدم بهيكل عظمي واحد قبل أن يتوقف.

الارتفاع منطقي، على الأقل. يمكن أن تكون الشياطين مختلفة جسديًا تمامًا عن البشر، بما في ذلك كونهم أطول في الحالات العادية. أما الممرات الضيقة… فربما كانت محاولة متعمدة لتسهيل الدفاع عن المكان؟

أعتقد أنني فزت بهذه الجولة… لا يعني ذلك أنها منافسة أو أي شيء من هذا القبيل.

 

“حسنًا، لقد انتهينا جميعًا هنا. دعونا…” 

“يجب أن أشكركم جميعًا. لقد كنت فقط أساعدكم قليلاً. سارت الأمور على ما يرام فقط بسبب مواهبكم. “

“ليس بعد!”

“حسنا، الجميع! دعونا نزد الهجوم أيضًا! “

بينما كنت أدور لدعم سوزان والآخرين،

في هذه المرحلة، خطر لي أنني في الواقع أنحاز إلى جانب روديوس لسبب ما. 

أعادتني صرخة تيموثي العاجلة إلى تركيزي. بدأ هيكل عظمي يتشكل أمام عيني. نفس الذي حطمته يعيد تجميع نفسه ببطء بطريقة أو بأخرى.

عادل بما فيه الكفاية. أنا مدين لهم بذلك، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد.

“طالما أن الطيف على قيد الحياة، فهذه الهياكل العظمية خالدة!”

لأكون صادقًا، كنت أتوقع أن تكون بمثابة لقطة فراق ساخرة، ولكن… 

أوه. صحيح. بالطبع.

نعم. صحيح.

الهياكل العظمية مخلوقات خالدة. يمكنك تحطيمهم وإشعال النار بهم، وسيظلون يأتون إليك أثناء احتراقهم. احرقهم إلى رماد، وما زالوا يجمعون أنفسهم مرة أخرى. 

“يااه!” لم تضيع سارا أي وقت في إطلاق سهمها الأول. استقر سهمها في أحد الخفافيش التي تتحرك بسرعة، فاخترق رأسه مباشرة؛ دار جسده في الظلام نحو قاع الهاوية. كان من المثير للإعجاب دائمًا مشاهدة عملها. هذه الفتاة فنانة بهذا القوس.

هجمات القوة الغاشمة والهجامت القاطعة هي أبسط طريقة لجعلهم غير قادرين على الحركة، ولكن ذلك كان مجرد إجراء مؤقت.

“آسف لذلك”  همست، لم يكن هذا بالتأكيد المكان أو الوقت المناسب للدردشة غير الرسمية. في مكان مثل هذا، قد يؤدي الإهمال إلى مقتلك في أي وقت من الأوقات على الإطلاق.

 أثناء شلهم، عليك القضاء على الطيف الذي يحركهم. يمكن لسحر النار أن يحرق الطيف، لكن هذا لا يفعل الكثير باستثناء توفير القليل من الوقت لك. مثل الهياكل العظمية التي كان يسيطر عليها، فإنه سيعود في نهاية المطاف.

“حسنا إذا. دعونا نجمع حراشفنا ونخرج من هنا “. كانت ابتسامة تيموثي متعبة، وكان خده قد بدأ ينتفخ بالفعل. كل ما يمكنني فعله هو التنهد والإيماءة.

 السحر الإلهي هو الرد الأكثر فعالية على الطيف. يمكن أن تمحو أشكالها الشبحية بسرعة أكبر بكثير وبشكل كامل من أي تعويذة نارية؛ سيموت الطيف المهزوم بهذه الطريقة إلى الأبد. بالإضافة إلى ذلك..

لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.

تخول الهياكل العظمية التي تضربها التعويذات الإلهية إلى جزيئات من الضوء وتختفي نهائيًا. ولكن طالما ظل الطيف نفسه سليمًا، فيمكنه استدعاء عدد لا نهاية له من الكائنات الجديدة.

“من الجميل دائمًا الاعتماد عليك يا فتى.”

“أدعوك يا الهي الذي يبارك الأرض التي تغذينا! أوفي العقوبة الإلهية لأولئك الحمقى الذين يتحدون الطرق الطبيعية! تطهير!

 كان من الآمن لطليعتنا أن تستوعب ببساطة هجمات الخفافيش بينما نحن الثلاثة نطلق عليهم من الخلف.

من الواضح أن ميمير تدرب على هذا في مدرسة سحر.

 

ألقيت نظرة سريعة على صوت التعويذة الغير مألوفة ورأيت كرة الضوء التي استدعاها ميمير توفي ضربة قوية إلى جسد الريث الطيفي.

 لم يكن الأمر غير عادل حقًا، لكنه لم يكن شعورًا رائعًا بمعرفة أنهم سيستفيدون من أولئك الذين تمكنا من قتلهم أيضًا. لسبب واحد، لم نكن لنتعرض للخطر في المقام الأول إذا لم يكونوا موجودين. شعرت أننا نستحق بعض التعويضات بسبب الاضطراب العاطفي أو أي شيء آخر.

“جييييييييييييي-” مع صرخة تصم الآذان، اختفى الطيف. انفجر جسده الشفاف جزئيًا وتحول إلى ذرات صغيرة من الضوء، والتي سرعان ما تلاشت. 

ربما ذلك منطقي، نظرًا لأن هذه قاعدة استيطانية وظيفية تم بناؤها لاستخدامها في حرب فعلية. كل شيء يتعلق بها كبيرًا الحجم. حتى الأسقف مرتفعة حوالي خمسة أمتار. ولكن من الغريب أن الممرات تميل إلى أن تكون ضيقة بشكل غير متناسب.

على الفور، انهارت الهياكل العظمية، وتفتت عظامهم على الأرض.

“حسنًا، لنجرب مائة تمرين ضغط. نبدأ من الأعلى… “

“حسنًا، نحن بخير!” قالت سوزان. ” إل لنعد للتشكيلة جميعا!”

من الواضح أن الرجل غاضب منا، وبدا الأشخاص الذين يقفون خلفه مستائين أيضًا. ولكن شعرت وكأننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض هنا.

استدارت سارا وركضت بجانبي لتأخذ وضعها الطبيعي في المنتصف؛ انضم إليها ميمير، وعدنا إلى ترتيبنا الأول. 

“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.

تلك المعركة كانت مقلقة بعض الشيء، لكن على الأقل تمكنت من رؤية تعويذة جديدة للمرة الأولى.

بتجاهلت سلوك سارا السيئ، يكون من السهل العمل مع كاونتر آرو.  أحببت أن أكون حولهم. فسوزان شخص مراع. بينما تيموثاوس حسن الطباع ومؤنس.

“هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها سحرًا إلهيًا… أو طيفا..” قلت بهدوء وأنا أنظر إلى تيموثي.

إن مهمتنا هذه المرة هي شق طريقنا إلى ديارهم، أطلال جالجاو، وجمع أي حراشف يمكن أن نجدها ملقاة هناك. هذه الحراشف عبارة عن عوازل رائعة وغالبًا ما تُستخدم في البناء، وقد ابتكر سكان هذه المنطقة من العالم جميع أنواع الطرق للوقاية من البرد، وبالنسبة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، كانت حراشف سنو درايك واحدة من أفضل الحراشف. 

“إنها المرة الثانية فقط التي أرى فيها واحدا بنفسي” أجاب “في المرة الأولى، كان فريقي جاهلا تماما، وتسبب في مقتل أحد أصدقائنا. لقد كان ذلك درسا مؤلما للغاية.”

“أدعوك يا الهي الذي يبارك الأرض التي تغذينا! أوفي العقوبة الإلهية لأولئك الحمقى الذين يتحدون الطرق الطبيعية! تطهير! “

“ألم يكن ميمير معك في تلك المرحلة؟”

في هذه المرحلة، خطر لي أنني في الواقع أنحاز إلى جانب روديوس لسبب ما. 

“لا. هذا قبل وقت طويل من تشكيل فرقة كاونتر آرو. لقد حرصت على جعلنا نتدرب على هذا السيناريو. أنا سعيد جدًا لأنني فعلت ذلك.”

 وبالطبع، التواجد هنا في الواقع مختلف تمامًا عن النظر إلى الرسم التوضيحي. كان بإمكاني أن أشم رائحة الكهف، وأشعر بالهواء الراكد، وأسمع بين الحين والآخر صوت ضفدع عملاق يقفز عبر الماء بالأسفل. 

نظرت سارا إلينا من فوق كتفها ووضعت إصبعها على شفتيها. ربما كانت محادثتنا تجعل من الصعب عليها الاستماع إلى التهديدات.

لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.

“آسف لذلك”  همست، لم يكن هذا بالتأكيد المكان أو الوقت المناسب للدردشة غير الرسمية. في مكان مثل هذا، قد يؤدي الإهمال إلى مقتلك في أي وقت من الأوقات على الإطلاق.

لسبب ما، دفع هذا سولدات إلى ضرب طاولتنا بقوة لدرجة أنها انقسمت إلى نصفين. تطاير الخشب المتناثر والطعام نصف المأكول في كل مكان، وتناثر وعاء حساء الفاصوليا الحمراء على حجري.

على أية حال، يبدو أن هذه الأثار مسكونة.

 “ما خطبك بحق الجحيم، هاه؟ لماذا أنت مهووس بما يعتقده الآخرون عنك؟”

 

استدارت سارا وركضت بجانبي لتأخذ وضعها الطبيعي في المنتصف؛ انضم إليها ميمير، وعدنا إلى ترتيبنا الأول. 

 وذلك أكثر من مزعج بعض الشيء. انطلاقًا من مظهره، ربما كان هذا الطيف محاربًا في حياته السابقة… هل يمكن أنه جندي من الحرب الأولى بين البشر والشياطين؟

“لا تقلقي بشأن ذلك كثيرًا يا سارا” قلت. “مهمتنا هي ايجاد الحراشف، وليس محاربة السنو درايك. نحن نقوم بتنظيف شعرهم المتساقط لهم بشكل أساسي.”

لا، ذلك غير مرجح حقًا. من المؤكد أن شبحًا من هذا الماضي البعيد لن يظل يتسكع في مكان يزوره الناس بانتظام إلى حد ما. ربما هو مغامر مات هنا خلال السنوات القليلة الماضية. 

 لا أزال أعمل بشكل أساسي كمغامر منفرد. كلما رأيت فرقة تناقش ما إذا كان ينبغي عليهم تولي مهمة صعبة، كنت أقترب منهم وأعرض عليهم خدماتي كمرتزق. خلال الأشهر القليلة الماضية، قمت بمساعدة العديد من المجموعات المختلفة. 

تعازيّ يا صديقي. أتمنى أن ترقد بسلام.

بالنظر إلى ما أعرفه عن عرق الشياطين، ربما كان ذلك جزءًا من الدافع هنا، ولكن…

“آه جيد، وصلنا!”

“أنت جيد جدًا في الهروب يا باتريس.”  قال ميمير ” اصارحك بهذا”.

أعادني صوت سوزان إلى الواقع. أدركت أننا خرجنا أخيرًا من تلك المتاهة المتعرجة من الممرات إلى مساحة أكبر وأكثر انفتاحًا. بدا أننا في رواق واسع ربما يبلغ طوله مائة متر.

“ها ها!رد يا فتى!”

 وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة. 

“لنسرع إلى الأمام جميعًا” دعا تيموثي. “انتبهوا لخطواتكم بعناية.”

من الواضح جدًا أن جزءًا مهمًا من القلعة يقع أمامنا.

 

“أوه واو…”

المسار الذي نتبعه ضيق جدًا لدرجة أنه كان من الصعب جدًا محاربة سرب حقيقي من الأعداء. إذا بدأت الوحوش تهاجمنا بشكل متكرر، فقد يتعين علينا التفكير في الانسحاب… حتى لو كانت متمركزة فقط في أجزاء قليلة من الكهف.

ثم هنالك السقف.

 

مغطى عمليًا بسجادة من الحراشف البيضاء الجميلة، تقريبًا مثل بتلات شجرة أزهار الكرز المتفتحة. لا بد أن هذه هي حراشف سنو درايك التي نحن هنا من أجلها. 

“لماذا لا تأتي إلى الحفلة اللاحقة لمرة واحدة؟”

بناءً على البحث الذي قمنا به مسبقًا، نتستطيع القول أن هذه القاعة جزء من الطريق الذي استخدمه السنو درايك للانتقال من عشهم إلى مناطق الصيد الخاصة بهم.

“هيه. أنت متواضع جدًا يا فتى! بعد كل العمل الذي قمت به، كنت أتوقع بعض الكلام التافه.”

غالبًا ما يتوقفون هنا للعناية بأنفسهم أثناء تحركهم عبر المنطقة. لقد كان معروفًا بأنه أفضل مكان للعثور على حراشفه في الآثار بأكملها.

مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”

“وراء هذه القاعة، سنخطو إلى منطقة السنو درايك” صاحت سوزان من الأمام. “لا تذهب إلى أبعد من ذلك التمثال الأخير في الصف هناك. هل هذا واضح للجميع؟”

ومع ذلك، لم أشعر حقًا برغبة في الانضمام إلى جوقة الشكاوى. لم أكن من أشد المعجبين بالحديث التافه عن الأشخاص خلف ظهورهم، خاصة أنني كنت شخصًا سيئًا في حياتي السابقة. 

 “نعم!” صاح ميمير وباتريس في انسجام تام، ثم استعدا اللعمل على جمع الحراشف.

عندما بدأوا في تجميع أنفسهم معًا، ظهر شيء نصف شفاف جزئيًا على طول الممر، واندفع ببطء نحونا. لقد كان جسمًا بشريًا نحيفًا، لكن لم يكن له رأس أو أرجل. كان يرتدي ثوبًا قديمًا مهترئًا، ويطفو نحونا بلا وزن، كما لو كان يسبح في الهواء نفسه.

لقد خططنا بعناية لهذا الجزء من العملية مسبقًا. كان من المفترض أن أراقب التهديدات من جميع الاتجاهات. جنبًا إلى جنب مع سارا وتيموثي.

“…حسنًا، أنا قاصر.”

من المعروف أن السنو درايك تخرج من أقصى نهاية هذا الردهة، وأحيانًا تخرج وحوش أخرى من الطابق الثاني أو الممر الذي مررنا به للتو.

“صحيح. لقد ولدت في قرية مجهولة هناك، وأمضيت سنوات في مدينة شاريا. قد تعرفونها بسبب جامعة السحر. في النهاية، توجهت إلى أسورا لمتابعة حلمي في أن أصبح مغامرًا عظيمًا… وهكذا انتهى بي الأمر حيث أنا اليوم، رجل أكثر تواضعًا بكثير.”

 كنا نبحث بشكل أساسي عن الخفافيش العملاقة، والخلد ذات العيون الحمراء والأطياف وغيرها.

ومع ذلك، كان من الجيد أن يكون لديك بديل أكثر سطوعًا وموثوقية لهذه العصي الخشبية المشتعلة. ربما شيء مثل فانوس LED قوي؟

إذا ظهرت السنو درايك نفسها، سنتراجع إلى الممر أو نختبئ خلف الغطاء. إذا ظهرت الوحوش الأخرى، فسنقوم فقط بتنبيه الآخرين والقضاء عليهم. في هذه الأثناء، سيجمع باقي أعضاء الفريق أكبر عدد ممكن من الحراشف. 

“… إذن، كما ترون، فإن كهف إلبرون وأطلال غالغاو قد ربطوا أنفسهم بالفعل! لولانا، لربما تم اجتياح هذه المدينة من قبل السنو درايك الهائج الآن!

بمجرد أن نملأ جميع الأكياس الستة التي أحضرناها، سيكون لدينا ما يكفي للعودة إلى النقابة.

وبهذا، سرع الجميع مهامهم السابقة على عجل. كنا جميعًا أكثر يقظة من ذي قبل، لكنني لم أستطع التخلص من الشعور بأن تلك الصرخات الصاخبة أصبحت أعلى وأكثر عنفًا. 

يمكن أن يصبح هذا خطيرًا جدًا إذا انتهى بنا الأمر بطريقة ما إلى القتال مع السنو درايك… ولكن بصرف النظر عن هذا الاحتمال، هذه المهمة بصراحة بسيطة جدًا لدرجة أنها بالكاد تشعرك بأنها تستحق تصنيف المرتبة A. 

***

كنت أتوقع أن نواجه العديد من الأعداء في طريقنا إلى هنا. يبدو أن هناك عددًا قليلاً من الوحوش بشكل غريب اليوم. لقد كان ذلك الطيف هو التهديد الحقيقي الوحيد الذي واجهناه.

“الأرض متجمدة في بعض الأماكن يا رفاق. راقبوا خطواتكم هنا.”

لسبب ما، هذا جعلني في الواقع غير مرتاح بعض الشيء. علي أن أتأكد من عدم التخلي عن حذري.

 

مع وضع هذه الفكرة في الاعتبار، ركزت انتباهي على اتجاه عش السنو درايك. يصور التمثال الأخير في الردهة امرأة شهوانية ساقاها متباعدتان – امرأة لا ترتدي سوى بنطال ساخن، وواقي للثدي، وعباءة. 

 

وضعت يديها على وركها… ولسبب ما، كانت هناك سلاسل عليهما. شعرت بالحزن قليلاً لأن رأسها قد سقط في وقت ما على مر القرون.

“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”

كان هناك باب بين ساقي هذا التمثال. على مسافة أبعد قليلاً من ذلك الممر، كان من الواضح أنه المكان الذي تعيش فيه السنو درايك، لذلك من المفترض أنه المكان الذي سيأتون منه إذا ظهروا.

سارا، التي كانت تسير أمامي، ترنحت فجأة إلى الجانب، لذلك مددت يدي بسرعة لأمسك بها. لقد كانت عيني مفيدة في مثل هذه الأوقات. لا يعني ذلك أنها لم تكن مفيدة بشكل أساسي طوال الوقت.

لم يكن الأمر مهمًا حقًا، لكن ملابس هذا التمثال بدت مألوفة بشكل غريب.

أومأت سارا برأسها بقوة. أستطيع أن أرى قشعريرة على جلدها.

أوه! انتظر، هل من المفترض أن تكون كيشيريكا كيشيريسو؟! في المرة الأخيرة التي رأيتها فيها، بدت وكأنها طفلة صغيرة أكثر من كونها فاتنة ممتلئة الجسم، لكن… ربما؟ لا، لا، لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا… حسنًا.

“لا يزال هناك احتمال أن يكون هناك طرف آخر في الداخل”.

 مرة أخرى، تميل مثل هذه التماثيل إلى المبالغة في مدى إعجاب الناس، أليس كذلك؟ لن يكون مفاجئًا إذا حصل النحات على القليل من الرخص الفنية. 

 

ومع ذلك، بدا هذا مبالغًا فيه بعض الشيء . وخاصة في قسم الطول. وتلك المنحنيات.

يقع مدخل الآثار على ضفاف جدول جبلي متعرج. لم يكن أكثر من مجرد ثقب في وجه الهاوية، في الحقيقة. كانت المساحة الداخلية نصف مغطاة بالجليد، مع وجود رقاقات ثلجية سميكة معلقة عبر المدخل.

حسنًا… تلك الأشياء ضخمة جدًا…

“توقفوا…”

 “ووبس ها أنا ذا مجدداً…”

 أليس هذا صحيحا، روكسي؟

ركز يا روديوس ركز. أنا بحاجة إلى أن أكون جاهزًا وأنتظر ظهور الأعداء من العدم أو شيء من هذا القبيل.

كان نهج تيموثي أقل دقة بعض الشيء. أشار بكلتا يديه إلى السماء وأطلق العنان لتعويذة نار واسعة النطاق أدت إلى سقوط اثنين من الخفافيش العملاقة نحو هلاكهما.

ومع ذلك، فإن رؤية زوج من الثديين الضخمين لم تعد تثيرني تمامًا كما كانت تفعل من قبل. ربما كان ذلك لأنني لمست بالفعل بعض من الحقيقية. لقد اختفت براءتي إلى الأبد..

الآن بعد أن رأيتهم عن قرب، على الرغم من أنني تعرفت عليهم على الأقل.

“ما هذا الصوت؟!” صاح تيموثي.

“حسنا!”

وبعد لحظة، وصلت صرخات خارقة من مكان ما على مسافة إلى أذني.

كنت أتوقع أن نواجه العديد من الأعداء في طريقنا إلى هنا. يبدو أن هناك عددًا قليلاً من الوحوش بشكل غريب اليوم. لقد كان ذلك الطيف هو التهديد الحقيقي الوحيد الذي واجهناه.

“لدي شعور سيء بشأن هذا يا رئيس …”

بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة. 

“استعدوا للقتال جميعاً !” صاحت سوزان. “ادفعوا الأكياس إلى الجانب!”

“العاصفة الثلجية!”

ولسوء الحظ، ثبت أن شك ميمير له ما يبرره. تجمعنا نحن الستة في تشكيل محكم، نبحث حولنا عن العدو. الصرخات التي ترددت في الردهة تأتي من مكان أعمق في الأنقاض، وكانت تعلو تدريجياً. في حالة من التوتر وعدم اليقين، تبادلنا النظرات مع بعضنا البعض.

” تحت أقدامكم!”

من صوته، هناك الكثير من الوحوش تصرخ. إذا كنا على وشك أن نتعرض للهجوم من قبل حشد كبير من الأعداء، فسيكون من الأذكى أن نمسك بالحراشف التي تمكنا من جمعها ونقوم بالانسحاب السريع. 

“بعض هؤلاء يتجهون خارج الكهف، أترى؟ أراهن أنهم عادوا إلى المنزل بالفعل.”

ميمير وباتريس وسوزان قد ملأوا حقيبة بأكملها الآن؛ ربما كان هذا كافيًا لتلبية الحد الأدنى من متطلبات مهمتنا.

“يااه!” لم تضيع سارا أي وقت في إطلاق سهمها الأول. استقر سهمها في أحد الخفافيش التي تتحرك بسرعة، فاخترق رأسه مباشرة؛ دار جسده في الظلام نحو قاع الهاوية. كان من المثير للإعجاب دائمًا مشاهدة عملها. هذه الفتاة فنانة بهذا القوس.

لبضع لحظات طويلة، استمعت سوزان بعناية إلى الصرخات، ثم نظرت في الحراشف وأكياسنا نصف المملوءة. قالت أخيرًا :

لقد تمكنت أيضًا من إقناع بعض المجموعات المسافرة مثل هذه المجموعة لإبقاء أعينهم مفتوحة على زينيث عندما يتركون روزنبرج وراءهم. وبشكل عام، كانت الأمور تسير بسلاسة كافية. على افتراض أن والدتي كانت في مكان ما في هذه المدينة، فإنها ستسمع شيئا عني عاجلا أم آجلا.

 “لا يبدو أنهم يتجهون في طريقنا”. 

اشتكى الجميع على الفور بمرارة من القائد المتدرج. ربما هذا مهم لهم لينفسوا عن أنفسهم

“ينبغي أن نستمر في الجمع كما أعتقد ولكن بسرعة….”

لا، ذلك غير مرجح حقًا. من المؤكد أن شبحًا من هذا الماضي البعيد لن يظل يتسكع في مكان يزوره الناس بانتظام إلى حد ما. ربما هو مغامر مات هنا خلال السنوات القليلة الماضية. 

لا يبدو أنه رأي غير معقول. فالصرخات لا تزال بعيدة، ولم أشعر أنها تتجه نحونا مباشرة . ربما شخص آخر قد دفع السنو درايك إلى حالة من الجنون، ولكن قد يكون هذا مجرد إلهاء نحتاجه لإنهاء جمع حراشفهم.

نحن نواجه الوحوش الطائرة هذه المرة. وبينما كان هناك بعض المساحة للمناورة الآن، علينا أن نكون حذرين، نظرًا لأننا لم نكن بعيدًا جدًا عن حافة الهاوية.

ومع ذلك، هذا مجرد احتمال واحد. هناك أيضًا فرصة لأن نتورط في أي كان. هل من الأذكى الاستمرار بالخيار الآمن ونخفض أرباحنا، أو نخاطر بالسعي للحصول على مكافأة أكبر؟

 مرة أخرى، تميل مثل هذه التماثيل إلى المبالغة في مدى إعجاب الناس، أليس كذلك؟ لن يكون مفاجئًا إذا حصل النحات على القليل من الرخص الفنية. 

 

… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.

في كلتا الحالتين، كل ثانية نقضيها في الانتظار كانت تعرضنا لخطر أكبر. هناك فرصة ألا يحدث شيء على الإطلاق، هذا صحيح؛ ولكن بغض النظر عن مسار العمل الذي أردنا اتخاذه، كان علينا أن نتخذ قرارنا بسرعة.

قالت سارا “أعتقد أنه يجب أن ننهي الأمر أيضًا”

“صحيح!”

 واضاف ميمير”نعم أنا أتفق”

“آه…نعم، أعتقد أنك على الأرجح على حق. سوزان تخبرني دائمًا بنفس الشيء، في الواقع. يجب أن أضع ذلك في الاعتبار.”

“لقد انتهينا تقريبًا على أي حال، أليس كذلك؟” قال باتريس.

“هل تحب المباني الكبيرة أو شيء من هذا؟”

وهذا وضع أغلبية قوية من الفرقة إلى جانب سوزان. بصراحة، فضلت فكرة الهروب. لكن على عكس الآخرين، لن أواجه أي عواقب لفشلي في هذه المهمة. 

“نعم، ولكن لدينا روديوس، أليس كذلك؟ الدفع حسن ايضاً.”

وبما أنني لم أكن عضوًا في فرقتهم، فلن أكون مسؤولاً عن دفع الرسوم من النقابة. وبما أنني لا أملك أي دور في اللعبة، فمن الصعب علي أن أقول أي شيء.

كنت أخطط للاحتفاظ بها في الوقت الحالي بدلاً من صرفها على الفور. آمل أن أتقدم للأمام خلال ستة أشهر أو نحو ذلك. لن أستخدم هذا القدر من المال في الوقت الحالي، ولكن لم يكن من المؤلم أبدًا أن أخبئ المزيد من النقود ليوم ممطر.

“حسنًا إذن” قال تيموثي بهدوء

“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”

“سنجمع الحراشف لفترة أطول قليلاً. ولكن لنكن سريعين بشأن هذا الأمر.”

“غراااه!” صرخت السحلية بأعلى صوتها وتعثرت على الجانب واصطدمت بأحد التماثيل الحجرية التي تصطف على جانبي الردهة. اندفعت للأمام وتجاوزتنا وضغطت جسدها بقوة على الجدار الجانبي للممر.

وبهذا، سرع الجميع مهامهم السابقة على عجل. كنا جميعًا أكثر يقظة من ذي قبل، لكنني لم أستطع التخلص من الشعور بأن تلك الصرخات الصاخبة أصبحت أعلى وأكثر عنفًا. 

“فيوه… حسنًا، ها نحن ذا. عمل جميل يا شباب… “

أمسكت بعصاي بإحكام، وحدقت في التمثال الحجري الموجود في أقصى نهاية القاعة.

في هذه الأيام، كل ما علي فعله هو إبداء رأيي عندما يُطلب منه ذلك. لقد كان دورًا مختلفًا تمامًا عن الدور الذي لعبته في ديد إند. ليس لدي أي سلطة في هذه المجموعة. لقد كنت غريبًا حقًا. يمكنني فقط أن أقول ما أفكر فيه، ثم يقوم شخص آخر بإجراء القرار. لا إجهاد.

الصرخات لا تزال بعيدة. إذا كانت المجموعة متجهة نحونا، فمن المحتمل أنها قادمة من هذا الاتجاه… ولكن لسبب ما، شعرت أنني أستطيع سماعهم من خلفنا أيضًا.

“أين هم؟!”

 ربما كان الصوت يتردد داخل الأنقاض.

***

هل يمكنني فقط استخدام سحر الأرض لإغلاق جميع المداخل باستثناء المدخل الذي سلكناه سابقا؟ لا، تلك فكرة سيئة. إذا تدفقت الوحوش من هناك، فسنكون في ورطة حقًا.

“الى ماذا تنظرين؟”

اهدأ يا روديوس. أنت لا تعرف حتى ما يحدث بعد. أي شيء تفعله الآن قد يأتي بنتائج عكسية.

كانت المشاعل أدوات أساسية لاستكشاف الكهوف. كانت المصابيح خيارًا أيضًا، لكن الشعلة المشتعلة يمكن أن تكون بمثابة سلاح مؤقت، وتستمر في إلقاء الضوء حتى لو استخدمتها بعنف قليلًا. يمكنك رميها جانبًا عندما تبدأ المعركة دون أن تغرق نفسك في الظلام. قد يكون الأمر خطيرًا إذا تجولت في غرفة محاصرة مليئة بالغازات، أو أشعلت العديد من النيرات التي ستستهلك كل الأكسجين الموجود في المنطقة… ولكن إذا كانت هذه الأنواع من المخاطر تزعجك، فمن الأفضل البقاء بعيدًا عن الكهوف في المقام الأول.

ولحسن الحظ، لم يكن أي منا في وضع سيء بعد. حتى لو واجهنا مشكلة، لدينا الطاقة اللازمة للخروج منها، وهو على الأرجح السبب الوحيد الذي جعل سوزان تختار المخاطرة في المقام الأول. الشيء الوحيد الذي كان علي القلق بشأنه هو قتل الوحوش إذا ظهرت. ببساطة.

لقد كان ابنًا لأحمق ثري، لكنه أكثر من ذلك. لم أكرهه. هذا كل شيء.

وانتظرت الآخرين حتى ينتهيوا. أحاول أن أبقي ذهني صافيا.

 “انظر، لقد ساعدتنا في المرة الماضية، أليس كذلك؟ أنا لا أحب أن أكون مدينًا للناس، هذا كل شيء.”

ربما محاولة مني لتجاهل الصرخات المخيفة التي ترسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري.

“آه… هل ستخرجون غدًا؟” 

“…هم؟”

وبهذا، سرع الجميع مهامهم السابقة على عجل. كنا جميعًا أكثر يقظة من ذي قبل، لكنني لم أستطع التخلص من الشعور بأن تلك الصرخات الصاخبة أصبحت أعلى وأكثر عنفًا. 

وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.

“لقد أحضرت معي سهامًا من عظم الويرم من أجل هذه المهمة، لكنني لست متأكدة من أنها ستجتاز حراشف السنو درايك.”

ربما نحن جميعًا قلقون بشأن لا شيء. ربما تلك صرخات التزاوج  للسنو درايك فقط، أو شيء من هذا القبيل؟ بعض الحيوانات تصبح صاخبة جدًا عندما تسخن. ربما وصلنا في منتصف طقوس التزاوج الخاصة بهم.

“هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها سحرًا إلهيًا… أو طيفا..” قلت بهدوء وأنا أنظر إلى تيموثي.

بعد أن استرخيت قليلاً، بدأت في تخفيف قبضتي عن عصاي… “يا للحماقة! إنهم يهجمون!”

على ما يبدو، لم تكن هذه المعتادة لـ كاونتر آرو. أفترض أنهم بذلوا قصارى جهدهم لتقليل احتمالات اصطدامهم بـ فرقة القائد. 

 

أيضاً. لقد عبرنا مباشرة إلى المنضدة، وقمنا بتسليم المواد إلى موظف الاستقبال، ثم توجه مباشرة إلى الخارج.

في تلك اللحظة، انفجر طوفان من الأشكال البيضاء الأنيقة أمام التمثال بسرعة شرسة. واندفعوا بين قدميه ونزلوا من المكان الذي كان رأسه فيه. في لمحة، اصبحوا كسرب ضخم.  واحد أبيض نقي.

“حسنا على أي حال. لنحتفل بحقيقة أننا خرجنا من تلك الفوضى دون أن نخسر أي شخص، أليس كذلك؟ عادة، واحد منا على الأقل سيموت هناك “.

انهم السنو درايك. وفي غضون ثوانٍ، صار عددهم في الغرفة أكبر مما أستطيع حصره.

وعلى طول الطريق يوجد  المكان الذي أتينا إلى هنا لزيارته : هيكل ضخم يشبه الحصن، منهار في بعض الأماكن ولكنه سليم من الناحية الكلية.

وبينما كانوا يندفعون للأمام، وجدت أعينهم المحتقنة مجموعتنا الصغيرة، وتوقفت المجموعة الأولى فجأة قبل أن تصل إلينا. أحصيت ستة منهم.

ومع ذلك… علي أن أستمر في المضي قدمًا، خطوة بخطوة.

 هناك الكثير منها بالطبع، لكن مجال رؤيتي لا يتسع إلا لهذا العدد.

“بمجرد جمع حراشفك، اترك مهمة التنظيف لنا وتوجه إلى روزنبرج. لا تقلق، سوف نقوم بإغلاق تلك الحفرة في الجزء الخلفي من الأنقاض بشكل جيد ومحكم. “

لقد حدث كل ذلك فجأةً. تجمد تيموثي في مكانه، مثلنا تمامًا. لم يستطع حتى أن يصرخ بكلمة “تراجع”.

“لنسرع إلى الأمام جميعًا” دعا تيموثي. “انتبهوا لخطواتكم بعناية.”

ومع ذلك، يبدو أن أصدقائنا أصحاب الحراشف يتفاعلون بنفس الطريقة تمامًا. لم يسبق لي أن رأيت سحلية تحدق من قبل، ولكن ربما هذا هو شكلها. انفتحت أعينهم على اتساعها، وتجمدوا، وفتحوا أفواههم نصفيا ليهددونا بأنيابهم.

 “… ما رأيك يا روديوس؟”

للحظة طويلة، شعرت وكأن الزمن قد توقف. وبعد ذلك، تمكنت أخيرًا من الصراخ بكلمة.

 لن يتمكن هذا الرجل من الفهم. بأي حق له أن يشتم أحدا؟

 ” اهربوا!” 

“بصحة الجميع!” 

استدار تيموثي والآخرون وركضوا بسرعة نحو المخرج. 

وفي النهاية التقت عيني بأعين المجموعة التي ظهرت من أعماق الأنقاض. كانت المجموعة بأكملها تنظر في اتجاهنا. كان بعضهم يحمل سيوفًا، والبعض الآخر يحمل دروعًا أو عصيًا. 

“جااااه! ليس مجدداً !”

سارا، التي كانت تسير أمامي، ترنحت فجأة إلى الجانب، لذلك مددت يدي بسرعة لأمسك بها. لقد كانت عيني مفيدة في مثل هذه الأوقات. لا يعني ذلك أنها لم تكن مفيدة بشكل أساسي طوال الوقت.

وكذلك صراخ باتريس الحزين أيضًا.

 

قلعة الأرض!

لكن طليعتنا سوزان دمرتهم بسهولة بنفسها. تلك الحشرات بالكاد مؤهلة للقتال حقًا.لا يعني ذلك أنني أشتكي. 

لقد ألقيت جدارًا ضخمًا من التراب في طريقهم، وأعقت تقدمهم. لقد كان حاجزًا صلبًا وسميكًا، يصل إلى كتف أقرب تمثال حجري. معتقدًا أنني قد وفرت لنا جميعًا القليل من الوقت، استدرت وتوجهت إلى المخرج بنفسي.

“هل تحب المباني الكبيرة أو شيء من هذا؟”

 

 لم يكن لديه واجب لحمايتنا. لم يكن حتى عضوًا في كاونتر آرو. ومع ذلك، حاول إنقاذنا. لقد حاول أن يشتري لنا الوقت.

لكن عندما نظرت من فوق كتفي بعد لحظة، لم أستطع إلا أن أطلق صرخة رعب حادة. 

أخرجت أثري المقدس من ضريحها، وطويتها بعناية ووضعتها في جيبي. في العادة، إزالة مثل هذه القطعة الأثرية من مثواها سيكون عملاً من أعمال التجديف، لكنني لا أستطيع المخاطرة بسرقتها. كان من المنطقي عدم ترك أي أشياء ثمينة حقًا في غرفة مستأجرة

السنو درايك عبارة عن سحالي في الأساس، وكان الجدار البسيط ولو كان طويلًا لا معنى له في الأساس بالنسبة لهم. فواحدًا تلو الآخر، تسلقوا فوقه و انزلقوا عبر الفجوات الصغيرة على كلا الجانبين.

العالم الذي جئت منه كان له نصيبه من المشاهد، بالطبع، ولكن لم يكن هناك الكثير مما يمكن مقارنته بهذا. المكان الوحيد الذي ستجد فيه شيئًا مشابهًا هو لعبة فيديو أو قطعة فنية خيالية.

هذا ليس جيدًا على الإطلاق. بهذا المعدل سيلحقون بي ويحيطونني. 

وبطبيعة الحال، كان هناك أيضًا عدد قليل من الأشخاص الذين لم يفكروا بشكل إيجابي بي.

بفضل ركضي اليومي، لم اتعب بعد، لكن هذا لم يكن يعني الكثير. لم أكن عداءًا سريعًا بأي حال من الأحوال.

بالطبع، لن يكون من الحكمة قول أي شيء من هذا القبيل الآن.

“جاه!” التفت للخلف وأشرت بيدي إلى السنو درايك. هذه الأشياء هي سحالي أليس كذلك؟ وكيف تقتل سحلية؟ هل البرد الشديد سيعمل؟ ربما سوف يبطئهم، على الأقل!

 “حسنًا، إذن… من فضلك اعتني بي اليوم يا معلمة.”

“العاصفة الثلجية!”

وبالطبع، كان هناك عدد لا بأس به من الوحوش ذات التصنيف A التي يمكنها تجاهل السهم، أو حتى مراوغته في الجو. كان السنو درايك بالتأكيد في هذه الفئة.

لقد قمت بإلقاء تعويذة جليدية، متصرفًا في الغالب بالفطرة. اندفعت رياح متجمدة عبر الهواء، مما أدى إلى تطاير الحراشف من الأرض. بعد لحظة، انزلقت رماح من الجليد سميكة مثل فخذ رجل نحو السنو درايك التي تجاوزت جداري.

 

لم تكن الوحوش بعيدة، ولم يكن لديهم مجال كبير للمناورة. لكن بطريقة ما، تمكنوا من تجنب معظم الرماح بحركات أجسادهم السريعة والرشيقة. المقذوفات القليلة التي أصابت الهدف لم تكن فعالة أيضًا، فقد ارتدت من حراشف السنو درايك  بدلاً من اختراقها.

“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.

لقد اخترت سحري بشكل سيء. حراشف السنو درايك عبارة عن عوازل طبيعية، وهي اصلا  تعيش في منطقة شديدة البرودة من العالم. بالطبع لن تعمل تعويذة الجليد عليهم.

يبدوا أن سلاح الفرسان قد وصل.

لقد انهار جدار الأرض الخاص بي. وشقت المزيد من الأجسام البيضاء طريقها عبر الأنقاض المنهارة. رأيت ما لا يقل عن اثني عشر منهم في الموجة الاولى .

-+-

هم يهاجمونني كمجموعة الآن، بأعداد كبيرة. في وقت سابق قد رأيت عددًا قليلًا فقط في وقت واحد، لكنها كانت تتجمع عندما أدى جداري إلى إبطاء الصفوف الأمامية. تحرك كل واحد منهم بسرعة ورشاقة مثل سحلية صغيرة، على الرغم من حجمها الهائل.

“يا إلهي، وابتسامتك مخيفة للغاية! بجدية… هل من المفترض أن هذه ابتسامة ؟ حاول أصعب قليلاً يا فتى! يمكننا أن نرى الازدراء في عينيك!

هذا ليس جيدًا. 

“بصحتكم!”

لا  استطيع اختيار الركض بعد الآن. 

 “ووبس ها أنا ذا مجدداً…”

علي أن أقاتل. 

“حسنا، الجميع! دعونا نزد الهجوم أيضًا! “

علي أن أقاتلهم بطريقة ما بينما أتراجع. 

“تمام. أعتقد أنني سوف آتي معك.”

هل يمكنني فعل ذلك؟ على الاغلب لا.

” لا تكن متواضعًا جدًا يا ميمير” قال تيموثي “أنت أفضل عداء لدينا.”

هل تمكن الآخرون من الفرار على الأقل؟

“هممم، أعتقد أنك حق…”

على الأقل كنت قد تركت رسالة في غرفتي في النزل في حالة حدوث شيء كهذا. 

بمجرد أن انتهيت، قمت بتدليك عضلاتي المؤلمة ووضع الثلج عليها بينما قدمت لهم بضع كلمات امتنان. بدا كل من هالك وهرقل راضين. من الواضح أنني كسبت لنفسي بعض نقاط المودة الإضافية اليوم. تمرين قوي آخر قد تم. ممتاز.

عندما يموت أحد المغامرين، عادةً ما يتعامل أحد أفراد مجموعتهم مع الأشياء التي تركها  وراءه. 

“اهدأي يا سوزان،” 

 لم أكن عضوًا رسميًا في كاونتر آرو بالطبع، لكن ربما يبعثون من اجلي هذه الرسالة على الأقل…

السنو درايك عبارة عن سحالي في الأساس، وكان الجدار البسيط ولو كان طويلًا لا معنى له في الأساس بالنسبة لهم. فواحدًا تلو الآخر، تسلقوا فوقه و انزلقوا عبر الفجوات الصغيرة على كلا الجانبين.

مددت يدي اليسرى إلى جيبي وضغطت بقوة على قطعة القماش الموجودة بداخلها. بينما كانت السنو درايك تهاجمني، حاولت أن أجهز نفسي لما لا مفر منه.

“مرحبا.”قال تيموثي وهو يقترب من الرجل بابتسامة ودية “أنا تيموثي من فرقة كاونتر آرو”. “شكرا جزيلا ل— جاه !”

“ياه!”

 وبالطبع، التواجد هنا في الواقع مختلف تمامًا عن النظر إلى الرسم التوضيحي. كان بإمكاني أن أشم رائحة الكهف، وأشعر بالهواء الراكد، وأسمع بين الحين والآخر صوت ضفدع عملاق يقفز عبر الماء بالأسفل. 

في تلك اللحظة، سمعت صوتًا من خلفي… وسهمًا يمر قربي واستقر في عين أقرب سنو درايك.

الطريقة الوحيدة للتعامل مع السكير هي تجاهله تمامًا. كان علي فقط أن أترك هذا يمر. لقد كان الأمر بهذه البساطة حقًا.

“غراااه!” صرخت السحلية بأعلى صوتها وتعثرت على الجانب واصطدمت بأحد التماثيل الحجرية التي تصطف على جانبي الردهة. اندفعت للأمام وتجاوزتنا وضغطت جسدها بقوة على الجدار الجانبي للممر.

لا يبدو أنه رأي غير معقول. فالصرخات لا تزال بعيدة، ولم أشعر أنها تتجه نحونا مباشرة . ربما شخص آخر قد دفع السنو درايك إلى حالة من الجنون، ولكن قد يكون هذا مجرد إلهاء نحتاجه لإنهاء جمع حراشفهم.

“فلتأتِ هذه النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب!

“هف …هف…”

عمود من اللهب اندلع بجانبي على اليسار؛ وتوقف السنو درايك المندفعون بشكل مفاجئ، بدلاً من الركض عبره.

إن مهمتنا هذه المرة هي شق طريقنا إلى ديارهم، أطلال جالجاو، وجمع أي حراشف يمكن أن نجدها ملقاة هناك. هذه الحراشف عبارة عن عوازل رائعة وغالبًا ما تُستخدم في البناء، وقد ابتكر سكان هذه المنطقة من العالم جميع أنواع الطرق للوقاية من البرد، وبالنسبة لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها، كانت حراشف سنو درايك واحدة من أفضل الحراشف. 

“لنفعل هذا، باتريس!” 

 بالطبع لا.

“نعم!”

كانت المشاعل أدوات أساسية لاستكشاف الكهوف. كانت المصابيح خيارًا أيضًا، لكن الشعلة المشتعلة يمكن أن تكون بمثابة سلاح مؤقت، وتستمر في إلقاء الضوء حتى لو استخدمتها بعنف قليلًا. يمكنك رميها جانبًا عندما تبدأ المعركة دون أن تغرق نفسك في الظلام. قد يكون الأمر خطيرًا إذا تجولت في غرفة محاصرة مليئة بالغازات، أو أشعلت العديد من النيرات التي ستستهلك كل الأكسجين الموجود في المنطقة… ولكن إذا كانت هذه الأنواع من المخاطر تزعجك، فمن الأفضل البقاء بعيدًا عن الكهوف في المقام الأول.

تجاوزتني سوزان، وكان يحيط بها من كلا الجانبين باتريس وميمير. وفجأة صار هناك ثلاثة أشخاص في الطليعة وثلاثة في الخلف. وكنت في منتصف التشكيلة.

تقييم ميمير للوضع كان معقولا. وبعد كل شيء لقد قفز أمامي ليواجه السنو درايك تمامًا مثل الآخرين. وكان ذلك أكثر مما كنت أتوقعه.

“هذه الأشياء لا تسعى خلفنا! فقط اضغطو على أولئك الذين يندفعون وابعدوهم عن المسار! “

“آه…نعم، أعتقد أنك على الأرجح على حق. سوزان تخبرني دائمًا بنفس الشيء، في الواقع. يجب أن أضع ذلك في الاعتبار.”

 

ومع ذلك، لسبب ما، وجدت أنه من الصعب رفض كاونتر آرو.

“مفهوم!”

هذا الرجل الغاضب للغاية هو زعيمهم، بطبيعة الحال. كما أتذكر، كان اسمه سولدات هيكلر. من المفترض أنه مبارز ماهر للغاية بأسلوب إله السيف

 

بالنظر إلى ما أعرفه عن عرق الشياطين، ربما كان ذلك جزءًا من الدافع هنا، ولكن…

“المزيد قادم من اليسار!”

لقد اخترت سحري بشكل سيء. حراشف السنو درايك عبارة عن عوازل طبيعية، وهي اصلا  تعيش في منطقة شديدة البرودة من العالم. بالطبع لن تعمل تعويذة الجليد عليهم.

من خلال إصدار التعليمات لبعضهم البعض، انطلقت الطليعة ضد حشد السنو دريك. أطلقت سارا موجة من السهام، وأطلق تيموثي رشقات نارية من اللهب في كل الاتجاهات.

يبدو أن الآخرين لم يلاحظوا دخول سولدات. ومن المفهوم أن لا أحد منهم بدا سعيدًا جدًا برؤية الرجل الذي أمضوا للتو ثلاثين دقيقة في الشكوى منه.

هل عادوا فعلاً من أجلي؟ لماذا؟ لست حتى عضوا في فرقتهم.

لقد كان صديقنا العزيز سولدات هيكلر.

بينما كنت واقفًا هناك مذهولًا، استدار تيموثي وصفعني على ظهري

“المدفع الحجري!”

.

كل ما سمعته في جميع أنحاء المدينة دفعني إلى الاعتقاد بأن هذه الآثار مأهولة بالكثير من الحشرات والمخلوقات البرمائية، لكننا لم نتعرض للهجوم ولو مرة واحدة منذ دخولنا القلعة نفسها. 

لقد فعلوا ذلك حقًا… عادوا لإنقاذي. في اللحظة التي أدركت فيها ذلك، أنا

“ادخلوا التشكيل!” صرخت سوزان على الفور. “اتركوا هذا لخطنا الخلفي!”

شعرت بشيء دافئ ينتفخ بداخلي. 

“حسنًا، إنهم ليسوا مثلنا، تعلمون؟ ربما هذا أكثر ملاءمة لهم، بطريقة أو بأخرى.”

“…قرف!”

 كنا نبحث بشكل أساسي عن الخفافيش العملاقة، والخلد ذات العيون الحمراء والأطياف وغيرها.

لقد أجبرت هذا الشعور على التراجع بنفس السرعة التي جاء بها. لم أكن متأكدا

ساره

بالضبط لماذا. أنا فقط لا أستطيع التعامل مع الأمر الآن. أنا فقط… لم أكن مستعدًا.

تمددت على الأرض ووجهي للأسفل وبدأت في رفع وخفض جسدي بوتيرة مريحة. بعد الوصول إلى رقم عشوائي لم يكن هو الشيء المهم هنا بالطبع فالهدف تدريب عضلاتي. سرعان ما صار هالك وهرقل يرتجفان من الفرح. تمتمت بكلمات التشجيع ودفعتهما بقوة أكبر.

“لا تقف هناك فحسب أيها المعتوه!” صرخت سارا، وأعادتني إلى الواقع. ” قاتل أيضًا!”

وعندما رأيته يقاتل من أجلنا… عدت مسرعة لإنقاذه.

“صحيح!”

“…قرف!”

وجهت عصاي نحو السنو درايك وبدأت في توجيه المانا من خلالها. والآن بعد أن صار لدي خط أمامي ثابت يصد الهجوم في الوقت الحالي، تمكنت من الهدوء قليلاً. كما قالت سوزان،  الدرايك ليسوا يحاولون قتلنا. يبدو أنهم أدركوا أننا عقبات خطيرة، لكن الغالبية العظمى منهم اختاروا تجنبنا تمامًا عن طريق الزحف على طول الجدران أو الأسقف.

ولكن لدهشتي، كانت كلماته اعتذارية بالفعل. نظر أعضاء كاونتر آروإلى بعضهم البعض في حالة من الارتباك.

بمعنى آخر، لم يكن علينا محاربة هذه المجموعة الكاملة من الوحوش. كل ما علينا أن نقلق بشأنه هو الاثنان أو الثلاثة الذين يهاجموننا مباشرة. 

“ماذا تقول يا روديوس؟” سألت سوزان بابتسامة.

وحتى ذلك الحين، لم تكن هناك حاجة لقتلهم. إذا سببنا القليل من الضرر، فسيغيرون مسارهم بسرعة كافية. بعض الحيوانات تصبح أكثر خطورة وعدوانية عندما أصيبت، ولكن لحسن الحظ، تفضل هذه السحالي الهروب للنجاة بحياتها.

 “أهاها…”

لم تتمكن سهام سارا من اختراق حراشفهم، ولم يكن سحر تيموثاوس قويًا بما يكفي لقتلهم. لم تكن هجمات سوزان وباتريس تسبب لهم اي ضرر حقيقي.

 “أنت قادم؟”

لكن إذا كان كل ما يتعين علينا فعله هو إبعادهم عنا، فقد كانت لدينا فرصة للنجاة من هذا الهجوم.

أمسكت بعصاي بإحكام، وحدقت في التمثال الحجري الموجود في أقصى نهاية القاعة.

“المدفع الحجري!”

“أوه. آسف، أنا قادم” قلت، مسرعًا إلى مكاني في التشكل.

لقد أطلقت تعويذة تلو الأخرى على السنو درايك أمامي مباشرةً، محاولًا تغيير مسارهم. كانت الضربة المباشرة من مدفعي الحجري قوية بما يكفي لتحطيم حراشف السنو درايك وثقب لحمهم، لكن حتى هذا ليس كافيًا لقتلهم. لم أكن متأكدة مما إذا كان السبب هو المسافة، أم أنهم تمكنوا بطريقة ما من لف أجسادهم للحد من الضرر.

“بالطبع.”

لم يكن الأمر مهمًا حقًا. كل ما كان يهمني هو إخافتهم طالما أقنعتهم بالخروج عن المسار، يمكننا تجاوز هذا الأمر قطعة واحدة.

“المدفع الحجري!”

“حسنا!” صاحت سوزان. “لنشق طريقنا إلى الحائط!”

 عندما سقطت في تفكيري أثناء الركض، بدت المدينة وكأنها تتدفق أمامي من تلقاء نفسها.

شيئًا فشيئًا، بدأنا في تحريك تشكيلتنا بشكل جانبي. بمجرد أن نصل إلى الحائط، سيهاجمنا الدرايك من اتجاهات أقل. وإذا تراجعنا على طوله، يمكننا أن نشق طريقنا إلى المخرج.

من خلال إصدار التعليمات لبعضهم البعض، انطلقت الطليعة ضد حشد السنو دريك. أطلقت سارا موجة من السهام، وأطلق تيموثي رشقات نارية من اللهب في كل الاتجاهات.

كان من المستحيل معرفة المدة التي ستستمر فيها موجات السنو درايك هذه، لكن في النهاية تمكنا على الأقل من الهروب من هذه الغرفة.

 وذلك أكثر من مزعج بعض الشيء. انطلاقًا من مظهره، ربما كان هذا الطيف محاربًا في حياته السابقة… هل يمكن أنه جندي من الحرب الأولى بين البشر والشياطين؟

“جرا!”

“هف …هف…”

فجأة، رأيت رذاذًا كبيرًا من الدماء ينطلق في الهواء من مكان ما في أعماق أمواج السنو درايك. شيء ما – لا، شخص ما – يقفز بشراسة عبر ساحة المعركة، مما أدى إلى مقتل السنو درايك في تتابع سريع.

حارب ضد فريق اللوستر غريزلي . لقد حارب ضد السنو درايك أيضًا. لم يهرب أبدًا لإنقاذ نفسه، حتى عندما كان بإمكانه ذلك.

ولم يكن المهاجم وحيدا أيضًا. ظهر شكل صغير آخر في الجزء الخلفي من القاعة وبدأ في الهجوم من الخلف بسحر ناري قوي. مسعورين بالخوف، اندفع السنو درايك للفرار من القلعة بشكل يائس أكثر من ذي قبل.

يبدو أن الأعضاء الآخرين لا يميلون إلى البقاء

“ماذا، هل هذا كل ما لديك؟!” الرجل الذي كان في مقدمة هذه المجموعة – وهو الذي زمجر سابقًا – قطع الدرايك واحدًا تلو الآخر، وهرع الأشخاص الذين تبعوه لدعمه.

كانت المشاعل أدوات أساسية لاستكشاف الكهوف. كانت المصابيح خيارًا أيضًا، لكن الشعلة المشتعلة يمكن أن تكون بمثابة سلاح مؤقت، وتستمر في إلقاء الضوء حتى لو استخدمتها بعنف قليلًا. يمكنك رميها جانبًا عندما تبدأ المعركة دون أن تغرق نفسك في الظلام. قد يكون الأمر خطيرًا إذا تجولت في غرفة محاصرة مليئة بالغازات، أو أشعلت العديد من النيرات التي ستستهلك كل الأكسجين الموجود في المنطقة… ولكن إذا كانت هذه الأنواع من المخاطر تزعجك، فمن الأفضل البقاء بعيدًا عن الكهوف في المقام الأول.

يبدوا أن سلاح الفرسان قد وصل.

بمجرد وصولنا إلى الأنقاض، قمنا بالتخييم في الخارج وعقدنا اجتماعنا المعتاد لمراجعة الخطة.

نظرت إلى تيموثي. أومأ برأسه قبل أن أتمكن من قول أي شيء. 

حسنًا… تلك الأشياء ضخمة جدًا…

“حسنا، الجميع! دعونا نزد الهجوم أيضًا! “

بعد كل الوقت الذي قضيته في السفر إلى قارة الشيطانية، رأيت نصيبي العادل من المباني التي شيدها الجنس الشيطاني. وشمل ذلك عددًا لا بأس به من القلاع والحصون الكبيرة ذات المظهر الغريب، بما في ذلك قلعة كيشيريسو في مدينة ريكاريسو.

“لقد فهمت ايها الزعيم !”

واستمر..

تقدمت سوزان للأمام مبتسمة، وبدأ هجومنا المضاد.

يقع مدخل الآثار على ضفاف جدول جبلي متعرج. لم يكن أكثر من مجرد ثقب في وجه الهاوية، في الحقيقة. كانت المساحة الداخلية نصف مغطاة بالجليد، مع وجود رقاقات ثلجية سميكة معلقة عبر المدخل.

 

 “بحق الجحيم؟ هذا هو كهف إلبرون! “

***

أشرت بكلتا يدي نحو الهياكل العظمية المندفعة. إذا كانت القوة الغاشمة كافية لإسقاطهم، فلن يكون هذا أيضًا سيئا على الاطلاق.

 

“اعتقدت أنه من الغريب أننا واجهنا عددًا قليلاً جدًا من الوحوش في طريقنا إلى هنا، ولكن الآن أصبح كل شيء منطقيًا. لا بد أن بعض الأحداث الطبيعية قد فتحت ممرًا تحت الأرض بين أطلال جالجاو وكهف إلبرون مؤخرًا، واندفعت جميع المخلوقات من جالجاو إلى الكهف. “

لقد كنت الشخص الذي أسقط آخر سنو درايك.

بالطبع، يمكن لبقيتنا دائمًا التدخل لتقديم القليل من المساعدة غير الواضحة عندما تحتاج إليها. إذا لم يكن ذلك كافيًا، حسنًا… سيكون علينا عبور هذا الجسر عندما نصل إليه.

ضربت مقذوفتي الحجرية مباشرة أعلى رأس المخلوق، فحطم الجمجمة ورش محتوياتها في كل الاتجاهات.

لم يكن هناك جدوى من محاولة إجراء محادثة مع شخص مثل هذا.

“…لقد انتهى الأمر أخيرًا، هاه؟”

“غراااه!” صرخت السحلية بأعلى صوتها وتعثرت على الجانب واصطدمت بأحد التماثيل الحجرية التي تصطف على جانبي الردهة. اندفعت للأمام وتجاوزتنا وضغطت جسدها بقوة على الجدار الجانبي للممر.

فقط للتأكد، نظرت بحذر في جميع أنحاء المنطقة. كانت جثث سنو درايك ملقاة في أكوام في جميع أنحاء القاعة. لقد قُتلت الغالبية العظمى منهم على يد الفريق الذي انضم في منتصف الأمر. لكننا أسقطنا حفنة لا بأس بها بأنفسنا. 

كان نهج تيموثي أقل دقة بعض الشيء. أشار بكلتا يديه إلى السماء وأطلق العنان لتعويذة نار واسعة النطاق أدت إلى سقوط اثنين من الخفافيش العملاقة نحو هلاكهما.

والأهم من ذلك أنه لم يعد يبدو أن أيًا من المخلوقات يتحرك. لقد حرصت على فحص السقف والجدران وكل مكان محتمل للاختباء في الردهة، لكنني لم أتمكن من رؤية أي شيء يبدو وكأنه تهديد.

أومأ سولدات بارتياح، واستدار فجأة في اتجاهي. “مستنقع!”

وفي النهاية التقت عيني بأعين المجموعة التي ظهرت من أعماق الأنقاض. كانت المجموعة بأكملها تنظر في اتجاهنا. كان بعضهم يحمل سيوفًا، والبعض الآخر يحمل دروعًا أو عصيًا. 

أصبحت يميني الآن “هالك” ويساري “هرقل”. كنت آمل أن يشجعهم هذا على النضوج ليصبحوا زوجًا من الوحوش القوية. لقد حرصت على إعطاء هؤلاء الأولاد بعض الاهتمام بعد ساقاي.

هم مغامرون بالطبع. كان الرجل الذي يقف في وسط المجموعة وهو يرتدي معطفًا أزرق داكنًا مبارزًا بالتأكيد. وبالنظر إلى أدائه الآن، فقد كان جيدًا جدًا .

لقد سكتت لحظة. على الرغم من أنني وصفت نفسي بأنني غير حاسم، إلا أنني في الواقع اتخذت قراري بشأن هذا الأمر. لسبب ما، أردت فقط أن أتصرف وكأنني غير متأكد.

وبينما كنت أنظر، ترك الرجل المعني مجموعته وسار بسرعة نحونا. لم يكن لديه وجه ودود بشكل خاص، والتعبير المتوهج عليه لم يساعد الأمور. ربما كان لا يزال مشتعلًا بعد المعركة.

يمكن أيضًا استخدام الحراشف لصنع الدروع أو التروس. لن تجد العديد من المغامرين العاديين يرتدون قطع كهذه، ولكن قد يكون لدى المحارب القديم المصنف S قطعة أو قطعتين، ومن المفترض أن فرسان دوقية بشيرانت يرتدون دروعا من حراشف سنو درايك. 

على أية حال، لقد أنقذ حياتنا بشكل أساسي. علينا أن نعرب عن شكرنا.

عبست سارا بغضب. “أنت دائمًا متردد جدًا بشأن هذا الأمر. إذا كنت لا تريد أن تأتي، يمكنك فقط أن تقول ذلك. ليس الأمر كما لو أننا نطلب مساعدتك أو أي شيء آخر. “

لقد تراجعت، رغم ذلك. في مثل هذه الأوقات، كان زعيم الفرقة يتولى عادة الحديث نيابة عن المجموعة بأكملها. لقد كان خطأي نوعًا ما أننا التقينا ببعضنا البعض، لأنني كنت بطيئًا جدًا في الهرب، لكن لم يكن من حقي أن أقول أي شيء.

نظرت للأعلى وأدركت أن السقف بأكمله كان مغطى ببقع من شيء ينبعث منه وهج أبيض مزرق. من هذه المسافة، لم أتمكن من معرفة ما إذا كان طحلبًا أو نوعًا من المعدن، ولكن مهما كانت المادة، فقد جعلت مشاعلنا تبدو غير ضرورية تقريبًا.

“مرحبا.”قال تيموثي وهو يقترب من الرجل بابتسامة ودية “أنا تيموثي من فرقة كاونتر آرو”. “شكرا جزيلا ل— جاه !”

على الرغم من أنها يمكن أن تجد نقاط ضعف للتصويب عليها، مثل العينين أو الفم، إلا أن الدقة المطلوبة تضعها في وضع غير مؤاتٍ حقًا – خاصة ضد مجموعات أكبر من الأعداء.

لقد حدث كل ذلك في غمضة عين.

تخول الهياكل العظمية التي تضربها التعويذات الإلهية إلى جزيئات من الضوء وتختفي نهائيًا. ولكن طالما ظل الطيف نفسه سليمًا، فيمكنه استدعاء عدد لا نهاية له من الكائنات الجديدة.

كان الرجل لا يزال عابسًا بشدة، وهاجم تيموثي ولكمه في وجهه، مما أدى إلى سقوطه على الأرض. صرخت سوزان وسارا بغضب، وسحبتا أسلحتهما.

“لا تعطني تلك الابتسامة الغبية أيها الأحمق!” صاح الرجل. “لديك بعض الشجاعة، لسرقة فريستنا بهذه الطريقة!” حدق في تيموثي للحظة، ثم ألقى نظرة غاضبة بنفس القدر على بقيتنا. بدا العداء في عينيه قاتلاً تقريبًا.

 “أهاها…”

“سرقة فريستك؟!” صاحت سوزان. “هل تمزح؟ هذه الأشياء هاجمتنا من العدم! لقد أوقعتنا في هذا!

“حسنًا، لقد انتهينا جميعًا هنا. دعونا…” 

أطلق الرجل ضحكة قاسية. “ارجوك! لقد تسللت من الخلف وحاولتم أخذ تلك الحراشف بينما كنا نقوم بكل العمل!

شعرت أن الصمت هو خياري الوحيد. 

“لم نكن نعرف حتى أن أي شخص آخر كان يأخذ مهمة هنا!” 

 وذلك أكثر من مزعج بعض الشيء. انطلاقًا من مظهره، ربما كان هذا الطيف محاربًا في حياته السابقة… هل يمكن أنه جندي من الحرب الأولى بين البشر والشياطين؟

“لقد أخبرنا المدينة اللعينة بأكملها أننا سنكون هنا!”

 هذه القلعة تشبههم بعض الشيء، ولكن من الواضح أنها كانت أقدم، وتركت انطباعًا مختلفًا قليلاً عن تلك التي رأيتها حتى الآن. 

“حسنا، لم نسمع أي شيء عن ذلك!”

 

من الواضح أن الرجل غاضب منا، وبدا الأشخاص الذين يقفون خلفه مستائين أيضًا. ولكن شعرت وكأننا كنا نتحدث عن بعضنا البعض هنا.

“تمام. أعتقد أنني سوف آتي معك.”

الآن بعد أن رأيتهم عن قرب، على الرغم من أنني تعرفت عليهم على الأقل.

قالت سارا “أعتقد أنه يجب أن ننهي الأمر أيضًا”

لقد كانوا فريق القائد*، وهم مجموعة مغامرين من الرتبة S. مجموعة ذات كفاءة عالية مرتبطة بعشيرة ثاندربولت البارزة. لقد سمعتهم يطلقون عليهم أقوى فرقة في مدينة روزنبرج بأكملها.

 “بحق الجحيم؟ هذا هو كهف إلبرون! “

(stepped leader بعد كذا دقيقتين من البحث .. هذا شي له علاقة بالبرق)

“ماذا، هل هذا كل ما لديك؟!” الرجل الذي كان في مقدمة هذه المجموعة – وهو الذي زمجر سابقًا – قطع الدرايك واحدًا تلو الآخر، وهرع الأشخاص الذين تبعوه لدعمه.

هذا الرجل الغاضب للغاية هو زعيمهم، بطبيعة الحال. كما أتذكر، كان اسمه سولدات هيكلر. من المفترض أنه مبارز ماهر للغاية بأسلوب إله السيف

“حسنا، لنرى. لدينا روديوس معنا هذه المرة، لذا…”

 

“أوه…” الآن بعد أن تذكرت هذا حدث شيء ما أخيرًا استدارت سوزان عند سماع صوتي. حدق الجميع

في طريقي كذلك. لم أستطع أن أمنع نفسي من التراجع قليلاً.

هل تمكن الآخرون من الفرار على الأقل؟

 “روديوس، هل تعرف شيئا عن هذا؟”

 

“آه… حسنًا، بالتفكير في الأمر، لقد سمعت شيئًا عن تولي القائد مهمة من المرتبة S في النقابة في ذلك اليوم.”

“ألم تقل أنك نشأت في رانوا يا تيموثي؟” قالت سوزان وهي تنظر إلينا وعلى وجهها تعبير غريب بعض الشيء.

كان كاونتر آرو يتولون مهمة أخرى في ذلك الوقت، ولكن… كان سولدات يتسكع متفاخرًا بمهمته التالية، ويعد بإخبار الجميع عن مآثره البطولية بمجرد عودته.

لكن عندما نظرت من فوق كتفي بعد لحظة، لم أستطع إلا أن أطلق صرخة رعب حادة. 

مما أستطيع أن أتذكره… “أعتقد أنهم كانوا خارجين لإبادة مجموعة كبيرة من السنو درايك التي ظهرت في كهف إلبرون…”

 “بحق الجحيم؟ هذا هو كهف إلبرون! “

“كهف إلبرون؟! ماذا؟! هذا يوم كامل بعيدًا عن هنا!” صاحت سوزان. 

“حسنًا، نحن بخير!” قالت سوزان. ” إل لنعد للتشكيلة جميعا!”

عبس سولدات بشراسة.

لكن إذا كان كل ما يتعين علينا فعله هو إبعادهم عنا، فقد كانت لدينا فرصة للنجاة من هذا الهجوم.

 “بحق الجحيم؟ هذا هو كهف إلبرون! “

تبقى 1100 ذهب

 “هل انت سكران؟! نحن في أطلال غالغاو!”

 

“اهدأي يا سوزان،” 

حارب ضد فريق اللوستر غريزلي . لقد حارب ضد السنو درايك أيضًا. لم يهرب أبدًا لإنقاذ نفسه، حتى عندما كان بإمكانه ذلك.

قال تيموثي وهو يقف ببطء إلى قدميه.

كان كاونتر آرو يتولون مهمة أخرى في ذلك الوقت، ولكن… كان سولدات يتسكع متفاخرًا بمهمته التالية، ويعد بإخبار الجميع عن مآثره البطولية بمجرد عودته.

 “تيموثي… هل أنت بخير؟”

 كان المكان عبارة عن قلعة تشبه المتاهة، ولم يغلق أيًا من المخارج.

“نعم. لقد كان لطيفًا بما يكفي ليأخذ الأمر بسهولة معي. سارا، أنزلي قوسك من فضلك.”

بعد أن غيرت عباءتي، غادرت النزل خلفي وتوجهت هناك

فرك تيموثي المنطقة حول رقبته بيد واحدة، وأشار إلى سارا باليد الأخرى. لقد سحبت قوسها إلى الخلف وبدت مستعدة لإطلاق سهم في أي لحظة.

“نعم، وأنت محظوظ لأننا فعلنا ذلك. معظم الأطراف كانت ستتركك لتموت.”

“أعتقد أنني أملك فكرة تقريبية عما حدث هنا”، واصل بتنهيدة صغيرة، مبتسمًا بلطف للرجل الذي قام بلكمه للتو.

لكن عندما نظرت من فوق كتفي بعد لحظة، لم أستطع إلا أن أطلق صرخة رعب حادة. 

 “أتذكر سماعي أن عددًا كبيرًا من الوحوش خرج من كهف إلبرون منذ بعض الوقت، وتم القضاء على المجموعة التي تم إرسالها لمحاربتهم. أفاد الناجي الوحيد أنهم عثروا على عش للسنو درايك في أعماق الكهف.”

“هذا صحيح بما فيه الكفاية” قالت سارا، وقد بدت غاضبة بعض الشيء “لقد كنت محظوظًا حقًا يا روديوس.”

صحيح. تذكرت هذا الجزء أيضا.

“استعدوا للقتال جميعاً !” صاحت سوزان. “ادفعوا الأكياس إلى الجانب!”

كان كهف إلبرون على بعد رحلة ليوم واحد من روزنبرج. الوحوش التي سكنته في الغالب تهديدات من المرتبة D أو E. 

بمعنى آخر، قد يستغرق تنفيذ خطتي وقتًا طويلاً جدًا.

يوجد كتل من الملح الصخري في أعماقها، لذلك كان المغامرون يغامرون أحيانًا بالخروج لاستعادة بعض منها. في الآونة الأخيرة، على الرغم من ذلك، وصلت أخبار إلى المدينة تفيد بأن أعدادًا كبيرة من الوحوش من المرتبة C كانت تتدفق من الكهف. 

بالضبط لماذا. أنا فقط لا أستطيع التعامل مع الأمر الآن. أنا فقط… لم أكن مستعدًا.

كانت هناك بلدة صغيرة قريبة، ولم تكن بعيدة عن روزنبرج أيضًا. ونظرا لمخاطر الوضع وإلحاحه، تمت إحالة الأمر على الفور إلى النقابة.

 

عندما قضي على الفريق الأول، دفعت رواية الناجي من عش السنو درايك النقابة إلى رفع الوظيفة من الرتبة B إلى الرتبة S. بينما تراجع الجميع في روزنبرج، تولى فرقة القائد ذات التصنيف S (الذي يركز عادة على استكشاف المتاهات) المهمة بجرأة.

“حسنًا، نحن بخير!” قالت سوزان. ” إل لنعد للتشكيلة جميعا!”

“اعتقدت أنه من الغريب أننا واجهنا عددًا قليلاً جدًا من الوحوش في طريقنا إلى هنا، ولكن الآن أصبح كل شيء منطقيًا. لا بد أن بعض الأحداث الطبيعية قد فتحت ممرًا تحت الأرض بين أطلال جالجاو وكهف إلبرون مؤخرًا، واندفعت جميع المخلوقات من جالجاو إلى الكهف. “

لقد مرت عدة أشهر منذ وصولي إلى هذه المدينة. بصرف النظر عن استئناف تدريباتي البدنية، كنت أعمل على ترسيخ نفسي كمغامر، متبعًا خطتي الأولية.

كانت أطلال جالجاو ذات يوم حصنًا لملك الشياطين. وكانت القلعة بمثابة قاعدة عمليات لجيشه… الذي حفر منها أنفاقاً في كل الاتجاهات، ليستخدمها في مهاجمة البشرية. إذا كان كهف إلبرون أحد تلك الأنفاق، فإن كل هذا منطقي تمامًا. ربما تم إغلاق الطريق بين الاثنين خلال الحرب، أو بسبب نوع من الانهيار في القرون التي تلت ذلك.

إذا ظهرت السنو درايك نفسها، سنتراجع إلى الممر أو نختبئ خلف الغطاء. إذا ظهرت الوحوش الأخرى، فسنقوم فقط بتنبيه الآخرين والقضاء عليهم. في هذه الأثناء، سيجمع باقي أعضاء الفريق أكبر عدد ممكن من الحراشف. 

على أية حال، بمجرد إعادة فتح المسار، اتبعته الوحوش وتدفقت إلى كهف إلبرون لتتغذى على الفريسة الأضعف. لا بد أن هذا هو السبب وراء عدم رؤيتنا لأي شيء تقريبًا في جانبنا من المجمع.

“هل تحب المباني الكبيرة أو شيء من هذا؟”

“وماذا في ذلك؟ هل تقول أنك أتيت إلى هنا في وظيفة منفصلة؟ “

“لقد انتهينا تقريبًا على أي حال، أليس كذلك؟” قال باتريس.

 “صحيح. يمكنك تأكيد ذلك مع النقابة، إذا كنت تريد. “

بناءً على البحث الذي قمنا به مسبقًا، نتستطيع القول أن هذه القاعة جزء من الطريق الذي استخدمه السنو درايك للانتقال من عشهم إلى مناطق الصيد الخاصة بهم.

كشر سولدات وهز رأسه وبصق على الأرض. “اللعنة. من السيء أني لكمتك من اللا مكان، إذن…”

لأكون صادقًا، كان من النادر العثور على طرف بهذا القدر من الاجتهاد في عملهم. كان معظم الناس يجنحون عن ذلك.

“حسنا. لقد كنت منزعجًا بعد تلك المعركة، وكلانا أساء فهم الموقف. أنا آسف أيضًا.”

“إنها المرة الثانية فقط التي أرى فيها واحدا بنفسي” أجاب “في المرة الأولى، كان فريقي جاهلا تماما، وتسبب في مقتل أحد أصدقائنا. لقد كان ذلك درسا مؤلما للغاية.”

شعرت أنه ليس لدينا حقًا أي شيء نأسف عليه هنا، لكن تيموثي اعتذر على أي حال. كان للرجل استراتيجيته للنجاح، وقد تمسك بها.

“حسنًا، إنهم ليسوا مثلنا، تعلمون؟ ربما هذا أكثر ملاءمة لهم، بطريقة أو بأخرى.”

“ومع ذلك، هذه الأشياء فريستنا. أنتم يا رفاق ستحصلون على جثة واحدة؛ هذا كل شيء فهمتم؟!”

ومع ذلك، أنا لم أكن أنوي تغيير سلوكي لمجرد أنها وجدته “مثيرًا للشفقة”. لقد قررت بالفعل الالتزام بموقف مهذب مؤلم في المستقبل القريب.

“بالطبع.”

شرب الآخرون بكثرة لفترة من الوقت. توردت وجوههم ويبدو أنهم يستمتعون كثيرًا. لقد كنت سعيدًا بقدومي. هذا النوع من الأشياء ممتع وأنا بحاجة إلى بعض المرح في حياتي لمساعدتي في الاستمرار.

وافق تيموثي على ذلك على الفور، لكن سارا وسوزان عبستا. ومع ذلك، لم يشتكوا في الواقع. كانت هناك قاعدة غير مكتوبة بين المغامرين عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من الأشياء.

يوجد كتل من الملح الصخري في أعماقها، لذلك كان المغامرون يغامرون أحيانًا بالخروج لاستعادة بعض منها. في الآونة الأخيرة، على الرغم من ذلك، وصلت أخبار إلى المدينة تفيد بأن أعدادًا كبيرة من الوحوش من المرتبة C كانت تتدفق من الكهف. 

عندما تشترك مجموعة أخرى في قتال ضد مجموعة من الوحوش، يجب على هذه المجموعة فقط أن تأخذ واحدة من الجثث الناتجة بعد ذلك. كان القصد من ذلك أن يكون وسيلة لثني الأطراف عن ارتكاب الأخطاء عمدًا في معارك الآخرين لتأمين حصة من المسروقات.

وهكذا استمر…

“بمجرد جمع حراشفك، اترك مهمة التنظيف لنا وتوجه إلى روزنبرج. لا تقلق، سوف نقوم بإغلاق تلك الحفرة في الجزء الخلفي من الأنقاض بشكل جيد ومحكم. “

 وجدنا مجموعة من السلالم المتهالكة في المنتصف إلى تؤدي الى الطابق الثاني، في نفس الوقت صار جانبي الممر مبطنين بمنحوتات حجرية عملاقة. 

مع ذلك، استدار سولدات وغادر. تجاهلنا الأعضاء الآخرون في القائد وتبعوه مرة أخرى إلى أعماق الأنقاض. من المحتمل أنهم سيتعاملون مع الجثث في عش سنو درايكس أولاً، ثم يعودون إلى هنا لجمع كل المواد القيمة.

ومع ذلك، قررت في النهاية أنه من الآمن الاعتذار. 

 لم يكن الأمر غير عادل حقًا، لكنه لم يكن شعورًا رائعًا بمعرفة أنهم سيستفيدون من أولئك الذين تمكنا من قتلهم أيضًا. لسبب واحد، لم نكن لنتعرض للخطر في المقام الأول إذا لم يكونوا موجودين. شعرت أننا نستحق بعض التعويضات بسبب الاضطراب العاطفي أو أي شيء آخر.

أومأت برأسي وحذرت عيني بشكل غير مؤكد من وهج سارا. وبمحض الصدفة، انتهى بي الأمر إلى مواجهة نظرة ميمير بدلاً من ذلك.

ومع ذلك، في نهاية المطاف، لم يكن الأمر يستحق الجدال مع هؤلاء الرجال بالتأكيد. لذلك علينا أن نأخذ هذه المشاعر المختلطة معنا إلى المنزل بدلاً من ذلك. عظيم.

حتى في قلعة تحت الأرض مثل هذه، من المفترض أنهم قاموا بموازنة قواتهم مع مجموعة متنوعة من الشياطين، بما في ذلك البعض الذين يمكنهم الطيران والبعض الآخر الذين يمكنهم الزحف على الجدران.

“حسنا إذا. دعونا نجمع حراشفنا ونخرج من هنا “. كانت ابتسامة تيموثي متعبة، وكان خده قد بدأ ينتفخ بالفعل. كل ما يمكنني فعله هو التنهد والإيماءة.

قام أصدقاء سولدات بسحبه إلى خارج الباب في نهاية المطاف، لكنني لم أنظر للأعلى. لقد حدقت فقط في الحساء الذي كان على حجري، وأمسكت بأثري المقدس في جيبي، وأبقيت ذهني فارغًا تمامًا. (شفتوا.. سولدات محق)

 

 

***

“غراااه!” صرخت السحلية بأعلى صوتها وتعثرت على الجانب واصطدمت بأحد التماثيل الحجرية التي تصطف على جانبي الردهة. اندفعت للأمام وتجاوزتنا وضغطت جسدها بقوة على الجدار الجانبي للممر.

 

نفسها. 

عندما عدنا إلى نقابة المغامرين بعد بضعة أيام، وجدنا كومة ضخمة من مخالب وحراشف وأنياب السنو درايك موجودة بالفعل خارج المبنى. كان أعضاء فرقة القائد لا يزالون في الداخل، ويتفاخرون بمآثرهم الأخيرة.

“هممم، أعتقد أنك حق…”

“… إذن، كما ترون، فإن كهف إلبرون وأطلال غالغاو قد ربطوا أنفسهم بالفعل! لولانا، لربما تم اجتياح هذه المدينة من قبل السنو درايك الهائج الآن!

وبالنظر إلى عدد السنو درايك التي تم ذبحها، من المحتمل أن سعر السوق لحراشفهم سيرتفع في نهاية المطاف في وقت لاحق. 

يبدو أن سولدات على وجه الخصوص، قد انغمس في قصته حقًا. استمع المغامرون الآخرون في الغرفة بابتسامات مريبة على وجوههم.

ولكن على الرغم من ذلك…

مشاهدته ذكّرتني ببول لسبب ما. لم يبدوا متشابهين على الإطلاق، لكن كان لدي شعور بأن والدي ربما كان هكذا إلى حد ما في مرحلة ما من سنوات شبابه.

“يااه!” لم تضيع سارا أي وقت في إطلاق سهمها الأول. استقر سهمها في أحد الخفافيش التي تتحرك بسرعة، فاخترق رأسه مباشرة؛ دار جسده في الظلام نحو قاع الهاوية. كان من المثير للإعجاب دائمًا مشاهدة عملها. هذه الفتاة فنانة بهذا القوس.

“دعونا ننتهي من هذا،” تمتمت سوزان، وقد بدت ساخطة بعض الشيء. 

كان من المستحيل معرفة المدة التي ستستمر فيها موجات السنو درايك هذه، لكن في النهاية تمكنا على الأقل من الهروب من هذه الغرفة.

يبدو أن الأعضاء الآخرين لا يميلون إلى البقاء

لكن لسبب ما، وجدت نفسي أومئ برأسي. 

أيضاً. لقد عبرنا مباشرة إلى المنضدة، وقمنا بتسليم المواد إلى موظف الاستقبال، ثم توجه مباشرة إلى الخارج.

“بجدية، من الأفضل لك. أعني أن أسهمي قد لا تعمل على تلك الأشياء… إذا اقترب أحدهم منك، فقد لا نكون قادرين على مساعدتك…”

“حسنًا يا روديوس. هاك نصيبك من هذا. تأكد منه.”

أعادني صوت سوزان إلى الواقع. أدركت أننا خرجنا أخيرًا من تلك المتاهة المتعرجة من الممرات إلى مساحة أكبر وأكثر انفتاحًا. بدا أننا في رواق واسع ربما يبلغ طوله مائة متر.

“حسنا. شكراً جزيلاً.”

ومع ذلك، كان من النادر جدًا العثور على شخص في هذا العالم لا يشرب الخمر. ربما كان أول مغامر رصين أقابله في حياتي بالتفكير في الأمر.

لقد سلمني تيموثي حقيبة صغيرة مليئة بحراشف السنو درايك.

بالطبع، يمكن لبقيتنا دائمًا التدخل لتقديم القليل من المساعدة غير الواضحة عندما تحتاج إليها. إذا لم يكن ذلك كافيًا، حسنًا… سيكون علينا عبور هذا الجسر عندما نصل إليه.

لقد تركت الوظيفة طعمًا سيئًا في أفواهنا، لكن في نهاية اليوم، حصلنا على يوم راتب جيد جدًا. على الرغم من كل ما حدث من أخطاء، تمكنا من إعادة حراشف أكثر مما توقعنا معنا.

الطريق أخذنا من خلال شيء قد يكون بابًا جانبيًا، أو ربما مجرد ثقب في الحائط. ومن هناك، حصلنا على منظر مذهل للكهف من حولنا. إلى اليسار هناك طريق الجرف المتعرج الذي اتبعناه إلى هنا؛ إلى اليمين هناك مساحة مفتوحة هائلة بها بحيرة مظلمة هادئة في قاعها.

وبالنظر إلى عدد السنو درايك التي تم ذبحها، من المحتمل أن سعر السوق لحراشفهم سيرتفع في نهاية المطاف في وقت لاحق. 

لقد استمعت نصفيا إلى محادثة سارا وسوزان بينما كنت أبحث في معداتنا عن المعدات التي نحتاجها داخل الكهف. في الأساس، كان هذا يعني المشاعل التي أعددناها مسبقًا. أخرجتهم وأشعلتهم واحدًا تلو الآخر.

كنت أخطط للاحتفاظ بها في الوقت الحالي بدلاً من صرفها على الفور. آمل أن أتقدم للأمام خلال ستة أشهر أو نحو ذلك. لن أستخدم هذا القدر من المال في الوقت الحالي، ولكن لم يكن من المؤلم أبدًا أن أخبئ المزيد من النقود ليوم ممطر.

“أوه واو…”

“حسنًا إذن، جميعًا. سوف اراك لاحقا.” 

لقد وزعت المشاعل على المجموعة بأكملها، بدءًا من سوزان. فضلت بعض الفرق أن يحمل عدد قليل فقط من الأشخاص المعينين مشاعلهم، لكن كاونتر آرو جعلوا الجميع يأخذون واحدا. لم يكن لدينا أي شخص يمكنه الرؤية بشكل مثالي في الظلام، ومع وجود رامي سهام في المجموعة، أردنا أفضل رؤية ممكنة.

“… روديوس!”

“ابتعدوا عن الطريق!” صرخت سارا وهي تشق طريقها أمامي وتيموثي إلى موقع للأمام. لقد وضعت قوسها على كتفيها وسحبت سكينًا كبيرًا بدلا من ذلك. 

وبينما كنت أستدير لأبتعد، نادى عليّ أحدهم من الخلف. لقد كانت سارا، بشكل غريب. ومدت يدها قليلاً في اتجاهي؛ من النظرة على وجهها، بدا وكأن لديها ما تقوله.

“هذا الرجل هو الأسوأ!”

لأكون صادقًا، كنت أتوقع أن تكون بمثابة لقطة فراق ساخرة، ولكن… 

عفوًا. هذا إهمال مني.

“لماذا لا تأتي إلى الحفلة اللاحقة لمرة واحدة؟”

***

“هاه…؟”

بقيت على هذا الحال حتى رحل ومسحت سارا الحساء عني.

“كما تعلم.. الحفلة اللاحقة. نحن سنذهب إلى الحانة.”

لسبب ما، دفع هذا سولدات إلى ضرب طاولتنا بقوة لدرجة أنها انقسمت إلى نصفين. تطاير الخشب المتناثر والطعام نصف المأكول في كل مكان، وتناثر وعاء حساء الفاصوليا الحمراء على حجري.

لم يكن الأمر أنني فشلت في فهم المعنى الحرفي لكلماتها بالطبع. لقد فوجئت فقط أنها طلبت مني. 

“نعم، توقيتك مع تعويذات الدعم تلك أمر رائع حقًا. أعتقد أنني تعلمت شيئًا أو اثنين.”

عندما تنتهي مجموعة من المغامرين من مهمة تستغرق عدة أيام أو أكثر، فإنهم عادة ما يتوجهون مباشرة إلى الحانة ليشربوا ويمدحوا بعضهم البعض على بطولاتهم.

هذا ليس جيدًا. 

 لقد كانت طريقة للاحتفال بحقيقة عودتك حيا.

واستمر..

لقد تخطيت دائمًا تلك الأحداث. عندما عدت من العمل، كان الإجراء المعتاد بالنسبة لي هو العودة إلى نزلي، وأداء بعض الصلوات، ثم الذهاب مباشرة إلى السرير.

ولسوء الحظ، ثبت أن شك ميمير له ما يبرره. تجمعنا نحن الستة في تشكيل محكم، نبحث حولنا عن العدو. الصرخات التي ترددت في الردهة تأتي من مكان أعمق في الأنقاض، وكانت تعلو تدريجياً. في حالة من التوتر وعدم اليقين، تبادلنا النظرات مع بعضنا البعض.

كان أعضاء كاونتر آرو يعلمون ذلك بالطبع. كانوا يعلمون أنني كنت أرفض دائمًا. كنت بحاجة للعودة وإخبار روكسي أنني بذلت قصارى جهدي هناك. كانت هذه هي الطريقة التي كنت أفعل بها الأشياء حتى الآن، ولم أكن أخطط لتغيير روتيني الآن.

“ما أخباركم؟ هل ستتقاتلون يا رفاق؟” 

لكن لسبب ما، وجدت نفسي أومئ برأسي. 

ابتسمت سوزان لهذا الأمر ودفعت سارا قليلاً بمرفقها. “أوه، أنا لا أعرف. أنت من عاد مسرعاً إلى هناك أولاً، أليس كذلك؟ قال ميمير إنها قضية خاسرة، لكنك أصررت على أنه يمكننا استعادته…”

“تمام. أعتقد أنني سوف آتي معك.”

ربما هناك أوقات عليك فيها الوقوف والقتال. نعم حسنا. لكن أليست مهمة زعيم الفرقة هي منع المعارك التي لا طائل من ورائها والحفاظ على سلامة رفاقه؟

“…بجدية؟” بدت سارا مندهشة، على الرغم من أنها هي التي وجهت الدعوة. ربما كانت تخطط لضربي ببعض الإهانة اللاذعة عندما أرفضها.

لقد تراجعت، رغم ذلك. في مثل هذه الأوقات، كان زعيم الفرقة يتولى عادة الحديث نيابة عن المجموعة بأكملها. لقد كان خطأي نوعًا ما أننا التقينا ببعضنا البعض، لأنني كنت بطيئًا جدًا في الهرب، لكن لم يكن من حقي أن أقول أي شيء.

“ماذا، هل أنا غير مرحب  بعد كل شيء؟”

بناءً على البحث الذي قمنا به مسبقًا، نتستطيع القول أن هذه القاعة جزء من الطريق الذي استخدمه السنو درايك للانتقال من عشهم إلى مناطق الصيد الخاصة بهم.

 “لا تكن غبيا. هيا بنا نذهب.”

“حسنًا، أنا ممتن جدًا لك،” قلت، وأنا أخفض رأسي قليلًا.

وبدلاً من العبس في وجهي، هزت رأسها بغضب خفيف وانطلقت بجواري في الشارع. تبعني ميمير وباتريس، وصفعني بخفة على كتفي أثناء مرورهما، ودفعتني سوزان وتيموثي من الخلف، وبدا عليهما السعادة بشكل غريب بشأن كل هذا.

من الواضح أن ميمير تدرب على هذا في مدرسة سحر.

 

بينما كنت أدور لدعم سوزان والآخرين،

في حانة على مسافة جيدة من نقابة المغامرين، قمنا نحن الستة بشرب أكوابنا معًا.

“لنفعل هذا، باتريس!” 

“بصحة الجميع!” 

“مفهوم!”

“بصحتكم!”

 لقد أخطأ بالتأكيد في هذا الموقف بالتحديد، لكنني لم أكن مستعدًا لرفضه باعتباره قطعة قمامة لا يمكن إصلاحها لمجرد أننا بدأنا بالطريق الخطأ.

على ما يبدو، لم تكن هذه المعتادة لـ كاونتر آرو. أفترض أنهم بذلوا قصارى جهدهم لتقليل احتمالات اصطدامهم بـ فرقة القائد. 

 لن يتمكن هذا الرجل من الفهم. بأي حق له أن يشتم أحدا؟

من المفترض أن يقيم هؤلاء الرجال احتفالهم الخاص قريبًا بما فيه الكفاية.

 أليس هذا صحيحا، روكسي؟

“ماذا؟ ألن تشرب يا روديوس؟” قالت سارا وهي تنظر إلى كأسي. 

تجاوزتني سوزان، وكان يحيط بها من كلا الجانبين باتريس وميمير. وفجأة صار هناك ثلاثة أشخاص في الطليعة وثلاثة في الخلف. وكنت في منتصف التشكيلة.

“…حسنًا، أنا قاصر.”

ولم أنس اليأس الذي شعرت به في ذلك الوقت لن أفعل ذلك أبدًا.

” اه حسنا . ما علاقة ذلك بأي شيء؟”

لم تتمكن سهام سارا من اختراق حراشفهم، ولم يكن سحر تيموثاوس قويًا بما يكفي لقتلهم. لم تكن هجمات سوزان وباتريس تسبب لهم اي ضرر حقيقي.

كان الجميع من حولي يسرفون في شرب الخمر، لكنني اخترت عصير الفاكهة المخفف بدلاً من ذلك. لقد كان في الأساس المشروب غير الكحولي الوحيد الذي يمكنك طلبه في الحانات هنا … إلا إذا كنت من كبار المعجبين بحليب الماعز.

“لقد انتهينا تقريبًا على أي حال، أليس كذلك؟” قال باتريس.

“ماذا يهم إذا كنا نشرب أم لا؟” قال تيموثي، الشخص الآخر الذي طلب مفس المشروب مثلي. 

لم يكن هناك الكثير من الوحوش في البداية. في بعض الأحيان المخلوقات التي تشبه مئويات الأقدام العملاقة سوف تنبثق وتهاجم.

“المهم هو أننا نستمتع.”

لقد وقف وحيدًا ضد كل هؤلاء الأعداء ليكسب الوقت لنا لنهرب. لم يعرف سولدات أيًا من ذلك. لم ير روديوس في القتال. ما الذي أعطاه الحق في إهانة الطفل بهذه الطريقة؟

“” أيا كان. أنت لا تستطيع أن تشرب، أليس كذلك؟ “

شعرت أن وجهي يحمر احمرارًا عند التفكير في سولدات. في بعض الأحيان أ

“لا، أنا لا أشرب. هناك خطر كبير هناك، كما تعلمون.”

عادل بما فيه الكفاية. أنا مدين لهم بذلك، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد.

 “ها ها ها ها!” انفجر ميمير ضاحكًا بينما كان تيموثي يخدش بشكل محرج رقبته.

“آه…نعم، أعتقد أنك على الأرجح على حق. سوزان تخبرني دائمًا بنفس الشيء، في الواقع. يجب أن أضع ذلك في الاعتبار.”

“أوه، شكوى جيدة…” يبدو أن قائد كاونتر آرو المحترم كان ضعيفا في الشرب ، ومن الواضح أن أصدقائه لم يسمحوا له بنسيان ذلك أبدًا.

“آه، هاي أنا ممتن أيضًا للسجل،” قال بطريقة محرجة بعض الشيء. “ليس الأمر وكأنني أردت أن أتركك خلفي أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن … أنت تعرف كيف هي الأمور أليس كذلك؟”

ومع ذلك، كان من النادر جدًا العثور على شخص في هذا العالم لا يشرب الخمر. ربما كان أول مغامر رصين أقابله في حياتي بالتفكير في الأمر.

“نعم، وأنت محظوظ لأننا فعلنا ذلك. معظم الأطراف كانت ستتركك لتموت.”

“حسنا على أي حال. لنحتفل بحقيقة أننا خرجنا من تلك الفوضى دون أن نخسر أي شخص، أليس كذلك؟ عادة، واحد منا على الأقل سيموت هناك “.

انطلاقًا من النظرة الغاضبة إلى حد ما على وجه سارا، كانت تعبر عن أفكارها الفعلية بدلاً من محاولة إيذاء مشاعري. 

“هذا صحيح بما فيه الكفاية” قالت سارا، وقد بدت غاضبة بعض الشيء “لقد كنت محظوظًا حقًا يا روديوس.”

إذا ظهرت السنو درايك نفسها، سنتراجع إلى الممر أو نختبئ خلف الغطاء. إذا ظهرت الوحوش الأخرى، فسنقوم فقط بتنبيه الآخرين والقضاء عليهم. في هذه الأثناء، سيجمع باقي أعضاء الفريق أكبر عدد ممكن من الحراشف. 

“لست متأكدًا مما إذا كانت الكلمة هي “محظوظا”. أعني، أشعر وكأنكم قمتم بحمايتي يا رفاق…”

 لم تكن الوحوش الأخرى التي سكنت هذه الآثار في الغالب تشكل تهديدًا كبيرًا. لكن إذا وجدنا أنفسنا في مواجهة وحش من الفئة A، فمن الصعب معرفة ما إذا كانت سارا قادرة على إحداث الكثير من الضرر. كان ذلك محبطًا بشكل واضح بالنسبة لها.

“نعم، وأنت محظوظ لأننا فعلنا ذلك. معظم الأطراف كانت ستتركك لتموت.”

عبست سارا بغضب. “أنت دائمًا متردد جدًا بشأن هذا الأمر. إذا كنت لا تريد أن تأتي، يمكنك فقط أن تقول ذلك. ليس الأمر كما لو أننا نطلب مساعدتك أو أي شيء آخر. “

همم. هل كانت هذه طريقتها الخفية لإخباري بأن أظهر بعض الامتنان؟

من المفترض أن الأشخاص العاملين في هذا الفرع سمعوا أنني “فقدت” فرقتي وأني أبحث يائسًا عن والدتي. كان لدي شعور بأنهم كانوا يتعاملون معي بسهولة بدافع التعاطف. 

 

 

عادل بما فيه الكفاية. أنا مدين لهم بذلك، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد.

علي أن أقاتلهم بطريقة ما بينما أتراجع. 

“حسنًا، أنا ممتن جدًا لك،” قلت، وأنا أخفض رأسي قليلًا.

هم يهاجمونني كمجموعة الآن، بأعداد كبيرة. في وقت سابق قد رأيت عددًا قليلًا فقط في وقت واحد، لكنها كانت تتجمع عندما أدى جداري إلى إبطاء الصفوف الأمامية. تحرك كل واحد منهم بسرعة ورشاقة مثل سحلية صغيرة، على الرغم من حجمها الهائل.

“لا تشكرني”، قالت سارا وهي تتجهم قليلاً وتتناول جرعة من مشروبها. “اشكر تيموثي وسوزان.”

أمسكت بعصاي بإحكام، وحدقت في التمثال الحجري الموجود في أقصى نهاية القاعة.

ابتسمت سوزان لهذا الأمر ودفعت سارا قليلاً بمرفقها. “أوه، أنا لا أعرف. أنت من عاد مسرعاً إلى هناك أولاً، أليس كذلك؟ قال ميمير إنها قضية خاسرة، لكنك أصررت على أنه يمكننا استعادته…”

“لا، أنا لا أشرب. هناك خطر كبير هناك، كما تعلمون.”

“يا! اصمتي يا سوزان!” مدت سارا يدها وحاولت دفع سوزان  الثرثارة بعيدًا التفتت سوزان لتتجنب يدها.

هاه.. فصل طويل…

 “انظر، لقد ساعدتنا في المرة الماضية، أليس كذلك؟ أنا لا أحب أن أكون مدينًا للناس، هذا كل شيء.”

أومأت برأسي وحذرت عيني بشكل غير مؤكد من وهج سارا. وبمحض الصدفة، انتهى بي الأمر إلى مواجهة نظرة ميمير بدلاً من ذلك.

***

“آه، هاي أنا ممتن أيضًا للسجل،” قال بطريقة محرجة بعض الشيء. “ليس الأمر وكأنني أردت أن أتركك خلفي أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن … أنت تعرف كيف هي الأمور أليس كذلك؟”

“وراء هذه القاعة، سنخطو إلى منطقة السنو درايك” صاحت سوزان من الأمام. “لا تذهب إلى أبعد من ذلك التمثال الأخير في الصف هناك. هل هذا واضح للجميع؟”

“نعم. بالطبع.”

يمكن أيضًا استخدام الحراشف لصنع الدروع أو التروس. لن تجد العديد من المغامرين العاديين يرتدون قطع كهذه، ولكن قد يكون لدى المحارب القديم المصنف S قطعة أو قطعتين، ومن المفترض أن فرسان دوقية بشيرانت يرتدون دروعا من حراشف سنو درايك. 

تقييم ميمير للوضع كان معقولا. وبعد كل شيء لقد قفز أمامي ليواجه السنو درايك تمامًا مثل الآخرين. وكان ذلك أكثر مما كنت أتوقعه.

“جااااه! ليس مجدداً !”

“حسنًا، على أية حال، لقد عدنا قطعة واحدة، ولدينا الكثير من النقود في محافظنا. هذا هو ما يهم إذا سألتني!” أعادت كلمات سوزان البسمة إلى وجه الجميع، على الأقل للحظة.

“بصحة الجميع!” 

“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.” 

“نعم!”

“ما هي مشكلتهم على أي حال؟ أعلم أنهم أقوى فرقة في هذه النقابة، لكنهم مغرورون بأنفسهم.”

بمعنى آخر، شعرت وكأنني جزء من الفريق.

“إنهم يقضون كل وقتهم في الزحف حول المتاهات! لديهم بعض الأعصاب ويتصرفون مثل مجموعة من الأبطال الآن. إذا جاءت مجموعة من السنو درايك بالفعل نحو روزنبرج، لكان الجيش قد أرسل قوة لمحاربتهم!

 أنا لا أكره روديوس.

“أنا شخصياً ما زلت غاضبًا لأنه ضرب تيموثي بهذه الطريقة فجأة. أي نوع من قادة الفرق يضرب ساحرًا قبل أن يفهم بشكل صحيح؟”

هارجون، هاه؟ أتساءل عما إذا كان قد استدعى إله الدمار عندما قتلوه.

اشتكى الجميع على الفور بمرارة من القائد المتدرج. ربما هذا مهم لهم لينفسوا عن أنفسهم

 “لا تكن غبيا. هيا بنا نذهب.”

تمكن تيموثي من إبقاء الأمور سلمية بطريقة أو بأخرى؛ آخر شيء احتاجه الفريق هو السماح لاستيائهم بالتفاقم والانفجار في معركة أخرى مع سولدات ورفاقه.

“استجب لندائي يا إله الغموض، وحطم عدوي! مدفع الحجر! “

ومع ذلك، لم أشعر حقًا برغبة في الانضمام إلى جوقة الشكاوى. لم أكن من أشد المعجبين بالحديث التافه عن الأشخاص خلف ظهورهم، خاصة أنني كنت شخصًا سيئًا في حياتي السابقة. 

 هذه القلعة تشبههم بعض الشيء، ولكن من الواضح أنها كانت أقدم، وتركت انطباعًا مختلفًا قليلاً عن تلك التي رأيتها حتى الآن. 

من المفترض أن سولدات لديه مشاكله الخاصة. لقد كان أحمق نوعًا ما، لكنه على الأقل يعمل بجد وينجز الأمور. وربما كان هذا هو السبب الذي جعل الأعضاء الآخرين في حزبه يهزون رؤوسهم ويوافقون على هراءه.

بعد كل الوقت الذي قضيته في السفر إلى قارة الشيطانية، رأيت نصيبي العادل من المباني التي شيدها الجنس الشيطاني. وشمل ذلك عددًا لا بأس به من القلاع والحصون الكبيرة ذات المظهر الغريب، بما في ذلك قلعة كيشيريسو في مدينة ريكاريسو.

 لقد أخطأ بالتأكيد في هذا الموقف بالتحديد، لكنني لم أكن مستعدًا لرفضه باعتباره قطعة قمامة لا يمكن إصلاحها لمجرد أننا بدأنا بالطريق الخطأ.

 لكنني لم أكن على  استعداد  لترك ذلك يزعجني، لأنهم لم يتدخلوا بشكل فعال في أنشطتي. وطالما حافظت على موقفي الخاضع والانقيادي، سأحتفظ بأغلبية قوية من النقابة إلى جانبي.

بالطبع، لن يكون من الحكمة قول أي شيء من هذا القبيل الآن.

حسنا كل شيء على ما يرام. نعم.. على ما يرام. علي أن أعترف بذلك.

 

انفجر الجميع بالضحك، وبدا أن التوتر في الهواء قد انخفض قليلاً. كان تيموثاوس رجلاً لطيف الكلام، لكنه كان يعرف كيف يتدخل مع نكتة أو اقتراح عندما يطلب منه ذلك. هذا شيئًا آخر أردت أن أتعلم تقليده.

لم يكن هذا هو الوقت المناسب للعب دور محامي الشيطان. لي رأيي ولكني سأحتفظ به لنفسي.

وبالطبع، كان هناك عدد لا بأس به من الوحوش ذات التصنيف A التي يمكنها تجاهل السهم، أو حتى مراوغته في الجو. كان السنو درايك بالتأكيد في هذه الفئة.

 

في تلك اللحظة، سمعت صوتًا من خلفي… وسهمًا يمر قربي واستقر في عين أقرب سنو درايك.

بدلاً من الانضمام إلى المحادثة، ركزت على طعامي في صمت.

“دعني أذهب، اللعنة! مهلا، كواغماير! هل تستمتع لي.. هاه؟ إذا كنت تكره حياتك إلى هذا الحد، فاذهب لتموت في خندقما! على الأقل بهذه الطريقة لن أضطر إلى رؤية وجهك مرة أخرى!”

 

ربما هناك أوقات عليك فيها الوقوف والقتال. نعم حسنا. لكن أليست مهمة زعيم الفرقة هي منع المعارك التي لا طائل من ورائها والحفاظ على سلامة رفاقه؟

كان الطبق الرئيسي عبارة عن يخنة فاصوليا غريبة من نوع ما لم أتمكن من التعرف عليها. لقد حفزت نكهتها الحارة قليلاً شهيتي، وسرعان ما امتلأت معدتي بشكل مريح.

 

“…حسنا على أي حال. آمل أن نتمكن من العمل معًا مرة أخرى قريبًا يا روديوس. ” 

“فلتأتِ تلك النار الصغيرة المشتعلة ببركة عظيمة وحارقة! قاذف اللهب! “

“نعم. أعتقد أنك تساعد حقا.”

نظرت إلى الأسفل وانتظرت حتى تهب العاصفة. لم يكن هناك أي معنى للدخول في قتال هنا. السماح لسولدات باستفزازي لن يحقق شيئًا.  (كل خرا)

 

“نعم… من المؤسف أننا اضطررنا إلى مواجهة هؤلاء الحمقى في النهاية.” 

” أوه. حسنا. يسعدني أن أعود معكم مرة أخرى، إذا كنتم ستستقبلونني.”

سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني. 

شرب الآخرون بكثرة لفترة من الوقت. توردت وجوههم ويبدو أنهم يستمتعون كثيرًا. لقد كنت سعيدًا بقدومي. هذا النوع من الأشياء ممتع وأنا بحاجة إلى بعض المرح في حياتي لمساعدتي في الاستمرار.

“ماذا؟ ألن تشرب يا روديوس؟” قالت سارا وهي تنظر إلى كأسي. 

لأكون صادقًا، شعرت وكأنني عالق في اخدود الآن… لكنني على قيد الحياة على الأقل. و هذا يحمل أهمية.

 “أهاها…”

“آه…” في تلك اللحظة، انفتح باب الحانة ودخل ثلاثة رجال إلى الداخل. تعرفت عليهم على الفور. وكان واحد منهم مألوفا بشكل خاص.

مددت يدي اليسرى إلى جيبي وضغطت بقوة على قطعة القماش الموجودة بداخلها. بينما كانت السنو درايك تهاجمني، حاولت أن أجهز نفسي لما لا مفر منه.

“أوه.” لقد رصدوني على الفور أيضًا.

“حسنا، لم نسمع أي شيء عن ذلك!”

توجه قائد المجموعة في اتجاهي بنظرة غاضبة على وجهه. كان خديه محمرين، ولم يكن يمشي بثبات أيضًا

 “ووبس ها أنا ذا مجدداً…”

بدا كما لو انه تناول بعض المشروبات بالفعل.

لقد تخطيت دائمًا تلك الأحداث. عندما عدت من العمل، كان الإجراء المعتاد بالنسبة لي هو العودة إلى نزلي، وأداء بعض الصلوات، ثم الذهاب مباشرة إلى السرير.

“مرحبًا انت !” توقف الرجل المخمور أمام طاولتنا وضربها بيده.

“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.

لقد كان صديقنا العزيز سولدات هيكلر.

وبالنظر إلى عدد السنو درايك التي تم ذبحها، من المحتمل أن سعر السوق لحراشفهم سيرتفع في نهاية المطاف في وقت لاحق. 

“…أنت تريد شيئا؟” قالت سوزان، وقد أصبح صوتها بارداً فجأة.

الواقع الملموس لذلك يشعرني بقشعريرة طفيفة في عمودي الفقري. عندما كنت أحدق في البحيرة الشاسعة الموجودة تحت الأرض، وجدت نفسي أتساءل عما سيحدث لأي شخص يحاول السباحة هناك.

يبدو أن الآخرين لم يلاحظوا دخول سولدات. ومن المفهوم أن لا أحد منهم بدا سعيدًا جدًا برؤية الرجل الذي أمضوا للتو ثلاثين دقيقة في الشكوى منه.

“حسنا، لم نسمع أي شيء عن ذلك!”

“انظر، لقد كنت… منشغلاً بكل شيء في الكهف، أليس كذلك؟ لذلك اعتقدت… أنني سأأتي لأضع الأمور في نصابها الصحيح معكم أيها الناس.” لم تكن عيون سولدات مركزة تمامًا، وكان صوته أجشًا بعض الشيء. “أعتقد… لقد أفسدت الأمر هناك. آسف بشأن ذلك. لم أكن أدرك…ماذا كان يحدث، تعلمون؟”

هذا ليس جيدًا على الإطلاق. بهذا المعدل سيلحقون بي ويحيطونني. 

ولكن لدهشتي، كانت كلماته اعتذارية بالفعل. نظر أعضاء كاونتر آروإلى بعضهم البعض في حالة من الارتباك.

بعد أن استرخيت قليلاً، بدأت في تخفيف قبضتي عن عصاي… “يا للحماقة! إنهم يهجمون!”

في هذه المرحلة، عبس سولدات وأخرج إصبعه نحو تيموثي. “الحق يقال…! أنا لا أحب وجهك، يا رجل. أنت تبتسم كثيرا، اللعنة! مثير للشفقة! تترك رجلاً يلكمك بدلًا من الرد، ثم لا تشتكي حتى؟ أنا أكره هذا النوع من القرف. ربما كنت تحاول تهدئة الأمور! حسنا! لكن في بعض الأحيان، يجب على الرجل أن يقاتل !”

“من الجميل دائمًا الاعتماد عليك يا فتى.”

“آه…نعم، أعتقد أنك على الأرجح على حق. سوزان تخبرني دائمًا بنفس الشيء، في الواقع. يجب أن أضع ذلك في الاعتبار.”

لكن طليعتنا سوزان دمرتهم بسهولة بنفسها. تلك الحشرات بالكاد مؤهلة للقتال حقًا.لا يعني ذلك أنني أشتكي. 

“نعم! هي تفعل ذلك! عليك أن تضع ذلك في الاعتبار!” ضرب سولدات تيموثي على كتفه بقوة أكبر من اللازم؛ ابتسم تيموثي بشكل محرج وخدش رأسه. نظرت سوزان والآخرون وهم مرتبكين تمامًا. 

“هذا الشيء هنا منذ الحرب الأولى بين البشر والشياطين هاه…؟”

لا أعتقد أن أحداً كان يتوقع منه نزع فتيل الموقف بهذه الطريقة. بالتأكيد لم أكن أتوقع بدوري.

“مهلا، كواغماير*! شكرا مرة أخرى لمساعدتك في ذلك اليوم!” <لأنه يستخدم تعويذة مستنقع الحمأ كثيرا فسموه كواغماير(مستنقع)>

أومأ سولدات بارتياح، واستدار فجأة في اتجاهي. “مستنقع!”

تقييم ميمير للوضع كان معقولا. وبعد كل شيء لقد قفز أمامي ليواجه السنو درايك تمامًا مثل الآخرين. وكان ذلك أكثر مما كنت أتوقعه.

رفعت رأسي للأعلى، فوجئت إلى حد ما بذكر ذلك. هل فعلت شيئًا لإثارة غضب هذا الرجل؟

“همم؟ أوه. حسنا. أعتقد أن الأمر يبدو جيدًا بالنسبة لي”.

 “أجل؟”

وبينما كنت أنظر، ترك الرجل المعني مجموعته وسار بسرعة نحونا. لم يكن لديه وجه ودود بشكل خاص، والتعبير المتوهج عليه لم يساعد الأمور. ربما كان لا يزال مشتعلًا بعد المعركة.

“تيموثي شيء واحد…ولكنني لا أستطيع أن أتحملك يا فتى.”

لقد كان ابنًا لأحمق ثري، لكنه أكثر من ذلك. لم أكرهه. هذا كل شيء.

 وشرع الرجل في إمطاري بوابل من الإهانات.

“حسنًا، لنجرب مائة تمرين ضغط. نبدأ من الأعلى… “

 “ما خطبك بحق الجحيم، هاه؟ لماذا أنت مهووس بما يعتقده الآخرون عنك؟”

لسبب ما، هذا جعلني في الواقع غير مرتاح بعض الشيء. علي أن أتأكد من عدم التخلي عن حذري.

واستمر..

“يا إلهي، وابتسامتك مخيفة للغاية! بجدية… هل من المفترض أن هذه ابتسامة ؟ حاول أصعب قليلاً يا فتى! يمكننا أن نرى الازدراء في عينيك!

“الرياح العاتية!”

وهكذا استمر…

إذا انتقلت إلى مدينة جديدة، فربما أحتاج إلى البدء في الانضمام إلى الفرق التي أمل بها على أساس مؤقت. ومع ذلك، في الوقت الحالي، ما زلت غير مرتاح لفكرة إضافة اسم فرقة جديدة إلى أسفل بطاقتي – حتى لبضعة أيام.

“هل تعتقد أنك أتعس طفل صغير في كل العالم أو شيء من هذا؟ هاه؟!”

بعد كل الوقت الذي قضيته في السفر إلى قارة الشيطانية، رأيت نصيبي العادل من المباني التي شيدها الجنس الشيطاني. وشمل ذلك عددًا لا بأس به من القلاع والحصون الكبيرة ذات المظهر الغريب، بما في ذلك قلعة كيشيريسو في مدينة ريكاريسو.

ازداد حجم صوته مع استمراره، وسرعان ما أصبح صوته يطغى على كل محادثة أخرى في الحانة.

“هذا الطفل مغرور بنفسه …”

“ما أخباركم؟ هل ستتقاتلون يا رفاق؟” 

“أوه. همم…”

“ها ها!رد يا فتى!”

لقد انهار جدار الأرض الخاص بي. وشقت المزيد من الأجسام البيضاء طريقها عبر الأنقاض المنهارة. رأيت ما لا يقل عن اثني عشر منهم في الموجة الاولى .

“اصمتوا أيها الأغبياء!” زمجر سولدات وأجبر الحشد على العودة إلى الصمت.

لسبب ما، دفع هذا سولدات إلى ضرب طاولتنا بقوة لدرجة أنها انقسمت إلى نصفين. تطاير الخشب المتناثر والطعام نصف المأكول في كل مكان، وتناثر وعاء حساء الفاصوليا الحمراء على حجري.

 

***

“استمع الآن، كواجماير. أنت لست سوى -“

… هل يمكنك التوقف عن الاعتذار عن كل شيء صغير أيضًا؟ إنه أمر مثير للشفقة نوعًا ما.

“هيا يا سول. إعطه قسطا من الراحة بالفعل.” بينما انحنى سولدات إلى الأمام لمواصلة صراخه، أمسكه أحد أصدقائه الذي كان يراقب من الخلف من كتفيه وسحبه إلى الخلف.

مقابل ما يستحقه الأمر، فقد أجريت القليل من البحث في الليلة السابقة.

“تبا لك! يعتقد هذا الطفل أنه لا يوجد أحد في العالم يعاني أسوأ منه! لا أعرف ماذا حدث لك بحق الجحيم يا كواغماير، لكنك محبط للغاية! ليس لديك الشجاعة لمواجهة مشاكلك الخاصة! من أين لك أن تتصرف مثل خراء ذئب منفرد، هل تعتقد أن القواعد لا تنطبق عليك أو شيء من هذا؟ حسنا، الأمر وما فيه انك ومع هذا القرف الخاص بك  تثير اشمئزازي!” 

بقيت على هذا الحال حتى رحل ومسحت سارا الحساء عني.

( ذا سولدات جا يقول كل الي في بالي.. )

“أوه، شكوى جيدة…” يبدو أن قائد كاونتر آرو المحترم كان ضعيفا في الشرب ، ومن الواضح أن أصدقائه لم يسمحوا له بنسيان ذلك أبدًا.

بدت كلماته وكأنها خناجر حقيقية تطعن صدري. في مرحلة ما، بدأت ساقاي ترتجفان؛ كنت أضغط يدي بقوة في حضني. كان جسدي يرتجف. كان حلقي يرتجف. 

عبس سولدات بشراسة.

لكن عندما تحدثت، خرج صوتي هادئًا بشكل غريب. “اسف بشأن ذلك. لم أكن أعلم أنني كنت أزعجك بحضوري. سأبذل قصارى جهدي حتى لا أكون في نفس الغرفة معك مرة أخرى.

“أين هم؟!”

لسبب ما، دفع هذا سولدات إلى ضرب طاولتنا بقوة لدرجة أنها انقسمت إلى نصفين. تطاير الخشب المتناثر والطعام نصف المأكول في كل مكان، وتناثر وعاء حساء الفاصوليا الحمراء على حجري.

بدت كلماته وكأنها خناجر حقيقية تطعن صدري. في مرحلة ما، بدأت ساقاي ترتجفان؛ كنت أضغط يدي بقوة في حضني. كان جسدي يرتجف. كان حلقي يرتجف. 

“ماذا بحق الجحيم من المفترض أن يعني ذلك؟ هل تحاول أن تغضبني يا فتى؟ أنت دائما هكذا! كل ما تفعله هو الإعلان عن نفسك، ثم تتصرف وكأنك أفضل من أن تحصل على المال! أنت تستمتع بالتصرف مثل شهيد، هاه؟ نحن جميعا بحاجة إلى المال من أجل البقاء ، اللعنة! “

روديوس نبيل بالنسب. لم يتصرف حقًا كواحد، لكن هذا لا يهم. لقد ولد وفي فمه ملعقة فضية، وكان ذلك سيئا في حد ذاته. لقد كرهت الأطفال الأغنياء الذين أرادوا التظاهر بأنهم مغامرون. 

لم أرد. 

نقطة دخولنا إلى الأنقاض لم تكن البوابة الأمامية. 

شعرت أن الصمت هو خياري الوحيد. 

في هذه الأيام، كل ما علي فعله هو إبداء رأيي عندما يُطلب منه ذلك. لقد كان دورًا مختلفًا تمامًا عن الدور الذي لعبته في ديد إند. ليس لدي أي سلطة في هذه المجموعة. لقد كنت غريبًا حقًا. يمكنني فقط أن أقول ما أفكر فيه، ثم يقوم شخص آخر بإجراء القرار. لا إجهاد.

لم يكن هناك جدوى من محاولة إجراء محادثة مع شخص مثل هذا.

شرب الآخرون بكثرة لفترة من الوقت. توردت وجوههم ويبدو أنهم يستمتعون كثيرًا. لقد كنت سعيدًا بقدومي. هذا النوع من الأشياء ممتع وأنا بحاجة إلى بعض المرح في حياتي لمساعدتي في الاستمرار.

“القرف. أنا آسف، لقد شرب العديد جدًا من الأنواع… فلنذهب يا سول!” 

فجأة، رأيت رذاذًا كبيرًا من الدماء ينطلق في الهواء من مكان ما في أعماق أمواج السنو درايك. شيء ما – لا، شخص ما – يقفز بشراسة عبر ساحة المعركة، مما أدى إلى مقتل السنو درايك في تتابع سريع.

 

“نعم، وأنت محظوظ لأننا فعلنا ذلك. معظم الأطراف كانت ستتركك لتموت.”

“اخرس! اتركني ! هيا، كواغماير! ارمي لكمة لعينة، لماذا لا؟ أنت غاضب، أليس كذلك؟ ارجح بقبضتك في وجهي، اذن! توقف عن الجلوس في رقعة الوحل الخاصة بك والتفكير في مدى حزنك! تصرف كرجل لمرة واحدة!”

بعد تنظيف نفسي جيدًا في الحمام، صليت صلاتي المعتادة أمام المذبح الذي نصبته في إحدى زوايا غرفتي.

نظرت إلى الأسفل وانتظرت حتى تهب العاصفة. لم يكن هناك أي معنى للدخول في قتال هنا. السماح لسولدات باستفزازي لن يحقق شيئًا.  (كل خرا)

أعادتني صرخة تيموثي العاجلة إلى تركيزي. بدأ هيكل عظمي يتشكل أمام عيني. نفس الذي حطمته يعيد تجميع نفسه ببطء بطريقة أو بأخرى.

الطريقة الوحيدة للتعامل مع السكير هي تجاهله تمامًا. كان علي فقط أن أترك هذا يمر. لقد كان الأمر بهذه البساطة حقًا.

“حسنا. لقد كنت منزعجًا بعد تلك المعركة، وكلانا أساء فهم الموقف. أنا آسف أيضًا.”

“تراجع يا سول! أنت تأخذ هذا بعيدًا جدًا!”

هل عادوا فعلاً من أجلي؟ لماذا؟ لست حتى عضوا في فرقتهم.

“دعني أذهب، اللعنة! مهلا، كواغماير! هل تستمتع لي.. هاه؟ إذا كنت تكره حياتك إلى هذا الحد، فاذهب لتموت في خندقما! على الأقل بهذه الطريقة لن أضطر إلى رؤية وجهك مرة أخرى!”

“آه، حسنًا، أنا-“

قام أصدقاء سولدات بسحبه إلى خارج الباب في نهاية المطاف، لكنني لم أنظر للأعلى. لقد حدقت فقط في الحساء الذي كان على حجري، وأمسكت بأثري المقدس في جيبي، وأبقيت ذهني فارغًا تمامًا. (شفتوا.. سولدات محق)

لم يكن الأمر مهمًا حقًا، لكن ملابس هذا التمثال بدت مألوفة بشكل غريب.

بقيت على هذا الحال حتى رحل ومسحت سارا الحساء عني.

كالعادة، أخذ أعضاء كاونتر آرو الاستعدادات على محمل الجد.

“هذا الرجل هو الأسوأ” وتمتمت. 

وبصرف النظر عن صلابتها ومتانتها، فقد كانت بيضاء نقية وجميلة، مع لمعان جميل مزرق في الضوء. غالبًا ما تجدهم يبلطون أرضيات غرف النوم في قصور النبلاء المحليين.

كل ما يمكنني فعله هو الإيماءة ببطء.

 لكنني لم أكن على  استعداد  لترك ذلك يزعجني، لأنهم لم يتدخلوا بشكل فعال في أنشطتي. وطالما حافظت على موقفي الخاضع والانقيادي، سأحتفظ بأغلبية قوية من النقابة إلى جانبي.

 

 

ساره

كان طريقنا أيضًا أوسع بكثير مما كان عليه قبل دقيقة واحدة. وفجأة أصبح هناك مساحة كافية لخمسة أشخاص للسير جنبًا إلى جنب بشكل مريح. في الأمام، كان هناك جرف صخري ينحدر في الظلام على أحد جانبي الطريق. كان من الصعب معرفة ما يكمن في القاع، ولكن يبدو أنه نوع من البحيرات أو الأنهار التحت أرضية. كان لدي شعور سيء بشأن ما قد يكون كامنًا هناك. ربما لن يكون الوقوع فيه أعظم فكرة.

 

وبينما كنا نملأ آخر حقائبنا، بدأت صرخات الوحوش تضعف أكثر فأكثر. نظرت سوزان إلى الأعلى ونظرت بشكل مثير للريبة في اتجاه الصوت الباهت.

كنت بالفعل أحترق من الغضب عندما عدت إلى غرفتي. وفي اللحظة التي دخلت فيها، ألقيت قوسي وسهامي على الطاولة، وخلعت ملابسي، وألقيت بنفسي على السرير.

علي أن أعاملهما بأقصى قدر من العناية.

“هذا الرجل هو الأسوأ!”

 كنا نبحث بشكل أساسي عن الخفافيش العملاقة، والخلد ذات العيون الحمراء والأطياف وغيرها.

شعرت أن وجهي يحمر احمرارًا عند التفكير في سولدات. في بعض الأحيان أ

“إنهم يقضون كل وقتهم في الزحف حول المتاهات! لديهم بعض الأعصاب ويتصرفون مثل مجموعة من الأبطال الآن. إذا جاءت مجموعة من السنو درايك بالفعل نحو روزنبرج، لكان الجيش قد أرسل قوة لمحاربتهم!

على الرجل القتال؟ يا لكمية الحماقة! لم يكن لديه أي فكرة عن مدى صعوبة نضال تيموثي من أجلنا جميعًا كل يوم!

“حسنا. نأمل أن تكون هناك مهمة لائقة أو اثنتين على اللوح…”

 وكانت تلك الابتسامة سلاحه. لقد أخبرتني سوزان بذلك منذ وقت طويل.

“يا! اصمتي يا سوزان!” مدت سارا يدها وحاولت دفع سوزان  الثرثارة بعيدًا التفتت سوزان لتتجنب يدها.

 لن يتمكن هذا الرجل من الفهم. بأي حق له أن يشتم أحدا؟

من المفترض أن يقيم هؤلاء الرجال احتفالهم الخاص قريبًا بما فيه الكفاية.

ربما هناك أوقات عليك فيها الوقوف والقتال. نعم حسنا. لكن أليست مهمة زعيم الفرقة هي منع المعارك التي لا طائل من ورائها والحفاظ على سلامة رفاقه؟

“بالطبع.”

 من المؤكد أن سولدات لم يكن يقوم بعمل جيد في ذلك. ماذا كان ينوي أن يفعل إذا دخلنا في قتال هناك وسط الأنقاض على أية حال؟ 

“حسنا. شكراً جزيلاً.”

هل كان يعتقد أنه يستطيع قتلنا جميعًا بسهولة والإفلات من العقاب؟ هذا الرجل متعجرف جدًا.

شعرت أن وجهي يحمر احمرارًا عند التفكير في سولدات. في بعض الأحيان أ

 كان المكان عبارة عن قلعة تشبه المتاهة، ولم يغلق أيًا من المخارج.

ابتسمت سوزان لهذا الأمر ودفعت سارا قليلاً بمرفقها. “أوه، أنا لا أعرف. أنت من عاد مسرعاً إلى هناك أولاً، أليس كذلك؟ قال ميمير إنها قضية خاسرة، لكنك أصررت على أنه يمكننا استعادته…”

من كل ما رأيته، كان ذلك الأحمق هو من يحتاج للعمل على مهاراته القيادية، وليس تيموثي.

تلك العظام التي لاحظتها متناثرة في جميع أنحاء المسار كانت ترتفع ببطء عن الأرض، وتصدر صوت قعقعة أثناء تحركها.

ولزيادة الأمور على رأسها… لماذا اختار روديوس بحق الجحيم، من بين كل الناس؟ حارب روديوس بشجاعة عندما احتاج الأمر لذلك. 

لقد ردوا دائمًا عاطفتي بالمثل. بالطبع، سوف تنهار علاقتنا بسرعة إذا آذيتهم بشدة أو توقفت عن الاهتمام بهم. 

لقد وقف وحيدًا ضد كل هؤلاء الأعداء ليكسب الوقت لنا لنهرب. لم يعرف سولدات أيًا من ذلك. لم ير روديوس في القتال. ما الذي أعطاه الحق في إهانة الطفل بهذه الطريقة؟

وبعد لحظة، وصلت صرخات خارقة من مكان ما على مسافة إلى أذني.

من المؤكد أن روديوس يمكن أن يثير أعصابك في بعض الأحيان. على عكس تيموثي، لم يدافع أبدًا عن نفسه على الإطلاق، وتلك الابتسامة المزيفة التي كان يلصقها دائمًا على وجهه تجعلني اتنهد في كل مرة أراه فيها. 

لا يبدو أنه رأي غير معقول. فالصرخات لا تزال بعيدة، ولم أشعر أنها تتجه نحونا مباشرة . ربما شخص آخر قد دفع السنو درايك إلى حالة من الجنون، ولكن قد يكون هذا مجرد إلهاء نحتاجه لإنهاء جمع حراشفهم.

ولكن على الرغم من ذلك…

سحر الشفاء غير وارد. من المؤكد أن التعاويذ يمكن أن تخدر آلام العضلات، لكنها لا تستطيع أن تنقل امتناني. 

في هذه المرحلة، خطر لي أنني في الواقع أنحاز إلى جانب روديوس لسبب ما. 

 في عالم مثالي، سأنجح في نهاية المطاف في الفوز على الأقلية التي تكرهني أيضًا، لكن في الوقت الحالي، كنت أتجنبهم بدلاً من ذلك.

لماذا كنت أفعل ذلك؟ ألم أكن أكره هذا الطفل؟

 “… ما رأيك يا روديوس؟”

ربما لم أفعل.

وعلى طول الطريق يوجد  المكان الذي أتينا إلى هنا لزيارته : هيكل ضخم يشبه الحصن، منهار في بعض الأماكن ولكنه سليم من الناحية الكلية.

لا، هذا لم يكن له أي معنى. ربما السبب هو أنني كرهت سولدات أكثر. نعم. هذا هو الوضع بالتأكيد. لم يكن روديوس سيئًا مثل سولدا لذلك علي أن أقف إلى جانبه في هذا الأمر. بسيط بما فيه الكفاية.

الارتفاع منطقي، على الأقل. يمكن أن تكون الشياطين مختلفة جسديًا تمامًا عن البشر، بما في ذلك كونهم أطول في الحالات العادية. أما الممرات الضيقة… فربما كانت محاولة متعمدة لتسهيل الدفاع عن المكان؟

إذا لم يكن هناك شيء آخر، فإن روديوس لم يحبطنا أبدًا بهذه الطريقة. لقد كان دائمًا يعامل تيموثاوس والآخرين باحترام حقيقي. 

 وبالطبع، التواجد هنا في الواقع مختلف تمامًا عن النظر إلى الرسم التوضيحي. كان بإمكاني أن أشم رائحة الكهف، وأشعر بالهواء الراكد، وأسمع بين الحين والآخر صوت ضفدع عملاق يقفز عبر الماء بالأسفل. 

 ساحر موهوب بشكل لا يصدق، لكنه لا يتصرف أبدًا وكأنه أفضل منا. لقد كان يرافقنا دائمًا في مهامنا، ويمنحنا الوقت لنهرب عندما تصبح الأمور خطيرة…

رفعت رأسي للأعلى، فوجئت إلى حد ما بذكر ذلك. هل فعلت شيئًا لإثارة غضب هذا الرجل؟

“…حسنا مهلا. هذا غير صحيح.”

 هذه القلعة تشبههم بعض الشيء، ولكن من الواضح أنها كانت أقدم، وتركت انطباعًا مختلفًا قليلاً عن تلك التي رأيتها حتى الآن. 

روديوس نبيل بالنسب. لم يتصرف حقًا كواحد، لكن هذا لا يهم. لقد ولد وفي فمه ملعقة فضية، وكان ذلك سيئا في حد ذاته. لقد كرهت الأطفال الأغنياء الذين أرادوا التظاهر بأنهم مغامرون. 

“نعم! هي تفعل ذلك! عليك أن تضع ذلك في الاعتبار!” ضرب سولدات تيموثي على كتفه بقوة أكبر من اللازم؛ ابتسم تيموثي بشكل محرج وخدش رأسه. نظرت سوزان والآخرون وهم مرتبكين تمامًا. 

لكنني أيضًا كرهت النبلاء بشكل عام. لقد دمرت مدينتي بسبب غطرستهم. لم يحركوا ساكنًا للمساعدة عندما خرجت الوحوش مسرعة من تلك الغابة إلى المنزل. إنهم لا يحركون أبدًا الفرسان لإنقاذنا.

لقد جمعوا جميعًا المعلومات بأنفسهم، وحاولوا معرفة كيفية تعظيم مساهماتهم. لو كانوا أكثر موهبة قليلاً كأفراد، أو كان لديهم مجموعة كاملة مكونة من سبعة أفراد، فمن المحتمل أن تصل مجموعتهم إلى الرتبة A دون الكثير من المتاعب.

لقد كان خطأهم أن أمي وأبي ماتا. الرجال الذين كان عليهم واجب لحماية قريتنا…تركونا نموت.

“طالما أن الطيف على قيد الحياة، فهذه الهياكل العظمية خالدة!”

ولم أنس اليأس الذي شعرت به في ذلك الوقت لن أفعل ذلك أبدًا.

 كان من الآمن لطليعتنا أن تستوعب ببساطة هجمات الخفافيش بينما نحن الثلاثة نطلق عليهم من الخلف.

نعم. صحيح.

وبينما كنت أنظر، ترك الرجل المعني مجموعته وسار بسرعة نحونا. لم يكن لديه وجه ودود بشكل خاص، والتعبير المتوهج عليه لم يساعد الأمور. ربما كان لا يزال مشتعلًا بعد المعركة.

كان لدي سبب وجيه لكراهية النبلاء. وكان روديوس نبيلاً، وهذا يعني أنني كنت أكرهه أيضًا.

 ” لا بد أنه كذلك.. كما اعتقد” قالت سارا وهي تشير إلى الأسفل “ترون؟ هناك بعض آثار الأقدام هناك.”

“…لكن روديوس قاتل من أجلنا، أليس كذلك؟”

 “ووبس ها أنا ذا مجدداً…”

حارب ضد فريق اللوستر غريزلي . لقد حارب ضد السنو درايك أيضًا. لم يهرب أبدًا لإنقاذ نفسه، حتى عندما كان بإمكانه ذلك.

ولكن لدهشتي، كانت كلماته اعتذارية بالفعل. نظر أعضاء كاونتر آروإلى بعضهم البعض في حالة من الارتباك.

 لم يكن لديه واجب لحمايتنا. لم يكن حتى عضوًا في كاونتر آرو. ومع ذلك، حاول إنقاذنا. لقد حاول أن يشتري لنا الوقت.

ولم يكن المهاجم وحيدا أيضًا. ظهر شكل صغير آخر في الجزء الخلفي من القاعة وبدأ في الهجوم من الخلف بسحر ناري قوي. مسعورين بالخوف، اندفع السنو درايك للفرار من القلعة بشكل يائس أكثر من ذي قبل.

وعندما رأيته يقاتل من أجلنا… عدت مسرعة لإنقاذه.

لسبب ما، هذا جعلني في الواقع غير مرتاح بعض الشيء. علي أن أتأكد من عدم التخلي عن حذري.

لأنني لم أرغب في رؤيته يموت.

“أوه…” الآن بعد أن تذكرت هذا حدث شيء ما أخيرًا استدارت سوزان عند سماع صوتي. حدق الجميع

ليس الأمر وكأنني أردته أن يموت أو أي شيء من هذا القبيل.

لأكون صادقًا، كنت أتوقع أن تكون بمثابة لقطة فراق ساخرة، ولكن… 

 بالطبع لا.

” اه نعم . لقد انتهيت من عملي بالأمس، لذلك أخطط للحصول على قسط من الراحة الليلة.

 لكن…مازلت قد فاجئت نفسي قليلاً عندما عدت لإنقاذه.

تلك المعركة كانت مقلقة بعض الشيء، لكن على الأقل تمكنت من رؤية تعويذة جديدة للمرة الأولى.

إذا كنت أكرهه، ألن أتركه في موقف كهذا؟ “…قرف. هذا قرف.”

“…لكن روديوس قاتل من أجلنا، أليس كذلك؟”

في الآونة الأخيرة، عندما أنظر إلى روديوس، أشعر وكأن الأرض تتحرك تحت قدمي. لقد كرهت النبلاء، لكنني لم أستطع أن أكرهه بشدة .

“انظر. إنه يصلي مرة أخرى!

 

“ماذا، هل أنا غير مرحب  بعد كل شيء؟”

 لم أكن أعرف كيفية التعامل مع ذلك.

هل كانت مستاءة للغاية لأنني لمستها هناك؟ بصراحة، لم أشعر بأي شيء تقريبًا، باستثناء الجلد الصلب لواقي صدرها. ربما كان ذلك سيحفز نبضي في تلك الأيام سابقا، لكنني لم أعد طفلاً صغيراً بريئاً بعد الآن، إذا كنت تعرف ما أعنيه.

 

لقد استمعت نصفيا إلى محادثة سارا وسوزان بينما كنت أبحث في معداتنا عن المعدات التي نحتاجها داخل الكهف. في الأساس، كان هذا يعني المشاعل التي أعددناها مسبقًا. أخرجتهم وأشعلتهم واحدًا تلو الآخر.

 لم أكن متأكدة حتى لمل كرهته حقًا بعد الآن.

تمددت على الأرض ووجهي للأسفل وبدأت في رفع وخفض جسدي بوتيرة مريحة. بعد الوصول إلى رقم عشوائي لم يكن هو الشيء المهم هنا بالطبع فالهدف تدريب عضلاتي. سرعان ما صار هالك وهرقل يرتجفان من الفرح. تمتمت بكلمات التشجيع ودفعتهما بقوة أكبر.

 

عندما بدأوا في تجميع أنفسهم معًا، ظهر شيء نصف شفاف جزئيًا على طول الممر، واندفع ببطء نحونا. لقد كان جسمًا بشريًا نحيفًا، لكن لم يكن له رأس أو أرجل. كان يرتدي ثوبًا قديمًا مهترئًا، ويطفو نحونا بلا وزن، كما لو كان يسبح في الهواء نفسه.

 لا شيء له أي معنى.

 

لكن في نهاية اليوم…

هم مغامرون بالطبع. كان الرجل الذي يقف في وسط المجموعة وهو يرتدي معطفًا أزرق داكنًا مبارزًا بالتأكيد. وبالنظر إلى أدائه الآن، فقد كان جيدًا جدًا .

حسنا كل شيء على ما يرام. نعم.. على ما يرام. علي أن أعترف بذلك.

“كما تعلم.. الحفلة اللاحقة. نحن سنذهب إلى الحانة.”

 أنا لا أكره روديوس.

انطلاقًا من النظرة الغاضبة إلى حد ما على وجه سارا، كانت تعبر عن أفكارها الفعلية بدلاً من محاولة إيذاء مشاعري. 

لقد كان ابنًا لأحمق ثري، لكنه أكثر من ذلك. لم أكرهه. هذا كل شيء.

هم يهاجمونني كمجموعة الآن، بأعداد كبيرة. في وقت سابق قد رأيت عددًا قليلًا فقط في وقت واحد، لكنها كانت تتجمع عندما أدى جداري إلى إبطاء الصفوف الأمامية. تحرك كل واحد منهم بسرعة ورشاقة مثل سحلية صغيرة، على الرغم من حجمها الهائل.

 رغم ذلك. وبنفس القدر. 

“يا إلهي،” تمتم تيموثي، وتنهد بهدوء. “ماذا كان يفكر الشياطين عندما صمموا هذا المكان؟”

أنا بالتأكيد لا أحبه أو أي شيء.

وعلى طول الطريق يوجد  المكان الذي أتينا إلى هنا لزيارته : هيكل ضخم يشبه الحصن، منهار في بعض الأماكن ولكنه سليم من الناحية الكلية.

عدم كره شخص ما هو شيء مختلف تمامًا عن الإعجاب به.

“الرياح العاتية!”

 

نظرت للأعلى وأدركت أن السقف بأكمله كان مغطى ببقع من شيء ينبعث منه وهج أبيض مزرق. من هذه المسافة، لم أتمكن من معرفة ما إذا كان طحلبًا أو نوعًا من المعدن، ولكن مهما كانت المادة، فقد جعلت مشاعلنا تبدو غير ضرورية تقريبًا.

“أنا لا أحب روديوس البتة.”

وحتى ذلك الحين، لم تكن هناك حاجة لقتلهم. إذا سببنا القليل من الضرر، فسيغيرون مسارهم بسرعة كافية. بعض الحيوانات تصبح أكثر خطورة وعدوانية عندما أصيبت، ولكن لحسن الحظ، تفضل هذه السحالي الهروب للنجاة بحياتها.

بعد التأكد من هذه الحقيقة، سمحت لنفسي بالنوم.

كان أعضاء كاونتر آرو يعلمون ذلك بالطبع. كانوا يعلمون أنني كنت أرفض دائمًا. كنت بحاجة للعودة وإخبار روكسي أنني بذلت قصارى جهدي هناك. كانت هذه هي الطريقة التي كنت أفعل بها الأشياء حتى الآن، ولم أكن أخطط لتغيير روتيني الآن.

-+-

ربما محاولة مني لتجاهل الصرخات المخيفة التي ترسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري.

هاه.. فصل طويل…

تخول الهياكل العظمية التي تضربها التعويذات الإلهية إلى جزيئات من الضوء وتختفي نهائيًا. ولكن طالما ظل الطيف نفسه سليمًا، فيمكنه استدعاء عدد لا نهاية له من الكائنات الجديدة.

تبقى 1100 ذهب

 

 

 “تعال وساعدنا يا رجل! نحن على وشك الخروج!”

لكنني أيضًا كرهت النبلاء بشكل عام. لقد دمرت مدينتي بسبب غطرستهم. لم يحركوا ساكنًا للمساعدة عندما خرجت الوحوش مسرعة من تلك الغابة إلى المنزل. إنهم لا يحركون أبدًا الفرسان لإنقاذنا.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط