You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سجلات الباحث 9

غابة غريمفيلد

غابة غريمفيلد

بينما كان الجميع منغمسين في كلمات الشاب ذو الشعر الأسود، والذي بدا وكأنه يحمل بين طيات حديثه شريان حياة قد ينقذهم من هذا الرعب المحيط بهم، كان صوت الرياح يهمس من خلال أوراق الأشجار، كأنه تحذير مسبق مما سيحدث. قال بصوت مشحون بالتوتر والجدية: “أتمنى لكم النجاة في هذا الكابوس المرعب. لا أعلم إذا كان هناك ناجون آخرون، أو كم شخص بقي معنا، لكن علينا البقاء والهروب. سنحصل على خلاصنا إذا وصل جيش الملك أو إذا استطعنا الوصول إلى منطقة مأهولة.”

 

 

لم يتمكن أحد من التحرك أو التفكير بشكل منطقي في تلك اللحظات، فقد كانوا جميعًا كالتماثيل المتحجرة، متجمدين أمام هذا الكائن المرعب. تحرك المخلوق فجأة، بسرعة لا تصدق، كصاعقة انقضت على هدفها. كان فكه الضخم يفتح بشكل لا يتناسب مع أي مخلوق طبيعي، ومن ثم أغلق بسرعة، مصحوبًا بصوت كسر وتحطيم، وكأنه صوت جمجمة تُسحق تحت وطأة قوة رهيبة.

كلماته حملت ثقل الخوف المطبق على قلوبهم، ولكنها كانت تُبقي على بصيص من الأمل في هذا المكان الموحش. الجميع كانوا مركزين على تلك الكلمات، كأنهم يمسكون بها كحبل نجاة في وسط محيط من الظلام. كان الصمت يخيّم على المكان، وصوت أنفاسهم المتسارعة يُسمع بين حين وآخر.

“الوحش؟” تساءل لنفسه بصوت خافت، لكن سرعان ما أزاح الفكرة. هذه الخطوات مختلفة، أخف، أقرب للبشر. رغم ذلك، لم يكن الارتياح هو الشعور السائد. بل العكس، ازداد القلق. من يكون هؤلاء؟ “هل هم شبان هاربون؟” حاول إقناع نفسه. “إذا كانوا كذلك، فإن البقاء معهم هو الخيار الأنسب. ليس لأنني خائف… بل، نعم، لأن هذا هو القرار المنطقي. لا يمكنني النجاة بمفردي.”

 

بينما كان كينجي يتحدث، كانت وجوه الآخرين تتغير، تظهر عليها علامات القلق المتزايد. كان اسم ألفرد كافيًا لتبث فيهم الرهبة، وكأن الحديث عنه وحده يستحضر معه كارثة.

فجأة، كسر الصمت صوتٌ عالي، كأنه صدى عواء روح معذبة تمزق الهواء، مصحوبًا بتحطيم وتكسير عنيف لأغصان الأشجار. شعور بالرهبة غمر الجميع، وتبدلت تعابير وجوههم بين لحظة وأخرى إلى مزيج من الدهشة والخوف. ارتفع الغبار في الهواء كأنه ستار دخاني يُمهد لظهور كائن من كوابيس مظلمة.

 

 

 

ببطء، برز من بين الظلال مخلوق مرعب، شيء لا يمكن وصفه بسهولة، كأنه خرج من أسوأ الكوابيس. كان كلبًا في هيئته الأساسية، لكن تفاصيله كانت أبعد ما تكون عن الكلب. بدا كأن الطبيعة نفسها قد تمردت عليه، لتصنع مزيجًا غريبًا من القرد والغوريلا والحصان، جسده ملتف بالعضلات الملتوية، ووجهه الذي كان أشبه بكابوس من تشوهاتٍ عجيبة، عيون حمراء تلمع من خلف جمجمته، وفكه الضخم ينفتح على مصراعيه، كاشفًا عن صفوف من الأسنان الحادة.

حينما اقترب الصوت أكثر، تمالك نفسه بصعوبة، رفع صوته، لكن ليس بثقة كاملة: “هاي! توقفوا! أنا هنا!”

 

 

على ظهره، كانت تتناثر مجموعة من الشموع الضخمة، ملتصقة بجسده وكأنها جزء منه، تشتعل بنيران خافتة، تلقي بظلال راقصة على الأشجار المحيطة، مما زاد من رهبة الموقف. لم يكن هذا الكائن مجرد مخلوق عادي، بل كان وحشًا متجسدًا من أعماق الجحيم.

بعيدًا في مكان آخر، كان الأشخاص الأربعة قد توقفوا بعد لحظة من الصدمة على رحيل رين المفاجئ. الجو بينهم كان متوترًا، وعين أحدهم تلمع بغضب مكبوت وهو يوجه اللوم نحو كينجي: “تبا لك يا كينجي، لقد تركته يهرب!” صوته كان يحمل نبرة حادة مليئة بالسخط، “كان بإمكاننا تحسين مظهرنا أكثر لو أننا أمسكنا به. كان سيجعلنا أقوى، كان بإمكاننا تعديل أشكالنا!”

 

بينما كان الجميع منغمسين في كلمات الشاب ذو الشعر الأسود، والذي بدا وكأنه يحمل بين طيات حديثه شريان حياة قد ينقذهم من هذا الرعب المحيط بهم، كان صوت الرياح يهمس من خلال أوراق الأشجار، كأنه تحذير مسبق مما سيحدث. قال بصوت مشحون بالتوتر والجدية: “أتمنى لكم النجاة في هذا الكابوس المرعب. لا أعلم إذا كان هناك ناجون آخرون، أو كم شخص بقي معنا، لكن علينا البقاء والهروب. سنحصل على خلاصنا إذا وصل جيش الملك أو إذا استطعنا الوصول إلى منطقة مأهولة.”

لم يتمكن أحد من التحرك أو التفكير بشكل منطقي في تلك اللحظات، فقد كانوا جميعًا كالتماثيل المتحجرة، متجمدين أمام هذا الكائن المرعب. تحرك المخلوق فجأة، بسرعة لا تصدق، كصاعقة انقضت على هدفها. كان فكه الضخم يفتح بشكل لا يتناسب مع أي مخلوق طبيعي، ومن ثم أغلق بسرعة، مصحوبًا بصوت كسر وتحطيم، وكأنه صوت جمجمة تُسحق تحت وطأة قوة رهيبة.

 

 

“الوحش؟” تساءل لنفسه بصوت خافت، لكن سرعان ما أزاح الفكرة. هذه الخطوات مختلفة، أخف، أقرب للبشر. رغم ذلك، لم يكن الارتياح هو الشعور السائد. بل العكس، ازداد القلق. من يكون هؤلاء؟ “هل هم شبان هاربون؟” حاول إقناع نفسه. “إذا كانوا كذلك، فإن البقاء معهم هو الخيار الأنسب. ليس لأنني خائف… بل، نعم، لأن هذا هو القرار المنطقي. لا يمكنني النجاة بمفردي.”

في لحظة واحدة، اختفى رأس الشاب الأقرب إلى المخلوق، واندفع الدماء في الهواء كنافورة متفجرة، ليرسم مشهدًا مروّعًا. عيون الشبان الأخرى اتسعت في رعب، وصوت الصراخ المكتوم يتردد في صدورهم، بينما سقط جسد الشاب بلا حياة، رأسه ممزق إلى أشلاء، والدماء تتسرب من عنقه في تدفق مخيف.

 

 

لم يكن الأمر عشوائيًا. كل منهم كان يحمل عصا أو غصنًا طويلًا، وكأنهم كانوا يستعدون لمواجهة شيء مخيف. أحدهم، وهو الأقرب إلى رين، تحدث أخيرًا، صوته بارد وحذر: “ما أنت؟ ماذا تكون؟”

هذا المشهد كان بمثابة إشارة للجميع. إدراكٌ لحقيقة لا مفر منها: أنهم أمام كائن لا يعرف الرحمة، وأن الموت قد يحصد أرواحهم في أي لحظة. رين، الذي كان يراقب المشهد بعينين متسعتين، أدرك أن عليهم الهروب الآن. لا وقت للتخطيط أو التفكير، فقط الهرب من هذا الجحيم، بأي وسيلة ممكنة.

 

 

على ظهره، كانت تتناثر مجموعة من الشموع الضخمة، ملتصقة بجسده وكأنها جزء منه، تشتعل بنيران خافتة، تلقي بظلال راقصة على الأشجار المحيطة، مما زاد من رهبة الموقف. لم يكن هذا الكائن مجرد مخلوق عادي، بل كان وحشًا متجسدًا من أعماق الجحيم.

صرخ نفس الشاب الواثق سابقاً: “هيا، اهربوا! ماذا تفعلون؟ فلينطلق كل واحد في اتجاه مختلف!” ثم التفت وبدأ الركض بسرعة غير طبيعية، وكأن الشيطان نفسه كان يلاحقه.

بعيدًا في مكان آخر، كان الأشخاص الأربعة قد توقفوا بعد لحظة من الصدمة على رحيل رين المفاجئ. الجو بينهم كان متوترًا، وعين أحدهم تلمع بغضب مكبوت وهو يوجه اللوم نحو كينجي: “تبا لك يا كينجي، لقد تركته يهرب!” صوته كان يحمل نبرة حادة مليئة بالسخط، “كان بإمكاننا تحسين مظهرنا أكثر لو أننا أمسكنا به. كان سيجعلنا أقوى، كان بإمكاننا تعديل أشكالنا!”

 

بينما كان الجميع منغمسين في كلمات الشاب ذو الشعر الأسود، والذي بدا وكأنه يحمل بين طيات حديثه شريان حياة قد ينقذهم من هذا الرعب المحيط بهم، كان صوت الرياح يهمس من خلال أوراق الأشجار، كأنه تحذير مسبق مما سيحدث. قال بصوت مشحون بالتوتر والجدية: “أتمنى لكم النجاة في هذا الكابوس المرعب. لا أعلم إذا كان هناك ناجون آخرون، أو كم شخص بقي معنا، لكن علينا البقاء والهروب. سنحصل على خلاصنا إذا وصل جيش الملك أو إذا استطعنا الوصول إلى منطقة مأهولة.”

أما رين، فكانت الأحداث تتحرك أمامه كأنها مشهد من كابوس لا يريد أن ينتهي. وجد نفسه مشلولاً للحظة، غير قادر على استيعاب هذا الهجوم العنيف الذي اخترق سكينة الغابة. كان منغمسًا في أفكاره، يحاول التفكير ببرود في خطوته القادمة، وفجأة، كأن العالم كله تمزق، وهذا الوحش الملعون اقتحم المكان، جالبًا معه الرعب والموت. صوت قضم الرؤوس كان أشبه بصوت طرقات الموت، جعل الدم يتجمد في عروقه.

كانت نبرته أشبه بشفرة، تحمل معها تهديدًا غير معلن. رين شعر بالدم يتجمد في عروقه. “تبا، مجددًا… لماذا فقط وقفت كالأحمق؟” تمنى لو أنه اختبأ بدلاً من مواجهة هذا الموقف. لو فقط لم يكن متسرعًا، لربما كان الآن في مأمن.

 

 

لم يكن رين من النوع الذي يتجمد في مكانه طويلاً. على الفور، ومع أول لمحة للوحش الهائج، تحرك غريزيًا، واندفع كالسهم في اتجاه عشوائي. الأرض من تحته كانت زلقة، ممزوجة ببقايا الأوراق الميتة والطين، لكنه لم يكن يملك ترف التفكير؛ كل ما كان يهمه هو الهروب، وبسرعة.

 

 

لم يكن هؤلاء شبانًا هاربين. أمامه الآن أربعة أشخاص غرباء، كل منهم يبدو وكأنه خرج من كابوس غريب. كانت ملامحهم حادة، غير مألوفة، وأعينهم تراقبه بحذر شديد. دون أن ينطقوا بكلمة، تحركوا بسرعة، محاصرين رين من كل جهة، وأصبح محاصرًا كما لو كان فريسة محشورة في زاوية ضيقة.

الأغصان امتدت أمامه كأذرع تحاول الإمساك به، وكانت تتكسر تحت خطواته المحمومة. الهواء كان يصفع وجهه، باردًا كالسياط، مختلطًا برائحة التراب الرطب والأشجار المتعفنة. كان بإمكانه سماع دقات قلبه تتسارع كأنها تدق أجراس الإنذار في رأسه. في كل خطوة، كان يتوقع أن يشعر بمخالب الوحش تمزق ظهره.

 

 

 

بينما كان يركض، حاول التركيز على فكرة واحدة: “وكأنني سأنتظر هذا الوحش ليسلّم عليّ! من الواضح أنه مثل حاصد الأرواح، مجرد النظر إليه يكفي لتفقد حياتك.” فكرة البقاء كانت الشيء الوحيد الذي يُبقيه على المسار.

 

 

هذا المشهد كان بمثابة إشارة للجميع. إدراكٌ لحقيقة لا مفر منها: أنهم أمام كائن لا يعرف الرحمة، وأن الموت قد يحصد أرواحهم في أي لحظة. رين، الذي كان يراقب المشهد بعينين متسعتين، أدرك أن عليهم الهروب الآن. لا وقت للتخطيط أو التفكير، فقط الهرب من هذا الجحيم، بأي وسيلة ممكنة.

استمر بالركض، متجنبًا الصخور والجذور البارزة التي كادت تُوقعه عدة مرات. الغابة أصبحت متاهة من الفروع المتشابكة والصخور المتناثرة، كل شيء يبدو كأنه يتحرك معه، كأن الغابة نفسها كانت تدفعه بعيدًا عن ذلك الرعب.

 

 

صرخ نفس الشاب الواثق سابقاً: “هيا، اهربوا! ماذا تفعلون؟ فلينطلق كل واحد في اتجاه مختلف!” ثم التفت وبدأ الركض بسرعة غير طبيعية، وكأن الشيطان نفسه كان يلاحقه.

بعد دقائق من الركض المحموم، وحين شعر أن قدميه قد تتحطمان من الإرهاق، نظر خلفه، متوقعًا الأسوأ. كان الهدوء النسبي خلفه غريبًا، لم يكن هناك أي أثر للوحش، فقط أشجار مدمرة وأغصان محطمة، والغبار الكثيف يملأ الهواء، متلألئًا في ضوء الشمس الباهت الذي يتسلل بين الأوراق. لكن حتى هذا الهدوء لم يجلب له الطمأنينة. السؤال الذي يراوده الآن هو: هل نجح فعلاً في الهروب؟ أم أن الوحش لا يزال يلاحقه، مختبئًا بين الظلال، منتظرًا اللحظة المناسبة للانقضاض عليه؟

 

 

لكن رين، بنبضات قلب متسارعة وحواس مشحونة باليقظة، كان يشعر أن هناك شيئًا مريبًا. بدلاً من أن يتبعه كما توقع الغريب، استدار هو أيضًا، ولكن في الاتجاه المعاكس، وبدأ يركض بسرعة تفوق ما يتوقعه أي شخص قد يلاحظه. أحاسيسه كانت متضاربة، لكن شعورًا واحدًا كان يطغى على كل شيء: الخطر.

بدأت الخطوات تزداد وضوحًا، وكأنها تختلط مع همسات الرياح بين الأشجار المظلمة المحيطة بالغابة. صوت الأوراق المتساقطة تحت الأقدام كان سريعًا ومتعجلاً، مما أضاف طبقة من التوتر إلى الأجواء. رين وقف ساكنًا، كأن قدميه التصقتا بالأرض، وعقله يحاول مجاراة ما يحدث. القلب في صدره ينبض بشدة، كأنه يحاول أن يخبره أن شيئًا رهيبًا قادم.

كلماته حملت ثقل الخوف المطبق على قلوبهم، ولكنها كانت تُبقي على بصيص من الأمل في هذا المكان الموحش. الجميع كانوا مركزين على تلك الكلمات، كأنهم يمسكون بها كحبل نجاة في وسط محيط من الظلام. كان الصمت يخيّم على المكان، وصوت أنفاسهم المتسارعة يُسمع بين حين وآخر.

 

لم يكن هؤلاء شبانًا هاربين. أمامه الآن أربعة أشخاص غرباء، كل منهم يبدو وكأنه خرج من كابوس غريب. كانت ملامحهم حادة، غير مألوفة، وأعينهم تراقبه بحذر شديد. دون أن ينطقوا بكلمة، تحركوا بسرعة، محاصرين رين من كل جهة، وأصبح محاصرًا كما لو كان فريسة محشورة في زاوية ضيقة.

“الوحش؟” تساءل لنفسه بصوت خافت، لكن سرعان ما أزاح الفكرة. هذه الخطوات مختلفة، أخف، أقرب للبشر. رغم ذلك، لم يكن الارتياح هو الشعور السائد. بل العكس، ازداد القلق. من يكون هؤلاء؟ “هل هم شبان هاربون؟” حاول إقناع نفسه. “إذا كانوا كذلك، فإن البقاء معهم هو الخيار الأنسب. ليس لأنني خائف… بل، نعم، لأن هذا هو القرار المنطقي. لا يمكنني النجاة بمفردي.”

لم يكن هؤلاء شبانًا هاربين. أمامه الآن أربعة أشخاص غرباء، كل منهم يبدو وكأنه خرج من كابوس غريب. كانت ملامحهم حادة، غير مألوفة، وأعينهم تراقبه بحذر شديد. دون أن ينطقوا بكلمة، تحركوا بسرعة، محاصرين رين من كل جهة، وأصبح محاصرًا كما لو كان فريسة محشورة في زاوية ضيقة.

 

“في أحلامك، يا ابن الحقيرة!” تمتم بين أسنانه المطبقة بغضب مكتوم، بينما كانت الرياح تصفع وجهه كلما ازداد سرعته. “وكأنني سأكون مجنونًا بما يكفي لأتبع شخصًا مسلحًا وأنا أعزل.” كانت الأفكار تتوالى في ذهنه بسرعة جنونية، تعززت بالشك والقلق. “تبا، هذا ليس شعورًا طبيعيًا، هناك شيء مريب بخصوصهم… وكأنه مصيدة.”

الخوف الذي بدأ يستحوذ عليه تحول إلى فكرة عملية، وإن كانت قاسية. “في المجموعة، يمكنني استخدامهم كدروع، كحماية… أو حتى تضحيات.” هز رأسه وكأنه يرفض الفكرة، لكنه يعلم في قرارة نفسه أن أي خيار سيكون أفضل من المواجهة وحيدًا.

بعد دقائق من الركض المحموم، وحين شعر أن قدميه قد تتحطمان من الإرهاق، نظر خلفه، متوقعًا الأسوأ. كان الهدوء النسبي خلفه غريبًا، لم يكن هناك أي أثر للوحش، فقط أشجار مدمرة وأغصان محطمة، والغبار الكثيف يملأ الهواء، متلألئًا في ضوء الشمس الباهت الذي يتسلل بين الأوراق. لكن حتى هذا الهدوء لم يجلب له الطمأنينة. السؤال الذي يراوده الآن هو: هل نجح فعلاً في الهروب؟ أم أن الوحش لا يزال يلاحقه، مختبئًا بين الظلال، منتظرًا اللحظة المناسبة للانقضاض عليه؟

 

“ما الذي يجري هنا؟” فكر بسرعة وهو يراقب تحركاتهم.

حينما اقترب الصوت أكثر، تمالك نفسه بصعوبة، رفع صوته، لكن ليس بثقة كاملة: “هاي! توقفوا! أنا هنا!”

هذا المشهد كان بمثابة إشارة للجميع. إدراكٌ لحقيقة لا مفر منها: أنهم أمام كائن لا يعرف الرحمة، وأن الموت قد يحصد أرواحهم في أي لحظة. رين، الذي كان يراقب المشهد بعينين متسعتين، أدرك أن عليهم الهروب الآن. لا وقت للتخطيط أو التفكير، فقط الهرب من هذا الجحيم، بأي وسيلة ممكنة.

 

 

الصوت الذي أطلقه تلاشى بسرعة بين الأشجار، لكنه لم يتلق أي استجابة في البداية. كانت عيناه تحاولان تمييز الأشكال التي بدأت تقترب منه. لكن ما رآه عندما ظهرت الأجساد أمامه جعله يتجمد في مكانه.

“الوحش؟” تساءل لنفسه بصوت خافت، لكن سرعان ما أزاح الفكرة. هذه الخطوات مختلفة، أخف، أقرب للبشر. رغم ذلك، لم يكن الارتياح هو الشعور السائد. بل العكس، ازداد القلق. من يكون هؤلاء؟ “هل هم شبان هاربون؟” حاول إقناع نفسه. “إذا كانوا كذلك، فإن البقاء معهم هو الخيار الأنسب. ليس لأنني خائف… بل، نعم، لأن هذا هو القرار المنطقي. لا يمكنني النجاة بمفردي.”

 

 

لم يكن هؤلاء شبانًا هاربين. أمامه الآن أربعة أشخاص غرباء، كل منهم يبدو وكأنه خرج من كابوس غريب. كانت ملامحهم حادة، غير مألوفة، وأعينهم تراقبه بحذر شديد. دون أن ينطقوا بكلمة، تحركوا بسرعة، محاصرين رين من كل جهة، وأصبح محاصرًا كما لو كان فريسة محشورة في زاوية ضيقة.

بصعوبة، بلع ريقه وقال بصوت متهدج: “أنا… أنا اسمي رين. أنا طالب.” كانت كلماته متعثرة، بينما عيناه تراقبانهم بخوف.

 

هذا المشهد كان بمثابة إشارة للجميع. إدراكٌ لحقيقة لا مفر منها: أنهم أمام كائن لا يعرف الرحمة، وأن الموت قد يحصد أرواحهم في أي لحظة. رين، الذي كان يراقب المشهد بعينين متسعتين، أدرك أن عليهم الهروب الآن. لا وقت للتخطيط أو التفكير، فقط الهرب من هذا الجحيم، بأي وسيلة ممكنة.

“ما الذي يجري هنا؟” فكر بسرعة وهو يراقب تحركاتهم.

 

 

الصوت الذي أطلقه تلاشى بسرعة بين الأشجار، لكنه لم يتلق أي استجابة في البداية. كانت عيناه تحاولان تمييز الأشكال التي بدأت تقترب منه. لكن ما رآه عندما ظهرت الأجساد أمامه جعله يتجمد في مكانه.

لم يكن الأمر عشوائيًا. كل منهم كان يحمل عصا أو غصنًا طويلًا، وكأنهم كانوا يستعدون لمواجهة شيء مخيف. أحدهم، وهو الأقرب إلى رين، تحدث أخيرًا، صوته بارد وحذر: “ما أنت؟ ماذا تكون؟”

 

 

عندما اقترب أحد الأشخاص من رين، صوته كان يحمل في طياته خليطًا من الاستعجال والريبة: “اتبعنا بسرعة، نحن نهرب من وحش مجنون. سنتحدث عن التفاصيل لاحقًا عندما نجتمع مع المجموعة. إنهم في الأمام.” أنهى حديثه وكأنه على يقين بأن رين سيتبعه، ثم استدار وبدأ الركض مرة أخرى، خطواته تدق الأرض وكأنها إعلانٌ لهروبه.

كانت نبرته أشبه بشفرة، تحمل معها تهديدًا غير معلن. رين شعر بالدم يتجمد في عروقه. “تبا، مجددًا… لماذا فقط وقفت كالأحمق؟” تمنى لو أنه اختبأ بدلاً من مواجهة هذا الموقف. لو فقط لم يكن متسرعًا، لربما كان الآن في مأمن.

 

 

 

بصعوبة، بلع ريقه وقال بصوت متهدج: “أنا… أنا اسمي رين. أنا طالب.” كانت كلماته متعثرة، بينما عيناه تراقبانهم بخوف.

 

 

 

الرجل ضيق عينيه، ثم ضحك ضحكة باردة، وكأنها لم تكن تعني أي شيء سوى مزيد من التهديد: “آه، طالب، إذن. مثلنا محاصر في مثل هذا المكان… في غابة ‘غريمفيلد’.”

عندما اقترب أحد الأشخاص من رين، صوته كان يحمل في طياته خليطًا من الاستعجال والريبة: “اتبعنا بسرعة، نحن نهرب من وحش مجنون. سنتحدث عن التفاصيل لاحقًا عندما نجتمع مع المجموعة. إنهم في الأمام.” أنهى حديثه وكأنه على يقين بأن رين سيتبعه، ثم استدار وبدأ الركض مرة أخرى، خطواته تدق الأرض وكأنها إعلانٌ لهروبه.

 

 

 

بعيدًا في مكان آخر، كان الأشخاص الأربعة قد توقفوا بعد لحظة من الصدمة على رحيل رين المفاجئ. الجو بينهم كان متوترًا، وعين أحدهم تلمع بغضب مكبوت وهو يوجه اللوم نحو كينجي: “تبا لك يا كينجي، لقد تركته يهرب!” صوته كان يحمل نبرة حادة مليئة بالسخط، “كان بإمكاننا تحسين مظهرنا أكثر لو أننا أمسكنا به. كان سيجعلنا أقوى، كان بإمكاننا تعديل أشكالنا!”

عندما اقترب أحد الأشخاص من رين، صوته كان يحمل في طياته خليطًا من الاستعجال والريبة: “اتبعنا بسرعة، نحن نهرب من وحش مجنون. سنتحدث عن التفاصيل لاحقًا عندما نجتمع مع المجموعة. إنهم في الأمام.” أنهى حديثه وكأنه على يقين بأن رين سيتبعه، ثم استدار وبدأ الركض مرة أخرى، خطواته تدق الأرض وكأنها إعلانٌ لهروبه.

لم يكن هؤلاء شبانًا هاربين. أمامه الآن أربعة أشخاص غرباء، كل منهم يبدو وكأنه خرج من كابوس غريب. كانت ملامحهم حادة، غير مألوفة، وأعينهم تراقبه بحذر شديد. دون أن ينطقوا بكلمة، تحركوا بسرعة، محاصرين رين من كل جهة، وأصبح محاصرًا كما لو كان فريسة محشورة في زاوية ضيقة.

 

 

لكن رين، بنبضات قلب متسارعة وحواس مشحونة باليقظة، كان يشعر أن هناك شيئًا مريبًا. بدلاً من أن يتبعه كما توقع الغريب، استدار هو أيضًا، ولكن في الاتجاه المعاكس، وبدأ يركض بسرعة تفوق ما يتوقعه أي شخص قد يلاحظه. أحاسيسه كانت متضاربة، لكن شعورًا واحدًا كان يطغى على كل شيء: الخطر.

 

 

 

“في أحلامك، يا ابن الحقيرة!” تمتم بين أسنانه المطبقة بغضب مكتوم، بينما كانت الرياح تصفع وجهه كلما ازداد سرعته. “وكأنني سأكون مجنونًا بما يكفي لأتبع شخصًا مسلحًا وأنا أعزل.” كانت الأفكار تتوالى في ذهنه بسرعة جنونية، تعززت بالشك والقلق. “تبا، هذا ليس شعورًا طبيعيًا، هناك شيء مريب بخصوصهم… وكأنه مصيدة.”

 

 

 

بينما كانت قدماه تدفعه بعيدًا عن المجموعة، أخذت صورة الرجل الذي رأى الديدان المتعفنة في أذنه ترتسم في ذاكرته بشكل لا إرادي. شعور بالغثيان تملك معدته، وضيق في التنفس بدأ يتصاعد مع تذكره لهذا المشهد. “ما كان ذلك بحق الجحيم؟ كيف لم يلاحظ ذلك بنفسه؟” فكر بينما يحاول السيطرة على ضربات قلبه المتسارعة.

 

 

 

بعيدًا في مكان آخر، كان الأشخاص الأربعة قد توقفوا بعد لحظة من الصدمة على رحيل رين المفاجئ. الجو بينهم كان متوترًا، وعين أحدهم تلمع بغضب مكبوت وهو يوجه اللوم نحو كينجي: “تبا لك يا كينجي، لقد تركته يهرب!” صوته كان يحمل نبرة حادة مليئة بالسخط، “كان بإمكاننا تحسين مظهرنا أكثر لو أننا أمسكنا به. كان سيجعلنا أقوى، كان بإمكاننا تعديل أشكالنا!”

بينما كان يركض، حاول التركيز على فكرة واحدة: “وكأنني سأنتظر هذا الوحش ليسلّم عليّ! من الواضح أنه مثل حاصد الأرواح، مجرد النظر إليه يكفي لتفقد حياتك.” فكرة البقاء كانت الشيء الوحيد الذي يُبقيه على المسار.

 

 

كينجي، الذي كان يبدو أكثر هدوءًا ولكنه محمل بالقلق، رد بصوت حازم ولكنه مفعم بالحذر: “اصمت، أيها الأحمق.” عيناه كانت تراقبان الظلام المحيط بهم بحذر. “هل تظنني غبيًا؟ إذا كنا قد تسرعنا، كان ألفرد سيلحق بنا. هل تريد أن يظهر ذاك المسخ الملعون؟” توقفت كلماته قليلاً، ثم تابع بصوت منخفض، وكأن مجرد ذكر الاسم يشكل تهديدًا: “تذكر ما حدث عندما اختفى ألفرد لبعض الوقت، وعندما عاد… لم يعد هو نفسه. عاد كمسخ، كلب مختل لا يعرف الرحمة.”

 

 

هذا المشهد كان بمثابة إشارة للجميع. إدراكٌ لحقيقة لا مفر منها: أنهم أمام كائن لا يعرف الرحمة، وأن الموت قد يحصد أرواحهم في أي لحظة. رين، الذي كان يراقب المشهد بعينين متسعتين، أدرك أن عليهم الهروب الآن. لا وقت للتخطيط أو التفكير، فقط الهرب من هذا الجحيم، بأي وسيلة ممكنة.

بينما كان كينجي يتحدث، كانت وجوه الآخرين تتغير، تظهر عليها علامات القلق المتزايد. كان اسم ألفرد كافيًا لتبث فيهم الرهبة، وكأن الحديث عنه وحده يستحضر معه كارثة.

 

 

بصعوبة، بلع ريقه وقال بصوت متهدج: “أنا… أنا اسمي رين. أنا طالب.” كانت كلماته متعثرة، بينما عيناه تراقبانهم بخوف.

 

 

 

لم يكن الأمر عشوائيًا. كل منهم كان يحمل عصا أو غصنًا طويلًا، وكأنهم كانوا يستعدون لمواجهة شيء مخيف. أحدهم، وهو الأقرب إلى رين، تحدث أخيرًا، صوته بارد وحذر: “ما أنت؟ ماذا تكون؟”

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط