You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سجلات الباحث 15

مواجهة دموية

مواجهة دموية

لحظة من التأمل المشوب بالصمت خيمت على الأجواء بين رين والوحش، وكأن العالم توقف للحظة، تاركًا الاثنين وجهاً لوجه، كل منهما يحاول قراءة الآخر بعيون مليئة بالغموض. رين، الذي كان قبل ثوان غارقاً في خوفه، واقفاً بلا حول أمام رعب يفوق الوصف، تغير ببطء. أحاسيس الموت التي كانت تعصف برأسه، وصرخات الهرب التي ملأت قلبه، بدأت تتلاشى كما لو أنها تغرق في بحر من السكون. شيء ما في داخله كان يتحرك، يتغير، كأنه انبعاث جديد، أو ربما استسلام مطلق لقوى لم يكن يدركها سابقًا.

صرخة ألم مزقت حنجرته، كانت تمزق قلبه كما تمزق أنياب الوحش ذراعه. الدم تدفق بغزارة، متفجرًا من الجرح وكأنه ينبوع، لكنه استمر في إحكام قبضته على الرأس الأول بقوة. كان الألم مثل شوكة تخترق أعماقه، لكنه لم يتوقف. ظل يشدد قبضته حتى سُمع صوت تمزق عضلات الرقبة والعظام، وبلحظة نهائية، اقتلع الرأس من جسد الجرذ الضخم، لتتدفق منه الدماء بغزارة كما لو أنه فتح بوابة من جحيم مليء باللعنات.

 

 

عيونه الصفراء، التي كانت مجرد بريق خوف في البداية، أصبحت الآن مشرقة كشمعة في منتصف العاصفة. توهج عينيه أصبح شديدًا، يختلط مع الظلام الذي يلف المكان، ليبدو وكأن عيونه وحدها تتحدى العالم من حوله. ملامح وجهه الباردة، التي كانت تعبر عن التوتر وعدم الفهم، تجمدت ببطء حتى صارت بلا أي تعبير. لقد اختفى الخوف تمامًا من وجهه، كما لو أن روحه تخلت عن المشاعر البشرية المعتادة وسمحت لشيء آخر بالسيطرة.

الفرو الكثيف للوحش اهتز برفق، كما لو كان يستعد لانفجار من القوة البدائية. المخالب الحادة التي يملكها توهجت في الهواء، مستعدة لتمزيق كل ما يقف في طريقه. لم يكن مجرد وحش، بل كان تجسيدًا لفوضى غير قابلة للوصف، جزءًا من كابوس حي.

 

رفعت الرياح أوراق الأشجار الجافة حوله بهدوء، تدور حول جسده النحيل، وكأنها تعترف بالتحول الذي يحدث داخله. رين لم يعد ذلك الفتى المتردد الذي يفكر بالهرب، والذي كان يسعى لفهم الفوضى والجنون الذي يحيط به. لا، لقد تحول الآن إلى شيء آخر. كانت خطواته ثابتة، ورأسه مرفوع بثقة غريبة، نظرة جليدية تكسو عينيه الصفراء المتوهجة، لكن كان هناك شيء إضافي، شيء أشبه باللامبالاة المطلقة تجاه الخطر المحدق به.

عندما حاول رين التراجع، لم يمنحه الوحش فرصة للهروب. اخترقت المخالب الطويلة جسده وكأنها شفرات حادة تمزق قطعة من الورق، غارسة نفسها بعمق في جانبه. الألم اجتاحه مرة أخرى، كحريق يلتهم داخله، لكنه لم يستسلم. حاول المراوغة، متفادياً الهجمات العشوائية للوحش بحركة سريعة، بينما كان يمسك بالرأس الميت بين يديه وكأنه سلاح مميت.

 

.

وفي هدوء تلك اللحظة المتوترة، خرجت كلمات غير مسموعة من شفتيه، همسات بطيئة كأنها جاءت من أعماق روحه: “لقد بدأ…”

.

 

.

على الجانب الآخر، كانت استجابة الوحش سريعة بنفس القدر. الجرذ ذو الرؤوس الخمسة كان يراقب التحول الذي يحدث أمامه، ورغم أنه كائن من الرعب والفوضى، فقد شعر بتغير في الهالة التي تحيط برين. ببطء شديد، فتح كل رأس من رؤوسه الخمسة عينيه الإضافية. كل عين تحمل لونًا مختلفًا، وكأن كل رأس من تلك الرؤوس متصل بعالم مختلف من الجنون. الألوان الغريبة والمشعة تباينت مع الظلام المحيط، حيث ظهر وهج أحمر، وأزرق، وأخضر، وأصفر، وبنفسجي، تتراقص في الأفق كما لو أنها إشارات لبداية شيء لا يمكن إيقافه.

 

 

 

الفرو الكثيف للوحش اهتز برفق، كما لو كان يستعد لانفجار من القوة البدائية. المخالب الحادة التي يملكها توهجت في الهواء، مستعدة لتمزيق كل ما يقف في طريقه. لم يكن مجرد وحش، بل كان تجسيدًا لفوضى غير قابلة للوصف، جزءًا من كابوس حي.

 

 

 

وفي لحظة، بدون سابق إنذار، انطلق كل من الجرذ ذو الرؤوس الخمسة ورين في حركة متزامنة. كان الأمر أشبه برقصة بين الموت والفوضى. رين، الذي أصبح الآن كيانًا خاليًا من الخوف، تحرك بسرعة لم يكن يتوقعها حتى هو. الهواء حوله تغير، وكأنه كان يقطع الطريق عبر العالم بسرعة خارقة، خطواته كانت كصدى في فضاء مليء بالجنون.

.

 

وفي هدوء تلك اللحظة المتوترة، خرجت كلمات غير مسموعة من شفتيه، همسات بطيئة كأنها جاءت من أعماق روحه: “لقد بدأ…”

الوحش من جانبه، كان كالنمر الجائع الذي يصطاد فريسته. كل رأس من رؤوسه يتحرك بشكل مستقل، عيونه الملونة تتابع رين من جميع الزوايا، كما لو أنها تحاول استيعاب الحركة السريعة التي أمامه. كانت كل لحظة من هذه المواجهة محفوفة بخطر حقيقي، لا مكان فيها للخطأ أو التردد.

لكنه لم يكن كافيًا. الجسد الضخم للجرذ كان يتحرك باندفاع نحو رين، وكأنه جدار من العضلات والفوضى.

 

.

لم يكن هناك كلام، فقط صوت الوحش الغير مفهوم في بعض الأحيان يملأ الأجواء بصوتٍ أشبه بالهسهسة المنبعثة من أعماق الجحيم. كانت أنفاس رين ثقيلة، يتصبب منه العرق، ولكنه لم يُظهِر أي تردد. في لحظة خاطفة، وجه إحدى الأحجار الحادة نحو الرأس الأوسط للجرذ الضخم بحركة خاطفة وسريعة، وكأن يده تحولت إلى قاذفة رصاص. انطلق الحجر كالسهم، مصطدمًا بقوة رهيبة في عين الرأس الأيسر، فصرخ الوحش بصوت قادم من قعر الكوابيس، واهتز جسده العملاق مع الألم.

 

 

.

لم يضيع رين ثانيةً واحدة، استغل اللحظة. كان يتحرك بخفة راقصة بين الهجمات الوحشية للجرذ، والذي اندفعت رؤوسه الخمسة تحاول التهام جسده. كان الجرذ مثل دوامة من الفوضى؛ كل رأس يتحرك بطريقة مستقلة، يتلاعب بفراغات الهواء، بينما باقي الرؤوس تهدد بالموت من كل زاوية. في لحظة، انفجر الوحش نحو رين بهجمة عاصفة. ارتفعت مخالبه الأمامية، وبدأت تمتد بشكل غير طبيعي، وتحولت إلى شفرات حادة بطول الأذرع، تشق الهواء قبل أن تغرس نفسها في ذراع رين الأيسر، تاركة خلفها جرحًا عميقًا وسيلًا من الدماء المتفجرة.

 

 

 

الألم اخترق جسد رين كالصاعقة، وشعر بوخزة حادة تجتاح جسده. تراجع للحظة، متأخرًا عن الحركة بما يكفي ليتلقى ضربة قوية أخرى. هذه المرة، انقض أحد الرؤوس الخلفية للجرذ، موجّهًا ركلة جهنمية إلى بطن رين، الذي اندفع طائرًا في الهواء ليرتطم بقوة بالشجرة المجاورة. سقط على الأرض، يتنفس بصعوبة بينما الغضب بدأ يتصاعد في داخله.

 

 

في لحظة من الزمن، رأى فرصة؛ أحد الرؤوس الخمسة كانت تتحرك باتجاهه بحركة بطيئة نسبيًا بسبب الإصابات التي تلقاها في عينه. استغل الفرصة، وثب نحو الأمام بانحناءة خاطفة، متفاديًا هجمة مخالب الجرذ الأخرى. رمى بسرعة حجرًا آخر نحو عين الرأس المصاب، وهذه المرة أصاب هدفه بشكلٍ أكثر دقة. ارتطم الحجر بالعين المصابة بالفعل، ليزيد من شدة الألم، ويجعل الوحش يتراجع قليلًا.

لم يمنحه الجرذ أي فرصة للراحة. وكأنه كان يعلم أن أي لحظة تأخير قد تكون مميتة له، قفز الوحش بأرجله الأربعة إلى الأعلى بسرعة خاطفة، متوجهًا نحو رين. لكن الأخير، رغم الألم الذي كان يمزق جسده، استجمع كل قوته، ودحرج نفسه بسرعة نحو الجانب، بعيدًا عن مخالب الموت.

.

 

يمينًا ويسارًا، قفز وتدحرج، يهرب من المخالب التي تحاول أن تغرس نفسها فيه في كل لحظة، كان ينجو في آخر لحظة، وكأنه يرقص على حافة الموت. ثم، بحركة ملهمة بالفوضى، رفع رأس الجرذ الميت بين يديه. كانت العينان الباهتتان، التي كانت تشتعل قبل قليل بهالة مرعبة، الآن تلمع بريقًا باهتًا. أنيابه الضخمة لا تزال مغروسة في ذكريات القسوة التي عاشها.

كان الهواء ثقيلًا من ضغط الحركات السريعة. الرؤوس الخمسة تزمجر وتصرخ، وكل منها يحاول بشكل جنوني الانقضاض على رين من زاوية مختلفة. وفي كل مرة، كان رين يتهرب ببراعة فائقة، جسده يتحرك وكأنه نغمة في سيمفونية دموية. شعره الأسود الطويل يتراقص في الهواء مع كل قفزة ودوران، والعرق والدماء تتناثر حوله، بينما عيونه تشتعل بالعزيمة.

.

 

عيونه الصفراء، التي كانت مجرد بريق خوف في البداية، أصبحت الآن مشرقة كشمعة في منتصف العاصفة. توهج عينيه أصبح شديدًا، يختلط مع الظلام الذي يلف المكان، ليبدو وكأن عيونه وحدها تتحدى العالم من حوله. ملامح وجهه الباردة، التي كانت تعبر عن التوتر وعدم الفهم، تجمدت ببطء حتى صارت بلا أي تعبير. لقد اختفى الخوف تمامًا من وجهه، كما لو أن روحه تخلت عن المشاعر البشرية المعتادة وسمحت لشيء آخر بالسيطرة.

في لحظة من الزمن، رأى فرصة؛ أحد الرؤوس الخمسة كانت تتحرك باتجاهه بحركة بطيئة نسبيًا بسبب الإصابات التي تلقاها في عينه. استغل الفرصة، وثب نحو الأمام بانحناءة خاطفة، متفاديًا هجمة مخالب الجرذ الأخرى. رمى بسرعة حجرًا آخر نحو عين الرأس المصاب، وهذه المرة أصاب هدفه بشكلٍ أكثر دقة. ارتطم الحجر بالعين المصابة بالفعل، ليزيد من شدة الألم، ويجعل الوحش يتراجع قليلًا.

 

 

يمينًا ويسارًا، قفز وتدحرج، يهرب من المخالب التي تحاول أن تغرس نفسها فيه في كل لحظة، كان ينجو في آخر لحظة، وكأنه يرقص على حافة الموت. ثم، بحركة ملهمة بالفوضى، رفع رأس الجرذ الميت بين يديه. كانت العينان الباهتتان، التي كانت تشتعل قبل قليل بهالة مرعبة، الآن تلمع بريقًا باهتًا. أنيابه الضخمة لا تزال مغروسة في ذكريات القسوة التي عاشها.

لكنه لم يكن كافيًا. الجسد الضخم للجرذ كان يتحرك باندفاع نحو رين، وكأنه جدار من العضلات والفوضى.

 

 

الوحش من جانبه، كان كالنمر الجائع الذي يصطاد فريسته. كل رأس من رؤوسه يتحرك بشكل مستقل، عيونه الملونة تتابع رين من جميع الزوايا، كما لو أنها تحاول استيعاب الحركة السريعة التي أمامه. كانت كل لحظة من هذه المواجهة محفوفة بخطر حقيقي، لا مكان فيها للخطأ أو التردد.

بينما كان رين يتشبث بجسد الجرذ الضخم، كانت عيناه تشتعلان بوحشية تتجاوز مجرد النجاة. عضلاته توترت بقوة لا إنسانية، تتشابك يداه حول عنق الرأس الذي كان يهاجمه بلا رحمة. بحركة سريعة وقاسية، التوت يديه حول عنقه، وصوت العظام المتكسرة تردد في الهواء، مجسدًا لحظة انتقامه. لكن قبل أن يتمكن من الاحتفال بأي نصر، اندفع رأس آخر نحو ذراعه كذئب متعطش للدماء، يغرس أنيابه الحادة بعمق في لحم رين.

عيونه الصفراء، التي كانت مجرد بريق خوف في البداية، أصبحت الآن مشرقة كشمعة في منتصف العاصفة. توهج عينيه أصبح شديدًا، يختلط مع الظلام الذي يلف المكان، ليبدو وكأن عيونه وحدها تتحدى العالم من حوله. ملامح وجهه الباردة، التي كانت تعبر عن التوتر وعدم الفهم، تجمدت ببطء حتى صارت بلا أي تعبير. لقد اختفى الخوف تمامًا من وجهه، كما لو أن روحه تخلت عن المشاعر البشرية المعتادة وسمحت لشيء آخر بالسيطرة.

 

 

صرخة ألم مزقت حنجرته، كانت تمزق قلبه كما تمزق أنياب الوحش ذراعه. الدم تدفق بغزارة، متفجرًا من الجرح وكأنه ينبوع، لكنه استمر في إحكام قبضته على الرأس الأول بقوة. كان الألم مثل شوكة تخترق أعماقه، لكنه لم يتوقف. ظل يشدد قبضته حتى سُمع صوت تمزق عضلات الرقبة والعظام، وبلحظة نهائية، اقتلع الرأس من جسد الجرذ الضخم، لتتدفق منه الدماء بغزارة كما لو أنه فتح بوابة من جحيم مليء باللعنات.

 

 

الألم اخترق جسد رين كالصاعقة، وشعر بوخزة حادة تجتاح جسده. تراجع للحظة، متأخرًا عن الحركة بما يكفي ليتلقى ضربة قوية أخرى. هذه المرة، انقض أحد الرؤوس الخلفية للجرذ، موجّهًا ركلة جهنمية إلى بطن رين، الذي اندفع طائرًا في الهواء ليرتطم بقوة بالشجرة المجاورة. سقط على الأرض، يتنفس بصعوبة بينما الغضب بدأ يتصاعد في داخله.

عندما حاول رين التراجع، لم يمنحه الوحش فرصة للهروب. اخترقت المخالب الطويلة جسده وكأنها شفرات حادة تمزق قطعة من الورق، غارسة نفسها بعمق في جانبه. الألم اجتاحه مرة أخرى، كحريق يلتهم داخله، لكنه لم يستسلم. حاول المراوغة، متفادياً الهجمات العشوائية للوحش بحركة سريعة، بينما كان يمسك بالرأس الميت بين يديه وكأنه سلاح مميت.

 

 

 

يمينًا ويسارًا، قفز وتدحرج، يهرب من المخالب التي تحاول أن تغرس نفسها فيه في كل لحظة، كان ينجو في آخر لحظة، وكأنه يرقص على حافة الموت. ثم، بحركة ملهمة بالفوضى، رفع رأس الجرذ الميت بين يديه. كانت العينان الباهتتان، التي كانت تشتعل قبل قليل بهالة مرعبة، الآن تلمع بريقًا باهتًا. أنيابه الضخمة لا تزال مغروسة في ذكريات القسوة التي عاشها.

الوحش من جانبه، كان كالنمر الجائع الذي يصطاد فريسته. كل رأس من رؤوسه يتحرك بشكل مستقل، عيونه الملونة تتابع رين من جميع الزوايا، كما لو أنها تحاول استيعاب الحركة السريعة التي أمامه. كانت كل لحظة من هذه المواجهة محفوفة بخطر حقيقي، لا مكان فيها للخطأ أو التردد.

 

الفرو الكثيف للوحش اهتز برفق، كما لو كان يستعد لانفجار من القوة البدائية. المخالب الحادة التي يملكها توهجت في الهواء، مستعدة لتمزيق كل ما يقف في طريقه. لم يكن مجرد وحش، بل كان تجسيدًا لفوضى غير قابلة للوصف، جزءًا من كابوس حي.

وبدون أي تردد، ضرب رين رأس الجرذ الميت بالرأس الآخر الذي كان يندفع نحوه. صوت الارتطام كان عميقًا وقاسيًا، وكأنه انفجار غضب مكبوت. “طاااخ!”، تردد الصوت في الغابة المحيطة، بينما الشجرة الأقرب اهتزت من القوة الهائلة. لم يتوقف رين، بل استمر في سيل من الضربات الوحشية. كل مرة كان يرتطم الرأس الآخر بالجرذ، كانت تتفجر شظايا من العظام والدماء في الهواء، تناثرت على جسده ووجهه.

 

 

 

كان الهجوم سريعًا، لا يترك مجالًا للوحش حتى لاستعادة توازنه. كان رين كآلة قتل ، يضرب دون أي تردد، ودون أن يبالي بما يحدث حوله. الدماء تطايرت في كل مكان، وصوت العظام المتكسرة صار جزءًا من السيمفونية الدموية التي كان يعزفها.

.

.

 

.

صرخة ألم مزقت حنجرته، كانت تمزق قلبه كما تمزق أنياب الوحش ذراعه. الدم تدفق بغزارة، متفجرًا من الجرح وكأنه ينبوع، لكنه استمر في إحكام قبضته على الرأس الأول بقوة. كان الألم مثل شوكة تخترق أعماقه، لكنه لم يتوقف. ظل يشدد قبضته حتى سُمع صوت تمزق عضلات الرقبة والعظام، وبلحظة نهائية، اقتلع الرأس من جسد الجرذ الضخم، لتتدفق منه الدماء بغزارة كما لو أنه فتح بوابة من جحيم مليء باللعنات.

.

 

.

لم يضيع رين ثانيةً واحدة، استغل اللحظة. كان يتحرك بخفة راقصة بين الهجمات الوحشية للجرذ، والذي اندفعت رؤوسه الخمسة تحاول التهام جسده. كان الجرذ مثل دوامة من الفوضى؛ كل رأس يتحرك بطريقة مستقلة، يتلاعب بفراغات الهواء، بينما باقي الرؤوس تهدد بالموت من كل زاوية. في لحظة، انفجر الوحش نحو رين بهجمة عاصفة. ارتفعت مخالبه الأمامية، وبدأت تمتد بشكل غير طبيعي، وتحولت إلى شفرات حادة بطول الأذرع، تشق الهواء قبل أن تغرس نفسها في ذراع رين الأيسر، تاركة خلفها جرحًا عميقًا وسيلًا من الدماء المتفجرة.

.

لكنه لم يكن كافيًا. الجسد الضخم للجرذ كان يتحرك باندفاع نحو رين، وكأنه جدار من العضلات والفوضى.

.

.

.

يمينًا ويسارًا، قفز وتدحرج، يهرب من المخالب التي تحاول أن تغرس نفسها فيه في كل لحظة، كان ينجو في آخر لحظة، وكأنه يرقص على حافة الموت. ثم، بحركة ملهمة بالفوضى، رفع رأس الجرذ الميت بين يديه. كانت العينان الباهتتان، التي كانت تشتعل قبل قليل بهالة مرعبة، الآن تلمع بريقًا باهتًا. أنيابه الضخمة لا تزال مغروسة في ذكريات القسوة التي عاشها.

.

 

.

بينما كان رين يتشبث بجسد الجرذ الضخم، كانت عيناه تشتعلان بوحشية تتجاوز مجرد النجاة. عضلاته توترت بقوة لا إنسانية، تتشابك يداه حول عنق الرأس الذي كان يهاجمه بلا رحمة. بحركة سريعة وقاسية، التوت يديه حول عنقه، وصوت العظام المتكسرة تردد في الهواء، مجسدًا لحظة انتقامه. لكن قبل أن يتمكن من الاحتفال بأي نصر، اندفع رأس آخر نحو ذراعه كذئب متعطش للدماء، يغرس أنيابه الحادة بعمق في لحم رين.

.

.

.

 

.

 

.

 

🫷😔🫸

 

 

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط