You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سجلات الباحث 17

سقوط الباحث

سقوط الباحث

بقي “رين” في مكانه للحظات، يترنح في وسط الساحة المهجورة وكأنه شبح يقاوم الانهيار. الدماء التي كانت تتدفق بغزارة من جسده أصبحت أشبه بشلالات صغيرة تنبثق على الأرضية الباردة، تشكل بركة حمراء لزجة حول قدميه المتعبة. كل حركة من عضلاته المنهارة كانت تصدر صوتًا خافتًا من الاحتكاك بين العظام المتضررة والجلد الممزق. أنفاسه كانت ثقيلة، وكأن الهواء أصبح سُمًا يخترق رئتيه المتضررتين. جروح عميقة وشديدة كانت تغطي جسده بالكامل، بعضها ينزف بحرارة بينما الآخر قد جفّ على الجلد، متيبسًا وكأنه جزء من معاناته المتواصلة.

 

 

 

ثم، فجأة، وكأنه انهار تحت ثقل الألم والدمار الذي خلفته المعركة، سقط “رين” على ظهره بصوت مكتوم. ارتطم جسده بالأرض الصلبة وكأن تلك اللحظة كانت تمثل النهاية. لم يكن هناك أي رد فعل ليتذكره، وكأن جسده تخلى أخيرًا عن مقاومة القدر الذي كان يلاحقه. بصره المرهق انتقل ببطء إلى الأعلى، إلى السماء التي امتدت بلا نهاية، وهي تزينها السحب الداكنة. كل ما رآه هو قمر قرمزي دموي متوهج في الظلام الدامس، كعين هائلة تراقب نهايته بهدوء مريب.

كانت السخرية المتجسدة في صوته تعكس اليأس الذي تملكه بالكامل. لم يعد يهتم بشيء، مجرد حطام مكسور لا قيمة له الآن في هذا المكان القاتم. لكنه، رغم ذلك، ضحك ضحكة قصيرة وجافة، وكأن العالم بأسره بات مثيرا للسخرية. “هل سأموت هكذا؟ بسبب فأر؟”

 

 

بصوت متقطع واهن، خرجت الكلمات من بين شفتيه المتشققتين، بالكاد مسموعة: “لم ألاحظ من قبل أنه لا توجد نجوم في هذا العالم…” كان صوته ممتلئًا بالدهشة المرهقة، كأنه يكتشف هذه الحقيقة لأول مرة بعد طول غفلة. “إنه… كئيب… ومرعب.”

أغلق الجريدة ببطء، وابتسم بسخرية مقيتة، ثم تحدث بنبرة ساخرة، وكأنه يخاطب العالم بأسره: “ماتت تلك الدمية المريبة بسرعة.” ضحكته القصيرة كانت مليئة بالاستهزاء، لكنه استمر في حديثه: “وأنا من ظننت أنه يخفي نفسه… هههه.”.

 

 

كأن السماء داتها أطبقت عليه، تحولت الكلمات في رأسه إلى سخرية مرة. نظر إلى جراحه، إلى يده التي لم تعد تتحرك سوى بتكلف، وكأن أصابعه قد نسيت كيفية الحياة. “تبًا للفأر الملعون…” قالها بمرارة وغضب داخلي. تلك المعركة الشرسة التي خاضها ضد الجرذ لم تترك له سوى جسد محطم وروح مرهقة. “لقد جعلني كدمية مكسورة… لا أستطيع حتى تحريك أصابعي… هذا… رائع.”

مات “رين” وهو غارق في إحساسه بعدم الرضا، كانت النهاية أبعد ما يكون عن ما كان يأمله. في لحظاته الأخيرة، لم يكن يرى سوى الظلام والقمر القرمزي المشؤوم الذي يحلق فوقه، كأنه عين تراقب سقوطه بصمت مخيف. لم يكن لديه القوة ليصرخ أو يثور، بل كان يعرف في أعماقه أنه لا يستطيع تغيير القدر. قراره بعدم الهروب، بمواجهة ملك الجرذ ذو الرؤوس الخمسة، كان آخر فعل يختار فيه ما يراه مناسبًا. كان يدرك أن الهروب في تلك اللحظة لن يغيّر شيئًا، ولن يمنحه النجاة التي لطالما رغب بها.

 

.

كانت السخرية المتجسدة في صوته تعكس اليأس الذي تملكه بالكامل. لم يعد يهتم بشيء، مجرد حطام مكسور لا قيمة له الآن في هذا المكان القاتم. لكنه، رغم ذلك، ضحك ضحكة قصيرة وجافة، وكأن العالم بأسره بات مثيرا للسخرية. “هل سأموت هكذا؟ بسبب فأر؟”

نظر إلى السماء مجددًا، تلك السماء السوداء القاحلة التي لا توجد بها نجمة واحدة لتضيف لمحة من الأمل. بدت السماء وكأنها قبر يمتد بلا نهاية. همس بصوت مجروح: “ومجددًا… تبًا لصاحب ذلك الصوت اللعين…”

 

نظر إلى السماء مجددًا، تلك السماء السوداء القاحلة التي لا توجد بها نجمة واحدة لتضيف لمحة من الأمل. بدت السماء وكأنها قبر يمتد بلا نهاية. همس بصوت مجروح: “ومجددًا… تبًا لصاحب ذلك الصوت اللعين…”

عاد ذهنه إلى المعركة الشرسة، إلى الجرذ الهائل الذي واجهه. “ربما خمسة فئران…” استمر في التحدث مع نفسه، ضاحكًا بسخرية متزايدة، وكأنه يسخر من القدر. “إنه أمر سخيف.”

عندما سقط ملك الجرذ أمامه، مدمرًا وممزقًا، شعر “رين” بشيء من الراحة، ولو كانت لحظة خاطفة. كان بإمكانه أن يقول إنه فاز، لكنه لم يكن راضيًا عن هذا الفوز. فأن يموت بسبب جرذ، حتى لو كان ملك الجرذان، كان أمرًا يثير السخرية والازدراء في داخله. لقد عاش تجارب مروعة، لكن أن تكون هذه هي نهايته؟ لم يستطع إلا أن يسخر من نفسه ومن القدر.

 

وعندها، لمح جسده الممزق ملقى على بعد أمتار منه، ممزقًا من هجمات الجرذ ذو الرؤوس الخمسة. كانت ملابسه ممزقة، وجروحه المفتوحة تنزف، بلا حياة.

نظر إلى السماء مجددًا، تلك السماء السوداء القاحلة التي لا توجد بها نجمة واحدة لتضيف لمحة من الأمل. بدت السماء وكأنها قبر يمتد بلا نهاية. همس بصوت مجروح: “ومجددًا… تبًا لصاحب ذلك الصوت اللعين…”

فتح رين عينيه ببطء، وكأنّهما كانتا مغلقتين لسنوات. شعور بارد وموجع اندفع إلى جسده، وكأن نصلًا جليديًا قد اخترق جمجمته وتغلغل عميقًا في عروقه. كان الألم لاذعًا، أشبه بصاعقة تفجّرت داخل عقله، تنتقل من نقطة إلى أخرى بلا رحمة. عقله كان يضج بالصور والأفكار المتداخلة، وكأنه انقلب عليه فجأة. كل شيء بدا مشوشًا، مختلطًا بالضباب. الألم كان غامرًا، حتى أنه بالكاد يستطيع تمييز ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة أم أنه بالفعل قد تجاوز حدود الموت.

 

عاد ذهنه إلى المعركة الشرسة، إلى الجرذ الهائل الذي واجهه. “ربما خمسة فئران…” استمر في التحدث مع نفسه، ضاحكًا بسخرية متزايدة، وكأنه يسخر من القدر. “إنه أمر سخيف.”

كان الألم يتصاعد ببطء في جسده، وكأنه يعيد تذكيره بكل جرح وخدش أصابه في تلك الساعات الطويلة. “كل ما حصل بسببه…” تابع تفكيره، مشيرًا إلى الكائن الغامض الذي كان وراء كل هذه الفوضى. صوت “رين” بدا وكأنه استسلام للواقع، ولكن مع لمحة من العناد المكبوت في داخله.

 

 

وعندها، لمح جسده الممزق ملقى على بعد أمتار منه، ممزقًا من هجمات الجرذ ذو الرؤوس الخمسة. كانت ملابسه ممزقة، وجروحه المفتوحة تنزف، بلا حياة.

في بضع ساعات، عانى أكثر مما تخيله يومًا. عاش بين الحماسة والرعب والإثارة، بين العظمة والخوف، ولكنه الآن يلقي بكل ذلك خلف ظهره. كان ينتظر النهاية، ينتظر اللحظة التي تنقطع فيها كل الآلام. “الشيء الوحيد الذي لست راضيًا عنه…” قالها بصوت مخنوق، بينما ابتسم بسخرية قاتمة: “هو أنني سأموت بسبب فأر مجاري… هههه.”

.

 

 

الظلام من حوله أصبح أثقل، يكاد يسحب روحه إلى أعماقه، لكنه كان يتقبل ذالك برضى غريب. ظل يحدق إلى السماء القرمزية التي أغلقت عليه، وكأنها تلقي بظلالها الأخيرة عليه، وحينها، ببطئ شديد، بدأ العالم حوله يتلاشى

 

 

 

مات “رين” وهو غارق في إحساسه بعدم الرضا، كانت النهاية أبعد ما يكون عن ما كان يأمله. في لحظاته الأخيرة، لم يكن يرى سوى الظلام والقمر القرمزي المشؤوم الذي يحلق فوقه، كأنه عين تراقب سقوطه بصمت مخيف. لم يكن لديه القوة ليصرخ أو يثور، بل كان يعرف في أعماقه أنه لا يستطيع تغيير القدر. قراره بعدم الهروب، بمواجهة ملك الجرذ ذو الرؤوس الخمسة، كان آخر فعل يختار فيه ما يراه مناسبًا. كان يدرك أن الهروب في تلك اللحظة لن يغيّر شيئًا، ولن يمنحه النجاة التي لطالما رغب بها.

 

 

تجول ذهنه بين أفكاره المرهقة، متحدثًا لنفسه بصوت داخلي ممتلئ بالاستسلام، لكنه مغطى بسخرية قاتلة. “مع جروحي المتعددة… هل هناك أي فرصة للبقاء؟ لا، لا حتى لو استطعت التحرك، هذا المكان اللعين سيقتلني حتمًا…” كانت كلماته مليئة بيأس متفشٍ، وكأن العالم نفسه يتآمر عليه.

المعركة التي خاضها كانت أشبه بصراع حياة أو موت بينه وبين ملك الجرذ. جسده كان ينزف، أعضاؤه تحطمت تحت وطأة الصراع الوحشي. جروح عميقة حفرت نفسها في لحمه، ودماؤه كانت تُرسم كشلالات صغيرة على الأرض المتسخة. رغم الألم الذي كاد أن يفقده وعيه، أصر “رين” على الصمود، تمزيق جسد عدوه بيديه العاريتين، وكأن كل ضربة كانت إعلانًا أخيرًا عن بقاء قوته.

.

 

 

لم يكن “رين” يُعتبر بطلًا في نظر الآخرين، بل ربما كانوا يرونه جبانًا أو خائفًا في كثير من المواقف. لكن في داخله كان يخفي شجاعة من نوع آخر. شجاعة تجعله يجاري الموقف دائمًا، يبحث عن أي مخرج، وأحيانًا يبحث عن المتعة في خضم المعارك التي يخوضها. ربما، في تلك اللحظة الحاسمة، لم يكن يبحث عن النصر بقدر ما كان يبحث عن ذاته وسط الفوضى المحيطة به.

 

 

 

عندما سقط ملك الجرذ أمامه، مدمرًا وممزقًا، شعر “رين” بشيء من الراحة، ولو كانت لحظة خاطفة. كان بإمكانه أن يقول إنه فاز، لكنه لم يكن راضيًا عن هذا الفوز. فأن يموت بسبب جرذ، حتى لو كان ملك الجرذان، كان أمرًا يثير السخرية والازدراء في داخله. لقد عاش تجارب مروعة، لكن أن تكون هذه هي نهايته؟ لم يستطع إلا أن يسخر من نفسه ومن القدر.

 

 

فتح رين عينيه ببطء، وكأنّهما كانتا مغلقتين لسنوات. شعور بارد وموجع اندفع إلى جسده، وكأن نصلًا جليديًا قد اخترق جمجمته وتغلغل عميقًا في عروقه. كان الألم لاذعًا، أشبه بصاعقة تفجّرت داخل عقله، تنتقل من نقطة إلى أخرى بلا رحمة. عقله كان يضج بالصور والأفكار المتداخلة، وكأنه انقلب عليه فجأة. كل شيء بدا مشوشًا، مختلطًا بالضباب. الألم كان غامرًا، حتى أنه بالكاد يستطيع تمييز ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة أم أنه بالفعل قد تجاوز حدود الموت.

في لحظاته الأخيرة، وبينما كان العالم حوله يتلاشى ببطء، تلاشت قوة “رين” معه، لكنه ظل واثقًا في شيء واحد؛ حتى لو كانت نهايته قد جاءت، فقد اختار الموت وهو في قلب المعركة، وليس هاربًا.

 

 

توقف قليلاً، ثم عاد إلى صمته، وكأنه فقد الاهتمام بسرعة بما حصل، ليضيف بهدوء: “ليس وكأن هذا يغير شيئًا.”

في مكان آخر، وسط الحقل المخيف المليء بالنتوئات الغريبة والمرعبة، كان العالم من حوله عبارة عن أرض أرجوانية قاتمة، تتخللها عروق دموية زرقاء، تتسرب منها تلك المادة السوداء اللزجة التي تحمل معها رائحة العفن والفوضى. كانت السماء فوق هذا العالم محجوبة بالكامل بضباب كثيف لا نهاية له، مضفياً إحساسًا بالضياع في عالم مغلق، حيث لا نور ولا أمل يفر منه.

كان الألم يتصاعد ببطء في جسده، وكأنه يعيد تذكيره بكل جرح وخدش أصابه في تلك الساعات الطويلة. “كل ما حصل بسببه…” تابع تفكيره، مشيرًا إلى الكائن الغامض الذي كان وراء كل هذه الفوضى. صوت “رين” بدا وكأنه استسلام للواقع، ولكن مع لمحة من العناد المكبوت في داخله.

 

فتح رين عينيه ببطء، وكأنّهما كانتا مغلقتين لسنوات. شعور بارد وموجع اندفع إلى جسده، وكأن نصلًا جليديًا قد اخترق جمجمته وتغلغل عميقًا في عروقه. كان الألم لاذعًا، أشبه بصاعقة تفجّرت داخل عقله، تنتقل من نقطة إلى أخرى بلا رحمة. عقله كان يضج بالصور والأفكار المتداخلة، وكأنه انقلب عليه فجأة. كل شيء بدا مشوشًا، مختلطًا بالضباب. الألم كان غامرًا، حتى أنه بالكاد يستطيع تمييز ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة أم أنه بالفعل قد تجاوز حدود الموت.

وسط كل هذا الجنون، ارتفع الكوخ الكئيب في قلب الحقل، بشكله المهيب وكأنه قصر من الرعب والفوضى. جدرانه مشققة، تخرج منها تسربات سوداء، والكوخ بأكمله يبرز كأنفاس الموت نفسها. لكنه كان أكثر من مجرد كوخ؛ كان رمزًا للفوضى التي تجتاح هذا المكان.

 

 

 

داخل الكوخ، جلس الكيان المظلم. كان يرتدي بدلة سوداء، تكشف عن جسد عضلي قوي بشكل لا يتناسب مع محيطه. بدت عضلاته وكأنها تمثل قوة كامنة تنتظر الانفجار، إلا أن تلك الهالة المظلمة التي تحيط برأسه أخفت كل ملامحه، تاركة إياه كطيف من الخوف في هذا العالم.

بقي “رين” في مكانه للحظات، يترنح في وسط الساحة المهجورة وكأنه شبح يقاوم الانهيار. الدماء التي كانت تتدفق بغزارة من جسده أصبحت أشبه بشلالات صغيرة تنبثق على الأرضية الباردة، تشكل بركة حمراء لزجة حول قدميه المتعبة. كل حركة من عضلاته المنهارة كانت تصدر صوتًا خافتًا من الاحتكاك بين العظام المتضررة والجلد الممزق. أنفاسه كانت ثقيلة، وكأن الهواء أصبح سُمًا يخترق رئتيه المتضررتين. جروح عميقة وشديدة كانت تغطي جسده بالكامل، بعضها ينزف بحرارة بينما الآخر قد جفّ على الجلد، متيبسًا وكأنه جزء من معاناته المتواصلة.

 

تجول ذهنه بين أفكاره المرهقة، متحدثًا لنفسه بصوت داخلي ممتلئ بالاستسلام، لكنه مغطى بسخرية قاتلة. “مع جروحي المتعددة… هل هناك أي فرصة للبقاء؟ لا، لا حتى لو استطعت التحرك، هذا المكان اللعين سيقتلني حتمًا…” كانت كلماته مليئة بيأس متفشٍ، وكأن العالم نفسه يتآمر عليه.

جلس على كرسي خشبي مهترئ، يحمله بقوة عضلاته، وبين يديه جريدة بالية، وكأنها من عصر مضى. وسط القفص الفولاذي المكسور والمحطم حوله، قرأ الجريدة بهدوء غير متوقع. أصوات الأوراق المتآكلة كانت تنبعث ببطء وسط الصمت القاتل للمكان، وكأنها وحدها تتحدث في هذا الحقل المهجور.

بصوت متقطع واهن، خرجت الكلمات من بين شفتيه المتشققتين، بالكاد مسموعة: “لم ألاحظ من قبل أنه لا توجد نجوم في هذا العالم…” كان صوته ممتلئًا بالدهشة المرهقة، كأنه يكتشف هذه الحقيقة لأول مرة بعد طول غفلة. “إنه… كئيب… ومرعب.”

 

لكن شيئًا غريبًا كان يحدث. شعور غامض بالارتياح بدأ ينتشر عبر جسده، وكأن الألم الذي كان يحيط به بدأ يتلاشى ببطء. أراد أن يتحرك، أن يرى ما يحدث حوله. بالكاد استطاع فتح عينيه. السماء القرمزية فوقه ما زالت قائمة، مضيئة بشكل مخيف، كعين مريضة تحدق فيه من بعيد. الدماء كانت متناثرة على الأرض، مشبعة بالرائحة المعدنية المرة، والأرض المتشققة شاهدة على المعركة الوحشية التي انتهت لتوها.

أغلق الجريدة ببطء، وابتسم بسخرية مقيتة، ثم تحدث بنبرة ساخرة، وكأنه يخاطب العالم بأسره: “ماتت تلك الدمية المريبة بسرعة.” ضحكته القصيرة كانت مليئة بالاستهزاء، لكنه استمر في حديثه: “وأنا من ظننت أنه يخفي نفسه… هههه.”.

.

 

 

توقف قليلاً، ثم عاد إلى صمته، وكأنه فقد الاهتمام بسرعة بما حصل، ليضيف بهدوء: “ليس وكأن هذا يغير شيئًا.”

 

 

.

 

توقف قليلاً، ثم عاد إلى صمته، وكأنه فقد الاهتمام بسرعة بما حصل، ليضيف بهدوء: “ليس وكأن هذا يغير شيئًا.”

 

نظر إلى السماء مجددًا، تلك السماء السوداء القاحلة التي لا توجد بها نجمة واحدة لتضيف لمحة من الأمل. بدت السماء وكأنها قبر يمتد بلا نهاية. همس بصوت مجروح: “ومجددًا… تبًا لصاحب ذلك الصوت اللعين…”

.

 

.

في لحظاته الأخيرة، وبينما كان العالم حوله يتلاشى ببطء، تلاشت قوة “رين” معه، لكنه ظل واثقًا في شيء واحد؛ حتى لو كانت نهايته قد جاءت، فقد اختار الموت وهو في قلب المعركة، وليس هاربًا.

.

 

.

 

.

 

.

 

 

تجول ذهنه بين أفكاره المرهقة، متحدثًا لنفسه بصوت داخلي ممتلئ بالاستسلام، لكنه مغطى بسخرية قاتلة. “مع جروحي المتعددة… هل هناك أي فرصة للبقاء؟ لا، لا حتى لو استطعت التحرك، هذا المكان اللعين سيقتلني حتمًا…” كانت كلماته مليئة بيأس متفشٍ، وكأن العالم نفسه يتآمر عليه.

 

 

فتح رين عينيه ببطء، وكأنّهما كانتا مغلقتين لسنوات. شعور بارد وموجع اندفع إلى جسده، وكأن نصلًا جليديًا قد اخترق جمجمته وتغلغل عميقًا في عروقه. كان الألم لاذعًا، أشبه بصاعقة تفجّرت داخل عقله، تنتقل من نقطة إلى أخرى بلا رحمة. عقله كان يضج بالصور والأفكار المتداخلة، وكأنه انقلب عليه فجأة. كل شيء بدا مشوشًا، مختلطًا بالضباب. الألم كان غامرًا، حتى أنه بالكاد يستطيع تمييز ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة أم أنه بالفعل قد تجاوز حدود الموت.

 

 

 

مر الوقت ببطء شديد، كما لو أن كل ثانية كانت تمتد إلى الأبد. كان كأنه عالق في هذا الوجع اللامتناهي، متجمدًا في جسده العاجز. لكن ببطء، وبطريقة غير مفهومة، بدأ الألم يتراجع تدريجيًا، وكأن أحدهم كان يسحب الأشواك التي كانت مغروسة في جسده. مع كل لحظة يخف فيها الألم، بدأت أفكاره تترتب قليلاً، تسمح له بالتفكير بوضوح أكثر.

المعركة التي خاضها كانت أشبه بصراع حياة أو موت بينه وبين ملك الجرذ. جسده كان ينزف، أعضاؤه تحطمت تحت وطأة الصراع الوحشي. جروح عميقة حفرت نفسها في لحمه، ودماؤه كانت تُرسم كشلالات صغيرة على الأرض المتسخة. رغم الألم الذي كاد أن يفقده وعيه، أصر “رين” على الصمود، تمزيق جسد عدوه بيديه العاريتين، وكأن كل ضربة كانت إعلانًا أخيرًا عن بقاء قوته.

 

 

“هاه… ألم أمت للتو؟” خرجت الفكرة من عقله مشوشة، لكنه لم يستطع منعها. ضحكة مريرة انطلقت من أعماق صدره، لكنها كانت مجرد ظاهرة صوتية؛ ضحكة بلا سعادة، بلا أمل. “حتى لو لم أمت، فأنا أقرب للموت الآن من أي وقت مضى…”

كأن السماء داتها أطبقت عليه، تحولت الكلمات في رأسه إلى سخرية مرة. نظر إلى جراحه، إلى يده التي لم تعد تتحرك سوى بتكلف، وكأن أصابعه قد نسيت كيفية الحياة. “تبًا للفأر الملعون…” قالها بمرارة وغضب داخلي. تلك المعركة الشرسة التي خاضها ضد الجرذ لم تترك له سوى جسد محطم وروح مرهقة. “لقد جعلني كدمية مكسورة… لا أستطيع حتى تحريك أصابعي… هذا… رائع.”

 

 

تجول ذهنه بين أفكاره المرهقة، متحدثًا لنفسه بصوت داخلي ممتلئ بالاستسلام، لكنه مغطى بسخرية قاتلة. “مع جروحي المتعددة… هل هناك أي فرصة للبقاء؟ لا، لا حتى لو استطعت التحرك، هذا المكان اللعين سيقتلني حتمًا…” كانت كلماته مليئة بيأس متفشٍ، وكأن العالم نفسه يتآمر عليه.

كانت السخرية المتجسدة في صوته تعكس اليأس الذي تملكه بالكامل. لم يعد يهتم بشيء، مجرد حطام مكسور لا قيمة له الآن في هذا المكان القاتم. لكنه، رغم ذلك، ضحك ضحكة قصيرة وجافة، وكأن العالم بأسره بات مثيرا للسخرية. “هل سأموت هكذا؟ بسبب فأر؟”

 

 

ثم، بنبرة ساخرة مختلطة بالألم، فكر: “من يدري؟ ربما يجدني أولئك الجنود الملكيون… سيحملونني كجثة هامدة، ولكن، هاهاها، على الأقل لم أمت بيد فأر ملعون!” كانت ضحكته جافة ومريرة، تتسلل عبر أنفاسه المتقطعة، كما لو كان يسخر من واقعه التعيس.

عندما سقط ملك الجرذ أمامه، مدمرًا وممزقًا، شعر “رين” بشيء من الراحة، ولو كانت لحظة خاطفة. كان بإمكانه أن يقول إنه فاز، لكنه لم يكن راضيًا عن هذا الفوز. فأن يموت بسبب جرذ، حتى لو كان ملك الجرذان، كان أمرًا يثير السخرية والازدراء في داخله. لقد عاش تجارب مروعة، لكن أن تكون هذه هي نهايته؟ لم يستطع إلا أن يسخر من نفسه ومن القدر.

 

لكن عندما نزلت عيناه ببطء نحو جسده الحالي، وجد أن الفرو الأسود الكثيف يغطيه، جسم نحيل، مخالب حادة طويلة بدلاً من أصابعه التي كان يعرفها طوال حياته. لم يكن هذا الجسد جسده. كان كائنًا آخر.

لكن شيئًا غريبًا كان يحدث. شعور غامض بالارتياح بدأ ينتشر عبر جسده، وكأن الألم الذي كان يحيط به بدأ يتلاشى ببطء. أراد أن يتحرك، أن يرى ما يحدث حوله. بالكاد استطاع فتح عينيه. السماء القرمزية فوقه ما زالت قائمة، مضيئة بشكل مخيف، كعين مريضة تحدق فيه من بعيد. الدماء كانت متناثرة على الأرض، مشبعة بالرائحة المعدنية المرة، والأرض المتشققة شاهدة على المعركة الوحشية التي انتهت لتوها.

تجول ذهنه بين أفكاره المرهقة، متحدثًا لنفسه بصوت داخلي ممتلئ بالاستسلام، لكنه مغطى بسخرية قاتلة. “مع جروحي المتعددة… هل هناك أي فرصة للبقاء؟ لا، لا حتى لو استطعت التحرك، هذا المكان اللعين سيقتلني حتمًا…” كانت كلماته مليئة بيأس متفشٍ، وكأن العالم نفسه يتآمر عليه.

 

 

وعندها، لمح جسده الممزق ملقى على بعد أمتار منه، ممزقًا من هجمات الجرذ ذو الرؤوس الخمسة. كانت ملابسه ممزقة، وجروحه المفتوحة تنزف، بلا حياة.

“لحظة… ماذا؟” اندفع الرعب في عروقه. كيف يمكن أن يكون جسده هناك؟ “جسدي… هناك؟ كيف يعقل ذلك؟”

 

 

“لحظة… ماذا؟” اندفع الرعب في عروقه. كيف يمكن أن يكون جسده هناك؟ “جسدي… هناك؟ كيف يعقل ذلك؟”

 

 

 

لكن عندما نزلت عيناه ببطء نحو جسده الحالي، وجد أن الفرو الأسود الكثيف يغطيه، جسم نحيل، مخالب حادة طويلة بدلاً من أصابعه التي كان يعرفها طوال حياته. لم يكن هذا الجسد جسده. كان كائنًا آخر.

 

 

 

“تبًا…” همس بصوت مبحوح، ممزوج بالذهول والصدمة، وعقله يحاول معالجة هذا التحول الغريب. حاول تحريك أصابعه، لكن المخالب استجابت ببطء، وكأنها جزء جديد منه، لكنه غريب ولا يخصه.

 

 

.

 

 

 

نظر إلى السماء مجددًا، تلك السماء السوداء القاحلة التي لا توجد بها نجمة واحدة لتضيف لمحة من الأمل. بدت السماء وكأنها قبر يمتد بلا نهاية. همس بصوت مجروح: “ومجددًا… تبًا لصاحب ذلك الصوت اللعين…”

 

 

مر الوقت ببطء شديد، كما لو أن كل ثانية كانت تمتد إلى الأبد. كان كأنه عالق في هذا الوجع اللامتناهي، متجمدًا في جسده العاجز. لكن ببطء، وبطريقة غير مفهومة، بدأ الألم يتراجع تدريجيًا، وكأن أحدهم كان يسحب الأشواك التي كانت مغروسة في جسده. مع كل لحظة يخف فيها الألم، بدأت أفكاره تترتب قليلاً، تسمح له بالتفكير بوضوح أكثر.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط