You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سجلات الباحث 23

الإستيقاظ

الإستيقاظ

الرقيب كان لا يزال يضحك ضحكة غريبة لا تتناسب مع الموقف، وكأن كل شيء يحدث أمامه هو مجرد نكتة كبيرة لا يفهمها سوى هو. حتى عندما حاول السيطرة على نفسه، كانت الابتسامة العريضة تعلو وجهه بشكل يوحي بأنه قد ينفجر بالضحك في أي لحظة مرة أخرى. رين، من جانبه، وقف متفاجئًا تمامًا، يعجز عن استيعاب تصرفات هذا الرجل الغريب. فكر بصمت: “نعم… إنه مجنون، بلا شك.”

ثم، وفي لحظة خاطفة، غطى الظلام كل شيء. لم يعد هناك ضوء أو إحساس بالاتجاهات. كان فقط الظلام العميق، الذي يكاد يبتلع روحه بالكامل.

 

مع استمرار آرثر في الكلام، بدا أن رين قد نسي شيئًا مهمًا. ذكر التاج جعله يشعر بغموض إضافي يغمره. “ماذا يعني بالتأثير الجانبي؟ هل فاتني شيء؟” حاول أن يتذكر، لكن كل شيء كان غامضًا في ذهنه، وكأن هناك شيء يحجب عنه الفهم الكامل.

بينما ظل رين يراقب الرقيب بعيون مليئة بالاستفهامات، بدأ الرقيب أخيرًا بمحاولة التحكم في ضحكاته. مسح الدموع من زاوية عينيه وهو يقول بصوت متقطع بسبب الضحك: “آه… آسف… لم أتمالك نفسي! فقط تذكرت… تذكرت ما قلته قبل قليل. يبدو أنك  استمتعت كثيرًا بتناول… دميتي.” انحنى مجددًا وكأنه يستعد لبدء نوبة أخرى من الضحك، ثم أضاف بنبرة أكثر هدوءًا وإن كانت ساخرة: “هاهاها، نعم، لم أتمالك نفسي.”

أجاب بصوت خافت وهو يحاول تجنب تلك الابتسامة المتغطرسة التي لم تفارق وجه آرثر: “سررت بالتعرف عليك، أيها السيد آرثر.” ثم أضاف بابتسامة مترددة: “وأعتذر عن تصرفاتي السابقة… لا أعلم حقًا ما أصابني. ربما كنت مرتبكًا بسبب… كل ما مررت به.”

 

 

رين كان في حالة ذهول تام. كيف لرجل في موقف كهذا أن يتصرف بهذه الطريقة الغريبة؟ عقله كان يحاول جاهدًا تحليل ما يحدث، لكن كل شيء كان يبدو غير منطقي. “ما الذي يجري في رأس هذا الرجل؟” تساءل رين داخليًا، بينما وقف مذهولاً أمام هذا الموقف الغريب.

 

 

رد آرثر بعد لحظات من الصمت المحمل بالغموض: “يسرني ذلك.”

بعد لحظة صمت، قرر الرقيب أن يتحدث مجددًا، هذه المرة بنبرة أكثر جدية، لكن الابتسامة الساخرة لم تغادر وجهه أبدًا. “بالمناسبة،” قال بينما عقد ذراعيه أمام صدره ببطء، “يمكنك أن تناديني بشيء آخر. لم أعد مجرد جندي… الرقيب هو لقب قديم فقط. يمكنك أن تناديني بآرثر بلاكستون.”

بينما ظل رين يراقب الرقيب بعيون مليئة بالاستفهامات، بدأ الرقيب أخيرًا بمحاولة التحكم في ضحكاته. مسح الدموع من زاوية عينيه وهو يقول بصوت متقطع بسبب الضحك: “آه… آسف… لم أتمالك نفسي! فقط تذكرت… تذكرت ما قلته قبل قليل. يبدو أنك  استمتعت كثيرًا بتناول… دميتي.” انحنى مجددًا وكأنه يستعد لبدء نوبة أخرى من الضحك، ثم أضاف بنبرة أكثر هدوءًا وإن كانت ساخرة: “هاهاها، نعم، لم أتمالك نفسي.”

 

رين كان في حالة ذهول تام. كيف لرجل في موقف كهذا أن يتصرف بهذه الطريقة الغريبة؟ عقله كان يحاول جاهدًا تحليل ما يحدث، لكن كل شيء كان يبدو غير منطقي. “ما الذي يجري في رأس هذا الرجل؟” تساءل رين داخليًا، بينما وقف مذهولاً أمام هذا الموقف الغريب.

مرة أخرى، شعر رين بالعجز. اسم جديد؟ مَن هو هذا الشخص حقًا؟ كان كل شيء يتغير أمامه بشكل سريع وغير منطقي. لكن رغم كل تلك التساؤلات التي كانت تعصف بذهنه، حاول رين أن يبقى متماسكًا.

“سوييش.” كان الصوت الوحيد الذي سمعه رين وهو يراقب الحفرة تتسع أكثر وأكثر، ابتلعت كل شيء حوله في لحظة.

 

عندما فتح عينيه مرة أخرى، لم يكن في المكان ذاته.

أجاب بصوت خافت وهو يحاول تجنب تلك الابتسامة المتغطرسة التي لم تفارق وجه آرثر: “سررت بالتعرف عليك، أيها السيد آرثر.” ثم أضاف بابتسامة مترددة: “وأعتذر عن تصرفاتي السابقة… لا أعلم حقًا ما أصابني. ربما كنت مرتبكًا بسبب… كل ما مررت به.”

“غريب؟ ماذا يقصد بالغريب؟” تساءل رين داخليًا. ثم عاد ليذكر حديث آرثر عن “الاستيقاظ” حين كان مقيدًا بالسلاسل. كان ذكر السلاسل يثير في رين إحساسًا بالاختناق، وكأن تذكر تلك اللحظات يعيد القيود الثقيلة على جسده، يجعله يشعر برغبة قوية في التحرك والهرب، لكن جسده يظل جامدًا.

 

شعر رين بالارتباك. كانت كلمات آرثر تزداد غموضًا بدلًا من أن توضح الأمور. “بداية رحلتي؟ ألم يكن بوسعه تقديم إجابة مباشرة؟” سيل من التفسيرات تدفق في ذهنه، وكل واحد منها بدا وكأنه يفتح بابًا إلى لغز جديد.

لكن في داخله، كان رين يحاول جاهداً الحفاظ على رباطة جأشه. كان يعلم أن هناك شيئًا ما غريبًا في هذا المكان، في هذا الرجل الذي يقف أمامه، وفي كل ما يجري.

 

 

 

ظل الرقيب آرثر مبتسمًا، تلك الابتسامة المليئة بالثقة، لكنه أخفى خلفها نبرة تلميح لا تخطئها الأذن. “ناه لا تأخذ همًا لذلك. أعلم أنك كنت تحت التأثير الجانبي لتاج الأمير المجنون.”

 

 

“غريب؟ ماذا يقصد بالغريب؟” تساءل رين داخليًا. ثم عاد ليذكر حديث آرثر عن “الاستيقاظ” حين كان مقيدًا بالسلاسل. كان ذكر السلاسل يثير في رين إحساسًا بالاختناق، وكأن تذكر تلك اللحظات يعيد القيود الثقيلة على جسده، يجعله يشعر برغبة قوية في التحرك والهرب، لكن جسده يظل جامدًا.

وقف رين مرة أخرى، تعابير وجهه توحي بالحيرة. “ناه؟ كيف يقول ذلك بهذه البساطة؟ هل هو مجرد جندي، أم أن لديه مكانة فعلية؟ كيف يتكلم بهذه العفوية؟” تساءل رين، محاولا استيعاب ما يجري. لم يكن الأمر منطقيًا بالنسبة له، شعوره كان مختلطًا بين التوجس والفضول. تلك الكلمة “ناه” بدت وكأنها غير ملائمة لموقف كهذا، وربما كانت طبيعية في هذا العالم الغريب الذي يجد نفسه فيه.

 

 

رد آرثر بعد لحظات من الصمت المحمل بالغموض: “يسرني ذلك.”

مع استمرار آرثر في الكلام، بدا أن رين قد نسي شيئًا مهمًا. ذكر التاج جعله يشعر بغموض إضافي يغمره. “ماذا يعني بالتأثير الجانبي؟ هل فاتني شيء؟” حاول أن يتذكر، لكن كل شيء كان غامضًا في ذهنه، وكأن هناك شيء يحجب عنه الفهم الكامل.

 

 

 

ثم واصل آرثر حديثه بثقة أكبر، متجاهلاً تساؤلات رين غير المعلنة: “بالمناسبة، التاج الآن ملكك، لكنك لن تستطيع الحصول عليه… ليس في حالتك هذه.”

 

 

 

تجمد رين في مكانه، تلك الجملة شحذت تركيزه. رد بهدوء، محاولًا فهم ما يقصده آرثر: “هل تشير إلى جسدي الحالي؟”

ضحك آرثر بصوت عميق، نبرة صوته تحمل سخرية مبطنة. “هاهاها، هل تعلم؟ أنت غريب حقًا، أيها الطالب رين. لا أستطيع الانتظار لرؤية استيقاظك.”

 

تجمد رين في مكانه، تلك الجملة شحذت تركيزه. رد بهدوء، محاولًا فهم ما يقصده آرثر: “هل تشير إلى جسدي الحالي؟”

ابتسم آرثر ابتسامة ملغزة وأجاب: “لا، ليس جسدك بالتحديد، بل أنت، يا رين.”

ابتسم آرثر ابتسامة ملغزة وأجاب: “لا، ليس جسدك بالتحديد، بل أنت، يا رين.”

 

 

“أنا؟” رد رين بتعجب، يشعر أن هناك شيء أعمق يُقال هنا، لكنه لا يستطيع بعد الإمساك بكل تفاصيله.

 

 

آرثر هز رأسه ببطء، ابتسامته الثابتة لم تفارقه. “يعجبني تقبلك للأمور، أيها الطالب. هذا… يجعل الأمور أسهل بكثير.” ثم استمر، متجاهلًا التوتر المتزايد في الجو: “لنعد الآن إلى الموضوع الرئيسي. قلت إنك اخترت الخيار الأول، رغم علمك بخسارة جزء كبير من عمرك… أنت شجاع حقًا.”

الرقيب آرثر عدل من وضعه قليلاً، وعيناه التقتا بعيني رين بنظرة جدية تمامًا، لم يعد هناك مجال للتهكم أو السخرية في صوته. “نعم، أنت. شخصيتك، إرادتك، قوتك. أنت بعيد تمامًا عن السيطرة على هذا التاج. بدلاً من ذلك، سيكون هو من يسيطر عليك، كما حدث من قبل. ببساطة، يمكنك القول إنك ضعيف… ضعيف جدًا.”

ظل رين يتساءل في داخله، “يسره ذلك؟ ماذا يقصد هذا الجندي الملعون؟” كانت شكوكه تتزايد، وبدأ يفكر في أن آرثر ربما ليس سويًا. “هل هو مجنون حقًا؟ انظر إلى تصرفاته الغريبة، يضحك ويبتسم بلا سبب… لا يمكن أن يكون شخصًا طبيعيًا.” تساؤلاته كانت تدور في رأسه بلا توقف، وكأنه يحاول فهم ما إذا كان هناك مغزى خفي وراء كل كلمة ونظرة.

 

 

لم يتوقع رين تمامًا تلك الكلمات الصادرة من الرقيب آرثر، لكنها لم تكن مفاجأة كاملة له. فهو يعرف جيدًا أنه، في هذا العالم الغريب، كان في القاع، ضعيفًا، وجاهلًا بكل شيء تقريبًا. ومع ذلك، كانت الحقيقة دائمًا مريرة، ولكنها أيضًا بوابة للتحول.

رين لم يكن متأكدًا مما يعنيه آرثر حقًا

 

 

“نعم، أنت محق، أيها السيد آرثر.” قال رين بصوت منخفض، وهو يحاول السيطرة على تلك المشاعر المتصاعدة داخله.

 

 

 

آرثر هز رأسه ببطء، ابتسامته الثابتة لم تفارقه. “يعجبني تقبلك للأمور، أيها الطالب. هذا… يجعل الأمور أسهل بكثير.” ثم استمر، متجاهلًا التوتر المتزايد في الجو: “لنعد الآن إلى الموضوع الرئيسي. قلت إنك اخترت الخيار الأول، رغم علمك بخسارة جزء كبير من عمرك… أنت شجاع حقًا.”

 

 

 

رنَّت تلك الكلمة في ذهن رين، “شجاع.” كان هذا التوصيف يحمل نوعًا من السخرية الغريبة، لكنه في نفس الوقت جعله يتساءل عن مدى شجاعته حقًا. تمتم لنفسه، وهو يشعر بتناقض داخلي: “هه… يقول شجاع. نعم، نوعًا ما أنا شجاع، على الأقل بما فيه الكفاية للغوص في هذا الجنون.”

 

 

 

الرقيب لم يترك لرين وقتًا للتفكير كثيرًا. اقترب منه بخطوات هادئة، ثقيلة. كانت كل خطوة تحمل معها ثقلًا من الغموض والتوقعات. وضع يده على كتف رين بحزم، دون تردد، كما لو أن ما سيفعله هو إجراء روتيني.

كانت الجدران الحمراء تبدو وكأنها تتنفس ببطء، والرمال السوداء تحت قدميه بدت وكأنها تتحرك بلا صوت، كأنها تنتظر اللحظة المناسبة لتكشف عن سر ما. كان هذا المكان غريبًا بشكل لا يوصف، وكأن كل شيء فيه مصنوع من أفكار مرعبة.

 

 

“دعنا نحصل على جسدك السابق أولًا…” نبرة آرثر كانت جادة، مليئة بالغموض. لم ينتظر رين للرد أو للتعبير عن تساؤلاته. قبل أن يدرك رين ما يحدث، شعر بلمسة آرثر على كتفه.

ابتسم آرثر ابتسامة ملغزة وأجاب: “لا، ليس جسدك بالتحديد، بل أنت، يا رين.”

 

 

وفجأة، شقت الأرض تحت قدميهما، حفرة سوداء مرعبة، لا نهائية، تشكلت أسفلهما. كانت أشبه بصرير في الهواء، وكأن الكون نفسه ينهار حولهما. صرخة غريبة انطلقت من الأعماق، لكن الصمت الكاسر كان أشد وطأة.

 

 

الرقيب آرثر عدل من وضعه قليلاً، وعيناه التقتا بعيني رين بنظرة جدية تمامًا، لم يعد هناك مجال للتهكم أو السخرية في صوته. “نعم، أنت. شخصيتك، إرادتك، قوتك. أنت بعيد تمامًا عن السيطرة على هذا التاج. بدلاً من ذلك، سيكون هو من يسيطر عليك، كما حدث من قبل. ببساطة، يمكنك القول إنك ضعيف… ضعيف جدًا.”

“سوييش.” كان الصوت الوحيد الذي سمعه رين وهو يراقب الحفرة تتسع أكثر وأكثر، ابتلعت كل شيء حوله في لحظة.

 

 

 

رين، الذي كان قد استعد للرد، شعر بشيء غريب يلمس أعماقه. كان لهذا الشعور قوة لا إرادية، تجعله يفقد السيطرة. ربما كان جسده يستجيب بطريقة ما لهذا الظلام الذي غمره، أو ربما كان هناك شيء أعمق، شيء مدفون في ذاكرته، بدأ يتحرك.

 

 

 

ثم، وفي لحظة خاطفة، غطى الظلام كل شيء. لم يعد هناك ضوء أو إحساس بالاتجاهات. كان فقط الظلام العميق، الذي يكاد يبتلع روحه بالكامل.

 

 

كانت الجدران الحمراء تبدو وكأنها تتنفس ببطء، والرمال السوداء تحت قدميه بدت وكأنها تتحرك بلا صوت، كأنها تنتظر اللحظة المناسبة لتكشف عن سر ما. كان هذا المكان غريبًا بشكل لا يوصف، وكأن كل شيء فيه مصنوع من أفكار مرعبة.

عندما فتح عينيه مرة أخرى، لم يكن في المكان ذاته.

وفجأة، شقت الأرض تحت قدميهما، حفرة سوداء مرعبة، لا نهائية، تشكلت أسفلهما. كانت أشبه بصرير في الهواء، وكأن الكون نفسه ينهار حولهما. صرخة غريبة انطلقت من الأعماق، لكن الصمت الكاسر كان أشد وطأة.

 

رين، الذي كان قد استعد للرد، شعر بشيء غريب يلمس أعماقه. كان لهذا الشعور قوة لا إرادية، تجعله يفقد السيطرة. ربما كان جسده يستجيب بطريقة ما لهذا الظلام الذي غمره، أو ربما كان هناك شيء أعمق، شيء مدفون في ذاكرته، بدأ يتحرك.

 

بعد لحظة صمت، قرر الرقيب أن يتحدث مجددًا، هذه المرة بنبرة أكثر جدية، لكن الابتسامة الساخرة لم تغادر وجهه أبدًا. “بالمناسبة،” قال بينما عقد ذراعيه أمام صدره ببطء، “يمكنك أن تناديني بشيء آخر. لم أعد مجرد جندي… الرقيب هو لقب قديم فقط. يمكنك أن تناديني بآرثر بلاكستون.”

أول ما لفت انتباه رين كانت الرمال السوداء التي تغطي الأرض تحت قدميه، ناعمة، لكنها ثقيلة كأنها تحمل وزنًا غامضًا. كانت هذه الرمال مختلفة، ليست كأي شيء اعتاد رؤيته في أي مكان آخر. نعم، هذه الرمال ليست طبيعية، تمتم لنفسه، وهو يشعر أن هناك سرًا دفينًا وراء كل حبة منها.

 

 

 

أما الجدران، فقد كانت مغطاة ببلاط أحمر قاتم، شبه لامع، لكن هل هو بلاط حقًا؟. مدّ يده ليتحسس الجدار، لكن ملمسه كان غريبًا؛ لزج، وكأنه ليس مصنوعًا من حجر، بل من مادة عضوية. فكر رين في الابتعاد عن هذه الأفكار المخيفة. “أغغعغ لا أريد التفكير أكثر. أعلم أن مخيلتي ستقودني إلى أشياء أخرى.”

رين، الذي كان قد استعد للرد، شعر بشيء غريب يلمس أعماقه. كان لهذا الشعور قوة لا إرادية، تجعله يفقد السيطرة. ربما كان جسده يستجيب بطريقة ما لهذا الظلام الذي غمره، أو ربما كان هناك شيء أعمق، شيء مدفون في ذاكرته، بدأ يتحرك.

 

رد آرثر بعد لحظات من الصمت المحمل بالغموض: “يسرني ذلك.”

رفع رأسه نحو السقف، الذي بدا أنه استمرار لتلك الجدران، مغلفًا بنفس البلاط الأحمر الدموي. لكن ما أثار دهشته أكثر هو غياب أي مصدر واضح للإضاءة. لا مصابيح، لا شموع، لا نوافذ، فقط نور غريب ينبعث من كل مكان في الغرفة. “غريب، ما هو مصدر هذا الضوء إذًا؟” تساءل بصوت خافت.

 

 

كان آرثر ينظر إلى رين بتفاجؤ غير متوقع. “غريب، ألم تشعر بشيء أثناء الانتقال؟”

قبل أن يتمكن رين من تفقد الغرفة بشكل كامل، سمع صوت الرقيب آرثر خلفه، “إذن، كيف تشعر؟”.

وقف رين مرة أخرى، تعابير وجهه توحي بالحيرة. “ناه؟ كيف يقول ذلك بهذه البساطة؟ هل هو مجرد جندي، أم أن لديه مكانة فعلية؟ كيف يتكلم بهذه العفوية؟” تساءل رين، محاولا استيعاب ما يجري. لم يكن الأمر منطقيًا بالنسبة له، شعوره كان مختلطًا بين التوجس والفضول. تلك الكلمة “ناه” بدت وكأنها غير ملائمة لموقف كهذا، وربما كانت طبيعية في هذا العالم الغريب الذي يجد نفسه فيه.

 

 

التفت رين نحو آرثر الذي بدا واقفًا هناك بكل هدوء، لكن نظراته تحمل شيئًا من الفضول. “ماذا تقصد، أيها السيد آرثر؟”

عندما فتح عينيه مرة أخرى، لم يكن في المكان ذاته.

 

الرقيب آرثر عدل من وضعه قليلاً، وعيناه التقتا بعيني رين بنظرة جدية تمامًا، لم يعد هناك مجال للتهكم أو السخرية في صوته. “نعم، أنت. شخصيتك، إرادتك، قوتك. أنت بعيد تمامًا عن السيطرة على هذا التاج. بدلاً من ذلك، سيكون هو من يسيطر عليك، كما حدث من قبل. ببساطة، يمكنك القول إنك ضعيف… ضعيف جدًا.”

كان آرثر ينظر إلى رين بتفاجؤ غير متوقع. “غريب، ألم تشعر بشيء أثناء الانتقال؟”

 

 

 

شعر رين بنبضات قلبه تتسارع. “تبا، هل كان من المفترض أن يحدث شيء؟ كيف يفترض أن أجيبه؟” فكر، محاولًا أن يبدو صادقًا في رده. “لا… لم أشعر بشيء، ما عدا رؤية ظلامية لفترة وجيزة، ثم وجدت نفسي هنا.”

رفع رأسه نحو السقف، الذي بدا أنه استمرار لتلك الجدران، مغلفًا بنفس البلاط الأحمر الدموي. لكن ما أثار دهشته أكثر هو غياب أي مصدر واضح للإضاءة. لا مصابيح، لا شموع، لا نوافذ، فقط نور غريب ينبعث من كل مكان في الغرفة. “غريب، ما هو مصدر هذا الضوء إذًا؟” تساءل بصوت خافت.

 

 

ضحك آرثر بصوت عميق، نبرة صوته تحمل سخرية مبطنة. “هاهاها، هل تعلم؟ أنت غريب حقًا، أيها الطالب رين. لا أستطيع الانتظار لرؤية استيقاظك.”

كانت الجدران الحمراء تبدو وكأنها تتنفس ببطء، والرمال السوداء تحت قدميه بدت وكأنها تتحرك بلا صوت، كأنها تنتظر اللحظة المناسبة لتكشف عن سر ما. كان هذا المكان غريبًا بشكل لا يوصف، وكأن كل شيء فيه مصنوع من أفكار مرعبة.

 

 

“غريب؟ ماذا يقصد بالغريب؟” تساءل رين داخليًا. ثم عاد ليذكر حديث آرثر عن “الاستيقاظ” حين كان مقيدًا بالسلاسل. كان ذكر السلاسل يثير في رين إحساسًا بالاختناق، وكأن تذكر تلك اللحظات يعيد القيود الثقيلة على جسده، يجعله يشعر برغبة قوية في التحرك والهرب، لكن جسده يظل جامدًا.

 

 

الرقيب كان لا يزال يضحك ضحكة غريبة لا تتناسب مع الموقف، وكأن كل شيء يحدث أمامه هو مجرد نكتة كبيرة لا يفهمها سوى هو. حتى عندما حاول السيطرة على نفسه، كانت الابتسامة العريضة تعلو وجهه بشكل يوحي بأنه قد ينفجر بالضحك في أي لحظة مرة أخرى. رين، من جانبه، وقف متفاجئًا تمامًا، يعجز عن استيعاب تصرفات هذا الرجل الغريب. فكر بصمت: “نعم… إنه مجنون، بلا شك.”

رد آرثر بعد لحظات من الصمت المحمل بالغموض: “يسرني ذلك.”

 

 

“أنا؟” رد رين بتعجب، يشعر أن هناك شيء أعمق يُقال هنا، لكنه لا يستطيع بعد الإمساك بكل تفاصيله.

ظل رين يتساءل في داخله، “يسره ذلك؟ ماذا يقصد هذا الجندي الملعون؟” كانت شكوكه تتزايد، وبدأ يفكر في أن آرثر ربما ليس سويًا. “هل هو مجنون حقًا؟ انظر إلى تصرفاته الغريبة، يضحك ويبتسم بلا سبب… لا يمكن أن يكون شخصًا طبيعيًا.” تساؤلاته كانت تدور في رأسه بلا توقف، وكأنه يحاول فهم ما إذا كان هناك مغزى خفي وراء كل كلمة ونظرة.

“نعم، أنت محق، أيها السيد آرثر.” قال رين بصوت منخفض، وهو يحاول السيطرة على تلك المشاعر المتصاعدة داخله.

 

 

ثم سأل بصوت متردد، “مهلاً، سيد آرثر، ماذا كنت تقصد بالاستيقاظ؟”

 

 

شعر رين بنبضات قلبه تتسارع. “تبا، هل كان من المفترض أن يحدث شيء؟ كيف يفترض أن أجيبه؟” فكر، محاولًا أن يبدو صادقًا في رده. “لا… لم أشعر بشيء، ما عدا رؤية ظلامية لفترة وجيزة، ثم وجدت نفسي هنا.”

ابتسم آرثر بخفة، ووضع يده على ذقنه بتأمل، وكأنه يبحث عن طريقة ملائمة ليشرح. “هممم، كيف أشرح لك ذلك… آه، نعم. لنقل فقط إنه بداية رحلتك في هذا العالم المجنون.”

 

 

ابتسم آرثر ابتسامة ملغزة وأجاب: “لا، ليس جسدك بالتحديد، بل أنت، يا رين.”

شعر رين بالارتباك. كانت كلمات آرثر تزداد غموضًا بدلًا من أن توضح الأمور. “بداية رحلتي؟ ألم يكن بوسعه تقديم إجابة مباشرة؟” سيل من التفسيرات تدفق في ذهنه، وكل واحد منها بدا وكأنه يفتح بابًا إلى لغز جديد.

التفت رين نحو آرثر الذي بدا واقفًا هناك بكل هدوء، لكن نظراته تحمل شيئًا من الفضول. “ماذا تقصد، أيها السيد آرثر؟”

 

لم يتوقع رين تمامًا تلك الكلمات الصادرة من الرقيب آرثر، لكنها لم تكن مفاجأة كاملة له. فهو يعرف جيدًا أنه، في هذا العالم الغريب، كان في القاع، ضعيفًا، وجاهلًا بكل شيء تقريبًا. ومع ذلك، كانت الحقيقة دائمًا مريرة، ولكنها أيضًا بوابة للتحول.

أخذ نفسًا عميقًا ورد بتردد، “أعتقد أنني فهمتك.”

رين كان في حالة ذهول تام. كيف لرجل في موقف كهذا أن يتصرف بهذه الطريقة الغريبة؟ عقله كان يحاول جاهدًا تحليل ما يحدث، لكن كل شيء كان يبدو غير منطقي. “ما الذي يجري في رأس هذا الرجل؟” تساءل رين داخليًا، بينما وقف مذهولاً أمام هذا الموقف الغريب.

 

ظل رين يتساءل في داخله، “يسره ذلك؟ ماذا يقصد هذا الجندي الملعون؟” كانت شكوكه تتزايد، وبدأ يفكر في أن آرثر ربما ليس سويًا. “هل هو مجنون حقًا؟ انظر إلى تصرفاته الغريبة، يضحك ويبتسم بلا سبب… لا يمكن أن يكون شخصًا طبيعيًا.” تساؤلاته كانت تدور في رأسه بلا توقف، وكأنه يحاول فهم ما إذا كان هناك مغزى خفي وراء كل كلمة ونظرة.

لكن نظرة آرثر المفاجئة التي تبعتها عينا حادة تشبه السيف، جعلت قلب رين يخفق بشدة. قال آرثر بصوت خافت، لكن مليء بالثقة والغموض: “صدقني، أنت لا تفهم شيئًا الآن. لا، بل جميعنا لا نفهم شيئًا.”

 

 

 

تلك الكلمات كانت تحمل في طياتها مشاعر غريبة، وكأن آرثر كان يشير إلى شيء يتجاوز الواقع الذي يعرفه رين. فجأة، بدا العالم من حوله وكأنه أقل واقعية، وكأن هناك شيئًا خلف الحجاب الذي لم يتمكن من رؤيته بعد. الهواء في الغرفة أصبح ثقيلًا، مليئًا بالأسئلة غير المجابة.

الرقيب كان لا يزال يضحك ضحكة غريبة لا تتناسب مع الموقف، وكأن كل شيء يحدث أمامه هو مجرد نكتة كبيرة لا يفهمها سوى هو. حتى عندما حاول السيطرة على نفسه، كانت الابتسامة العريضة تعلو وجهه بشكل يوحي بأنه قد ينفجر بالضحك في أي لحظة مرة أخرى. رين، من جانبه، وقف متفاجئًا تمامًا، يعجز عن استيعاب تصرفات هذا الرجل الغريب. فكر بصمت: “نعم… إنه مجنون، بلا شك.”

 

شعر رين بالارتباك. كانت كلمات آرثر تزداد غموضًا بدلًا من أن توضح الأمور. “بداية رحلتي؟ ألم يكن بوسعه تقديم إجابة مباشرة؟” سيل من التفسيرات تدفق في ذهنه، وكل واحد منها بدا وكأنه يفتح بابًا إلى لغز جديد.

كانت الجدران الحمراء تبدو وكأنها تتنفس ببطء، والرمال السوداء تحت قدميه بدت وكأنها تتحرك بلا صوت، كأنها تنتظر اللحظة المناسبة لتكشف عن سر ما. كان هذا المكان غريبًا بشكل لا يوصف، وكأن كل شيء فيه مصنوع من أفكار مرعبة.

“دعنا نحصل على جسدك السابق أولًا…” نبرة آرثر كانت جادة، مليئة بالغموض. لم ينتظر رين للرد أو للتعبير عن تساؤلاته. قبل أن يدرك رين ما يحدث، شعر بلمسة آرثر على كتفه.

 

 

رين لم يكن متأكدًا مما يعنيه آرثر حقًا

تلك الكلمات كانت تحمل في طياتها مشاعر غريبة، وكأن آرثر كان يشير إلى شيء يتجاوز الواقع الذي يعرفه رين. فجأة، بدا العالم من حوله وكأنه أقل واقعية، وكأن هناك شيئًا خلف الحجاب الذي لم يتمكن من رؤيته بعد. الهواء في الغرفة أصبح ثقيلًا، مليئًا بالأسئلة غير المجابة.

 

لم يتوقع رين تمامًا تلك الكلمات الصادرة من الرقيب آرثر، لكنها لم تكن مفاجأة كاملة له. فهو يعرف جيدًا أنه، في هذا العالم الغريب، كان في القاع، ضعيفًا، وجاهلًا بكل شيء تقريبًا. ومع ذلك، كانت الحقيقة دائمًا مريرة، ولكنها أيضًا بوابة للتحول.

رين، الذي كان قد استعد للرد، شعر بشيء غريب يلمس أعماقه. كان لهذا الشعور قوة لا إرادية، تجعله يفقد السيطرة. ربما كان جسده يستجيب بطريقة ما لهذا الظلام الذي غمره، أو ربما كان هناك شيء أعمق، شيء مدفون في ذاكرته، بدأ يتحرك.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط