خيط مقطوع
– سيسيليا :
‘لعبة القوة هذه لا تناسب أيًا منا’ أجابت بعد بضع ثوان ‘كلانا يعرف السبب الوحيد الذي يجعلك تناديني لأنه يمنحك إحساسًا زائفًا بالسيطرة، لقد حققت التكامل وقمت برمي المناجل كما لو أنهم قمامة ومع ذلك لا يمكنك فعل أي شيء بشأني وهذا يبتلعك’.
أصوات من الأعلى وحولي… مألوفة لكن بعيدة… بعيدة جدا…
سحر… مانا… مفتاح… نواة…
الكلمات تتحدث عن اللهب في جسدي… يرقص مثل الأرواح… تحوم المانا متحمسة… تحترق وتحترق… أكثر مما ينبغي… المزيد ينجذب إليّ… ألسنة اللهب إلى العثة… تملأني… دمي.. عظامي.
إستدار دراغوث عندما بدأ أغرونا في الكلام وأخذ بعين الإعتبار هذا التعليق أما بجانبه فحدق إينكورن في قدميه.
مُلكِي…
السماء فوق تايغرين كالوم مليئة بالغيوم الداكنة لذا طرت عبرها مثل طائر مستمتعة بإحساس كل تلك المانا التي تتكثف حولي ومنجذبة إلى العاصفة الطبيعية، عندما إستدرت لأعلى أطلقت الهواء البارد وتجمعت الرطوبة على بشرتي حتى إنفجرت في سماء صافية، تحتي تدحرجت السحب بعيدًا بقدر ما يمكن للعين أن تراه في كل إتجاه لقد أحببتها لأنها سلمية ومتفرقة، التدريب على قواي الجديدة أشبه بالإستكشاف – رؤية حدودي – لم يكن علي أن أتعلم من خلال التكرار بل التفكير برؤية واضحة بما فيه الكفاية.
مُلكي مثل الحفرة… عميقة ولا نهاية لها… حفرة مليئة بالصقيع… لا أتذكر… ماذا كان هناك من قبل؟… في الحفرة؟…
‘إن الإحتفاظ بعقل صافٍ أسهل بكثير للقيام به في الهواء الطلق مقارنة بالمكان تحت الحصن’.
سحر… مانا… مفتاح… نواة…
“ما المشكلة؟” سأل نيكو بصوت رقيق مثل صوته الحقيقي على الأرض.
تلك الكلمات مرة أخرى…. أصوات غريبة ومألوفة.
“لكن على كل واحد منا في بعض الأحيان أن يتعامل مع فشله ويستمر في التحرك” ضرب مفاصل أصابعه على الطاولة عدة مرات “لتوضيح الإستعارات سمحنا لمنزلنا بجمع الأوساخ لفترة كافية سينتهي وضع سيريس في الوقت المناسب ولكن هناك العديد من الأماكن الأخرى التي يمكننا البدء في تنظيفها الآن”.
“هذيان”… “حمى”… “خطر”… “وقت”…
أغمضت عيني وغرقت في السحب مركزة على صورة في ذهني ووصلت إلى المانا في جميع أنحاء جسدي بينما أبحث، لم أكن متأكدة مما إذا كنت سأنجح – حتى لو نجحت – ولكن عندما فتحت عيني لم يسعني إلا الإبتسام.
الوقت… خيط مقطوع… مهترئ… غير متماسك…
إنطلقت بسرعة إلى الأمام وهبطت نحو القلعة محلقة بسرعة حول الجزء الخارجي المترامي الأطراف لجناح أغرونا الخاص على إحدى شرفاته العديدة، ضربني جدار من الضجيج عندما هدأ إندفاع الرياح في أذني: أصوات الأقدام مع نداء وإستجابة الأوامر بالإضافة لإندفاع المانا.
ضوء… ظلام… ضوء… ظلام… ظلام…
‘يجب أن أكون أقوى الآن لكن…’.
عيون مفتوحة… ظلام مليء بالألوان.
إنتهى بنا المطاف في قاعة طويلة عميقة من الحجر في قاعدة تايغرين كالوم، الجدران والأرضيات العارية متصدعة وسوداء بعلامات الإحتراق من العديد من السحرة الأقوياء – الخدم والمناجل وحتى الأطياف – الذين تدربوا هنا على مدى عقود، لم تكن هناك معدات أو أسلحة ولا شيء يساعد في التدريب لأن أي شخص قوي بما يكفي ليحضر إلى هنا لا يحتاج إلى أشياء من هذا القبيل.
أحمر… أصفر… أخضر… أزرق… مانا…
هناك هذا الشعور الذي لا مفر منه لم أستطع تذكر الشعور بالضعف وكوني أقل من نفسي منذ أن تجسدت في هذا العالم، أنا الإرث وقد مررت بالتكامل مما يجعلني ربما أقوى ساحرة في العالم لكنني لم أستطع منع ركبتي من الإهتزاز أو العرق من على جبيني، شعرت بأنني أجبر كل نفس على دخول رئتي كما لو أنني إذا حاولت التنفس في المرة القادمة فقد لا أتمكن من ذلك.
شخصية تلوح في الأفق… إبر في جسدي… معدن مضغوط على بشرتي… المزيد من الكلمات.
وافقت تماما.
“تأخير”… “إرادة”… “روح”… “شفاء”… “التكامل”…
إبتلعت لعابي بشدة شيء عن النظرة في عينه جعلني أخمن “أنا… قصدت فقط إذا كان غراي يمثل هذا التهديد…”.
الظلام مرة أخرى.
خائفة مما قد أسمعه بعد الإعتراف… إلى ماذا ستؤدي هذه المحادثة؟ لم أكن مستعدة لإخباره أنني قتلت نفسي وتركت غراي يتحمل اللوم.
إستيقظت مرتجفة مع صدى صرخة يرن في أذني ودقات قلبي تتسارع بذعر.
هسهست فييسا تحت أنفاسها “يجب أن نساعد دراغوث في إكتشاف الخائن بدل رعاية هاته الطفلة المتجسدة”.
هناك نجوم خارج نافذتي مع صورة ظلية بالأرجواني للجبال.
الوقت… خيط مقطوع… مهترئ… غير متماسك…
هرب إسمهم مني.
“وجود التنانين في ديكاثين يعني أنه لم يعد هناك شيء يمكن كسبه من قتالنا الداخلي” تابع “بينما سيستمر دراغوث بملاحقة سيريس في المقابر الأثرية سيعيد البقية ترتيب منزلنا، أتوقع قبل أن تكتمل جهودنا في هذا القسم سنرى أرثر ليوين يتدخل وعندما يفعل ذلك أريدك أن تمسكيه أو تقتليه”.
هناك شيء خاطئ في عقلي وسحري.
“أنا أكره الحديث معك في رأسي إنه مثل الإنتهاك… هذا أفضل” أطلقت نفسًا عميقًا لأثبت نفسي.
أغمضت عيني محاولة التفكير.
‘يجب أن أكون أقوى الآن لكن…’.
‘مؤلم’.
سحر… مانا… مفتاح… نواة…
بشرتي تحترق وعضلاتي تتمزق كما أن كل نفس مليئ بألم خشن.
حاول أغرونا أن يصف الأمر لكن ما قاله لي لا يمكن أن يتطابق مع الواقع ربما لم يستطع عقله الأزوراسي حتى تصور ما يعنيه التكامل حقًا، أعتقد أنه لا يمكن لأي شخص لم يختبر هذا الشعور بالتوازن والقوة أن يأمل في فهمه، مبدئيًا بدأت في تجربته مستشعرة تدفق المانا حولي ومن خلالي: خففت المانا ذات السمة المائية من آلام عضلاتي، بردت سمة مانا الرياح بشرتي أما سمة مانا الأرض فصلبت عظامي وسمة مانا النار جعلت دمي دافئ.
‘ألم ومانا…’.
الظلام مرة أخرى.
كل نفس مليء بالمانا التي لا تتدفق إلى نواتي بل… إلي.
إبتلعت لعابي بشدة وإحتفظت بأفكاري بعناية لنفسي.
‘إهدئي المانا والسحر هناك’.
“توقفي عن هذا في الحال” صرخت فييسا والمانا في قلبها تغلي بينما تتدفق عبر قنواتها وأوردتها لكنها لم تستطع أن تشكل تعويذة.
هبت ريح من خلالي بردت عظامي مبعدة تعب النوم عني.
هرب إسمهم مني.
رمشت مستيقظة مرة أخرى لأن هناك وجود غير معروف في غرفتي.
تدفقت المانا على أطرافي حتى خفت الإهتزاز وملأت رئتي مما ساعدني على التنفس بعمق.
عند أسفل السرير وقف رجل يشبه أغرونا بعينان من الياقوت اللامع إخترقتني كالرماح المليئة بالدماء.
تحركت عيون أغرونا ببطء عبر كل واحد منا بدوره “سوف تركز الإرث بشكل أساسي على أرثر ليوين إذا كنت لا تستطيعين قتله بشكل كامل على الأقل أحضري لي نواته… إستفيدي من المناجل بالشكل الذي ترينه مناسبًا لضمان القيام بذلك”.
إرتجفت وشعرت بنظراته على بشرتي وتحتها كما لو تقشرني طبقة تلو الأخرى.
السيادة أولوداري فريترا من تروسيا.
لديه وجه بارد ورمادي يبدو غير عاطفي من عينيه مع قرنان ملتفان من أعلى رأسه.
أخبرته عن الأحرف الرونية وماذا أريد أن أفعل.
‘أعرف هذا الوجه على ما أعتقد…’.
رمشت مستيقظة مرة أخرى لأن هناك وجود غير معروف في غرفتي.
قال شيئًا ما حينها دخل شخص آخر إلى نظري لأن وجوده يقزم الرجل الأول… أغرونا.
على الرغم من عدم فهمي حقًا فقد وافقت على بما قاله ومن وقتها ظل نيكو يأتي إلى غرفتي بحذر، ببطء قضيت معظم وقتي مستيقظة أكثر من أن أنام لكن تجربة التكامل تركت ورائي إرهاقًا عميقًا جعلني أبقى في غرفتي.
إبتسم لي وتحدث بكلمات لطيفة.
رمشت مستيقظة مرة أخرى لأن هناك وجود غير معروف في غرفتي.
السيادة أولوداري فريترا من تروسيا.
‘أعرف هذا الوجه على ما أعتقد…’.
الأسماء والأماكن التي لم أستطع إلتقاط معانيها.
مدعوم من طرف : Youssef Ahmed.
رد أولوداري بقلق.
فتحت عينيّ ونظرت إلى المنجلين أحدهما يتلوى من الألم إلى يساري والآخرى على الحجر إلى يميني، حررت ضغط تمزيق المانا من فييسا وسحق الجاذبية عن ميلزري لكنني أبقيت المانا تحت السيطرة ومنعت أي منهما من تكوين تعويذة.
تجاهل أغرونا المخاوف بثقة وعزيمة.
تحت البرج تم ترتيب آلاف السحرة في تشكيلات داخل الفناء وعرض لافتات لكل سيادة، ظهر مكان وقوف جنود إتريل بشكل منفصل عن جنود فيكور وتروسيا حيث تم إحضار كل قوة بواسطة منجل تلك المنطقة، أبواب الشرفة الزجاجية مغلقة ومحجوبة لكن المانا تكشفت عند إقترابي وتحرك المزلاج لأعلى مما سمح لعاصفة من الرياح بدفع الأبواب وفتحها.
أولوداري غير راض… أغرونا يأمر… أولوداري يرضخ… ألقى نظرة خاطفة عليّ حتى ذبلت روحي.
قال أغرونا بإبتسامة واسعة جدًا مشيرًا إلينا للدخول “لقد وصلتم جميعًا أخيرًا”.
أغمضت عيني وحاولت أن أتنفس.
شعرت بخيبة أمل تيسيا تتصاعد من الداخل.
عندما فتحتهم مرة أخرى صرت وحدي… شعرت أن الوقت ملموس… أكثر واقعية.
“وجود التنانين في ديكاثين يعني أنه لم يعد هناك شيء يمكن كسبه من قتالنا الداخلي” تابع “بينما سيستمر دراغوث بملاحقة سيريس في المقابر الأثرية سيعيد البقية ترتيب منزلنا، أتوقع قبل أن تكتمل جهودنا في هذا القسم سنرى أرثر ليوين يتدخل وعندما يفعل ذلك أريدك أن تمسكيه أو تقتليه”.
يمكنني القول أن عدة ساعات قد مرت.
“ما المشكلة؟” سأل نيكو بصوت رقيق مثل صوته الحقيقي على الأرض.
جاهدت للتفكير في محادثة أغرونا مع أولوداري لكن الأمر أشبه بمحاولة تذكر حلم بعد الإستيقاظ كلما حاولت التشبث بالذاكرة إبتعدت عن قبضتي.
‘تذكري سيسيليا لقد شعرت أن هناك شيئًا ما خطأ عندما إستيقظت لأول مرة هناك أكثر مما يقال لك’.
إختفت الحمى.
أغمضت عيني محاولة التفكير.
‘لكم من الوقت إستمر ذلك؟ ربما أسابيع’ فكرت.
توقفت ميلزري بجانب فييسا محدقة في وجهي.
‘فترة طويلة بما يكفي لدرجة أنني لم أكن متأكدة من أننا سنبقى على قيد الحياة’ قالت تيسيا في ذهني ‘التكامل… لم أكن أتخيل أبدًا تجربته بنفسي كيف سيكون رد فعل الجميع…’.
“نيكو هل أنا شخص سيء؟” عندما إبتعد سألت.
تأوهت وسحبت واحدة من الوسائد الملطخة بالعرق فوق رأسي.
أصوات من الأعلى وحولي… مألوفة لكن بعيدة… بعيدة جدا…
‘أتركيني لوحدي’.
مريضة على حافة الشرفة دعمت نفسي على الدرابزين البارد وتذوقت مرارة العصارة الصفراوية على أسناني، فقدت نفسي لبعض الوقت ثم ببطء عدت إلى سريري وسقطت فيه لكن النوم بعيد ولا يمكن الوصول إليه، إستلقيت هناك فقط ولم أستطع فعل أي شيء سوى جذب إنتباهي إلى الأعمال الداخلية لجسم الجان الهش، لا أزال في المراحل الأخيرة من التأقلم مع المانا التي تغرس الآن في كل خلية – رغم أنه إحساس غريب أن يكون لديك مانا غير مقيدة بنواة.
لم يكن هناك رد.
“إذن هل أنت مستعدة للإستماع؟”.
بعد بضع دقائق دفعت الوسادة وحركت ساقي على حافة السرير حتى لمست الأرض الباردة بشرتي الساخنة وعندما وقفت إهتزت ساقاي بعنف، وجدت باب الشرفة المفتوح لذا إتكأت على الدرابزين رغم أن رياح الجبال شديدة البرودة تستحضر القشعريرة في جميع أنحاء جسدي وتجعله يرتجف بشكل أسوأ.
تأوهت وسحبت واحدة من الوسائد الملطخة بالعرق فوق رأسي.
تدفقت المانا على أطرافي حتى خفت الإهتزاز وملأت رئتي مما ساعدني على التنفس بعمق.
عندما فتحتهم مرة أخرى صرت وحدي… شعرت أن الوقت ملموس… أكثر واقعية.
خففت ذهني لتصفية أفكاري.
لقد تحكمت بالفعل في كل شيء لذا المناجل عاجزة ضدي وحتى هذه الأطياف الغامضة التي سمعت عنها ستكون حالتها ميؤوس منها ضدي، ما فائدة قوة الأزوراس في السحر إذا كان بإمكاني محو تعويذاتهم قبل أن يشكلوها أو سحب أجسادهم بعيدًا عن الداخل بقوتهم الخاصة وتجويعهم مما جعلهم مميزين.
من قبل شعرت وكأنني مع المانا بحيث تستمع إلي وتتفاعل مع أفكاري ورغباتي كما لو أنها أداة يمكنني فعل أي شيء بها.
‘حتى أغرونا لا يشكل تهديدًا لي…’.
‘يجب أن أكون أقوى الآن لكن…’.
يصبح نيكو مضطربًا عندما تواجهه مشكلة وألغاز يتعين عليه حلها مثل العقدة، لم يكن بإمكان عقله التركيز على أي شيء آخر وحتى عندما لا يستطيع أن يكون معي – وجودي مطلوب ليحافظ على شكل المانا – فقد فكر في الأمر بلا توقف.
هناك هذا الشعور الذي لا مفر منه لم أستطع تذكر الشعور بالضعف وكوني أقل من نفسي منذ أن تجسدت في هذا العالم، أنا الإرث وقد مررت بالتكامل مما يجعلني ربما أقوى ساحرة في العالم لكنني لم أستطع منع ركبتي من الإهتزاز أو العرق من على جبيني، شعرت بأنني أجبر كل نفس على دخول رئتي كما لو أنني إذا حاولت التنفس في المرة القادمة فقد لا أتمكن من ذلك.
إبتسم أغرونا حولنا مثل أب فخور ومتفهم حيث دفع نفسه تاركًا رجليه ترتجلان ذهابًا وإيابًا وأحيانًا يطرق كعبيه على الخشب.
أخبرني أغرونا أنني تجاوزت أسوأ ما في الأمر لكن لم أشعر بهذه الطريقة، مهما حدث لي عندما كنت فاقدة للوعي مباشرة بعد التكامل أستطع أن أرى كيف صار الأمر أسوأ من أسابيع الشفاء والمرض، هناك شعور مخيف بعدم الخطأ يشبه الأمر نوعًا ما عندما إمتلكت مركز كي ضخم لكن لم أتمكن من منعه من الخروج مني وإيذاء نيكو – وغراي.
شاركت ميلزري وفييسا نظرة هادفة.
مريضة على حافة الشرفة دعمت نفسي على الدرابزين البارد وتذوقت مرارة العصارة الصفراوية على أسناني، فقدت نفسي لبعض الوقت ثم ببطء عدت إلى سريري وسقطت فيه لكن النوم بعيد ولا يمكن الوصول إليه، إستلقيت هناك فقط ولم أستطع فعل أي شيء سوى جذب إنتباهي إلى الأعمال الداخلية لجسم الجان الهش، لا أزال في المراحل الأخيرة من التأقلم مع المانا التي تغرس الآن في كل خلية – رغم أنه إحساس غريب أن يكون لديك مانا غير مقيدة بنواة.
إبتلعت لعابي بشدة وإحتفظت بأفكاري بعناية لنفسي.
‘أنا حقا مع المانا… هذا هو التكامل’.
بإمكاني رؤية المانا في كل منهم ومشاهدتها تتموج في نواتهم كلما تم تنقيتها، عرفت بشكل أفضل مدى قوتهم أو ضعفهم مما عرفوه بأنفسهم حيث يمكنني كسر هذه المناجل بلمسة من أصابعي إذا أردت.
حاول أغرونا أن يصف الأمر لكن ما قاله لي لا يمكن أن يتطابق مع الواقع ربما لم يستطع عقله الأزوراسي حتى تصور ما يعنيه التكامل حقًا، أعتقد أنه لا يمكن لأي شخص لم يختبر هذا الشعور بالتوازن والقوة أن يأمل في فهمه، مبدئيًا بدأت في تجربته مستشعرة تدفق المانا حولي ومن خلالي: خففت المانا ذات السمة المائية من آلام عضلاتي، بردت سمة مانا الرياح بشرتي أما سمة مانا الأرض فصلبت عظامي وسمة مانا النار جعلت دمي دافئ.
جفلت لأني لم ألاحظ إقتراب توقيع المانا.
ساعد هذا النوع المنفصل من الملاحظة في تحقيق بعض الوضوح، أدركت أن التكامل في الواقع يشبه إلى حد كبير الإستيقاظ على المانا بعد أن أمضيت حياتي السابقة بأكملها في محاولة للسيطرة على الكي، بنفس الطريقة التي أحسست بها أن المانا أكثر إكتمالًا وسحرًا شعرت أن التكامل هو قوة أكبر من الإعتماد على النواة لإستخدام السحر، إن إنشاء نواة المانا مشابه لتكثيف مركز الكي لأن كل منهما يتطلب تركيز الطاقة للتكوين فالإحساس بملء المانا وتدفقها بحرية عبر جسدي يشبه إلى حد بعيد التلاعب بالكي على الأرض.
إستطعت أن أقول إن شيئًا ما يزعجه لكنه يخفي مخاوفه عني، طوال هذا الوقت معًا لم أكن أرغب في إخراج أفكاره عن مسارها وبالتالي لم أخوض في المزيد من التفاصيل حول عودة ذكرياتي القديمة.
شعرت بنفسي أبتعد عن هذا التفكير فأنا ما زلت خائفة من أن المانا – كما هو الحال مع الكي – ستخرج عن إرادتي بدون نواة للسيطرة عليها…
‘لكم من الوقت إستمر ذلك؟ ربما أسابيع’ فكرت.
جلست ودفعت ظهري إلى الحائط مما أدى إلى إبطاء تنفسي رغم كوني الإرث لم يمنع ذلك من الحدوث من قبل على الأرض.
“أيتها العاهرة…”.
‘أنا مسيطرة’ أكدت لنفسي وكررتها مرارًا وتكرارًا مثل المانترا.
شدّدت فكّي ومشيت في صمت.
في النهاية تسلل النوم إلي.
“أنا أكره الحديث معك في رأسي إنه مثل الإنتهاك… هذا أفضل” أطلقت نفسًا عميقًا لأثبت نفسي.
إستيقظت بينما أصرخ وعاد تردد صدى الصراخ إلي.
كلما طرق أحدهم بابي كنت أتوقع أن يكون نيكو لكني فوجئت في اليوم الذي دخلت فيه ميلزري.
إندفعت من سريري وحدقت بعينين واسعتين في الخادمة المذهولة التي تنظف غرفتي، كان نيكو جالسًا بجانب سريري لكنه سرعان ما طرد الخادمة التي إنحنت وإندفعت من الغرفة بنظرة خائفة.
خائفة مما قد أسمعه بعد الإعتراف… إلى ماذا ستؤدي هذه المحادثة؟ لم أكن مستعدة لإخباره أنني قتلت نفسي وتركت غراي يتحمل اللوم.
“ما المشكلة؟” سأل نيكو بصوت رقيق مثل صوته الحقيقي على الأرض.
لقد تحكمت بالفعل في كل شيء لذا المناجل عاجزة ضدي وحتى هذه الأطياف الغامضة التي سمعت عنها ستكون حالتها ميؤوس منها ضدي، ما فائدة قوة الأزوراس في السحر إذا كان بإمكاني محو تعويذاتهم قبل أن يشكلوها أو سحب أجسادهم بعيدًا عن الداخل بقوتهم الخاصة وتجويعهم مما جعلهم مميزين.
نظرت إليه عن كثب ليس إلى شعره الغامق وملامحه الحادة لأن وجهه الألكريان لا يختلف عن وجه تيسيا إراليث النحيف الذي هو وجهي، الطريقة التي حفر بها أظافره في راحة يده والطريقة التي حاول بها عدم إظهاره لعض شفته وكيف أنه يميل نحوي قليلاً كما لو أنه يريد أن يكون قريبًا مني قليلاً، في تلك اللحظات بإمكاني رؤيته وعندما أغمضت عيني بإمكاني تخيله بوضوح.
دفعت صوتها بعيدًا على الرغم من أنها يمكن أن تقاطع أفكاري إلا أنها لم تستطع التأثير على أفعالي وكلماتي.
توترت فجأة عندما دخل صوت تيسيا إلى ذهني.
هرب إسمهم مني.
‘أره المانا من قبل’.
الظلام مرة أخرى.
عرفت ما تتحدث عنه على الفور: المانا التي أخذتها من طاولة أغرونا المغطاة بالرون تلك التي إستيقظت عليها بعد التكامل، بقيت في داخلي ولا تزال تحمل الشكل والغرض الذي أعطته لها الأحرف الرونية الغريبة.
‘أنا حقا مع المانا… هذا هو التكامل’.
‘تذكري سيسيليا لقد شعرت أن هناك شيئًا ما خطأ عندما إستيقظت لأول مرة هناك أكثر مما يقال لك’.
ظلت تيسيا تداعب الشعر المتدلي فوق كتفها وعيناها على الأرض “لا يتعلق الأمر بالتحدث معي بل بصدقك مع نفسك بعد كل ما تعلمته ما زلت تخوضين هذه الحرب، لماذا تساعدين أغرونا في الحصول على ما يريد؟ هل تثقين به حقًا ليعيدك إلى حياتك القديمة بعد كل هذا؟” نظرت إلى الأعلى وعيناها تحرقان وجهي “وهل هو حقا يستحق ذلك؟”.
لم أوافقها بها لكنها على حق لقد إستيقظت على تلك الطاولة وأنا أشعر بالضعف لكنني غرقت في الغثيان في نفس الليلة، سقطت الكلمات التي لم أتذكرها في مؤخرة رأسي بعيدة عن المنال وبتردد بدأت أشرح له ما رأيته وفعلته عند الإستيقاظ لأول مرة مع الإنزعاج الذي شعرت به عندما تمت إحاطتي بالسحرة الغريبين.
مُلكِي…
“أنت فعلت ماذا؟ هذا لا معنى له سيسيل” نظر إليّ بشفقة “هذا ليس… حسنًا ممكن”.
لقد تحكمت بالفعل في كل شيء لذا المناجل عاجزة ضدي وحتى هذه الأطياف الغامضة التي سمعت عنها ستكون حالتها ميؤوس منها ضدي، ما فائدة قوة الأزوراس في السحر إذا كان بإمكاني محو تعويذاتهم قبل أن يشكلوها أو سحب أجسادهم بعيدًا عن الداخل بقوتهم الخاصة وتجويعهم مما جعلهم مميزين.
رفعت يدي حينها إنبعث ضوء دافئ من بشرتي وظهرت أشكال من المانا في الهواء تحترق على شكل الأحرف الرونية التي أعطيتها شكلاً في الأصل، إتسعت عيون نيكو وأصبح تنفسه ضحلاً ثم إنحنى إلى الأمام محدقا في المانا وكفاحه لفهمها وقبولها مكتوب بوضوح على وجهه.
لمع الجلد الخزفي لفييسا في الضوء الخافت بشعر أرجواني غامق وعيون سوداء فارغة.
أخبرته عن الأحرف الرونية وماذا أريد أن أفعل.
مريضة على حافة الشرفة دعمت نفسي على الدرابزين البارد وتذوقت مرارة العصارة الصفراوية على أسناني، فقدت نفسي لبعض الوقت ثم ببطء عدت إلى سريري وسقطت فيه لكن النوم بعيد ولا يمكن الوصول إليه، إستلقيت هناك فقط ولم أستطع فعل أي شيء سوى جذب إنتباهي إلى الأعمال الداخلية لجسم الجان الهش، لا أزال في المراحل الأخيرة من التأقلم مع المانا التي تغرس الآن في كل خلية – رغم أنه إحساس غريب أن يكون لديك مانا غير مقيدة بنواة.
تحرك نيكو بحذر شديد وضغط طرف إصبعه على المانا حتى تكثفت في سرب من الجسيمات الفردية ثم سحبها إلى جسده، ركزت تفكيري حولها مما سمح للتعويذة بالحفاظ على شكلها بدلاً من أن تتحلل في المكونات الفردية للمانا.
رد أولوداري بقلق.
أغلقت عيون نيكو تحت جفنيه.
ضحِكت وعبست.
“أنا… لست متأكدًا” تدحرجت كلمات نيكو منه ببطئ لأن تركيزه بقي على التعويذة حينها شعرت أنه يوجه المانا إلى شعاره “الهيكل والأحرف الرونية والسحر ليس مثل أي شيء رأيته من قبل لكن…” فتحت عيناه وحدق في وجهي بخوف واضح “سيستغرق هذا بعض الوقت…. لا ينبغي أن نخبر أي شخص آخر عن هذا”.
إستطعت أن أقول إن شيئًا ما يزعجه لكنه يخفي مخاوفه عني، طوال هذا الوقت معًا لم أكن أرغب في إخراج أفكاره عن مسارها وبالتالي لم أخوض في المزيد من التفاصيل حول عودة ذكرياتي القديمة.
وافقت تماما.
كلما طرق أحدهم بابي كنت أتوقع أن يكون نيكو لكني فوجئت في اليوم الذي دخلت فيه ميلزري.
تردد نيكو ومن الواضح أنه يفكر مليًا في شيء ما ثم أضاف “بإستثناء درانييف ربما… فقط عند الضرورة القصوى يمكننا الوثوق به لأن – حسنًا – فقط إعلمي أنه يمكننا الوثوق به لقد جعلته يراقبك عندما لم أستطع”.
نيكو الذي يطير في غيمة من الرياح مستحضرة من عصاه إبتعد 20 قدمًا ووجهه محمي بيده “هل أنت بخير؟ جاءت هذه العاصفة من العدم!”.
على الرغم من عدم فهمي حقًا فقد وافقت على بما قاله ومن وقتها ظل نيكو يأتي إلى غرفتي بحذر، ببطء قضيت معظم وقتي مستيقظة أكثر من أن أنام لكن تجربة التكامل تركت ورائي إرهاقًا عميقًا جعلني أبقى في غرفتي.
على الرغم من عدم فهمي حقًا فقد وافقت على بما قاله ومن وقتها ظل نيكو يأتي إلى غرفتي بحذر، ببطء قضيت معظم وقتي مستيقظة أكثر من أن أنام لكن تجربة التكامل تركت ورائي إرهاقًا عميقًا جعلني أبقى في غرفتي.
يصبح نيكو مضطربًا عندما تواجهه مشكلة وألغاز يتعين عليه حلها مثل العقدة، لم يكن بإمكان عقله التركيز على أي شيء آخر وحتى عندما لا يستطيع أن يكون معي – وجودي مطلوب ليحافظ على شكل المانا – فقد فكر في الأمر بلا توقف.
“سيدة سيسيليا ربما…” سمعت صوت درانييف البسيط بشكل موحٍ.
إستطعت أن أقول إن شيئًا ما يزعجه لكنه يخفي مخاوفه عني، طوال هذا الوقت معًا لم أكن أرغب في إخراج أفكاره عن مسارها وبالتالي لم أخوض في المزيد من التفاصيل حول عودة ذكرياتي القديمة.
أحمر… أصفر… أخضر… أزرق… مانا…
‘هذا مجرد عذر أنا خائفة’.
“تأخير”… “إرادة”… “روح”… “شفاء”… “التكامل”…
خائفة مما قد أسمعه بعد الإعتراف… إلى ماذا ستؤدي هذه المحادثة؟ لم أكن مستعدة لإخباره أنني قتلت نفسي وتركت غراي يتحمل اللوم.
‘لقد جعل هذا الوعد بأن يعيدك إلى الأرض معلقًا فوق رأسك ونيكو ليهددك إذا خرجت عن الخط لأنه لا يهتم بك أو يحبك، ربما لا ينوي حتى السماح لك بالسيطرة على هذه القوة فلماذا ييفعل ذلك عندما يمكنه فقط السيطرة على عقلك؟’ واصلت تيسيا الحديث.
كلما طرق أحدهم بابي كنت أتوقع أن يكون نيكو لكني فوجئت في اليوم الذي دخلت فيه ميلزري.
إستطعت أن أقول إن شيئًا ما يزعجه لكنه يخفي مخاوفه عني، طوال هذا الوقت معًا لم أكن أرغب في إخراج أفكاره عن مسارها وبالتالي لم أخوض في المزيد من التفاصيل حول عودة ذكرياتي القديمة.
جعدت أنفها ونظرت في غرفتي دون أن تخفي نفورها “مرحبًا أيتها الإرث لقد تم تكليفي بمساعدتك في التدريب لذا أنا متأكدة من أنك متحمسة للإحتمالات مثلي”.
عبست فييسا ودارت حولي بعيدًا عن ميلزري لذلك صار الإثنان يحيطان بي.
متجاهلةً سخريتها وقفت وأومأت بصمت لها لكي تقود الطريق، بقينا هادئين عندما مررنا بقاعات تايغرين كالوم ولم أستطع التخلص من الشعور بالإندفاع مثل الفأر في أعقابها.
كرهت الشعور بالضعف الشديد.
‘أنا حقا مع المانا… هذا هو التكامل’.
إرتدت جديلة ميلزري الطويلة ذات اللون الأبيض الناصع مع كل خطوة وبالطريقة التي دار بها قرناها فوق رأسها كانا يشيران إليّ كالرماح، لم نتفق أبدًا لكن لم يسعني إلا الإعجاب بثقتها الواضحة بنفسها بالطريقة التي تشعر بها براحة تامة، فكرت في محاولة إجراء محادثة قصيرة لكسر الصمت المحرج بيننا ولكني لم أعرف من أين أبدأ.
خففت ذهني لتصفية أفكاري.
هي منجل وكل ألاكريا تعرف قصتها فعندما ظهرت دمائها أدى إندلاع المانا الناتج عن ذلك إلى مقتل إخوتها الراعين، شعر والدها بالتبني – الرجل الذي رعاها لمدة 12 عامًا – بالغضب وحاول قتلها لكنها دافعت عن نفسها وأحرقت القلب في صدره بعد ذلك أخذها أغرونا وترعرعت داخل هذه القلعة بالذات، ربما هذا هو السبب الذي جعلها تشعر بالمرارة إتجاهي بعد كل شيء لقد كانت مثل إبنة أغرونا قبل وصولي وبطريقة ما أنا متأكدة من أنها إعتقدت أنني سأحل محلها.
مدعوم من طرف : Youssef Ahmed.
أفترض حقًا أنني فعلت ذلك لكن هذا لم يجعلني أشعر بالسوء إتجاهها أو أي شيء آخر في الواقع عندما نظرت في الموقف شعرت أنها حصلت على ما تستحقه بالضبط، إن ميلزري وبقية المناجل أناس قساة يهتمون بأنفسهم وكانوا فظيعين مع نيكو الأن فجأة بدت الثقة بالنفس التي أعجبت بها قبل ثوانٍ قليلة غير مكتسبة.
‘تذكري سيسيليا لقد شعرت أن هناك شيئًا ما خطأ عندما إستيقظت لأول مرة هناك أكثر مما يقال لك’.
شدّدت فكّي ومشيت في صمت.
“نيكو هل أنا شخص سيء؟” عندما إبتعد سألت.
إنتهى بنا المطاف في قاعة طويلة عميقة من الحجر في قاعدة تايغرين كالوم، الجدران والأرضيات العارية متصدعة وسوداء بعلامات الإحتراق من العديد من السحرة الأقوياء – الخدم والمناجل وحتى الأطياف – الذين تدربوا هنا على مدى عقود، لم تكن هناك معدات أو أسلحة ولا شيء يساعد في التدريب لأن أي شخص قوي بما يكفي ليحضر إلى هنا لا يحتاج إلى أشياء من هذا القبيل.
توترت فجأة عندما دخل صوت تيسيا إلى ذهني.
لم أتفاجأ عندما وجدت المنجل فييسا حاضرة بالفعل جنبًا إلى جنب مع درانييف وحفنة من السحرة المجهولين الذين لم أتعرف عليهم، من بين الحاضرين لفيسا أقوى توقيع مانا ثم ميلزري ويأتي درانييف في المرتبة الثالثة، الآخرون جميعهم متوسطي المستوى في أحسن الأحوال بإمكاني فقط أن أفترض أنهم باحثين أو علماء وليسوا محاربين.
إختفت الحمى.
توقفت ميلزري بجانب فييسا محدقة في وجهي.
هناك نجوم خارج نافذتي مع صورة ظلية بالأرجواني للجبال.
لمع الجلد الخزفي لفييسا في الضوء الخافت بشعر أرجواني غامق وعيون سوداء فارغة.
لم تتغير إبتسامته لكن ساقيه توقفتا عن التأرجح “لماذا تسألين يا سيسيل العزيزة؟”.
‘ستكون مرعبة إذا…’ نظرت إلى يدي بينما أفرك أصابعي معًا.
إستيقظت بينما أصرخ وعاد تردد صدى الصراخ إلي.
بإمكاني رؤية المانا في كل منهم ومشاهدتها تتموج في نواتهم كلما تم تنقيتها، عرفت بشكل أفضل مدى قوتهم أو ضعفهم مما عرفوه بأنفسهم حيث يمكنني كسر هذه المناجل بلمسة من أصابعي إذا أردت.
أخبرني أغرونا أنني تجاوزت أسوأ ما في الأمر لكن لم أشعر بهذه الطريقة، مهما حدث لي عندما كنت فاقدة للوعي مباشرة بعد التكامل أستطع أن أرى كيف صار الأمر أسوأ من أسابيع الشفاء والمرض، هناك شعور مخيف بعدم الخطأ يشبه الأمر نوعًا ما عندما إمتلكت مركز كي ضخم لكن لم أتمكن من منعه من الخروج مني وإيذاء نيكو – وغراي.
تقدم درانييف إلى الأمام بتعبير مخفي وراء قناعه الفظيع “سيدة سيسيليا يأسف اللورد أغرونا لأنه لا يستطيع الإنضمام إلينا في الوقت الحالي لكنه يأمل أن تكون المنجلين ميلزري وفييسا…” رطب حلقه ثم أكمل “تكونان شركاء مناسبين لتدريبك اليوم”.
إستدار دراغوث عندما بدأ أغرونا في الكلام وأخذ بعين الإعتبار هذا التعليق أما بجانبه فحدق إينكورن في قدميه.
هسهست فييسا تحت أنفاسها “يجب أن نساعد دراغوث في إكتشاف الخائن بدل رعاية هاته الطفلة المتجسدة”.
جلست ودفعت ظهري إلى الحائط مما أدى إلى إبطاء تنفسي رغم كوني الإرث لم يمنع ذلك من الحدوث من قبل على الأرض.
هزت ميلزري أكتافها فقط وإبتسمت “يا أختي لا تكوني هكذا تحتاج الإرث إلى كل المساعدة التي يمكنها الحصول عليها، على الرغم من كل ما فعله صاحبة الجلالة لإيصالها إلى هذه النقطة إلا أنها لم تحقق له إنتصارًا حقيقيًا واحدًا”.
كلما طرق أحدهم بابي كنت أتوقع أن يكون نيكو لكني فوجئت في اليوم الذي دخلت فيه ميلزري.
عبست فييسا ودارت حولي بعيدًا عن ميلزري لذلك صار الإثنان يحيطان بي.
لم أتفاجأ عندما وجدت المنجل فييسا حاضرة بالفعل جنبًا إلى جنب مع درانييف وحفنة من السحرة المجهولين الذين لم أتعرف عليهم، من بين الحاضرين لفيسا أقوى توقيع مانا ثم ميلزري ويأتي درانييف في المرتبة الثالثة، الآخرون جميعهم متوسطي المستوى في أحسن الأحوال بإمكاني فقط أن أفترض أنهم باحثين أو علماء وليسوا محاربين.
“توقيع المانا الخاص بك لا يبدو قويًا كما كان من قبل يا فتاة…. بدون نواة يبدو أنك فارغة”.
‘أنا حقا مع المانا… هذا هو التكامل’.
تلاشت كل شكوكي وقلقي في وجه إستهزائهم لم يكن هذان الإثنان شيئًا بالنسبة لي أنا متأكدة أنه لن تخيفني كلماتهم اليائسة.
أخبرني أغرونا أنني تجاوزت أسوأ ما في الأمر لكن لم أشعر بهذه الطريقة، مهما حدث لي عندما كنت فاقدة للوعي مباشرة بعد التكامل أستطع أن أرى كيف صار الأمر أسوأ من أسابيع الشفاء والمرض، هناك شعور مخيف بعدم الخطأ يشبه الأمر نوعًا ما عندما إمتلكت مركز كي ضخم لكن لم أتمكن من منعه من الخروج مني وإيذاء نيكو – وغراي.
إتخذ درانييف عدة خطوات إلى الوراء وتبع السحرة الآخرون مثاله “السيدة سيسيليا هنا لإختبار قوتها يجب عليكما…”.
إبتلعت لعابي بشدة وإحتفظت بأفكاري بعناية لنفسي.
دفعت فييسا يديها إلى الأمام حيث تجمعت المانا القاتمة حولها وإندفعت مثل سرب من الجراد ثم إختفت…
إتخذ درانييف عدة خطوات إلى الوراء وتبع السحرة الآخرون مثاله “السيدة سيسيليا هنا لإختبار قوتها يجب عليكما…”.
حدقت في يديها غير مصدقة ودفعتهما للأمام مرة ثانية… لم يحدث شيء لأن المانا لم تستجب لها إطلاقا.
إستدعت ميلزري نصلها الذي إشتعلت فيه النيران السوداء وإندفعت نحوي، إنطفأ اللهب في منتصف الطريق وإزداد نصلها ثقلاً لدرجة أنها تعثرت قبل أن ينفصل عن أصابعها وضربت الأرض بقوة كافية لكسر الحجر.
السيادة أولوداري فريترا من تروسيا.
“توقفي عن هذا في الحال” صرخت فييسا والمانا في قلبها تغلي بينما تتدفق عبر قنواتها وأوردتها لكنها لم تستطع أن تشكل تعويذة.
هناك هذا الشعور الذي لا مفر منه لم أستطع تذكر الشعور بالضعف وكوني أقل من نفسي منذ أن تجسدت في هذا العالم، أنا الإرث وقد مررت بالتكامل مما يجعلني ربما أقوى ساحرة في العالم لكنني لم أستطع منع ركبتي من الإهتزاز أو العرق من على جبيني، شعرت بأنني أجبر كل نفس على دخول رئتي كما لو أنني إذا حاولت التنفس في المرة القادمة فقد لا أتمكن من ذلك.
“ماذا تفعلين؟” تلاعبت بقبضتي ميلزري.
إستيقظت بينما أصرخ وعاد تردد صدى الصراخ إلي.
شعرت بنفسي أبتسم بجو بارد وقاس مع تعبير سيخيفني إذا رأيته على وجه آخر ثم أخبرتها ما فعلته… وما سأفعله.
نسيم دافئ غير مريح إنطلق من حولنا وتركنا جافين في لحظات.
لم أخلوا من الشعور بالرضا عن النفس حينما شاهدتهم يكافحون لفهمي حينها أدرك كلاهما تمامًا الموقف الذي علمت أن لدي الجرأة لفعله، أغمضت عيني مسيطرة على كل مانا فييسا التي أطلقتها للتو وأعدتها إليها بينما أدفعها إلى عروقها لتجوب قنواتها ثم تضرب قلبها، سمعت ركبتيها تضربان الحجر بينما صرخات خانقة يتردّد صداها في قاعة القتال.
‘أنا حقا مع المانا… هذا هو التكامل’.
“أيتها العاهرة…”.
‘إهدئي المانا والسحر هناك’.
إنقطع صوت ميلزري بقوة عندما إرتطم جسدها بالأرض بحيث قوة الجاذبية كبيرة لدرجة أنني عرفت أن عظامها تسحق لحم جسدها، لم يكن هناك فرق بين المانا في جسدي وتلك التي في جسدهم أو في الجو المحيط بنا فبصفتي الإرث قدرتي على التحكم في المانا لا مثيل لها، الآن بعد أن أصبحت متكاملة لم أعد أحتاج لأن يتم سحب المانا إلى نواتي وتنقيته وإطلاقه قبل التلاعب به، من هذا المنظور الجديد حتى فكرة المانا المنقاة بدت غير منطقية لأنني لست بحاجة لتنقية المانا وجعلها لي من أجل السيطرة عليها.
هرب إسمهم مني.
لقد تحكمت بالفعل في كل شيء لذا المناجل عاجزة ضدي وحتى هذه الأطياف الغامضة التي سمعت عنها ستكون حالتها ميؤوس منها ضدي، ما فائدة قوة الأزوراس في السحر إذا كان بإمكاني محو تعويذاتهم قبل أن يشكلوها أو سحب أجسادهم بعيدًا عن الداخل بقوتهم الخاصة وتجويعهم مما جعلهم مميزين.
“وأترك أغرونا ليحكم الرماد” هززت رأسي.
‘حتى أغرونا لا يشكل تهديدًا لي…’.
“لماذا يجب أن أهتم؟”.
‘هذا هو السبب في أنه شجعك على أن تكوني خاضعة للغاية’ فجأة إنطلق صوت تيسيا المزعج قاطعًا أفكاري ‘هو يعرف ما ستصبحين عليه أو يأمل على الأقل لكنه لن يسمح لأي شخص آخر بأن يكون قويًا حقًا لذلك علمك أن تكوني مطيعة’.
عندما فتحتهم مرة أخرى صرت وحدي… شعرت أن الوقت ملموس… أكثر واقعية.
شددت على المانا محاولة مرة أخرى خنق صوت تيسيا لكنني لم أستطع إنه الشيء الوحيد الذي لم أستطع السيطرة عليه.
‘فترة طويلة بما يكفي لدرجة أنني لم أكن متأكدة من أننا سنبقى على قيد الحياة’ قالت تيسيا في ذهني ‘التكامل… لم أكن أتخيل أبدًا تجربته بنفسي كيف سيكون رد فعل الجميع…’.
“سيدة سيسيليا ربما…” سمعت صوت درانييف البسيط بشكل موحٍ.
“هذيان”… “حمى”… “خطر”… “وقت”…
فتحت عينيّ ونظرت إلى المنجلين أحدهما يتلوى من الألم إلى يساري والآخرى على الحجر إلى يميني، حررت ضغط تمزيق المانا من فييسا وسحق الجاذبية عن ميلزري لكنني أبقيت المانا تحت السيطرة ومنعت أي منهما من تكوين تعويذة.
***
‘لقد جعل هذا الوعد بأن يعيدك إلى الأرض معلقًا فوق رأسك ونيكو ليهددك إذا خرجت عن الخط لأنه لا يهتم بك أو يحبك، ربما لا ينوي حتى السماح لك بالسيطرة على هذه القوة فلماذا ييفعل ذلك عندما يمكنه فقط السيطرة على عقلك؟’ واصلت تيسيا الحديث.
“عند تظاهري بالضعف سمح بعضكم لنفسه بأن يصبح ضعيفا بالفعل لقد أعطيتكم شعارات جديدة بسبب صبري الأن حان الوقت لتثبتوا أنفسكم”.
دفعت صوتها بعيدًا على الرغم من أنها يمكن أن تقاطع أفكاري إلا أنها لم تستطع التأثير على أفعالي وكلماتي.
‘إهدئي المانا والسحر هناك’.
طفت عن الأرض وقمت بتحريك خصلة من شعري الفضي “إنهضا أنتما الإثنان أريد أن أفهم إلى أي مدى ستصل سيطرتي”.
“لماذا يجب أن أهتم؟”.
***
قبل أن تتمكن من الإجابة قمت بتمرير يدي عبر الإسقاط العقلي وفتحت عيني.
السماء فوق تايغرين كالوم مليئة بالغيوم الداكنة لذا طرت عبرها مثل طائر مستمتعة بإحساس كل تلك المانا التي تتكثف حولي ومنجذبة إلى العاصفة الطبيعية، عندما إستدرت لأعلى أطلقت الهواء البارد وتجمعت الرطوبة على بشرتي حتى إنفجرت في سماء صافية، تحتي تدحرجت السحب بعيدًا بقدر ما يمكن للعين أن تراه في كل إتجاه لقد أحببتها لأنها سلمية ومتفرقة، التدريب على قواي الجديدة أشبه بالإستكشاف – رؤية حدودي – لم يكن علي أن أتعلم من خلال التكرار بل التفكير برؤية واضحة بما فيه الكفاية.
بدأت الغيوم تدور في أنماط مرحة والبخار يتصاعد منها متكثفًا في كرات من الماء تطفو حولها وتلتقط الضوء، أضاءت الغيوم من اللون الرمادي الغامق إلى الأبيض الناعم المنفوش عائمة لذا إستلقيت فوقها مريحة رأسي على يدي ومحدقة في الإمتداد الأزرق أعلاه.
‘إن الإحتفاظ بعقل صافٍ أسهل بكثير للقيام به في الهواء الطلق مقارنة بالمكان تحت الحصن’.
جفلت لأني لم ألاحظ إقتراب توقيع المانا.
بدأت الغيوم تدور في أنماط مرحة والبخار يتصاعد منها متكثفًا في كرات من الماء تطفو حولها وتلتقط الضوء، أضاءت الغيوم من اللون الرمادي الغامق إلى الأبيض الناعم المنفوش عائمة لذا إستلقيت فوقها مريحة رأسي على يدي ومحدقة في الإمتداد الأزرق أعلاه.
إرتدت جديلة ميلزري الطويلة ذات اللون الأبيض الناصع مع كل خطوة وبالطريقة التي دار بها قرناها فوق رأسها كانا يشيران إليّ كالرماح، لم نتفق أبدًا لكن لم يسعني إلا الإعجاب بثقتها الواضحة بنفسها بالطريقة التي تشعر بها براحة تامة، فكرت في محاولة إجراء محادثة قصيرة لكسر الصمت المحرج بيننا ولكني لم أعرف من أين أبدأ.
“تيسيا” قلت وصوتي يطفو بعيدًا في النسيم اللطيف.
شعرت بنفسي أبتسم بجو بارد وقاس مع تعبير سيخيفني إذا رأيته على وجه آخر ثم أخبرتها ما فعلته… وما سأفعله.
لم أتلقى أي رد.
تردد نيكو ومن الواضح أنه يفكر مليًا في شيء ما ثم أضاف “بإستثناء درانييف ربما… فقط عند الضرورة القصوى يمكننا الوثوق به لأن – حسنًا – فقط إعلمي أنه يمكننا الوثوق به لقد جعلته يراقبك عندما لم أستطع”.
‘تيسيا’ فكرت بحدة غير قادرة على قمع تهيجي بسبب الإضطرار إلى مناداتها مرتين.
***
‘لعبة القوة هذه لا تناسب أيًا منا’ أجابت بعد بضع ثوان ‘كلانا يعرف السبب الوحيد الذي يجعلك تناديني لأنه يمنحك إحساسًا زائفًا بالسيطرة، لقد حققت التكامل وقمت برمي المناجل كما لو أنهم قمامة ومع ذلك لا يمكنك فعل أي شيء بشأني وهذا يبتلعك’.
‘أتركيني لوحدي’.
أغمضت عيني وغرقت في السحب مركزة على صورة في ذهني ووصلت إلى المانا في جميع أنحاء جسدي بينما أبحث، لم أكن متأكدة مما إذا كنت سأنجح – حتى لو نجحت – ولكن عندما فتحت عيني لم يسعني إلا الإبتسام.
لمع الجلد الخزفي لفييسا في الضوء الخافت بشعر أرجواني غامق وعيون سوداء فارغة.
لم أعد محاطة بالرياح الباردة والغيوم الرقيقة لكنني أقف على عشب أخضر ناعم تحت الأطراف المنتشرة من الأشجار الطويلة ذات اللون الفضي، بظلالها للتي تتناثر على الأرض وتجعل العالم بأسره يبدو وكأنه يتحرك برفق، وقفت تيسيا إراليث على مسافة ليست بعيدة بجديلة فضية على كتفها العاري وثوب أخضر زمردي وذهبي ملفوف على جسدها الرشيق، نظرت إلى أسفل لنفسي كوني أقصر منها وممتلئة قليلاً بشعر بني عادي وممل حول كتفي كما لو أنه تم تقطيعه عموديا.
مريضة على حافة الشرفة دعمت نفسي على الدرابزين البارد وتذوقت مرارة العصارة الصفراوية على أسناني، فقدت نفسي لبعض الوقت ثم ببطء عدت إلى سريري وسقطت فيه لكن النوم بعيد ولا يمكن الوصول إليه، إستلقيت هناك فقط ولم أستطع فعل أي شيء سوى جذب إنتباهي إلى الأعمال الداخلية لجسم الجان الهش، لا أزال في المراحل الأخيرة من التأقلم مع المانا التي تغرس الآن في كل خلية – رغم أنه إحساس غريب أن يكون لديك مانا غير مقيدة بنواة.
“أنا أكره الحديث معك في رأسي إنه مثل الإنتهاك… هذا أفضل” أطلقت نفسًا عميقًا لأثبت نفسي.
ظلت تيسيا هادئة لفترة طويلة لدرجة أنني إستدرت متسائلة عما إذا لا تزال هناك… بينما تقف وتراقبني بتمعن تراجعت لأن ثقل كلماتي الخاصة يستقر على روحي.
“إنتهاك… نعم أعتقد أنني أعرف بالضبط ما تقصدين” قالت تيسيا بحزن مع إحساس غامض بالغضب “كما تعلمين بعد أن علمت من خلالك أن أرثر قد تجسد من جديد صار الأمر منطقيًا للغاية، عقله وحكمته ونضجه يبدو من الغباء الآن بعد أن أفكر في الأمر أنني حاولت جاهدة أن أواكبه، إعتدت أن أغضب حقًا من نفسي بشأن مدى إختلافنا عندما إعتقدت أنني أكبر بعام ولكن إتضح أنه أكبر ب30 عامًا”.
“توقفي عن هذا في الحال” صرخت فييسا والمانا في قلبها تغلي بينما تتدفق عبر قنواتها وأوردتها لكنها لم تستطع أن تشكل تعويذة.
ضحِكت وعبست.
‘ماذا؟’.
“لماذا يجب أن أهتم؟”.
ضحِكت وعبست.
“لأنني إعتقدت أنك ستكونين مماثلة وأنك مختلفة… كنت في حيرة من أمري في البداية ولكن بعد ذلك أدركت…”.
لم أوافقها بها لكنها على حق لقد إستيقظت على تلك الطاولة وأنا أشعر بالضعف لكنني غرقت في الغثيان في نفس الليلة، سقطت الكلمات التي لم أتذكرها في مؤخرة رأسي بعيدة عن المنال وبتردد بدأت أشرح له ما رأيته وفعلته عند الإستيقاظ لأول مرة مع الإنزعاج الذي شعرت به عندما تمت إحاطتي بالسحرة الغريبين.
“نعم لقد قلت كل هذا من قبل”.
تجاهل أغرونا المخاوف بثقة وعزيمة.
“إذن هل أنت مستعدة للإستماع؟”.
خائفة مما قد أسمعه بعد الإعتراف… إلى ماذا ستؤدي هذه المحادثة؟ لم أكن مستعدة لإخباره أنني قتلت نفسي وتركت غراي يتحمل اللوم.
بقيت أراقب عن كثب الوصي الذي يتحرك حول مشارف البقعة التي أنشأتها لمحادثتنا “يمكنك أن تري ما في رأسي أليس كذلك؟ كل فكرة ورغبة لدي هي كتاب مفتوح لك إذن تحدثي”.
كل نفس مليء بالمانا التي لا تتدفق إلى نواتي بل… إلي.
ظلت تيسيا تداعب الشعر المتدلي فوق كتفها وعيناها على الأرض “لا يتعلق الأمر بالتحدث معي بل بصدقك مع نفسك بعد كل ما تعلمته ما زلت تخوضين هذه الحرب، لماذا تساعدين أغرونا في الحصول على ما يريد؟ هل تثقين به حقًا ليعيدك إلى حياتك القديمة بعد كل هذا؟” نظرت إلى الأعلى وعيناها تحرقان وجهي “وهل هو حقا يستحق ذلك؟”.
ساعد هذا النوع المنفصل من الملاحظة في تحقيق بعض الوضوح، أدركت أن التكامل في الواقع يشبه إلى حد كبير الإستيقاظ على المانا بعد أن أمضيت حياتي السابقة بأكملها في محاولة للسيطرة على الكي، بنفس الطريقة التي أحسست بها أن المانا أكثر إكتمالًا وسحرًا شعرت أن التكامل هو قوة أكبر من الإعتماد على النواة لإستخدام السحر، إن إنشاء نواة المانا مشابه لتكثيف مركز الكي لأن كل منهما يتطلب تركيز الطاقة للتكوين فالإحساس بملء المانا وتدفقها بحرية عبر جسدي يشبه إلى حد بعيد التلاعب بالكي على الأرض.
فركت عيني بإحباط مديرة ظهري لها “ماذا تريدن مني أن أقول؟ أنا أنانية؟ شخص غبي؟ طفلة تؤمن بقصص خرافية؟، حسنا أيا يكن أنا كل هذه الأشياء وأكثر تيسيا ربما أنا شخص سيء لكنني قطعت شوطًا طويلا…” إبتلعت لعابي بشدة ثم تابعت “قتلت الناس وهذا لا يمكن أن يكون مجرد هباء كما لا يمكن أن يكون لشيء سخيف”.
ترجمة : Ozy.
ظلت تيسيا هادئة لفترة طويلة لدرجة أنني إستدرت متسائلة عما إذا لا تزال هناك… بينما تقف وتراقبني بتمعن تراجعت لأن ثقل كلماتي الخاصة يستقر على روحي.
تقدم درانييف إلى الأمام بتعبير مخفي وراء قناعه الفظيع “سيدة سيسيليا يأسف اللورد أغرونا لأنه لا يستطيع الإنضمام إلينا في الوقت الحالي لكنه يأمل أن تكون المنجلين ميلزري وفييسا…” رطب حلقه ثم أكمل “تكونان شركاء مناسبين لتدريبك اليوم”.
“هل ستحرقين هذا العالم إذا كان ذلك يعني أن عليك أنت ونيكو العودة إلى المنزل؟” سألت.
تحت البرج تم ترتيب آلاف السحرة في تشكيلات داخل الفناء وعرض لافتات لكل سيادة، ظهر مكان وقوف جنود إتريل بشكل منفصل عن جنود فيكور وتروسيا حيث تم إحضار كل قوة بواسطة منجل تلك المنطقة، أبواب الشرفة الزجاجية مغلقة ومحجوبة لكن المانا تكشفت عند إقترابي وتحرك المزلاج لأعلى مما سمح لعاصفة من الرياح بدفع الأبواب وفتحها.
“وأترك أغرونا ليحكم الرماد” هززت رأسي.
دفعت فييسا يديها إلى الأمام حيث تجمعت المانا القاتمة حولها وإندفعت مثل سرب من الجراد ثم إختفت…
“وإذا كنت عالقة هنا في الرماد معنا؟” سألت مجددا.
رد أولوداري بقلق.
“حينها على الأقل لن يكون هناك شخص ليحكم على أفعالي” قلت ببطء وتعب للغاية.
تلاشت كل شكوكي وقلقي في وجه إستهزائهم لم يكن هذان الإثنان شيئًا بالنسبة لي أنا متأكدة أنه لن تخيفني كلماتهم اليائسة.
قبل أن تتمكن من الإجابة قمت بتمرير يدي عبر الإسقاط العقلي وفتحت عيني.
توقفت ميلزري بجانب فييسا محدقة في وجهي.
الغيوم مظلمة بسبب هطول الأمطار الغزيرة مع وميض للبرق وصوت للرعد.
‘أنا مسيطرة’ أكدت لنفسي وكررتها مرارًا وتكرارًا مثل المانترا.
غرقت تحت الغيوم وسط الأمطار وتركت برودتها تهدئ بشرتي رافضة الإعتراف بتدفق العار من خدي وأن الجداول التي تنهمر على وجهي هي دموع.
لم أوافقها بها لكنها على حق لقد إستيقظت على تلك الطاولة وأنا أشعر بالضعف لكنني غرقت في الغثيان في نفس الليلة، سقطت الكلمات التي لم أتذكرها في مؤخرة رأسي بعيدة عن المنال وبتردد بدأت أشرح له ما رأيته وفعلته عند الإستيقاظ لأول مرة مع الإنزعاج الذي شعرت به عندما تمت إحاطتي بالسحرة الغريبين.
“سيسيليا!”.
‘مؤلم’.
جفلت لأني لم ألاحظ إقتراب توقيع المانا.
تحت البرج تم ترتيب آلاف السحرة في تشكيلات داخل الفناء وعرض لافتات لكل سيادة، ظهر مكان وقوف جنود إتريل بشكل منفصل عن جنود فيكور وتروسيا حيث تم إحضار كل قوة بواسطة منجل تلك المنطقة، أبواب الشرفة الزجاجية مغلقة ومحجوبة لكن المانا تكشفت عند إقترابي وتحرك المزلاج لأعلى مما سمح لعاصفة من الرياح بدفع الأبواب وفتحها.
نيكو الذي يطير في غيمة من الرياح مستحضرة من عصاه إبتعد 20 قدمًا ووجهه محمي بيده “هل أنت بخير؟ جاءت هذه العاصفة من العدم!”.
ظلت تيسيا هادئة لفترة طويلة لدرجة أنني إستدرت متسائلة عما إذا لا تزال هناك… بينما تقف وتراقبني بتمعن تراجعت لأن ثقل كلماتي الخاصة يستقر على روحي.
حدقت فيه بصراحة وإستغرقت أفكاري عدة ثوان لتثبت في مكانها، حالما فعلوا توقف المطر وتلاشت الغيوم بينما نطير في شمس الظهيرة المشرقة والباردة برزت جبال تايغرين كالوم أسفلنا.
“إذن هل أنت مستعدة للإستماع؟”.
نسيم دافئ غير مريح إنطلق من حولنا وتركنا جافين في لحظات.
الأسماء والأماكن التي لم أستطع إلتقاط معانيها.
“أغرونا دعا جميع المناجل وأنت… وصل الآخرون بالفعل إنه يتوقع قدومنا على الفور”.
إختفت الحمى.
“نيكو هل أنا شخص سيء؟” عندما إبتعد سألت.
لم تتغير إبتسامته لكن ساقيه توقفتا عن التأرجح “لماذا تسألين يا سيسيل العزيزة؟”.
“ما هذا؟” توقف في مساره وتعمق عبوسه القلق.
السماء فوق تايغرين كالوم مليئة بالغيوم الداكنة لذا طرت عبرها مثل طائر مستمتعة بإحساس كل تلك المانا التي تتكثف حولي ومنجذبة إلى العاصفة الطبيعية، عندما إستدرت لأعلى أطلقت الهواء البارد وتجمعت الرطوبة على بشرتي حتى إنفجرت في سماء صافية، تحتي تدحرجت السحب بعيدًا بقدر ما يمكن للعين أن تراه في كل إتجاه لقد أحببتها لأنها سلمية ومتفرقة، التدريب على قواي الجديدة أشبه بالإستكشاف – رؤية حدودي – لم يكن علي أن أتعلم من خلال التكرار بل التفكير برؤية واضحة بما فيه الكفاية.
“لا شيء” أجبت “لا تهتم… لا ينبغي أن نبقي أغرونا منتظرا”.
أي شيء لطيف إنزلق من وجه أغرونا وكأنه خلع قناعًا وتحته هناك شيء مظلم وخطير.
إنطلقت بسرعة إلى الأمام وهبطت نحو القلعة محلقة بسرعة حول الجزء الخارجي المترامي الأطراف لجناح أغرونا الخاص على إحدى شرفاته العديدة، ضربني جدار من الضجيج عندما هدأ إندفاع الرياح في أذني: أصوات الأقدام مع نداء وإستجابة الأوامر بالإضافة لإندفاع المانا.
توترت فجأة عندما دخل صوت تيسيا إلى ذهني.
تحت البرج تم ترتيب آلاف السحرة في تشكيلات داخل الفناء وعرض لافتات لكل سيادة، ظهر مكان وقوف جنود إتريل بشكل منفصل عن جنود فيكور وتروسيا حيث تم إحضار كل قوة بواسطة منجل تلك المنطقة، أبواب الشرفة الزجاجية مغلقة ومحجوبة لكن المانا تكشفت عند إقترابي وتحرك المزلاج لأعلى مما سمح لعاصفة من الرياح بدفع الأبواب وفتحها.
مُلكِي…
ما وراءها غرفة جلوس مريحة حيث إشتعلت النيران في مدفأة ضخمة بينما أغرونا متكئ على كرسي منخفض، إرتدى الزي الرسمي باللونين الأسود والذهبي والحلي في قرنيه تشتعل بالضوء وتتلألأ مثل النجوم حينها إستدار لينظر إلي، بدا تمامًا كما هو دائمًا منذ أن عرفته ولكن كلما نظر إلي إرتفعت حواجبه بشكل طفيف للغاية لم يسعني إلا أن أعتقد أن شيئًا ما قد تغير، لقد تغير لكنني لم أستطع أن أضع إصبعي على الكيفية بالضبط وعلي أن أتساءل عما إذا كنت أتخيل ذلك فقط أو ربما كما إعتقدت أنا الشخص الذي تغير.
من قبل شعرت وكأنني مع المانا بحيث تستمع إلي وتتفاعل مع أفكاري ورغباتي كما لو أنها أداة يمكنني فعل أي شيء بها.
دخل نيكو إلى الغرفة ورائي وأغلق الأبواب بحذر بينما عدم إرتياحه يخرج منه على شكل موجات.
“سيدة سيسيليا ربما…” سمعت صوت درانييف البسيط بشكل موحٍ.
قال أغرونا بإبتسامة واسعة جدًا مشيرًا إلينا للدخول “لقد وصلتم جميعًا أخيرًا”.
في النهاية تسلل النوم إلي.
فوجئت برؤية ميلزري وفييسا حاضرتين بالفعل وجالستين بشكل غير مريح على أحد الأرائك الفخمة التي تملأ الغرفة، دراغوث هنا أيضًا بينما يقف أمام النار وظهره نحوي بكتفيه المنحنيين وقرونه العريضة التي تتدلى، الأكثر إثارة للدهشة هو وجود الخدم حيث جلس بيفري المريض في الظل بينما بقي إيكيرون بالقرب من دراغوث محاولًا إخفاء توتره وفشل في ذلك، وقفت ماوار بالقرب من النوافذ وحدقت في جبال ناب البازيليسك بينما الضوء البارد يعكس بشرتها المتغيرة بلون رخامي شاحب شبه شفاف، لأول مرة منذ وصولي إلى ألاكريا إعتقدت أنني فهمت قليلاً كيف شعر أغرونا عندما رأى كل هؤلاء الأشخاص الأقوياء مجتمعين معًا، في أي مكان آخر في العالم سيكونون قوة هائلة بل ساحقة لكن هنا والآن بدوا غير مهمين كأنهم لا شيء.
إنقطع صوت ميلزري بقوة عندما إرتطم جسدها بالأرض بحيث قوة الجاذبية كبيرة لدرجة أنني عرفت أن عظامها تسحق لحم جسدها، لم يكن هناك فرق بين المانا في جسدي وتلك التي في جسدهم أو في الجو المحيط بنا فبصفتي الإرث قدرتي على التحكم في المانا لا مثيل لها، الآن بعد أن أصبحت متكاملة لم أعد أحتاج لأن يتم سحب المانا إلى نواتي وتنقيته وإطلاقه قبل التلاعب به، من هذا المنظور الجديد حتى فكرة المانا المنقاة بدت غير منطقية لأنني لست بحاجة لتنقية المانا وجعلها لي من أجل السيطرة عليها.
شعرت بخيبة أمل تيسيا تتصاعد من الداخل.
إرتدت جديلة ميلزري الطويلة ذات اللون الأبيض الناصع مع كل خطوة وبالطريقة التي دار بها قرناها فوق رأسها كانا يشيران إليّ كالرماح، لم نتفق أبدًا لكن لم يسعني إلا الإعجاب بثقتها الواضحة بنفسها بالطريقة التي تشعر بها براحة تامة، فكرت في محاولة إجراء محادثة قصيرة لكسر الصمت المحرج بيننا ولكني لم أعرف من أين أبدأ.
‘ماذا؟’.
الأسماء والأماكن التي لم أستطع إلتقاط معانيها.
‘هل تعتقدين أن هذا ما شعر به الباحثون إتجاهك وهم يطعنونك ويحثونك؟ تحت هذه السلطة الرفيعة ربما لا يرونك إلا بنفس رؤيتك للمناجل… كأحد الأصول بحيث ربما يجب التسامح مع الجنود لكن لا يتم إحترامهم’.
“كل المناجل الأقوياء وخدامهم المخيفين معًا مرة أخرى” قال أغرونا الذي فتح ذراعيه على نطاق واسع “نحن لا نفتقد سوى حملنا الصغير الضائع سيريس وكلبها المخلص فقد كان وجودها هدية رائعة ولكن للأسف…”.
إبتلعت لعابي بشدة وإحتفظت بأفكاري بعناية لنفسي.
‘لقد جعل هذا الوعد بأن يعيدك إلى الأرض معلقًا فوق رأسك ونيكو ليهددك إذا خرجت عن الخط لأنه لا يهتم بك أو يحبك، ربما لا ينوي حتى السماح لك بالسيطرة على هذه القوة فلماذا ييفعل ذلك عندما يمكنه فقط السيطرة على عقلك؟’ واصلت تيسيا الحديث.
“كل المناجل الأقوياء وخدامهم المخيفين معًا مرة أخرى” قال أغرونا الذي فتح ذراعيه على نطاق واسع “نحن لا نفتقد سوى حملنا الصغير الضائع سيريس وكلبها المخلص فقد كان وجودها هدية رائعة ولكن للأسف…”.
السماء فوق تايغرين كالوم مليئة بالغيوم الداكنة لذا طرت عبرها مثل طائر مستمتعة بإحساس كل تلك المانا التي تتكثف حولي ومنجذبة إلى العاصفة الطبيعية، عندما إستدرت لأعلى أطلقت الهواء البارد وتجمعت الرطوبة على بشرتي حتى إنفجرت في سماء صافية، تحتي تدحرجت السحب بعيدًا بقدر ما يمكن للعين أن تراه في كل إتجاه لقد أحببتها لأنها سلمية ومتفرقة، التدريب على قواي الجديدة أشبه بالإستكشاف – رؤية حدودي – لم يكن علي أن أتعلم من خلال التكرار بل التفكير برؤية واضحة بما فيه الكفاية.
إستدار دراغوث عندما بدأ أغرونا في الكلام وأخذ بعين الإعتبار هذا التعليق أما بجانبه فحدق إينكورن في قدميه.
تردد نيكو ومن الواضح أنه يفكر مليًا في شيء ما ثم أضاف “بإستثناء درانييف ربما… فقط عند الضرورة القصوى يمكننا الوثوق به لأن – حسنًا – فقط إعلمي أنه يمكننا الوثوق به لقد جعلته يراقبك عندما لم أستطع”.
“مع ذلك لا تقسو جدًا على دراغوث” وجه لنا أغرونا إبتسامة عريضة “لقد عانينا جميعًا من الهزائم والإخفاقات – من الإحراج – مؤخرًا أليس كذلك؟”.
مُلكي مثل الحفرة… عميقة ولا نهاية لها… حفرة مليئة بالصقيع… لا أتذكر… ماذا كان هناك من قبل؟… في الحفرة؟…
إبتسم أغرونا حولنا مثل أب فخور ومتفهم حيث دفع نفسه تاركًا رجليه ترتجلان ذهابًا وإيابًا وأحيانًا يطرق كعبيه على الخشب.
توقفت ميلزري بجانب فييسا محدقة في وجهي.
“لكن على كل واحد منا في بعض الأحيان أن يتعامل مع فشله ويستمر في التحرك” ضرب مفاصل أصابعه على الطاولة عدة مرات “لتوضيح الإستعارات سمحنا لمنزلنا بجمع الأوساخ لفترة كافية سينتهي وضع سيريس في الوقت المناسب ولكن هناك العديد من الأماكن الأخرى التي يمكننا البدء في تنظيفها الآن”.
عبست فييسا ودارت حولي بعيدًا عن ميلزري لذلك صار الإثنان يحيطان بي.
تبادل المناجل والخدم نظرات غير مؤكدة لكن لم يجرؤ أحد على مقاطعة أغرونا خاصةً عندما يظهر بمزاج جيد.
حدقت في يديها غير مصدقة ودفعتهما للأمام مرة ثانية… لم يحدث شيء لأن المانا لم تستجب لها إطلاقا. إستدعت ميلزري نصلها الذي إشتعلت فيه النيران السوداء وإندفعت نحوي، إنطفأ اللهب في منتصف الطريق وإزداد نصلها ثقلاً لدرجة أنها تعثرت قبل أن ينفصل عن أصابعها وضربت الأرض بقوة كافية لكسر الحجر.
“وجود التنانين في ديكاثين يعني أنه لم يعد هناك شيء يمكن كسبه من قتالنا الداخلي” تابع “بينما سيستمر دراغوث بملاحقة سيريس في المقابر الأثرية سيعيد البقية ترتيب منزلنا، أتوقع قبل أن تكتمل جهودنا في هذا القسم سنرى أرثر ليوين يتدخل وعندما يفعل ذلك أريدك أن تمسكيه أو تقتليه”.
هبت ريح من خلالي بردت عظامي مبعدة تعب النوم عني.
شاركت ميلزري وفييسا نظرة هادفة.
–+–
“ماذا ستفعل؟” سألت محبطة من هذه الإشارة الهزلية لقتل غراي.
السماء فوق تايغرين كالوم مليئة بالغيوم الداكنة لذا طرت عبرها مثل طائر مستمتعة بإحساس كل تلك المانا التي تتكثف حولي ومنجذبة إلى العاصفة الطبيعية، عندما إستدرت لأعلى أطلقت الهواء البارد وتجمعت الرطوبة على بشرتي حتى إنفجرت في سماء صافية، تحتي تدحرجت السحب بعيدًا بقدر ما يمكن للعين أن تراه في كل إتجاه لقد أحببتها لأنها سلمية ومتفرقة، التدريب على قواي الجديدة أشبه بالإستكشاف – رؤية حدودي – لم يكن علي أن أتعلم من خلال التكرار بل التفكير برؤية واضحة بما فيه الكفاية.
لقد هزم غراي بالفعل فرقة من قتلة الأزوراس لذا أعرف أن أغرونا لم يتوقع أن يتغلب أي من هؤلاء المناجل عليه.
جاهدت للتفكير في محادثة أغرونا مع أولوداري لكن الأمر أشبه بمحاولة تذكر حلم بعد الإستيقاظ كلما حاولت التشبث بالذاكرة إبتعدت عن قبضتي.
حرك أغرونا رأسه إلى الجانب بينما يلمس الحلي في قرنيه.
“ماذا تفعلين؟” تلاعبت بقبضتي ميلزري.
لم تتغير إبتسامته لكن ساقيه توقفتا عن التأرجح “لماذا تسألين يا سيسيل العزيزة؟”.
كرهت الشعور بالضعف الشديد.
إبتلعت لعابي بشدة شيء عن النظرة في عينه جعلني أخمن “أنا… قصدت فقط إذا كان غراي يمثل هذا التهديد…”.
‘تيسيا’ فكرت بحدة غير قادرة على قمع تهيجي بسبب الإضطرار إلى مناداتها مرتين.
إتسعت إبتسامة أغرونا وكشف عن أنيابه وواقفًا بشموخ حيث بدا أن ظله يسقط على الجميع دفعة واحدة “على الرغم من ضعفي المزعوم فقد إقتنع ذلك التنين القديم الحذر بترك الوضع في هذا العالم باقياً مما سمح لي بالتعمق في المقابر الأثرية وتنمية فهمي لقوة هذا العالم، أخيرًا بفضل صديقنا المتجسد الضال أرثر فتح كيزيس الطريق بين ديكاثين وإفيوتس الآن بينما تنهين هذه الحرب الأهلية السخيفة وتطاردين أرثر ليوين سأكون أستعد للإستفادة الكاملة من غلطة كيزيس”.
‘إهدئي المانا والسحر هناك’.
أي شيء لطيف إنزلق من وجه أغرونا وكأنه خلع قناعًا وتحته هناك شيء مظلم وخطير.
كل نفس مليء بالمانا التي لا تتدفق إلى نواتي بل… إلي.
“عند تظاهري بالضعف سمح بعضكم لنفسه بأن يصبح ضعيفا بالفعل لقد أعطيتكم شعارات جديدة بسبب صبري الأن حان الوقت لتثبتوا أنفسكم”.
“هل ستحرقين هذا العالم إذا كان ذلك يعني أن عليك أنت ونيكو العودة إلى المنزل؟” سألت.
بدت الغرفة مجمدة كما لو أن الآخرين لم يعودوا يتنفسون من الممكن أن يتوقف الزمن ولن يغير شيئًا.
قال شيئًا ما حينها دخل شخص آخر إلى نظري لأن وجوده يقزم الرجل الأول… أغرونا.
تحركت عيون أغرونا ببطء عبر كل واحد منا بدوره “سوف تركز الإرث بشكل أساسي على أرثر ليوين إذا كنت لا تستطيعين قتله بشكل كامل على الأقل أحضري لي نواته… إستفيدي من المناجل بالشكل الذي ترينه مناسبًا لضمان القيام بذلك”.
هسهست فييسا تحت أنفاسها “يجب أن نساعد دراغوث في إكتشاف الخائن بدل رعاية هاته الطفلة المتجسدة”.
إستدار وخرج من الغرفة تاركًا وراءه صمتًا عميقًا.
لم أخلوا من الشعور بالرضا عن النفس حينما شاهدتهم يكافحون لفهمي حينها أدرك كلاهما تمامًا الموقف الذي علمت أن لدي الجرأة لفعله، أغمضت عيني مسيطرة على كل مانا فييسا التي أطلقتها للتو وأعدتها إليها بينما أدفعها إلى عروقها لتجوب قنواتها ثم تضرب قلبها، سمعت ركبتيها تضربان الحجر بينما صرخات خانقة يتردّد صداها في قاعة القتال.
–+–
إرتدت جديلة ميلزري الطويلة ذات اللون الأبيض الناصع مع كل خطوة وبالطريقة التي دار بها قرناها فوق رأسها كانا يشيران إليّ كالرماح، لم نتفق أبدًا لكن لم يسعني إلا الإعجاب بثقتها الواضحة بنفسها بالطريقة التي تشعر بها براحة تامة، فكرت في محاولة إجراء محادثة قصيرة لكسر الصمت المحرج بيننا ولكني لم أعرف من أين أبدأ.
ترجمة : Ozy.
تبادل المناجل والخدم نظرات غير مؤكدة لكن لم يجرؤ أحد على مقاطعة أغرونا خاصةً عندما يظهر بمزاج جيد.
مدعوم من طرف : Youssef Ahmed.
“عند تظاهري بالضعف سمح بعضكم لنفسه بأن يصبح ضعيفا بالفعل لقد أعطيتكم شعارات جديدة بسبب صبري الأن حان الوقت لتثبتوا أنفسكم”.
‘يجب أن أكون أقوى الآن لكن…’.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
