Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

البداية بعد النهاية 376

إليانور ليوين

استعاد فيريث وألبولد شجاعتهما بسرعة. “قائدنا ، ملك إليانور ، أرسل كلبه المهاجم ليطردنا. ما هي خطتك يا الرمح؟ ماذا ستفعل-”

تأرجحت جنبًا إلى حيث ظهر بو العريض يتأرجح مع كل خطوة بطيئة. بدت أنفاسه ثقيلة وحتى شبه نعسان بعد التهام سمكة لامعة. أخذنا وقتنا بتحرك  ببطء عندما عدنا من مكان الصيد المفضل لدى بوو وتوجهنا نحو الساحة خارج قرية هال.

“هل من المفترض أن نأخذ كلمة فتاة بشرية على قائدنا!” صرخت قزم أخرى ، وهي امرأة هذه المرة ، وعيناها الخضراوتان اللامعتان مليئتان بالمرارة والازدراء لدرجة أنني شعرت بحرق يتصاعد في مؤخرة حلقي.

استطعت بالفعل سماع الدمدمة المنخفضة للعديد من الأصوات مجتمعة. بدا الأمر وكأنه عشرات ، وربما حتى مائة أو أكثر …

“أتساءل ما الذي سيفعلونه ؟” بالكاد سمعت إميلي تتمتم تحت أنفاسها. “يجب أن أسأل غايدون …”

وقد بدا هذا غريباً ، بسبب نشأتي في إكسيروس ، فإن قضاء يوم في السوق يعني عبور الممرات مع مئات ، بل الآلاف من الناس. لم أفكر قط مرتين في ضجيج الحشد في ذلك الوقت. اختلط كل هؤلاء الأشخاص في الخلفية نوعًا ما ، ولكن … ليس مهمًا.

بعد دقيقتين من هذا ظهر ضغط شديد ، كما كان قبل عاصفة رعدية قادمة ، ملأ الغرفة وجعل أذني تنفجر.

الآن ، فكرة وجود الكثير من الناس – كل واحد منهم عانى مثل هذه الخسارة الفادحة ، نجا من كابوس الأشهر العديدة الماضية – جعلني أشعر بعدم الارتياح والضيق على الرغم من أن هذا الشعور قد تجذر في داخلي ، إلا أن ضوءًا ذهبيًا في صميمي غمرني بالثقة والشجاعة.

“إذن لماذا الكذب؟” صاح ألبولد.

ابتسمت وربت على رقبة بو. “شكرا لك ، يمكنني دائمًا الاعتماد عليك أليس كذلك ، يا بوو؟ ”

وبعدها اختفوا.

ازدادت كثافة الحشود أكثر فأكثر كلما اقتربت من اللاجئين المتجمعين ، جميعهم تقريبًا من الجان. أرسل العديد منهم نظرات حذرة في اتجاهي بينما أمشي بجانبهم ، وفوجئت بمدى عدم الارتياح والانزعاج الذي بدا عليه الحشد. لست متأكدًة تمامًا مما يحدث الآن ، فكل ما أعرفه فقط هو أن ألبولد قد أرسل لي رسالة للحضور هنا.

سقطت عائلتنا الصغيرة الغريبة في صمت شديد بينما ننتظر.

انتظرتني والدتي في مصب زقاق يؤدي إلى إحدى حدائق المجتمع ، خارج المجموعة الكثيفة من الجان التي تملأ الساحة.

“هذا … جيد جدًا ، أليس كذلك؟” سألت كاميليا وهي لا تزال جالسة ورائي على بو.

ركبت فوق بو ، ضغطت علي بلطف شديد. “ماذا يحدث هنا؟”

نظرت حولي مرة أخرى. تحولت المزيد من العيون إلى طريقي الآن بعد أن تحدثت مع فيريث وألبولد. قزم عجوز مع عصا – اعتقدت أن أحد أعضاء المجلس – كانت تشق طريقها نحونا ، لكن خلفها ، رأيت وجهًا ودودًا حقًا.

قالت وعيناها تندفعان بعصبية حول الحشد: “اعتقدت أنك ستخبريني”.

تنهدت أمي وهي تتراجع وتنظر إليّ. جلس بو حتى يتمكن من مشاهدة الجان ، وحواجبه الثقيلة منخفضة فوق عينيه الصغيرتين ، وأسنانه الضخمة مكشوفة.

بعد النظر في الأمر قد أدركت السبب الآن. وأصبح المزيد من الجان ينظرون إلي الآن. حدّق البعض بصراحة ، بينما أطلق لي آخرون نظرات خفية سيئة وهم يتحدثون بهدوء مع أصدقائهم وعائلاتهم. وبينما بدا البعض فضوليًا أو حتى كما أملت أنهم ودودون لكنهم قليلين للغاية.

انتظرتني والدتي في مصب زقاق يؤدي إلى إحدى حدائق المجتمع ، خارج المجموعة الكثيفة من الجان التي تملأ الساحة.

ثم أدركت ما يرده ألبولد مني.

“لكن الناس الذين قتلوا لا يمكن أن يولدوا من جديد!” صرخ أحدهم ، اختنق صوتهم بالعاطفة.

تساءلت بالضبط عما قاله هو و فيريث لهؤلاء الجان. كل ما شاركته معهم حول محادثة فيريون و وينسدوم؟ بدا هذا تهورًا ، لكن بعد ذلك ، أصبحت غير متأكدة تمامًا مما توقعت منهم أن يفعلوه بالمعلومات. بالمناسبة أعتقد بأن هذا هو سبب نظر الناس إلي بهذه الطريقة.

أمام البلدية ، ابتعد ألبولد عن الحشد وأصبح الآن يدق على الأبواب. ”فيريون! فيريون ، شعبك بحاجة لسماع صوتك. فسر هذه الاتهامات.”

وجدت نفسي أتمنى ألا يذكروا على الأقل من أين حصلوا على معلوماتهم …

ضغطت أمي بيديها علي وابتسمت لي ابتسامة اعتذارية. “من الواضح أن الوقوع في خضم أحداث غيرت العالم هو لعنة لأطفالي.”

لم أشعر بالخوف أثناء جلوسي على ظهر بو ، ويد والدتي ملفوفة بشكل مريح حولي ، لقد شعرت بالدفئ كالذي شعرت به عندما كنت طفلًة صغيرة وعندما نام آرت بجواري وكأنه يحميني.

كافأت كاميليا مزاحه بضحكة تقديرية ، لكنها تعثرت بسرعة ثم نظرت إلى أسفل ، وتركت ضفيرة فضفاضة من الشعر الباهت تتساقط على وجهها. “آسفة ، أعتقد أن هذا ليس وقت الضحك.”

لكنني لم أستطع إلا أن أشعر أن كل هذا التعاسة والإحباط الذي رأيته حولي هو خطئي تماماً.

لكنني لم أستطع إلا أن أشعر أن كل هذا التعاسة والإحباط الذي رأيته حولي هو خطئي تماماً.

لقد مر أسبوعين منذ أن أخبرت ألبولد وفيريث عن أكاذيب فيريون و ويندسوم. لقد حذرتني رينيا من البقاء خارج ذلك ، لكنني ما زلت أعتقد أنهم يستحقون المعرفة. لقد عرفت جيدًا ما الذي شعرت به عندما يتم الكذب عليك ، لإخفاء الأشياء عني “لحمايتي”. لطالما قاما أمي وأبي بالإحتفاظ عني بأشياء عن آرثر. حتى عندما أخذه الرماح بعيدًا ، فقد اختلقوا جميع أنواع الأعذار حتى لا أشعر بالقلق.

قال فيريون: “بدلاً من ذلك ، قدموا لنا قطعًا أثرية جديدة” ، وصوته يرتفع ويقل تعباً ويزداد قوة. أمسك الصندوق ، جاعلًا جوهرة الخزامى الخاصة بالقضيب تتلألأ في الضوء الخافت للكهف الموجود تحت الأرض. “هذه واحدة من ثلاث قطع أثرية قادرة على رفع الساحر إلى اللب الأبيض أو حتى ما بعده ، والتي يمكن أن تكون أفضل فرصة لنا للقتال ضد ألاكريا. كل قطعة أثرية متوافقة بشكل خاص مع أحد الأجناس الثلاثة لديكاثين ، ولا يمكن استخدامها من قبل أي شخص يحمل دم فريترا ، مما يجعلها عديمة الفائدة ل ألاكريا.”

وكأنني أغبى من أن أستطيع الفهم أنه عندما أغلقت أمي على نفسها وبكت ، كان هناك خطأ ما.

استدرت لأجلس بشكل صحيح على بوو ، وتسلقت كاميليا من أكتاف الياسمين وعلى ظهر دبي ورائي. لفت ذراعيها حول خصري وأراحت رأسها على ظهري ، وضغطت علي قليلاً.

لكنني أردت أن تُخبرني بالحقيقة حتى أتمكن من التعلم والنمو منها ، والتفاعل مع العالم كما هو ، وليس من خلال العدسات الوردية لما أراد والداي إظهاره لي.

قال فيريون: “بدلاً من ذلك ، قدموا لنا قطعًا أثرية جديدة” ، وصوته يرتفع ويقل تعباً ويزداد قوة. أمسك الصندوق ، جاعلًا جوهرة الخزامى الخاصة بالقضيب تتلألأ في الضوء الخافت للكهف الموجود تحت الأرض. “هذه واحدة من ثلاث قطع أثرية قادرة على رفع الساحر إلى اللب الأبيض أو حتى ما بعده ، والتي يمكن أن تكون أفضل فرصة لنا للقتال ضد ألاكريا. كل قطعة أثرية متوافقة بشكل خاص مع أحد الأجناس الثلاثة لديكاثين ، ولا يمكن استخدامها من قبل أي شخص يحمل دم فريترا ، مما يجعلها عديمة الفائدة ل ألاكريا.”

ما زلت … أعلم أن الجان قد لا يشعرون بنفس الشيء. ربما في مثل هذه الأوقات المخيفة ، يفضل لبعض الناس البقاء جاهلين وغير مدركين ويتمسكون بالكلمات المتفائلة والمفلترة لقادتنا.

“لا بأس” ، لم أقل هذا لأحد على وجه الخصوص. “نحن هنا بالفعل. أنا فقط … هل كان عليك حقاً أن تخبر الجميع أنها أنا من قدمت هذه المعلومات؟”

ولذا انتظرت ، متوقعًة حدوث شيء ما منذ محادثتي مع فيريث و ألبولد ، لأنه اذا حدث شيء سيء ، عرفت أنه سيكون بسببي.

فركت خدها مما زاد من تلطيخ السخام الذي يلتصق بجلدها. “انفجار في المختبر ، إنها أحد مشاريع غايدون الجديدة … لكن لا تهتمي بذلك. ماذا يحدث؟”

قال أحدهم من ورائي: “شكراً لقدومك يا إيلي”. استدرت لأجد فيريث وألبولد قد خرجا للتو من زقاق ضيق.

صرخ العديد من المتفرجين في فزع ، لكن بايرون لوح الصمت ، والبرق يتصاعد بين أصابعه.

“ما الذي يحدث هنا بالضبط؟” سألت أمي.

صرخ الناس بأسئلة أو كلمات مدح ، لكن أحدهم قطع الباقي. “من الذي سيُمنح هذه الهدية ، أيها القائد فيريون؟”

انحنى كلاهما لها قبل أن يقول فيريث ، “بفضل ابنتك ، أخبرنا الجان أخيرًا حقيقة ما حدث لوطننا ، وهو أمر كذب قادتنا بشأنه لحماية تحالفه مع أصدقاء مزيفين.”

ركبت فوق الحشد على أكتاف ياسمين فلامسوورث ، ابتسمت صديقتي كاميليا ولوّحت لي. تم ربطت شعرها الأشقر الباهت إلى الخلف في ضفائر رفيعة ، وطوي غصن من الأغصان المقدسة خلف أذنها. نقرت على رأس الياسمين وأشارت في اتجاهي .

قال ألبولد بقوة: “سنجعل فيريون يشرح بنفسه سبب أفعاله.”

“لا يزال هناك الكثير للتقريره” اعترف متخذًا الخطوة الأولى تجاه الشعب. “الطريقة القديمة – لاختيار محاربين فقط من كل عرق – لن تكون كافية بعد الآن. باستخدام هذه الآثار الجديدة ، يمكننا إنشاء رماح بالكامل ، و- ”

أعطاني فيريث ابتسامة ضيقة. “أردنا أن تكوني هنا إيلي ، لسماع ما سيقوله فيريون و ….” رفع يده بسرعة عندما بدأت أمي في الاعتراض. “لقد تم إرشادك من قبل الرائية رينيا بنفسها. وقد كنت في إليانور عندما وقع الدمار .. الناجي الوحيد من ذلك الهجوم. لقد سمعت بنفسك الأكاذيب المشتركة بين فيريون و الأسورا. نحن بحاجة إليك هنا ، إيلي. ”

قالت بصوت هامس: “لا أحد يلومك حقًا على أي شيء ، كما تعلمين ، إنهم خائفون فقط.”

لم أحضر إلى هنا لاستجوابي لذلك فكرت في الارتياح. لكن ماذا سيقول فيريون عندما يسألونه عن تفسير؟ في كلتا الحالتين ، فأنا هي سبب تسرب هذه المعلومات وسبب هذا التجمع من الجان تلذي حدث في المقام الأول.

حدق الرمح بشدة قبل أن يخرج إلى العراء ويتحرك إلى الجانب وجاء فيريون خلفه.

تنهدت أمي وهي تتراجع وتنظر إليّ. جلس بو حتى يتمكن من مشاهدة الجان ، وحواجبه الثقيلة منخفضة فوق عينيه الصغيرتين ، وأسنانه الضخمة مكشوفة.

أمسكت بيد أمي وضحكت قليلاً. “نحن محظوظون فقط ، على ما أعتقد.”

“لا بأس” ، لم أقل هذا لأحد على وجه الخصوص. “نحن هنا بالفعل. أنا فقط … هل كان عليك حقاً أن تخبر الجميع أنها أنا من قدمت هذه المعلومات؟”

أعتقد أنني لن أعرف ما إذا كان ما فعلته صحيحًا أم خاطئًا حتى أرى كيف سيظهر كل شيء. بينما أملت في أن يكون معظم الناس سعداء بمعرفة الحقيقة ، لكنني أراهن أن مجموعة منهم تعتقد أنني أكذب ، أو تلومني على التسبب في المشاكل.

ظهر تدفق خفيف على خدي فيريث ونظر إلى الأرض. “ليس من السهل اقناع الناس لذلك اطررت أن أقول لهم بالضبط كيف اكتشفنا الحقيقة “.

أمام البلدية ، ابتعد ألبولد عن الحشد وأصبح الآن يدق على الأبواب. ”فيريون! فيريون ، شعبك بحاجة لسماع صوتك. فسر هذه الاتهامات.”

قلت “أوه”. أردت أن أستاء ، لكنني لم أستطع إلقاء اللوم عليهم. فلو لم أرغب في المشاركة في المقام الأول وأبقيت فمي الكبير مغلقًا.

ظهر تدفق خفيف على خدي فيريث ونظر إلى الأرض. “ليس من السهل اقناع الناس لذلك اطررت أن أقول لهم بالضبط كيف اكتشفنا الحقيقة “.

أعتقد أنني لن أعرف ما إذا كان ما فعلته صحيحًا أم خاطئًا حتى أرى كيف سيظهر كل شيء. بينما أملت في أن يكون معظم الناس سعداء بمعرفة الحقيقة ، لكنني أراهن أن مجموعة منهم تعتقد أنني أكذب ، أو تلومني على التسبب في المشاكل.

إنخمدت النار التي سطعت للحظات لدرجة أنها كانت تتوهج منه ، تاركة وراءها قزمًا قديمًا ومتعبًا جدًا. “لا تدعوا هذه المأساة تدفعنا إلى وضع أسوأ. لا يمكننا الحداد بشكل صحيح على أولئك الذين فقدناهم حتى ننقذ كل من بقي … ”

نظرت حولي مرة أخرى. تحولت المزيد من العيون إلى طريقي الآن بعد أن تحدثت مع فيريث وألبولد. قزم عجوز مع عصا – اعتقدت أن أحد أعضاء المجلس – كانت تشق طريقها نحونا ، لكن خلفها ، رأيت وجهًا ودودًا حقًا.

على الرغم من أن القزم العجوز كان طويل القامة ، وكل خطوة حازمة وواثقة ، شعرت على الفور وكأن شيئًا ما قد توقف. لقد ارتدى ثيابًا خضراء مطرزة بأوراق الشجر والكروم الذهبية ، وشعره يتدلى مرة أخرى في الذيل ، مما يجعله يبدو ملكيًا وقويًا … لكن هذا وحده لم يكن كافيًا لإخفاء التعب العميق الذي علق حوله مثل سحابة سوداء.

ركبت فوق الحشد على أكتاف ياسمين فلامسوورث ، ابتسمت صديقتي كاميليا ولوّحت لي. تم ربطت شعرها الأشقر الباهت إلى الخلف في ضفائر رفيعة ، وطوي غصن من الأغصان المقدسة خلف أذنها. نقرت على رأس الياسمين وأشارت في اتجاهي .

متجاهلة فيريون أدارت العجوز رينيا رأسها يمينًا ويسارًا ، لتلتقي بأعين أقربائها. “إذا تم استخدام هذه الآثار ، فسوف تساعد بالفعل السحرة لدينا على النمو ليصبحوا أقوياء ، وأقوياء بما يكفي لمحاربة منجل من ألاكريا. معا سيكونون أقوياء بما يكفي حتى لمحاربة أسورا عشيرة فريترا.”

تجمع باقي توأم القرون معهم ، وعندما استداروا في اتجاهنا ، افترق الحشد للسماح لهم بالمرور.

“أتساءل ما الذي سيفعلونه ؟” بالكاد سمعت إميلي تتمتم تحت أنفاسها. “يجب أن أسأل غايدون …”

أعطتني هيلين ابتسامة دافئة وربتت على جانب بو. “إيلي. كان يجب أن أعرف أنهم سيجرونك إلى هذا “. أعطت فيريث وألبولد نظرة حادة ، وسرعان ما تراجعت ابتسامتها.

انفجر الحشد عندما صرخ الناس في فزع أو عدم تصديق ، وطالب البعض بمعرفة السبب ، وصرخ آخرون أنه من المستحيل أن يكون ذلك صحيحًا ، وأن فيريون تم التلاعب به بطريقة ما.

دوردن ، الذي برز من بين الحشود بسبب ارتفاع رأسه أعلى من أي شخص آخر ، عبس بطريقة مبالغ فيها ، حيث سلط الضوء على الندوب التي في نصف وجهه. “إيلي ، أنت تعلمين أنك تركبين دبك بالمقلوب ، أليس كذلك؟”

لم يتكلم على الفور لكنه ترك عينيه المسنتين الحادتين تتعقبان اللاجئين المتجمعين. أينما سقطوا ، نظر الجان إلى أسفل. حتى أن قلة منهم بكت .

كافأت كاميليا مزاحه بضحكة تقديرية ، لكنها تعثرت بسرعة ثم نظرت إلى أسفل ، وتركت ضفيرة فضفاضة من الشعر الباهت تتساقط على وجهها. “آسفة ، أعتقد أن هذا ليس وقت الضحك.”

ركبت فوق الحشد على أكتاف ياسمين فلامسوورث ، ابتسمت صديقتي كاميليا ولوّحت لي. تم ربطت شعرها الأشقر الباهت إلى الخلف في ضفائر رفيعة ، وطوي غصن من الأغصان المقدسة خلف أذنها. نقرت على رأس الياسمين وأشارت في اتجاهي .

ردت أنجيلا روز وهي تلف ذراعيها حول والدتي ، “هناك دائمًا وقت لتذكير أنفسنا بأننا ما زلنا هنا لنركل”.

لم أشعر بالخوف أثناء جلوسي على ظهر بو ، ويد والدتي ملفوفة بشكل مريح حولي ، لقد شعرت بالدفئ كالذي شعرت به عندما كنت طفلًة صغيرة وعندما نام آرت بجواري وكأنه يحميني.

أخيرًا ، شقت امرأة قزم العجوز طريقها بين الحشد. ترددت ، ناظرة حولها إلى توأم القرون وأنا. “أنا آسفة للمقاطعة ، ولكن …” تحولت نظرتها إلى فيريث. “كنت أتمنى الحصول على كلمة قبل أن نبدأ.”

لقد مر أسبوعين منذ أن أخبرت ألبولد وفيريث عن أكاذيب فيريون و ويندسوم. لقد حذرتني رينيا من البقاء خارج ذلك ، لكنني ما زلت أعتقد أنهم يستحقون المعرفة. لقد عرفت جيدًا ما الذي شعرت به عندما يتم الكذب عليك ، لإخفاء الأشياء عني “لحمايتي”. لطالما قاما أمي وأبي بالإحتفاظ عني بأشياء عن آرثر. حتى عندما أخذه الرماح بعيدًا ، فقد اختلقوا جميع أنواع الأعذار حتى لا أشعر بالقلق.

أومأ فيريث برأسه ، وبدا هزيلاً وجاداً. ولكن عندما نظر إلي ، كان هناك نعومة في ملامحه يبدو أنها تبطل بعض الضرر الذي قضاها وقته كأسير من ألكاريانز. “شكرا لك مرة أخرى لوجودك هنا ، إيلي.”

فصول مدعومة من طرف Orinchi

وبعدها اختفوا.

صرخ الناس بأسئلة أو كلمات مدح ، لكن أحدهم قطع الباقي. “من الذي سيُمنح هذه الهدية ، أيها القائد فيريون؟”

استدرت لأجلس بشكل صحيح على بوو ، وتسلقت كاميليا من أكتاف الياسمين وعلى ظهر دبي ورائي. لفت ذراعيها حول خصري وأراحت رأسها على ظهري ، وضغطت علي قليلاً.

لم أحضر إلى هنا لاستجوابي لذلك فكرت في الارتياح. لكن ماذا سيقول فيريون عندما يسألونه عن تفسير؟ في كلتا الحالتين ، فأنا هي سبب تسرب هذه المعلومات وسبب هذا التجمع من الجان تلذي حدث في المقام الأول.

تمتمت أنجيلا روز ، إحدى ذراعيها ما زالت ملفوفة حول والدتي: “الأمور ستصبح قاسية جدًا”.

لم يمض وقت طويل حتى.

قالت هيلين “دعونا نأمل ألا تصبح كذلك”. “ولكن إذا حدث هذا، فتذكروا أن دورنا هنا هو منع الناس من إيذاء بعضهم البعض.”

قلت “أوه”. أردت أن أستاء ، لكنني لم أستطع إلقاء اللوم عليهم. فلو لم أرغب في المشاركة في المقام الأول وأبقيت فمي الكبير مغلقًا.

نبض دوردن بالمانا واندمجت ذراع حجرية بدلاً من ذلك الذي فقده في القتال عند الحائط. “نحن معك كالعادة يا هيلين.”

أعتقد أنني لن أعرف ما إذا كان ما فعلته صحيحًا أم خاطئًا حتى أرى كيف سيظهر كل شيء. بينما أملت في أن يكون معظم الناس سعداء بمعرفة الحقيقة ، لكنني أراهن أن مجموعة منهم تعتقد أنني أكذب ، أو تلومني على التسبب في المشاكل.

سقطت عائلتنا الصغيرة الغريبة في صمت شديد بينما ننتظر.

وقد بدا هذا غريباً ، بسبب نشأتي في إكسيروس ، فإن قضاء يوم في السوق يعني عبور الممرات مع مئات ، بل الآلاف من الناس. لم أفكر قط مرتين في ضجيج الحشد في ذلك الوقت. اختلط كل هؤلاء الأشخاص في الخلفية نوعًا ما ، ولكن … ليس مهمًا.

لم يمض وقت طويل حتى.

“رينيا. تعال إلى الداخل. دعينا نتحدث كما اعتدنا.”

خفف ألبولد وفيريث من الحشد حتى تمكنوا من صعود الدرج المؤدي إلى دار البلدية. حيث غاب الحراس المعتادون هناك  وأغلقت الأبواب.

متجاهلة فيريون أدارت العجوز رينيا رأسها يمينًا ويسارًا ، لتلتقي بأعين أقربائها. “إذا تم استخدام هذه الآثار ، فسوف تساعد بالفعل السحرة لدينا على النمو ليصبحوا أقوياء ، وأقوياء بما يكفي لمحاربة منجل من ألاكريا. معا سيكونون أقوياء بما يكفي حتى لمحاربة أسورا عشيرة فريترا.”

حاول ألبولد أن يصرخ بشيء ، لكن صوته فقد في الضجيج. أطلق فيريث نوعًا من الماء الذي انفجر في الهواء  مما أدى إلى إسكات الحشد.

“لا أحد يشكك في أي شيء قلته.” أجاب فيريث من أسفل الدرج ، ناظرًا إلى فيريون. أشار بيد واحدة إلى المتفرجين. “لكن من الصعب التوفيق بين رسالتك عن الوحدة وواقع وضعنا ، على الأقل بالنسبة لي. فقدنا منزلنا  ، أخذه أسورا إفيتوس منا وليس ألاكريا ، هل تنكر ذلك؟ ”

“معظمكم يعرف بالفعل سبب وجودنا هنا” قال عندما خمدت آخر ثرثرة. “لقد رأى بعضكم بالفعل أكاذيب قائدنا وهم هنا لدعم هذا الجهد ، لكنني أعرف أن الكثيرين منكم ما زالوا متشككين. وأنا لا ألومكم على ذلك.”

تجمع باقي توأم القرون معهم ، وعندما استداروا في اتجاهنا ، افترق الحشد للسماح لهم بالمرور.

توقف ، وترك كلماته تستقر على الحشد. “رفاقي الجان ، فقدنا الكثير.” تصدع صوته وتوقف مرة أخرى. “لا أحد يستطيع أن يداوي الفتحة التي مزقتها قلوبنا وأرواحنا عند تدمير منزلنا ، الإبادة الجماعية المتهورة لشعبنا. لكنني ، فيريث إيفسار الثالث ، أخبركم الآن أنكم تستحقون معرفة سبب حدوث ذلك لنا “.

ثم أدركت ما يرده ألبولد مني.

ارتفع صوت فيريث وهو يتحدث ، وأصبح صراخًا ملأ الكهف. “لقد تم الكذب علينا. ومعاملتنا مثل الأطفال. طلبوا منا الانحياز إلى من دمرنا. هذه خيانة من قبل قادتنا! ”

سخرت رينيا . “سوف يستخدم حلفاؤكم شعبنا كسماد ، ومنه سينشئون أمة جديدة بعد تسوية حربهم مع فريترا.” خف سلوك رينيا إلى حد ما عندما نظرت إلى صديقها القديم. “لم يتبق سوى عدد قليل منا ، فيريون. لا تدفع بآخر الجان إلى الانقراض.”

قوبل هذا بهتافات داعمة للعديد من الجان لكن معظمهم ظلوا هادئين. بدا من الواضح أن القليل منهم قد اعتادوا على رسالة فيريث وحدقوا به بشدة. بجانبي استطعت أن أرى هيلين تسجل كل من بدا وكأنه تهديد محتمل ، بغض النظر عن أي جانب من الجدل كانوا يدورون فيه.

سقط الحشد في مشاحنات ، وصرخوا على بعضهم البعض حتى ضاعت كلماتهم. كل ما استطعت رؤيته هو الانقسام الذي حدث ، وتصدع مقاومتنا الهشة ، وكيف جلبتنا كلماتي إلى هنا.

“دليل!” صرخ رجل من الجان ذو شعر رمادي ، مقاطعاً الهتافات. وظهر لديه علامة محترقة في جانب رقبته ، ولا تزال لامعة ومخدرة. “كيف تجرؤ على اتهام فيريون إيراليث ، الرجل الذي حارب من أجلنا طوال حياته ، بخيانتنا بدون دليل!”

أعطتني هيلين ابتسامة دافئة وربتت على جانب بو. “إيلي. كان يجب أن أعرف أنهم سيجرونك إلى هذا “. أعطت فيريث وألبولد نظرة حادة ، وسرعان ما تراجعت ابتسامتها.

صدر عدد قليل من صيحات الدعم ، ولكن المزيد من الاستهجان عندما حاول أنصار فيريث أن يصرخوا على الرجل.

“هل تعتقد حقًا أنني عشت وقتًا طويلاً وحاربت بشدة من أجل إليانور لدرجة أنني لا أحزن على تدميرها تمامًا مثل أي منكم؟ هل دمرت الأسورا إليانور… نعم! وبالفعل قضوا على موطئ قدم للعدو في هذه القارة وقطعوا رؤوس العديد من العائلات رفيعة المستوى في ألاكاريا. أحرقوا معسكرات العدو الحربية ومعامله السحرية. لقد قطعوا العديد من أجهزة النقل بعيدة المدى التي ربطت ديكاثين بألاكريا.”

“هل من المفترض أن نأخذ كلمة فتاة بشرية على قائدنا!” صرخت قزم أخرى ، وهي امرأة هذه المرة ، وعيناها الخضراوتان اللامعتان مليئتان بالمرارة والازدراء لدرجة أنني شعرت بحرق يتصاعد في مؤخرة حلقي.

سقطت عائلتنا الصغيرة الغريبة في صمت شديد بينما ننتظر.

سقط الحشد في مشاحنات ، وصرخوا على بعضهم البعض حتى ضاعت كلماتهم. كل ما استطعت رؤيته هو الانقسام الذي حدث ، وتصدع مقاومتنا الهشة ، وكيف جلبتنا كلماتي إلى هنا.

ولذا انتظرت ، متوقعًة حدوث شيء ما منذ محادثتي مع فيريث و ألبولد ، لأنه اذا حدث شيء سيء ، عرفت أنه سيكون بسببي.

“آمل ألا تأخذ كلماتهم على محمل شخصي يا إيلي.” قال صوت قلق بينما ظهرت إميلي من بين الحشد. شعر مجعد بإطار وجه إميلي الملطخ بالسخام ، وكان هناك صدع حول حافة إحدى عدساتها.

من حيث وقفت وسط الحشد إستطعت أن أرى اللحظة التي تشكل فيها الصدع في السلوك الملكي المنضبط لـ فيريون – انفجرت عاطفته مع إمتلاء عيون فيريون بالدموع المكبوتة بالكاد.

“يا إلهي!” بعد الانزلاق من بوو ، عانقتها بشدة. “ماذا حدث لك؟”

من حيث وقفت وسط الحشد إستطعت أن أرى اللحظة التي تشكل فيها الصدع في السلوك الملكي المنضبط لـ فيريون – انفجرت عاطفته مع إمتلاء عيون فيريون بالدموع المكبوتة بالكاد.

فركت خدها مما زاد من تلطيخ السخام الذي يلتصق بجلدها. “انفجار في المختبر ، إنها أحد مشاريع غايدون الجديدة … لكن لا تهتمي بذلك. ماذا يحدث؟”

تنهدت ، متكئة على بو. “لا شيء سوى حفنة من الصراخ والنظرات القذرة حتى الآن.”

تحركت بعيدًا ، وخلفها العديد من الجان ، وأمسك بي فيريون وأنا أراقبهم. مال رأسه قليلاً باتجاهي ، وعواطفه غير قابلة للقراءة خلف التعب والاستسلام واضحة في كل حركاته الصغيرة.

قال الجميع مرحبًا ، على الرغم من أن قرون التوأم ركزوا في الغالب على الحشد الذي لا يزال غاضبًا. زحفت مرة أخرى على بو ، متكئة على كاميليا ، التي أسندت ذقنها على كتفي.

بعد دقيقتين من هذا ظهر ضغط شديد ، كما كان قبل عاصفة رعدية قادمة ، ملأ الغرفة وجعل أذني تنفجر.

قالت بصوت هامس: “لا أحد يلومك حقًا على أي شيء ، كما تعلمين ، إنهم خائفون فقط.”

انحنى كلاهما لها قبل أن يقول فيريث ، “بفضل ابنتك ، أخبرنا الجان أخيرًا حقيقة ما حدث لوطننا ، وهو أمر كذب قادتنا بشأنه لحماية تحالفه مع أصدقاء مزيفين.”

“ألسنا جميعًا كذلك؟” تذمرت ، ثم تنفست الصعداء بلا داع. “أنا فقط…”

انفتحت الأبواب .

ضغطت أمي بيديها علي وابتسمت لي ابتسامة اعتذارية. “من الواضح أن الوقوع في خضم أحداث غيرت العالم هو لعنة لأطفالي.”

كافأت كاميليا مزاحه بضحكة تقديرية ، لكنها تعثرت بسرعة ثم نظرت إلى أسفل ، وتركت ضفيرة فضفاضة من الشعر الباهت تتساقط على وجهها. “آسفة ، أعتقد أن هذا ليس وقت الضحك.”

أمسكت بيد أمي وضحكت قليلاً. “نحن محظوظون فقط ، على ما أعتقد.”

تنهدت ، متكئة على بو. “لا شيء سوى حفنة من الصراخ والنظرات القذرة حتى الآن.”

أمام البلدية ، ابتعد ألبولد عن الحشد وأصبح الآن يدق على الأبواب. ”فيريون! فيريون ، شعبك بحاجة لسماع صوتك. فسر هذه الاتهامات.”

سقط الحشد في مشاحنات ، وصرخوا على بعضهم البعض حتى ضاعت كلماتهم. كل ما استطعت رؤيته هو الانقسام الذي حدث ، وتصدع مقاومتنا الهشة ، وكيف جلبتنا كلماتي إلى هنا.

انفتحت الأبواب .

قالت هيلين “دعونا نأمل ألا تصبح كذلك”. “ولكن إذا حدث هذا، فتذكروا أن دورنا هنا هو منع الناس من إيذاء بعضهم البعض.”

وقف الرمح بايرون ويكس الحارس الشخصي للقائد فيريون وعضو المجلس ، مؤطرًا في المدخل ، ولمع درعه وتلألأ. اشتعلت النيران في عينيه عندما قفزت صواعق صغيرة منه إلى الجدران والأرضية ، مما أدى إلى حرق الآثار في الأعمال الحجرية.

وهكذا ذهب لفترة. بقيت هيلين و بقية قرون توأم متيقظين ومراقبين فقط في حالة تصاعد الأمور ، لكن لم يأخذها أحد إلى ما هو أبعد من الصراخ أو الدفعة العرضية. بقيت كاميليا معي وخدها مستلق على ظهري ، وجسدها مشدود كالوتر. قامت أمي بلف ذراعها حول ساقي واستندت إلى بو ، ووجهها غير مقروء.

ثم أمر . “انقلع.” وصوته يخفق بقوة من النوع الذي نادرًا ما أشهده عن قرب. حتى على بعد خمسين قدمًا ، شعرت بالتنميل الساكن عبر بشرتي ، وقفزت أقواس صغيرة من الكهرباء بين الشعيرات الدقيقة على ساعدي. “لن يتم جر القائد من منزله بواسطة حشد متمرد. إذا اردت التحدث ، فحدد موعدًا “.

أعطتني هيلين ابتسامة دافئة وربتت على جانب بو. “إيلي. كان يجب أن أعرف أنهم سيجرونك إلى هذا “. أعطت فيريث وألبولد نظرة حادة ، وسرعان ما تراجعت ابتسامتها.

استعاد فيريث وألبولد شجاعتهما بسرعة. “قائدنا ، ملك إليانور ، أرسل كلبه المهاجم ليطردنا. ما هي خطتك يا الرمح؟ ماذا ستفعل-”

“إنها كذبة ضرورية قلتها لمنع انهيار حضارتنا الممزقة “. بينما تحدث فيريون رفع رأسه ، وواجه نظرات الاتهام . “قد أندم على ضرورتها لكن إذا أتيحت لي الفرصة ، فسوف أتخذ نفس القرار مرة أخرى.”

“كفى بايرون ، كفى…” دوى صوت خشن من الداخل والحشد – الذي كاد أن يصاب بالجنون بسبب تهديدات الرمح صمت في وقت واحد. “سأتحدث إلى شعبي.”

تساءلت بالضبط عما قاله هو و فيريث لهؤلاء الجان. كل ما شاركته معهم حول محادثة فيريون و وينسدوم؟ بدا هذا تهورًا ، لكن بعد ذلك ، أصبحت غير متأكدة تمامًا مما توقعت منهم أن يفعلوه بالمعلومات. بالمناسبة أعتقد بأن هذا هو سبب نظر الناس إلي بهذه الطريقة.

حدق الرمح بشدة قبل أن يخرج إلى العراء ويتحرك إلى الجانب وجاء فيريون خلفه.

حاول ألبولد أن يصرخ بشيء ، لكن صوته فقد في الضجيج. أطلق فيريث نوعًا من الماء الذي انفجر في الهواء  مما أدى إلى إسكات الحشد.

على الرغم من أن القزم العجوز كان طويل القامة ، وكل خطوة حازمة وواثقة ، شعرت على الفور وكأن شيئًا ما قد توقف. لقد ارتدى ثيابًا خضراء مطرزة بأوراق الشجر والكروم الذهبية ، وشعره يتدلى مرة أخرى في الذيل ، مما يجعله يبدو ملكيًا وقويًا … لكن هذا وحده لم يكن كافيًا لإخفاء التعب العميق الذي علق حوله مثل سحابة سوداء.

قالت وعيناها تندفعان بعصبية حول الحشد: “اعتقدت أنك ستخبريني”.

لم يتكلم على الفور لكنه ترك عينيه المسنتين الحادتين تتعقبان اللاجئين المتجمعين. أينما سقطوا ، نظر الجان إلى أسفل. حتى أن قلة منهم بكت .

حدق الرمح بشدة قبل أن يخرج إلى العراء ويتحرك إلى الجانب وجاء فيريون خلفه.

بدأ أخيراً. “إخواني وأخواتي” بصوت حازم وناعم ، بطريقة ما. لا تزال لهجة القيادة التي تمارس ، ولكن أيضًا إسقاط الجد للفهم. “لقد طلبتموني ، لذلك أنا هنا.”

استعاد فيريث وألبولد شجاعتهما بسرعة. “قائدنا ، ملك إليانور ، أرسل كلبه المهاجم ليطردنا. ما هي خطتك يا الرمح؟ ماذا ستفعل-”

لم أعرف ماذا أفعل بتعبير فيريون عندما فحصت عيناه الحشد. “يؤلمني رؤيتنا هكذا – آخر بقايا حضارتنا ، مخبأة تحت الأرض بدلاً من الازدهار في غابات ولادتنا … ولكن أكثر من ذلك حتى يتم تفتيتنا ، وفي وقت نحتاج فيه إلى التقدم معًا أكثر من أي وقت مضى “.

ازدادت كثافة الحشود أكثر فأكثر كلما اقتربت من اللاجئين المتجمعين ، جميعهم تقريبًا من الجان. أرسل العديد منهم نظرات حذرة في اتجاهي بينما أمشي بجانبهم ، وفوجئت بمدى عدم الارتياح والانزعاج الذي بدا عليه الحشد. لست متأكدًة تمامًا مما يحدث الآن ، فكل ما أعرفه فقط هو أن ألبولد قد أرسل لي رسالة للحضور هنا.

“لا أحد يشكك في أي شيء قلته.” أجاب فيريث من أسفل الدرج ، ناظرًا إلى فيريون. أشار بيد واحدة إلى المتفرجين. “لكن من الصعب التوفيق بين رسالتك عن الوحدة وواقع وضعنا ، على الأقل بالنسبة لي. فقدنا منزلنا  ، أخذه أسورا إفيتوس منا وليس ألاكريا ، هل تنكر ذلك؟ ”

“دليل!” صرخ رجل من الجان ذو شعر رمادي ، مقاطعاً الهتافات. وظهر لديه علامة محترقة في جانب رقبته ، ولا تزال لامعة ومخدرة. “كيف تجرؤ على اتهام فيريون إيراليث ، الرجل الذي حارب من أجلنا طوال حياته ، بخيانتنا بدون دليل!”

أومأ فيريون على كلمات فيريث. قبل أن يجيب ، أخذ نفسا عميقا مرتعشا. “لا ، أنا لا أنكر ذلك.”

خلط الحشد لإعطاء غرفتها. انحنى عدد قليل من الجان باحترام ، لكن أكثر من ذلك جعلها تبدو حذرة أو حتى عدائية صريحة.

انفجر الحشد عندما صرخ الناس في فزع أو عدم تصديق ، وطالب البعض بمعرفة السبب ، وصرخ آخرون أنه من المستحيل أن يكون ذلك صحيحًا ، وأن فيريون تم التلاعب به بطريقة ما.

فصول مدعومة من طرف Orinchi

“إذن لماذا الكذب؟” صاح ألبولد.

“هل من المفترض أن نأخذ كلمة فتاة بشرية على قائدنا!” صرخت قزم أخرى ، وهي امرأة هذه المرة ، وعيناها الخضراوتان اللامعتان مليئتان بالمرارة والازدراء لدرجة أنني شعرت بحرق يتصاعد في مؤخرة حلقي.

“إنها كذبة ضرورية قلتها لمنع انهيار حضارتنا الممزقة “. بينما تحدث فيريون رفع رأسه ، وواجه نظرات الاتهام . “قد أندم على ضرورتها لكن إذا أتيحت لي الفرصة ، فسوف أتخذ نفس القرار مرة أخرى.”

“ما الذي يحدث هنا بالضبط؟” سألت أمي.

“هل تحمي الأسورا على حساب شعبك؟” سأل فيريث بالكفر.

إنخمدت النار التي سطعت للحظات لدرجة أنها كانت تتوهج منه ، تاركة وراءها قزمًا قديمًا ومتعبًا جدًا. “لا تدعوا هذه المأساة تدفعنا إلى وضع أسوأ. لا يمكننا الحداد بشكل صحيح على أولئك الذين فقدناهم حتى ننقذ كل من بقي … ”

وقف فيريون أكثر استقامة ، وعندما نظر إلى الجني الصغير إمتلأت عيناه بالنار. “هل ترى أحد الأسورا أمامك ، أم أن هذه الآذان ليست دليلاً على عرقي!”

“هل من المفترض أن نأخذ كلمة فتاة بشرية على قائدنا!” صرخت قزم أخرى ، وهي امرأة هذه المرة ، وعيناها الخضراوتان اللامعتان مليئتان بالمرارة والازدراء لدرجة أنني شعرت بحرق يتصاعد في مؤخرة حلقي.

خمد انفجاره المفاجئ كل الضوضاء الأخرى.

“لا بأس” ، لم أقل هذا لأحد على وجه الخصوص. “نحن هنا بالفعل. أنا فقط … هل كان عليك حقاً أن تخبر الجميع أنها أنا من قدمت هذه المعلومات؟”

“هل تعتقد حقًا أنني عشت وقتًا طويلاً وحاربت بشدة من أجل إليانور لدرجة أنني لا أحزن على تدميرها تمامًا مثل أي منكم؟ هل دمرت الأسورا إليانور… نعم! وبالفعل قضوا على موطئ قدم للعدو في هذه القارة وقطعوا رؤوس العديد من العائلات رفيعة المستوى في ألاكاريا. أحرقوا معسكرات العدو الحربية ومعامله السحرية. لقد قطعوا العديد من أجهزة النقل بعيدة المدى التي ربطت ديكاثين بألاكريا.”

عبس فيريون ، اجتمعت حواجبه بشكل حاد عندما أغلق الصندوق وأعاده إلى لينا. ساد الهدوء مرة أخرى حيث انتظرنا جميعًا الإجابة.

من حيث وقفت وسط الحشد إستطعت أن أرى اللحظة التي تشكل فيها الصدع في السلوك الملكي المنضبط لـ فيريون – انفجرت عاطفته مع إمتلاء عيون فيريون بالدموع المكبوتة بالكاد.

“يا إلهي!” بعد الانزلاق من بوو ، عانقتها بشدة. “ماذا حدث لك؟”

“لكنهم لم يأخذوا منزلنا”. ضغط فيريون بإحدى يديه على صدره ، مشيرًا إلى الحشد باليد الأخرى. “أينما ذهبنا ، ومهما كان مصير الجان ، فإننا نحمل منازلنا معنا. يمكن إعادة زرع الأشجار. إعادة بناء المنازل. لا أحد يستطيع أن يأخذ ذلك منا.”

أعطتني هيلين ابتسامة دافئة وربتت على جانب بو. “إيلي. كان يجب أن أعرف أنهم سيجرونك إلى هذا “. أعطت فيريث وألبولد نظرة حادة ، وسرعان ما تراجعت ابتسامتها.

“لكن الناس الذين قتلوا لا يمكن أن يولدوا من جديد!” صرخ أحدهم ، اختنق صوتهم بالعاطفة.

ثم أمر . “انقلع.” وصوته يخفق بقوة من النوع الذي نادرًا ما أشهده عن قرب. حتى على بعد خمسين قدمًا ، شعرت بالتنميل الساكن عبر بشرتي ، وقفزت أقواس صغيرة من الكهرباء بين الشعيرات الدقيقة على ساعدي. “لن يتم جر القائد من منزله بواسطة حشد متمرد. إذا اردت التحدث ، فحدد موعدًا “.

“انها الحرب!” انكسر صوت فيريون المليء بالحسرة وتحطمت كلمة. “الحرب” مثل شجرة سقطت بين الحشد. “التضحية ضرورية ، حتى عندما يبدو الثمن بعيدًا عن الدفع.”

انفجر الحشد عندما صرخ الناس في فزع أو عدم تصديق ، وطالب البعض بمعرفة السبب ، وصرخ آخرون أنه من المستحيل أن يكون ذلك صحيحًا ، وأن فيريون تم التلاعب به بطريقة ما.

إنخمدت النار التي سطعت للحظات لدرجة أنها كانت تتوهج منه ، تاركة وراءها قزمًا قديمًا ومتعبًا جدًا. “لا تدعوا هذه المأساة تدفعنا إلى وضع أسوأ. لا يمكننا الحداد بشكل صحيح على أولئك الذين فقدناهم حتى ننقذ كل من بقي … ”

توقف ، وترك كلماته تستقر على الحشد. “رفاقي الجان ، فقدنا الكثير.” تصدع صوته وتوقف مرة أخرى. “لا أحد يستطيع أن يداوي الفتحة التي مزقتها قلوبنا وأرواحنا عند تدمير منزلنا ، الإبادة الجماعية المتهورة لشعبنا. لكنني ، فيريث إيفسار الثالث ، أخبركم الآن أنكم تستحقون معرفة سبب حدوث ذلك لنا “.

ساد الصمت وسط الحشد ، يشاهد فيريون ، فيريث ، وألبولد بعيون واسعة ومبللة.

ساد الصمت وسط الحشد ، يشاهد فيريون ، فيريث ، وألبولد بعيون واسعة ومبللة.

لم أتفق مع فيريون. لكن … فهمته. كان شعبه هشًا للغاية ، وقد مروا بالكثير من قبل. لقد حاول فقط إنقاذهم من كل ما يستطيع.

“هل من المفترض أن نأخذ كلمة فتاة بشرية على قائدنا!” صرخت قزم أخرى ، وهي امرأة هذه المرة ، وعيناها الخضراوتان اللامعتان مليئتان بالمرارة والازدراء لدرجة أنني شعرت بحرق يتصاعد في مؤخرة حلقي.

بعد وقفة طويلة أشار فيريون ورائه لشيء ما. “إن سكان ألاكريا هم الذين هاجموا قارتنا وغزوا منازلنا وقتلوا أصدقائنا وعائلتنا … أعدموا ملوكنا وملكاتنا …” سقطت دمعة واحدة من عين فيريون ، وهي تسافر بنمط متعرج أسفل وجهه المتعرج. “تنتهي هذه الحرب عندما يتم رميهم من شواطئنا”.

حاول ألبولد أن يصرخ بشيء ، لكن صوته فقد في الضجيج. أطلق فيريث نوعًا من الماء الذي انفجر في الهواء  مما أدى إلى إسكات الحشد.

استدار ليأخذ شيئًا من الحارس الرئيسي ، لينا إماريس ، التي انحنت بعد ذلك وتراجعت مرة أخرى إلى الداخل. عندما واجهنا مرة أخرى ، كان يحمل صندوقًا طويلًا مزخرفًا. مصنوعًا من خشب أسود عميق وغني ومرصع بمعدن فضي متوهج. بيد واحدة فتح الغطاء ، وكشف المحتويات للجمهور.

ظهر تدفق خفيف على خدي فيريث ونظر إلى الأرض. “ليس من السهل اقناع الناس لذلك اطررت أن أقول لهم بالضبط كيف اكتشفنا الحقيقة “.

كان قضيبًا يبلغ طوله حوالي قدمين ونصف ، بمقبض أحمر لامع ملفوف بحلقات ذهبية كل بضع بوصات. على رأس القضيب ، تتوهج بلورة بضوء الخزامى المنتشر. بدت جميلة ، لكن منظرها أرسل رجفة أسفل العمود الفقري.

أمسكت بيد أمي وضحكت قليلاً. “نحن محظوظون فقط ، على ما أعتقد.”

قال فيريون: “أنتم جميعًا تعرفون الآن القطع الأثرية المستخدمة في تمكين الرماح ، والتي ظلت لفترة طويلة سرية عن السكان ، وتستخدم لضمان سلامة ملوكنا وملكاتنا من خلال إنشاء وربط أقوى السحرة في القارة في خدمتهم”. للجمهور المبتهج.

ركبت فوق الحشد على أكتاف ياسمين فلامسوورث ، ابتسمت صديقتي كاميليا ولوّحت لي. تم ربطت شعرها الأشقر الباهت إلى الخلف في ضفائر رفيعة ، وطوي غصن من الأغصان المقدسة خلف أذنها. نقرت على رأس الياسمين وأشارت في اتجاهي .

“تلك القطع الأثرية لم تعد تعمل.” تابع فيريون بصوت رقيق وقريب تقريبًا. “وهكذا ، لإبقائهم بعيدًا عن أيدي العدو ، حرص حلفاؤنا الأسورانيون على عدم إمكانية استخدامها مرة أخرى.”

“-تدمير القطع الأثرية-”

صرخ العديد من المتفرجين في فزع ، لكن بايرون لوح الصمت ، والبرق يتصاعد بين أصابعه.

تتبعت نظرة فيريون عبر الكهف ، وهبطت على ألبولد و فيريث ، وعدد قليل من القادة الآخرين بين الجان ، قبل أن تلتقي بعيني. “إذا كنتم تريدون أن يُسمع صوتكم – إذا كنتم ترغبون في تحمل ثقل ليس فقط حياتكم ، بل حياة الآخرين أيضًا – فهذا بالضبط ما سنفعله”. نظر إليه الرمح بايرون  قلقًا . “تحدث إلى أقاربك. انشر هذه المعلومات للجميع في هذا المكان المقدس ، بحيث يمكن لكل واحد منا ممن شُرد من قبل ألاكريا – أن يعبر عن رغباته. في غضون ثلاثة أيام ، كل إنسان ، قزم ، و جان في هذا الملاذ ، ستُمنح له الفرصة للتصويت على الأمر ، وتحديد مصير شعبنا. في السراء والضراء.”

قال فيريون: “بدلاً من ذلك ، قدموا لنا قطعًا أثرية جديدة” ، وصوته يرتفع ويقل تعباً ويزداد قوة. أمسك الصندوق ، جاعلًا جوهرة الخزامى الخاصة بالقضيب تتلألأ في الضوء الخافت للكهف الموجود تحت الأرض. “هذه واحدة من ثلاث قطع أثرية قادرة على رفع الساحر إلى اللب الأبيض أو حتى ما بعده ، والتي يمكن أن تكون أفضل فرصة لنا للقتال ضد ألاكريا. كل قطعة أثرية متوافقة بشكل خاص مع أحد الأجناس الثلاثة لديكاثين ، ولا يمكن استخدامها من قبل أي شخص يحمل دم فريترا ، مما يجعلها عديمة الفائدة ل ألاكريا.”

انحنى كلاهما لها قبل أن يقول فيريث ، “بفضل ابنتك ، أخبرنا الجان أخيرًا حقيقة ما حدث لوطننا ، وهو أمر كذب قادتنا بشأنه لحماية تحالفه مع أصدقاء مزيفين.”

لا يسعني إلا أن أفاجأ بعدد الهتافات التي ارتفعت من الحشد. بإلقاء نظرة خاطفة ، أدركت أن معظم هؤلاء الأشخاص قد انجذبوا إلى هنا بدافع الخوف ، وليس البحث عن الحقيقة ، وأن فيريون قد أظهر لهم للتو ما قد يبدو عليه الأمل. فجأة لم يعد الأمر مهمًا كثيرًا لمن تسبب في الكارثة في إليانور إذا امتلكوا أسلحة مثل هذه للقتال ضد ألاكريا.

—-

“هذا … جيد جدًا ، أليس كذلك؟” سألت كاميليا وهي لا تزال جالسة ورائي على بو.

تتبعت نظرة فيريون عبر الكهف ، وهبطت على ألبولد و فيريث ، وعدد قليل من القادة الآخرين بين الجان ، قبل أن تلتقي بعيني. “إذا كنتم تريدون أن يُسمع صوتكم – إذا كنتم ترغبون في تحمل ثقل ليس فقط حياتكم ، بل حياة الآخرين أيضًا – فهذا بالضبط ما سنفعله”. نظر إليه الرمح بايرون  قلقًا . “تحدث إلى أقاربك. انشر هذه المعلومات للجميع في هذا المكان المقدس ، بحيث يمكن لكل واحد منا ممن شُرد من قبل ألاكريا – أن يعبر عن رغباته. في غضون ثلاثة أيام ، كل إنسان ، قزم ، و جان في هذا الملاذ ، ستُمنح له الفرصة للتصويت على الأمر ، وتحديد مصير شعبنا. في السراء والضراء.”

صرخ الناس بأسئلة أو كلمات مدح ، لكن أحدهم قطع الباقي. “من الذي سيُمنح هذه الهدية ، أيها القائد فيريون؟”

لم أعرف ماذا أفعل بتعبير فيريون عندما فحصت عيناه الحشد. “يؤلمني رؤيتنا هكذا – آخر بقايا حضارتنا ، مخبأة تحت الأرض بدلاً من الازدهار في غابات ولادتنا … ولكن أكثر من ذلك حتى يتم تفتيتنا ، وفي وقت نحتاج فيه إلى التقدم معًا أكثر من أي وقت مضى “.

عبس فيريون ، اجتمعت حواجبه بشكل حاد عندما أغلق الصندوق وأعاده إلى لينا. ساد الهدوء مرة أخرى حيث انتظرنا جميعًا الإجابة.

سحبت العجوز بطانيتها حول كتفيها. أجابت بفظاظة: “لا أستطيع ، أنت لا تستمع إلي كما اعتدت.”

“لا يزال هناك الكثير للتقريره” اعترف متخذًا الخطوة الأولى تجاه الشعب. “الطريقة القديمة – لاختيار محاربين فقط من كل عرق – لن تكون كافية بعد الآن. باستخدام هذه الآثار الجديدة ، يمكننا إنشاء رماح بالكامل ، و- ”

لكنني أردت أن تُخبرني بالحقيقة حتى أتمكن من التعلم والنمو منها ، والتفاعل مع العالم كما هو ، وليس من خلال العدسات الوردية لما أراد والداي إظهاره لي.

“- التسبب في دمار لا يوصف أثناء تقييد أقوى المدافعين لدينا لعشيرة إندراث.” صوت قديم مرعب من مكان ما في الجمهور.

كافأت كاميليا مزاحه بضحكة تقديرية ، لكنها تعثرت بسرعة ثم نظرت إلى أسفل ، وتركت ضفيرة فضفاضة من الشعر الباهت تتساقط على وجهها. “آسفة ، أعتقد أن هذا ليس وقت الضحك.”

قمت بمسح الوجوه المتفاجئة بسرعة حتى وجدتها. شكل منحني ، ملفوفًا في عباءة وبطانية ، خرج من مدخل أحد المنازل المحيطة ، وسحب غطاء محرك للخلف كما فعلت.

ذهب الجميع بلا حراك بينما اتخذ الرمح بايرون خطوة إلى الأمام. قال بحزم: “الصمت.”

خلط الحشد لإعطاء غرفتها. انحنى عدد قليل من الجان باحترام ، لكن أكثر من ذلك جعلها تبدو حذرة أو حتى عدائية صريحة.

وقف فيريون أكثر استقامة ، وعندما نظر إلى الجني الصغير إمتلأت عيناه بالنار. “هل ترى أحد الأسورا أمامك ، أم أن هذه الآذان ليست دليلاً على عرقي!”

لم تكترث لهم ، وتحركت بارتجاف نحو فيريون. “تم تصميم هذه القطع الأثرية لحبسنا في السلطة.و التأكد من خضوعنا. أعرف ما سيحدث إذا استخدمناها.”

صرخ الناس بأسئلة أو كلمات مدح ، لكن أحدهم قطع الباقي. “من الذي سيُمنح هذه الهدية ، أيها القائد فيريون؟”

حفر عبوس فيريون بالتجاعيد العميقة في وجهه. لكن بدلًا من الغضب ، ظننت أن تعابير وجهه تظهر حزنًا وندمًا أكثر. “رينيا. من فضلك ، تعال إلى الداخل ويمكننا مناقشة هذا الأمر بمزيد من التفصيل “.

لا يسعني إلا أن أفاجأ بعدد الهتافات التي ارتفعت من الحشد. بإلقاء نظرة خاطفة ، أدركت أن معظم هؤلاء الأشخاص قد انجذبوا إلى هنا بدافع الخوف ، وليس البحث عن الحقيقة ، وأن فيريون قد أظهر لهم للتو ما قد يبدو عليه الأمل. فجأة لم يعد الأمر مهمًا كثيرًا لمن تسبب في الكارثة في إليانور إذا امتلكوا أسلحة مثل هذه للقتال ضد ألاكريا.

متجاهلة فيريون أدارت العجوز رينيا رأسها يمينًا ويسارًا ، لتلتقي بأعين أقربائها. “إذا تم استخدام هذه الآثار ، فسوف تساعد بالفعل السحرة لدينا على النمو ليصبحوا أقوياء ، وأقوياء بما يكفي لمحاربة منجل من ألاكريا. معا سيكونون أقوياء بما يكفي حتى لمحاربة أسورا عشيرة فريترا.”

وكأنني أغبى من أن أستطيع الفهم أنه عندما أغلقت أمي على نفسها وبكت ، كان هناك خطأ ما.

امتلأ الجمهور بالهمس لفترة وجيزة ، لكنه تلاشى بسرعة. “سوف يرد عدونا بتصعيد جهوده في هذه القارة – وهو تشتيت تلعبه قبيلة إندراث. المعارك التي ستتبعها ستترك القارة في حالة خراب. إيكسيريوس سيُمزق من السماء. إتيستن ، تحطمت وأخذت في المحيط. انهار الجدار عائدًا إلى الأرض. ديكاثين ، منزلنا سيكون في حالة خراب ، ولا يزال العمالقة يقاتلون تحت الأنقاض.”

بعد النظر في الأمر قد أدركت السبب الآن. وأصبح المزيد من الجان ينظرون إلي الآن. حدّق البعض بصراحة ، بينما أطلق لي آخرون نظرات خفية سيئة وهم يتحدثون بهدوء مع أصدقائهم وعائلاتهم. وبينما بدا البعض فضوليًا أو حتى كما أملت أنهم ودودون لكنهم قليلين للغاية.

كان فيريون هادئًا عندما سأل. “وماذا سيحدث إذا رفضنا يد الصداقة للورد إندراث وقطعنا تحالفنا مع الأسورا؟ مع عدم وجود حلفاء ولا أمل ، لست بحاجة إلى رؤى للمستقبل لفهم مصير قارتنا في ذلك الوقت.”

“هذا … جيد جدًا ، أليس كذلك؟” سألت كاميليا وهي لا تزال جالسة ورائي على بو.

سخرت رينيا . “سوف يستخدم حلفاؤكم شعبنا كسماد ، ومنه سينشئون أمة جديدة بعد تسوية حربهم مع فريترا.” خف سلوك رينيا إلى حد ما عندما نظرت إلى صديقها القديم. “لم يتبق سوى عدد قليل منا ، فيريون. لا تدفع بآخر الجان إلى الانقراض.”

“لكنهم لم يأخذوا منزلنا”. ضغط فيريون بإحدى يديه على صدره ، مشيرًا إلى الحشد باليد الأخرى. “أينما ذهبنا ، ومهما كان مصير الجان ، فإننا نحمل منازلنا معنا. يمكن إعادة زرع الأشجار. إعادة بناء المنازل. لا أحد يستطيع أن يأخذ ذلك منا.”

“إذن ماذا يجب أن نفعل؟”

قوبل هذا بهتافات داعمة للعديد من الجان لكن معظمهم ظلوا هادئين. بدا من الواضح أن القليل منهم قد اعتادوا على رسالة فيريث وحدقوا به بشدة. بجانبي استطعت أن أرى هيلين تسجل كل من بدا وكأنه تهديد محتمل ، بغض النظر عن أي جانب من الجدل كانوا يدورون فيه.

“الآلهة انقلبت علينا -”

“هل تحمي الأسورا على حساب شعبك؟” سأل فيريث بالكفر.

” القتال ، على الأقل!”

ردت أنجيلا روز وهي تلف ذراعيها حول والدتي ، “هناك دائمًا وقت لتذكير أنفسنا بأننا ما زلنا هنا لنركل”.

“- اقبل هدية الأسورا -”

استعاد فيريث وألبولد شجاعتهما بسرعة. “قائدنا ، ملك إليانور ، أرسل كلبه المهاجم ليطردنا. ما هي خطتك يا الرمح؟ ماذا ستفعل-”

“-تدمير القطع الأثرية-”

كافأت كاميليا مزاحه بضحكة تقديرية ، لكنها تعثرت بسرعة ثم نظرت إلى أسفل ، وتركت ضفيرة فضفاضة من الشعر الباهت تتساقط على وجهها. “آسفة ، أعتقد أن هذا ليس وقت الضحك.”

وهكذا ذهب لفترة. بقيت هيلين و بقية قرون توأم متيقظين ومراقبين فقط في حالة تصاعد الأمور ، لكن لم يأخذها أحد إلى ما هو أبعد من الصراخ أو الدفعة العرضية. بقيت كاميليا معي وخدها مستلق على ظهري ، وجسدها مشدود كالوتر. قامت أمي بلف ذراعها حول ساقي واستندت إلى بو ، ووجهها غير مقروء.

“إنها كذبة ضرورية قلتها لمنع انهيار حضارتنا الممزقة “. بينما تحدث فيريون رفع رأسه ، وواجه نظرات الاتهام . “قد أندم على ضرورتها لكن إذا أتيحت لي الفرصة ، فسوف أتخذ نفس القرار مرة أخرى.”

“أتساءل ما الذي سيفعلونه ؟” بالكاد سمعت إميلي تتمتم تحت أنفاسها. “يجب أن أسأل غايدون …”

لم أتفق مع فيريون. لكن … فهمته. كان شعبه هشًا للغاية ، وقد مروا بالكثير من قبل. لقد حاول فقط إنقاذهم من كل ما يستطيع.

بعد دقيقتين من هذا ظهر ضغط شديد ، كما كان قبل عاصفة رعدية قادمة ، ملأ الغرفة وجعل أذني تنفجر.

توقف ، وترك كلماته تستقر على الحشد. “رفاقي الجان ، فقدنا الكثير.” تصدع صوته وتوقف مرة أخرى. “لا أحد يستطيع أن يداوي الفتحة التي مزقتها قلوبنا وأرواحنا عند تدمير منزلنا ، الإبادة الجماعية المتهورة لشعبنا. لكنني ، فيريث إيفسار الثالث ، أخبركم الآن أنكم تستحقون معرفة سبب حدوث ذلك لنا “.

ذهب الجميع بلا حراك بينما اتخذ الرمح بايرون خطوة إلى الأمام. قال بحزم: “الصمت.”

تأرجحت جنبًا إلى حيث ظهر بو العريض يتأرجح مع كل خطوة بطيئة. بدت أنفاسه ثقيلة وحتى شبه نعسان بعد التهام سمكة لامعة. أخذنا وقتنا بتحرك  ببطء عندما عدنا من مكان الصيد المفضل لدى بوو وتوجهنا نحو الساحة خارج قرية هال.

أعطى فيريون رينيا نظرة فاحصة. “لدينا خيار أمامنا إذن. ولكن…”

بعد دقيقتين من هذا ظهر ضغط شديد ، كما كان قبل عاصفة رعدية قادمة ، ملأ الغرفة وجعل أذني تنفجر.

تتبعت نظرة فيريون عبر الكهف ، وهبطت على ألبولد و فيريث ، وعدد قليل من القادة الآخرين بين الجان ، قبل أن تلتقي بعيني. “إذا كنتم تريدون أن يُسمع صوتكم – إذا كنتم ترغبون في تحمل ثقل ليس فقط حياتكم ، بل حياة الآخرين أيضًا – فهذا بالضبط ما سنفعله”. نظر إليه الرمح بايرون  قلقًا . “تحدث إلى أقاربك. انشر هذه المعلومات للجميع في هذا المكان المقدس ، بحيث يمكن لكل واحد منا ممن شُرد من قبل ألاكريا – أن يعبر عن رغباته. في غضون ثلاثة أيام ، كل إنسان ، قزم ، و جان في هذا الملاذ ، ستُمنح له الفرصة للتصويت على الأمر ، وتحديد مصير شعبنا. في السراء والضراء.”

قال فيريون: “بدلاً من ذلك ، قدموا لنا قطعًا أثرية جديدة” ، وصوته يرتفع ويقل تعباً ويزداد قوة. أمسك الصندوق ، جاعلًا جوهرة الخزامى الخاصة بالقضيب تتلألأ في الضوء الخافت للكهف الموجود تحت الأرض. “هذه واحدة من ثلاث قطع أثرية قادرة على رفع الساحر إلى اللب الأبيض أو حتى ما بعده ، والتي يمكن أن تكون أفضل فرصة لنا للقتال ضد ألاكريا. كل قطعة أثرية متوافقة بشكل خاص مع أحد الأجناس الثلاثة لديكاثين ، ولا يمكن استخدامها من قبل أي شخص يحمل دم فريترا ، مما يجعلها عديمة الفائدة ل ألاكريا.”

ابتعدت أمي ، واستدارت للمغادرة ، لكنني بقيت ، أشاهد فيريون وهو ينزل ببطء من قاعة المدينة.

ابتعدت أمي ، واستدارت للمغادرة ، لكنني بقيت ، أشاهد فيريون وهو ينزل ببطء من قاعة المدينة.

انفجر الحشد وبدأ في التفرق وبقي والبعض للتحدث مع فيريث وألبولد ، وتجمع آخرون حول رينيا كما لو أنها شمعة في غرفة مظلمة ، ولكن من خلال ضوضاء كل ذلك لم أستطع سوى سماع كلمات فيريون عندما اقترب من الشيخ رينيا.

تجمع باقي توأم القرون معهم ، وعندما استداروا في اتجاهنا ، افترق الحشد للسماح لهم بالمرور.

“رينيا. تعال إلى الداخل. دعينا نتحدث كما اعتدنا.”

أومأ فيريث برأسه ، وبدا هزيلاً وجاداً. ولكن عندما نظر إلي ، كان هناك نعومة في ملامحه يبدو أنها تبطل بعض الضرر الذي قضاها وقته كأسير من ألكاريانز. “شكرا لك مرة أخرى لوجودك هنا ، إيلي.”

سحبت العجوز بطانيتها حول كتفيها. أجابت بفظاظة: “لا أستطيع ، أنت لا تستمع إلي كما اعتدت.”

عبس فيريون ، اجتمعت حواجبه بشكل حاد عندما أغلق الصندوق وأعاده إلى لينا. ساد الهدوء مرة أخرى حيث انتظرنا جميعًا الإجابة.

تحركت بعيدًا ، وخلفها العديد من الجان ، وأمسك بي فيريون وأنا أراقبهم. مال رأسه قليلاً باتجاهي ، وعواطفه غير قابلة للقراءة خلف التعب والاستسلام واضحة في كل حركاته الصغيرة.

أعطاني فيريث ابتسامة ضيقة. “أردنا أن تكوني هنا إيلي ، لسماع ما سيقوله فيريون و ….” رفع يده بسرعة عندما بدأت أمي في الاعتراض. “لقد تم إرشادك من قبل الرائية رينيا بنفسها. وقد كنت في إليانور عندما وقع الدمار .. الناجي الوحيد من ذلك الهجوم. لقد سمعت بنفسك الأكاذيب المشتركة بين فيريون و الأسورا. نحن بحاجة إليك هنا ، إيلي. ”

—-

ولذا انتظرت ، متوقعًة حدوث شيء ما منذ محادثتي مع فيريث و ألبولد ، لأنه اذا حدث شيء سيء ، عرفت أنه سيكون بسببي.

فصول مدعومة من طرف Orinchi

وقف فيريون أكثر استقامة ، وعندما نظر إلى الجني الصغير إمتلأت عيناه بالنار. “هل ترى أحد الأسورا أمامك ، أم أن هذه الآذان ليست دليلاً على عرقي!”

لكنني لم أستطع إلا أن أشعر أن كل هذا التعاسة والإحباط الذي رأيته حولي هو خطئي تماماً.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط