Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

البداية@بعد@النهاية@kol 484

مؤرض

مؤرض

 

“لقد كان هؤلاء الأزوراس هم من أحضروا أفيتوس إلى هنا من عالمي،” قلت.

الفصل 484: الأرض

مدت يدها عبر الطاولة ورفعت راحتي يديها إلى الأعلى. وضعت يدي فوق يديها، وضغطت على أصابعي. “لقد مرت تلك الفتاة بشيء لا يمكن وصفه. لقد سُلب منها جسدها وسحرها. أصبحت أسيرة في جسدها. وعندما استعادته أخيرًا، اختفت نواتها. كادت تموت.”

آرثر ليوين

 

مع شروق شمس إيفيوتان، انضممتُ إلى العديد من التنانين الذين تجمعوا للتأمل حول النافورة التي منحت مدينة إيفربورن اسمها. في الأيام الأولى، كنت أراقب التنانين حولي، مفتونًا بتنوعها. جعلتني هذه المدينة أدرك كم رأيت القليل من عالم الأزوراس. لكن الآن، مع إحساس “مناورة الملك” المحترق على أسفل ظهري، كنت أنتبه لمحيطي بجزء محدود من وعيي، وكان ذلك فقط لضمان سلامتي وليس للتحديق في الأزوراس.

“بالطبع.” جلست على الكرسي المصنوع من عشب أزرق منسوج مربوط بإطار معدني. “هل كل شيء على ما يرام؟”

كان معظم جهدي الواعي موجهًا نحو النافورة. كان الأثير بداخل دائرة من الأحجار بعرض ثلاثين قدمًا كثيفًا لدرجة أنه تجمّع مثل الماء الذي يتدفق من بئر عميق. وفقًا للسكان المحليين، فإن البئر قد اخترق حدود العالم، مما يسمح للأثير بالتسرب من خارج حدود إيفيتوس؛ عالم الأثير. يُعد دخول نافورة إيفربورن بمثابة تدنيس، لكن هذا لم يمنعني من معرفة ما إذا كانت الأسطورة تستند إلى الحقيقة.

كانت بشرتها البيضاء أكثر بياضًا من لونها الطبيعي الذي يحيط بعينيها ويمتد على وجنتيها حتى في هيئتها البشرية. كنت أراها عند النافورة كل صباح، لكنها لم تتحدث إليَّ من قبل.

من السائل الزائف المغلي، كانت تتصاعد نفاثات رفيعة من النار الأرجوانية مثل الينابيع الحارة. ترتفع هذه النفاثات تتصاعد لأكثر من عشرة أقدام، ثم تتلاشى حتى تصبح بضعة أقدام فقط، ثم تتصاعد مرة أخرى. كان هناك نمط معقد لتلك الاندفاعات، مصحوبًا بنبع ماء مفرد في وسط النافورة الأثيرية المحترقة التي كانت ترتفع بانتظام إلى أكثر من عشرين قدمًا فوق رؤوسنا. كان كل توهج مصحوبًا بتدفق الأثير، وكان هذا التدفق هو ما جمع التنانين للتأمل تحته.

عندما جاءت حول الزاوية، لم أستطع إلا أن أضحك.

لم يكن بإمكان التنانين امتصاص الأثير مثلي، لكنهم استخدموا مع ذلك التراكم المكثف للطاقة الجوية للتأمل في فنونهم الحيوية والنفسية والفضاءية. جعلت الكثافة في نافورة إيفربورن هذه الممارسة أسهل بكثير، تمامًا كما ساعدتني في عملية إعادة ملء النواة المكونة من ثلاث طبقات بعد استنزافها إلى حد رد الفعل العكسي.

من السائل الزائف المغلي، كانت تتصاعد نفاثات رفيعة من النار الأرجوانية مثل الينابيع الحارة. ترتفع هذه النفاثات تتصاعد لأكثر من عشرة أقدام، ثم تتلاشى حتى تصبح بضعة أقدام فقط، ثم تتصاعد مرة أخرى. كان هناك نمط معقد لتلك الاندفاعات، مصحوبًا بنبع ماء مفرد في وسط النافورة الأثيرية المحترقة التي كانت ترتفع بانتظام إلى أكثر من عشرين قدمًا فوق رؤوسنا. كان كل توهج مصحوبًا بتدفق الأثير، وكان هذا التدفق هو ما جمع التنانين للتأمل تحته.

“لقد عدتَ مرة أخرى، يا إنسان.”

هزت نفسها قليلًا ثم استقامت. “كم عمرك الآن؟ بضع مئات من السنين؟ بضعة آلاف؟ يبدو أنك أصبحت أكثر أزوراسي من بشري الآن.”

ألقيت نظرة على المتحدثة، وهي امرأة ذات شعر وردي، ولو كانت بشرية، لَبدت في منتصف العمر. كانت قشورها لامعة وأفتح قليلًا في اللون.

 

كانت بشرتها البيضاء أكثر بياضًا من لونها الطبيعي الذي يحيط بعينيها ويمتد على وجنتيها حتى في هيئتها البشرية. كنت أراها عند النافورة كل صباح، لكنها لم تتحدث إليَّ من قبل.

 

ركعتُ على ركبتيّ على بعد بضعة أقدام خارج حلقة الأحجار قبل أن أتحدث إليها. “يجب أن أنهي تأملي هذا الصباح، وبعد ذلك لن أزعج مدينتكم أكثر.” لم أذكر أنني كنت لا أزال هنا لأن كيزيس لم يرَ أنه من المناسب أن يأخذني بعد. قالت ماير فقط إنه ينبغي لي أن أستريح وأتعافى، وعندما أكون مستعدًا، سيلتقي بي زوجها.

“لا تركزي. اشعري. اشعري بالريح الباردة، والهواء الدافئ، والمانا الحاضرة دائمًا.” ارتفعنا عن الأرض. استطعت أن أشعر بالمانا تتحرك بسبب جهدها، لكنها لم تعمل. أطلقت بعضًا من الأثير الخاص بي، ومن خلاله شجعتُ المانا على التحرك حول تيسيا، ودفعتها ناحيتها ووفرت لها الرفع. “هكذا.”

أغمضتُ عينيّ، وسعيت إلى الأثير، وجذبته إلى نواتي. وأدى إحساسي به إلى طاقة مجددة ويقظة مشرقة.

“مرحبًا، ماذا أنا، كبد مفروم؟” سمعت ريجيس يقول من الخارج وهو يتبع أختي. “هل لا أحد يريد قضاء الوقت معي؟”

احتكت أقدام خشنة بالبلاط المرصوف، واستقر حضور قوي بجانبي. “امتصاصك للأثير هنا كان مصدرًا للتفكير العميق بيننا. هناك من يرون ذلك تدنيسًا.”

انحنيتُ قليلًا. “سيدة إنثيراه. اغفري لي، لم أكن أدرك أنني أتحدث إلى نبيلة.”

كان الفرع الأساسي من أفكاري موجهًا نحو الداخل، مركَّزًا على امتصاص وتنقية الأثير. ومع ذلك، حتى مع بضعة خيوط فقط من مناورة الملك، تمكنت من البقاء منتبهًا إلى الأزوراس بما يكفي لسماع السؤال في كلماتها. “تريدين أن تفهمي كيف يكون الأمر بالنسبة لي.”

قالت إيلي وهي تمر بجانبي وترفع الستارة التي ما زالت تتأرجح، “اعتقدت أننا سمعناك هناك. كنا سنذهب للحصول على شيء ما لنأكله قبل القيام ببعض التدريبات بعد الظهر. يجب أن تأتي معنا!”

“أود ذلك، نعم،” قالت، وشوب صوتها لمحة من الابتسامة. “لا يمكننا الحكم على أفعالك إذا لم نفهمها، وأفعالك هي نوع من السحر لم يره حتى أكبرنا سنًا من قبل.”

كان الفرع الأساسي من أفكاري موجهًا نحو الداخل، مركَّزًا على امتصاص وتنقية الأثير. ومع ذلك، حتى مع بضعة خيوط فقط من مناورة الملك، تمكنت من البقاء منتبهًا إلى الأزوراس بما يكفي لسماع السؤال في كلماتها. “تريدين أن تفهمي كيف يكون الأمر بالنسبة لي.”

لقد لفت انتباهي شيء ما في فضولها. “ألا تخشي إغضاب سيدك بطرح مثل هذه الأسئلة؟”

‘ما رأيك في السيدة إنثيراه؟’

“لم أطرح أي أسئلة،” أجابت. مسحت قطعة قماش جلدها وهي تهز كتفيها. “نحن نتحدث فقط، ونبحث عن أرضية مشتركة. شارك فقط ما تريد.”

دفعتُ الستارة جانبًا، وسرت إلى داخل العقار فقط لأتوقف على الفور، بينما كنت لا أزال أتصارع مع استفزازات والدتي، وفجأة وجدت نفسي تقريبًا وجهًا لوجه مع تيسيا.

فكرت في كلماتها، فتوجهت نحوها، وفتحتُ عيني لأجد نظراتها الفضية اللامعة وهي تتأملني بعناية. “من أنت؟”

تجعدت عيناها في الزوايا من البهجة. “لقد أخذتَ قسطًا من الراحة في قريتي منذ أيام، واستمديتَ قوتك من نبعتي، ومع ذلك لا تعرفني؟ سأشعر بالإهانة، إذا لم أكن أعرف أنك قد عُزلتَ عن هذه المعرفة عمدًا. لا شك أن السيدة إندرات كانت لديها أسبابها، لكنها أيضًا لم تمنعني من التحدث إليك. اسمي برياه من عشيرة إنثيراه، وإيفربورن هي منطقتي.”

تجعدت عيناها في الزوايا من البهجة. “لقد أخذتَ قسطًا من الراحة في قريتي منذ أيام، واستمديتَ قوتك من نبعتي، ومع ذلك لا تعرفني؟ سأشعر بالإهانة، إذا لم أكن أعرف أنك قد عُزلتَ عن هذه المعرفة عمدًا. لا شك أن السيدة إندرات كانت لديها أسبابها، لكنها أيضًا لم تمنعني من التحدث إليك. اسمي برياه من عشيرة إنثيراه، وإيفربورن هي منطقتي.”

مرت دقيقة، ثم خمس دقائق. وبعد ما يقرب من عشر دقائق، فتحت عينيها وقالت، “لا أفهم لماذا لا أستطيع القيام بذلك. لقد طِرتُ من قبل.”

انحنيتُ قليلًا. “سيدة إنثيراه. اغفري لي، لم أكن أدرك أنني أتحدث إلى نبيلة.”

تذكرتُ المحادثة التي دارت بيني وبين سيدة المدينة في وقت سابق من ذلك الصباح. “أعتقد أن هذا من فعل مير. أو كيزيس، على وجه التحديد. لست متأكدًا من سبب بقائنا هنا حتى الآن. إما أنه يسمح لنا بالاستلقاء على نار هادئة، أو أنه يريد منا أن نستفيد شيئًا من وقتنا هنا. وإلا لكنا في قصره في مكان ما. ربما في كوخ مير، حيث بقيت عندما دربتني قبل الحرب.”

زفرت قليلًا واستدارت لتنظر إلى النافورة، وانعكست ألسنة اللهب الأرجوانية على سطح عينيها الفضيتين. “ربما ذات يوم، عندما كانت عشيرة إنثيراه أختًا لعشيرة إندرات، كان أسلافي ليصروا على الاعتراف بالطبقة النبيلة، لكن مر وقت طويل منذ أن اعتُبر أي تنين ليس من عشيرة إندرات نبيلًا.”

اختنقت بضحكتي، ولحظة فكرت أن ثقل التوتر الذي عاد إلي قد يسحقني. تذكرت ما قالته أمي، وبذلت قصارى جهدي للتخلص منه. كل ما أحتاجه هو أن أكون حاضرًا. “حسنًا، فكرت، بما أنك أصبحت الآن ذات نواة بيضاء، يجب أن تتعلمي كيفية الطيران. إنه امتداد طبيعي لقوتك، يوفر من خلال توسعة خزان المانا لديك وزيادة الانسجام مع… حركة المانا…” انتشرت ابتسامة حزينة على وجهي وأنا أفرك مؤخرة رقبتي. “آسف. ربما لا تحتاجي إلى محاضرة حول سبب قدرتك على الطيران الآن، بالنظر إلى ذلك.”

تحدثت دون مرارة. في الواقع، شعرتُ بالفخر أكثر من أي شيء آخر في إمالة ذقنها ونبرة صوتها. “لا يتطلب دوري كسيدة إيفربورن أن أكون نبيلة، بل أن أتحدث نيابة عن شعبي وأضمن استمرار رفاهيتهم. في هذه اللحظة، فإن التعرف على تفاعلك مع الأثير هو كيف أفعل ذلك. الآن، اقترحت أنني أريد أن أفهم كيف يكون الأمر بالنسبة لك لامتصاص الأثير لدينا، وقد اعترفت بأنني سأفعل ذلك.”

“لقد قلتِ للتو أنك جائعة،” قالت إيلي. نظرتُ إليها، فحدقت فيّ بغضب. “آرثر ليوين. لا تجرؤ على إجبارها على التدرب بدون غداء.”

لقد تركت بيانها مفتوحًا، مما دعاني إلى استئناف المحادثة من قبل تشتيت هويتها. “لا يختلف الأمر كثيرًا عن شعورك عند استخدام المانا. أو على الأقل، شعور الإنسان عند استخدام المانا.”

“بطريقة ما، وأنت كذلك،” قلتُ بهدوء. انحنيتُ أمام بصلة أرجوانية سميكة الساق. كانت لها هالة أثيرية خافتة. “لقد عشتِ حياة سيسيليا إلى جانبها.”

“ولكن ماذا عن الغرض الجوهري للأثير؟” سألتني وهي تتكئ نحوي قليلًا. “ألا تشعر بجاذبية نية الأثير؟”

سرت في جسدها قشعريرة متوترة. قالت وهي تلهث بصوت مرتجف من الإثارة والتوتر، “لا تتركني.”

فكرتُ في الأمر متسائلًا عن مدى فهم التنين للطبيعة الحقيقية للأثير، كما تعلمت في حجر الأساس. “لقد شرحت السيدة ماير تجربة التنانين معه بالتفصيل. أنا لا أختبرها بنفس الطريقة.”

أدركت أنني كنت عابسًا. كنت أفكر في الأحداث التي تسببت في تراجع الأثير عن التنانين، مما قلل من قدرتهم على استخدامه بحرية. حاولت أن أجعل ملامحي ناعمة. “أنا… أعتذر. ما زلت أتعافى من محنة. في بعض الأحيان… يدور ذهني.”

“غريب،” قالت. تتبعت أصابعها الفجوة بين حجرين من حجارة الرصف، وفقدت عيناها التركيز وهي تنظر إلى المسافة المتوسطة. “وهذا بالطبع هو السبب وراء استثمار اللورد إندراث في عالمك. إنه يسعى إلى فهم حقيقي لقدراتك.” ركزت عليَّ مرة أخرى، وعقدت حاجبيها في عبوس خافت. “تتحدث أقدم أساطيرنا عن تنانين يمكنها القيام بما تصفه. ليس… امتصاص الأثير، ولكن استخدامه بسهولة مثل المانا.”

جلسنا بلا حركة وصمتنا لعدة لحظات طويلة. دارت المانا حول تيسيا، لكنها لم تتحرك، لم ترتفع. تذكرت تعلمي للطيران لأول مرة بعد صعودي إلى مرحلة النواة البيضاء وتعلمي مجددًا بعد اكتسابي لبصيرة في مناورة الملك. فكرت في تفعيل رونية الحاكم، لأفكر بوضوح أكثر في المسار الذي يجب أن تتبعه تيسيا، لكن شيئًا ما منعني.

“لقد كان هؤلاء الأزوراس هم من أحضروا أفيتوس إلى هنا من عالمي،” قلت.

مع شروق شمس إيفيوتان، انضممتُ إلى العديد من التنانين الذين تجمعوا للتأمل حول النافورة التي منحت مدينة إيفربورن اسمها. في الأيام الأولى، كنت أراقب التنانين حولي، مفتونًا بتنوعها. جعلتني هذه المدينة أدرك كم رأيت القليل من عالم الأزوراس. لكن الآن، مع إحساس “مناورة الملك” المحترق على أسفل ظهري، كنت أنتبه لمحيطي بجزء محدود من وعيي، وكان ذلك فقط لضمان سلامتي وليس للتحديق في الأزوراس.

“هل هناك خطب ما؟” سألت برياه فجأة. كانت قد انحنت بعيدًا ونظرت إليَّ وكأنني وحش خطير.

رفعت كلتا يدي. قلت وأنا أتعثر في كلماتي، “من فضلك يا محب… آه، تيسيا، أي شيء غير ذلك.”

أدركت أنني كنت عابسًا. كنت أفكر في الأحداث التي تسببت في تراجع الأثير عن التنانين، مما قلل من قدرتهم على استخدامه بحرية. حاولت أن أجعل ملامحي ناعمة. “أنا… أعتذر. ما زلت أتعافى من محنة. في بعض الأحيان… يدور ذهني.”

“أنت، آرثر،” قالت.

صفت برياه حلقها ونفضت خصلة من شعرها الوردي عن وجهها. “حسنًا… نعم. بالطبع. سأتركك تتأمل. ربما يمكننا التحدث مرة أخرى. عندما تشعر بتحسن.”

“بطريقة ما، وأنت كذلك،” قلتُ بهدوء. انحنيتُ أمام بصلة أرجوانية سميكة الساق. كانت لها هالة أثيرية خافتة. “لقد عشتِ حياة سيسيليا إلى جانبها.”

أومأتُ برأسي فقط تعبيرًا عن تقديري قبل أن أعود إلى النافورة. أغمضت عينيَّ مرة أخرى، واستأنفت التركيز على امتصاص الأثير. من بعيد، شعرت بسيدة عشيرة إنثيراه تبتعد.

ارتفع حاجبا أمي.

في غضون ساعة، امتلأ جسدي بالكامل. كان هناك ما يشبه صداع الكحول الذي استمر في جسدي نتيجة لرد الفعل العنيف، ولكنني كنت على يقين من أن هذا الصداع سوف يتلاشى مع الوقت. والأمر الأكثر إرضاءً هو أن حكة جسدي الجريح لم تعد إليه. فقد شُفيت ندبة هجوم سيسيليا.

فجأة تمنيت أن أتمكن من عكس اتجاه الزمن كما فعلت في حجر الأساس، فتبعتها ببطء إلى الخارج تحت أشعة الشمس. كانت أمي وإيلي وريجيس قد رحلوا بالفعل.

وبينما أسير عبر شوارع إيفربورن الواسعة باتجاه العقار الذي كنا نقيم فيه خلال الأيام القليلة الماضية، تبعتني عيون كل أزوراس مررت به. وجدت نفسي أدرس توقيعات المانا الخاصة بهم، وأقارن كل واحد منهم بالآخر ثم بتيسيا، التي ظل توقيعها عالقًا في ذهني.

“نعم، إنه مثير للإعجاب حقًا.”

كانت وحوش الأزوراس قوية بالطبع، لكن أغلبها كانت أقل قوة بكثير من كيزيس أو ألدير، أو حتى وندسوم. التنانين التي دافعت عن ديكاثين – فاجراكور، تشارون، وجنودهما – أقوياء أيضًا مقارنة بالتنين العادي الذي يمارس أعماله اليومية في إيفربورن. هؤلاء الناس هم مزارعون وتجار وخادمات. ذات يوم، كنت أفترض أن كل أزوراس كان بنفس قوة وندسوم، ورغم أنني الآن أعرف بشكل أفضل، إلا أنه كان لا يزال من المثير للاهتمام رؤية أزوراس أقوى قليلًا من ساحر النواة البيضاء.

نتف شعرها المعدني، الذي كان يلمع باللون الفضي تقريبًا في ضوء الحديقة الخافت. “حسنًا، إذن. بعد أن حسمنا الأمر، هل نبدأ درس الطيران؟”

‘هذا يضع محنتهم في منظور مختلف، أليس كذلك؟’ سألتني سيلفي بصوتها الذي يشبه نسيمًا باردًا. كانت أفكارها متشابكة مع تركيزها على محادثة كانت تجريها مع مجموعة من التنانين على الجانب الآخر من إيفربورن.

انتقلت إلى رقعة صغيرة من العشب وسط الزهور والمسارات وعناصر المياه. جلست في وضع القرفصاء، وهدأت ذهني وركزت على جوهر جسدي والأثير الجوي، الذي كان كثيفًا في الهواء. جلست تيسيا أمامي، مقلدة وضعيتي.

“مثلهم كمثل أهل ألاكريا، فإنهم شعب تحت رحمة سيدهم،” أجبت وأنا أمر بجانب تنينة صغيرة بدت، وفقًا للمعايير البشرية، أنها لا تتجاوز عمرها اثني عشر أو ثلاثة عشر عامًا. قفزت عيناها الكهرمانيتان بيني وبين الأرض عند قدميها بتردد وهي تحاول ألا تحدق بي ولكنها فشلت. رفعت يدي لألوح، لكنها سارعت بالابتعاد.

 

‘ما رأيك في السيدة إنثيراه؟’

تحدثت دون مرارة. في الواقع، شعرتُ بالفخر أكثر من أي شيء آخر في إمالة ذقنها ونبرة صوتها. “لا يتطلب دوري كسيدة إيفربورن أن أكون نبيلة، بل أن أتحدث نيابة عن شعبي وأضمن استمرار رفاهيتهم. في هذه اللحظة، فإن التعرف على تفاعلك مع الأثير هو كيف أفعل ذلك. الآن، اقترحت أنني أريد أن أفهم كيف يكون الأمر بالنسبة لك لامتصاص الأثير لدينا، وقد اعترفت بأنني سأفعل ذلك.”

‘لست متأكدًا،’ اعترفت بذلك. ‘يبدو أنها حريصة. فضولية. ليست مولعة بجدك بشكل خاص. لماذا؟’

 

‘كنت أتساءل عن ذلك الشيء الذي قالته. أن عشيرتها كانت بمثابة ‘أخت’ لعائلة إندراث. من الغريب أن ماير قدمتني إلى تنانين أخرى هنا، ولكن ليس إليها.’

 

لقد حيرني هذا الأمر بسبب فرع أقل أهمية من أفكاري التي تغذيها مناورة الملك. ‘ربما يتعين عليك التعرف على برياه أكثر.’

“لم أطرح أي أسئلة،” أجابت. مسحت قطعة قماش جلدها وهي تهز كتفيها. “نحن نتحدث فقط، ونبحث عن أرضية مشتركة. شارك فقط ما تريد.”

وافقت رابطتي بصمت.

تذكرتُ المحادثة التي دارت بيني وبين سيدة المدينة في وقت سابق من ذلك الصباح. “أعتقد أن هذا من فعل مير. أو كيزيس، على وجه التحديد. لست متأكدًا من سبب بقائنا هنا حتى الآن. إما أنه يسمح لنا بالاستلقاء على نار هادئة، أو أنه يريد منا أن نستفيد شيئًا من وقتنا هنا. وإلا لكنا في قصره في مكان ما. ربما في كوخ مير، حيث بقيت عندما دربتني قبل الحرب.”

وبعد بضع دقائق، وجدت والدتي جالسة على طاولة في الفناء الأمامي الصغير لمنزلنا المستعار. وضعت كوبًا ساخنًا وابتسمت لي. ورغم أن تعبيرها كان دافئًا، إلا أن القلق كان يختبئ بداخلها مثل الديدان في التفاحة. قالت وهي تشير إلى الكرسي المقابل للطاولة الصغيرة، “آرثر، أتجلس معي؟”

رفعت كلتا يدي. قلت وأنا أتعثر في كلماتي، “من فضلك يا محب… آه، تيسيا، أي شيء غير ذلك.”

“بالطبع.” جلست على الكرسي المصنوع من عشب أزرق منسوج مربوط بإطار معدني. “هل كل شيء على ما يرام؟”

قالت تيسيا دون أن تنظر إلى الوراء، “توجد حديقة هادئة أسفل الشارع هناك.”

أسندت أمي مرفقيها على الطاولة، وأراحت ذقنها بين يديها، ونظرت إليّ بجدية. “لا.”

 

تسارعت نبضات قلبي، وشددت قبضتي على جانبي. “هل حدث شيء؟ هل كان التنانين؟ فقط أخبريني من-”

تجعدت عيناها في الزوايا من البهجة. “لقد أخذتَ قسطًا من الراحة في قريتي منذ أيام، واستمديتَ قوتك من نبعتي، ومع ذلك لا تعرفني؟ سأشعر بالإهانة، إذا لم أكن أعرف أنك قد عُزلتَ عن هذه المعرفة عمدًا. لا شك أن السيدة إندرات كانت لديها أسبابها، لكنها أيضًا لم تمنعني من التحدث إليك. اسمي برياه من عشيرة إنثيراه، وإيفربورن هي منطقتي.”

“أنت، آرثر،” قالت.

‘ما رأيك في السيدة إنثيراه؟’

فتحت فمي بدهشة نحوها، “ماذا؟”

فجأة تمنيت أن أتمكن من عكس اتجاه الزمن كما فعلت في حجر الأساس، فتبعتها ببطء إلى الخارج تحت أشعة الشمس. كانت أمي وإيلي وريجيس قد رحلوا بالفعل.

“آرثر، آرت.” أطلقت نفسًا مرتجفًا. “تيسيا تحتاجك، وأنت تفعل كل ما بوسعك لتجنبها. هذا ليس لائقًا. إنه ليس عادلًا.”

“ما فائدة الأمهات؟” سألتني وهي تتظاهر بالغضب ولكنها غير قادرة على إخفاء ابتسامتها. “لا أستطيع أن أخبرك بما سيحدث في النهاية، آرثر. ربما مررت أنت وتيسيا بالكثير حقًا لدرجة أنه لا يمكنك أن تكونا… معًا، عاطفيًا.” ابتعدت، متألمًا من حرج والدتي. صفعتني على ذراعي مازحة. “لكنها أقدم صديقة لك في هذا العالم، وهي بحاجة إليك.” تحولت ابتسامتها إلى شيءٍ شقي. “وجودك، وإرشادك. وليس سهامك المتموجة.”

فركت مؤخرة رقبتي، وهززت الكرسي على رجليه الخلفيتين. “أنا لست-”

“أنت، آرثر،” قالت.

ارتفع حاجبا أمي.

أمسكت بيدي ورفعت نفسها لأعلى، وكانت راحة يدها دافئة على راحة يدي. “بالطبع.”

“أنا… لا أعرف كيف أكون بجوارها،” اعترفتُ، ولم أستطع أن أنظر في عيني أمي. “لا أعرف ماذا أقول.”

أومأتُ برأسي فقط تعبيرًا عن تقديري قبل أن أعود إلى النافورة. أغمضت عينيَّ مرة أخرى، واستأنفت التركيز على امتصاص الأثير. من بعيد، شعرت بسيدة عشيرة إنثيراه تبتعد.

مدت يدها عبر الطاولة ورفعت راحتي يديها إلى الأعلى. وضعت يدي فوق يديها، وضغطت على أصابعي. “لقد مرت تلك الفتاة بشيء لا يمكن وصفه. لقد سُلب منها جسدها وسحرها. أصبحت أسيرة في جسدها. وعندما استعادته أخيرًا، اختفت نواتها. كادت تموت.”

“ما فائدة الأمهات؟” سألتني وهي تتظاهر بالغضب ولكنها غير قادرة على إخفاء ابتسامتها. “لا أستطيع أن أخبرك بما سيحدث في النهاية، آرثر. ربما مررت أنت وتيسيا بالكثير حقًا لدرجة أنه لا يمكنك أن تكونا… معًا، عاطفيًا.” ابتعدت، متألمًا من حرج والدتي. صفعتني على ذراعي مازحة. “لكنها أقدم صديقة لك في هذا العالم، وهي بحاجة إليك.” تحولت ابتسامتها إلى شيءٍ شقي. “وجودك، وإرشادك. وليس سهامك المتموجة.”

“لقد أنقذتها،” أشرتُ بهدوء.

كان معظم جهدي الواعي موجهًا نحو النافورة. كان الأثير بداخل دائرة من الأحجار بعرض ثلاثين قدمًا كثيفًا لدرجة أنه تجمّع مثل الماء الذي يتدفق من بئر عميق. وفقًا للسكان المحليين، فإن البئر قد اخترق حدود العالم، مما يسمح للأثير بالتسرب من خارج حدود إيفيتوس؛ عالم الأثير. يُعد دخول نافورة إيفربورن بمثابة تدنيس، لكن هذا لم يمنعني من معرفة ما إذا كانت الأسطورة تستند إلى الحقيقة.

نقرت أمي بلسانها. “لكن بفعل ذلك، مر جسدها بتغيير. إنها لا تعرف كيف تستخدم نواتها الجديدة، وهي عالقة في مكان غريب حيث لا يمكن لأحد سواك أن يأمل في فهمها أو مساعدتها، وقد قضيت أيامًا تحاول أن تكون في أي مكان باستثناء المكان الذي توجد فيه.” تنهدت، وضغطت على يدي للمرة الأخيرة، واتكأت إلى الخلف على كرسيها. فقط بعد أن أخذت رشفة من الكوب الخاص بها واصلت. “أنت أقوى شخص عرفتُه على الإطلاق، آرثر. يمكنك التعامل مع القليل من الحرج.”

ووقفت وتحركت حول الطاولة وانحنيت لأريح جبهتي على جبهتي أمي. وقلت بصوت خافت، “شكرًا لك.”

ارتفعت الحرارة في وجهي وشعرت باحمرار خدي. كانت محقة بالطبع.

“ما زلتُ هنا،” أكدتُ لها وهي تبتعد عن لمستي. ببطء، بدأت أعود نحو الأرض مرة أخرى.

لقد كنت أتصرف مثل طفل.

ارتفع حاجبا أمي.

“حتى الكوارث المتحركة تحتاج إلى نصيحة من أمهاتها من وقت لآخر،” كما قال ريجيس.

 

على الرغم من أن أفكاري المتوافقة كانت تدور حول مواضيع مختلفة، إلا أنني كنت حريص على إبعادها جميعًا عن علاقتي بريجيس. لقد تُرِك ليراقب تيسيا، ولم أكن أرغب في رؤيتها وهي تكافح من خلال عينيه.

‘كنت أتساءل عن ذلك الشيء الذي قالته. أن عشيرتها كانت بمثابة ‘أخت’ لعائلة إندراث. من الغريب أن ماير قدمتني إلى تنانين أخرى هنا، ولكن ليس إليها.’

ووقفت وتحركت حول الطاولة وانحنيت لأريح جبهتي على جبهتي أمي. وقلت بصوت خافت، “شكرًا لك.”

ارتفع حاجبا أمي.

“ما فائدة الأمهات؟” سألتني وهي تتظاهر بالغضب ولكنها غير قادرة على إخفاء ابتسامتها. “لا أستطيع أن أخبرك بما سيحدث في النهاية، آرثر. ربما مررت أنت وتيسيا بالكثير حقًا لدرجة أنه لا يمكنك أن تكونا… معًا، عاطفيًا.” ابتعدت، متألمًا من حرج والدتي. صفعتني على ذراعي مازحة. “لكنها أقدم صديقة لك في هذا العالم، وهي بحاجة إليك.” تحولت ابتسامتها إلى شيءٍ شقي. “وجودك، وإرشادك. وليس سهامك المتموجة.”

من الجانب الآخر من المدينة، دخل صوت ضامنتي إلى ذهني. “كن حذرًا، آرثر.”

“أمي،” تأوهت وأنا أسرع نحو الباب. “سأتراجع عن شكري لك.” “لا، ما أنت بفاعل ذلك!” صرخت ساخرة ووبختني.

صفت برياه حلقها ونفضت خصلة من شعرها الوردي عن وجهها. “حسنًا… نعم. بالطبع. سأتركك تتأمل. ربما يمكننا التحدث مرة أخرى. عندما تشعر بتحسن.”

دفعتُ الستارة جانبًا، وسرت إلى داخل العقار فقط لأتوقف على الفور، بينما كنت لا أزال أتصارع مع استفزازات والدتي، وفجأة وجدت نفسي تقريبًا وجهًا لوجه مع تيسيا.

“أود ذلك، نعم،” قالت، وشوب صوتها لمحة من الابتسامة. “لا يمكننا الحكم على أفعالك إذا لم نفهمها، وأفعالك هي نوع من السحر لم يره حتى أكبرنا سنًا من قبل.”

قالت إيلي وهي تمر بجانبي وترفع الستارة التي ما زالت تتأرجح، “اعتقدت أننا سمعناك هناك. كنا سنذهب للحصول على شيء ما لنأكله قبل القيام ببعض التدريبات بعد الظهر. يجب أن تأتي معنا!”

لم أستطع قراءة التعبير على وجه تيسيا. رمقت عيناها يدي وكأنها تفكر في أخذ واحدة، ولكن بعد لحظة مرت بجانبي، متوجهة نحو الباب. “أنا أفهم كيف تطير الرماح، وأفهم كيف تطير سيسيليا، ولكن ربما تساعدني هذه المعرفة النظرية على فهم كيف يمكنني الطيران.”

هرول ريجيس مسرعًا وخرج من الباب، وذيله يهزه. “أعلم أننا لسنا بحاجة إلى تناول الطعام، يا أميرتي، لكنني على الأقل أحبه حقًا!”

“نعم، أحسنت يا أميرة تيسيا،” قال صوت من مكان قريب.

نظرت تيسيا على مضض بعيدًا عني نحو ريجيس. “أميرة؟” هززتُ رأسي. “لا تسألي.”

 

“أوه، حسنًا،” قالت، ووجهها يرتجف. “أممم، ليس عليك أن تأتي معنا، أعلم أنك مشغول…”

توقفت التعويذة الأثيرية عند ندائي، وتلاشت الغرفة الحجرية العارية بينما كنت أبتعد عن قوة كيزيس، مثبتًا نفسي بقوة في حديقة إيفربورن. عندها فقط التفت لأرى سيد التنانين، لاحظت الارتعاشة الطفيفة في حاجبيه. “لماذا لا نطير؟ جبل جيولوس قريب بما فيه الكفاية، وأود أن أرى المزيد من أرضك الأرض.”

“في الواقع، كنت، آه…” توقفت عن الكلام، وذهني فارغ. أدركت أنني نسيت الاستمرار في توجيه مناورة الملك. بدونها، شعرت أن أفكاري بطيئة وغير جوهرية. هززت نفسي قليلًا، وأنا مدرك تمامًا لعيني إيلي على ظهري. “قصدي – أعني، كنت آمل أن نتمكن من… العمل معًا. على نواتك. في مساعدتك على فهم الأمر، ذلك ما عنيت.”

“مرحبًا، ماذا أنا، كبد مفروم؟” سمعت ريجيس يقول من الخارج وهو يتبع أختي. “هل لا أحد يريد قضاء الوقت معي؟”

“أوه!” اتسعت عينا تيسيا، وتراجعت خطوة صغيرة إلى الوراء. “بالطبع. أنا لست جائعة للغاية، يمكنني التدرب الآن.”

 

“لقد قلتِ للتو أنك جائعة،” قالت إيلي. نظرتُ إليها، فحدقت فيّ بغضب. “آرثر ليوين. لا تجرؤ على إجبارها على التدرب بدون غداء.”

كان الفرع الأساسي من أفكاري موجهًا نحو الداخل، مركَّزًا على امتصاص وتنقية الأثير. ومع ذلك، حتى مع بضعة خيوط فقط من مناورة الملك، تمكنت من البقاء منتبهًا إلى الأزوراس بما يكفي لسماع السؤال في كلماتها. “تريدين أن تفهمي كيف يكون الأمر بالنسبة لي.”

“سأحضّر شيئًا ما هنا بسرعة كبيرة،” قالت تيسيا وهي تستدير وتركض إلى المطبخ. “امْضي قُدُمًا، إيلي!”

 

“حسنًا، سأذهب لتناول الغداء بمفردي إذن،” قالت إيلي بهدوء، ورفعت يديها وتركت الستارة تسقط على المدخل.

لو وجدتم مصطلحات مختلفة أعلموني في التعليقات. وبلا حرق يا شباب.

“مرحبًا، ماذا أنا، كبد مفروم؟” سمعت ريجيس يقول من الخارج وهو يتبع أختي. “هل لا أحد يريد قضاء الوقت معي؟”

“لا تحاولي التحكم في المانا وتشكيلها حولك بهذا الشكل،” حذرتها بلطف. “بدلًا من ذلك، فكري ببساطة في الارتفاع عبر الهواء. أريديه، كما فعلت سيسيليا. لن تمتلكي قدرتها الفطرية، لكن لديك بعض من بصيرتها. استغليها.”

لقد فقدت تبادل الحديث معهما عندما اشتد نبضي حتى أصبح دقات الطبل تضرب أذني. تبعت تيسيا إلى المطبخ وتظاهرت بعدم المشاهدة بينما تلتهم بسرعة قطعتين من الخبز المغطى بالزبدة والعسل. كان ظهرها لي، ولم أكن أعتقد أنها لاحظت وجودي. وعندما بدأت تستدير، انحنيت للخارج من المطبخ وانتظرت.

لقد فقدت تبادل الحديث معهما عندما اشتد نبضي حتى أصبح دقات الطبل تضرب أذني. تبعت تيسيا إلى المطبخ وتظاهرت بعدم المشاهدة بينما تلتهم بسرعة قطعتين من الخبز المغطى بالزبدة والعسل. كان ظهرها لي، ولم أكن أعتقد أنها لاحظت وجودي. وعندما بدأت تستدير، انحنيت للخارج من المطبخ وانتظرت.

عندما جاءت حول الزاوية، لم أستطع إلا أن أضحك.

انطلق الأثير من قلبي إلى مناورة الملك. لم يكن كافيًا لتفعيل رونية الحاكم بالكامل واستدعاء تاج النور، لكنه كان كافيًا للسماح لأفكاري بالانقسام إلى عدة خيوط فردية. حسبت بسرعة أفضل طريقة للتعامل مع المواجهة.

تجمدت في مكانها، ووضعت يديها على نصف شعرها بينما كانت تحاول سحبه إلى الخلف في شكل ذيل. “ماذا؟”

 

تقدمتُ للأمام، ونظفت الفتات من زاوية فمها. “ليس من عادتك أن تتسببي في مثل هذه الفوضى أثناء تناول الطعام.”

 

رفعت إحدى حاجبيها الحادتين قليلًا وهي تسحب منديلًا وتمسح به زوايا فمها. “يتعين عليَّ أن أكون أكثر حذرًا، لأنني لم أعد الأميرة الوحيدة الموجودة هنا.”

جلسنا بلا حركة وصمتنا لعدة لحظات طويلة. دارت المانا حول تيسيا، لكنها لم تتحرك، لم ترتفع. تذكرت تعلمي للطيران لأول مرة بعد صعودي إلى مرحلة النواة البيضاء وتعلمي مجددًا بعد اكتسابي لبصيرة في مناورة الملك. فكرت في تفعيل رونية الحاكم، لأفكر بوضوح أكثر في المسار الذي يجب أن تتبعه تيسيا، لكن شيئًا ما منعني.

أطلقتُ ضحكة مفاجئة، واختفى التوتر.

بدلاً من ذلك، بقيت صامتًا. هذه رحلتها. أنا… لم يكن عليّ سوى أن أكون حاضرًا.

“إذن، ما الذي يدور في ذهنك؟” رفعت حاجبها لأعلى. “ما لم يكن هذا الحديث عن التدريب مجرد خدعة لإبقائي وحدي في هذا المنزل…”

جلسنا بلا حركة وصمتنا لعدة لحظات طويلة. دارت المانا حول تيسيا، لكنها لم تتحرك، لم ترتفع. تذكرت تعلمي للطيران لأول مرة بعد صعودي إلى مرحلة النواة البيضاء وتعلمي مجددًا بعد اكتسابي لبصيرة في مناورة الملك. فكرت في تفعيل رونية الحاكم، لأفكر بوضوح أكثر في المسار الذي يجب أن تتبعه تيسيا، لكن شيئًا ما منعني.

اختنقت بضحكتي، ولحظة فكرت أن ثقل التوتر الذي عاد إلي قد يسحقني. تذكرت ما قالته أمي، وبذلت قصارى جهدي للتخلص منه. كل ما أحتاجه هو أن أكون حاضرًا. “حسنًا، فكرت، بما أنك أصبحت الآن ذات نواة بيضاء، يجب أن تتعلمي كيفية الطيران. إنه امتداد طبيعي لقوتك، يوفر من خلال توسعة خزان المانا لديك وزيادة الانسجام مع… حركة المانا…” انتشرت ابتسامة حزينة على وجهي وأنا أفرك مؤخرة رقبتي. “آسف. ربما لا تحتاجي إلى محاضرة حول سبب قدرتك على الطيران الآن، بالنظر إلى ذلك.”

لقد كنت أتصرف مثل طفل.

لم أستطع قراءة التعبير على وجه تيسيا. رمقت عيناها يدي وكأنها تفكر في أخذ واحدة، ولكن بعد لحظة مرت بجانبي، متوجهة نحو الباب. “أنا أفهم كيف تطير الرماح، وأفهم كيف تطير سيسيليا، ولكن ربما تساعدني هذه المعرفة النظرية على فهم كيف يمكنني الطيران.”

عندما جاءت حول الزاوية، لم أستطع إلا أن أضحك.

فجأة تمنيت أن أتمكن من عكس اتجاه الزمن كما فعلت في حجر الأساس، فتبعتها ببطء إلى الخارج تحت أشعة الشمس. كانت أمي وإيلي وريجيس قد رحلوا بالفعل.

فجأة، خف وزنها بين ذراعي. أطلقت قبضتي، وقدمت لها الدعم، لكنني لم أعد أتحمل وزنها.

قالت تيسيا دون أن تنظر إلى الوراء، “توجد حديقة هادئة أسفل الشارع هناك.”

‘ما رأيك في السيدة إنثيراه؟’

سرنا في صمت، ومررنا بعقار مترامي الأطراف من ثلاثة طوابق مفتوح بالكامل تقريبًا على العناصر الطبيعية، وكوخ أصغر به بركة أمامية مليئة بالأسماك الذهبية المتلألئة، وعظام منزل عارية بدا وكأنه هُدم ويجري حاليًا إعادة بنائه – حسنًا، أو بالأحرى إعادة نموه – بواسطة تنينين. كانت حركتهما تستحضر حجارة بيضاء من الأرض مثل أضلاع وحش عظيم.

تحدثت دون مرارة. في الواقع، شعرتُ بالفخر أكثر من أي شيء آخر في إمالة ذقنها ونبرة صوتها. “لا يتطلب دوري كسيدة إيفربورن أن أكون نبيلة، بل أن أتحدث نيابة عن شعبي وأضمن استمرار رفاهيتهم. في هذه اللحظة، فإن التعرف على تفاعلك مع الأثير هو كيف أفعل ذلك. الآن، اقترحت أنني أريد أن أفهم كيف يكون الأمر بالنسبة لك لامتصاص الأثير لدينا، وقد اعترفت بأنني سأفعل ذلك.”

توقفت تيسيا لمراقبتهم وهم يعملون لبضع ثوان. “إنه مثل… الشعر في السحر.”

“بالطبع.” جلست على الكرسي المصنوع من عشب أزرق منسوج مربوط بإطار معدني. “هل كل شيء على ما يرام؟”

“نعم، إنه مثير للإعجاب حقًا.”

 

نظرت إليّ مرة أخرى بنفس التعبير الذي لا يمكن قراءته، ثم تابعت طريقها. انزلقنا عبر فجوة في سياج طويل إلى يميننا ووجدنا أنفسنا في حديقة مسورة. نمت عشرات الأنواع المختلفة من الزهور، وكلها غريبة بالنسبة لي. تحرك القليل منها، وتبعتنا بتلاتها مثل دوار الشمس الذي يتجه نحو دفء الشمس. تراكبت عدة روائح، حلوة ومرة، فوق بعضها البعض.

“بالطبع.” جلست على الكرسي المصنوع من عشب أزرق منسوج مربوط بإطار معدني. “هل كل شيء على ما يرام؟”

“هل تعرفين أيًا من هذه؟” سألتُ، فقط أريد أن أقول شيئًا.

“لقد قلتِ للتو أنك جائعة،” قالت إيلي. نظرتُ إليها، فحدقت فيّ بغضب. “آرثر ليوين. لا تجرؤ على إجبارها على التدرب بدون غداء.”

“لا، لكنها جميلة،” قالت ببساطة. “كنت أتمنى أن يأتي شخص ما ويتطوع لتثقيفني حول نباتات إيفيوتان، لكن التنانين ابتعدت عني لحد اللحظة.”

في غضون ساعة، امتلأ جسدي بالكامل. كان هناك ما يشبه صداع الكحول الذي استمر في جسدي نتيجة لرد الفعل العنيف، ولكنني كنت على يقين من أن هذا الصداع سوف يتلاشى مع الوقت. والأمر الأكثر إرضاءً هو أن حكة جسدي الجريح لم تعد إليه. فقد شُفيت ندبة هجوم سيسيليا.

تذكرتُ المحادثة التي دارت بيني وبين سيدة المدينة في وقت سابق من ذلك الصباح. “أعتقد أن هذا من فعل مير. أو كيزيس، على وجه التحديد. لست متأكدًا من سبب بقائنا هنا حتى الآن. إما أنه يسمح لنا بالاستلقاء على نار هادئة، أو أنه يريد منا أن نستفيد شيئًا من وقتنا هنا. وإلا لكنا في قصره في مكان ما. ربما في كوخ مير، حيث بقيت عندما دربتني قبل الحرب.”

 

“يبدو الأمر وكأنه حياة أخرى،” قالت تيس. توقفت كما لو أنها فوجئت بكلماتها الخاصة. “أعتقد أن هذا ربما لا يناسبك. لأنك عشت حياتين.”

“الطيران ليس مثل إلقاء تعويذة،” بدأت وأنا أحملق في تيسيا. “أنت لا تشكلي المانا في عقلك، وتعطيها غرضًا وهدفًا. بدلًا من ذلك، فإن حسك المعزز للمانا والقدرة على التلاعب بالمانا الجوي من حولك دون وعي تقريبًا من خلال القفزة في القوة من النواة الفضية إلى النواة البيضاء تسمح لك بإنشاء دفعة بينما تدعم المانا جسدك جسديًا. يمكن القيام بذلك قبل الوصول إلى النواة البيضاء بالتدريب والصبر، ولكن حتى الساحر ذو النواة الفضية العالية قد يستنزف نواة جسده في لحظات.”

“بطريقة ما، وأنت كذلك،” قلتُ بهدوء. انحنيتُ أمام بصلة أرجوانية سميكة الساق. كانت لها هالة أثيرية خافتة. “لقد عشتِ حياة سيسيليا إلى جانبها.”

“تعال يا آرثر، لقد حان الوقت لمناقشة الأحداث الأخيرة.”

“هل أنا في حياتي الثالثة إذن؟” فركت يديها على زهرة ذهبية. ارتفعت حبوب اللقاح المتلألئة في الهواء، ودارت حول ذراعها مثل سرب من النحل، ثم استقرت مرة أخرى في الزهرة المنتفخة. “إني هازمتك.”

“لقد عدتَ مرة أخرى، يا إنسان.”

 

توقفت تيسيا لمراقبتهم وهم يعملون لبضع ثوان. “إنه مثل… الشعر في السحر.”

“إذا نظرت إلى حجر الأساس، فقد عشت عشرات الحيوات، ورأيت مسار عدد لا يحصى من الحيوات الأخرى.” خرجت الكلمات دون تفكير، وشعرت بتأثيرها على الفور.

“يبدو الأمر وكأنه حياة أخرى،” قالت تيس. توقفت كما لو أنها فوجئت بكلماتها الخاصة. “أعتقد أن هذا ربما لا يناسبك. لأنك عشت حياتين.”

 

“الطيران ليس مثل إلقاء تعويذة،” بدأت وأنا أحملق في تيسيا. “أنت لا تشكلي المانا في عقلك، وتعطيها غرضًا وهدفًا. بدلًا من ذلك، فإن حسك المعزز للمانا والقدرة على التلاعب بالمانا الجوي من حولك دون وعي تقريبًا من خلال القفزة في القوة من النواة الفضية إلى النواة البيضاء تسمح لك بإنشاء دفعة بينما تدعم المانا جسدك جسديًا. يمكن القيام بذلك قبل الوصول إلى النواة البيضاء بالتدريب والصبر، ولكن حتى الساحر ذو النواة الفضية العالية قد يستنزف نواة جسده في لحظات.”

ألقيت نظرة من فوق كتفي، فوجدتُ تيسيا بلا حراك، وعيناها مثبتتان في مكان بين سريرين من الزهور.

مع شروق شمس إيفيوتان، انضممتُ إلى العديد من التنانين الذين تجمعوا للتأمل حول النافورة التي منحت مدينة إيفربورن اسمها. في الأيام الأولى، كنت أراقب التنانين حولي، مفتونًا بتنوعها. جعلتني هذه المدينة أدرك كم رأيت القليل من عالم الأزوراس. لكن الآن، مع إحساس “مناورة الملك” المحترق على أسفل ظهري، كنت أنتبه لمحيطي بجزء محدود من وعيي، وكان ذلك فقط لضمان سلامتي وليس للتحديق في الأزوراس.

 

لقد حيرني هذا الأمر بسبب فرع أقل أهمية من أفكاري التي تغذيها مناورة الملك. ‘ربما يتعين عليك التعرف على برياه أكثر.’

هزت نفسها قليلًا ثم استقامت. “كم عمرك الآن؟ بضع مئات من السنين؟ بضعة آلاف؟ يبدو أنك أصبحت أكثر أزوراسي من بشري الآن.”

“لقد كان هؤلاء الأزوراس هم من أحضروا أفيتوس إلى هنا من عالمي،” قلت.

 

“لا تحاولي التحكم في المانا وتشكيلها حولك بهذا الشكل،” حذرتها بلطف. “بدلًا من ذلك، فكري ببساطة في الارتفاع عبر الهواء. أريديه، كما فعلت سيسيليا. لن تمتلكي قدرتها الفطرية، لكن لديك بعض من بصيرتها. استغليها.”

“ربما. إذا كان مجموع عمر حياتي التي عشتها على الأرض وحياتي هنا يمثل العمر الحقيقي لعقلي، فربما يجب أن يكون الوقت الذي أمضيته في حجر الأساس كذلك.”

ركعتُ على ركبتيّ على بعد بضعة أقدام خارج حلقة الأحجار قبل أن أتحدث إليها. “يجب أن أنهي تأملي هذا الصباح، وبعد ذلك لن أزعج مدينتكم أكثر.” لم أذكر أنني كنت لا أزال هنا لأن كيزيس لم يرَ أنه من المناسب أن يأخذني بعد. قالت ماير فقط إنه ينبغي لي أن أستريح وأتعافى، وعندما أكون مستعدًا، سيلتقي بي زوجها.

 

“لا تركزي. اشعري. اشعري بالريح الباردة، والهواء الدافئ، والمانا الحاضرة دائمًا.” ارتفعنا عن الأرض. استطعت أن أشعر بالمانا تتحرك بسبب جهدها، لكنها لم تعمل. أطلقت بعضًا من الأثير الخاص بي، ومن خلاله شجعتُ المانا على التحرك حول تيسيا، ودفعتها ناحيتها ووفرت لها الرفع. “هكذا.”

نظرت إليَّ تيسيا بنظرة حزينة، وحاجبيها منسدلين، وشفتيها متوردتين وشاحبتين. “أنا آسفة، آرثر. أعلم أننا قطعنا وعدًا، لكنني لا أعتقد أنني أستطيع أن أكون مع شخص أكبر مني بآلاف السنين.”

مرت دقيقة، ثم خمس دقائق. وبعد ما يقرب من عشر دقائق، فتحت عينيها وقالت، “لا أفهم لماذا لا أستطيع القيام بذلك. لقد طِرتُ من قبل.”

 

‘لست متأكدًا،’ اعترفت بذلك. ‘يبدو أنها حريصة. فضولية. ليست مولعة بجدك بشكل خاص. لماذا؟’

ضحكتُ، وكافأتني بابتسامة صادقة. “أطلبُ منك فقط ألا تتخذي قرارات متسرعة، يا أميرة إيراليث.”

فجأة تمنيت أن أتمكن من عكس اتجاه الزمن كما فعلت في حجر الأساس، فتبعتها ببطء إلى الخارج تحت أشعة الشمس. كانت أمي وإيلي وريجيس قد رحلوا بالفعل.

 

اتسعت عينا تيسيا وهي تنظر إلى شيء ما خلف كتفي. ثم تراجعت خطوة سريعة عني وعدلّت تنورتها. لم أكن بحاجة إلى الالتفات لمعرفة من تحدث.

دارت عينيها وقالت، “ها أنت ذا، مرة أخرى، تتحدث عن الأميرة. نادني تيس، أو تيسيا، أو… محبوبتي، ربما. أي اسم آخر غير الأميرة، وإلا فسأختار اسم ريجيس لك في المقابل.”

 

 

“في الواقع، كنت، آه…” توقفت عن الكلام، وذهني فارغ. أدركت أنني نسيت الاستمرار في توجيه مناورة الملك. بدونها، شعرت أن أفكاري بطيئة وغير جوهرية. هززت نفسي قليلًا، وأنا مدرك تمامًا لعيني إيلي على ظهري. “قصدي – أعني، كنت آمل أن نتمكن من… العمل معًا. على نواتك. في مساعدتك على فهم الأمر، ذلك ما عنيت.”

رفعت كلتا يدي. قلت وأنا أتعثر في كلماتي، “من فضلك يا محب… آه، تيسيا، أي شيء غير ذلك.”

على الرغم من أن أفكاري المتوافقة كانت تدور حول مواضيع مختلفة، إلا أنني كنت حريص على إبعادها جميعًا عن علاقتي بريجيس. لقد تُرِك ليراقب تيسيا، ولم أكن أرغب في رؤيتها وهي تكافح من خلال عينيه.

 

 

نتف شعرها المعدني، الذي كان يلمع باللون الفضي تقريبًا في ضوء الحديقة الخافت. “حسنًا، إذن. بعد أن حسمنا الأمر، هل نبدأ درس الطيران؟”

لم أستطع قراءة التعبير على وجه تيسيا. رمقت عيناها يدي وكأنها تفكر في أخذ واحدة، ولكن بعد لحظة مرت بجانبي، متوجهة نحو الباب. “أنا أفهم كيف تطير الرماح، وأفهم كيف تطير سيسيليا، ولكن ربما تساعدني هذه المعرفة النظرية على فهم كيف يمكنني الطيران.”

 

 

انتقلت إلى رقعة صغيرة من العشب وسط الزهور والمسارات وعناصر المياه. جلست في وضع القرفصاء، وهدأت ذهني وركزت على جوهر جسدي والأثير الجوي، الذي كان كثيفًا في الهواء. جلست تيسيا أمامي، مقلدة وضعيتي.

 

 

انتقلت إلى رقعة صغيرة من العشب وسط الزهور والمسارات وعناصر المياه. جلست في وضع القرفصاء، وهدأت ذهني وركزت على جوهر جسدي والأثير الجوي، الذي كان كثيفًا في الهواء. جلست تيسيا أمامي، مقلدة وضعيتي.

“الطيران ليس مثل إلقاء تعويذة،” بدأت وأنا أحملق في تيسيا. “أنت لا تشكلي المانا في عقلك، وتعطيها غرضًا وهدفًا. بدلًا من ذلك، فإن حسك المعزز للمانا والقدرة على التلاعب بالمانا الجوي من حولك دون وعي تقريبًا من خلال القفزة في القوة من النواة الفضية إلى النواة البيضاء تسمح لك بإنشاء دفعة بينما تدعم المانا جسدك جسديًا. يمكن القيام بذلك قبل الوصول إلى النواة البيضاء بالتدريب والصبر، ولكن حتى الساحر ذو النواة الفضية العالية قد يستنزف نواة جسده في لحظات.”

نظرت تيسيا إليّ من فوق كتفها وهي تتبع تعليماتي. رفعتها من ذراعيها، وبدأنا نطير في الهواء. توترت ذراعاها بينما ارتفع وزن جسدها بالكامل عن الأرض.

 

 

“إنه أمر غريب. لقد قضت سيسيليا الكثير من الوقت في الطيران، ولكن من الصعب مقارنة استخدامها لهذه القدرة بقدرتي.” نظرت تيسيا إلى السماء. “لقد طارت ببساطة. من ناحية أخرى، ألقى نيكو تعويذة ريح حملته مثل عربة غير مرئية.”

كان الفرع الأساسي من أفكاري موجهًا نحو الداخل، مركَّزًا على امتصاص وتنقية الأثير. ومع ذلك، حتى مع بضعة خيوط فقط من مناورة الملك، تمكنت من البقاء منتبهًا إلى الأزوراس بما يكفي لسماع السؤال في كلماتها. “تريدين أن تفهمي كيف يكون الأمر بالنسبة لي.”

 

“تعال يا آرثر، لقد حان الوقت لمناقشة الأحداث الأخيرة.”

كنت على علم بقدرات نيكو، التي اكتسبها من خلال عصا صممها بنفسه على ما يبدو. وكان من المؤسف أن العصا دُمرت أثناء المعركة. لم يكن لدي أدنى شك في أن جادون وإميلي كانا ليحبا دراستها.

رفعت كلتا يدي. قلت وأنا أتعثر في كلماتي، “من فضلك يا محب… آه، تيسيا، أي شيء غير ذلك.”

 

فجأة تمنيت أن أتمكن من عكس اتجاه الزمن كما فعلت في حجر الأساس، فتبعتها ببطء إلى الخارج تحت أشعة الشمس. كانت أمي وإيلي وريجيس قد رحلوا بالفعل.

“لا تحاولي التحكم في المانا وتشكيلها حولك بهذا الشكل،” حذرتها بلطف. “بدلًا من ذلك، فكري ببساطة في الارتفاع عبر الهواء. أريديه، كما فعلت سيسيليا. لن تمتلكي قدرتها الفطرية، لكن لديك بعض من بصيرتها. استغليها.”

 

 

 

جلسنا بلا حركة وصمتنا لعدة لحظات طويلة. دارت المانا حول تيسيا، لكنها لم تتحرك، لم ترتفع. تذكرت تعلمي للطيران لأول مرة بعد صعودي إلى مرحلة النواة البيضاء وتعلمي مجددًا بعد اكتسابي لبصيرة في مناورة الملك. فكرت في تفعيل رونية الحاكم، لأفكر بوضوح أكثر في المسار الذي يجب أن تتبعه تيسيا، لكن شيئًا ما منعني.

ووقفت وتحركت حول الطاولة وانحنيت لأريح جبهتي على جبهتي أمي. وقلت بصوت خافت، “شكرًا لك.”

 

“لا تركزي. اشعري. اشعري بالريح الباردة، والهواء الدافئ، والمانا الحاضرة دائمًا.” ارتفعنا عن الأرض. استطعت أن أشعر بالمانا تتحرك بسبب جهدها، لكنها لم تعمل. أطلقت بعضًا من الأثير الخاص بي، ومن خلاله شجعتُ المانا على التحرك حول تيسيا، ودفعتها ناحيتها ووفرت لها الرفع. “هكذا.”

بدلاً من ذلك، بقيت صامتًا. هذه رحلتها. أنا… لم يكن عليّ سوى أن أكون حاضرًا.

اختنقت بضحكتي، ولحظة فكرت أن ثقل التوتر الذي عاد إلي قد يسحقني. تذكرت ما قالته أمي، وبذلت قصارى جهدي للتخلص منه. كل ما أحتاجه هو أن أكون حاضرًا. “حسنًا، فكرت، بما أنك أصبحت الآن ذات نواة بيضاء، يجب أن تتعلمي كيفية الطيران. إنه امتداد طبيعي لقوتك، يوفر من خلال توسعة خزان المانا لديك وزيادة الانسجام مع… حركة المانا…” انتشرت ابتسامة حزينة على وجهي وأنا أفرك مؤخرة رقبتي. “آسف. ربما لا تحتاجي إلى محاضرة حول سبب قدرتك على الطيران الآن، بالنظر إلى ذلك.”

 

اختنقت بضحكتي، ولحظة فكرت أن ثقل التوتر الذي عاد إلي قد يسحقني. تذكرت ما قالته أمي، وبذلت قصارى جهدي للتخلص منه. كل ما أحتاجه هو أن أكون حاضرًا. “حسنًا، فكرت، بما أنك أصبحت الآن ذات نواة بيضاء، يجب أن تتعلمي كيفية الطيران. إنه امتداد طبيعي لقوتك، يوفر من خلال توسعة خزان المانا لديك وزيادة الانسجام مع… حركة المانا…” انتشرت ابتسامة حزينة على وجهي وأنا أفرك مؤخرة رقبتي. “آسف. ربما لا تحتاجي إلى محاضرة حول سبب قدرتك على الطيران الآن، بالنظر إلى ذلك.”

مرت دقيقة، ثم خمس دقائق. وبعد ما يقرب من عشر دقائق، فتحت عينيها وقالت، “لا أفهم لماذا لا أستطيع القيام بذلك. لقد طِرتُ من قبل.”

أطلقتُ ضحكة مفاجئة، واختفى التوتر.

 

“تعال يا آرثر، لقد حان الوقت لمناقشة الأحداث الأخيرة.”

وقفت ومددت يدي إليها وقلت لها، “هل يمكنني أن أجرب شيئًا؟”

 

 

 

أمسكت بيدي ورفعت نفسها لأعلى، وكانت راحة يدها دافئة على راحة يدي. “بالطبع.”

 

 

سرنا في صمت، ومررنا بعقار مترامي الأطراف من ثلاثة طوابق مفتوح بالكامل تقريبًا على العناصر الطبيعية، وكوخ أصغر به بركة أمامية مليئة بالأسماك الذهبية المتلألئة، وعظام منزل عارية بدا وكأنه هُدم ويجري حاليًا إعادة بنائه – حسنًا، أو بالأحرى إعادة نموه – بواسطة تنينين. كانت حركتهما تستحضر حجارة بيضاء من الأرض مثل أضلاع وحش عظيم.

“ارفعي ذراعيك إلى جانبك،” أمرتها وأنا أتحرك للوقوف خلفها.

قالت تيسيا دون أن تنظر إلى الوراء، “توجد حديقة هادئة أسفل الشارع هناك.”

 

“غريب،” قالت. تتبعت أصابعها الفجوة بين حجرين من حجارة الرصف، وفقدت عيناها التركيز وهي تنظر إلى المسافة المتوسطة. “وهذا بالطبع هو السبب وراء استثمار اللورد إندراث في عالمك. إنه يسعى إلى فهم حقيقي لقدراتك.” ركزت عليَّ مرة أخرى، وعقدت حاجبيها في عبوس خافت. “تتحدث أقدم أساطيرنا عن تنانين يمكنها القيام بما تصفه. ليس… امتصاص الأثير، ولكن استخدامه بسهولة مثل المانا.”

نظرت تيسيا إليّ من فوق كتفها وهي تتبع تعليماتي. رفعتها من ذراعيها، وبدأنا نطير في الهواء. توترت ذراعاها بينما ارتفع وزن جسدها بالكامل عن الأرض.

“غريب،” قالت. تتبعت أصابعها الفجوة بين حجرين من حجارة الرصف، وفقدت عيناها التركيز وهي تنظر إلى المسافة المتوسطة. “وهذا بالطبع هو السبب وراء استثمار اللورد إندراث في عالمك. إنه يسعى إلى فهم حقيقي لقدراتك.” ركزت عليَّ مرة أخرى، وعقدت حاجبيها في عبوس خافت. “تتحدث أقدم أساطيرنا عن تنانين يمكنها القيام بما تصفه. ليس… امتصاص الأثير، ولكن استخدامه بسهولة مثل المانا.”

 

“غريب،” قالت. تتبعت أصابعها الفجوة بين حجرين من حجارة الرصف، وفقدت عيناها التركيز وهي تنظر إلى المسافة المتوسطة. “وهذا بالطبع هو السبب وراء استثمار اللورد إندراث في عالمك. إنه يسعى إلى فهم حقيقي لقدراتك.” ركزت عليَّ مرة أخرى، وعقدت حاجبيها في عبوس خافت. “تتحدث أقدم أساطيرنا عن تنانين يمكنها القيام بما تصفه. ليس… امتصاص الأثير، ولكن استخدامه بسهولة مثل المانا.”

“لا تركزي. اشعري. اشعري بالريح الباردة، والهواء الدافئ، والمانا الحاضرة دائمًا.” ارتفعنا عن الأرض. استطعت أن أشعر بالمانا تتحرك بسبب جهدها، لكنها لم تعمل. أطلقت بعضًا من الأثير الخاص بي، ومن خلاله شجعتُ المانا على التحرك حول تيسيا، ودفعتها ناحيتها ووفرت لها الرفع. “هكذا.”

 

 

انحنيتُ قليلًا. “سيدة إنثيراه. اغفري لي، لم أكن أدرك أنني أتحدث إلى نبيلة.”

فجأة، خف وزنها بين ذراعي. أطلقت قبضتي، وقدمت لها الدعم، لكنني لم أعد أتحمل وزنها.

“لا، لكنها جميلة،” قالت ببساطة. “كنت أتمنى أن يأتي شخص ما ويتطوع لتثقيفني حول نباتات إيفيوتان، لكن التنانين ابتعدت عني لحد اللحظة.”

 

السلام عليكم شباب، معكم المترجم الجديد، سأمسك العمل لفترة، إذ ان سكرب – المترجم السابق – انسحب من الترجمة. لمن لا يعرفني فقد ترجمتُ “عرش الحالم” “حكايات عائد لانهائي” “جمرات البحر العميق” “بعض من فصول القس المجنون” “أسطورة النصل الشمالي” “سيادي الحكم”.

سرت في جسدها قشعريرة متوترة. قالت وهي تلهث بصوت مرتجف من الإثارة والتوتر، “لا تتركني.”

“ما فائدة الأمهات؟” سألتني وهي تتظاهر بالغضب ولكنها غير قادرة على إخفاء ابتسامتها. “لا أستطيع أن أخبرك بما سيحدث في النهاية، آرثر. ربما مررت أنت وتيسيا بالكثير حقًا لدرجة أنه لا يمكنك أن تكونا… معًا، عاطفيًا.” ابتعدت، متألمًا من حرج والدتي. صفعتني على ذراعي مازحة. “لكنها أقدم صديقة لك في هذا العالم، وهي بحاجة إليك.” تحولت ابتسامتها إلى شيءٍ شقي. “وجودك، وإرشادك. وليس سهامك المتموجة.”

 

“لقد قلتِ للتو أنك جائعة،” قالت إيلي. نظرتُ إليها، فحدقت فيّ بغضب. “آرثر ليوين. لا تجرؤ على إجبارها على التدرب بدون غداء.”

“ما زلتُ هنا،” أكدتُ لها وهي تبتعد عن لمستي. ببطء، بدأت أعود نحو الأرض مرة أخرى.

‘كنت أتساءل عن ذلك الشيء الذي قالته. أن عشيرتها كانت بمثابة ‘أخت’ لعائلة إندراث. من الغريب أن ماير قدمتني إلى تنانين أخرى هنا، ولكن ليس إليها.’

 

“ارفعي ذراعيك إلى جانبك،” أمرتها وأنا أتحرك للوقوف خلفها.

هبت ريح من الهواء جعلت شعرها يرفرف وهزته للخلف قليلًا. ثم أطلقت ضحكة متوترة وقالت،”أعتقد… أعتقد أنني مستعدة لتجربة ذلك بنفسي.”

 

 

“أمي،” تأوهت وأنا أسرع نحو الباب. “سأتراجع عن شكري لك.” “لا، ما أنت بفاعل ذلك!” صرخت ساخرة ووبختني.

“استدري،” قلت وأنا أخفي ابتسامتي.

‘كنت أتساءل عن ذلك الشيء الذي قالته. أن عشيرتها كانت بمثابة ‘أخت’ لعائلة إندراث. من الغريب أن ماير قدمتني إلى تنانين أخرى هنا، ولكن ليس إليها.’

 

 

فعلت ذلك ببطء. تجعد وجهها وهي تنظر إلى الأمام مباشرة، ثم إلى الأسفل لرؤيتي. خرجت شهقة من شفتيها، واختفت المانا التي كانت تدعمها. سقطت.

مدت يدها عبر الطاولة ورفعت راحتي يديها إلى الأعلى. وضعت يدي فوق يديها، وضغطت على أصابعي. “لقد مرت تلك الفتاة بشيء لا يمكن وصفه. لقد سُلب منها جسدها وسحرها. أصبحت أسيرة في جسدها. وعندما استعادته أخيرًا، اختفت نواتها. كادت تموت.”

 

بدلاً من ذلك، بقيت صامتًا. هذه رحلتها. أنا… لم يكن عليّ سوى أن أكون حاضرًا.

تقدمتُ للأمام وأمسكت بها بسلاسة قبل أن ترتطم بالأرض. ارتعشت شفتاي من شدة الانفعال. “لقد قمت بعمل رائع، تيس. حقًا. كان ذلك-”

 

 

“ارفعي ذراعيك إلى جانبك،” أمرتها وأنا أتحرك للوقوف خلفها.

“نعم، أحسنت يا أميرة تيسيا،” قال صوت من مكان قريب.

كان الفرع الأساسي من أفكاري موجهًا نحو الداخل، مركَّزًا على امتصاص وتنقية الأثير. ومع ذلك، حتى مع بضعة خيوط فقط من مناورة الملك، تمكنت من البقاء منتبهًا إلى الأزوراس بما يكفي لسماع السؤال في كلماتها. “تريدين أن تفهمي كيف يكون الأمر بالنسبة لي.”

 

 

اتسعت عينا تيسيا وهي تنظر إلى شيء ما خلف كتفي. ثم تراجعت خطوة سريعة عني وعدلّت تنورتها. لم أكن بحاجة إلى الالتفات لمعرفة من تحدث.

وافقت رابطتي بصمت.

 

 

“تعال يا آرثر، لقد حان الوقت لمناقشة الأحداث الأخيرة.”

فتحت فمي بدهشة نحوها، “ماذا؟”

 

وقفت ومددت يدي إليها وقلت لها، “هل يمكنني أن أجرب شيئًا؟”

انطلق الأثير من قلبي إلى مناورة الملك. لم يكن كافيًا لتفعيل رونية الحاكم بالكامل واستدعاء تاج النور، لكنه كان كافيًا للسماح لأفكاري بالانقسام إلى عدة خيوط فردية. حسبت بسرعة أفضل طريقة للتعامل مع المواجهة.

“ربما. إذا كان مجموع عمر حياتي التي عشتها على الأرض وحياتي هنا يمثل العمر الحقيقي لعقلي، فربما يجب أن يكون الوقت الذي أمضيته في حجر الأساس كذلك.”

 

“لم أطرح أي أسئلة،” أجابت. مسحت قطعة قماش جلدها وهي تهز كتفيها. “نحن نتحدث فقط، ونبحث عن أرضية مشتركة. شارك فقط ما تريد.”

بوضع خصلة من شعرها الرمادي خلف أذنها، ابتعدت عن تيسيا. “يبدو أننا سنضطر إلى مواصلة هذا الدرس لاحقًا. ربما تستطيع سيلفي أن تقدم لكِ المزيد من التعليمات في غيابي.”

“لقد قلتِ للتو أنك جائعة،” قالت إيلي. نظرتُ إليها، فحدقت فيّ بغضب. “آرثر ليوين. لا تجرؤ على إجبارها على التدرب بدون غداء.”

 

“هل هناك خطب ما؟” سألت برياه فجأة. كانت قد انحنت بعيدًا ونظرت إليَّ وكأنني وحش خطير.

من الجانب الآخر من المدينة، دخل صوت ضامنتي إلى ذهني. “كن حذرًا، آرثر.”

 

السلام عليكم شباب، معكم المترجم الجديد، سأمسك العمل لفترة، إذ ان سكرب – المترجم السابق – انسحب من الترجمة. لمن لا يعرفني فقد ترجمتُ “عرش الحالم” “حكايات عائد لانهائي” “جمرات البحر العميق” “بعض من فصول القس المجنون” “أسطورة النصل الشمالي” “سيادي الحكم”.

“كنت أتوقع أن تكون حفيدتي معك،” قال كيزيس من خلفي. بدأ الفضاء يطوي حولي، وللحظة، استطعت رؤية كل من الحديقة وداخل برج كيزيس الذي يحتوي على طريق البصيرة. “لكن لا بأس. لدينا الوقت لذلك لاحقًا.”

زفرت قليلًا واستدارت لتنظر إلى النافورة، وانعكست ألسنة اللهب الأرجوانية على سطح عينيها الفضيتين. “ربما ذات يوم، عندما كانت عشيرة إنثيراه أختًا لعشيرة إندرات، كان أسلافي ليصروا على الاعتراف بالطبقة النبيلة، لكن مر وقت طويل منذ أن اعتُبر أي تنين ليس من عشيرة إندرات نبيلًا.”

 

 

توقفت التعويذة الأثيرية عند ندائي، وتلاشت الغرفة الحجرية العارية بينما كنت أبتعد عن قوة كيزيس، مثبتًا نفسي بقوة في حديقة إيفربورن. عندها فقط التفت لأرى سيد التنانين، لاحظت الارتعاشة الطفيفة في حاجبيه. “لماذا لا نطير؟ جبل جيولوس قريب بما فيه الكفاية، وأود أن أرى المزيد من أرضك الأرض.”

جلسنا بلا حركة وصمتنا لعدة لحظات طويلة. دارت المانا حول تيسيا، لكنها لم تتحرك، لم ترتفع. تذكرت تعلمي للطيران لأول مرة بعد صعودي إلى مرحلة النواة البيضاء وتعلمي مجددًا بعد اكتسابي لبصيرة في مناورة الملك. فكرت في تفعيل رونية الحاكم، لأفكر بوضوح أكثر في المسار الذي يجب أن تتبعه تيسيا، لكن شيئًا ما منعني.

 

ركعتُ على ركبتيّ على بعد بضعة أقدام خارج حلقة الأحجار قبل أن أتحدث إليها. “يجب أن أنهي تأملي هذا الصباح، وبعد ذلك لن أزعج مدينتكم أكثر.” لم أذكر أنني كنت لا أزال هنا لأن كيزيس لم يرَ أنه من المناسب أن يأخذني بعد. قالت ماير فقط إنه ينبغي لي أن أستريح وأتعافى، وعندما أكون مستعدًا، سيلتقي بي زوجها.


 

 

السلام عليكم شباب، معكم المترجم الجديد، سأمسك العمل لفترة، إذ ان سكرب – المترجم السابق – انسحب من الترجمة. لمن لا يعرفني فقد ترجمتُ “عرش الحالم” “حكايات عائد لانهائي” “جمرات البحر العميق” “بعض من فصول القس المجنون” “أسطورة النصل الشمالي” “سيادي الحكم”.

بدلاً من ذلك، بقيت صامتًا. هذه رحلتها. أنا… لم يكن عليّ سوى أن أكون حاضرًا.

 

لقد كنت أتصرف مثل طفل.

لو وجدتم مصطلحات مختلفة أعلموني في التعليقات. وبلا حرق يا شباب.

 

تحدثت دون مرارة. في الواقع، شعرتُ بالفخر أكثر من أي شيء آخر في إمالة ذقنها ونبرة صوتها. “لا يتطلب دوري كسيدة إيفربورن أن أكون نبيلة، بل أن أتحدث نيابة عن شعبي وأضمن استمرار رفاهيتهم. في هذه اللحظة، فإن التعرف على تفاعلك مع الأثير هو كيف أفعل ذلك. الآن، اقترحت أنني أريد أن أفهم كيف يكون الأمر بالنسبة لك لامتصاص الأثير لدينا، وقد اعترفت بأنني سأفعل ذلك.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط