You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سجلات الباحث 22

إبتسامة

إبتسامة

وسط ضوء ذهبي متوهج يشبه إشعاع الشمس عند غروبها، كان رين معلقًا رأسًا على عقب، جسمه مكبل بالسلاسل العتيقة التي بدت كأنها قديمة بقدر قدم الزمن نفسه. كانت تلك السلاسل ملتفة حول أطرافه وجذعه، مدمجة بتمائم منحوتة من العظام القديمة، ومرصعة بنقوش غامضة متوهجة بين الحين والآخر. لم يكن ذلك ضوءًا عاديًا، بل كان ينبعث من النقوش وكأنه يتنفس ببطء، منتظرًا اللحظة المناسبة لينقض عليه بقوة سحرية غامضة.

مع كل كلمة، كان رين يشعر بأن الرقيب يعصر روحه، وكأن العالم بأسره قد انكمش وأصبح زنزانة داخل رأسه. “تعديل ذكرياتي؟ لن أشعر بالفرق؟” كانت هذه الفكرة تثير في رين خوفًا أكبر من كل ما مر به.

 

فكرة العيش في هذا الجسد لم تكن اختيارًا أيضًا. نظر إلى كتفيه، إلى الجروح التي لم تلتئم، إلى الأعناق المكسورة. ليس وكأن هذه الأشياء ستشفى، أو ستنمو مجددًا. كيف يمكنه حتى أن يتقبل هذا الوضع؟ أن يتأقلم مع كونه يعيش في جسد مكسور ومشوه؟

رين لم يكن مجرد شخص مقيد، بل بدا وكأنه وحش محاصر في قفصه الأخير. الهواء من حوله كان مشبعًا بطاقة قديمة، وجدران الغرفة غير مرئية، كما لو أن الحيز نفسه قد تم اختطافه من العالم المادي وألقي به في مكان بين الواقع والخيال. وسط هذا كله، جلس الرقيب بهدوء تام، قدمه على قدم، ينظر إلى رين ببرود مريب.

 

 

 

كان عقل رين مشوشًا، أفكاره متشابكة بشكل عجز معه عن فهم الموقف الذي يجد نفسه فيه. ما قاله الرقيب سابقًا لم يكن مجرد كلمات، بل كان سكاكين مسمومة اخترقت جوهر كيانه. كل ما اعتقد أنه يعرفه، كل ما وثق به، قد انهار أمامه. عالمه، بل وجوده ذاته، قد تحطم في لحظات قليلة.

لكن رغم كل شيء، كان هناك جزء داخلي منه لا يزال يقاتل. كان يعلم أن هذا العالم مليء بالجنون والفوضى، لكنه لم يكن مستعدًا لتسليم نفسه بسهولة. “احترم قراري؟” فكر رين. “هذا الرجل لا يعرفني… لا يعرف ما مررت به، ولا يمكنه فهمي.”

 

 

الرقيب لم يمنح رين أي فرصة للتفكير أو الاستيعاب. كان يعرف ما يفعله تمامًا، ولم يكن بحاجة إلى استجابة. لم يكن حديثه بحاجة إلى ردود أو استفسارات، فقد ألقى كلماته كمن يلقي تعويذة محكمة. ربما كان قد أخطأ في تفصيل هنا أو هناك، لكن تلك الأخطاء لم تكن تهمه. تحرك بهدوء، وقف بثقة كما لو كان يقف على قمة العالم. ومع وقوفه، اختفى الكرسي الذي كان يجلس عليه، كأنه لم يكن موجودًا من الأساس، تاركًا ظلاً خافتًا للحظات قبل أن يتلاشى في الهواء.

“نعم… أيها الجندي. لقد قررت. أريد استعادة جسدي السابق.” صوته كان مترددًا في البداية، لكنه سرعان ما اكتسب الثقة. “لا يهمني فقدان عمري مجددًا. هذا أفضل بالنسبة لي من هذا الجسد الحالي. لا أريد أن أفقد نفسي. أن أفقد ذاكرتي. لا… لست من النوع الذي يهرب أو يخاف.”

 

رفع عينيه، التي تومض بوهج أصفر غريب، إلى الرقيب الذي وقف مبتسمًا أمامه. كان رين قد اتخذ قراره.

“هاي، أيها الطالب…”، بدأ الرقيب يتحدث مرة أخرى، صوته كان يحمل نغمة ساخرة تختبئ خلف هدوئه المتعمد، “هناك مجموعة من الحلول أمامك، إنها كثيرة، وستجد خيارًا يناسبك بالتأكيد. أنا أثق في قدراتك.”

تقول لم يكن شيئًا؟ وكأنك جربت ما حدث معي! فكر رين ببرود، غضبه الآن يغلي في داخله. من أنت حتى تخبرني بهذا الهراء؟ كان يحاول جاهداً السيطرة على مشاعره، لكنه كان يدرك أنه محاصر تمامًا.

 

 

رنّت كلماته في عقل رين، لكن قلبه كان ينبض بالغضب. “قدراتي؟ ماذا يعرف هذا الرجل عن قدراتي؟” فكر رين بينما كان الغضب يتصاعد بداخله مثل بركان على وشك الانفجار.

 

 

كان السؤال الذي ألقاه الرقيب مجرد إجراء شكلي، فلم يكن يتوقع أن يتمكن رين من الإجابة أو حتى التحرك. كان يعلم تمامًا أن السلاسل التي تغطي جسده لم تكن مجرد زينة، بل كانت تقييده بالكامل، مانعةً إياه من أي حركة. رفع الرقيب يديه المغطاة بقفازات جلدية سوداء، وبدأ بالتصفيق ببطء، وكأن إيقاع التصفيقات كان جزءًا من طقوس غريبة. مع كل تصفيقة، اهتزت السلاسل التي تغطي جسد رين قليلاً، وكأنها ترقص على أنغام إيقاع الرقيب الثقيل.

“أظنك تدرك الآن أننا لا نعيش في عالم مسالم. لقد ألقيت بنفسك نظرة على مدى جنون هذا العالم، لكن صدقني، ما مررت به هنا في غابة غيرمفليد لم يكن شيئًا بالمقارنة.”

 

 

بينما كان عقله يحاول استيعاب الكلمات، انزلق في دوامة من الذكريات. عاد بذهنه إلى الماضي، إلى حياته السابقة. طفولته، شبابه، الأيام التي قضاها في المستشفى، حيث كان يتعامل مع الجروح والألم وكأنه جزء من نظام حياته المعتاد. العصابة التي أسسها ونجح في قيادتها، الصراعات التي خاضها، والروابط التي بناها مع أولئك الذين كانوا أقرب إلى عائلته مما كان يمكن أن يتخيل. كم افتقد كل شيء—كل تفاصيل تلك الحياة التي لم تعد موجودة.

تقول لم يكن شيئًا؟ وكأنك جربت ما حدث معي! فكر رين ببرود، غضبه الآن يغلي في داخله. من أنت حتى تخبرني بهذا الهراء؟ كان يحاول جاهداً السيطرة على مشاعره، لكنه كان يدرك أنه محاصر تمامًا.

“وبالطبع، إذا كنت ترغب في الابتعاد عن هذا الجنون والفوضى، وعيش حياة هادئة، فهذا خيار مطروح. صحيح، ستكون محاطًا بالجهل والفساد، لكننا نحترم قرارك. سنقوم بتعديل بعض ذكرياتك، ونمسح بعضها. سنعطيك حياة جديدة لتعيشها… ستعود وكأن شيئًا لم يحدث.”

 

 

الرقيب تابع حديثه، صوته يمزج بين الجدية والسخرية الخفية: “إذا كنت مستعدًا لخسارة نصف عمرك مجددًا، فسنستطيع مساعدتك للعودة إلى جسدك. ربما تعوض ما خسرته، لكن ذلك يعتمد على قدراتك.”

 

 

 

لم يكن الرقيب يعرض خيارًا، بل كان يفرض واقعًا لا يمكن لرين الهروب منه. الحياة في هذا الجسد الحقير، جسد الجرذ ذو الرؤوس الخمسة، لم تكن حياة، بل كانت لعنة تعذب رين في كل لحظة.

كان ينتظر ردة فعل الرقيب، ربما تلميحًا ما أو تعليقًا، لكن ما حدث فاجأه. الرقيب انفجر في ضحكة عالية، لم تكن تلك الضحكة متوقعة على الإطلاق.

 

رمى رين الأفكار التي كانت تتدفق في ذهنه بلامبالاة، كما لو أنه تخلى عن أي أمل في استعادة السيطرة على حياته. ما الفائدة؟ لم يكن يهتم حقًا. لم يعد يجد في أي شيء معنى أو جدوى، لأن الواقع الذي يحيط به قد تجاوزه بشكل كامل. لم يكن هناك أي وهم حول اختياراته؛ لم يكن يملك سلطة على مصيره. الرقيب، الجالس أمامه بوجه متهكم، تحدث عن خيارات. خيارات؟ فكر رين بمرارة. وهل كانت هناك خيارات حقًا منذ البداية؟

“بالطبع، يمكنك مواصلة العيش هكذا، في كومة القذارة هذه كجرذ معاق…” أضاف الرقيب ببرود. ثم ابتسم بشمئزاز طفيف، تلك الابتسامة التي أشعرت رين وكأن قلبه قد غُمس في الجليد.

“تبا لك أيها الوغد… لماذا لم تحذرني؟” كانت هذه الأفكار تتردد في عقل رين، لكنه لم يجرؤ على نطقها بصوت عالٍ. ومع ذلك، لفتت انحناءة شفتي الرقيب للأعلى انتباهه، وكأن الرجل أمامه كان يتلذذ بما يحدث. “هل يسخر مني مجددًا؟” تساءل رين في نفسه، غاضبًا من تلك الابتسامة الخبيثة التي كانت ترتسم على وجه الرجل.

 

 

جرذ معاق؟ كانت هذه الكلمات تطن في رأسه كضربة مطرقة على سندان من الحديد. هل هذا ما أصبحت عليه حقًا؟ كان الألم النفسي أشد قسوة من السلاسل التي تقيد جسده.

كان السؤال الذي ألقاه الرقيب مجرد إجراء شكلي، فلم يكن يتوقع أن يتمكن رين من الإجابة أو حتى التحرك. كان يعلم تمامًا أن السلاسل التي تغطي جسده لم تكن مجرد زينة، بل كانت تقييده بالكامل، مانعةً إياه من أي حركة. رفع الرقيب يديه المغطاة بقفازات جلدية سوداء، وبدأ بالتصفيق ببطء، وكأن إيقاع التصفيقات كان جزءًا من طقوس غريبة. مع كل تصفيقة، اهتزت السلاسل التي تغطي جسد رين قليلاً، وكأنها ترقص على أنغام إيقاع الرقيب الثقيل.

 

فكرة العيش في هذا الجسد لم تكن اختيارًا أيضًا. نظر إلى كتفيه، إلى الجروح التي لم تلتئم، إلى الأعناق المكسورة. ليس وكأن هذه الأشياء ستشفى، أو ستنمو مجددًا. كيف يمكنه حتى أن يتقبل هذا الوضع؟ أن يتأقلم مع كونه يعيش في جسد مكسور ومشوه؟

“وبالطبع، إذا كنت ترغب في الابتعاد عن هذا الجنون والفوضى، وعيش حياة هادئة، فهذا خيار مطروح. صحيح، ستكون محاطًا بالجهل والفساد، لكننا نحترم قرارك. سنقوم بتعديل بعض ذكرياتك، ونمسح بعضها. سنعطيك حياة جديدة لتعيشها… ستعود وكأن شيئًا لم يحدث.”

 

 

“وبالطبع، إذا كنت ترغب في الابتعاد عن هذا الجنون والفوضى، وعيش حياة هادئة، فهذا خيار مطروح. صحيح، ستكون محاطًا بالجهل والفساد، لكننا نحترم قرارك. سنقوم بتعديل بعض ذكرياتك، ونمسح بعضها. سنعطيك حياة جديدة لتعيشها… ستعود وكأن شيئًا لم يحدث.”

مع كل كلمة، كان رين يشعر بأن الرقيب يعصر روحه، وكأن العالم بأسره قد انكمش وأصبح زنزانة داخل رأسه. “تعديل ذكرياتي؟ لن أشعر بالفرق؟” كانت هذه الفكرة تثير في رين خوفًا أكبر من كل ما مر به.

 

أخذ نفسًا عميقًا، مغمورًا في حالة من الهدوء الغريب. في النهاية، ربما عليه أن يختار. ربما عليه أن يقرر ما يريد فعله. لكن الحقيقة المؤلمة كانت واضحة: رين لم يكن الشخص الذي يرغب في رمي كل شيء خلفه. لم يكن يريد النسيان أو الهروب. كان يشعر، بل متأكدًا، أن ما سيفعله الرقيب أمامه سيجعل منه شخصًا آخر تمامًا. سيفقد جزءًا من روحه، من ذاكرته. لن يكون نفسه بعد الآن.

لكن رغم كل شيء، كان هناك جزء داخلي منه لا يزال يقاتل. كان يعلم أن هذا العالم مليء بالجنون والفوضى، لكنه لم يكن مستعدًا لتسليم نفسه بسهولة. “احترم قراري؟” فكر رين. “هذا الرجل لا يعرفني… لا يعرف ما مررت به، ولا يمكنه فهمي.”

 

 

مع كل كلمة، كان رين يشعر بأن الرقيب يعصر روحه، وكأن العالم بأسره قد انكمش وأصبح زنزانة داخل رأسه. “تعديل ذكرياتي؟ لن أشعر بالفرق؟” كانت هذه الفكرة تثير في رين خوفًا أكبر من كل ما مر به.

الاختيار بين العودة إلى جسده وخسارة نصف عمره مرة أخرى أو الاستمرار في العيش كجرذ معاق بدا كأنه اختيار بين كابوسين، كل منهما أشد قسوة من الآخر.

 

 

 

 

 

رمى رين الأفكار التي كانت تتدفق في ذهنه بلامبالاة، كما لو أنه تخلى عن أي أمل في استعادة السيطرة على حياته. ما الفائدة؟ لم يكن يهتم حقًا. لم يعد يجد في أي شيء معنى أو جدوى، لأن الواقع الذي يحيط به قد تجاوزه بشكل كامل. لم يكن هناك أي وهم حول اختياراته؛ لم يكن يملك سلطة على مصيره. الرقيب، الجالس أمامه بوجه متهكم، تحدث عن خيارات. خيارات؟ فكر رين بمرارة. وهل كانت هناك خيارات حقًا منذ البداية؟

 

 

كان السؤال الذي ألقاه الرقيب مجرد إجراء شكلي، فلم يكن يتوقع أن يتمكن رين من الإجابة أو حتى التحرك. كان يعلم تمامًا أن السلاسل التي تغطي جسده لم تكن مجرد زينة، بل كانت تقييده بالكامل، مانعةً إياه من أي حركة. رفع الرقيب يديه المغطاة بقفازات جلدية سوداء، وبدأ بالتصفيق ببطء، وكأن إيقاع التصفيقات كان جزءًا من طقوس غريبة. مع كل تصفيقة، اهتزت السلاسل التي تغطي جسد رين قليلاً، وكأنها ترقص على أنغام إيقاع الرقيب الثقيل.

بينما كان عقله يحاول استيعاب الكلمات، انزلق في دوامة من الذكريات. عاد بذهنه إلى الماضي، إلى حياته السابقة. طفولته، شبابه، الأيام التي قضاها في المستشفى، حيث كان يتعامل مع الجروح والألم وكأنه جزء من نظام حياته المعتاد. العصابة التي أسسها ونجح في قيادتها، الصراعات التي خاضها، والروابط التي بناها مع أولئك الذين كانوا أقرب إلى عائلته مما كان يمكن أن يتخيل. كم افتقد كل شيء—كل تفاصيل تلك الحياة التي لم تعد موجودة.

 

 

 

كانت تلك الحياة مليئة بالتحديات، لكنها كانت حياة، وكان يعرف مكانه فيها. الآن، لم يكن هناك أي شيء يعود إليه. لقد فقد كل شبر من تلك الحياة، كل لحظة ثمينة عاشها. أدرك ببطء أنه لا توجد عودة إلى الوراء، وأن مصيره قد تحدد منذ أن خطا إلى ذلك الخراب الغريب.

 

 

جرذ معاق؟ كانت هذه الكلمات تطن في رأسه كضربة مطرقة على سندان من الحديد. هل هذا ما أصبحت عليه حقًا؟ كان الألم النفسي أشد قسوة من السلاسل التي تقيد جسده.

“هاه…” زفر ببطء، صوته يعبر عن إرهاق عميق لا يمكن تجاهله. “لا أعلم ما حدث للآخرين، لكن بالنسبة لي…” ترك كلماته تتلاشى، كما لو أنه قد فقد الرغبة في إكمال الجملة. لقد كان اتباع ذلك الصوت الذي سمعه في البداية يبدو وكأنه الخيار الوحيد. مهلاً، خيار؟ ضحك بصوت مكتوم. هل كان ذلك حتى اختيارًا؟

 

 

 

تابع التفكير بنفس السخرية: نعم، لنسمِّه خيارًا إذا كان ذلك يساعدني على تصديق الأمر. فتح عينيه، مسترجعًا اللحظة التي وجد نفسه فيها لأول مرة في تلك الغرفة المظلمة، أو ربما كانت علبة مغلقة؟ الأحداث تسارعت أمامه بشكل لم يستطع فهمه أو حتى استيعابه.

 

 

رفع عينيه، التي تومض بوهج أصفر غريب، إلى الرقيب الذي وقف مبتسمًا أمامه. كان رين قد اتخذ قراره.

ليلة طويلة. كل شيء حدث بسرعة، ولكنه شعر وكأنه عاش شهورًا داخل ذلك الجحيم. لا شيء يبدو منطقيًا، والأحداث تتتابع بسرعة جنونية، وكأن العالم ذاته قد انقلب رأسًا على عقب. لا أريد التفكير في تلك الأمور الآن… لا فائدة.

 

 

 

أخذ نفسًا عميقًا، مغمورًا في حالة من الهدوء الغريب. في النهاية، ربما عليه أن يختار. ربما عليه أن يقرر ما يريد فعله. لكن الحقيقة المؤلمة كانت واضحة: رين لم يكن الشخص الذي يرغب في رمي كل شيء خلفه. لم يكن يريد النسيان أو الهروب. كان يشعر، بل متأكدًا، أن ما سيفعله الرقيب أمامه سيجعل منه شخصًا آخر تمامًا. سيفقد جزءًا من روحه، من ذاكرته. لن يكون نفسه بعد الآن.

“نعم… أيها الجندي. لقد قررت. أريد استعادة جسدي السابق.” صوته كان مترددًا في البداية، لكنه سرعان ما اكتسب الثقة. “لا يهمني فقدان عمري مجددًا. هذا أفضل بالنسبة لي من هذا الجسد الحالي. لا أريد أن أفقد نفسي. أن أفقد ذاكرتي. لا… لست من النوع الذي يهرب أو يخاف.”

 

 

فكرة العيش في هذا الجسد لم تكن اختيارًا أيضًا. نظر إلى كتفيه، إلى الجروح التي لم تلتئم، إلى الأعناق المكسورة. ليس وكأن هذه الأشياء ستشفى، أو ستنمو مجددًا. كيف يمكنه حتى أن يتقبل هذا الوضع؟ أن يتأقلم مع كونه يعيش في جسد مكسور ومشوه؟

 

 

الاختيار بين العودة إلى جسده وخسارة نصف عمره مرة أخرى أو الاستمرار في العيش كجرذ معاق بدا كأنه اختيار بين كابوسين، كل منهما أشد قسوة من الآخر.

أخذ قرارًا أخيرًا. نعم. مهما كان الثمن—سواء كانت خسارة عمره، أو حياته، أو حتى مجرد سنوات قليلة—ما يهمه هو استعادة جسده، استعادة حريته. هذا كل ما يحتاجه.

 

 

 

رفع عينيه، التي تومض بوهج أصفر غريب، إلى الرقيب الذي وقف مبتسمًا أمامه. كان رين قد اتخذ قراره.

“إذا، ما الذي قررته يا طالب؟” قال الرقيب بصوت متهكم، والابتسامة التي على وجهه ازدادت عرضًا، وكأنه ينتظر من رين أن يدلي بإجابة سخيفة أخرى.

 

 

“إذاً؟” قال الرقيب، ببرود وسخرية. “هل حددت اختيارك، أيها الطالب؟”

 

 

رفع عينيه، التي تومض بوهج أصفر غريب، إلى الرقيب الذي وقف مبتسمًا أمامه. كان رين قد اتخذ قراره.

كان السؤال الذي ألقاه الرقيب مجرد إجراء شكلي، فلم يكن يتوقع أن يتمكن رين من الإجابة أو حتى التحرك. كان يعلم تمامًا أن السلاسل التي تغطي جسده لم تكن مجرد زينة، بل كانت تقييده بالكامل، مانعةً إياه من أي حركة. رفع الرقيب يديه المغطاة بقفازات جلدية سوداء، وبدأ بالتصفيق ببطء، وكأن إيقاع التصفيقات كان جزءًا من طقوس غريبة. مع كل تصفيقة، اهتزت السلاسل التي تغطي جسد رين قليلاً، وكأنها ترقص على أنغام إيقاع الرقيب الثقيل.

رنّت كلماته في عقل رين، لكن قلبه كان ينبض بالغضب. “قدراتي؟ ماذا يعرف هذا الرجل عن قدراتي؟” فكر رين بينما كان الغضب يتصاعد بداخله مثل بركان على وشك الانفجار.

 

عندما وصلت التصفيقة السادسة، وكأن السلاسل قد سئمت منه، قذفت بجسده أرضًا بعنف، ليرتطم رأسه بالأرض. الصوت المكتوم لارتطامه كان كافيًا ليعزز إحساسه بالعجز الكامل. بدا الأمر وكأن السلاسل قامت بـ”بصقه” خارج سيطرتها، راميةً إياه بلا مبالاة.

عندما وصلت التصفيقة السادسة، وكأن السلاسل قد سئمت منه، قذفت بجسده أرضًا بعنف، ليرتطم رأسه بالأرض. الصوت المكتوم لارتطامه كان كافيًا ليعزز إحساسه بالعجز الكامل. بدا الأمر وكأن السلاسل قامت بـ”بصقه” خارج سيطرتها، راميةً إياه بلا مبالاة.

 

 

“يضحك؟ هل هذا الجندي مجنون؟” تساءل رين في دهشة. كانت تلك الضحكة الغريبة التي صدرت من شخص بمظهره البطولي تجعل كل شيء أكثر غرابة.

“تبا لك أيها الوغد… لماذا لم تحذرني؟” كانت هذه الأفكار تتردد في عقل رين، لكنه لم يجرؤ على نطقها بصوت عالٍ. ومع ذلك، لفتت انحناءة شفتي الرقيب للأعلى انتباهه، وكأن الرجل أمامه كان يتلذذ بما يحدث. “هل يسخر مني مجددًا؟” تساءل رين في نفسه، غاضبًا من تلك الابتسامة الخبيثة التي كانت ترتسم على وجه الرجل.

“هاه…” زفر ببطء، صوته يعبر عن إرهاق عميق لا يمكن تجاهله. “لا أعلم ما حدث للآخرين، لكن بالنسبة لي…” ترك كلماته تتلاشى، كما لو أنه قد فقد الرغبة في إكمال الجملة. لقد كان اتباع ذلك الصوت الذي سمعه في البداية يبدو وكأنه الخيار الوحيد. مهلاً، خيار؟ ضحك بصوت مكتوم. هل كان ذلك حتى اختيارًا؟

 

 

“قف!” كانت كلمة الرقيب حادة، وكأنها أمر عسكري لا يقبل النقاش. رين، رغم إرهاقه وعدم قدرته على فهم كل ما يحدث، وجد نفسه يقف فورًا، جسده الضخم يتحرك بإرادة غريبة كأن القوة التي كانت تقيده سابقًا قد اختفت، لكن الشعور بالثقل والانزعاج ظل يلازمه.

 

 

 

كان منظره غريبًا. جسد جرذ ضخم يقف بطول مترين، رأسه البشري يتناقض تمامًا مع مجموعة الأعناق المتطايرة خلفه، كأنه كابوس حي. وفي الجانب الآخر، كان الرقيب واقفًا مبتسمًا، معطفه الأسود يتمايل مع الرياح التي لا يعرف رين مصدرها. كان مظهر الرقيب الوسيم، شبه البطولي، يكمل المشهد كأنه أمير مرسوم من لوحة فنية قديمة، لكن مع تلك الابتسامة الواسعة التي لم تنقصها لمسة من الجنون.

 

 

 

الضوء الساطع المحيط بهم كان يتناقض مع هدوء الموقف. مجموعة السلاسل التي كانت تقيّد رين بدأت تتلاشى تدريجيًا في الهواء، وكأنها كانت مجرد أطياف قُدر لها أن تختفي بعد أن أنهت مهمتها.

 

 

رنّت كلماته في عقل رين، لكن قلبه كان ينبض بالغضب. “قدراتي؟ ماذا يعرف هذا الرجل عن قدراتي؟” فكر رين بينما كان الغضب يتصاعد بداخله مثل بركان على وشك الانفجار.

“إذا، ما الذي قررته يا طالب؟” قال الرقيب بصوت متهكم، والابتسامة التي على وجهه ازدادت عرضًا، وكأنه ينتظر من رين أن يدلي بإجابة سخيفة أخرى.

 

 

رمى رين الأفكار التي كانت تتدفق في ذهنه بلامبالاة، كما لو أنه تخلى عن أي أمل في استعادة السيطرة على حياته. ما الفائدة؟ لم يكن يهتم حقًا. لم يعد يجد في أي شيء معنى أو جدوى، لأن الواقع الذي يحيط به قد تجاوزه بشكل كامل. لم يكن هناك أي وهم حول اختياراته؛ لم يكن يملك سلطة على مصيره. الرقيب، الجالس أمامه بوجه متهكم، تحدث عن خيارات. خيارات؟ فكر رين بمرارة. وهل كانت هناك خيارات حقًا منذ البداية؟

أما رين، فقد كان لا يزال يحاول استيعاب جسده الغريب. كان من الغريب أن تعود إليه حواسه بهذا الشكل، بعد أن فقدها تمامًا. الشعور بأن يتحكم بجسده مجددًا كان غريبًا، وكأنه يتعلم المشي أو الكلام من جديد. ثم، عندما حاول النطق، أدرك أن صوته بدا غريبًا، وكأنه لم يكن صوته الأصلي.

“وبالطبع، إذا كنت ترغب في الابتعاد عن هذا الجنون والفوضى، وعيش حياة هادئة، فهذا خيار مطروح. صحيح، ستكون محاطًا بالجهل والفساد، لكننا نحترم قرارك. سنقوم بتعديل بعض ذكرياتك، ونمسح بعضها. سنعطيك حياة جديدة لتعيشها… ستعود وكأن شيئًا لم يحدث.”

 

 

“نعم… أيها الجندي. لقد قررت. أريد استعادة جسدي السابق.” صوته كان مترددًا في البداية، لكنه سرعان ما اكتسب الثقة. “لا يهمني فقدان عمري مجددًا. هذا أفضل بالنسبة لي من هذا الجسد الحالي. لا أريد أن أفقد نفسي. أن أفقد ذاكرتي. لا… لست من النوع الذي يهرب أو يخاف.”

 

 

عندما وصلت التصفيقة السادسة، وكأن السلاسل قد سئمت منه، قذفت بجسده أرضًا بعنف، ليرتطم رأسه بالأرض. الصوت المكتوم لارتطامه كان كافيًا ليعزز إحساسه بالعجز الكامل. بدا الأمر وكأن السلاسل قامت بـ”بصقه” خارج سيطرتها، راميةً إياه بلا مبالاة.

كان ينتظر ردة فعل الرقيب، ربما تلميحًا ما أو تعليقًا، لكن ما حدث فاجأه. الرقيب انفجر في ضحكة عالية، لم تكن تلك الضحكة متوقعة على الإطلاق.

كان السؤال الذي ألقاه الرقيب مجرد إجراء شكلي، فلم يكن يتوقع أن يتمكن رين من الإجابة أو حتى التحرك. كان يعلم تمامًا أن السلاسل التي تغطي جسده لم تكن مجرد زينة، بل كانت تقييده بالكامل، مانعةً إياه من أي حركة. رفع الرقيب يديه المغطاة بقفازات جلدية سوداء، وبدأ بالتصفيق ببطء، وكأن إيقاع التصفيقات كان جزءًا من طقوس غريبة. مع كل تصفيقة، اهتزت السلاسل التي تغطي جسد رين قليلاً، وكأنها ترقص على أنغام إيقاع الرقيب الثقيل.

 

رمى رين الأفكار التي كانت تتدفق في ذهنه بلامبالاة، كما لو أنه تخلى عن أي أمل في استعادة السيطرة على حياته. ما الفائدة؟ لم يكن يهتم حقًا. لم يعد يجد في أي شيء معنى أو جدوى، لأن الواقع الذي يحيط به قد تجاوزه بشكل كامل. لم يكن هناك أي وهم حول اختياراته؛ لم يكن يملك سلطة على مصيره. الرقيب، الجالس أمامه بوجه متهكم، تحدث عن خيارات. خيارات؟ فكر رين بمرارة. وهل كانت هناك خيارات حقًا منذ البداية؟

“يضحك؟ هل هذا الجندي مجنون؟” تساءل رين في دهشة. كانت تلك الضحكة الغريبة التي صدرت من شخص بمظهره البطولي تجعل كل شيء أكثر غرابة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

“يضحك؟ هل هذا الجندي مجنون؟” تساءل رين في دهشة. كانت تلك الضحكة الغريبة التي صدرت من شخص بمظهره البطولي تجعل كل شيء أكثر غرابة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط