Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Re:Zero – Starting life in another world 2-2

الفصل الثاني - الصباح الموعود صار بعيد المنال

الفصل الثاني - الصباح الموعود صار بعيد المنال

الفصل الثاني

الصباح الموعود صار بعيد المنال

 

“هنا!!”

 

الطريقة التي غطى بها سوبارو أذنيه لينسى ما قالته إيميليا للتو جعلت إيميليا تنفجر ضاحكة وتنسى كل الأعذار ثم مسحت دمعة نزلت من عينيها بإصبعها وهي تنظر إلى سوبارو.

 

“إن كان مميزًا لدرجة أن يتم إرساله لهذا المكان … فهو ليس مميزًا بالمعنى الحسن .. بل مميزًا بالمعنى السيئ .. باراسو نفسه مجرد  …”

 

الأدلة التي كانت في يده أجبرت سوبارو على قبول الواقع المرير.

 

نظرت ريم إلى الوراء وهي تصب المكونات في مقلاة ضخمة وتخلطها. نظرت ريم بصمت إلى أختها الكبرى وهي تقشر وإلى سوبارو وهو يشكو النزيف وأومأت برأسها وكأن شيئًا لم يحدث.

1

رد المهرج الجالس على الكرسي على استفسار سوبارو وهو يفرّق ذراعيه في الهواء

 

في ابتسامة.

قادهم التوأم إلى غرفة الطعام حيث كان من المقرر تناول الإفطار، علقت الفتاة ذات الشعر المجعد عوضًا عن إلقاء التحية، “وأنا أراقبكم من الأعلى، شعرت.. بالفزع لرؤية رأسك الفارغ والمخيب للآمال، على ما افترض؟”

لكن على عكس البريق في عينيها ، ضاقت عينا روزوال في نظرة غاضبة.

افترقت إيميليا عنهم في طريقهم إلى قاعة الطعام لتعود إلى غرفتها لتغير ملابسها، لذا كان سوبارو وتلك الفتاة ذات الشعر المجعد وحدهما في قاعة الطعام.  أظهر سوبارو وجهًا حزينًا لقاء سخريتها

تصادمت عدم قدرة سوبارو على فهم الجو المحيط به مع نظرة إيميليا الجادة وأخيراً وسط الإحراج الكبير الذي شعر به ..

“لم تتحدثين بهذا الشكل الجارح في مثل هذا الصباح الجميل يا لولي؟”

“أعتذر عن مفاجأتك بهذا القدر. لم أقصد حقًا التزام الصمت حيال ذلك ، ولكن ، حسنًا … ”

“ما معنى هذا المصطلح، على ما افترض؟ لم أسمع به من قبل، ومع ذلك يبدو… مستفزًا لسبب ما”.

“ماذا! كنتما هنا؟!  كان عليكما قول شيء إذن!  يا رجل ، أنا محرج للغاية! “

“إنه يعني أنكِ لستِ في قائمتي. فأنا لا أميل للفتيات اللوات يصغرنني “.

“آه … سوبارو ، بالنسبة للمحادثة التي جرت بيننا في الظهيرة …”

“… ربما عليَّ أن أشفق عليك لإهانتي بهذا الشكل؟”

“تكادان تنتهيان؟”

تجاهل سوبارو كلمات تلك الفتاة متعمدًا وأمعن النظر في قاعة الطعام.

حاول فتح وإغلاق الباب أمامه ليرى ما إذا كان بإمكانه ربطه بالأرشيف مرة أخرى.

كان في منتصف القاعة طاولة مغطاة  بقماش أبيض وقد وزعت عليها صحون المائدة بالفعل.  إن كان أحد تلك الصحون قد تم تخصيصه لسوبارو، فلابد أنه ذاك الواقع أدنى الطاولة.

“أوه ، سوبارو ، أنا أكرهك!”

“لا أعرف شيئًا عن آداب المائدة. أتسمحين بإخباري بعض القواعد؟! ”

نظر سوبارو إلى الأعلى عندما أدرك أن ريم هي من كانت تحدق به. بدت ريم متفاجئة قليلاً وهي تحاول الرد. ولكن أيًا كان ما تحاول قوله، فإن كلمات رام قاطعتها

“أهذا نوع من الغطرسة ، على ما افترض؟ إن احترت في شيء فببساطة اخفض رأسك واسأل عنه بهدوء “.

أظهر روزوال ابتسامة متوترة للمرة الأولى، ولكن سوبارو رفع إصبعي السبابة اليمنى واليسرى وهزهما.

“إن كان لابد لي من فعل ذلك، سأجلس على ذلك الكرسي الكبير وأتفنن في إزعاجكِ إذن.”

” فوه ، كم أنت رائع يا باك. فراؤك هو الأفضل في العالم … “

اِستَشاطَت تلك الفتاة غضبًا وتحول وجهها إلى اللون الأحمر بينما كان سوبارو يلوح بكفه لها ويجلس على الكرسي الكبير. الأرجح أنه مكان إما إيميليا أو سيد القصر باحتمالية 50% لكل منهما.

“النساء يسعدن عندما تتم ملاحقتهن.”

عندما رأت تلك الفتاة سوبارو غير قادر على الاسترخاء في الكرسي ، هزت الفتاة ذات الشعر المجعد وجهها الغاضب.

“مهلًا، هذا لا يصدق.”

“حسنًا ، حسنًا. ولكن، ألن تقوم بشكري؟!”

متأثرًا بحجتها السليمة، خلع سوبارو سترته وسلمها إلى ريم. عندها أخذت ريم  السترة  وأشارت إلى غرفة الملابس بذقنها ليدخلها

“شكركِ؟ لقد طلبتُ المساعدة منكِ للتو وقمتِ بتجاهلي، أليس كذلك؟  وأصلًا، أي نوع من الأشخاص هذا الذي يقوم بطلب الشكر؟ كم أود رؤية وجه والدكِ لدى سماعه مثل هذا الكلام! ”

وصدرها وحجرها لأشفي نفسي من هذا الجهد المضني “.

“ما الذي يغضبك بالضبط، على ما افترض ؟! من المفترض أن أغضب أنا لا أنت! بعد كل ما فعلته …! ”

“نعم ، سيكون ذلك رائعًا! يمكن لكلانا أن نسترخي اليوم”.

استمر الاثنان في استفزاز بعضهما البعض

يبدو أن سخط إيميليا كان موجهًا أيضًا نحو المهرج.

لم تتمكن تلك الفتاة -بصوتها مرتبك عند رد سوبارو عليها-  من إنهاء جملتها أبدًا. رغم إدراك سوبارو لتوقفها غير الطبيعي في الكلام إلا أنه دفعها الاستمرار ، ولكن …

لكن الشيء ذاته ينطبق على سوبارو. لطالما كان سوبارو مدينًا إيميليا. وقد أصبح مدينًا لها مرتين بطريقة لا يمكنه سدادها أبدًا.

فُتح باب قاعة الطعام ودخلت الخادمتان تدفعان عربة.

كان يتوقع أنه لن يبدأ عمله كخادم ببدلته الرياضية، لذا عندما ذكر ذلك، وضعت رام يدها على فمها وأومأت “بالتأكيد ، الملابس مهمة جدًا. دعنا نبحث عن ملابس بمقاسك … أجل، لابد أن لدينا البعض منها”.

“المعذرة يا ضيفنا العزيز،  سأضع الطعام على الطاولة “.

في ابتسامة.

“المعذرة يا ضيفنا العزيز،  سأضع أدوات المائدة والشاي”.

كانت مهارة سوبارو في الخياطة ناتجة عن تربية والديه ، لكنه أيضًا تساءل عما كانوا يفكرون فيه في ذلك العالم.

وضعت الفتاة ذات الشعر الأزرق قائمة إفطار تقليدية مكونة من السلطة والخبز وما إلى ذلك، بينما قامت الفتاة ذات الشعر الوردي بصب وتقديم أكواب الشاي بخفة.  تلك الروائح الأخاذة جعلت معدة سوبارو تستغيث فجأة طلبًا للطعام.

“لم أكن واقعة في الحب من البداية! أنت حقًا … أنا حمقاء أيضًا. “

“هواااه، هذا ليس سيئًا على الإطلاق. هذا ما يمكن تسميته بفطور النبلاء … كنت قلقًا من أن يكون شيئًا غريبًا من هذا العالم أو ما شابه”.

“معــكــم سيد القصر .. روزوال إل ميزرس، إن من دواع سروري أن تشعر بالأمان والراحة تحت سقفي ، ناتسكي سوبارو”.

كان سوبارو قلقًا من أن يتم تقديم بعض الأطعمة الغريبة، لذا شعر بالارتياح حقًا بعد رؤية القائمة.

وضعت الفتاة ذات الشعر الأزرق قائمة إفطار تقليدية مكونة من السلطة والخبز وما إلى ذلك، بينما قامت الفتاة ذات الشعر الوردي بصب وتقديم أكواب الشاي بخفة.  تلك الروائح الأخاذة جعلت معدة سوبارو تستغيث فجأة طلبًا للطعام.

عندما جال بنظره في المكان، لم تقع عينه على أي شيء يشكل خطرًا جسديًا أو عقليًا عليه.

عدما علقَ سوبارو على استخدام إيميليا للكلمات القديمة،  ردت بـ”همم؟” وأشارت إلى سوبارو.

ازداد حماسه ، وانحنى سوبارو إلى الخلف على الكرسي ، مما جعله يئن تحت وطأته. تردد صدى الصوت في جميع أنحاء غرفة الطعام ، مما أدى إلى إزعاج وجه الفتاة المهدئ.

-لاحقا.

لسبب ما ، لم يستطع سوبارو مقاومة ردة فعل الفتاة ذات الشعر المجعد. رغبة منه أن يرى وجهها الهادئ يتلاشى، قام سوبارو بنية تملؤها الأذى بتحريك مؤخرته بشكل عشوائي على الكرسي.

الطريقة التي نظرا بها إلى سوبارو. اختفت الألفة التي كانت في الليلة السابقة وعادو لمعاملته كشخص مختلف تمامًاـ  ثم أتته الصفعة الحاسمة في وجهه

ولكن، قبل أن يتمكن من إتمام خطته، دخل شخص جديد إلى قاعة الطعام ، وكان صوته السعيد يقاطع أي شيء آخر.

فتحت تلك الفتاة عيناها المغلقتين بعد أن استشعرت وجوده على الأرجح.  زاد بريق جوهرتا الجمشت على مرأى من سوبارو الذي اقترب.

“أووو يا إلهي،  أنت تبدو نشيطاً للغاية  هذا جيد ، جيد للغــــاية”.

“عليك أن تتعلمي القليل من التواضع من أختك الصغيرة ، تبًا!”

كان رجلاً طويل القامة أطول بقليل بمقدار شبرين تقريباً من سوبارو، ذو شعر أزرق داكن طويلاً يغطي ظهره بالكامل. لكن جسده لم يكن نحيفًا بقدر ما بدا رشيقًا ، ويتمتع ببشرة شاحبة للغاية.

صُدم سوبارو بالمشهد السعيد بينما سارت إيميليا بابتسامة استفزازية.

بأخذ ملامح وجهه في الحسبان، فقد بدا فتى وسيمًا للغاية، ولكن عينيه كانتا ذات التأثير الأكبر في مظهره إذ كانتا بلونين مختلفين إحداهما صفراء والأخرى زرقاء.

كان باك مشغولاً بكونه محط الاهتمام عندما أمسكته أصابع إيميليا. كان باك محاصرًا بين أصابع إيميليا غير قادر على الحركة وهي تتنهد.

– حسنًا ، كان ليكون وسيمًا للغاية لو لم يكن يرتدي ذلك الزي الغريب ويضع ذلك المكياج الذي جعله أشبه بالمهرجين.

حدق سوبارو بالضوء الأخضر الوامض المنبعث من الكريستال.

“… يا رجل، استأجرتم مهرجًا لتسليتنا قبل الفطور؟  لن أفهم أبدًا تفكير الأثرياء “.

“وضع البلاد” … أتعني أن البلاد في وضع سيء؟ ”

بياتريس شاهدت ما حدث وعلقت.

لقد كانت المكافأة التي  مات من أجلها ثلاث مرات.

“أعلم ما الذي تفكر فيه، لكني لن أقاطعك.”

“ألم تكن الجولة شيئًا كانت إيميليا تان ستفعله؟ “

“لا تكوني هكذا يا بيتي نحن اصدقاء صحيح؟ لنجري بعض المحادثات القصيرة معًا”.

******

“ما نوع العلاقة بيني وبينك ، على ما افترض ؟  أيضا ، لا تقم باختصار اسمي هكذا!”.

“لنعد إلى ما كنا نتحدث عنه، أنا أؤيد ترشيح السيدة إيميليا لتصبح ملكة مما يعني أني سند ظهرها، وراعيها ودرعها الحامي باختصار.”

تجاهلته الفتاة بعدها وانسحبت من المحادثة.

 

عبس سوبارو من سلوكها، عندها فتح المهرج -الذي كان يسير في قاعة الطعام- عينيه على مصراعيها لينظر لها ولسوبارو.

“إن كان مميزًا لدرجة أن يتم إرساله لهذا المكان … فهو ليس مميزًا بالمعنى الحسن .. بل مميزًا بالمعنى السيئ .. باراسو نفسه مجرد  …”

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

“من المخيف سماع شيء مثل «مدربة حيوانات» ربما عليكِ اختيار عبارات أخرى يا حضرة الرئيسة؟

“إن كان هذا الرجل هو المتفائل الوحيد، ألا يعني هذا الكثير، على ما افترض ؟ بالنسبة لي فأنا أنتظر باك، باك وحده!”.

“… كنتِ تحدقين في باروسو بسبب قصة شعره ، صحيح؟”

متجاهلة تعليقه اللطيف، اتجهت أنظار الفتاة – بياتريس – إلى الشخص القادم خلف المهرج. بعد أن أنهت الفتاة ذات الشعر الفضي تغيير ملابسها، دخلت قاعة الطعام بعد المهرج بقليل.

“المعذرة يا ضيفنا العزيز،  سأضع أدوات المائدة والشاي”.

“بــــاك!!”

“بالمناسبة ، توجد هنا ملابس لروز-تشي و وإيميليا-تان ، لكني لا أرى أي فساتين لك  أو لرام ، أو للولي. أهي في غرفة أخرى؟ “

قفزت بياتريس من مقعدها لتركض وتنورتها الطويلة تتطاير في الهواء.  كانت رؤية ابتسامتها اللطيفة تظهر كالوردة المتفتحة كفيلة بأن تنسيه «وقاحة» تلك الفتاة.

“لقد بدوتِ فخورة بقول ذلك. اللعنة ، راقبي فحسب ،  سيلقنك نصلنا المحبوب «شوتنق ستار» درسًا قاسيًا! “ بكل إحباط، حمل السكين وأمسك بالمقبض الخشبي بإحكام. لقد كانت سكين تقشير عادية تمامًا ، ولكن اعتبارًا من اليوم فصاعدًا ، ستكون «شوتنق ستار» سكين سوبارو الثمينة.

رغم أن نظراتها كان موجهة لإيميليا إلا أن الرد أتى من شخص آخر: “أهلا بيتي. لقد مرت أربعة أيام. أكنتِ مهذبة وسعيدة خلالها؟ ”

كانت إيميليا على وشك الانفصال عنهم لمواصلة دراسة أمور الترشح المختلفة ، وهي أمر إلزامي لأي مرشح ملكي. لكن سوبارو حاول الاحتفاظ بجمال إيميليا في عينيه قبل أن تغادر.

أومأت بياتريس برأسها على كلمات القط الرمادي الصغير الذي ظهر من شعر إيميليا.

“بصراحة ، لست متأكدًا،  يمكنني الاستيقاظ بمفردي إن كانت لدي ساعة،  لكن لا يوجد شيء مثل ذلك هنا ، أو ربما لا؟ أليست عندكم ديكة أو ما شابه؟ “

 

******

“لقد كنت أنتظر عودتك بفارغ الصبر يا باك! هل سنستمتع بوقتنا اليوم معًا، على ما افترض ؟ ”

“بالتفكير في الأمر ، لمَ ترتدي مثل هذا الزي بعد العمل؟”

“نعم ، سيكون ذلك رائعًا! يمكن لكلانا أن نسترخي اليوم”.

فُتح باب قاعة الطعام ودخلت الخادمتان تدفعان عربة.

“هذا رائع!”

“لابد أن مقاساتها مثل مقاساتك”

قفز باك من على كتف إيميليا ليهبط على راحتي بياتريس الممدودتين. عندما أمسكت بياتريس باك احتضنته بلطف وأخذت تدور به من مكان لآخر.

 

صُدم سوبارو بالمشهد السعيد بينما سارت إيميليا بابتسامة استفزازية.

“إيه ، سوبارو ، هذا الكرسي …”

“ههه، أليسا بهيجين؟” باك وبياتريس مقربان من بعضيهما كما ترى “.

“علااااااوة على ذلك، لقد تواصلت مع السيدة إيميليا وأصبحت لك علاقة بقصر ميزرس كما  ترى… على الرغم من وجود أدلة على ظروفك، إلا أن هذا هو كل ما يحتاجه بعضهم لِـ …”

“لا أحد يستخدم كلمة بهيج هذه الأيام …”

“على الرغم من أنني أود مناقشتي عن طريقة مناداتي لكِ، واكن مبدئيًا، أهناك خطب في زيي…؟”

عدما علقَ سوبارو على استخدام إيميليا للكلمات القديمة،  ردت بـ”همم؟” وأشارت إلى سوبارو.

لقد اعتاد كون التوأم صريحتان للغاية، لكنه شعر بشيء ما

“إيه ، سوبارو ، هذا الكرسي …”

 

“أوه، صحيح! آه، ليس الأمر كما تظنين،  أعني ، أن الكرسي البارد قد يؤذيك، لذا فكرت في تدفئته لكِ قليلاً. وليس الأمر أنني أردت فقط الجلوس حيث تجلسين عادة، إنه أمر يشبه الجلوس غير المباشر، صدقيني”.

فوق قطعة قماش بيضاء تلألأت شارة تنين داخل جوهرة محيطة بها لقد كان الشيء الذي سرقته فيلت ذات اليد الخفيفة والذي أعاده سوبارو إلى إيميليا ، مالكها المناسب وعاد من ثلاث ميتات لتحقيق ذلك.

“المعذرة، لست متأكدة مما تعنيه بكلامك، ولكن هذا مقعد روزوال”.  انزلق سوبارو عن الكرسي  العريض بعد أن أحبط مخططه العظيم أمام أعين إيميليا.

سارعت بياتريس إلى إنهاء وجبتها حتى تتمكن من المغادرة في أسرع وقت ممكن. بدت وكأنها على وشك المغادرة دون أن تكلف نفسها عناء حمل صحونها عندما هز سوبارو اصبعه لها.

“أوه ، كلا، لا داعي للقلق. فهمت أن دفئك لم يصل إلى الآنسة إيميليا، لكنني سأعتز به كثيرًا.

زادت حدة وشدة نظرة ريم إلى درجة أن قدرته على الكلام تلاشت

مد المهرج يده وربت على كتف سوبارو ، وابتسم بتعزية أثارت لمسة المهرج على كتفه ووجه المبتسم المزين بالمكياج وجه سوبارو العابس.

ليس من شأني أصلًا، فكر سوبارو. أدرك فجأة أن ريم كانت تراقبه. كانت عيناها الزرقاوين الشاحبتين تحدقان في رأسه.

“هذا المهرج يتصرف بودية حقًا. ليس من الأدب لمس الفتيات الراقصات ، كما تعلم؟”

“إنه يعني أنكِ لستِ في قائمتي. فأنا لا أميل للفتيات اللوات يصغرنني “.

“منذ متى أصبحت فتاة را-… إيه ، لا ، سوبارو ، هذا الرجل هو …”

لقد ترك تعليقه بياتريس تتذمر بسخط بينما ألقى نظرة عاطفية على إيميليا. لكن إيميليا تركت هذا التعليق يمر مرور الكرام وتعاملت بشكل مختلف مع موضوع بياتريس.

“يا إلهي، يا إلهـي ..  لا أنا لا أمانع بتااااتًا  يا سيدة إيميليا. بالنظر إلى كيفية تغيره من شخص يصارع الموت إلى شخص مفعم بالحيوية، ألا يفترض أن نشعر بالامتنان لذلك؟”

تم استدعاء سوبارو بصوت حاد للغاية لذا أطاعها دون لهو أو لعب. لم يكن في غرفة الملابس حجرة لتجربة الملابس، لكنها كانت تحتوي على حاجز يستعمل لهذا الغرض ، وكانت ريم بانتظاره هناك بشريط قياس نحيف. تميزت العلامات الموجودة على الشريط بأنها ذات دقة عالية

كانت نبرة صوت المهرج ذاك كفيلة باللعب بأعصاب المرء، ومع ذلك كان ما قاله منطقيًا للغاية. واصل الآخرون مشاهدة المهرج وهو يجلس ببطء على الكرسي – وهو نفس الكرسي الموجود على رأس المنضدة التي جلس عليه سوبارو قبل ذلك بقليل.

“أجل. إنه صاحب أعلى رتبة بين السحرة… وهو المستخدم السحري الأول في المملكة بأكملها. “

“حسنًا، والآن ..  ليس وكأن عليَّ قول هذا، ولكن الجلوس على كرسي شخص آخر يحبط المرء”.

“يا إلهي … سأذهب معك فقط بعد أن أنهي دراستي وتنتهي من كل أعمالك، حسنًا سوبارو؟”

أبدت إيميليا وجهًا غاضبًا لدى سماعها جملة سوبارو وهي تتمتم ، “لا داعي للقلق بشأن هذ- …، آه يجب عليك تقديم نفسك إلى سوبارو.”

 

يبدو أن سخط إيميليا كان موجهًا أيضًا نحو المهرج.

“تبدين لطيفة للغاية عندما تتفاجئين، لكن هل أنت ضد الفكرة؟”

“ماذا تعنين”

باتباعه ارشادات رام، واصل سوبارو إلى الجانب الغربي من القصر. كان في قصر روزوال جناح رئيسي يقع في وسطه بممر يربطه بالجناحين الشرقي والغربي. كانت قاعة الطعام والدراسة الخاصة بروزوال تقع في الجناح الرئيسي بينما حجر الخدم الفارغة في الجانب الغربي.

“بعبارة أخرى ، إنها تعني … هذا.”

أما إيميليا…

رد المهرج الجالس على الكرسي على استفسار سوبارو وهو يفرّق ذراعيه في الهواء

تحولت ابتسامة إيميليا إلى عبوس وانزعاج ودفعت جبهة سوبارو بأصبعها مجددًا

“معــكــم سيد القصر .. روزوال إل ميزرس، إن من دواع سروري أن تشعر بالأمان والراحة تحت سقفي ، ناتسكي سوبارو”.

“… يا رجل، استأجرتم مهرجًا لتسليتنا قبل الفطور؟  لن أفهم أبدًا تفكير الأثرياء “.

وهكذا ، قدم النبيل المنحرف الذي كان يرتدي زي المهرج نفسه بطريقة حيوية خالية تمامًا من أي خجل أو عار.

 

 

صدم اقتراح رام المفاجئ كلًا من سوبارو وريم. أمعنت رام النظر بعينيها الحمراوين إلى أختها لتخفض نبرة صوتها قليلاً.

2

أطلق سوبارو صيحة إثر سماعه ذلك الحكم القاسي

 

كان سوبارو لا يزال مفعمًا بالحيوية بسبب الموعد الذي اتفقا عليه، لذا خرج سوبارو بينما كانت بياتريس تحدق به. لكن في اللحظة التي سبقت إغلاق الباب ظن أنه سمع صوتًا يتحدث بصدى وحيد.

ابتداء من روزوال الجالس في كرسي الشرف ، جلس الباقين في المقاعد المعدة مسبقا وبدؤوا بتناول الإفطار.

بمجرد أن نادتها ظهرت ريم بجانبهم من العدم مما أفزع سوبارو كثيرًا. كان الأمر كما لو كانوا يلعبون.

“مم … هذا أفضل من المعتاد …”

“ليس من الممتع مشاهدتها ، أليس كذلك؟”

أعجب سوبارو  بالطعام الموجود أمامه خاصة السلطة والحساء. وأومأ روزوال برأسه كما لو أنه يفخر بتقييم سوبارو للطعام وفي نفس الوقت ينظر إلى ريم.

بعد أخذ القياسات، عاد سوبارو إلى رام في غرفة الملابس بينما ذهبت ريم في طريقها المنفصل.

“ممممم ، بالطبــع بالطبــع،  قد لا يوحي مظهرها بذلك، ولكن طبخ ريم مميز نوعًا ما “.

بدأ كل شيء حدث في اليوم السابق في التجمع داخل عقل سوبارو

عندما نظر سوبارو إلى ريم أشارت له بعلامة الثعلب بأصابعها  لم يعرف سوبارو ما تعنيه العلامة ، ولكنه ظن أنها قد تكون نسخة هذا العالم  من علامة peace التي تصنع بالأصابع.

تضاءل انعطاف إيميليا عندما ضغطت براحة يدها على صدر سوبارو وخفضت رأسها.

لذا قام سوبارو بتشكيل ضفدع بيديه للرد عليها.

يبدو أن الكلمات التي تدفقت من فمها

“إذا ، أيتها الزرقاء .. ألا بأس عندكِ إن ناديتكِ بريم؟  هل طهوتِ هذا الطعام لنا؟”

“إذا، بما أنك بارعة في الطهي، أيعني هذا أنكِ لست بارعة في التنظيف وغسيل الملابس يا ريم-رين؟ ”

“أجل أيها الضيف العزيز، أنا ريم المسؤولة عن الوجبات في هذا المنزل  أختي ليست بارعة في إعداده “.

“أجل، أختي مختصة في التنظيف الداخلي للمنزل وغسيل الملابس”.

“آها، إذا فهذا هو الوضع، رغم أنكما توأم، إلا أن لكما تخصصات مختلفة، إذا فأختكِ بارعة في التنظيف؟ ”

افترقت إيميليا عنهم في طريقهم إلى قاعة الطعام لتعود إلى غرفتها لتغير ملابسها، لذا كان سوبارو وتلك الفتاة ذات الشعر المجعد وحدهما في قاعة الطعام.  أظهر سوبارو وجهًا حزينًا لقاء سخريتها

“أجل، أختي مختصة في التنظيف الداخلي للمنزل وغسيل الملابس”.

“سو-با-رو!”

“إذا، بما أنك بارعة في الطهي، أيعني هذا أنكِ لست بارعة في التنظيف وغسيل الملابس يا ريم-رين؟ ”

أعجب سوبارو  بالطعام الموجود أمامه خاصة السلطة والحساء. وأومأ روزوال برأسه كما لو أنه يفخر بتقييم سوبارو للطعام وفي نفس الوقت ينظر إلى ريم.

“كلا ، أنا بارعة في جميع الأعمال المنزلية ، بما في ذلك التنظيف وغسيل الملابس أكثر من أختي.”

“هذا صحيح. أود إنجاز ذلك في أقرب وقت ممكن ، لكنني سأعمل في المساء لعدة أيام … لسوء الحظ. “

“لمَ هي هنا إذا؟!”

“إذا، ماذا تفعلين”

التوأم الكبرى أسوء من أختها في كل شيء إذا؟  كانت هذه معلومة جديدة

“حسنًا، هذا ليس شيئًا كنت أحاول إخفاءه. لقبي في مملكة لوجونيكا هو… أفترض أنني سيد المناطق الخارجية ، لكن يمكن التعبير عن دوري بٍ … ربما وصف ساحر المحكمة يناسبني؟ “

ولكن يبدو أن الأخت الكبرى لم تهتم بما قالته ريم لذا فقد احتار سوبارو في تصديق ذلك، لكنه خمن أن ما قالته كان صحيحًا  فلماذا لم تنزعج رام منها على الإطلاق …؟

عندما أشاح بنظره عن منطقة ملابس السيد ذو الذوق السيئ جذبته العديد من الملابس المنمقة. كان أحدها زيًا رآه في العاصمة الملكية ، لذا استنتج أنها بلا شك ملابس إيميليا.

“إذا ربما لهذا لديكما تخصصات مختلفة رام-تشي تحب القيام بالأشياء الثقيلة والأخرى تحب فعل الأعمال المنزلية؟ ”

“-هاه؟”

”ليس تخمينًا سيــئًا بالرغم من أن رام وريم يتركان انطباعًا أوليًا سيئًا بسبب تخصصاتهما، أليس كذلك؟ ”

 “مذهل يا سوبارو.”

“من الصعب أن يتضح ذلك بما أن سيدهما روز-تشي موجود هنا.” قام سوبارو بمناداة الرجل المسؤول بلقب أشبه بلقب حيوان أليف «روز-تشي»!

افترقت إيميليا عنهم في طريقهم إلى قاعة الطعام لتعود إلى غرفتها لتغير ملابسها، لذا كان سوبارو وتلك الفتاة ذات الشعر المجعد وحدهما في قاعة الطعام.  أظهر سوبارو وجهًا حزينًا لقاء سخريتها

ترك روزوال ذلك اللقب يمر دون أن يعلق عليه. يميل سوبارو إلى استفزاز الآخرين، ولكن ذلك لن ينفع هنا.  اختفى الطعام الموجود في الأطباق واحدًا تلو الآخر قبل أن يدركون.

قالها سوبارو بينما استلقى على السرير بعد أن خارت كل قواه.

“كان الأمر ليكون معضلة لو لم يكن الطعام جيدًا، لكنه لذيذ ، لذا لا توجد مشكلة. صحيح ، إيميليا-تان؟ ”

توقف سوبارو عن هز أصابعه واستخدمها في خدش شعره الأشعث.

مسحت إيميليا شفتيها بمنديل تفكر في كلمات سوبارو التلقائية قام سوبارو بإمالة رأسه -متسائلاً ما الذي حدث- بينما تنهدت إيميليا قليلًا

“أتقصدين طولي ؟! القميص مناسب لكن الجاكيت ضيق على الأكتاف أنا شخص لائق جسديًا -رغم أن ذلك لن يفيدني- لكن هذا الجاكيت الضيق يجعلني أبدو كرجل مفتول العضلات”.

“كما تعلم يا سوبارو ، لا يفترض أن تتحدث على مائدة الطعام. إنه وقاحة في حق رام وريم اللتان أعدتا كل شيء بنفسهما،  سترتكب أخطاء جسيمة في المناسبات المهمة إن لم تتحلى بالأخلاق الحميدة، لذا… ”

ربما كان ينبغي على سوبارو أن يتوقع أن يكون لنبيل مثل روزوال علاقة معقدة مع عائلته. الآن بعد أن أصبح سوبارو يعمل لصالح الرجل ، لم يستطع اعتبار نفسه مجرد متفرج عابر، ناهيك عن كونه على صلة وثيقة بإيميليا ، المرشحة الملكية.

“لا أحد يستخدم مصطلح  أخطاء جسيمة هذه الأيام … آداب المائدة ، هاه. إن من المتأخر نوعًا ما أن أتعلمها الآن، أليس كذلك؟ ”

“إنها غريبة بعض الشيء ، لكن أعتقد أنها مجرد ساعة عادية، كيف أقرؤها؟ “

ألقى سوبارو ترهاته بينما يشير إلى قاعة الطعام بيده. على الرغم من كبر القاعة، كان سوبارو جالًسا بجوار إيميليا تمامًا.

الطريقة التي رفعت بها يدها إلى صدرها والنظرة الجادة التي أعطتها لسوبارو، جعلته في حيرة من أمره.

حسب الآداب، يجب أن يجلس الاثنان بعيدًا عن بعضهما لمنح حق الاستفادة الكاملة من طاولة الطعام لكل منهما

تذكر سوبارو حجم أرفف الكتب التي امتدت من الأرض إلى السقف والتي لا يمكن تفسير أمرها ألا بكونها نوع من الأرشيف.  من ناحية أخرى ، فإن فكرة حظر كل هذه المجلدات بطريقة ما جعلته يشعر وكأنها جريمة على نطاق مختلف تمامًا.

“لكنني اقتربت أكثر لأني أردت تناول الطعام مع إيميليا-تان. روزوال لم يبدِ ممانعته، فما المشكلة؟ أعني ، يمكنكِ إعطائي أي خضروات لا تحبينها”.

سمعت رام صوت سيدها في أذنها وهو يمسح شعرها الوردي. كان روزوال ورام الشخصين الوحيدين في الغرفة، ولم يكن هناك ما يشير إلى وجود “النصف الآخر” من التوأم ، ريم.

“حسنًا ، يمكنك الحصول على الفلفل الأخضر الذي في صحني، مهلًا، ليس هذا هو الهدف. آخ، لقد تصرفت بحماقة”.

“آه ، بالتأكيد. لا أقوم بفعل شيء غريب حاليًا، لذا ادخلي! “

 

“حسنًا ، لقد تأخر الوقت، لذا أستأذن،  ستعمل في الصباح أيضًا،  هل يمكنك الاستيقاظ في الوقت المحدد بمفردك؟ “

ضحك سوبارو إذ أنه وجد أن طريقة إيميليا في البصم على شفتيها حزنًا على خسارتها في المبارزة  كانت لطيفة

رد المهرج الجالس على الكرسي على استفسار سوبارو وهو يفرّق ذراعيه في الهواء

بعد ذلك، أثار سوبارو موضوعًا كانت إيميليا قد فتحته قبل دقائق معدودة

بعد أن تم رميه في هذا العالم ، يمكن للمرء أن يطلق على الوضع الذي هو فيه  «تحي سوبارو لمصيره»

“بالمناسبة يا روز-تشي،  ما فهمته من إيميليا هو أن لهذه الأسرة خادمتان فحسب، أهذا صحيح؟”

 “لا داعي للقلق. ريم ، تعالي إلى هنا “.

“آه ، صحيح، هذا هو الوضح حاليــًا ~  رام وريم هما الوحيدتان المتبقيتان “.

بفضل طبيعة سوبارو فقد اختفت تلك الأجواء المشحونة بينهما

“شخصان فقط يقومان بكل الأعمال في منزل بهذه الضخامة؟ كنت أظن الناس تنهار بسبب العمل الشاق كيفما كانت براعتهم! بعدما قلتُه… ألا تفكر في توظيف أي خادمات جدد هنا؟ ”

 

صمت روزوال لسماعه سؤال سوبارو وعقد ذراعيه على الطاولة. بعدها أظهر روزوال ابتسامة لطيفة، ولكن بنظرة عينين مختلفة انتبه لها سوبارو

كان اليوم هو اليوم المنتظر السعيد يوم الاستيقاظ الهادئ والانتصار الموعود. لكن…

“أنت  لغز محير بحق، أتيت إلى قصر ميزرس الواقع في أقصى مملكة لوجونيكا، لكنك لا  تعرف الظروف؟ من المدهش حقًا أنك تجاوزت حادثة العاصمة الملكية “.

لقد كان في غرفة الخدم التي أُعطيت له. من اليوم فصاعدًا،

“حسنًا ، أنا مهاجر غير شرعي نوعًا ما …”

لقد اعتاد أخيرًا على العيش في عالم يُقاس فيه الوقت بـ “النهار” و “الليل”.

أذهل رد سوبارو العرضي إيميليا، فأعطته نظرة حادة كما لو كانت توبخ طفلًا صغيرًا.

أمام عينيه، الباب المفتوح الذي كان ينبغي أن يؤدي إلى قاعة القصر أصبح يؤدي إلى غرفة ضخمة تصطف على كلا جانبيها أرفف الكتب. كاد يصاب بالإغماء عندما تذكر أنه قد رآه من قبل.

“لا أصدق هذا، إن قلت أشياء كهذه بعفوية هكذا سيحولك الأشرار إلى لحم مفروم يا هذا!”.

 “الأمر ليس كذلك، ولكن أليست هذه مكافأة قليلة!”

“لم يعد أحد يستخدم تعبير اللحم المفروم هذه الأيام.”

“أنت  لغز محير بحق، أتيت إلى قصر ميزرس الواقع في أقصى مملكة لوجونيكا، لكنك لا  تعرف الظروف؟ من المدهش حقًا أنك تجاوزت حادثة العاصمة الملكية “.

”لا تمزح في مثل هذه الأمور، مهلا ، سوبارو ، أهذا صحيح حقًا؟ هل كل الموجودين في المكان الذي أتيت منه مثلك؟  أم أنك الوحيد الذي لا يعلم هذه الأمور؟ ”

 

شعر سوبارو بالسوء حيال القلق الذي سببه لإيميليا مما انعكس على سلوكه.

“هذا يعني أنكِ تحبين أختك الكبرى قليلاً …”

“إررر، فقط أمثالي ممن هم ذوي تعليم محدود لذا لا تقلقي،  سأكون ممتنًا إن أطلعتموني على كل ما ينقصني “.

“أنت لن تدع رجلاً لا تعرف عنه شيئًا مثلي يحزم أمتعته ويغادر. وبالنسبة لي ، بعد أن راجعت الإيجابيات والسلبيات، وجدت أن من الأفضل البقاء قرب إيميليا-تان “.

“بالنظر لهذه الكلمات التي تستخدمها، تبدو لي طفلًا مثقفًا..  لكن …”

ترنح سوبارو بسبب مدح روزوال له قبل أن يضرب صدره.

“أعني ، هذه أول مرة أكون فيها في مجتمعٍ راقٍ .. أعني، هنالك أشياء لا تعرفينها بالمقابل يا إيميليا تان، صحيح؟ يبدو أن استعمال ألقاب التشريف والاحترام يؤرقكِ ، أليس كذلك؟”

 

“إررر… لديك وجهة نظر.”

“لمَ صححت لنفسك عدة مرات…؟ و ، آه ، أنا … “

 

بدأ كل شيء حدث في اليوم السابق في التجمع داخل عقل سوبارو

بدا وكأن إيميليا تأثرت بسبب ملاحظات سوبارو وأصبحت أكثر هدوءً. فاجأته رؤية إيميليا على هذا النحو، لكنها لم تكن وحدها، بل روزوال أيضًا بدا هادئًا وهو جالس على كرسي الشرف

” تبدوان وكأنكما تتعايشان بشكل جيد حقًا أثناء اللعب مع القط اللطيف هناك.”

“أفهم ما تقوله، لكن السيدة إيميليا تدرس حاليًا مثل هذه الأشياء ، كما ترى ~”

“سماع عبارة «تحت سقف واحد» يصيبني بالقشعريرة حقًا …” “إن كلمة قشعريرة تصيبني بارتعاشة أسفل ظهري  نوعًا  ما ، أنا لا أحب تلك الكلمة. “

“تدرس هاه… مهلًا،  لهذا اختفت عندما كنا نتحدث سابقًا؟ ”

“حسنًا ، أنا مهاجر غير شرعي نوعًا ما …”

“يا لعقلك النشيط،  لأنك تفكر كثيرًا أصبح بإمكانك الإدلاء بمثل هذه التعليقات السريعة”.

 

ترنح سوبارو بسبب مدح روزوال له قبل أن يضرب صدره.

“أوه، هو يرتدي ذلك الزي ويفكر في أمر المعايير؟”

“التفكير الدائم هو ما يمليه عليك الحس السليم، من واجب كل رجل أن يفكر مليًا عندما تسوء الأمور أو عندما تتلاشى شجاعته في لمح البصر ..”

في عقله كانت القطط الصغيرة الرمادية تتجول وتلعب بينما كان يحصيها واحدة تلو الأخرى. ربط سوبارو القطط في العالم الخيالي بالعالم الحقيقي، وسلم ذاكرته للقطط الرقيق لتقوده إلى مكان سعيد. غرق عقله ببطء ، وسُحب إلى أرض الأحلام.

“أشعر أن شجاعتك قد .. احم … لنعد إلى موضوعنا الآخر… سوبارو، أتعرف وضع هذه البلاد… مملكة لوجونيكا في الوقت الحالي؟ ”

ارتجفت أكتاف سوبارو قليلًا عندما أدرك فجأة لمستها الناعمة وتنفسها.

“لا أعرف حتى قدر أنملة.”

“هواااه، هذا ليس سيئًا على الإطلاق. هذا ما يمكن تسميته بفطور النبلاء … كنت قلقًا من أن يكون شيئًا غريبًا من هذا العالم أو ما شابه”.

“بسماعك تقول هذا، أنا مصدوم أنك ما تزال حيًا حتى هذه اللحظة”

“في الواقع أجل، إنه ضيق على كتفاك، وساقيك قصيرتان جدًا “.

لا يبدو هذا كمديح لي، فكر سوبارو في عقله بينما كان ينظر إلى إيميليا. لم يكن يحاول إثارة غرائزها الوقائية، لكنها كانت بالتأكيد تمنحه شعور الأم الحامية.

مثل هذه الأشياء من شأنها أن تقلب معدتي رأسًا على عقب! “

“وضع البلاد” … أتعني أن البلاد في وضع سيء؟ ”

تحدث رام وكأن عليه قبول الهزيمة بينما تربت على ظهره من الخلف جعل هذا الشعور سوبارو يعترف بأنه خسر هذا —

اختار روزوال كلماته بعناية.

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

“وضع صعب إلى حد ما ، نعم ، هذا لأن لوجونيكا تفتقر حاليًا إلى وجود ملك.”

تلألأت عينا روزوال الملونة بشكل غريب ثم ارتفعت زوايا شفتيه في المشهد الذي أمام

احترقت أنفاس سوبارو داخله ليرمقه الرجل الذي يضع المكياج بنظرة محذرة وهو يجلس باستقامة على كرسيه.

 

“لا حاجة لمثل هذا القلق فالجميع يعي خطورة مثل هذا الوضع كما ترى”.

كان سوبارو خائفًا من أن تتطاير الشائعات بسبب رام حتى تصل إلى إيميليا في وقت قصير سيتعين عليه إنشاء شريان حياة مباشر مع إيميليا قبل أن يحدث ذلك.

“حسنا هذا جيد. ظننت أني علمت سرًا خطيرًا ولن أتمكن من الخروج من هنا حيًا”.

“لا أحد يستخدم مصطلح  أخطاء جسيمة هذه الأيام … آداب المائدة ، هاه. إن من المتأخر نوعًا ما أن أتعلمها الآن، أليس كذلك؟ ”

قالت إيميليا: “إنه لأمر محزن أن تسمع هذا منا أولاً … على كلٍ، هذه الأمة ليست في أوج استقرارها حاليًا”.

“ه- هذا صحيح. يبدو أنك تقضي وقتًا طويلاً في تعلم كيفية العمل في القصر … أنت تعمل بجد ، هاه؟ “

فهمت، غرق سوبارو في أفكاره كون المملكة بلا ملك  يعني أنها في وضع محفوف بالمخاطر. الموت المفاجئ للملك سواءً كان لأسباب طبيعية أو غيرها كفيل بهز البلاد بأكملها.

أصاب بريق الجوهرة العميق والهادئ عيون سوبارو ليملأه بشعور الرهبة.

 

“سو-با-رو!”

 

“أيمكنني تجربتها أيضًا؟”

“لكن ألا يتم التعامل مع مثل هذه المواقف بأن يرث ابن الملك الحكم ويدير أمر البلاد؟”

في عقله كانت القطط الصغيرة الرمادية تتجول وتلعب بينما كان يحصيها واحدة تلو الأخرى. ربط سوبارو القطط في العالم الخيالي بالعالم الحقيقي، وسلم ذاكرته للقطط الرقيق لتقوده إلى مكان سعيد. غرق عقله ببطء ، وسُحب إلى أرض الأحلام.

“عادة يكون هذا هو الوضع، ولكن الأمور انحرفت عن المسار الصحيح بسبب حادث وقع قبل نصف عام عندما انتشر وباء عظيم داخل جدران القصر”.

“هاه ، يجب أن أفتح الباب حتى أتمكن من منحها عودة جيدة.”

وكما قال روزوال، فقد أعلن أن الوباء يؤثر فقط على سلالة معينة. وهكذا هلك الملك ونسله الذين كانوا يسكنون القلعة.

“أنت تثير الغبار!”

“لا يمكن لومهم على المرض والموت. لكن ماذا سيحدث لهذه البلاد إذا؟ إن لم يكن هناك سلالة ملكية ، فلماذا لا يشكلون نظامًا ديموقراطيًا وينتخبون رئيسًا؟ ”

11

“لا أفهم ما الذي تعنيه بالجزء الأخير من كلامك، ولكن حاليًا، يدير مجلس الحكماء شؤون البلاد وهو مجلس مكون من أعرق العائلات تاريخًا في المملكة. لذا ستستمر البلاد كما هي،  ومع ذلك…”

رفعت إيميليا عينيها البنفسجيتين المتذبذبتين قبله. وعندما رأى سوبارو نظرتها الجادة  ومناشدتها ، تخلى سوبارو عن كل فكرة كان سيمزح بشأنها.

بعد توقف قصير، زاد توتر روزوال وتابع حديثه:

“هذا يجعل الأمر يبدو وكأنه نوع من الطلبات المنحرفة ، كما تعلمين …”

“… يجب أن يكون للمملكة ملك.”

“أنت لن تدع رجلاً لا تعرف عنه شيئًا مثلي يحزم أمتعته ويغادر. وبالنسبة لي ، بعد أن راجعت الإيجابيات والسلبيات، وجدت أن من الأفضل البقاء قرب إيميليا-تان “.

“افترض ذلك.”

“تتمثل واجباتي اليومية في الحفاظ على الحديقة والفناء الأمامي والتحقق من المناطق المحيطة. عليَّ أيضًا المساعدة في إعداد الغداء في الثامنة حسب التوقيت الشمسي ، وغسل الأواني الفضية … يجب أن تساعدني ، باروسو”.

حتى ولو كان ملكًا ظاهريًا فحسب، في هذه الحياة، لا يمكن أن تنتظم أي منظمة بلا رئيس ناهيك عن كون الحديث عن مملكة بأسرها.

“شخصان فقط يقومان بكل الأعمال في منزل بهذه الضخامة؟ كنت أظن الناس تنهار بسبب العمل الشاق كيفما كانت براعتهم! بعدما قلتُه… ألا تفكر في توظيف أي خادمات جدد هنا؟ ”

“فهمت” ، رد سوبارو. “لقد فهمت جوهر حديثك،  بعبارة أخرى ، لا يوجد حاليًا ملك للبلاد لذا فهي في حالة اضطراب لمحاولتها اختيار ملك جديد. علاقات المملكة بالدول الأجنبية تتدهور وهي في عزلة دولية. مما يعني أن ظهور أجنبي غامض مثلي هو … أمر مريب للغاية؟! ”

“آها، إذا فهذا هو الوضع، رغم أنكما توأم، إلا أن لكما تخصصات مختلفة، إذا فأختكِ بارعة في التنظيف؟ ”

“علااااااوة على ذلك، لقد تواصلت مع السيدة إيميليا وأصبحت لك علاقة بقصر ميزرس كما  ترى… على الرغم من وجود أدلة على ظروفك، إلا أن هذا هو كل ما يحتاجه بعضهم لِـ …”

 

خفض روزوال عينيه ورسم خطًا وهميًا يقطع رقبته بإبهامه. على الرغم من أن روزوال بدا وكأنه يمزح، إلا أن العرق البارد اجتاح جسد سوبارو

“همم؟ امتداد لروتين الصباح. يمكنني مقابلة معظمهم في الصباح ، لكن يمكنني مقابلة بعضهم في الليل فقط ، لذلك … “

كان لديه شعور سيء تجاه شيء ما. الحقيقة أنه أدرك الأمر في وقت سابق، لكن الأمر أصبح أخطر فأخطر كلما تعمق فيه.

بنظرة راصدة منها تخلى سوبارو عن تمثيليته وقبل أن يتحدث تنهدت إيميليا من المحادثة الروتينية لكن ذلك لم يثني سوبارو عن الإبتسام لإيميليا

“لماذا … ينادي سيد القصر إيميليا تان بـ «السيدة»؟”

تذكر سوبارو الوعد الذي قطعه مع إيميليا في الليلة السابقة عندما استيقظ  “هذا صحيح ، ناتسكي سوبارو- اليوم هو اليوم الموعود، هيا إلى العمل!”

القاعدة الذهبية لأي أسرة هي أن يحترم كل فرد الشخص الأعلى منه رتبة

 

 

… على عكس الاثنين الآخرين فقد كان مستوى عملهما وضيع يثير الشفقة

عندما ضحك روزوال ، شعر سوبارو أن براعم القلق داخل صدره

“قد تكون صريحة ومباشرة ، لكنها ألطف وأكثر تهذيبًا مما توقعت ، حقًا … آه؟”

بدأت تتفتح.

حاول سوبارو إخفاء ابتسامته الخجولة بينما حاول تحريك يده خلف ظهره والتي كانت إيميليا تحدق بها… اليد اليسرى التي تحملت وطأة إخفاقاته المتكررة في العمل.

“أليس من الطبيعي مخاطبة شخص أعلى مني مرتبة بلقب احترام مناسب؟”

أصدرت رام صوت همف لدى رؤيتها سوبارو المرتعد

تجمد سوبارو وفمه مفتوح. ثم نظر إلى إيميليا بشكل آلي وهو يسمع صوت التروس تدور في رقبته. تنهدت الفتاة ثم أظهرت وجهها باستسلام.

“ليس لديك أي أنواع أخرى من الملابس، أكلها ملابس خدم؟ ماذا عن أوقات الخروج وأيام العطلة؟ “

“لا أريدك أن تظن أني من أزال الغشاء عن جهلك، حسنًا؟”

ضحك سوبارو إذ أنه وجد أن طريقة إيميليا في البصم على شفتيها حزنًا على خسارتها في المبارزة  كانت لطيفة

“إرر .. بعبارة أخرى، أنتِ يا إيميليا تان هي …؟”

“أووو -!”

تمسك سوبارو بعناد باللقب لأنها بدت وكأنها ستقوم بإطلاق الرصاصة الأخيرة على عقله.

“… أيمكنك اختراق الممر كما لو لم يكن شيئًا، على ما افترض؟” جلست على الكرسي الخشبي داخل الأرشيف وهي تنظر إلى

“حاليًا ، لقبي هو «مرشحة ملكية» أنا أحد أولئك الذين يسعون لأن يصبحوا الحاكم الثاني والأربعين لمملكة لوجونيكا … بدعم من بيت روزوال، هذا هو الوضع”.

هز سوبارو رأسه ليعود أدراجه متشكيًا من العنف الذي تعرض له للتو

جعلت كلماتها سوبارو يشعر وكأنه أهان الجنة بأكملها.

لقد كانت المكافأة التي  مات من أجلها ثلاث مرات.

 

ارتفعت حواجب بياتريس من الغضب إذ لا يفترض أن يتمكن من فعل هذا ببساطه، ناهيك عن النظر للمستندات المحرمة!

3

لقد كانت فروة رأسه تؤلمه بحق،  بالإضافة إلى شعور الغثيان وسيلان أنفه سوبارو تحكيم عقله بتركيزه  على ذلك الألم الحاد وطعم الدم الناتج عن عض شفته، كما لو كان يستخدمها لإخفاء الإحساس بالفقد الذي شعر به ، بالرغم من أن ذلك الشعور كان وكأن شخصًا ما قد طعن أعضائه الداخلية.

 

– سمع صوتًا من مكان بعيد أشبه بدق الجرس

– إذا الفتاة الجميلة التي عثر عليها في العالم الآخر كانت ملكة. هذه الكلمة وحدها أثبتت بقوة أن هذا العالم الخيالي حقيقي!.

 “مذهل يا سوبارو.”

إذا، فهي مرشحة لتكون ملكة. عندما تذكر الأوقات التي كان يتفاعل فيها معها …

كان يكره سماع تلك التسميات، لكن افتقار سوبارو للمعرفة العامة جعل تجنب هذا صعبًا.

“يا رجل ، ثلاث أرواح لا تكفي لدفع ثمن هذا ، أليس كذلك …؟”

“اهتمامك هذا هو التفسير الحرفي لجملة «ليس من شأنك» إنه ما يزال دوري في طرح الأسئلة “.

“أعتذر عن مفاجأتك بهذا القدر. لم أقصد حقًا التزام الصمت حيال ذلك ، ولكن ، حسنًا … ”

“أجل. إنه صاحب أعلى رتبة بين السحرة… وهو المستخدم السحري الأول في المملكة بأكملها. “

“أوي! أنا لست مستاءً. أنتِ حقًا لطيفة كالملاك، إيميليا تان. ”

“إذن، يعمل الجميع بجد أيضًا.”

“إيه ؟!”

جعلت كلماتها سوبارو يميل برأسه.

جعلت كلمات سوبارو المباشرة علامات الصدمة تعتلي وجه إيميليا ليتصبغ بعدها باللون الأحمر

ملأت الضحكات الخافتة الغرفة  بينما كانا يسحبان الستارة ليغلقا النافذة المطلة على اللقاء بين الصبي والفتاة.

“حسنًا ، كما تعلمين ، أنت السبب في كل الأحداث التي حدثت منذ وجودي هنا يا إيميليا،  أنت بحق ك. إ . ك  (كنز إيميليا تان الكبير) ، هذا رأيي الصريح! ”

“تقع غرف الخدم في الطابق الثاني ، لذا ستبدل ملابسك هناك. لابد أن مقاس ملابسك مقارب لمقاس فريدريكا -الخادمة التي استقالت قبل عدة أشهر.”

“…(تنهد). الآن أظن أني فهمت كيف أتعامل معك،  أنت من النوع الذي يتجاهل أي معلومة تعلمها عن أي شخص لذا دعنا ننتقل إلى جوهر حديثنا، ما رأيك؟ ”

 

لا تزال آثار الاحمرار على وجهها  لكنها صفقت يديها لإعادة ضبط المشهد. على الرغم من أنه ما يزال جالسًا بقربها، إلا أن احساس بتباعد المسافة قد عاد مما  أجبر سوبارو على المضي قدمًا في حديثهم.

“البربري الحقيقي لا يجيب بـ «نعم» على هذا السؤال، ألا تعلمين ذلك؟”

“أشعر أني أقاطعكم، لكن دعونا ندخل في صلب الموضوع، ما رأيكم؟ ألا بأس عندك يا سوبارو؟ ”

لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كان هذا يعني أن الساعات الماضية قد قربتهم من بعضهم  أو أنه ببساطة حفر لنفسه حفرة أعمق ، ولكن …

“استنادًا إلى رأسي الذي لا يتزحزح عن كتفي، لا أظن ما ستقوله هو شيء بذاك السوء.”

“ليس عدلاً أن تعلبي أنتِ فقط اوه حسنا. أنا في مزاج جيد ، لذلك سوف أسامحك “.

صفّر روزوال على كلمات سوبارو. أما إيميليا فقد بدا وكأنها تفاجأت أيضًا، فكلاهما لاحظا كلمات وأفعال سوبارو على أنها علامة على أن لديه فهمًا راسخًا لنواياهم.

أطلق سوبارو صيحة إثر سماعه ذلك الحكم القاسي

بالطبع  كانا يقرآن ما بداخل عقله كثيرًا، ولكن هذه الأفكار أبعد مما أن تتواجد داخل رأسه طوال الوقت

هذه المرة ، عندما رأى وجه بياتريس يهتز بعد أن هزم الممر للمرة الثانية ، قام على الفور بدخول الأرشيف حتى لا تتمكن من إخفائه مرة أخرى.

“حسنًا ، هذا ما توقعته بشأن “النقطة” بناءً على إخباري بأن إيميليا-تان مرشح ملكي ولمَ هذا مهم ، أليس كذلك؟”

استمر الاثنان في استفزاز بعضهما البعض

قدمت إيميليا ملاحظة متأخرة.

“هذا غريب، ظننت أننا سنتوافق بدلًا من أن تصدميني هكذا … “

“… سوبارو ، هل أنت ذكي  أم أن ما يدور في رأسك محظ أوهام؟”

 

“هذان خياران متضادان، أتعلمين ذلك؟!”

“ليس سيئا، ليس سيئا على الإطلاق. أستطيع فعل ذلك. بعد خروجي من الحمام مباشرة ، أبدو أكثر إثارة بنسبة خمسين في المائة في المرآة. أشعر أن هذا سينجح! “

تألم سوبارو عندما قامت إيميليا بإخراج طرف لسانها له،  لكن مظهرها اللطيف غفر زلتها

– حسنًا ، كان ليكون وسيمًا للغاية لو لم يكن يرتدي ذلك الزي الغريب ويضع ذلك المكياج الذي جعله أشبه بالمهرجين.

على الرغم من طبيعة سوبارو البسيطة، تابع روزوال بعد “اعتذار” إيميليا.

“حسنًا ، أنهيت إحدى الجوانب،  تمعني جيدا. قمت بخياطته بشكل جيد، أليس كذلك؟ “

“لقد أصبت في تخمينك. الأمر متصل بما سيحدث لك. سيدة إيميليا؟ ”

“بما أنك قلت ذلك … من الجيد أنك تبذل قصارى جهدك ، ولكن كيف صارت يدك بهذا الحال؟”

“همم ، فهمت.”

لذا قام سوبارو بتشكيل ضفدع بيديه للرد عليها.

أومأت إيميليا برأسها عندما ناداها ثم وضعت شيئًا على الطاولة لتدفع بأطراف أصابعها البيضاء إلى الأمام رفع سوبارو حاجبيه عندما رآه.

لو لم يفكر روزوال في شيء من هذا القبيل ، فلا شك في أنه كان سيتعرض للإهانة الشديدة. ولكن على النقيض من مشاعر سوبارو المحرجة حيال ذلك ، “إذا، سيكون الأمر مثلما طلبت- أرجو أن نتأقلم مع بعضنا البعض بهدوء”.

“- هذه الشارة هي من …؟”

“حسنًا ، دعينا نذهب ، إذن!”

فوق قطعة قماش بيضاء تلألأت شارة تنين داخل جوهرة محيطة بها لقد كان الشيء الذي سرقته فيلت ذات اليد الخفيفة والذي أعاده سوبارو إلى إيميليا ، مالكها المناسب وعاد من ثلاث ميتات لتحقيق ذلك.

“أوه ، المكان الذي به كم كبير من الكتب!”

أصاب بريق الجوهرة العميق والهادئ عيون سوبارو ليملأه بشعور الرهبة.

 “هذا لا يبدو صحيحًا تمامًا ، لكن تبدين جادة للغاية،  مخيف جدا!”

“التنين هو رمز لوجونيكا، وكما ترى فإن التنين هذا معروف بكونه صديق مملكة لوجونيكا غالبًا ما يتم تزيين جدران القلعة والأسلحة بهذا الشعار، ولكن هذه الشارة مهمة بشكل خاص.”

“مهلًا، لا حاجة لأن تستعجلي هكذا، على الأقل قدمي نفسكِ، فأنا لا أعلم ما هي مكانتكِ هنا أو ما شابه،  هل أنتِ أخت روز-تشي الصغيرة؟ “

عندما توقف روزوال عن الحديث، نظر إليه سوبارو لحثه على الاستمرار. حول روزوال نظره إلى إيميليا ليقترح عليها إكمال الحديث. أغمضت إيميليا عينيها بينما ارتجفت شفتاها.

“عادة يكون هذا هو الوضع، ولكن الأمور انحرفت عن المسار الصحيح بسبب حادث وقع قبل نصف عام عندما انتشر وباء عظيم داخل جدران القصر”.

“إنها تؤهل «المرشحين الملكيين» وهي اختبار لتحديد ما إذا كان الشخص يستحق الجلوس على عرش مملكة لوجونيكا.”

مدت إيميليا أطراف أصابعها وأعطت جبين سوبارو دفعة خفيفة. لم يستطع سوبارو الذي كان مجهدًا من العمل مقاومة طرف إصبع إيميليا ، مما جعله يسقط للخلف على العشب.

بيانها ، الذي قالته بصوت متوتر ، جعل عيون سوبارو تتسع. دعمت الشارة التي على الطاولة -والتي تحمل صورة تنين بأجنحة ممدودة على الجوهرة المتلألئة- ادعائها.

مقارنةً بتلك المحادثة المتحدية والملتوية، كان طلب سوبارو واضحًا وبسيطًا.

“مهلًا لحظة …هل  فقدتِ الشارة التي تثبت أنكِ مرشحة ملكية؟!”

******

“كلامك هذا تملأه الفضاضة لقد سرقته صاحبة اليد الخفيفة!”

“افترض ذلك.”

“النتيجة نفسها-!!”

“أنا أبدي لك اهتمامي وأنت تخرج بنكتة كهذه..؟”

بتلك الصرخة القوية، ضرب سوبارو كفيه على طاولة الطعام وهو يقف على قدميه. مما جعل الأواني تكاد تسقط على الأرض لولا تدارك ريم للموقف ثم تابع سوبارو كلامه دون أي اهتمام

بدأ كل شيء حدث في اليوم السابق في التجمع داخل عقل سوبارو

“مهلًا، بجدية!! ماذا سيحدث لو لم تستعيديه؟! من الخطير حقًا .. إضاعة مثل ذلك الشيء، أليس كذلك؟! ألا يمكنهم إعطائك واحدًا آخر؟! ”

“إذن يا رام، لننتقل إلى الجزء الأهم، أتظنين أنه متورط؟”

“حســنًا، إن أضاعها أي مرشح ، فلن ينتهي الأمر بمجرد حديث أو اعتذار .. صحيــح؟”

“أيا كان أسلوبهما في الكلام، فهما أختان بعد كل شيء، هاه.”

بالرغم من ارتباك سوبارو، قام روزوال بتعديل طية سترته الكبيرة أثناء حديثه.

مسح سوبارو بأطراف أصابعه شعر إيميليا بلطف وهي تحدق فيه، لم تكن حركة عميقة، بل أشبه بتمرير أصابعه عبر شعرها بغرض الاستمتاع فقط.

“سيحمل الملك حمل المملكة على عاتقه، الاعتقاد الشائع هو أن اشخص الذي  لا يستطيع حماية شارة صغيرة لا يمكن أن يُعهد إليه بمسؤولية جسيمة مثل الأرض بأكملها “.

“ببساطة، لقد أضعت الأمانة عندما أبعدت عينيك عن شخص مهم مثل إيميليا تان. لهذا وصلت إلى تلك النتيجة،  ما أحاول قوله هو «لو أنك تابعت كل شيء بنفسك لما حدث ما حدث»”.

“حسنًا ، هذا الشعار .. إن علم أحد بما حدث، فستكون فضيحة كبيرة .. مما يعني؟! ”

“لم يعد أحد يستخدم تعبير اللحم المفروم هذه الأيام.”

الصراع في العاصمة الملكية حول الشارات  المسروقة وشراؤها حامٍ على أشده الآن،  مما يعني شيئًا واحدًا فقط.

– سمع صوتًا من مكان بعيد أشبه بدق الجرس

تابع سوبارو ، “سيكون أمرًا مريعًا إن اكتشف الشعب أنكِ فقدتِ الشارة ..  لهذا السبب كانت إيميليا تان تبحث عنها في كل مكان بنفسها”.

“- القمر جميل جدًا ، أليس كذلك؟”

ردت إيميليا “… نعم ، هذا صحيح.”

عندما دخل غرفته ، رفع أنفه عالياً ونفخ صدره ، مليئًا بالآمال والأحلام لليوم التالي. خلع سوبارو زي الخادم الخاص به،، مما منحه منظرًا مختلفًا بالبدلة الرياضية ليزحف إلى سريره بعدها،

“كانت فيلت هي من سرقتها ، لكن ايلزا كانت هي العميلة، وقالت إن شخصًا آخر جعلها تتعامل معها … بمعنى أن شخصًا ما يحاول إيقاف إيميليا تان من أن تصبح ملكة؟ ”

كانت بياتريس تبدو متعبة وهي تلعب بإحدى لفائفها. وعندما وقفت أصابعها،  ارتدت اللفافة المرنة وأعادت اللف بطريقة عكسية  أدهش ذلك المشهد سوبارو للغاية.

“يبدو أن هذا هو الوضع. لا توجد طريقة أبسط لاستبعاد شخص ما من سرقة الشـــارة”.

“لا أريدك أن تظن أني من أزال الغشاء عن جهلك، حسنًا؟”

بدأ كل شيء حدث في اليوم السابق في التجمع داخل عقل سوبارو

“قطة واحدة، قطتان …”

كيف رفضت إيميليا بعناد مساعدته ؛ فيلت وموكلتها ايلزا؛ موت سوبارو ثلاث مرات – كل ذلك كان متمحور حول قيمة هذه الشارة. لذا فهي بالتأكيد سبب وجود سوبارو في القصر.

“فهمت أمر التوقيت الزمني الآن يبدو أن التوقيت الشمسي والقمري أشبه بـ «صباحًا» و «مساءً» “

“يا رجل ، بالنظر إلى ما حدث فقد قمتُ بعمل رائع للغاية! أنا أستحق مكافأة أكبر ، هاه! ”

 

اغترّ سوبارو بنفسه الآن بعد أن أدرك فجأة أهمية أفعاله. ثم نظر إلى إيميليا بغطرسة ، وهو يهز إصبعه بإزعاج. كان ينتظر العبارة القاضية  ولكن.

“أوه، صحيح! آه، ليس الأمر كما تظنين،  أعني ، أن الكرسي البارد قد يؤذيك، لذا فكرت في تدفئته لكِ قليلاً. وليس الأمر أنني أردت فقط الجلوس حيث تجلسين عادة، إنه أمر يشبه الجلوس غير المباشر، صدقيني”.

“نعم أنت على حق. لقد ساعدتني كثيرًا يا سوبارو. لدرجة أن مجرد إنقاذي حياتك لا يكفي لسداد دينك عليّ هذا ما يعنيه هذا بالنسبة لي”.

لسبب ما ، لم يستطع سوبارو مقاومة ردة فعل الفتاة ذات الشعر المجعد. رغبة منه أن يرى وجهها الهادئ يتلاشى، قام سوبارو بنية تملؤها الأذى بتحريك مؤخرته بشكل عشوائي على الكرسي.

الطريقة التي رفعت بها يدها إلى صدرها والنظرة الجادة التي أعطتها لسوبارو، جعلته في حيرة من أمره.

“أعلي توقع الكثير من الشخص الذي أظهر براعة يرثى لها خلال كفاحه لتقشير خضار العشاء اليوم؟”

لم يتلاءم ارتفاع وجنتيه مع الهالة الجادة المحيطة به

تجاهلت الأختان تشكي سوبارو واستمرا في الحديث. سوبارو -محور الحديث الذي أصبح الآن خارجه- لم يجد شيئًا أفضل من أن يقوم بالتشمير عن ساعديه

– يا رجل ، لقد فشلت في استيعاب حالتهم المزاجية

“بالطبع، ولكن ما هو التوقيت الشمسي الذي ذكرته؟”

تصادمت عدم قدرة سوبارو على فهم الجو المحيط به مع نظرة إيميليا الجادة وأخيراً وسط الإحراج الكبير الذي شعر به ..

“يا إلهي، يا إلهـي ..  لا أنا لا أمانع بتااااتًا  يا سيدة إيميليا. بالنظر إلى كيفية تغيره من شخص يصارع الموت إلى شخص مفعم بالحيوية، ألا يفترض أن نشعر بالامتنان لذلك؟”

“لا تكوني هكذا يا بيتي نحن اصدقاء صحيح؟ لنجري بعض المحادثات القصيرة معًا”.

“…ماذا تفعل؟”

“السيد روزوال هو رب عائلة ميزرس ، لذلك فهو يعيش بالطبع في المسكن الرئيسي. وعندما قلت أقاربه كنت أعني الآخرين الذين تربطهم به  علاقة  فعلاقة فروع عائلة ميزرس ليست عميقة بشكل خاص “.

“ارر، يدي امتدت من تلقائها نوعًا ما.”

كان يتوقع أنه لن يبدأ عمله كخادم ببدلته الرياضية، لذا عندما ذكر ذلك، وضعت رام يدها على فمها وأومأت “بالتأكيد ، الملابس مهمة جدًا. دعنا نبحث عن ملابس بمقاسك … أجل، لابد أن لدينا البعض منها”.

مسح سوبارو بأطراف أصابعه شعر إيميليا بلطف وهي تحدق فيه، لم تكن حركة عميقة، بل أشبه بتمرير أصابعه عبر شعرها بغرض الاستمتاع فقط.

“فهمممت … قيمة السيدة إيميليا تتجاوز كل ما أملك بالفعل،  لذا فالأفضل أن تطلب مكافأتك مني أنا بصفتي  الراعي لها ، أليس كذلك؟ “

“أنا شخص  بسيط. أظن أن هذه مكافأة كافية بالنسبة لي”.

“مهلًا لحظة …هل  فقدتِ الشارة التي تثبت أنكِ مرشحة ملكية؟!”

“… لقد داعبت فرو باك أيضًا. سوبارو أتعاني من إدمان لمس الشعر أم ماذا؟ ”

فتحت تلك الفتاة عيناها المغلقتين بعد أن استشعرت وجوده على الأرجح.  زاد بريق جوهرتا الجمشت على مرأى من سوبارو الذي اقترب.

أطلق سوبارو صيحة إثر سماعه ذلك الحكم القاسي

 

“مهلا لحظة، الفراء والشعر شيئان مختلفان تمامًا،  شعرك الفضي جميل حقًا! ”

كان يتطلع لنوع من الإساءة اللفظية التي اعتادها منهما على الأفل

 

عبس سوبارو من سلوكها، عندها فتح المهرج -الذي كان يسير في قاعة الطعام- عينيه على مصراعيها لينظر لها ولسوبارو.

 

“ببساطة، لقد أضعت الأمانة عندما أبعدت عينيك عن شخص مهم مثل إيميليا تان. لهذا وصلت إلى تلك النتيجة،  ما أحاول قوله هو «لو أنك تابعت كل شيء بنفسك لما حدث ما حدث»”.

لقد كان ملمس شعر إيميليا ناعمًا كالحرير. وقد سحره ذلك الملمس بطريق مختلفة تمامًا عن فرو باك

“كما تعلم يا سوبارو ، لا يفترض أن تتحدث على مائدة الطعام. إنه وقاحة في حق رام وريم اللتان أعدتا كل شيء بنفسهما،  سترتكب أخطاء جسيمة في المناسبات المهمة إن لم تتحلى بالأخلاق الحميدة، لذا… ”

لكن لسبب ما ، جعلت كلمات سوبارو إيميليا تخفض عينيها بنظرة متألمة. قام سوبارو بإمالة رأسه ، دون معرفة سبب قيام إيميليا بذلك. بقي رأسه على الوضع ذاته إلى أن شعر بنظرة من الخلف.

“ناه ، لن أشعر بالملل أبدًا لوجودي معك ، إيميليا-تان.” “ما-“

 

”سوبارو. سأبذل قصارى جهدي، ولكن… أنت أيضًا، اتفقنا؟ “

******

“لمَ صححت لنفسك عدة مرات…؟ و ، آه ، أنا … “

“آه ، أظننا نقاطعكم؟ أتريدان أن نترككما بمفردكما؟ “

“لكن جنسها مختلف عن جنسي، أليس كذلك؟”

“اهتمامك هذا هو التفسير الحرفي لجملة «ليس من شأنك» إنه ما يزال دوري في طرح الأسئلة “.

عندما تحدث سوبارو ، بدأ يدرك سبب شعوره بأن شيئًا ما قد حدث معهم.

واصل سوبارو الاستمتاع بإحساس شعر إيميليا وهو يستخدم يده الأخرى للإشارة إلى روزوال.

كانت مهارة سوبارو في الخياطة ناتجة عن تربية والديه ، لكنه أيضًا تساءل عما كانوا يفكرون فيه في ذلك العالم.

“أفهم أن إيميليا تان مرشحة لتصبح ملكة ، لكن ماذا عن هذا العمل الذي تقوم به لدعمها؟”

سارعت بياتريس إلى إنهاء وجبتها حتى تتمكن من المغادرة في أسرع وقت ممكن. بدت وكأنها على وشك المغادرة دون أن تكلف نفسها عناء حمل صحونها عندما هز سوبارو اصبعه لها.

“أنت حقًا مصر، لقد أدركت المسائل السابقة من فورك، على الرغم من أن هذه طبيعة ثانية لأي إنسان ولد ونشأ في المدينة “.

“قد تكون صريحة ومباشرة ، لكنها ألطف وأكثر تهذيبًا مما توقعت ، حقًا … آه؟”

“يشرفني أن أحظى بمديحك أيها الكونت. على الرغم من أن روايات الأنمي والرومانسية البسيطة نوعا ما هيأت ذهني لمثل هذه الأشياء الخيالية “.

“كلاهما كالأطفال،  لن يحدث أي شيء” “لديك وجهة نظر.”

كحال أي قارئ، قام سوبارو بتجميع السيناريوهات التي يعرفها لبناء عالم محير يصعب تذكره. لم يكن حشو مثل هذا المستوى من المعلومات الأساسية في رأسه إنجازًا كبيرًا.

كجميلة أو لطيفة.

“حسنًا، هذا ليس شيئًا كنت أحاول إخفاءه. لقبي في مملكة لوجونيكا هو… أفترض أنني سيد المناطق الخارجية ، لكن يمكن التعبير عن دوري بٍ … ربما وصف ساحر المحكمة يناسبني؟ “

القاعدة الذهبية لأي أسرة هي أن يحترم كل فرد الشخص الأعلى منه رتبة

“ساحر المحكمة …؟ إذا أنت مستخدم السحر في القمة؟ “ ردت إيميليا فور أن توقفت كلمات سوبارو.

“النساء يسعدن عندما تتم ملاحقتهن.”

“أجل. إنه صاحب أعلى رتبة بين السحرة… وهو المستخدم السحري الأول في المملكة بأكملها. “

“يااالها من محادثة تجريانها أمام راعيكما مباشرة!  إن سمحتما لي…”

بدت غير راضية قليلاً رغم ذلك. سُر روزوال برد إيميليا وابتسم بينما رفع كوب الشاي إلى شفتيه.

“لا تقل لي أن لولي هي شريكتك غير المتعمدة في الجريمة …؟!”

“لنعد إلى ما كنا نتحدث عنه، أنا أؤيد ترشيح السيدة إيميليا لتصبح ملكة مما يعني أني سند ظهرها، وراعيها ودرعها الحامي باختصار.”

“… في الليل؟”

“راعيها هاه.”

عندما ألقى نظرة خاطفة على ما حوله، رأى أن رام تبدو فخورة بتنفيذ سوبارو لتوجيهاتها.

ممثل عن كل الذين يدعمونها،  هكذا كان موقف الرجل أمام عينيه.

شاهدت إيميليا سوبارو وهو يشتعل حماسة بدل التعامل مع الأمور الأكثر أهمية وتمتمت بصوت منخفض، “على ما افترض، أيهما أقرب لنوعك المفضل من الفتيات … رام أم ريم؟”

نظر سوبارو من جديد إلى الرجل الطويل صاحب المكياج المبهرج بلطف، ثم أخذ نظرة خاطفة على إيميليا

“مهلًا، بجدية!! ماذا سيحدث لو لم تستعيديه؟! من الخطير حقًا .. إضاعة مثل ذلك الشيء، أليس كذلك؟! ألا يمكنهم إعطائك واحدًا آخر؟! ”

“لا أقصد وصف هذا بطريقة خاطئة، ولكن … إيميليا-تان ، أمتأكدة من أمر هذا الرجل؟”

كيف رفضت إيميليا بعناد مساعدته ؛ فيلت وموكلتها ايلزا؛ موت سوبارو ثلاث مرات – كل ذلك كان متمحور حول قيمة هذه الشارة. لذا فهي بالتأكيد سبب وجود سوبارو في القصر.

“لا خيار آخر،  فهو الشخص الوحيد في المملكة الذي يمكنني طلب المساعدة منه، فقط غريبو الأطوار أمثال السيد روزوال قد يقبلون بمساعدة شخص مثلي، لذا.. “

قفزت بياتريس من مقعدها لتركض وتنورتها الطويلة تتطاير في الهواء.  كانت رؤية ابتسامتها اللطيفة تظهر كالوردة المتفتحة كفيلة بأن تنسيه «وقاحة» تلك الفتاة.

“آوه، فهمت .. عملية إقصاء إذن”

“ريم ، ريم. يبدو أن رأس ضيفنا العزيز قد تأثر قليلاً”.

“يااالها من محادثة تجريانها أمام راعيكما مباشرة!  إن سمحتما لي…”

مد المهرج يده وربت على كتف سوبارو ، وابتسم بتعزية أثارت لمسة المهرج على كتفه ووجه المبتسم المزين بالمكياج وجه سوبارو العابس.

ربما شعر روزوال بالافتراء إلى حد ما إلا أنه أخرج ضحكة مكتومة بدل أن يغضب.. قد يكون ذا قلب صلب ..  أو أنه ببساطة يسعد بتجاهل الناس له.

” ساعة …؟ إذا كنت تقصد بلورة زمنية سحرية ، فهي موجودة في جميع أنحاء القصر ، بما في ذلك هناك مباشرة “.

“إذا، لنعد إلى موضوعنا يا روز-تشي فهمت أنك راعي إيميليا تان. من اللطيف أن تنتقل إيميليا إلى شخص آخر لتخفي أنها تائهة نوعًا ما، لكن تركها بمفردها كما فعلتَ بالأمس في العاصمة، أليس أمرًا نادرًا ، هاه؟ “

“لنعد إلى ما كنا نتحدث عنه، أنا أؤيد ترشيح السيدة إيميليا لتصبح ملكة مما يعني أني سند ظهرها، وراعيها ودرعها الحامي باختصار.”

“أود وصف الأمر بالحادثة غير المسبوقة بالرغم من أن رام كانت من المفترض أن تكون معها … “

“هذا ما يبدو.”

ابتسم روزوال ابتسامة متوترة وهو يرمي الموضوع على رام. عندما نظر إليها سوبارو ، رأى أن لديها نفس تسريحة شعر ووجه ريم  وهي تقف بجانبها. على الأقل يمكن تمييزهم بسهولة عن طريق لون شعرهم.

تجاهل سوبارو كلمات تلك الفتاة متعمدًا وأمعن النظر في قاعة الطعام.

“يا رجل ، هذا تصرف متعجرف للغاية، نظرة «أفلت من العقاب تمامًا كما كنت أرجو» تثير أعصابي.”

 

سواء أكان خطأها أم لا، لقد حملّها فوق طاقتها بالرغم من ذلك رفعت إيميليا يدها في دفاع بنظرة محرجة تعلو وجهها.

 

“اممم ، هذا ليس خطأ رام. بالأمس انفصلت عن رام لأنني … استسلمت لفضولي وتجولت في كل مكان”.

“اوه مرحبا. يا – يالها من صدفة .. لقاؤك هنا؟ “

“يا له من عذر لا تستخدمه إلا الفتيات الصغيرات! كونها إيميليا تان فتاة كبيرة، لا يبرر لرام عدم تنفيذ أوامر سيدها،  صحيح …؟ “

اتسعت عينها لدرجة أن جمالها الأخاذ الذي ولدت به فقد نصف قوته.

مع محاولة إيميليا للتستر على رام ، أشار سوبارو بإصبعه من كل يد إليها قبل أن ينقلها إلى روزوال.

“اهتمامك هذا هو التفسير الحرفي لجملة «ليس من شأنك» إنه ما يزال دوري في طرح الأسئلة “.

“لديك حقًا وجهة نظر ، بالرغم من أنني أتحمل جزءً من المسؤولية إذ أن رام تفتقر إلى السلطة التقديرية. ولكن ما الذي تحاول قوله ، على ما افترض؟”

“هاه؟! ظننت أننا توافقنا للتو؟! “

“ببساطة، لقد أضعت الأمانة عندما أبعدت عينيك عن شخص مهم مثل إيميليا تان. لهذا وصلت إلى تلك النتيجة،  ما أحاول قوله هو «لو أنك تابعت كل شيء بنفسك لما حدث ما حدث»”.

سارعت بياتريس إلى إنهاء وجبتها حتى تتمكن من المغادرة في أسرع وقت ممكن. بدت وكأنها على وشك المغادرة دون أن تكلف نفسها عناء حمل صحونها عندما هز سوبارو اصبعه لها.

غيّر خطاب سوبارو الصغير تلك النظرات التي اعتلت وجوه الجميع.

لكن لسبب ما ، جعلت كلمات سوبارو إيميليا تخفض عينيها بنظرة متألمة. قام سوبارو بإمالة رأسه ، دون معرفة سبب قيام إيميليا بذلك. بقي رأسه على الوضع ذاته إلى أن شعر بنظرة من الخلف.

رفعت إيميليا حاجبيها بينما أبدا أحد التوأمين اعتذاره والآخر يحدق بعداء، أما بياتريس فكانت لا تزال تنظر بحرارة لباك الذي كان ما يزال رأسه عالقًا في طبق صفار البيض الذي أمامها، أما روزوال فقد ابتسم برضى وأومأ برأسه كما لو كان يتفق معه

دخلت بياتريس إلى المكتبة المحرمة ، وهي تنظر منتصرة إلى سوبارو بعد أن مدت يدها قفز باك من على إيميليا ليهبط على كفها الممدود.

“فهمممت … قيمة السيدة إيميليا تتجاوز كل ما أملك بالفعل،  لذا فالأفضل أن تطلب مكافأتك مني أنا بصفتي  الراعي لها ، أليس كذلك؟ “

“النساء يسعدن عندما تتم ملاحقتهن.”

“صحيح. وأنت لن ترفض، أليس كذلك يا روز-تشي؟ أعني ، لقد أنقذت حياة إيميليا تان ومنعتها من فقدان ترشيحها الملكي. أنا منقذها بكل شكل من الأشكال! “

رحلة إلى عالم خيالي دون قدرات خاصة وبملاس ممزقة كاد سوبارو يموت. ولكن بما أن سوبارو كان يتمتع بقدرة مخيفة ،فإن نهايته لم تكن على يدي الموت

نهض سوبارو من مقعده ورفع إصبعه نحو السماء.

“هذه خدمة كبيرة ، لكن … أمتأكدة من هذا؟ لديك أعمال كثيرة.. أليس كذلك؟ “

“ما قلته هو الحقيقة، أعترف لك بذلك،  والآن إذن ، أتتكرم علينا بتوضيح ما تريده؟”

“باروسو، أعطِ ريم سترتك. سيكون عليك الاستغناء عنها حتى صباح الغد “.

قام  روزوال من مقعده أيضًا، ناظرًا إلى سوبارو من ارتفاعه المتفوق. بدت إيميليا قلقة وهي تراقب سوبارو روزوال وهما يحدقان في بعضهما البعض.

“فهمت أمر التوقيت الزمني الآن يبدو أن التوقيت الشمسي والقمري أشبه بـ «صباحًا» و «مساءً» “

“ما الذي تريد طلبه مني؟ لا يمكنني رفض طلبك في سبيل منع نشر هذا الأمر على نطاق واسع. والآن إذا، ما هي رغبتك؟ “

قفزت بياتريس من مقعدها لتركض وتنورتها الطويلة تتطاير في الهواء.  كانت رؤية ابتسامتها اللطيفة تظهر كالوردة المتفتحة كفيلة بأن تنسيه «وقاحة» تلك الفتاة.

“هـه – هـه – هـه، هذا نبل منك، لقد فهمتَ ما أرمي له أيًا كانت المكافأة التي أريدها! لا يمكنك أن تقول «لا» يا روز-تشي! الرجل لا يتراجع عن كلمته! “

 “…  لم يكن عليَّ إخبارك بذلك لمَ قد أسمح لشخص مثله بالدخول إلى الأرشيف عن قصد ، على ما افترض؟ لا ، لقد حل لغز الممر كله بمفرده!”.

“هــذا القول المأثور! من وجهة نظري، لا يمكن للرجل التحجج بأي أعذار،  أو التراجع عن كلمته “.

“إن أصلحت شعري وقمت بتمشيطه قليلاً ، سأسامحك.”

جعل سلوك سوبارو الشرير شعبيته تتراجع في ذهنه، ولكن كل ذلك الجهد كان مكرًا لسحب هذه الموافقة من روزوال.  موافقة روزوال رسمت الابتسامة على وجه سوبارو

 

“أريد شيئًا واحدًا، واحدًا فقط .. أريدك أن توظفني عندك “.

“ما الذي فاجأك؟”

مقارنةً بتلك المحادثة المتحدية والملتوية، كان طلب سوبارو واضحًا وبسيطًا.

الفصل الثاني الصباح الموعود صار بعيد المنال  

لدرجة أن الفتيات خلف سوبارو صدمن لسماعه. أصبحت النظرات على وجه التوأم متضاربة بشكل طفيف، في حين بدت بياتريس مضطربة للغاية.

 

أما إيميليا…

ردت إيميليا “… نعم ، هذا صحيح.”

“لا – لا يحق لي قول هذا، ولكن لكن هذا نوعًا ما …”

… إذ أنه رأى أن الضمادة التي كانت على يده اليسرى قد اختفت.

اتسعت عينها لدرجة أن جمالها الأخاذ الذي ولدت به فقد نصف قوته.

لطالما كان سوبارو يستخف بمدربته المتقشفة خلال الأيام الأربعة الماضية. لكن مثل هذه التعليقات التي هي من طرف واحد  ما زالت تعزز المحادثات الودية التي يجريها مع إيميليا في الليل.

“تبدين لطيفة للغاية عندما تتفاجئين، لكن هل أنت ضد الفكرة؟”

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

 “الأمر ليس كذلك، ولكن أليست هذه مكافأة قليلة!”

 

كان الأمر كما لو أن إيميليا كانت غاضبة منه إذ أنها ضربت الطاولة وأغلقت المسافة بينها وبين سوبارو.

”سوبارو. سأبذل قصارى جهدي، ولكن… أنت أيضًا، اتفقنا؟ “

“الأمر مختلف عن وضع باك،  إنه … مثل عندما سألتني عن اسمي تلك المرة في العاصمة الملكية “.

“أشعر أن شجاعتك قد .. احم … لنعد إلى موضوعنا الآخر… سوبارو، أتعرف وضع هذه البلاد… مملكة لوجونيكا في الوقت الحالي؟ ”

ذكرت إيميليا المكافآت التي حصل عليها سوبارو على حد علمها. كانت إيميليا تعرف ما فعله ليحصل على تلك المكافآت مع ذلك هزت رأسها وكأنها لم تفهم حقًا.

أن يرى الوجه المبتسم للفتاة ذات الشعر الفضي أمام عينيه ويعلم اسمها.

“أنت لا … تعلم كم أنا ممتنة لك. لا يمكنني …أن أوفيك حق إنقاذ حياتي وكل ما فعلته، مع ذلك طلبت القليل! “

لم تقل رام كلمة واحدة عندما فتحت الباب المغلق. اتسعت عيون سوبارو في صدمة

تضاءل انعطاف إيميليا عندما ضغطت براحة يدها على صدر سوبارو وخفضت رأسها.

افترقت إيميليا عنهم في طريقهم إلى قاعة الطعام لتعود إلى غرفتها لتغير ملابسها، لذا كان سوبارو وتلك الفتاة ذات الشعر المجعد وحدهما في قاعة الطعام.  أظهر سوبارو وجهًا حزينًا لقاء سخريتها

عندما سمع سوبارو شكوى إيميليا، فهم بألم مدى تسرعه وعدم تفكيره

ولكن عندما نظر سوبارو بخجل إلى تعابير إيميليا …

لطالما شعرت إيميليا بأنها مدينة له. وأرادت أن ترد له الجميل بطريقة مناسبة.

 

لكن الشيء ذاته ينطبق على سوبارو. لطالما كان سوبارو مدينًا إيميليا. وقد أصبح مدينًا لها مرتين بطريقة لا يمكنه سدادها أبدًا.

ارتفع حاجبا رام عندما ناداها بالرئيسة. وعندما شعر سوبارو أنها إما لا تهتم أو لم تكن منزعجة جدًا ، غير الموضوع قليلًا

لم يستطع رد الجميل الذي “لم يحدث قط”.

“أيمكنني تجربتها أيضًا؟”

رفعت إيميليا عينيها البنفسجيتين المتذبذبتين قبله. وعندما رأى سوبارو نظرتها الجادة  ومناشدتها ، تخلى سوبارو عن كل فكرة كان سيمزح بشأنها.

 

قرر سوبارو أن ينقل إلى إيميليا مشاعره الجادة والتي يجب توضيحها.

 

“أنتِ لا تفهمين، إيميليا-تان. آنذاك، كان ذلك كل ما أردت معرفته من أعماق قلبي ، فهمتِ؟ “

“بما أنك قلت ذلك … من الجيد أنك تبذل قصارى جهدك ، ولكن كيف صارت يدك بهذا الحال؟”

“-هاه؟”

“فهمممت … قيمة السيدة إيميليا تتجاوز كل ما أملك بالفعل،  لذا فالأفضل أن تطلب مكافأتك مني أنا بصفتي  الراعي لها ، أليس كذلك؟ “

“آنذاك، أردت معرفة اسمكِ،  كنت وقتها أشعر أني متواجد في أرض جديدة غير مؤكدة، كما لم تكن لدي أدنى فكرة عما سيحدث في اليوم التالي، ظننت وقتها أن عليّ التوقف عن التفكير -إذ كانت هناك الكثير من الأشياء التي كان بإمكاني التفكير فيها – ولكني شخص لا يستطيع أن يكذب على نفسه “.

بينما هو واقع في غرام تلك الحلوى، داعب سوبارو أذنه في محاولة منه لحثه على متابعة الحديث

 

ألصق سوبارو إصبعه المقطوع في فمه وهو يشتكي ، وينتفخ خديه بينما يملأ الطعم المعدني فمه.

لقد كانت المكافأة التي  مات من أجلها ثلاث مرات.

– في تلك اللحظة ، لم تكن هناك مكافأة أكبر يمكن أن يتمناها.

أن يرى الوجه المبتسم للفتاة ذات الشعر الفضي أمام عينيه ويعلم اسمها.

عندما عاد بذاكرته إلى الوراء، تذكر أن هناك بلورة سحرية في الغرفة التي استيقظ فيها سوبارو أيضًا. شعر سوبارو أن البلورة كانت أكثر خضرة في ذلك الوقت.

– في تلك اللحظة ، لم تكن هناك مكافأة أكبر يمكن أن يتمناها.

تضاءل انعطاف إيميليا عندما ضغطت براحة يدها على صدر سوبارو وخفضت رأسها.

“طلبي إلى روز-تشي هو شيء من هذا القبيل أيضًا. أنا الآن مفلس تمامًا. بالطبع  يمكنني أن أطلب كومة من الذهب ، ولكن لماذا لا أقوم بإعداد نفسي حتى أتمكن من كسب لقمة العيش على المدى الطويل؟ “

“وضع البلاد” … أتعني أن البلاد في وضع سيء؟ ”

“… إن أردت ذلك ، يمكنك أن تطلب العيش هنا مجانًا ، وليس كخادم ، كما تعلم؟”

تمامًا كما أشارت رام ، كانت الأكتاف ذات مظهر سيء لأن الأكمام كانت غير مناسبة. منطقة الإبط على وجه الخصوص كانت مشدودة للغاية بحيث لا يمكنه تحريك كتفيه. تساءل سوبارو عما إذا كانت هذه مشكلة طبيعية عند التعامل مع الزي الرسمي للخدم.

“أوه ، كان بإمكاني فعل ذلك ؟! أوي! سيد روزوال، هل تسمح لي أن أعيش هنا كـضـ – “

“لا أريدك أن تظن أني من أزال الغشاء عن جهلك، حسنًا؟”

نظر سوبارو  إلى روزوال بينما حاول تعديل رغبته ، ولكن الرجل أشار بيديه فوق رأسه بعلامة X.

“أوه ، اللعنة! كنت أحاول إخفاء ذلك … “

“سأقبل بطلبك الأول،  الرجل الحقيقي لا يتراجع عن كلمته ، أليس كذلك؟ “

“يبدو أنكِ تراقبين سوبارو أكثر مما ظننت؟”

“هواااه! أنت على حق! الرجل الحقيقي لا يفعل ذلك ، هاه ؟! “

“… وقت الرياح أخضر ، والنار أحمر، والماء أزرق ، والأرض أصفر. هل تريد أن أشرح لك أي شيء آخر؟ “

وجد سوبارو طلبه قد أصبح مرفوضًا لأن شخصًا ما اضطر إلى فتح فمه الكبير في وقت سابق.

بالتأكيد ، كان هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لم يكن يعرفها ، لكن مستواه السيء في العمل جعله يشعر بحزن عميق

“ولقد ظننت لوهلة أنك كنت جادًا في تغيير طلبك … لا بد أنني تخيلت ذلك للتو.”

لقد سمع سابقًا عن كون رام أقل من ريم في أداء مهام الطبخ والتنظيف وغسيل الملابس والخياطة وكل الأعمال الروتينية الأخرى تقريبًا. لكن يبدو أن رام تتمتع بخبرة كبيرة في تقشير الخضار.

“وأسقط من عين إيميليا -تان! سيلاحقني ذلك ما حييت! “

بالأخص الأشخاص الذين كان مولعًا بهم كثيرًا.

أدرك سوبارو أنه فقد فرصة عيش حياة رغيدة سهلة في بيئة أشبه بعالم من خيال. لكنه لم يرد أن يسقط من عين تلك الفتاة الجميلة

“إذا كنت لا تريدين ذلك ، فلستِ ملزمة،  رغم أني أتمنى أن تفعلي ذلك! “

“على أي حال … هذا هو الحال ، لذا … أعني ، لابد  أن اهتمام رام-تشي وريم-رين بهذا القصر وحدهما سينهكهما في النهاية، لذا اسمح لي بالعمل تحتهم”

لم تكن حقيقة أن هذه اللمسات العرضية تحمل دفئًا أكثر مما كانت عليه من قبل من نسج مخيلة سوبارو

“صحيح أن هذا مصدر قلق حقيقي … على الرغم من أنني أشعر أن الأمر كما قالت السيدة إيميليا عندما قالت أن ما طلبته يعد قليلًا في المقابل!”

“يا لهذا الوجه الحزين أيتها الأخت الكبرى،  لقد كنت أمزح فحسب  لست جاهلًا لدرجة أني لا أميز بين حركات الخادمات والخدم  أوه، صحيح، ماذا عن الملابس؟ “

أظهر روزوال ابتسامة متوترة للمرة الأولى، ولكن سوبارو رفع إصبعي السبابة اليمنى واليسرى وهزهما.

قالت إيميليا: “إنه لأمر محزن أن تسمع هذا منا أولاً … على كلٍ، هذه الأمة ليست في أوج استقرارها حاليًا”.

” في الواقع، أنا رجل جشع للغاية .. . أعني ، العيش تحت نفس السقف مع فتاة رائعة وجميلة ومن النوع الذي يناسبني تمامًا ،أي فتى سيرفض  هذا؟ تتقارب القلوب عند تقارب الأجساد، وتكثر الفرص بطبيعة الحال! “

“أوه ، كان بإمكاني فعل ذلك ؟! أوي! سيد روزوال، هل تسمح لي أن أعيش هنا كـضـ – “

“… فهمممممت، بالتأكيد كلامك صحيح! من النادر أن يعمل المرء بجانب فتيات يهتم بهن ، أليس كذلك؟ الأمر ممتع للغاية بالنسبة لك “.

“هيهي، كم أنا مخيف، أجمع شخصين في خلاف مع بعضهما بعض كالعبيد عندي … مياو مياو “

“حسنا ، بالإضافة إلى ذلك”

“يبدو أن هذا هو الوضع. لا توجد طريقة أبسط لاستبعاد شخص ما من سرقة الشـــارة”.

توقف سوبارو عن هز أصابعه واستخدمها في خدش شعره الأشعث.

“آه ، هذا صحيح. عديــم الفائدة تماما؟”

“أنت لن تدع رجلاً لا تعرف عنه شيئًا مثلي يحزم أمتعته ويغادر. وبالنسبة لي ، بعد أن راجعت الإيجابيات والسلبيات، وجدت أن من الأفضل البقاء قرب إيميليا-تان “.

“أشعر بالأسف على المزارع الذي زرع تلك الخضروات.”

عرف سوبارو عددًا قليلاً جدًا من الأشياء غير المريحة. لقد علمَ أنه لن يلقى خيرًا إن غادر القصر دون أي وسيلة لحماية نفسه.

 

لو لم يفكر روزوال في شيء من هذا القبيل ، فلا شك في أنه كان سيتعرض للإهانة الشديدة. ولكن على النقيض من مشاعر سوبارو المحرجة حيال ذلك ، “إذا، سيكون الأمر مثلما طلبت- أرجو أن نتأقلم مع بعضنا البعض بهدوء”.

تدقيق: @_SomeoneA_

جاء رد روزوال الفوري بعين واحدة مغلقة ، وينظر إلى سوبارو بعينه الصفراء وحدها.

عندما ضحك روزوال ، شعر سوبارو أن براعم القلق داخل صدره

لم يستطع سوبارو قراءة ما كان يفكر فيه وراء تلك الغمزة الغريبة

تصادمت عدم قدرة سوبارو على فهم الجو المحيط به مع نظرة إيميليا الجادة وأخيراً وسط الإحراج الكبير الذي شعر به ..

 

“- الظروف الحالية تجعل ذلك مستحيلاً، وأيضا ، انتهى وقت الكلام الفارغ “.

كان سوبارو يشعر بالحرج داخليًا لقول مثل هذا الاعتراف القوي علنًا.

“حسنا ، بالإضافة إلى ذلك”

ولكن عندما نظر سوبارو بخجل إلى تعابير إيميليا …

“ماذا ، أما زلتِ تعملين يا ريم؟  من الأفضل أن تتوقفي،  فالصباح يأتي بسرعة “.

“يا إلهي ، أنت حقًا طفل ميؤوس منه … هل حدث شيء ما؟”

دفن سوبارو وجهه في الوسادة حيث أدرك أنها بنفس تلك الرائحة الفاخرة التي شمها سابقًا  والآن بعد أن أنهى ساعات عمله،  سرعان ما غير سوبارو زيه الرسمي إلى بدلته رياضية إذ أنه ينوي النوم بالملابس التي اعتاد عليها.

ردها الهادئ ترك سوبارو في حيرة. ربما كان يبالغ في التفكير؟  كان هذا نتيجة افتقاره إلى خبرة التواجد قرب فتاة جميلة.

“برأيي هو شخص لا ينحني بسهولة.”

“يا رجل ، التعامل مع فتاة أحبها كثيرًا يجعلني مرتبكًا …”

صمت روزوال لسماعه سؤال سوبارو وعقد ذراعيه على الطاولة. بعدها أظهر روزوال ابتسامة لطيفة، ولكن بنظرة عينين مختلفة انتبه لها سوبارو

شاهدت إيميليا سوبارو وهو يشتعل حماسة بدل التعامل مع الأمور الأكثر أهمية وتمتمت بصوت منخفض، “على ما افترض، أيهما أقرب لنوعك المفضل من الفتيات … رام أم ريم؟”

غادر سوبارو وريم تاركين رام في الممر وذهبا إلى غرفة الملابس.

وضعت إيميليا إصبعًا على شفتيها آخذة ما قاله سابقًا في الحسبان  تماما بطريقة خاطئة.

“ما الذي تهذي به؟ تعال إلى هنا من فضلك “.

4

“لا يمكن لومهم على المرض والموت. لكن ماذا سيحدث لهذه البلاد إذا؟ إن لم يكن هناك سلالة ملكية ، فلماذا لا يشكلون نظامًا ديموقراطيًا وينتخبون رئيسًا؟ ”

– خلال تناول وجبة الإفطار التي استغرقت طويلًا، تمت تسوية مسألة ما يجب القيام به مع سوبارو إلى حد كبير.

“لا يمكنني ترك ذلك يمر مرور الكرام،  هنالك أشخاص يتصرفون هكذا، عليَّ التعامل مع مثل هذا سواءً الآن أو لاحقًا… “

بعد مشاهدة ما حدث، كان أول من وقف هي الفتاة ذات الشعر المجعد – بياتريس.

13

“بما أن المناقشة انتهت وتم تسوية كل شيء، أيمكنني أخذ إجازتي مع باك، على ما أفترض؟”

… إذ أنه رأى أن الضمادة التي كانت على يده اليسرى قد اختفت.

سارعت بياتريس إلى إنهاء وجبتها حتى تتمكن من المغادرة في أسرع وقت ممكن. بدت وكأنها على وشك المغادرة دون أن تكلف نفسها عناء حمل صحونها عندما هز سوبارو اصبعه لها.

بمثل هذا التعبير المحايد ، رأى سوبارو عيون ريم ممتلئة بتصميم شرس. حك سوبارو وجهه بإصبعه ، مدركًا أنه لا بد أنه أزعجها قليلاً خلال الأيام الأربعة الماضية.

“مهلًا، لا حاجة لأن تستعجلي هكذا، على الأقل قدمي نفسكِ، فأنا لا أعلم ما هي مكانتكِ هنا أو ما شابه،  هل أنتِ أخت روز-تشي الصغيرة؟ “

تدقيق: @_SomeoneA_

“أتعاملني كقريبة لذلك  الشيء ؟ أنت بارع في استفزازي”.

“كلا، ما باليد حيلة،  أرجوكِ انسي ما جرى”.

تنهدت بياتريس تنهيدة تملؤها الاشمئزاز بينما ابتسم روزوال ابتسامة بغيضة ، أنزل سوبارو كتفيه عندما رمقته بياتريس بنظرة سيئة قبل أن يتحدث باك.

“بالنسبة لخادم، تستحق درجة الرسوب على عملك .. صحيح يا ريم؟”

“بيتي هي أمينة المكتبة المحرمة هنا في قصر روزوال!”

لم يستطع سوبارو قراءة ما كان يفكر فيه وراء تلك الغمزة الغريبة

“باك؟!”

بمجرد أن نادتها ظهرت ريم بجانبهم من العدم مما أفزع سوبارو كثيرًا. كان الأمر كما لو كانوا يلعبون.

قبل لحظات من اندلاع الشجار بينهما، أفسد القط الأمر برمته كان باك منشغلًا في قضم رغيف الخبز المغطى بالسكر ليستمتع بتحلية فاخرة.

“كيف يمكنني أن أتعايش مع هذا الشخص على ما افترض؟!”

“حلو ، لذيذ ، ميااااو…”

“لماذا … قد أعود ؟!”

“أكره إزعاجك وأنت منتشي بالسكر ، ولكن هل يمكنك إخباري بالمزيد؟”

“سو-با-رو!”

بينما هو واقع في غرام تلك الحلوى، داعب سوبارو أذنه في محاولة منه لحثه على متابعة الحديث

“…ما الذي تفعله؟ تتحقق من حالة القفل؟ “

بقي سوبارو يداعبه قليلاً إلى أن رفع باك وجهه عن الطبق.

فبعد كل شيء ، كانت العبارة التي قالها للتو هي الحقيقة.  واصل سوبارو حديثه سريعًا كما لو كان يحاول إخفاء احمراره.

“لأن روزوال ساحر بارع للغاية ، بالإضافة لكونه ينحدر من عائلة عريقة،  هناك الكثير من الكتب هنا لا يجب أن يراها الآخرون. لذا أبرم اتفاقًا مع بيتي لتقوم بحمايتها”.

“أكره الاعتراف بذلك، ولكنكِ قمتِ بعمل مذهل ..  بإمكان يدي وكتفاي التحرك بحرية … آه ، هل تبدو جيدة عليّ؟ “

“أجل هذا صحيح. كيف يصيب باك عين الحقيقة دائمًا ، على ما افترض؟ “

بالتأكيد ، كان هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لم يكن يعرفها ، لكن مستواه السيء في العمل جعله يشعر بحزن عميق

بدا وكأن بياتريس اتفقت معه دون تفكير، وتحدثت بينما كانت يدها تمتد إلى أذن باك الأخرى. ظهرت عليها نظرة جميلة حيث شعرت أصابعها بفراء أذنيه.

اشتعلت أنفاس سوبارو.  بينما أمالت إيميليا رأسها قليلا وهي تراقب.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها سوبارو بياتريس بتعبير يناسب جمالها.

كان تحديد أولوياتهم خلال العمل مثيرًا للإعجاب، لكن سوبارو كان يفتقر إلى القوة العقلية للإشادة به.

اشتعلت أنفاس سوبارو.  بينما أمالت إيميليا رأسها قليلا وهي تراقب.

“هل أردت شيئًا من السيدة بياتريس؟ يمكنك أن تطلبه مني إن أردت …؟ “

تبدوان وكأنكما تتعايشان بشكل جيد حقًا أثناء اللعب مع القط اللطيف هناك.”

“أتذكر أني سمعت سابقًا أنها أفضل منك في كل شيء رغم ذلك ؟!”

“التعامل الجيد مع شخص مثلها هو…!”

كان لديه شعور سيء تجاه شيء ما. الحقيقة أنه أدرك الأمر في وقت سابق، لكن الأمر أصبح أخطر فأخطر كلما تعمق فيه.

“كيف يمكنني أن أتعايش مع هذا الشخص على ما افترض؟!”

انتفخ خدي إيميليا بسبب سخرية سوبارو من ضياعها في العاصمة.

حطم سوبارو وبياتريس فكرة إيميليا. من جانبه أخفى سوبارو خجله بينما بدت بياتريس جادة للغاية.

“هيهي، كم أنا مخيف، أجمع شخصين في خلاف مع بعضهما بعض كالعبيد عندي … مياو مياو “

“هيهي، كم أنا مخيف، أجمع شخصين في خلاف مع بعضهما بعض كالعبيد عندي … مياو مياو “

اعترفت رام بجرأة أنها الأخت الكبرى التي لا قيمة لها ، مما جعل سوبارو يصرخ بنظرة من الصدمة المزيفة. بعد ذلك ، قامت رام بتمسيد الشعر الوردي الذي قامت ريم بتمشيطه سابقًا، ونظرت إلى أختها الصغرى.

كان باك مشغولاً بكونه محط الاهتمام عندما أمسكته أصابع إيميليا. كان باك محاصرًا بين أصابع إيميليا غير قادر على الحركة وهي تتنهد.

يبدو أن ثلاثتهم اتفقوا على المصطلح الذي لم يسمعوا به قبلًا  وأجابوا بأجللل! رفع سوبارو يديه وضرب كف كل واحد منهم  لقد بدؤوا يتوافقون جميعًا مع بعضهم

“كونها وصية على المكتبة المحرمة …تبدو هذه المهمة سهلة لمن يسمعها، ولكن الواقع أمر مختلف”

“راعيها هاه.”

أعطت بياتريس سوبارو نظرة كئيبة بينما كان يدغدغ باك ، لكن ما قاله سوبارو خفف من تعابيرها. كانت تتلاعب بلفائف شعرها الطويل وردت عليه بصراحة

 

“ألم تسمع تفسير باك؟  إنها الغرفة التي دخلت إليها سابقًا “.

 

“أوه ، المكان الذي به كم كبير من الكتب!”

“لا أستطيع النوم بجانب إيميليا تان ، لذا سأعود أيضًا.”

تذكر سوبارو حجم أرفف الكتب التي امتدت من الأرض إلى السقف والتي لا يمكن تفسير أمرها ألا بكونها نوع من الأرشيف.  من ناحية أخرى ، فإن فكرة حظر كل هذه المجلدات بطريقة ما جعلته يشعر وكأنها جريمة على نطاق مختلف تمامًا.

أصاب بريق الجوهرة العميق والهادئ عيون سوبارو ليملأه بشعور الرهبة.

“لا تقل لي أن لولي هي شريكتك غير المتعمدة في الجريمة …؟!”

” ساعة …؟ إذا كنت تقصد بلورة زمنية سحرية ، فهي موجودة في جميع أنحاء القصر ، بما في ذلك هناك مباشرة “.

“يزعجني هذا الاسم «لولي» في كل مرة أسمعه فيها! وللإجابة على سؤالك ، فإن فكرة أني «ضحية بريئة» تزعجني كثيرًا، لمَ لا أموت وأرتاح منك، على ما افترض؟ “

نظر سوبارو إلى حيث أشارت رام ليرى بلورة ينبعث منها ضوء خافت. تتدلى البلورة من الجزء العلوي من جدار القصر – تمامًا حيث يمكن أن توجد الساعات الكبيرة في عالمه.

“لا تكوني متشائمة هكذا يا حبة الجمبري،  يتطلب الأمر تناول الكثير من الكالسيوم وقلبًا هادئًا لتصبحي أطول. لو كنتِ بمثل طولي أنا وإيميليا-تان، لكان بيننا نوع من قصص الحب الكوميدية … “

“يمكن لباك فقط لمس  أمثالي… أستغادر الآن أم ماذا، على ما افترض؟”

لقد ترك تعليقه بياتريس تتذمر بسخط بينما ألقى نظرة عاطفية على إيميليا. لكن إيميليا تركت هذا التعليق يمر مرور الكرام وتعاملت بشكل مختلف مع موضوع بياتريس.

ابتسم روزوال ابتسامة متوترة وهو يرمي الموضوع على رام. عندما نظر إليها سوبارو ، رأى أن لديها نفس تسريحة شعر ووجه ريم  وهي تقف بجانبها. على الأقل يمكن تمييزهم بسهولة عن طريق لون شعرهم.

“مهلًا لحظة، بياتريس … لم تخبريني أنك سمحت له بدخول الأرشيف؟ “

لقد سمع سابقًا عن كون رام أقل من ريم في أداء مهام الطبخ والتنظيف وغسيل الملابس والخياطة وكل الأعمال الروتينية الأخرى تقريبًا. لكن يبدو أن رام تتمتع بخبرة كبيرة في تقشير الخضار.

 “…  لم يكن عليَّ إخبارك بذلك لمَ قد أسمح لشخص مثله بالدخول إلى الأرشيف عن قصد ، على ما افترض؟ لا ، لقد حل لغز الممر كله بمفرده!”.

“أنت تفعل هذا كل يوم كما تعلم.. وبالنسبة لموضوع الصدفة.. ألسنا نعيش تحت سقف واحد؟ “

انتفخ الوريد في جبين بياتريس وهي تقف بخشونة وتفتح باب قاعة الطعام.

“قالت: «أخذ سوبارو ينظر لي بنظرات منحرفة عندما كنا بمفردنا»… أيها الوحش”

أما سوبارو فقد سأل مثل الأحمق معلقًا على الوضع الذي لم يفهمه أمامه ، “آه؟ الممر …؟ “

“إنه ليس شيئًا كبيرًا كما لو كان خياطة سترة بأكملها كما أن الدقة ستكون أقل بعكس ما إن كانت سترة للسيد روزوال، لكن أظن هذا سيفي بالغرض”.

أمام عينيه، الباب المفتوح الذي كان ينبغي أن يؤدي إلى قاعة القصر أصبح يؤدي إلى غرفة ضخمة تصطف على كلا جانبيها أرفف الكتب. كاد يصاب بالإغماء عندما تذكر أنه قد رآه من قبل.

كانت ريم مهذبة من الخارج وتطعن من الداخل. أما رام فتتصرف بتعجرف. لكن في الآن ذاته كانتا مراعيتين للغاية، وهو أهم صفة يريدها الشخص في زملاء عمله من وجهة نظر سوبارو.

“هذا هو الممر. أنت ترتعش لأن جماله الراقي أحرق عينيك، ربما؟ – هيا ، باك”

وضعت الفتاة ذات الشعر الأزرق قائمة إفطار تقليدية مكونة من السلطة والخبز وما إلى ذلك، بينما قامت الفتاة ذات الشعر الوردي بصب وتقديم أكواب الشاي بخفة.  تلك الروائح الأخاذة جعلت معدة سوبارو تستغيث فجأة طلبًا للطعام.

دخلت بياتريس إلى المكتبة المحرمة ، وهي تنظر منتصرة إلى سوبارو بعد أن مدت يدها قفز باك من على إيميليا ليهبط على كفها الممدود.

واصل سوبارو الاستمتاع بإحساس شعر إيميليا وهو يستخدم يده الأخرى للإشارة إلى روزوال.

لحظتها  أغلقت بياتريس الباب وراءها هي والقطة.

 

لم تقل رام كلمة واحدة عندما فتحت الباب المغلق. اتسعت عيون سوبارو في صدمة

بداية بـِ…“أفهم وضعي، لكن جعل أختك الكبرى تقشر الخضار لكِ أيضًا؟ اعني، أين ذهبت الكرامة؟ “

“مهلًا، هذا لا يصدق.”

بفضل طبيعة سوبارو فقد اختفت تلك الأجواء المشحونة بينهما

سار سوبارو ليجد الردهة  قد أصبحت خلف الباب الذي أغلق قبل لحظات،  بينما تلاشى المشهد الذي كان أمامه قبل لحظة مثل السراب.

حسب الآداب، يجب أن يجلس الاثنان بعيدًا عن بعضهما لمنح حق الاستفادة الكاملة من طاولة الطعام لكل منهما

“فهمت. بعبارة أخرى ، يجعل السحر الأبواب تتصل بأي غرفة من غرف القصر،  إنه سحر أنيق يمكنه مساعدة الناسك في عمله “

لم يشعر بالراحة لحظتها. واصطدمت عباراتهم بذاكرة سوبارو.

بدت إيميليا محبطة قليلاً.

“آه ، صحيح، هذا هو الوضح حاليــًا ~  رام وريم هما الوحيدتان المتبقيتان “.

“في الواقع تبدو أقل دهشة مما توقعت. ما هو الناسك بالمناسبة؟”

عندما عاد بذاكرته إلى الوراء، تذكر أن هناك بلورة سحرية في الغرفة التي استيقظ فيها سوبارو أيضًا. شعر سوبارو أن البلورة كانت أكثر خضرة في ذلك الوقت.

“إنه شخص يحرس المنزل وينتظر عودته أفراده المرهقين من الخارج”.

” ساعة …؟ إذا كنت تقصد بلورة زمنية سحرية ، فهي موجودة في جميع أنحاء القصر ، بما في ذلك هناك مباشرة “.

“إيه … هذا يبدو عملًا نبيلًا. هل أنت ناسك يا سوبارو؟ “

“معــكــم سيد القصر .. روزوال إل ميزرس، إن من دواع سروري أن تشعر بالأمان والراحة تحت سقفي ، ناتسكي سوبارو”.

كانت إيميليا قلقة بعض الشيء عندما قاطعتها عطسة سوبارو والتي دغدغت أنفه.

جعلت كلمات سوبارو المباشرة علامات الصدمة تعتلي وجه إيميليا ليتصبغ بعدها باللون الأحمر

“آتشووو!”

بفضل طبيعة سوبارو فقد اختفت تلك الأجواء المشحونة بينهما

“نعم ، نعم ، هل  نواصل تقديم أنفسنا؟ رام ، ريم “.

“لمَ صححت لنفسك عدة مرات…؟ و ، آه ، أنا … “

“سررت بمعرفتك. أنا ريم ، أعمل كخادمة رئيسية عند هذه الأسرة “.

حتى ولو كان ملكًا ظاهريًا فحسب، في هذه الحياة، لا يمكن أن تنتظم أي منظمة بلا رئيس ناهيك عن كون الحديث عن مملكة بأسرها.

“سررت بلقائك. أنا رام ، أعمل خادمة ثانوية في قصر السيد روزوال”.

بتلك الصرخة القوية، ضرب سوبارو كفيه على طاولة الطعام وهو يقف على قدميه. مما جعل الأواني تكاد تسقط على الأرض لولا تدارك ريم للموقف ثم تابع سوبارو كلامه دون أي اهتمام

عقد سوبارو ذراعيه.

“هل يمكنك توفير عبارتك عن الأغبياء هذه وإغلاق الباب حالًا، على ما افترض ؟! “

“واو ، أصبحتا الأختان لطيفتان ورسميتان فجأة حسنًا ،لا يحق لي قول هذا، ولكن … “

“مهلًا لحظة، وجود فتاة تلعب بشعري سيؤدي حقًا إلى القضاء عليّ!”

تضافرت أيدي التوأم ونظرتا إلى سوبارو.

“يمكن لباك فقط لمس  أمثالي… أستغادر الآن أم ماذا، على ما افترض؟”

“لكن يا ضيفنا العزيز … أو بالأحرى سوبارو ، أنت زميلنا في العمل الآن؟”

كان اليوم هو اليوم المنتظر السعيد يوم الاستيقاظ الهادئ والانتصار الموعود. لكن…

“لكن يا ضيفنا العزيز … أو بالأحرى ، باروسو ، أنت تعمل تحت إشرافنا الآن؟”

 

“أوي! أيتها الأخت الكبرى،  لقد قلبتِ في اسمي أمامي”.

في استجابة لكلمات ريم القاسية، فتش سوبارو في عقله بحثًا عن أي موضوع آخر يغير المحادثة له.

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي لا ينبغي لأحد فعله في أول مقابلة رسمية مع أحدهم.  بالطبع ، لم يكن بمقدور رام أو ريم معرفة تقاليد المجتمع الياباني. تحمل سوبارو سخريتها واتجهت أنظاره نحو روزوال

“بسماعك تقول هذا، أنا مصدوم أنك ما تزال حيًا حتى هذه اللحظة”

“إذا، ماذا عن دوري هنا؟  لن أكون كبير الخدم بقدر ما أنا بمستوى خادمة متدربة؟ “

فتحت تلك الفتاة عيناها المغلقتين بعد أن استشعرت وجوده على الأرجح.  زاد بريق جوهرتا الجمشت على مرأى من سوبارو الذي اقترب.

“في حالتك الحالية، أرى أن من الأفضل أن تقوم بأداء الأعمال الغريبة بناءً على توجيهاتهم. ألا يرضيك هذا…؟”

صدم اقتراح رام المفاجئ كلًا من سوبارو وريم. أمعنت رام النظر بعينيها الحمراوين إلى أختها لتخفض نبرة صوتها قليلاً.

“لو لم أكن راضٍ لقمت بلوم نفسي فحسب،  حسنًا  لا بد لي من القيام بذلك لذا لست نادمًا اعتنوا بي جيدا يا حضرة السينيور،  سأبذل قصارى جهدي! “

إيميليا ، التي لم تكن تعرف تأمل سوبارو ، أثنت بصدق على ثقته بنفسه.

“حظا موفقا.”

“إذا ربما لهذا لديكما تخصصات مختلفة رام-تشي تحب القيام بالأشياء الثقيلة والأخرى تحب فعل الأعمال المنزلية؟ ”

“هذا ما يبدو.”

“هذا صحيح. أجل، أعتقد ذلك أيضًا … يا إلهي ، سوبارو ، أنت غبي جدًا “.

يبدو أن ثلاثتهم اتفقوا على المصطلح الذي لم يسمعوا به قبلًا  وأجابوا بأجللل! رفع سوبارو يديه وضرب كف كل واحد منهم  لقد بدؤوا يتوافقون جميعًا مع بعضهم

“اهتمامك هذا هو التفسير الحرفي لجملة «ليس من شأنك» إنه ما يزال دوري في طرح الأسئلة “.

“العلاقات المتناغمة شيء جميل. بصفتي سيد العمل أظن أن كل شيء سيسير على ما يرام طالما أنه لا وجود لأي مشاعر سيئة هنا، صحيـــح؟”

لقد كانت أهداف سوبارو وإيميليا في التعلم مختلفة. لذا فإن من الفظاظة مقارنة الضغط الذي على عاتق كل منهما

“لسبب ما بدأنا نتأقلم على العيش معًا  أفضل من تلك اللولي،  أفضل بكثير منها! “

“أتعاملني كقريبة لذلك  الشيء ؟ أنت بارع في استفزازي”.

“أنت لا تريد حقًا أن يُنظر إليك على أنك صديق بياتريس ، أليس كذلك …”

“ريم ، ريم. يبدو أن رأس ضيفنا العزيز قد تأثر قليلاً”.

إشارة من إيميليا إلى نهاية التجمع.

ملأت الضحكات الخافتة الغرفة  بينما كانا يسحبان الستارة ليغلقا النافذة المطلة على اللقاء بين الصبي والفتاة.

 

 

5

“… إنه ليس جيدًا على الإطلاق ، لكنني لا أفكر به بشكل سيئ. إنه لا يعرف شيئًا متعلقًا بالعمل ولكن يمكن تعليمه كل ما لايعرفه “.

“حسنًا، هل نبدأ يا باروسو؟”

احترقت أنفاس سوبارو داخله ليرمقه الرجل الذي يضع المكياج بنظرة محذرة وهو يجلس باستقامة على كرسيه.

هكذا تحدثت رام ، بأمر من روزوال بصفتها المعلم الشخصي لسوبارو. أختها الصغيرة ريم من جهة أخرى كانت تنظف قاعة الطعام بدقة. لم تبذل رام أي جهد لمساعدتها بينما توجهت إلى باب قاعة الطعام.

الطريقة التي نظرا بها إلى سوبارو. اختفت الألفة التي كانت في الليلة السابقة وعادو لمعاملته كشخص مختلف تمامًاـ  ثم أتته الصفعة الحاسمة في وجهه

“إذا فأنتِ تخططين لمناداتي هكذا طوال الدوام،  هاه؟”

“هذا صحيح. أجل، أعتقد ذلك أيضًا … يا إلهي ، سوبارو ، أنت غبي جدًا “.

“أجل، سأفعل ذلك يا باروسو. إنها أوامر السيد روزوال، لذا عليَّ البدء بتعريفك على القصر أيمكنك التركيز وعدم السماح لذهنك بالشرود؟”

 

“أنا لست إيميليا-تان ، لذلك لن أترك الفضول يسيطر علي”

عندما توقف روزوال عن الحديث، نظر إليه سوبارو لحثه على الاستمرار. حول روزوال نظره إلى إيميليا ليقترح عليها إكمال الحديث. أغمضت إيميليا عينيها بينما ارتجفت شفتاها.

انتفخ خدي إيميليا بسبب سخرية سوبارو من ضياعها في العاصمة.

كحال أي قارئ، قام سوبارو بتجميع السيناريوهات التي يعرفها لبناء عالم محير يصعب تذكره. لم يكن حشو مثل هذا المستوى من المعلومات الأساسية في رأسه إنجازًا كبيرًا.

“سو-با-رو!”

“إن كان هذا الرجل هو المتفائل الوحيد، ألا يعني هذا الكثير، على ما افترض ؟ بالنسبة لي فأنا أنتظر باك، باك وحده!”.

كانت إيميليا على وشك الانفصال عنهم لمواصلة دراسة أمور الترشح المختلفة ، وهي أمر إلزامي لأي مرشح ملكي. لكن سوبارو حاول الاحتفاظ بجمال إيميليا في عينيه قبل أن تغادر.

… إذ أنه رأى أن الضمادة التي كانت على يده اليسرى قد اختفت.

“حسنًا ، مع الأسف، لنغادر. دليني على الطريق”.

يبدو أن الكلمات التي تدفقت من فمها

 “أجل لنذهب يا باروسو. نراكِ لاحقًا سيدة إيميليا “.

“هذان خياران متضادان، أتعلمين ذلك؟!”

 

“أجل، لهذا يبدو مظهركما متشابهًا… مهلًا .. ألا يبدو هذا خاطئًا؟”

أمسكت رام بطرف تنورتها وانحنت بلطف وهي تغادر. ليلحق بها سوبارو

لابد أنه سيتمكن من ربط المزيد من الأشياء الأخرى كلما بقي أكثر في هذا العالم السحري.

”سوبارو. سأبذل قصارى جهدي، ولكن… أنت أيضًا، اتفقنا؟ “

طريقة إيميليا التي بدت وكأنها اعتذار جعلت سوبارو يجلس ويهز رأسه.

“واو ، أنا سعيد للغاية لسماع ذلك. أنا حقا متحمس لهذا! ” 

لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كان هذا يعني أن الساعات الماضية قد قربتهم من بعضهم  أو أنه ببساطة حفر لنفسه حفرة أعمق ، ولكن …

أمسك سوبارو بطرف سترته ثم انحنى تقليدًا لرام نظرت إليه إيميليا نظرة غريبة عندما فعل ذلك قبل أن يغادر الغرفة كان وجه رام غاضبًا وهي تسير في الردهة،

ولكن، قبل أن يتمكن من إتمام خطته، دخل شخص جديد إلى قاعة الطعام ، وكان صوته السعيد يقاطع أي شيء آخر.

“يا لهذا الوجه الحزين أيتها الأخت الكبرى،  لقد كنت أمزح فحسب  لست جاهلًا لدرجة أني لا أميز بين حركات الخادمات والخدم  أوه، صحيح، ماذا عن الملابس؟ “

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

كان يتوقع أنه لن يبدأ عمله كخادم ببدلته الرياضية، لذا عندما ذكر ذلك، وضعت رام يدها على فمها وأومأت “بالتأكيد ، الملابس مهمة جدًا. دعنا نبحث عن ملابس بمقاسك … أجل، لابد أن لدينا البعض منها”.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها سوبارو بياتريس بتعبير يناسب جمالها.

“رائع. حسنًا ، هيا إلى تبديل الملابس! أظن أن الزي الرسمي يناسبني كثيرًا. هيا لنجعل مني شخصًا راقيًا ونبيلاً “

ابتسم روزوال ابتسامة متوترة وهو يرمي الموضوع على رام. عندما نظر إليها سوبارو ، رأى أن لديها نفس تسريحة شعر ووجه ريم  وهي تقف بجانبها. على الأقل يمكن تمييزهم بسهولة عن طريق لون شعرهم.

ابتسم سوبارو ورفع بإبهامه والوميض في عينيه عندما قادته رام إلى الطابق العلوي لأخذ قياساته.

“اممم ، هذا ليس خطأ رام. بالأمس انفصلت عن رام لأنني … استسلمت لفضولي وتجولت في كل مكان”.

“تقع غرف الخدم في الطابق الثاني ، لذا ستبدل ملابسك هناك. لابد أن مقاس ملابسك مقارب لمقاس فريدريكا -الخادمة التي استقالت قبل عدة أشهر.”

 

“هاه ، توقيت مناسب للاستقالة فريدريكا هذه …أهي امرأة؟ “

“قالت: «أخذ سوبارو ينظر لي بنظرات منحرفة عندما كنا بمفردنا»… أيها الوحش”

“لابد أن مقاساتها مثل مقاساتك”

“أوه ، اللعنة! كنت أحاول إخفاء ذلك … “

“لكن جنسها مختلف عن جنسي، أليس كذلك؟”

صفّر روزوال على كلمات سوبارو. أما إيميليا فقد بدا وكأنها تفاجأت أيضًا، فكلاهما لاحظا كلمات وأفعال سوبارو على أنها علامة على أن لديه فهمًا راسخًا لنواياهم.

توقفت رام عن المشي ورمقت سوبارو بنظرة باردة. بدت متعبة وهي تضع يدها على جبهتها.

بالرغم من ارتباك سوبارو، قام روزوال بتعديل طية سترته الكبيرة أثناء حديثه.

“الملابس الرسمية ، والمكررة ، وذات الجودة العالية … ألديك مشكلة مع أي منها؟”

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي لا ينبغي لأحد فعله في أول مقابلة رسمية مع أحدهم.  بالطبع ، لم يكن بمقدور رام أو ريم معرفة تقاليد المجتمع الياباني. تحمل سوبارو سخريتها واتجهت أنظاره نحو روزوال

“ما كل هذا ؟! بدت إيميليا تان مستعدة لدفع أي شيء لي، فلمَ عليَّ استعارة زي خادمة ؟! ماذا إن ظن الناس أنني غريب الأطوار ؟! لا أريد ذلك! “

عندما دخل غرفته ، رفع أنفه عالياً ونفخ صدره ، مليئًا بالآمال والأحلام لليوم التالي. خلع سوبارو زي الخادم الخاص به،، مما منحه منظرًا مختلفًا بالبدلة الرياضية ليزحف إلى سريره بعدها،

رحلة إلى عالم خيالي دون قدرات خاصة وبملاس ممزقة كاد سوبارو يموت. ولكن بما أن سوبارو كان يتمتع بقدرة مخيفة ،فإن نهايته لم تكن على يدي الموت

كان لديه شعور سيء تجاه شيء ما. الحقيقة أنه أدرك الأمر في وقت سابق، لكن الأمر أصبح أخطر فأخطر كلما تعمق فيه.

باتباعه ارشادات رام، واصل سوبارو إلى الجانب الغربي من القصر. كان في قصر روزوال جناح رئيسي يقع في وسطه بممر يربطه بالجناحين الشرقي والغربي. كانت قاعة الطعام والدراسة الخاصة بروزوال تقع في الجناح الرئيسي بينما حجر الخدم الفارغة في الجانب الغربي.

“…(تنهد). الآن أظن أني فهمت كيف أتعامل معك،  أنت من النوع الذي يتجاهل أي معلومة تعلمها عن أي شخص لذا دعنا ننتقل إلى جوهر حديثنا، ما رأيك؟ ”

“غرفة فارغة أخرى … أجل، أي غرفة لا تحتوي على لوحة فوقها يعني أنها مناسبة اختر الغرفة التي تريدها غرفة نومك، وأنا سأحضر لك ملابسك إليها”.

كانت كلماته أشبه بمناجاة ، لكن رام نظرت إلى عيني روزوال عن قرب وهي ترد.

“حسنًا ، لكِ ذلك. همم، أي واحدة أختار… “

لقد سمع سابقًا عن كون رام أقل من ريم في أداء مهام الطبخ والتنظيف وغسيل الملابس والخياطة وكل الأعمال الروتينية الأخرى تقريبًا. لكن يبدو أن رام تتمتع بخبرة كبيرة في تقشير الخضار.

بعد أن مُنح مكانًا خاصًا يقيم فيه في القصر ، قام سوبارو بتقليص خيارات الغرف المتاحة له بدءاً من نهاية الممر بعد أخذ نظرة سريعة، علم أن محتويات الغرف متشابهة، المواقع تختلف فقط كان التواجد بالقرب من السلالم مناسبًا ، لذلك …

أما إيميليا…

“حسنًا ، سأختار تلك الغرفة هنـ – …”

تم استدعاء سوبارو بصوت حاد للغاية لذا أطاعها دون لهو أو لعب. لم يكن في غرفة الملابس حجرة لتجربة الملابس، لكنها كانت تحتوي على حاجز يستعمل لهذا الغرض ، وكانت ريم بانتظاره هناك بشريط قياس نحيف. تميزت العلامات الموجودة على الشريط بأنها ذات دقة عالية

فتح الباب دون تردد ليجد نفسه ينظر لما يبدو وكأنها لولي تلعب مع قط في مكتبة.

“أيمكنني تجربتها أيضًا؟”

فوه ، كم أنت رائع يا باك. فراؤك هو الأفضل في العالم … “

جعلت تلك العبارات المهذبة سوبارو يشعر وكأن شيئًا حادًا قد طعنه في بطنه.

لاحظت الفتاة ذات الشعر الطويل واللفائف الكبيرة  سوبارو وحولت نظرتها ببطء تجاهه. نظر سوبارو للخلف إلى رام -الواقفة في الممر- وهي تهز رأسها. رفع سوبارو إبهامه لها

لكن لسبب ما ، جعلت كلمات سوبارو إيميليا تخفض عينيها بنظرة متألمة. قام سوبارو بإمالة رأسه ، دون معرفة سبب قيام إيميليا بذلك. بقي رأسه على الوضع ذاته إلى أن شعر بنظرة من الخلف.

“لا تقلقي ، لن أقول شيئًا. يحولنا هذا الشعور جميعًا إلى أغبياء … “

“يا إلهي ، أنت حقًا طفل ميؤوس منه … هل حدث شيء ما؟”

“هل يمكنك توفير عبارتك عن الأغبياء هذه وإغلاق الباب حالًا، على ما افترض ؟! “

“أنا بحاجة لأخذ قياساتك. لا يمكنك أن تأخذها بنفسك ، أليس كذلك؟ “

“غياها!”

لاحظت الفتاة ذات الشعر الطويل واللفائف الكبيرة  سوبارو وحولت نظرتها ببطء تجاهه. نظر سوبارو للخلف إلى رام -الواقفة في الممر- وهي تهز رأسها. رفع سوبارو إبهامه لها

دفعت قوة غير مرئية -والتي قد تكون سحرًا- سوبارو إلى الخلف ، وطار بقوة ليصطدم بجدار الممر. تأثير الضربة التي أصابت الجزء الخفي من رأسه جعل عيون سوبارو تدور ليرى من زاوية عينه الباب يغلق بعنف.

“ما الذي يغضبك بالضبط، على ما افترض ؟! من المفترض أن أغضب أنا لا أنت! بعد كل ما فعلته …! ”

هز سوبارو رأسه ليعود أدراجه متشكيًا من العنف الذي تعرض له للتو

اعترفت رام بجرأة أنها الأخت الكبرى التي لا قيمة لها ، مما جعل سوبارو يصرخ بنظرة من الصدمة المزيفة. بعد ذلك ، قامت رام بتمسيد الشعر الوردي الذي قامت ريم بتمشيطه سابقًا، ونظرت إلى أختها الصغرى.

ولكن عندما فتح الباب مرة أخرى، استقبلته غرفة فارغة  لقد قام الممر بتفعيل سحره.

كانت إيميليا على وشك الانفصال عنهم لمواصلة دراسة أمور الترشح المختلفة ، وهي أمر إلزامي لأي مرشح ملكي. لكن سوبارو حاول الاحتفاظ بجمال إيميليا في عينيه قبل أن تغادر.

“بمجرد أن تخفي السيدة بياتريس هالتها ، لا يمكن للمرء معرفة خلف أي باب هي ولن تخرج إلا إذا فتحت كل باب في القصر بأكمله “.

“حسنًا ، أنهيت إحدى الجوانب،  تمعني جيدا. قمت بخياطته بشكل جيد، أليس كذلك؟ “

تحدث رام وكأن عليه قبول الهزيمة بينما تربت على ظهره من الخلف جعل هذا الشعور سوبارو يعترف بأنه خسر هذا —

“التفكير الدائم هو ما يمليه عليك الحس السليم، من واجب كل رجل أن يفكر مليًا عندما تسوء الأمور أو عندما تتلاشى شجاعته في لمح البصر ..”

“يا رجل ، إنها تزعجني. لقد تصرفت وكأنني فعلت شيئًا خاطئًا! ” أو ربما لم يخسر بعد!

7

أبعد يد رام بخفة واستدار سوبارو وانطلق إلى نهاية الممر بأقصى سرعته  اتسعت عينا رام عندما ركض مباشرة إلى الباب على الحافة الأخرى من الرواق.

 

“هنا!!”

“آه ، أعني ، لم تتح لنا الفرصة للجلوس والتحدث لعدة أيام ، صحيح؟”

“- هياااه؟!”

“من الأفضل أن أعود إلى غرفتي الآن. ماذا عنك؟”

صاحت الفتاة متعجبة  بينما أصدرت القطة الرمادية صوتًا آخر

 

 “مذهل يا سوبارو.”

لقد اعتاد كون التوأم صريحتان للغاية، لكنه شعر بشيء ما

هذه المرة ، عندما رأى وجه بياتريس يهتز بعد أن هزم الممر للمرة الثانية ، قام على الفور بدخول الأرشيف حتى لا تتمكن من إخفائه مرة أخرى.

تمامًا كما أشارت رام ، كانت الأكتاف ذات مظهر سيء لأن الأكمام كانت غير مناسبة. منطقة الإبط على وجه الخصوص كانت مشدودة للغاية بحيث لا يمكنه تحريك كتفيه. تساءل سوبارو عما إذا كانت هذه مشكلة طبيعية عند التعامل مع الزي الرسمي للخدم.

ارتفعت حواجب بياتريس من الغضب إذ لا يفترض أن يتمكن من فعل هذا ببساطه، ناهيك عن النظر للمستندات المحرمة!

عندما رأت تلك الفتاة سوبارو غير قادر على الاسترخاء في الكرسي ، هزت الفتاة ذات الشعر المجعد وجهها الغاضب.

“أنت تثير الغبار!”

أذهل رد سوبارو العرضي إيميليا، فأعطته نظرة حادة كما لو كانت توبخ طفلًا صغيرًا.

“حسنًا ، كان يجب أن تنفضي الغبار عنها بشكل أفضل إذن !! لا يفترض بكِ إدخال القطط إلى المكتبة أصلًا! ماذا لو خدشت بمخالبها أغلفة الكتب”

“من الصعب أن يتضح ذلك بما أن سيدهما روز-تشي موجود هنا.” قام سوبارو بمناداة الرجل المسؤول بلقب أشبه بلقب حيوان أليف «روز-تشي»!

“لا بأس فقد قلمت ليا أظافري بالفعل”

بينما كانا يتألقان في مثل هذا المشهد،  رميا كل ما كانا يتحدثان به في حفرة عميقة ليتمتعا بهذه اللحظة حلوها ومرها.

يجب أن يتم إخراج ذلك الفتى الغريب، ولكن نفخة باك العرضية فشلت في الوصول إلى سوبارو وبياتريس الذين بدءا الجدال. بدءا مستعدين للصراخ بصوت حتى يحمل الصدى أصواتهما لتصل إلى مسامع القصر بأكمله. دخلت رام متأخرة من الباب المؤدي إلى الأرشيف في وسط تلك الكتب الممنوعة، نظرت رام إلى تلك الأطراف المتنازعة ثم قالت: “إن لم تكونوا  أصدقاء فلابد أنكم متشابهين، لأن الطيور على أشكالها تقع”.

“…”

لوهلة بدا وكأن قصر روزوال يهتز إثر سماع صيحتهم المشتركة “-بالطبع لا!!”

في محاولة لإحاطة نفسه بهالة جذابة أخذت سوبارو نفسًا طويلاً وضحلاً ثم تقدم إلى الأمام. كان يسير على العشب الذي تم قصه مؤخرًا في الحديقة ، متجهاً إلى زاوية مغطاة باللون الأخضر تصطف

 

“أليس من الطبيعي مخاطبة شخص أعلى مني مرتبة بلقب احترام مناسب؟”

6

“يا له من عذر لا تستخدمه إلا الفتيات الصغيرات! كونها إيميليا تان فتاة كبيرة، لا يبرر لرام عدم تنفيذ أوامر سيدها،  صحيح …؟ “

 

لطالما شعرت إيميليا بأنها مدينة له. وأرادت أن ترد له الجميل بطريقة مناسبة.

وهكذا ، بدأت حياة سوبارو كخادم بضجة كبيرة.

“حسنًا ، سأختار تلك الغرفة هنـ – …”

مع نهاية اللقاء غير المتوقع مع بياتريس، استخدم سوبارو غرفة خلع الملابس لارتداء ملابس الخادم التي قدمتها له رام. كان الزي عبارة عن قميص أبيض مع سترة سوداء وبنطال بنفس اللون والذي لم يخالف الصورة التي رسمها سوبارو عن زي الخادم تكمن المشكلة في شيء آخر.

“يا له من عذر لا تستخدمه إلا الفتيات الصغيرات! كونها إيميليا تان فتاة كبيرة، لا يبرر لرام عدم تنفيذ أوامر سيدها،  صحيح …؟ “

“مرحبًا ، رام-تشي ، ارتديت الزي ولكن …”

“أتذكر أني سمعت سابقًا أنها أفضل منك في كل شيء رغم ذلك ؟!”

كانت رام تتنظر خارج الغرفة حتى ينتهي عندما ناداها

“يا لعقلك النشيط،  لأنك تفكر كثيرًا أصبح بإمكانك الإدلاء بمثل هذه التعليقات السريعة”.

“على الرغم من أنني أود مناقشتي عن طريقة مناداتي لكِ، واكن مبدئيًا، أهناك خطب في زيي…؟”

 

كانت رام تتشكى وهي تشق طريقها إلى الداخل ، ولكنها توقفت في وسط طريقها بعد أن ألقت فاحصة على سوبارو لتضع يدها على جبينها.

وصدرها وحجرها لأشفي نفسي من هذا الجهد المضني “.

“في الواقع أجل، إنه ضيق على كتفاك، وساقيك قصيرتان جدًا “.

“آه ، أعني ، لم تتح لنا الفرصة للجلوس والتحدث لعدة أيام ، صحيح؟”

“أتقصدين طولي ؟! القميص مناسب لكن الجاكيت ضيق على الأكتاف أنا شخص لائق جسديًا -رغم أن ذلك لن يفيدني- لكن هذا الجاكيت الضيق يجعلني أبدو كرجل مفتول العضلات”.

أنهى سوبارو العمل في وقت متأخر إلى حد ما وكان ريم مشغولة طوال الوقت ، لذا لم تكن هنالك فرص كثيرة. تبًا ، فكرت سوبارو بتجاهل الأمر عندما رفعت ريم يدها قليلاً.

تمامًا كما أشارت رام ، كانت الأكتاف ذات مظهر سيء لأن الأكمام كانت غير مناسبة. منطقة الإبط على وجه الخصوص كانت مشدودة للغاية بحيث لا يمكنه تحريك كتفيه. تساءل سوبارو عما إذا كانت هذه مشكلة طبيعية عند التعامل مع الزي الرسمي للخدم.

أومأت بياتريس برأسها على كلمات القط الرمادي الصغير الذي ظهر من شعر إيميليا.

“يمكنني التشمير عن الأكمام ، لكن لا يمكنني فعل ذلك للجزء العلوي أظن أن بإمكاني تقصير الأكمام بنفسي، ولكن … “

لسبب ما ، لم يستطع سوبارو مقاومة ردة فعل الفتاة ذات الشعر المجعد. رغبة منه أن يرى وجهها الهادئ يتلاشى، قام سوبارو بنية تملؤها الأذى بتحريك مؤخرته بشكل عشوائي على الكرسي.

“إذا لديك موهبة غير متوقعة يا باروسو … لكن لا يمكننا جعلك تعمل في مثل هذا الزي المثير للشفقة. سيعرض هذا معايير القصر والسيد روزوال  إلى كثير من التساؤلات”.

مع نهاية اللقاء غير المتوقع مع بياتريس، استخدم سوبارو غرفة خلع الملابس لارتداء ملابس الخادم التي قدمتها له رام. كان الزي عبارة عن قميص أبيض مع سترة سوداء وبنطال بنفس اللون والذي لم يخالف الصورة التي رسمها سوبارو عن زي الخادم تكمن المشكلة في شيء آخر.

“أوه، هو يرتدي ذلك الزي ويفكر في أمر المعايير؟”

“أنا متعب للغاية-!”

بالرغم من أن تعابير وجه رام كانت جامدة، إلا أن ميلان رأسها أظهر استياءها ، لذا أغلق فمه على الفور “ضغط” سوبارو على شفتيه بإصبعه وتنهدت رام

“في حالتك الحالية، أرى أن من الأفضل أن تقوم بأداء الأعمال الغريبة بناءً على توجيهاتهم. ألا يرضيك هذا…؟”

“لا يمكننا فعل أي شيء للجزء الداخلي من الزي، ولكن يمكننا على الأقل أن نجعلك تبدو أنيقًا. على أي حال ، دعونا نترك تقصير البنطال لوقت لاحق ونصلح الجزء العلوي فقط “.

“أعلم ما الذي تفكر فيه، لكني لن أقاطعك.”

“القول أسهل من الفعل، هاه؟  ليس لدي أي خبرة في ذلك أيضًا “.

أومأت بياتريس برأسها على كلمات القط الرمادي الصغير الذي ظهر من شعر إيميليا.

ربما يمكنني تدبر الأمر، قيم سوبارو محدودية مهاراته في الخياطة ، لكن رام ردت

“هذا ليس من شأنك. ما المشكلة في كوني أبدو مثل أختي؟ “

 “لا داعي للقلق. ريم ، تعالي إلى هنا “.

 “الأمر ليس كذلك، ولكن أليست هذه مكافأة قليلة!”

“تعالي الى هنا…؟ هي لن تظهر حالًا فقط لأنك ناديـ …”

“لقد أحضرت البعض معي،  هل علي تعديلها الآن؟ “

“أهلًا أختي، هل ناديتني؟”

ردت ريم على سوبارو بنظرة متفاجئة. سُر سوبارو بتعبيرها المحايد وارتفعت زوايا شفتيه

“واااااه!”

“يا لعقلك النشيط،  لأنك تفكر كثيرًا أصبح بإمكانك الإدلاء بمثل هذه التعليقات السريعة”.

بمجرد أن نادتها ظهرت ريم بجانبهم من العدم مما أفزع سوبارو كثيرًا. كان الأمر كما لو كانوا يلعبون.

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

قام التوأمان بإمالة رؤوسهم في انسجام تام وهم يشاهدون رد فعل سوبارو المصدوم.

“إرر .. بعبارة أخرى، أنتِ يا إيميليا تان هي …؟”

“ما الذي فاجأك؟”

“السيد روزوال هو رب عائلة ميزرس ، لذلك فهو يعيش بالطبع في المسكن الرئيسي. وعندما قلت أقاربه كنت أعني الآخرين الذين تربطهم به  علاقة  فعلاقة فروع عائلة ميزرس ليست عميقة بشكل خاص “.

 “لمَ أنت خائف؟”

“فهمت أمر التوقيت الزمني الآن يبدو أن التوقيت الشمسي والقمري أشبه بـ «صباحًا» و «مساءً» “

“أنا لست خائفا! فقط مندهش قليلا! هذا الشيء ذو القوة المزدوجة مذهل! “

“مهلًا، أليست ردة الفعل هذه غريبة ؟! ألا يجب أن نقع في الحب أو شيء من هذا القبيل ؟! “

قد يكون نوعًا من “التخاطر” الذي يحدث بين التوأم والذي يناقشونه في برامج خوارق الطبيعة؛ ذلك الشيء الذي يمكنهم من قراءة أفكار بعضهم حتى وإن كانوا بعيدين عن بعضهم

“مم ، من الصعب أن أصفها بالكلمات … إنها نوعًا ما علامة على كوني أعمل بجد”

أصدرت رام صوت همف لدى رؤيتها سوبارو المرتعد

 

“بالطبع لا يوجد شيء من هذا القبيل. لقد رأيتها وهي تسير بالقرب من هنا وناديتها. كان توقيتها مثاليًا.”

عندما فتح الباب مجددًا وجد أنه أصبح يؤدي إلى غرفة ضيوف بسيطة مرة أخرى بدل الأرشيف السري

“الجزء الأخير من كلامك يبدو منسوجًا نوعًا ما؟” قاطعته ريم.

عندما ارتطم رأسه بالوسادة بقيت عيناه مفتوحتين حيثت تسابقت أحداث اليوم التالي إلى عقله مما جعله غير قادر على النوم

“إذا ما الذي تحتاجينه؟ ليس لدي الكثير من الوقت لأضيعه على سوبارو “.

طريقة إيميليا التي بدت وكأنها اعتذار جعلت سوبارو يجلس ويهز رأسه.

“تصرفكِ غير المكترث يؤلم بحق ، يا إلهي! أنا الفتى الجديد هنا! كوني لطيفة معي!” لكن الحقيقة كانت أن ريم كانت لا غنى عنها في القصر.

 

من المؤكد أن تأخرها عن تأدية أي عمل سيؤثر على كل شيء، ومع ذلك نظرت رام إلى ريم، مشيرة إلى سوبارو قائلة: “ريم ، هل انتبهتِ لمظهر باروسو المثير للشفقة”

اِستَشاطَت تلك الفتاة غضبًا وتحول وجهها إلى اللون الأحمر بينما كان سوبارو يلوح بكفه لها ويجلس على الكرسي الكبير. الأرجح أنه مكان إما إيميليا أو سيد القصر باحتمالية 50% لكل منهما.

“كتفاه ذات شكل غريب وساقاه قصيرتان للغاية. أيضا ، وجهه مرعب. و؟”

 

 

كان سوبارو قلقًا من أن يتم تقديم بعض الأطعمة الغريبة، لذا شعر بالارتياح حقًا بعد رؤية القائمة.

“كان عليكِ الاكتفاء بالشيئين الأولين فقط فلا يمكنني فعل شيء حيالهما! أما الوجه فهو ليس كالملابس، لا يمكن للمرء تغيير وجهه مهما بذل من جهد! “

فبعد كل شيء ، كانت العبارة التي قالها للتو هي الحقيقة.  واصل سوبارو حديثه سريعًا كما لو كان يحاول إخفاء احمراره.

تجاهلت الأختان تشكي سوبارو واستمرا في الحديث. سوبارو -محور الحديث الذي أصبح الآن خارجه- لم يجد شيئًا أفضل من أن يقوم بالتشمير عن ساعديه

بدا سوبارو متألمًا في ردة فعلها المبالغ فيها. لم تصله نفخة إيميليا الأخيرة.

“باروسو، أعطِ ريم سترتك. سيكون عليك الاستغناء عنها حتى صباح الغد “.

“بيتي هي أمينة المكتبة المحرمة هنا في قصر روزوال!”

“هذه خدمة كبيرة ، لكن … أمتأكدة من هذا؟ لديك أعمال كثيرة.. أليس كذلك؟ “

سارعت بياتريس إلى إنهاء وجبتها حتى تتمكن من المغادرة في أسرع وقت ممكن. بدت وكأنها على وشك المغادرة دون أن تكلف نفسها عناء حمل صحونها عندما هز سوبارو اصبعه لها.

“بالطبع أنا مشغولة للغاية. ومع ذلك ، فإن إصلاحها سيوفر الوقت والمتاعب لاحقًا “.

“أنت لا … تعلم كم أنا ممتنة لك. لا يمكنني …أن أوفيك حق إنقاذ حياتي وكل ما فعلته، مع ذلك طلبت القليل! “

“آه ، معكِ حق. شكرًا جزيلًا لك.”

“لقد جعلني العمل أنظر بشكل مختلف إلى أيام دراستي وعطلتي الأسبوعية …”

متأثرًا بحجتها السليمة، خلع سوبارو سترته وسلمها إلى ريم. عندها أخذت ريم  السترة  وأشارت إلى غرفة الملابس بذقنها ليدخلها

كانت رام تتشكى وهي تشق طريقها إلى الداخل ، ولكنها توقفت في وسط طريقها بعد أن ألقت فاحصة على سوبارو لتضع يدها على جبينها.

“أنا بحاجة لأخذ قياساتك. لا يمكنك أن تأخذها بنفسك ، أليس كذلك؟ “

“حسنًا ، مع الأسف، لنغادر. دليني على الطريق”.

“… أعتذر بحق لإتعابك.”

“إذا كنت ترغب في ذلك ، فلمَ لا نفعلها الآن؟” “ماذا؟؟ الان؟ الوقت متأخر جدا ، أليس كذلك؟ “

“لا مانع عندي يومًا ما سترد لي هذا الجميل برعايتك لي.”

لقد سمع سابقًا عن كون رام أقل من ريم في أداء مهام الطبخ والتنظيف وغسيل الملابس والخياطة وكل الأعمال الروتينية الأخرى تقريبًا. لكن يبدو أن رام تتمتع بخبرة كبيرة في تقشير الخضار.

 “هذا لا يبدو صحيحًا تمامًا ، لكن تبدين جادة للغاية،  مخيف جدا!”

رد المهرج الجالس على الكرسي على استفسار سوبارو وهو يفرّق ذراعيه في الهواء

 

“فهمت أمر التوقيت الزمني الآن يبدو أن التوقيت الشمسي والقمري أشبه بـ «صباحًا» و «مساءً» “

******

5

غادر سوبارو وريم تاركين رام في الممر وذهبا إلى غرفة الملابس.

أصاب بريق الجوهرة العميق والهادئ عيون سوبارو ليملأه بشعور الرهبة.

لم تكن غرفة الملابس تحتوي على زي الخدم فحسب، بل احتوت أيضًا على غيارات مختلفة لملابس روزوال. والتي بدت وكأنها أتت مباشرة من السيرك.

تنهد بقلق على علاقتهم التي يبدو وكأنها ستأخذ منحنى آخر مع هذه الفتاة التي تبدو غير مرتاحة معه

عندما أشاح بنظره عن منطقة ملابس السيد ذو الذوق السيئ جذبته العديد من الملابس المنمقة. كان أحدها زيًا رآه في العاصمة الملكية ، لذا استنتج أنها بلا شك ملابس إيميليا.

كان سوبارو شبه باكٍ وهو يصرخ على الجرح الجديد الملطخ باللون الأحمر،

“أود أن أراها ترتدي كل هذه الملابس، تدور وتتباهى بها أيضًا …”

“إذا كنت لا تريدين ذلك ، فلستِ ملزمة،  رغم أني أتمنى أن تفعلي ذلك! “

“ما الذي تهذي به؟ تعال إلى هنا من فضلك “.

“حسنًا ، مع الأسف، لنغادر. دليني على الطريق”.

تم استدعاء سوبارو بصوت حاد للغاية لذا أطاعها دون لهو أو لعب. لم يكن في غرفة الملابس حجرة لتجربة الملابس، لكنها كانت تحتوي على حاجز يستعمل لهذا الغرض ، وكانت ريم بانتظاره هناك بشريط قياس نحيف. تميزت العلامات الموجودة على الشريط بأنها ذات دقة عالية

“مهلًا لحظة، بياتريس … لم تخبريني أنك سمحت له بدخول الأرشيف؟ “

 

 

”قف بشكل مستقيم عندك. مد ذراعيك حتى أتمكن من قياس ذراعيك وارتفاع كتفيك “.

“إذن ، فاللون يصبح أكثر إشعاعًا بمرور الوقت؟”

“حسنًا ، لكِ ذلك. شكرا.”

جاء رد روزوال الفوري بعين واحدة مغلقة ، وينظر إلى سوبارو بعينه الصفراء وحدها.

بعد أن ابتعد عن ريم، مد سوبارو ذراعيه كما أرشدته. قام سوبارو بفرد كتفيه بأقصى ما يمكنه بينما قامت ريم بلف الشريط حول ذراعه وكتفيه

“ربما سأسعد أنا؟”

ارتجفت أكتاف سوبارو قليلًا عندما أدرك فجأة لمستها الناعمة وتنفسها.

“—”

“من فضلك لا تصدر أصواتا غريبة يا سوبارو. إنه أمر مزعج “.

تحولت ابتسامة إيميليا إلى عبوس وانزعاج ودفعت جبهة سوبارو بأصبعها مجددًا

“لا يمكنني التحكم في ذلك! هذا الأمر صعب على الرجل من عدة جوانب! “

“أعني ، هذه أول مرة أكون فيها في مجتمعٍ راقٍ .. أعني، هنالك أشياء لا تعرفينها بالمقابل يا إيميليا تان، صحيح؟ يبدو أن استعمال ألقاب التشريف والاحترام يؤرقكِ ، أليس كذلك؟”

في استجابة لكلمات ريم القاسية، فتش سوبارو في عقله بحثًا عن أي موضوع آخر يغير المحادثة له.

احترقت أنفاس سوبارو داخله ليرمقه الرجل الذي يضع المكياج بنظرة محذرة وهو يجلس باستقامة على كرسيه.

“بالمناسبة ، توجد هنا ملابس لروز-تشي و وإيميليا-تان ، لكني لا أرى أي فساتين لك  أو لرام ، أو للولي. أهي في غرفة أخرى؟ “

انتفخ خدي إيميليا بسبب سخرية سوبارو من ضياعها في العاصمة.

“الليدي بياتريس تغير ملابسها في مكان إقامتها الخاص. أما أنا وأختي فنحن لا نرتدي ملابس غير هذه ، لذا لا نحتاج لملابس مختلفة. وبالتالي نبدل ملابسنا في غرفنا “.

أصدر سوبارو همهمات غنائية، أطلقت ريم تنهدات مليئة بالإعجاب:

رفع سوبارو حاجباه في رد ريم الواقعي. وبعد أن انتهت ريم من قياسه ، كتبت ملاحظات في مذكرة قريبة. عقد سوبارو ذراعيه ونظر إليها.

“آوه، فهمت .. عملية إقصاء إذن”

“ليس لديك أي أنواع أخرى من الملابس، أكلها ملابس خدم؟ ماذا عن أوقات الخروج وأيام العطلة؟ “

 

“لا تعيقنا هذه الملابس سواءً في عملنا هنا في القصر أو عند مرافقة السيد روزوال  في الأماكن العامة. برأيي هذه طريقة منطقية تمامًا لتقديم أنفسنا دون الحاجة إلى التحدث”.

“أوه ، الأمر بسيط، بعد ظهر هذا اليوم قمت بمرافقة ريم في التسوق في القرية القريبة من القصر كان الأطفال يلعبون معي عندما أتى ذلك الكلب الصغير وعضني “.

“الا نتحدث عن المنطق هنا … برأيي أي فتاة جميلة يجب أن ترتدي ملابس جميلة وتدخل الفرح للآخرين.”

“منذ متى أصبحت فتاة را-… إيه ، لا ، سوبارو ، هذا الرجل هو …”

“قد لا يشمل هذا أختي، لكن لن أدخل السعادة على قلب أحد إن بدلت ملابسي.”

كانت هذه هي الوظيفة الأولى لسوبارو ونظرًا لأنه كان يفتقر إلى المهارات في الأعمال المنزلية كالتنظيف والغسيل والطبخ  فقد كان عليه اكتسابها من عمله كخادم في قصر. ما يزال عالقًا في تقدير «C» في كل ما سبق

“ربما سأسعد أنا؟”

“همم؟ امتداد لروتين الصباح. يمكنني مقابلة معظمهم في الصباح ، لكن يمكنني مقابلة بعضهم في الليل فقط ، لذلك … “

“وهل سيعود إدخال الساعدة عليك بأي نفع عليّ يا سوبارو؟”

“مم … هذا أفضل من المعتاد …”

“ربما سيجعلني ذلك أبذل جهدًا أكبر في عملي كخادم، منطقي ، أليس كذلك؟ “

“إررر… لديك وجهة نظر.”

ردت ريم على سوبارو بنظرة متفاجئة. سُر سوبارو بتعبيرها المحايد وارتفعت زوايا شفتيه

“حسنًا ، أعطيني الإبرة والخيط، سأنقل مهاراتي في الخياطة إلى مستوى جديد تمامًا اليوم! “

في ابتسامة.

نظرت ريم لرام نظرة تملأها الكلام قبيل مغادرتها طريقتهم في تبادل الكلام بالأعين جعلت سوبارو يضغط على كتف رام بإصبعه

“لا أعرف لماذا تذهب إلى هذا الحد بقولك هذا يا سوبارو.”

“هذا ما يحدث عندما يشرد ذهنك،  باروسو ، هل تعرف معنى التحسين ؟ “

“تسريحتا شعركما وملابسكما متشابهة  بالرغم من أن شخصيتكما مختلفة ، لذا على الأقل اختارا ملابس مختلفة! …أو شيء من هذا القبيل. أعني ، ملابس الخدم تبدو جميلة عليكما ، وهي  تناسب توأمًا مثلكما”.

“إذا ربما لهذا لديكما تخصصات مختلفة رام-تشي تحب القيام بالأشياء الثقيلة والأخرى تحب فعل الأعمال المنزلية؟ ”

كانت تبدو لطيفة بملابسها الحالية، لكن بالرغم من أن بإمكانهما التغيير كانت  ملابسهما متطابقة الإضافة لقصة الشعر. ولأنهما توأمان على وجه التحديد ، فقد أراد أن يرى بعض التميز، وجوهر الطبيعة الإنسانية.

 

هذا ما شعرت به سوبارو ، ولكن … “شأنك -“.

“حسنًا ، يمكنك الحصول على الفلفل الأخضر الذي في صحني، مهلًا، ليس هذا هو الهدف. آخ، لقد تصرفت بحماقة”.

“إيه؟”

 “أجل لنذهب يا باروسو. نراكِ لاحقًا سيدة إيميليا “.

“هذا ليس من شأنك. ما المشكلة في كوني أبدو مثل أختي؟ “

“حسنًا ، حاولت أن أكبر لأصبح شخصًا ذو جسد رياضي عوضًا عن أن أتحول إلى شخص مسطح أو سمين، لذا تعلمتها…”

كان من الصعب تصديق ذلك ، لكن تعبير ريم كان أكثر برودة تجاه سوبارو الذي اتسعت عيونه أكثر من ذي قبل. همهم سوبارو بغير قصد، بدا وكأن المحادثة التي خاضوها سابقًا أصبحت غير منسية بالنسبة لها.

بدأ كل شيء حدث في اليوم السابق في التجمع داخل عقل سوبارو

“… دعونا لا نتحدث في أشياء سخيفة مجددًا لا يمكنني ترك أختي تنتظر أكثر من ذلك، فهنالك الكثير من الأشياء التي عليك تعلمها بعد كل شيء “.

ارتجفت أكتاف سوبارو قليلًا عندما أدرك فجأة لمستها الناعمة وتنفسها.

كان سلوكها لا يسمح لأي أحد بالمعارضة، أدارت ريم ظهرها لسوبارو واتجهت نحو مدخل الغرفة بدا سوبارو مرتبكًا أكثر من ذي قبل ، وسار خلفها وهو يتذمر.

كما لو أن أحدًا سكب ماءً باردًا عليه

“هذا يعني أنكِ تحبين أختك الكبرى قليلاً …”

لم تهتم إيميليا بذلك فقد اعتادت أن يجلس سوبارو بجانبها.

تنهد بقلق على علاقتهم التي يبدو وكأنها ستأخذ منحنى آخر مع هذه الفتاة التي تبدو غير مرتاحة معه

ابتسمت إيميليا ابتسامة متألمة في سوبارو مشيرة إلى إخفاقاته الكبيرة. ضاقت عيناها البنفسجيتان برفق ، ناظرة إلى سوبارو ، تفحصه بعناية من مسافة قريبة.

 

كان رأسه ثقيلًا بعض الشيء. ربما كان متعبًا من عدم اعتياده على حياته الجديدة بعد.

7

“إيه ؟!”

 

“أردت إلقاء التحية عليها قبل النوم لا شيء … مهم. “

بعد أخذ القياسات، عاد سوبارو إلى رام في غرفة الملابس بينما ذهبت ريم في طريقها المنفصل.

“لقد بدوتِ فخورة بقول ذلك. اللعنة ، راقبي فحسب ،  سيلقنك نصلنا المحبوب «شوتنق ستار» درسًا قاسيًا! “ بكل إحباط، حمل السكين وأمسك بالمقبض الخشبي بإحكام. لقد كانت سكين تقشير عادية تمامًا ، ولكن اعتبارًا من اليوم فصاعدًا ، ستكون «شوتنق ستار» سكين سوبارو الثمينة.

بالرغم من ضغط العمل قالت ريم: “سأعيد خياطة سترتك بين عشية وضحاها وأسلمها قبل الصباح بمجرد الانتهاء من ذلك.”

“وأسقط من عين إيميليا -تان! سيلاحقني ذلك ما حييت! “

نظرت ريم لرام نظرة تملأها الكلام قبيل مغادرتها طريقتهم في تبادل الكلام بالأعين جعلت سوبارو يضغط على كتف رام بإصبعه

بالرغم من ضغط العمل قالت ريم: “سأعيد خياطة سترتك بين عشية وضحاها وأسلمها قبل الصباح بمجرد الانتهاء من ذلك.”

“أوي، ماذا قالت ريم عن طريق تواصلكما البصري للتو؟”

“بصراحة ، لست متأكدًا،  يمكنني الاستيقاظ بمفردي إن كانت لدي ساعة،  لكن لا يوجد شيء مثل ذلك هنا ، أو ربما لا؟ أليست عندكم ديكة أو ما شابه؟ “

“قالت: «أخذ سوبارو ينظر لي بنظرات منحرفة عندما كنا بمفردنا»… أيها الوحش”

مع محاولة إيميليا للتستر على رام ، أشار سوبارو بإصبعه من كل يد إليها قبل أن ينقلها إلى روزوال.

“إذن قالت كل هذا بمجرد نظر- مهلا ، لا تذهبي، لقد جرح هذا مشاعري!”

“لم أعمل في وظيفة كهذه من قبل ، لكنني أشعر أني متفائل حقًا لسبب ما. أعتقد أنه بسبب الفتاة الجميلة؟ “

بالرغم من ابتعاد رام عن سوبارو، وسحب كتفها منه، والألم الذي شعر فيه قلبه ، إلا أن وقته كخادم في القصر بدأ أخيرًا.

 

احتوى الجناح الغربي على غرف الخدم وأثاث احتياطي وكتب عادية غير مخصصة للأرشيف. في المقابل ، كان الجناح الشرقي يحتوي على أجنحة مكوث النبلاء الزائرين ، مع غرف للترفيه عن الضيوف ومرافق أخرى، مع اختلافات وظيفية قليلة عن الجناح الرئيسي.

“لقد قمت الآن بجولة في كل القصر تقريبًا. كل ما تبقى هو الحدائق الخارجية والساحة الأمامية بين القصر والبوابة. يمكنك أن تلقي نظرة عليها في وقت لاحق. أي أسئلة حتى الآن؟ “

أتاه صوت الرنين ذاك  ليصطدم برأسه مرارًا وتكرارًا كالموجات الصاعقة،

“ألم تكن الجولة شيئًا كانت إيميليا تان ستفعله؟ “

“لم يعد أحد يستخدم تعبير اللحم المفروم هذه الأيام.”

“كلا على الإطلاق ، لأننا سنبدأ العمل على الفور.”

وضعت إيميليا إصبعًا على شفتيها آخذة ما قاله سابقًا في الحسبان  تماما بطريقة خاطئة.

خلال الجولة الإرشادية، قلت تصرفات رام التلقائية وتجاوزات سوبارو، إذ بدا وكأن الحدود قد ارتسمت أمام عينه

“أوي! أنا لست مستاءً. أنتِ حقًا لطيفة كالملاك، إيميليا تان. ”

لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كان هذا يعني أن الساعات الماضية قد قربتهم من بعضهم  أو أنه ببساطة حفر لنفسه حفرة أعمق ، ولكن …

“أليس من الطبيعي مخاطبة شخص أعلى مني مرتبة بلقب احترام مناسب؟”

“تتمثل واجباتي اليومية في الحفاظ على الحديقة والفناء الأمامي والتحقق من المناطق المحيطة. عليَّ أيضًا المساعدة في إعداد الغداء في الثامنة حسب التوقيت الشمسي ، وغسل الأواني الفضية … يجب أن تساعدني ، باروسو”.

بدا سوبارو متألمًا في ردة فعلها المبالغ فيها. لم تصله نفخة إيميليا الأخيرة.

“بالطبع، ولكن ما هو التوقيت الشمسي الذي ذكرته؟”

فهمت، غرق سوبارو في أفكاره كون المملكة بلا ملك  يعني أنها في وضع محفوف بالمخاطر. الموت المفاجئ للملك سواءً كان لأسباب طبيعية أو غيرها كفيل بهز البلاد بأكملها.

لقد كان مصطلحًا سمعه عندما استيقظ ذلك الصباح. لقد خمّن أن التوقيت الشمسي يشير إلى الوقت خلال النهار ، لكن …

“… لا ، حتى الآن لم يزعجني ذلك كثيرًا ، أو إلى حد ما ، أو حتى قليلاً.”

“ما فهمته هو أن التوقيت الشمسي يشير إلى الوقت … ألديكِ ساعة أو شيء ما شابه؟”

كانت رام تتنظر خارج الغرفة حتى ينتهي عندما ناداها

ساعة …؟ إذا كنت تقصد بلورة زمنية سحرية ، فهي موجودة في جميع أنحاء القصر ، بما في ذلك هناك مباشرة “.

تجاهلته الفتاة بعدها وانسحبت من المحادثة.

نظر سوبارو إلى حيث أشارت رام ليرى بلورة ينبعث منها ضوء خافت. تتدلى البلورة من الجزء العلوي من جدار القصر – تمامًا حيث يمكن أن توجد الساعات الكبيرة في عالمه.

“توقفي ، أنت تجرحين مشاعري!”

حدق سوبارو بالضوء الأخضر الوامض المنبعث من الكريستال.

 “الأمر ليس كذلك، ولكن أليست هذه مكافأة قليلة!”

“إنها غريبة بعض الشيء ، لكن أعتقد أنها مجرد ساعة عادية، كيف أقرؤها؟ “

تجاهلته الفتاة بعدها وانسحبت من المحادثة.

“التوقيت الشمسي  يقع عند جهة الرياح من الرقم صفر إلى ستة ، ثم يأتي وقت النار للستة التي تليه. وبعدها ننتقل إلى التوقيت القمري بدءًا من وقت الماء إلى الأرض، بما أنك لا تعلم مثل هذه الأشياء، هل أنت بربري أو ما شابه؟ “

قامت رام -التي كانت تعمل نفس العمل بجوار سوبارو- بتضييق عينيها وهي تراه يلوح بيده اليسرى النازفة.

“البربري الحقيقي لا يجيب بـ «نعم» على هذا السؤال، ألا تعلمين ذلك؟”

ترجمة فريق: @ReZeroAR

كان يكره سماع تلك التسميات، لكن افتقار سوبارو للمعرفة العامة جعل تجنب هذا صعبًا.

“إذن فأنت مميز في مجال واحد فقط.”

عندما عاد بذاكرته إلى الوراء، تذكر أن هناك بلورة سحرية في الغرفة التي استيقظ فيها سوبارو أيضًا. شعر سوبارو أن البلورة كانت أكثر خضرة في ذلك الوقت.

كانت أشبه برد غير مباشر على سؤاله، فاستقبل روزوال إجابتها بابتسامة راضية. كانت ابتسامة السيد تقول: هذا منطقي تمامًا. بالرغم من أن الإبتسامة لم تكن بذلك الوضوح، إلا أن رام أدركت أن خديها كانا يحترقان رغم ذلك.

“إذن ، فاللون يصبح أكثر إشعاعًا بمرور الوقت؟”

“نعم أنت على حق. لقد ساعدتني كثيرًا يا سوبارو. لدرجة أن مجرد إنقاذي حياتك لا يكفي لسداد دينك عليّ هذا ما يعنيه هذا بالنسبة لي”.

“… وقت الرياح أخضر ، والنار أحمر، والماء أزرق ، والأرض أصفر. هل تريد أن أشرح لك أي شيء آخر؟ “

أعطت بياتريس سوبارو نظرة كئيبة بينما كان يدغدغ باك ، لكن ما قاله سوبارو خفف من تعابيرها. كانت تتلاعب بلفائف شعرها الطويل وردت عليه بصراحة

“فهمت أمر التوقيت الزمني الآن يبدو أن التوقيت الشمسي والقمري أشبه بـ «صباحًا» و «مساءً» “

“كلا، الجرح كبيرة لدرجة لا يمكن رؤية آثار العمل الشاق … لم أكن أعتقد أنني كنت من النوع الذي تكرهه الحيوانات …”

لابد أنه سيتمكن من ربط المزيد من الأشياء الأخرى كلما بقي أكثر في هذا العالم السحري.

 

عقد سوبارو ذراعيه وأومأ. بدت “رام” متعبة وهي تضع يدها على جبهتها.

عندما نظر سوبارو إلى ريم أشارت له بعلامة الثعلب بأصابعها  لم يعرف سوبارو ما تعنيه العلامة ، ولكنه ظن أنها قد تكون نسخة هذا العالم  من علامة peace التي تصنع بالأصابع.

“من الصعب تدريبك على الوظيفة من الصفر، بالإضافة إلى أن معلوماتك العامة محدودة للغاية… متى تحولت من خادمة منزلية إلى مدربة حيوانات يا ترى؟ “

“…ماذا تفعل؟”

“من المخيف سماع شيء مثل «مدربة حيوانات» ربما عليكِ اختيار عبارات أخرى يا حضرة الرئيسة؟

لقد كانت فروة رأسه تؤلمه بحق،  بالإضافة إلى شعور الغثيان وسيلان أنفه سوبارو تحكيم عقله بتركيزه  على ذلك الألم الحاد وطعم الدم الناتج عن عض شفته، كما لو كان يستخدمها لإخفاء الإحساس بالفقد الذي شعر به ، بالرغم من أن ذلك الشعور كان وكأن شخصًا ما قد طعن أعضائه الداخلية.

ارتفع حاجبا رام عندما ناداها بالرئيسة. وعندما شعر سوبارو أنها إما لا تهتم أو لم تكن منزعجة جدًا ، غير الموضوع قليلًا

كانت غرفة كبيرة. في وسطها طاولة طويلة وكراسي لاستقبال الضيوف.  وعند التعمق بداخلها أكثر نجدها مؤثثة بمقعد فاخر ومكتب للمالك حيث يقوم بأعماله المكتبية. صنع المكتب من خشب الأبنوس وزين بالملاءات والريش

“بالمناسبة ، لقد كنتما تعملان وحدكما سابقًا ، لكن الأمر لم يكن ليستمر هكذا إلى الأبد ، أليس كذلك؟ أعني ، كانت هنالك تلك الخادمة التي استقالت سابقًا؟”

“إذا كنت ترغب في ذلك ، فلمَ لا نفعلها الآن؟” “ماذا؟؟ الان؟ الوقت متأخر جدا ، أليس كذلك؟ “

“… للسيد روزوال أقارب يعيشون في العديد من القصور الصغيرة، لذا يأتي معظم زملائنا في العمل من هناك، عادة أعمل أنا وريم هنا في المسكن الرئيسي حتى نتمكن من مساعدة السيد روزوال شخصيًا “.

“لا يمكنني استبعاد ذلك ، لكني أظن أنه احتمال ضعيف.”

“المسكن الرئيسي والقصور الصغيرة… إذن ، أمم ، هذا هو المسكن الرئيسي؟”

عندما جال بنظره في المكان، لم تقع عينه على أي شيء يشكل خطرًا جسديًا أو عقليًا عليه.

“السيد روزوال هو رب عائلة ميزرس ، لذلك فهو يعيش بالطبع في المسكن الرئيسي. وعندما قلت أقاربه كنت أعني الآخرين الذين تربطهم به  علاقة  فعلاقة فروع عائلة ميزرس ليست عميقة بشكل خاص “.

لا يبدو هذا كمديح لي، فكر سوبارو في عقله بينما كان ينظر إلى إيميليا. لم يكن يحاول إثارة غرائزها الوقائية، لكنها كانت بالتأكيد تمنحه شعور الأم الحامية.

ربما كان ينبغي على سوبارو أن يتوقع أن يكون لنبيل مثل روزوال علاقة معقدة مع عائلته. الآن بعد أن أصبح سوبارو يعمل لصالح الرجل ، لم يستطع اعتبار نفسه مجرد متفرج عابر، ناهيك عن كونه على صلة وثيقة بإيميليا ، المرشحة الملكية.

“أفهم أن إيميليا تان مرشحة لتصبح ملكة ، لكن ماذا عن هذا العمل الذي تقوم به لدعمها؟”

 

عدما علقَ سوبارو على استخدام إيميليا للكلمات القديمة،  ردت بـ”همم؟” وأشارت إلى سوبارو.

“حتى لو كنتما تعتنيان  بـروز-تشي فقط، ما يزال هذا القصر ضخم لدرجة  يتعذر على شخصين الاعتناء به بالكامل ، أليس كذلك؟ ألا يمكنه توظيف المزيد من الأشخاص؟ “

“حسنًا ، دعينا نذهب ، إذن!”

“- الظروف الحالية تجعل ذلك مستحيلاً، وأيضا ، انتهى وقت الكلام الفارغ “.

“إذا كنت لا تريدين ذلك ، فلستِ ملزمة،  رغم أني أتمنى أن تفعلي ذلك! “

صفقت رام بيدها مشيرة إلى نهاية هذه المناقشة وهي تمضي قدمًا بهدوء.

“إذن قالت كل هذا بمجرد نظر- مهلا ، لا تذهبي، لقد جرح هذا مشاعري!”

أراد سوبارو أن يسألها المزيد عن الأشياء ، لكن يمكنه فعل ذلك وتزويد نفسه بالمعرفة العامة أثناء عمله. كان بحاجة إلى العمل أولًا، لإبقائها سعيدة إذا لم يكن هناك شيء آخر.

حطم سوبارو وبياتريس فكرة إيميليا. من جانبه أخفى سوبارو خجله بينما بدت بياتريس جادة للغاية.

“لم أعمل في وظيفة كهذه من قبل ، لكنني أشعر أني متفائل حقًا لسبب ما. أعتقد أنه بسبب الفتاة الجميلة؟ “

“رائع. حسنًا ، هيا إلى تبديل الملابس! أظن أن الزي الرسمي يناسبني كثيرًا. هيا لنجعل مني شخصًا راقيًا ونبيلاً “

“لن يجلب لك لإطراء  شيئًا. لا لطف أو رحمة في العمل”

“ليس سيئا، ليس سيئا على الإطلاق. أستطيع فعل ذلك. بعد خروجي من الحمام مباشرة ، أبدو أكثر إثارة بنسبة خمسين في المائة في المرآة. أشعر أن هذا سينجح! “

“عليك أن تتعلمي القليل من التواضع من أختك الصغيرة ، تبًا!”

تلألأت عينا روزوال الملونة بشكل غريب ثم ارتفعت زوايا شفتيه في المشهد الذي أمام

رمى سوبارو تلك العبارة وهو ما يزال يتذكر محادثته مع ريم في غرفة الملابس.

 

٨

بالرغم من ارتباك سوبارو، قام روزوال بتعديل طية سترته الكبيرة أثناء حديثه.

“أووو -!”

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

كان سوبارو شبه باكٍ وهو يصرخ على الجرح الجديد الملطخ باللون الأحمر،

“قالت: «أخذ سوبارو ينظر لي بنظرات منحرفة عندما كنا بمفردنا»… أيها الوحش”

قامت رام -التي كانت تعمل نفس العمل بجوار سوبارو- بتضييق عينيها وهي تراه يلوح بيده اليسرى النازفة.

ألصق سوبارو إصبعه المقطوع في فمه وهو يشتكي ، وينتفخ خديه بينما يملأ الطعم المعدني فمه.

“هذا ما يحدث عندما يشرد ذهنك،  باروسو ، هل تعرف معنى التحسين ؟ “

“قطة واحدة، قطتان …”

“لكن هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع أي أدوات مائدة عدا عيدان تناول الطعام!”

لم تكن تشعر بالأسف الشديد على زلة لسانها حيث بدت متأثرة بنصيحة سوبارو. ساعده ذلك في تحديد ما سيقوله.

ألصق سوبارو إصبعه المقطوع في فمه وهو يشتكي ، وينتفخ خديه بينما يملأ الطعم المعدني فمه.

“يمكنني التشمير عن الأكمام ، لكن لا يمكنني فعل ذلك للجزء العلوي أظن أن بإمكاني تقصير الأكمام بنفسي، ولكن … “

كانوا في المطبخ قبل الظهر بقليل. بعد أن أنهى التهيئة مع رام في الحديقة، عاد الاثنان إلى قاعة الطعام لمساعدة ريم في اعداد الوجبة.

“حسنًا ، حسنًا. ولكن، ألن تقوم بشكري؟!”

بداية بـِ…“أفهم وضعي، لكن جعل أختك الكبرى تقشر الخضار لكِ أيضًا؟ اعني، أين ذهبت الكرامة؟ “

كان اليوم هو اليوم المنتظر السعيد يوم الاستيقاظ الهادئ والانتصار الموعود. لكن…

كانت رام تعمل بسرعة على الطاولة

“أوه نعم ، ظننت أنني سمعت صريرًا في القاعة في الليالي  الماضية … إذن فقد كنتِ أنت يا ريم؟”

“لقد عملنا وعشنا معًا لفترة طويلة ، لذلك نقسم العمل بناءً على إجادتنا له. ليست هذه المهمة التي أبرع فيها “.

“آه … سوبارو ، بالنسبة للمحادثة التي جرت بيننا في الظهيرة …”

“أتذكر أني سمعت سابقًا أنها أفضل منك في كل شيء رغم ذلك ؟!”

“قد يشعر روزوال بالكدر إن أخبرته بذلك.” “لا أحد يستخدم كلمة الكدر هذه الأيام …”

لقد سمع سابقًا عن كون رام أقل من ريم في أداء مهام الطبخ والتنظيف وغسيل الملابس والخياطة وكل الأعمال الروتينية الأخرى تقريبًا. لكن يبدو أن رام تتمتع بخبرة كبيرة في تقشير الخضار.

تصريحها ، بأنها لا تستطيع معاملته كزميل عمل بسيط لأنهما مختلفين بقي عالقًا في إذنه

“تكادان تنتهيان؟”

“برأيي هو شخص لا ينحني بسهولة.”

تحدثت ريم بعيون واسعة عندما نظرت للاثنين اللذين أوكلت إليهما مهمة التقشير إذ أنها كانت تحتاجها لتحضير وجبتها. كانت ريم تتمتع بيد بارعة، مما جعل طبخها يبدو وكأنه نوع من الأداء المصقول بعناية.

بعد اكتمال العمل ، أمسكت ريم بالبنطال ورفعته مشيدة بمهارته …

… على عكس الاثنين الآخرين فقد كان مستوى عملهما وضيع يثير الشفقة

“أووو -!”

نظرت ريم إلى الوراء وهي تصب المكونات في مقلاة ضخمة وتخلطها. نظرت ريم بصمت إلى أختها الكبرى وهي تقشر وإلى سوبارو وهو يشكو النزيف وأومأت برأسها وكأن شيئًا لم يحدث.

ردها الهادئ ترك سوبارو في حيرة. ربما كان يبالغ في التفكير؟  كان هذا نتيجة افتقاره إلى خبرة التواجد قرب فتاة جميلة.

“كالعادة يا أختي، مشهد تقشيرك للخضروات يستحق أن ترسم له لوحة”.

“أوه ، سوبارو ، أنا أكرهك!”

“رائحة طبخكِ شهية، إنها منعشة!”

“كتفاه ذات شكل غريب وساقاه قصيرتان للغاية. أيضا ، وجهه مرعب. و؟”

“أود أن أسمع تعليقًا على العمل الذي أقوم به أيضًا! “

“إيه ؟!”

“أشعر بالأسف على المزارع الذي زرع تلك الخضروات.”

 

“توقفي ، أنت تجرحين مشاعري!”

“لا أفهم ما الذي تعنيه بالجزء الأخير من كلامك، ولكن حاليًا، يدير مجلس الحكماء شؤون البلاد وهو مجلس مكون من أعرق العائلات تاريخًا في المملكة. لذا ستستمر البلاد كما هي،  ومع ذلك…”

كانت ريم تنظر إلى شظايا الخضار المريعة التي قشرها سوبارو. تم تقشير الخضار التي تشبه البطاطس حتى منتصفها، ومع ذلك ، كانت القشرة ما تزال عليها.  علاوة على ذلك ، فإن الجرح العميق الذي في يده ترك المائدة ملطخة بالدماء.

“آها، إذا فهذا هو الوضع، رغم أنكما توأم، إلا أن لكما تخصصات مختلفة، إذا فأختكِ بارعة في التنظيف؟ ”

نظرت رام -وهي تقشر البطاطس بشكل متقن للغاية- إلى جرح سوبارو الذي كان لا يزال ينزف وقدمت له نصيحة.

ابتسم سوبارو ابتسامة متوترة إذ أنه لم يكن ينتظر ردة فعل كبيرة منها، ثم قال …

“أنت تحمل السكين بطريقة خاطئة يا باروسو. لقد قطعت يدك لأنك تحرك السكين وليس الخضار. عند التقشير ، أبق السكين ثابتة وقم بتدوير الخضار حولها. “

“هل يمكنك توفير عبارتك عن الأغبياء هذه وإغلاق الباب حالًا، على ما افترض ؟! “

كان شكلها ممتازًا. لم يحدث انقطاع في تقشيرها من الرأس إلى الحافة. وتابعت:

حدقت ريم بسوبارو الذي كان يفتح ويغلق الباب.

“سأعلمك ، تخصصي هو تقشير البطاطا”

قام سوبارو برفع البنطال ليريها ما فعل. هزت ريم رأسها اعترافا بمهارته

“لقد بدوتِ فخورة بقول ذلك. اللعنة ، راقبي فحسب ،  سيلقنك نصلنا المحبوب «شوتنق ستار» درسًا قاسيًا! “ بكل إحباط، حمل السكين وأمسك بالمقبض الخشبي بإحكام. لقد كانت سكين تقشير عادية تمامًا ، ولكن اعتبارًا من اليوم فصاعدًا ، ستكون «شوتنق ستار» سكين سوبارو الثمينة.

“هواااه! أنت على حق! الرجل الحقيقي لا يفعل ذلك ، هاه ؟! “

“أووووه-!”

“لم أقصد ذلك حرفيًا، كيف لكِ تحطيمي هكذا؟!” “ماذا ، هل قلت شيئًا سيئًا؟”

رفع صوته وانحنى وأمسك السكين بثبات ، ثم قام بتدوير الخضار كما نصحته رام. كان القطع الأول لا يزال عميقًا إلى حد ما ، لكنه فوجئ بمدى سلاسة سير الباقي.

“حسنًا، هذا ليس شيئًا كنت أحاول إخفاءه. لقبي في مملكة لوجونيكا هو… أفترض أنني سيد المناطق الخارجية ، لكن يمكن التعبير عن دوري بٍ … ربما وصف ساحر المحكمة يناسبني؟ “

عندما ألقى نظرة خاطفة على ما حوله، رأى أن رام تبدو فخورة بتنفيذ سوبارو لتوجيهاتها.

“حسنا هذا جيد. ظننت أني علمت سرًا خطيرًا ولن أتمكن من الخروج من هنا حيًا”.

بكل امتنان، ركز سوبارو على التقشير دون أن تنبس ببنت شفة ، وفجأة –

 

 

عندما رأت تلك الفتاة سوبارو غير قادر على الاسترخاء في الكرسي ، هزت الفتاة ذات الشعر المجعد وجهها الغاضب.

 

“حقًا؟  أشعر بالسوء لاعتمادي عليكم بدل الساعة، ولكن… “

بأخذ ملامح وجهه في الحسبان، فقد بدا فتى وسيمًا للغاية، ولكن عينيه كانتا ذات التأثير الأكبر في مظهره إذ كانتا بلونين مختلفين إحداهما صفراء والأخرى زرقاء.

 

بدت غير راضية قليلاً رغم ذلك. سُر روزوال برد إيميليا وابتسم بينما رفع كوب الشاي إلى شفتيه.

 

تغير اتجاه «شوتنق ستار» ليستهدف إبهام سوبارو عوضًا عن حبة البطاطس

 

“من الأفضل أن أعود إلى غرفتي الآن. ماذا عنك؟”

“…ماذا؟! إن استمريتما في التحديق بوجهي هكذا سيبدأ بالاحمرار!! “.

“آه … إرر ، إن كنت قد نسيت ، فلا بأس أبدًا.”

نظر سوبارو إلى الأعلى عندما أدرك أن ريم هي من كانت تحدق به. بدت ريم متفاجئة قليلاً وهي تحاول الرد. ولكن أيًا كان ما تحاول قوله، فإن كلمات رام قاطعتها

مع بقاء القمر في وسط السماء المظلمة ، كانت قلب سوبارو مليئًا بالتفاؤل.

“-كانت تحدق بك لأنك مثير للشفقة يا باروسو. بالأخص شكل شعرك”.

علقت إيميليا فجأة فقد كان من النادر ألا يجد ما يقوله ..

جعلت كلماتها سوبارو يميل برأسه.

“… فهمممممت، بالتأكيد كلامك صحيح! من النادر أن يعمل المرء بجانب فتيات يهتم بهن ، أليس كذلك؟ الأمر ممتع للغاية بالنسبة لك “.

“ظننت أن قصة الشعر هذه أفضل بكثير من السابقة، على الرغم من …”

 

“بالنسبة لخادم، تستحق درجة الرسوب على عملك .. صحيح يا ريم؟”

“القذف شيء مروع !!”

“…أه أجل أفترض ذلك،  يبدو أنه يفتقر إلى الكثير من الخبرة. ًلابد أنه يتعبك كثيرًا.”

لم ترد ريم إذ أنه أخذ السترة وفتحها بخفة وأدخل ذراعيه في الأكمام. منطقة إبطي السترة التي كانت ضيقة للغاية وكتفيه اللذان بالكاد يمكنهما الدوران ، لكن …

“تبًا، آسف! “

لكنه لم يكن اليوم المناسب لمثل هذه الأفكار،

لقد أحبط تقييمهم البسيط للعمل الذي كان يفتخر به سوبارو معنوياته قليلًا.. كلما نظرت رام لسوبارو، اصدرت صوت  همف من خلال أنفها.

“لا أصدق هذا، إن قلت أشياء كهذه بعفوية هكذا سيحولك الأشرار إلى لحم مفروم يا هذا!”.

“بالمناسبة ،تقوم ريم بتسريح شعر الأشخاص هنا، إنها تلبسني وتصفف شعري كل صباح كما ترى “

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

“أجل، لهذا يبدو مظهركما متشابهًا… مهلًا .. ألا يبدو هذا خاطئًا؟”

كان سوبارو يشعر بالحرج داخليًا لقول مثل هذا الاعتراف القوي علنًا.

الطريقة التي قالت بها ذلك للتو جعلت الأمر يبدو وكأن رام قامت بكل العمل بنفسها. ولكن في مواجهة رد سوبارو ، عقدت رام ذراعيها وأجابت بجرأة.

 

“الأمر بالضبط كما تظن يا باروسو.”

“كلا، ما باليد حيلة،  أرجوكِ انسي ما جرى”.

“ساعدي أختكِ الصغيرة قليلاً ، يا إلهي!”

افترقت إيميليا عنهم في طريقهم إلى قاعة الطعام لتعود إلى غرفتها لتغير ملابسها، لذا كان سوبارو وتلك الفتاة ذات الشعر المجعد وحدهما في قاعة الطعام.  أظهر سوبارو وجهًا حزينًا لقاء سخريتها

اعترفت رام بجرأة أنها الأخت الكبرى التي لا قيمة لها ، مما جعل سوبارو يصرخ بنظرة من الصدمة المزيفة. بعد ذلك ، قامت رام بتمسيد الشعر الوردي الذي قامت ريم بتمشيطه سابقًا، ونظرت إلى أختها الصغرى.

“هذه خدمة كبيرة ، لكن … أمتأكدة من هذا؟ لديك أعمال كثيرة.. أليس كذلك؟ “

“ريم ، أتمانعين قص شعر باروسو قليلاً؟”

صمت روزوال لسماعه سؤال سوبارو وعقد ذراعيه على الطاولة. بعدها أظهر روزوال ابتسامة لطيفة، ولكن بنظرة عينين مختلفة انتبه لها سوبارو

“مهلًا لحظة، وجود فتاة تلعب بشعري سيؤدي حقًا إلى القضاء عليّ!”

“ألم تكن الجولة شيئًا كانت إيميليا تان ستفعله؟ “

“أختي…؟”

“أهذا صحيح .. أظن أن طلبي لم يكن منطقيًا إذن  أعتذر عن ذلك.”

صدم اقتراح رام المفاجئ كلًا من سوبارو وريم. أمعنت رام النظر بعينيها الحمراوين إلى أختها لتخفض نبرة صوتها قليلاً.

“أوي! أيتها الأخت الكبرى،  لقد قلبتِ في اسمي أمامي”.

“… كنتِ تحدقين في باروسو بسبب قصة شعره ، صحيح؟”

“اهتمامك هذا هو التفسير الحرفي لجملة «ليس من شأنك» إنه ما يزال دوري في طرح الأسئلة “.

“…نعم هذا صحيح. قليل من التمشيط والقص سيجعله يبدو أفضل بكثير.”

“آوه، فهمت .. عملية إقصاء إذن”

“يجب أن تدعها تفعل ما قالته بشعرك إذا. يدا ريم موهوبتان بالفطرة، أؤكد لك “.

نهض سوبارو من مقعده ورفع إصبعه نحو السماء.

“هذا يجعل الأمر يبدو وكأنه نوع من الطلبات المنحرفة ، كما تعلمين …”

هزت ريم رأسها قليلاً أمام سوبارو ، الذي لا يزال محني رأسه قام بتضييق عينيه على رد فعلها، وتذكر أنهم ناقشوا موضوع تعديل شعره أثناء تحضير العشاء.

يبدو أن الأخت الكبرى كانت تعطي ريم العذر لممارسة اهتماماتها التي لم تخبر بها أحدًا

قام  روزوال من مقعده أيضًا، ناظرًا إلى سوبارو من ارتفاعه المتفوق. بدت إيميليا قلقة وهي تراقب سوبارو روزوال وهما يحدقان في بعضهما البعض.

قد تكون مسألة تفضيلات شخصية على عكس رام التي لم تمنح سوبارو أي مجال، يبدو أن ريم لم تحسم أمرها بعد فيما يتعلق بمشاعرها تجاهه. وافق سوبارو على الحاجة إلى إغلاق المسافة بينهما، ولكن …

“التعامل الجيد مع شخص مثلها هو…!”

“إذا كنت لا تريدين ذلك ، فلستِ ملزمة،  رغم أني أتمنى أن تفعلي ذلك! “

قادهم التوأم إلى غرفة الطعام حيث كان من المقرر تناول الإفطار، علقت الفتاة ذات الشعر المجعد عوضًا عن إلقاء التحية، “وأنا أراقبكم من الأعلى، شعرت.. بالفزع لرؤية رأسك الفارغ والمخيب للآمال، على ما افترض؟”

“كلا ، على الإطلاق. صحيح أنه يزعجني قليلا ، قليلا جدا ، قليلا فقط “.

 

بعلمه أنه كان يزعجها حقًا ، فقد سوبارو مزيدًا من الثقة داخله عندما انغمس سوبارو في أفكاره الداخلية، كل الثلاثة أصوات بدت وكأنها صوت واحد.

“بالمناسبة ،تقوم ريم بتسريح شعر الأشخاص هنا، إنها تلبسني وتصفف شعري كل صباح كما ترى “

“-آه.”

“لم أعمل في وظيفة كهذه من قبل ، لكنني أشعر أني متفائل حقًا لسبب ما. أعتقد أنه بسبب الفتاة الجميلة؟ “

تغير اتجاه «شوتنق ستار» ليستهدف إبهام سوبارو عوضًا عن حبة البطاطس

******

صرخ سوبارو عندما استوعب أنه يشقر الشيء الخاطئ هنا  “هوااااااه! يا رجل! شرد ذهني قليلًا فحسب -! “

رغم أن نظراتها كان موجهة لإيميليا إلا أن الرد أتى من شخص آخر: “أهلا بيتي. لقد مرت أربعة أيام. أكنتِ مهذبة وسعيدة خلالها؟ ”

“يبدو أن إطلاق لقب ” السكين المحبوبة” على سكينك لا يناسبك نظرًا لأن حبك من جانب واحد ، فربما يجب أن تحاول تسميته بسكينك المفضل بدلاً من ذلك؟ “

“مهلًا، أليست ردة الفعل هذه غريبة ؟! ألا يجب أن نقع في الحب أو شيء من هذا القبيل ؟! “

“أختي لقد غلى الماء، لنضع الخضار التي قطعتها -“

“عادة يكون هذا هو الوضع، ولكن الأمور انحرفت عن المسار الصحيح بسبب حادث وقع قبل نصف عام عندما انتشر وباء عظيم داخل جدران القصر”.

“أنتما تحبان معاكسات الرجل الجديد ، أليس كذلك؟!”

“حسنًا ، أعطيني الإبرة والخيط، سأنقل مهاراتي في الخياطة إلى مستوى جديد تمامًا اليوم! “

كان تحديد أولوياتهم خلال العمل مثيرًا للإعجاب، لكن سوبارو كان يفتقر إلى القوة العقلية للإشادة به.

 

 

“أنت لا تريد حقًا أن يُنظر إليك على أنك صديق بياتريس ، أليس كذلك …”

9

“الجزء الأخير من كلامك يبدو منسوجًا نوعًا ما؟” قاطعته ريم.

 

”سوبارو. سأبذل قصارى جهدي، ولكن… أنت أيضًا، اتفقنا؟ “

– وهكذا ، مر نصف يوم.

“لا يمكننا فعل أي شيء للجزء الداخلي من الزي، ولكن يمكننا على الأقل أن نجعلك تبدو أنيقًا. على أي حال ، دعونا نترك تقصير البنطال لوقت لاحق ونصلح الجزء العلوي فقط “.

“أنا متعب للغاية-!”

“إيه … هذا يبدو عملًا نبيلًا. هل أنت ناسك يا سوبارو؟ “

قالها سوبارو بينما استلقى على السرير بعد أن خارت كل قواه.

“هاه ، يجب أن أفتح الباب حتى أتمكن من منحها عودة جيدة.”

لقد كان في غرفة الخدم التي أُعطيت له. من اليوم فصاعدًا،

لم تقل رام كلمة واحدة عندما فتحت الباب المغلق. اتسعت عيون سوبارو في صدمة

 

بفضل طبيعة سوبارو فقد اختفت تلك الأجواء المشحونة بينهما

ستكون هذه الغرفة بمثابة مساحة سوبارو الشخصية وغرفة نومه كانت غرفة اقتصادية بها سرير رخيص ، ومكتب ، وكرسي ، لذا فقد كانت مختلفة كثيرًا عن غرفة الضيوف التي كان مريضًا فيها.

لقد سمع سابقًا عن كون رام أقل من ريم في أداء مهام الطبخ والتنظيف وغسيل الملابس والخياطة وكل الأعمال الروتينية الأخرى تقريبًا. لكن يبدو أن رام تتمتع بخبرة كبيرة في تقشير الخضار.

“حسنًا ، الأشياء باهظة الثمن حقًا خانقة ، لذلك هذا جيد …”

“تبًا ، التقليل من أهمية الشيء عدة مرات متتالية يجعل الأمر يبدو وكأنه

دفن سوبارو وجهه في الوسادة حيث أدرك أنها بنفس تلك الرائحة الفاخرة التي شمها سابقًا  والآن بعد أن أنهى ساعات عمله،  سرعان ما غير سوبارو زيه الرسمي إلى بدلته رياضية إذ أنه ينوي النوم بالملابس التي اعتاد عليها.

كان رأسه ثقيلًا بعض الشيء. ربما كان متعبًا من عدم اعتياده على حياته الجديدة بعد.

“يا رجل ، لقد عملوا معي حتى آخر رمق يا لهذا العمل الشاق،  علمت الآن لمَ يبدو أبي والآخرون متفردين في عالم العمل، ناهيك عن كون ما جربته مجرد يوم واحد “.

“صمتك يسبب لي نوعًا من الألم كما تعلمين.”

أطلق سوبارو تنهيدة إعجاب صادقه من جسده المرهق، وعاد للتفكير في يومه الأول في العمل.

لم يستطع التعبير عن جمال ابتسامتها بمجرد الكلمات البسيطة

بالتأكيد ، كان هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لم يكن يعرفها ، لكن مستواه السيء في العمل جعله يشعر بحزن عميق

“حسنًا، والآن ..  ليس وكأن عليَّ قول هذا، ولكن الجلوس على كرسي شخص آخر يحبط المرء”.

قد تكون نعمة كون رام هي معلمته الشخصية

“لا أعرف حتى قدر أنملة.”

“قد تكون صريحة ومباشرة ، لكنها ألطف وأكثر تهذيبًا مما توقعت ، حقًا … آه؟”

عندما تحدث سوبارو ، بدأ يدرك سبب شعوره بأن شيئًا ما قد حدث معهم.

رفع سوبارو وجهه عن المخدة لدى سماعه طرقة الباب المفاجئة خلال ذلك، سمع صوتًا من اتجاه الباب.

 

”أنا ريم، سوبارو ، هل الوقت المناسب الآن؟ “

” تبدوان وكأنكما تتعايشان بشكل جيد حقًا أثناء اللعب مع القط اللطيف هناك.”

“آه ، بالتأكيد. لا أقوم بفعل شيء غريب حاليًا، لذا ادخلي! “

“كما تعلم يا سوبارو ، لا يفترض أن تتحدث على مائدة الطعام. إنه وقاحة في حق رام وريم اللتان أعدتا كل شيء بنفسهما،  سترتكب أخطاء جسيمة في المناسبات المهمة إن لم تتحلى بالأخلاق الحميدة، لذا… ”

“قولك هذا يجعل الأمر يبدو غريبًا حتى وإن لم يكن، سأدخل”

“هذا غريب، ظننت أننا سنتوافق بدلًا من أن تصدميني هكذا … “

فتحت ريم الباب ودخلت الغرفة وهي لا تزال ترتدي زي الخدم لوهلة رفع سوبارو حاجبيه بسبب زيارة ريم المفاجئة، ولكنه فهم سببها بمجرد أن رأى السترة السوداء التي كانت في يديها.

– وهكذا ، تم جر سوبارو مرة أخرى إلى الحلقة الفارغة التي جلبت له الكثير من المعاناة.

“مهلًا، أيعني هذا أنك انتهيت بالفعل؟ هذا يعيد تعريف مصطلح العمل السريع “.

بعد ذلك، أثار سوبارو موضوعًا كانت إيميليا قد فتحته قبل دقائق معدودة

“إنه ليس شيئًا كبيرًا كما لو كان خياطة سترة بأكملها كما أن الدقة ستكون أقل بعكس ما إن كانت سترة للسيد روزوال، لكن أظن هذا سيفي بالغرض”.

رفع سوبارو إصبعه وهو يقدم اقتراحًا.

“هذا جعل الأمر يبدو وكأنك ، امم ، قمت بقص الزوايا فحسب؟”

“إذن يا رام، لننتقل إلى الجزء الأهم، أتظنين أنه متورط؟”

لم ترد ريم إذ أنه أخذ السترة وفتحها بخفة وأدخل ذراعيه في الأكمام. منطقة إبطي السترة التي كانت ضيقة للغاية وكتفيه اللذان بالكاد يمكنهما الدوران ، لكن …

“القول أسهل من الفعل، هاه؟  ليس لدي أي خبرة في ذلك أيضًا “.

 

“أنت لا تريد حقًا أن يُنظر إليك على أنك صديق بياتريس ، أليس كذلك …”

“أكره الاعتراف بذلك، ولكنكِ قمتِ بعمل مذهل ..  بإمكان يدي وكتفاي التحرك بحرية … آه ، هل تبدو جيدة عليّ؟ “

كالعادة ، لم تتغير تعابير التوأم كثيرًا عندما تأوه سوبارو على الفراش. حاول التوأم ضبط أنفسهم قبل أن ينفجرا من الضحك

“إن دمجت هذه البدلة بقميصك الرياضي الرمادي لن ينتبه أحد للاختلاف في زيك”

“أتقصدين طولي ؟! القميص مناسب لكن الجاكيت ضيق على الأكتاف أنا شخص لائق جسديًا -رغم أن ذلك لن يفيدني- لكن هذا الجاكيت الضيق يجعلني أبدو كرجل مفتول العضلات”.

“حسنًا ، لا تبدو هذه مجاملة. لا أظن أن بإمكاني قول الكثير! “

“لأن روزوال ساحر بارع للغاية ، بالإضافة لكونه ينحدر من عائلة عريقة،  هناك الكثير من الكتب هنا لا يجب أن يراها الآخرون. لذا أبرم اتفاقًا مع بيتي لتقوم بحمايتها”.

كان ارتداء البدلة فوق القميص الرياضي مثلما وصفته ريم تمامًا الحقيقة أن عدم الضحك استنفذها جهدًا كبيرًا لكن…

 

“ماذا سنفعل بشأن الأرجل”

“آه ، أظننا نقاطعكم؟ أتريدان أن نترككما بمفردكما؟ “

“الأرجل… آه ، تقصد السراويل. تبًا، لقد نسيت،  يمكننني تقصيرها بإبرة وخيط”.

أنهى سوبارو العمل في وقت متأخر إلى حد ما وكان ريم مشغولة طوال الوقت ، لذا لم تكن هنالك فرص كثيرة. تبًا ، فكرت سوبارو بتجاهل الأمر عندما رفعت ريم يدها قليلاً.

“لقد أحضرت البعض معي،  هل علي تعديلها الآن؟ “

“لقد بدوتِ فخورة بقول ذلك. اللعنة ، راقبي فحسب ،  سيلقنك نصلنا المحبوب «شوتنق ستار» درسًا قاسيًا! “ بكل إحباط، حمل السكين وأمسك بالمقبض الخشبي بإحكام. لقد كانت سكين تقشير عادية تمامًا ، ولكن اعتبارًا من اليوم فصاعدًا ، ستكون «شوتنق ستار» سكين سوبارو الثمينة.

لقد كان اقتراحًا حسن النية من جانب ريم. رغم أن كلماتها لم تكن مختارة بعناية، كان هذا أسلوبها لذا تجاهل الأمر

في عالمه الأصلي ، كان لا يمانع العيش “السهل” لكنه لم يكن يتوقع هذا النوع من الحياة اليومية الهادئة في هذا العالم. وأن يسعى بقدر استطاعته “لتسهيل” طريقة عيشه.

في كلتا الحالتين ، أراد سوبارو رد الجميل بطريقة ما.

“غرفة فارغة أخرى … أجل، أي غرفة لا تحتوي على لوحة فوقها يعني أنها مناسبة اختر الغرفة التي تريدها غرفة نومك، وأنا سأحضر لك ملابسك إليها”.

“حسنًا ، أعطيني الإبرة والخيط، سأنقل مهاراتي في الخياطة إلى مستوى جديد تمامًا اليوم! “

بينما هو واقع في غرام تلك الحلوى، داعب سوبارو أذنه في محاولة منه لحثه على متابعة الحديث

“أعلي توقع الكثير من الشخص الذي أظهر براعة يرثى لها خلال كفاحه لتقشير خضار العشاء اليوم؟”

مع نهاية اللقاء غير المتوقع مع بياتريس، استخدم سوبارو غرفة خلع الملابس لارتداء ملابس الخادم التي قدمتها له رام. كان الزي عبارة عن قميص أبيض مع سترة سوداء وبنطال بنفس اللون والذي لم يخالف الصورة التي رسمها سوبارو عن زي الخادم تكمن المشكلة في شيء آخر.

.”هيهي، اسخري منى كيفما شئتِ هيئي نفسكِ للصدمة القاسية! “

بعد فترة، طرحت إيميليا سؤالاً. “… ماذا لو ألقيت عليه تعويذة شفاء؟”

قررت ريم تسليم الأمر لسوبارو الذي وصلت ثقته عنان السماء، وأخرجت له عدة الخياطة من جيبها وأعطته إياها  أخذ العدة منها ليجد أن المحتويات تتوافق بشكل جيد مع ما يمكن أن يتوقعه.  وبيد متمرسة ، أدخل الخيط في الإبرة وشد أرجل البنطال على ركبتيه.

كانوا في المطبخ قبل الظهر بقليل. بعد أن أنهى التهيئة مع رام في الحديقة، عاد الاثنان إلى قاعة الطعام لمساعدة ريم في اعداد الوجبة.

مم ، همممممممممممممم.”

كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل تقريبًا. لم يهتم كثيرًا بشأن قيام روزوال ورام بمحادثة خاصة  يناقشان فيها بعض المواضيع  بينهما فقط.

أصدر سوبارو همهمات غنائية، أطلقت ريم تنهدات مليئة بالإعجاب:

“هــذا القول المأثور! من وجهة نظري، لا يمكن للرجل التحجج بأي أعذار،  أو التراجع عن كلمته “.

“…انا مصدومة، لديك خبرة حقًا “.

“المعذرة يا ضيفنا العزيز،  سأضع الطعام على الطاولة “.

حرك سوبارو الإبرة بطريقة سريعة ومرنة. قبل أن ينتهي من الهمهمة رفعه إلى أعلى

“…أه أجل أفترض ذلك،  يبدو أنه يفتقر إلى الكثير من الخبرة. ًلابد أنه يتعبك كثيرًا.”

“حسنًا ، أنهيت إحدى الجوانب،  تمعني جيدا. قمت بخياطته بشكل جيد، أليس كذلك؟ “

بالتأكيد ، كان هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لم يكن يعرفها ، لكن مستواه السيء في العمل جعله يشعر بحزن عميق

قام سوبارو برفع البنطال ليريها ما فعل. هزت ريم رأسها اعترافا بمهارته

“لقد أصبت في تخمينك. الأمر متصل بما سيحدث لك. سيدة إيميليا؟ ”

 

“أنا لست إيميليا-تان ، لذلك لن أترك الفضول يسيطر علي”

 

“بعبارة أخرى ، إنها تعني … هذا.”

تحسن مزاجه لدى رؤيته ردة فعلها، ثم بدأ العمل على الجهة الأخرى عندما تحدث ريم فجأة.

قام سوبارو برفع البنطال ليريها ما فعل. هزت ريم رأسها اعترافا بمهارته

“آه … سوبارو ، بالنسبة للمحادثة التي جرت بيننا في الظهيرة …”

“كلا، ما باليد حيلة،  أرجوكِ انسي ما جرى”.

“همم ، في الظهيرة؟  ماذا حدث فيها؟ “

“مهلًا، أليست ردة الفعل هذه غريبة ؟! ألا يجب أن نقع في الحب أو شيء من هذا القبيل ؟! “

“آه … إرر ، إن كنت قد نسيت ، فلا بأس أبدًا.”

“يا رجل ، لقد عملوا معي حتى آخر رمق يا لهذا العمل الشاق،  علمت الآن لمَ يبدو أبي والآخرون متفردين في عالم العمل، ناهيك عن كون ما جربته مجرد يوم واحد “.

هزت ريم رأسها قليلاً أمام سوبارو ، الذي لا يزال محني رأسه قام بتضييق عينيه على رد فعلها، وتذكر أنهم ناقشوا موضوع تعديل شعره أثناء تحضير العشاء.

أعجب سوبارو  بالطعام الموجود أمامه خاصة السلطة والحساء. وأومأ روزوال برأسه كما لو أنه يفخر بتقييم سوبارو للطعام وفي نفس الوقت ينظر إلى ريم.

“أوه ، بشأن شعري،  ظننتها كانت مزحة،  ستفعلين ذلك؟ “

 

“لا ، أظن ما قلته لك كان وقاحة،  قد تكون زميلنا في العمل، ولكنك أيضًا منقذ السيدة إيميليا، لذا فإن مراتبنا مختلفة “.

لم يستطع رد الجميل الذي “لم يحدث قط”.

“هذا النوع من السلوك المتشدد سيخرب أسلوبي … مهلًا، أهذا رأيكِ فيَّ؟”

فتحت ريم الباب ودخلت الغرفة وهي لا تزال ترتدي زي الخدم لوهلة رفع سوبارو حاجبيه بسبب زيارة ريم المفاجئة، ولكنه فهم سببها بمجرد أن رأى السترة السوداء التي كانت في يديها.

تصريحها ، بأنها لا تستطيع معاملته كزميل عمل بسيط لأنهما مختلفين بقي عالقًا في إذنه

“أجل هذا صحيح. كيف يصيب باك عين الحقيقة دائمًا ، على ما افترض؟ “

عندما رأى ريم وهي ترفع حاجبيها عند السؤال ، بدأ سوبارو في شد شعر رأسه.

“في الواقع تبدو أقل دهشة مما توقعت. ما هو الناسك بالمناسبة؟”

“لأكون صادقة، أنا لست جيدة في فهم مثل هذه الأشياء آسفة … لجعلك تقلق بشأن ذلك. “

 

“كلا، ما باليد حيلة،  أرجوكِ انسي ما جرى”.

“إذا، ماذا عن دوري هنا؟  لن أكون كبير الخدم بقدر ما أنا بمستوى خادمة متدربة؟ “

“لا يمكنني ترك ذلك يمر مرور الكرام،  هنالك أشخاص يتصرفون هكذا، عليَّ التعامل مع مثل هذا سواءً الآن أو لاحقًا… “

الطريقة التي نظرا بها إلى سوبارو. اختفت الألفة التي كانت في الليلة السابقة وعادو لمعاملته كشخص مختلف تمامًاـ  ثم أتته الصفعة الحاسمة في وجهه

وضع سوبارو يده على جبهته ، وخفض عينيه وهو ينظر إلى ريم.

“كلاهما كالأطفال،  لن يحدث أي شيء” “لديك وجهة نظر.”

لم تكن تشعر بالأسف الشديد على زلة لسانها حيث بدت متأثرة بنصيحة سوبارو. ساعده ذلك في تحديد ما سيقوله.

“هذا يعني أنكِ تحبين أختك الكبرى قليلاً …”

رفع سوبارو إصبعه وهو يقدم اقتراحًا.

“…أجل، لقد فعلت ذلك بشكل صحيح، تستحق علامة كاملة في الخياطة. لكن مثلك تمامًا ، أظنها لن تكون مهارة مفيدة يا سوبارو. “

“حسنًا ، سأخبركِ بشرطي الوحيد. إذا وافقتِ عليه ، سأنسى تمامًا ما قلته للتو “.

تابع سوبارو ، “سيكون أمرًا مريعًا إن اكتشف الشعب أنكِ فقدتِ الشارة ..  لهذا السبب كانت إيميليا تان تبحث عنها في كل مكان بنفسها”.

أغمضت ريم عينيها للحظة  قبل أن تومئ بنظرة استسلام. “أقلت .. شرط؟ فهمت، سأستمع لك “

“يا إلهي … سأذهب معك فقط بعد أن أنهي دراستي وتنتهي من كل أعمالك، حسنًا سوبارو؟”

ابتسم سوبارو ابتسامة متوترة إذ أنه لم يكن ينتظر ردة فعل كبيرة منها، ثم قال …

“إيه … هذا يبدو عملًا نبيلًا. هل أنت ناسك يا سوبارو؟ “

“إن أصلحت شعري وقمت بتمشيطه قليلاً ، سأسامحك.”

عبس سوبارو من سلوكها، عندها فتح المهرج -الذي كان يسير في قاعة الطعام- عينيه على مصراعيها لينظر لها ولسوبارو.

“…”

“من الأفضل أن أعود إلى غرفتي الآن. ماذا عنك؟”

غير قادر على تحمل صمت ريم، رفع سوبارو صوته قليلًا ثم قال

أطلق تنهيدة لطيفة لأنه شعر ببرودة العشب المهدئة وحدق في السماء المليئة بالنجوم. كون العالم بلا أضواء المدينة جعل سوبارو يقدر جمال النجوم والقمر في السماء أكثر من أي وقت مضى.

“صمتك يسبب لي نوعًا من الألم كما تعلمين.”

أخذت سوبارو كلمات إيميليا على محمل الجد ، واشتعل حماسة. ابتسمت إيميليا ابتسامة متوترة بينما نظر سوبارو إلى الوراء ورفع إصبعه.

عكست عيون ريم الزرقاء الشاحبة صورة سوبارو ثم تنهدت قليلًا  “لقد أوضحت لك السيدة إيميليا أن بإمكانك طلب ما تشاء، رغم ذلك لم تطلب سوى القليل يا سوبارو.”

“حاليًا ، لقبي هو «مرشحة ملكية» أنا أحد أولئك الذين يسعون لأن يصبحوا الحاكم الثاني والأربعين لمملكة لوجونيكا … بدعم من بيت روزوال، هذا هو الوضع”.

“هذا غريب، ظننت أننا سنتوافق بدلًا من أن تصدميني هكذا … “

عندما سمع سوبارو شكوى إيميليا، فهم بألم مدى تسرعه وعدم تفكيره

“كما سمعت من أختي، لقد نظرت لي نظرة منحرفة عندما كنا بمفردنا، كنت مستسلمة لحدوث شيء أسوء من ذلك.”

لم تقل رام كلمة واحدة عندما فتحت الباب المغلق. اتسعت عيون سوبارو في صدمة

“القذف شيء مروع !!”

“يا رجل ، بالنظر إلى ما حدث فقد قمتُ بعمل رائع للغاية! أنا أستحق مكافأة أكبر ، هاه! ”

كان سوبارو خائفًا من أن تتطاير الشائعات بسبب رام حتى تصل إلى إيميليا في وقت قصير سيتعين عليه إنشاء شريان حياة مباشر مع إيميليا قبل أن يحدث ذلك.

“واااااه!”

كان سوبارو يخطط لإجراءات مضادة لرام  في رأسه عندما أمسكت ريم بتنورتها.

“أنت حقًا مصر، لقد أدركت المسائل السابقة من فورك، على الرغم من أن هذه طبيعة ثانية لأي إنسان ولد ونشأ في المدينة “.

“قبلت شرطك – أنا موافقة على فكرتك.”

“غرفة فارغة أخرى … أجل، أي غرفة لا تحتوي على لوحة فوقها يعني أنها مناسبة اختر الغرفة التي تريدها غرفة نومك، وأنا سأحضر لك ملابسك إليها”.

وهكذا قبلت ريم باقتراحه بانحناءة بسيطة

“كما تعلم يا سوبارو ، لا يفترض أن تتحدث على مائدة الطعام. إنه وقاحة في حق رام وريم اللتان أعدتا كل شيء بنفسهما،  سترتكب أخطاء جسيمة في المناسبات المهمة إن لم تتحلى بالأخلاق الحميدة، لذا… ”

أثار تصرفها ضحك سوبارو وهو ينظر إلى يديه.

“هذان خياران متضادان، أتعلمين ذلك؟!”

“أوي، انهيت تقصير البنطال بينما كنا نتحدث. لقد فعلت ذلك بشكل صحيح ، أليس كذلك؟ “

“برأيي هو شخص لا ينحني بسهولة.”

بعد اكتمال العمل ، أمسكت ريم بالبنطال ورفعته مشيدة بمهارته …

أطلق سوبارو صيحة إثر سماعه ذلك الحكم القاسي

“…أجل، لقد فعلت ذلك بشكل صحيح، تستحق علامة كاملة في الخياطة. لكن مثلك تمامًا ، أظنها لن تكون مهارة مفيدة يا سوبارو. “

أومأت بياتريس برأسها على كلمات القط الرمادي الصغير الذي ظهر من شعر إيميليا.

كما لو أن أحدًا سكب ماءً باردًا عليه

“حلو ، لذيذ ، ميااااو…”

“هاه؟! ظننت أننا توافقنا للتو؟! “

“حقًا؟  إذن، فقد أثبت نفسي عند أولئك الذين يفوقونني خبرة؟  لذا ، ماذا ، جرح نفسي بالسكين ، وتحطيم الدلو ، وإفساد الغسيل ، كل هذا زاد من قوة علاقتي؟! “

بفضل طبيعة سوبارو فقد اختفت تلك الأجواء المشحونة بينهما

“لا أعرف شيئًا عن آداب المائدة. أتسمحين بإخباري بعض القواعد؟! ”

أعاد سوبارو مجموعة الخياطة إلى ريم ثم لمس جبينه. “إذا ، بخصوص شعري … متى تريدين القيام بذلك؟ “من الصعب القيام بذلك اليوم، لأن الوقت متأخر جدا.”

“التوقيت الشمسي  يقع عند جهة الرياح من الرقم صفر إلى ستة ، ثم يأتي وقت النار للستة التي تليه. وبعدها ننتقل إلى التوقيت القمري بدءًا من وقت الماء إلى الأرض، بما أنك لا تعلم مثل هذه الأشياء، هل أنت بربري أو ما شابه؟ “

“هذا صحيح. أود إنجاز ذلك في أقرب وقت ممكن ، لكنني سأعمل في المساء لعدة أيام … لسوء الحظ. “

“ما معنى هذا المصطلح، على ما افترض؟ لم أسمع به من قبل، ومع ذلك يبدو… مستفزًا لسبب ما”.

“علينا فقط تخصيص بعض الوقت إذا، يا رجل ، لقد مضى وقت طويل منذ أن قام أحد بتصفيف شعري! “

“حسنًا ، يمكنك الحصول على الفلفل الأخضر الذي في صحني، مهلًا، ليس هذا هو الهدف. آخ، لقد تصرفت بحماقة”.

لقد كان يقص شعره بنفسه منذ أن دخل المدرسة الإعدادية ، قبل خمس سنوات تقريبًا. لقد كان جيدًا بما يكفي للقيام بذلك دون استخدام المرآة.

لم تتمكن تلك الفتاة -بصوتها مرتبك عند رد سوبارو عليها-  من إنهاء جملتها أبدًا. رغم إدراك سوبارو لتوقفها غير الطبيعي في الكلام إلا أنه دفعها الاستمرار ، ولكن …

“حسنًا ، لقد تأخر الوقت، لذا أستأذن،  ستعمل في الصباح أيضًا،  هل يمكنك الاستيقاظ في الوقت المحدد بمفردك؟ “

حدق سوبارو بالضوء الأخضر الوامض المنبعث من الكريستال.

“بصراحة ، لست متأكدًا،  يمكنني الاستيقاظ بمفردي إن كانت لدي ساعة،  لكن لا يوجد شيء مثل ذلك هنا ، أو ربما لا؟ أليست عندكم ديكة أو ما شابه؟ “

“فهمت، أتفق معك ..  بمعنى آخر هو مجرد وجه خير عابر “.

ردًا على سؤال سوبارو غير المفهوم، تنهدت ريم وأخبرته بالحل الذي سينقذ حياته

لقد كان يقص شعره بنفسه منذ أن دخل المدرسة الإعدادية ، قبل خمس سنوات تقريبًا. لقد كان جيدًا بما يكفي للقيام بذلك دون استخدام المرآة.

“… يبدو هذا صعبًا، لذا سأوقظك أنا أو أختي في الصباح.”

“إذا، ماذا تفعلين”

“حقًا؟  أشعر بالسوء لاعتمادي عليكم بدل الساعة، ولكن… “

“التنين هو رمز لوجونيكا، وكما ترى فإن التنين هذا معروف بكونه صديق مملكة لوجونيكا غالبًا ما يتم تزيين جدران القلعة والأسلحة بهذا الشعار، ولكن هذه الشارة مهمة بشكل خاص.”

” لن نستفيد إن نمت إلى فترة ما بعد الظهيرة”

“حسنًا ، مع الأسف، لنغادر. دليني على الطريق”.

“أين نوع من الكسولين تظنينني؟!”

أومأت بياتريس برأسها على كلمات القط الرمادي الصغير الذي ظهر من شعر إيميليا.

“أتخيلك شخص قد ينام اليوم بطوله، صحيح؟”

“بيتي هي أمينة المكتبة المحرمة هنا في قصر روزوال!”

استغرق الأمر بعض الوقت حتى يدرك سوبارو أن هذه كانت مزحة وفقًا لأسلوب ريم.

“… كنتِ تحدقين في باروسو بسبب قصة شعره ، صحيح؟”

شكر سوبارو ريم لأنها رحبت بقبول اقتراحه. ثم غادرت الغرفة ملوحة بيديها حتى اختفت عن الأنظار

“أوه ، كان بإمكاني فعل ذلك ؟! أوي! سيد روزوال، هل تسمح لي أن أعيش هنا كـضـ – “

“أيا كان أسلوبهما في الكلام، فهما أختان بعد كل شيء، هاه.”

“لو لم أكن راضٍ لقمت بلوم نفسي فحسب،  حسنًا  لا بد لي من القيام بذلك لذا لست نادمًا اعتنوا بي جيدا يا حضرة السينيور،  سأبذل قصارى جهدي! “

كانت ريم مهذبة من الخارج وتطعن من الداخل. أما رام فتتصرف بتعجرف. لكن في الآن ذاته كانتا مراعيتين للغاية، وهو أهم صفة يريدها الشخص في زملاء عمله من وجهة نظر سوبارو.

يبدو أن ثلاثتهم اتفقوا على المصطلح الذي لم يسمعوا به قبلًا  وأجابوا بأجللل! رفع سوبارو يديه وضرب كف كل واحد منهم  لقد بدؤوا يتوافقون جميعًا مع بعضهم

 

“إذن ، فاللون يصبح أكثر إشعاعًا بمرور الوقت؟”

******

“آه ، أظننا نقاطعكم؟ أتريدان أن نترككما بمفردكما؟ “

الفصل الثاني

الصباح الموعود صار بعيد المنال

 

ارتفعت حواجب بياتريس من الغضب إذ لا يفترض أن يتمكن من فعل هذا ببساطه، ناهيك عن النظر للمستندات المحرمة!

 

“في الواقع أجل، إنه ضيق على كتفاك، وساقيك قصيرتان جدًا “.

 

أظهر روزوال ابتسامة متوترة للمرة الأولى، ولكن سوبارو رفع إصبعي السبابة اليمنى واليسرى وهزهما.

10

قالت إيميليا: “إنه لأمر محزن أن تسمع هذا منا أولاً … على كلٍ، هذه الأمة ليست في أوج استقرارها حاليًا”.

 

“إنها تؤهل «المرشحين الملكيين» وهي اختبار لتحديد ما إذا كان الشخص يستحق الجلوس على عرش مملكة لوجونيكا.”

-لاحقا.

كان يتوقع أنه لن يبدأ عمله كخادم ببدلته الرياضية، لذا عندما ذكر ذلك، وضعت رام يدها على فمها وأومأت “بالتأكيد ، الملابس مهمة جدًا. دعنا نبحث عن ملابس بمقاسك … أجل، لابد أن لدينا البعض منها”.

إذًا ، كيف أبلى سوبارو بعد كل ذلك؟”

اِستَشاطَت تلك الفتاة غضبًا وتحول وجهها إلى اللون الأحمر بينما كان سوبارو يلوح بكفه لها ويجلس على الكرسي الكبير. الأرجح أنه مكان إما إيميليا أو سيد القصر باحتمالية 50% لكل منهما.

حل المساء بعد أن غربت الشمس وأخذ الهلال مكانه في قلب السماء عندما وصل التقرير السري

 

كانت غرفة كبيرة. في وسطها طاولة طويلة وكراسي لاستقبال الضيوف.  وعند التعمق بداخلها أكثر نجدها مؤثثة بمقعد فاخر ومكتب للمالك حيث يقوم بأعماله المكتبية. صنع المكتب من خشب الأبنوس وزين بالملاءات والريش

– إذا الفتاة الجميلة التي عثر عليها في العالم الآخر كانت ملكة. هذه الكلمة وحدها أثبتت بقوة أن هذا العالم الخيالي حقيقي!.

 

“إذا لديك موهبة غير متوقعة يا باروسو … لكن لا يمكننا جعلك تعمل في مثل هذا الزي المثير للشفقة. سيعرض هذا معايير القصر والسيد روزوال  إلى كثير من التساؤلات”.

فوقها أقلام مبعثرة وفنجان قهوة تنبعث منه رائحة طيبة.

“المسكن الرئيسي والقصور الصغيرة… إذن ، أمم ، هذا هو المسكن الرئيسي؟”

كانت هذه الغرفة تقع في الجناح الرئيسي من الطابق العلوي حيث تتواجد غرفة مكتب السيد روزوال ل ميزرس الخاصة

“تدرس هاه… مهلًا،  لهذا اختفت عندما كنا نتحدث سابقًا؟ ”

كان صوته أشبه بالهمس ولكنه وصل للشخص المقصود بسهولة  بالطبع وصل له

“أنتما تحبان معاكسات الرجل الجديد ، أليس كذلك؟!”

فقد كان الجسد الصغير لرفيقة روزوال جالسًا على حجره مباشرة.

تذكر سوبارو الوعد الذي قطعه مع إيميليا في الليلة السابقة عندما استيقظ  “هذا صحيح ، ناتسكي سوبارو- اليوم هو اليوم الموعود، هيا إلى العمل!”

“لقد مرت خمسة أيام منذ ذلك العرض وهو وقت كاف لنرى مدى تقــــدمه؟”

تم استدعاء سوبارو بصوت حاد للغاية لذا أطاعها دون لهو أو لعب. لم يكن في غرفة الملابس حجرة لتجربة الملابس، لكنها كانت تحتوي على حاجز يستعمل لهذا الغرض ، وكانت ريم بانتظاره هناك بشريط قياس نحيف. تميزت العلامات الموجودة على الشريط بأنها ذات دقة عالية

“أظنه .. ليس بارعًا البتة”

“لكن يا ضيفنا العزيز … أو بالأحرى سوبارو ، أنت زميلنا في العمل الآن؟”

سمعت رام صوت سيدها في أذنها وهو يمسح شعرها الوردي. كان روزوال ورام الشخصين الوحيدين في الغرفة، ولم يكن هناك ما يشير إلى وجود “النصف الآخر” من التوأم ، ريم.

فتحت تلك الفتاة عيناها المغلقتين بعد أن استشعرت وجوده على الأرجح.  زاد بريق جوهرتا الجمشت على مرأى من سوبارو الذي اقترب.

ببساطة، حدث ذلك لأن التقرير اليومي متعلق هذه المرة بمسألة تعليم رام لسوبارو. بمجرد أن أعلنت رام أن سوبارو أن مستوى تعلم سوبارو سيء للغاية، صمت روزوال للحظة قبل أن يضحك

كان سلوكها لا يسمح لأي أحد بالمعارضة، أدارت ريم ظهرها لسوبارو واتجهت نحو مدخل الغرفة بدا سوبارو مرتبكًا أكثر من ذي قبل ، وسار خلفها وهو يتذمر.

“آه ، هذا صحيح. عديــم الفائدة تماما؟”

بيانها ، الذي قالته بصوت متوتر ، جعل عيون سوبارو تتسع. دعمت الشارة التي على الطاولة -والتي تحمل صورة تنين بأجنحة ممدودة على الجوهرة المتلألئة- ادعائها.

“باروسو  لا يمكنه فعل أي شيء على الإطلاق. إنه لا يجيد الطهي ، وهو أخرق في التنظيف ، وفكرة تكليفه بالغسيل تزعجني. لكنه ماهر بشكل غريب في الخياطةـ عدا ذلك، لا يمكن تركه يفعل أي شيء وحده “.

 

“وجوده في مكان به الكثير من الفتيات  أمر خطير أيضًا ، أليــــس كذلك؟”

“حلو ، لذيذ ، ميااااو…”

لا يمكنه التحكم في نفسه في مثل هذا العمر، قالت رام ذلك بابتسامة متوترة وهي تنظر إلى سيدها وهي تفكر في تفاصيل الأيام الأربعة السابقة. خلال تلك اللحظة القصيرة، حتى الغريب كان بإمكانه رؤية الكآبة تعلو وجه رام الحيادي

“ريم ، أتمانعين قص شعر باروسو قليلاً؟”

“من النادر رؤية هذه التعابير على وجهك أهو عديم القيمة؟ “ “لا فائدة ترجى منه أبدًا،  ليس الأمر أنه أخرق، بل كونه

”لا تمزح في مثل هذه الأمور، مهلا ، سوبارو ، أهذا صحيح حقًا؟ هل كل الموجودين في المكان الذي أتيت منه مثلك؟  أم أنك الوحيد الذي لا يعلم هذه الأمور؟ ”

لا يعرف شيئًا لا يسعني إلا الاعتقاد أنه نشأ في بيئة سيئة،  فهو حتى يفتقر إلى الثقافة العامة “.

يداه الخشنة من المطبخ، الجروح التي سببتها السكين التي لم يكنن معتادًا على استخدامها، علامات العض من الجرو الذي عضه بينما كان الأطفال يلعبون معه – كلها اختفت.

“لابد أن الأمر صعـــب عليه”

في كلتا الحالتين ، أراد سوبارو رد الجميل بطريقة ما.

تعالت ضحكة روزوال تنهدت رام قليلًا ثم غيرت مكانتها بين ذراعي سيدها  وغاصت أكثر في أحضانه ربت على شعر رام الوردي بكفه.

لابد أن حمل مثل هذه الأعباء الثقيلة أمر. قد تكون إيميليا تحمل في مخاوف لا تستطيع مناقشتها مع أي أحد.

“إذن يا رام، لننتقل إلى الجزء الأهم، أتظنين أنه متورط؟”

هزت ريم رأسها قليلاً أمام سوبارو ، الذي لا يزال محني رأسه قام بتضييق عينيه على رد فعلها، وتذكر أنهم ناقشوا موضوع تعديل شعره أثناء تحضير العشاء.

رغم أنه لم يوضح ما يعنيه بكلمة متورط إلا أنها عرفت ما يريد سماعه. أغمضت رام عينيها وفكرت لبرهة.

أثار تصرفها ضحك سوبارو وهو ينظر إلى يديه.

“لا يمكنني استبعاد ذلك ، لكني أظن أنه احتمال ضعيف.”

أومأت إيميليا برأسها موافقة

“هممم. لماذا؟”

إيميليا  التي اعتادت على سخافة سوبارو تدحرجت فوق العشب وتمددت وهي تنظر إلى السماء.

“إن كان مميزًا لدرجة أن يتم إرساله لهذا المكان … فهو ليس مميزًا بالمعنى الحسن .. بل مميزًا بالمعنى السيئ .. باراسو نفسه مجرد  …”

عبس سوبارو من سلوكها، عندها فتح المهرج -الذي كان يسير في قاعة الطعام- عينيه على مصراعيها لينظر لها ولسوبارو.

يبدو أن الكلمات التي تدفقت من فمها

“تبًا ، التقليل من أهمية الشيء عدة مرات متتالية يجعل الأمر يبدو وكأنه

كانت أشبه برد غير مباشر على سؤاله، فاستقبل روزوال إجابتها بابتسامة راضية. كانت ابتسامة السيد تقول: هذا منطقي تمامًا. بالرغم من أن الإبتسامة لم تكن بذلك الوضوح، إلا أن رام أدركت أن خديها كانا يحترقان رغم ذلك.

“أوه نعم ، ظننت أنني سمعت صريرًا في القاعة في الليالي  الماضية … إذن فقد كنتِ أنت يا ريم؟”

“فهمت، أتفق معك ..  بمعنى آخر هو مجرد وجه خير عابر “.

“أنت لن تدع رجلاً لا تعرف عنه شيئًا مثلي يحزم أمتعته ويغادر. وبالنسبة لي ، بعد أن راجعت الإيجابيات والسلبيات، وجدت أن من الأفضل البقاء قرب إيميليا-تان “.

بينما كان روزوال يتحدث، أصدر الكرسي صوت صرير عند تحركه ليتم تحريكه حتى أصبح عكس المكتب باتجاه النافذة الكبيرة التي يدخل من خلالها ضوء القمر.

الطريقة التي غطى بها سوبارو أذنيه لينسى ما قالته إيميليا للتو جعلت إيميليا تنفجر ضاحكة وتنسى كل الأعذار ثم مسحت دمعة نزلت من عينيها بإصبعها وهي تنظر إلى سوبارو.

حافظ روسال على ابتسامته ونبرة صوته كما هي.

“من المخيف سماع شيء مثل «مدربة حيوانات» ربما عليكِ اختيار عبارات أخرى يا حضرة الرئيسة؟

لقد كانت فروة رأسه تؤلمه بحق،  بالإضافة إلى شعور الغثيان وسيلان أنفه سوبارو تحكيم عقله بتركيزه  على ذلك الألم الحاد وطعم الدم الناتج عن عض شفته، كما لو كان يستخدمها لإخفاء الإحساس بالفقد الذي شعر به ، بالرغم من أن ذلك الشعور كان وكأن شخصًا ما قد طعن أعضائه الداخلية.

تلألأت عينا روزوال الملونة بشكل غريب ثم ارتفعت زوايا شفتيه في المشهد الذي أمام

“أوه، صحيح! آه، ليس الأمر كما تظنين،  أعني ، أن الكرسي البارد قد يؤذيك، لذا فكرت في تدفئته لكِ قليلاً. وليس الأمر أنني أردت فقط الجلوس حيث تجلسين عادة، إنه أمر يشبه الجلوس غير المباشر، صدقيني”.

“برأيي هو شخص لا ينحني بسهولة.”

 

كانت تلك الغرفة الخاصة تطل على حديقة القصر  في أحد أركانها رأى صبيًا أسود الشعر يتحدث ويضحك مع فتاة ذات شعر فضي. كما هي العادة، أجرى ذلك الشاب محادثة من جانب واحد ، لكن يبدو أن الفتاة لم تمانع.

ارتجفت أكتاف سوبارو قليلًا عندما أدرك فجأة لمستها الناعمة وتنفسها.

“ياله من تألــــــــق!!  لم يعد لدي مثل هذا الشغف “.

سمعت رام صوت سيدها في أذنها وهو يمسح شعرها الوردي. كان روزوال ورام الشخصين الوحيدين في الغرفة، ولم يكن هناك ما يشير إلى وجود “النصف الآخر” من التوأم ، ريم.

كانت كلماته أشبه بمناجاة ، لكن رام نظرت إلى عيني روزوال عن قرب وهي ترد.

“المعذرة، لست متأكدة مما تعنيه بكلامك، ولكن هذا مقعد روزوال”.  انزلق سوبارو عن الكرسي  العريض بعد أن أحبط مخططه العظيم أمام أعين إيميليا.

“النساء يسعدن عندما تتم ملاحقتهن.”

“همم ، فهمت.”

لكن على عكس البريق في عينيها ، ضاقت عينا روزوال في نظرة غاضبة.

“غياها!”

“يبدو أنكِ تراقبين سوبارو أكثر مما ظننت؟”

مثل هذه الأشياء من شأنها أن تقلب معدتي رأسًا على عقب! “

“… إنه ليس جيدًا على الإطلاق ، لكنني لا أفكر به بشكل سيئ. إنه لا يعرف شيئًا متعلقًا بالعمل ولكن يمكن تعليمه كل ما لايعرفه “.

 

رداً على عدم الرضا في عيني رام وصوتها البارد ، استخدم روزوال يده التي كان يربت بها شعرها ليداعب خدها. بدت “رام” مسحورةً لدرجة عدم القدرة على الكلام بينما كان روزوال يتفكر في ردها.

 

كان من النادر أن تتحدث رام عن الآخرين هكذا،

كان الدفء يغزو عقله وهو يتخيل جنة رقيقه ليتلاشى وعيه أخيرًا.

كانت نصيحتها غير المباشرة لسيدها تقول ، دعنا نتعرف عليه بشكل أفضل. يبدو أن الخادمتين كانتا مغرمتين بالشاب ذو الشعر الأسود. فكرت روزوال بذلك بإيماءة  تملؤها الحماسة.

بمثل هذا التعبير المحايد ، رأى سوبارو عيون ريم ممتلئة بتصميم شرس. حك سوبارو وجهه بإصبعه ، مدركًا أنه لا بد أنه أزعجها قليلاً خلال الأيام الأربعة الماضية.

“بناءً على موقفي ، أظن أن علي التغاضي عن الأمر، صحييييح؟”

“أوه ، سوبارو ، أنا أكرهك!”

علق روزوال وهو ينظر باستهزاء إلى ذلك اللقاء اللطيف الذي يحدث في الحديقة بعينه الصفراء وحدها.

“يمكن لباك فقط لمس  أمثالي… أستغادر الآن أم ماذا، على ما افترض؟”

“كلاهما كالأطفال،  لن يحدث أي شيء” “لديك وجهة نظر.”

“باروسو  لا يمكنه فعل أي شيء على الإطلاق. إنه لا يجيد الطهي ، وهو أخرق في التنظيف ، وفكرة تكليفه بالغسيل تزعجني. لكنه ماهر بشكل غريب في الخياطةـ عدا ذلك، لا يمكن تركه يفعل أي شيء وحده “.

ملأت الضحكات الخافتة الغرفة  بينما كانا يسحبان الستارة ليغلقا النافذة المطلة على اللقاء بين الصبي والفتاة.

“ما قلته هو الحقيقة، أعترف لك بذلك،  والآن إذن ، أتتكرم علينا بتوضيح ما تريده؟”

لم يتمكن القمر حتى من رؤية ما حدث بعد ذلك

الطريقة التي غطى بها سوبارو أذنيه لينسى ما قالته إيميليا للتو جعلت إيميليا تنفجر ضاحكة وتنسى كل الأعذار ثم مسحت دمعة نزلت من عينيها بإصبعها وهي تنظر إلى سوبارو.

 

11

“يا له من عذر لا تستخدمه إلا الفتيات الصغيرات! كونها إيميليا تان فتاة كبيرة، لا يبرر لرام عدم تنفيذ أوامر سيدها،  صحيح …؟ “

 

“آه…”

مع بقاء القمر في وسط السماء المظلمة ، كانت قلب سوبارو مليئًا بالتفاؤل.

كان يتوقع أنه لن يبدأ عمله كخادم ببدلته الرياضية، لذا عندما ذكر ذلك، وضعت رام يدها على فمها وأومأت “بالتأكيد ، الملابس مهمة جدًا. دعنا نبحث عن ملابس بمقاسك … أجل، لابد أن لدينا البعض منها”.

قام بتمديد طيات أكمام قميصه ونظر إلى انعكاسه في زجاج النافذة لقد مرت أربعة أيام بالفعل منذ أن ارتدى هذه الملابس، لذا فقد حان وقت الاعتياد عليها في نظره

لم يتمكن القمر حتى من رؤية ما حدث بعد ذلك

“ليس سيئا، ليس سيئا على الإطلاق. أستطيع فعل ذلك. بعد خروجي من الحمام مباشرة ، أبدو أكثر إثارة بنسبة خمسين في المائة في المرآة. أشعر أن هذا سينجح! “

“لكن يا ضيفنا العزيز … أو بالأحرى ، باروسو ، أنت تعمل تحت إشرافنا الآن؟”

ما إن كانت نسبة 50 بالمائة صحيحة أم لا فهذا غير مهم، لقد كان الأهم بالنسبة له هو طمأنة نفسه.

“لكن هذه هي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع أي أدوات مائدة عدا عيدان تناول الطعام!”

في محاولة لإحاطة نفسه بهالة جذابة أخذت سوبارو نفسًا طويلاً وضحلاً ثم تقدم إلى الأمام. كان يسير على العشب الذي تم قصه مؤخرًا في الحديقة ، متجهاً إلى زاوية مغطاة باللون الأخضر تصطف

“ما الذي تهذي به؟ تعال إلى هنا من فضلك “.

 

لذا قام سوبارو بتشكيل ضفدع بيديه للرد عليها.

على جانبيه أشجار طويلة، وهو المكان الذي كانت فيه ضوء القمر أكثر روعة.

“فهمت، أهذا هو الوضع..  أنا سعيد لأنك تبرع في شيء ما أيضًا “.

جلست هناك فتاة ذات شعر فضي يتلألأ تحت ضوء القمر بينما أحاط بها ضوء شاحب.

“أوه ، الأمر بسيط، بعد ظهر هذا اليوم قمت بمرافقة ريم في التسوق في القرية القريبة من القصر كان الأطفال يلعبون معي عندما أتى ذلك الكلب الصغير وعضني “.

عرفت سوبارو أن ذلك الوهج الشاحب الذي يشبه اليراعات ظهر بسبب الأرواح.  أضافت هذه المعلومة سحرًا خاصًا على المشهد الذي أمامه ليأسر قلبه كالشيطان الذي يتلبس بالمرء رافضًا تركه توقف عن غير قصد في مكانه  ليلتقط أنفاسه.

قام سوبارو برفع البنطال ليريها ما فعل. هزت ريم رأسها اعترافا بمهارته

فتحت تلك الفتاة عيناها المغلقتين بعد أن استشعرت وجوده على الأرجح.  زاد بريق جوهرتا الجمشت على مرأى من سوبارو الذي اقترب.

 

“اوه مرحبا. يا – يالها من صدفة .. لقاؤك هنا؟ “

“التفكير الدائم هو ما يمليه عليك الحس السليم، من واجب كل رجل أن يفكر مليًا عندما تسوء الأمور أو عندما تتلاشى شجاعته في لمح البصر ..”

“أنت تفعل هذا كل يوم كما تعلم.. وبالنسبة لموضوع الصدفة.. ألسنا نعيش تحت سقف واحد؟ “

احتوى الجناح الغربي على غرف الخدم وأثاث احتياطي وكتب عادية غير مخصصة للأرشيف. في المقابل ، كان الجناح الشرقي يحتوي على أجنحة مكوث النبلاء الزائرين ، مع غرف للترفيه عن الضيوف ومرافق أخرى، مع اختلافات وظيفية قليلة عن الجناح الرئيسي.

بنظرة راصدة منها تخلى سوبارو عن تمثيليته وقبل أن يتحدث تنهدت إيميليا من المحادثة الروتينية لكن ذلك لم يثني سوبارو عن الإبتسام لإيميليا

هذه المرة ، عندما رأى وجه بياتريس يهتز بعد أن هزم الممر للمرة الثانية ، قام على الفور بدخول الأرشيف حتى لا تتمكن من إخفائه مرة أخرى.

“سماع عبارة «تحت سقف واحد» يصيبني بالقشعريرة حقًا …” “إن كلمة قشعريرة تصيبني بارتعاشة أسفل ظهري  نوعًا  ما ، أنا لا أحب تلك الكلمة. “

عندما تحدث سوبارو ، بدأ يدرك سبب شعوره بأن شيئًا ما قد حدث معهم.

خلال تحديق إيميليا به، لمس سوبارو خده بإصبعه وجلس بجانبها كما لو كان أمرًا عاديًا. كانا على بعد ثلاثة أذرع فحسب مما يدل على أن الإحساس بالمسافة بينهما قد قل.

ببساطة، حدث ذلك لأن التقرير اليومي متعلق هذه المرة بمسألة تعليم رام لسوبارو. بمجرد أن أعلنت رام أن سوبارو أن مستوى تعلم سوبارو سيء للغاية، صمت روزوال للحظة قبل أن يضحك

لم تهتم إيميليا بذلك فقد اعتادت أن يجلس سوبارو بجانبها.

“لسبب ما بدأنا نتأقلم على العيش معًا  أفضل من تلك اللولي،  أفضل بكثير منها! “

 

“إذن يا رام، لننتقل إلى الجزء الأهم، أتظنين أنه متورط؟”

بين طقوسها الصباحية وأوقات الوجبات ، كان جلوسه بجانبها أمرًا تعتبره الآن مفروغًا منه.

“لا يمكنني استبعاد ذلك ، لكني أظن أنه احتمال ضعيف.”

لم يكن من الواضح ما إذا كانت تسمح بذلك بصمت أو تتوقف ببساطة عن منعه، ولكن في كلتا الحالتين ، كان سوبارو سعيدًا بقربه منها.

“مهلًا، بجدية!! ماذا سيحدث لو لم تستعيديه؟! من الخطير حقًا .. إضاعة مثل ذلك الشيء، أليس كذلك؟! ألا يمكنهم إعطائك واحدًا آخر؟! ”

“إذا، ماذا تفعلين”

“…انا مصدومة، لديك خبرة حقًا “.

“همم؟ امتداد لروتين الصباح. يمكنني مقابلة معظمهم في الصباح ، لكن يمكنني مقابلة بعضهم في الليل فقط ، لذلك … “

 

أومأ سوبارو برأسه رداً على ذلك ، وقبل ببساطة رد إيميليا.

“بالتفكير في الأمر ، لمَ ترتدي مثل هذا الزي بعد العمل؟”

لقد اعتاد أخيرًا على العيش في عالم يُقاس فيه الوقت بـ “النهار” و “الليل”.

تذكر سوبارو حجم أرفف الكتب التي امتدت من الأرض إلى السقف والتي لا يمكن تفسير أمرها ألا بكونها نوع من الأرشيف.  من ناحية أخرى ، فإن فكرة حظر كل هذه المجلدات بطريقة ما جعلته يشعر وكأنها جريمة على نطاق مختلف تمامًا.

بالمناسبة ، كانت الحياة اليومية هنا أشبه بفترة أربع وعشرين ساعة كما يتوقعه المرء. إن العيش وفقًا لساعة الجسم الداخلية يجلب إحساسًا بالهدوء لا مثيل له.

“هممم. لماذا؟”

لقد قضى الأيام الأربعة في التدريب كخادم واكتساب المعرفة العامة المتعلقة العالم. ومع ذلك فقد كانت الأولوية هي لمهامه كخادم، لذا كان فهمه للعام لا يزال ضعيفًا إلى حد ما.

 

“لقد جعلني العمل أنظر بشكل مختلف إلى أيام دراستي وعطلتي الأسبوعية …”

“أجل أجل،  ما دمت تلقي النكات فلابد أنك بخير “.

لطالما كان سوبارو يستخف بمدربته المتقشفة خلال الأيام الأربعة الماضية. لكن مثل هذه التعليقات التي هي من طرف واحد  ما زالت تعزز المحادثات الودية التي يجريها مع إيميليا في الليل.

“الا نتحدث عن المنطق هنا … برأيي أي فتاة جميلة يجب أن ترتدي ملابس جميلة وتدخل الفرح للآخرين.”

راقبت إيميليا سوبارو بصمت جانب كما لو كان وجهها مسحورًا بالمشهد الشبيه بالحلم.

أصاب بريق الجوهرة العميق والهادئ عيون سوبارو ليملأه بشعور الرهبة.

علقت إيميليا فجأة فقد كان من النادر ألا يجد ما يقوله ..

 “لا داعي للقلق. ريم ، تعالي إلى هنا “.

“ليس من الممتع مشاهدتها ، أليس كذلك؟”

7

طريقة إيميليا التي بدت وكأنها اعتذار جعلت سوبارو يجلس ويهز رأسه.

كان من الصعب تصديق ذلك ، لكن تعبير ريم كان أكثر برودة تجاه سوبارو الذي اتسعت عيونه أكثر من ذي قبل. همهم سوبارو بغير قصد، بدا وكأن المحادثة التي خاضوها سابقًا أصبحت غير منسية بالنسبة لها.

“ناه ، لن أشعر بالملل أبدًا لوجودي معك ، إيميليا-تان.” “ما-“

“لماذا … قد أعود ؟!”

جعل هذا الاعتراف إيميليا تلتقط أنفاسها بينما احمر خديها خجلًا. رؤية وجه إيميليا محمرًا من الهجوم المفاجئ جعل أذنا سوبارو تتحولان إلى اللون الأحمر.

“حسنًا ، سأختار تلك الغرفة هنـ – …”

فبعد كل شيء ، كانت العبارة التي قالها للتو هي الحقيقة.  واصل سوبارو حديثه سريعًا كما لو كان يحاول إخفاء احمراره.

“ممممم ، بالطبــع بالطبــع،  قد لا يوحي مظهرها بذلك، ولكن طبخ ريم مميز نوعًا ما “.

“آه ، أعني ، لم تتح لنا الفرصة للجلوس والتحدث لعدة أيام ، صحيح؟”

ذكرت إيميليا المكافآت التي حصل عليها سوبارو على حد علمها. كانت إيميليا تعرف ما فعله ليحصل على تلك المكافآت مع ذلك هزت رأسها وكأنها لم تفهم حقًا.

أومأت إيميليا برأسها موافقة

“أعني ، هذه أول مرة أكون فيها في مجتمعٍ راقٍ .. أعني، هنالك أشياء لا تعرفينها بالمقابل يا إيميليا تان، صحيح؟ يبدو أن استعمال ألقاب التشريف والاحترام يؤرقكِ ، أليس كذلك؟”

“ه- هذا صحيح. يبدو أنك تقضي وقتًا طويلاً في تعلم كيفية العمل في القصر … أنت تعمل بجد ، هاه؟ “

“النساء يسعدن عندما تتم ملاحقتهن.”

“سماع هذا يجعلني سعيدًا جدًا لدرجة أني أريد أن أبكي …”

“سأعلمك ، تخصصي هو تقشير البطاطا”

بينما كانا يتألقان في مثل هذا المشهد،  رميا كل ما كانا يتحدثان به في حفرة عميقة ليتمتعا بهذه اللحظة حلوها ومرها.

نظر سوبارو  إلى روزوال بينما حاول تعديل رغبته ، ولكن الرجل أشار بيديه فوق رأسه بعلامة X.

كانت تقييمات عمل سوبارو خلال الأيام الأربعة قاسية نوعًا ما، وحتى لو تمكن بطريقة ما من رشوة رؤسائه ، فلن يغير ذلك تقييمه “عديم الفائدة تمامًا”.

في مواجهة عقله الذيكان  يخون جسده ، قام سوبارو على الفور بتغيير تروس علقه الداخلي ولجأ إلى سلاحه السري. وهو …

كانت هذه هي الوظيفة الأولى لسوبارو ونظرًا لأنه كان يفتقر إلى المهارات في الأعمال المنزلية كالتنظيف والغسيل والطبخ  فقد كان عليه اكتسابها من عمله كخادم في قصر. ما يزال عالقًا في تقدير «C» في كل ما سبق

“ما كل هذا ؟! بدت إيميليا تان مستعدة لدفع أي شيء لي، فلمَ عليَّ استعارة زي خادمة ؟! ماذا إن ظن الناس أنني غريب الأطوار ؟! لا أريد ذلك! “

“تقصير أكمام الزي الرسمي ووضع الأزرار على المعطف جعلني أشعر أحصل على علامات أعلى، لكن هذا كل شيء.”

أعلن الاثنان بضحكتيهما أن موعدهما تلك الليلة قد انتهى.

“إذن فأنت مميز في مجال واحد فقط.”

“حقًا؟  إذن، فقد أثبت نفسي عند أولئك الذين يفوقونني خبرة؟  لذا ، ماذا ، جرح نفسي بالسكين ، وتحطيم الدلو ، وإفساد الغسيل ، كل هذا زاد من قوة علاقتي؟! “

“حسنًا ، حاولت أن أكبر لأصبح شخصًا ذو جسد رياضي عوضًا عن أن أتحول إلى شخص مسطح أو سمين، لذا تعلمتها…”

“ارر، يدي امتدت من تلقائها نوعًا ما.”

كانت مهارة سوبارو في الخياطة ناتجة عن تربية والديه ، لكنه أيضًا تساءل عما كانوا يفكرون فيه في ذلك العالم.

“قولك هذا يجعل الأمر يبدو غريبًا حتى وإن لم يكن، سأدخل”

إيميليا ، التي لم تكن تعرف تأمل سوبارو ، أثنت بصدق على ثقته بنفسه.

“أوه ، كلا، لا داعي للقلق. فهمت أن دفئك لم يصل إلى الآنسة إيميليا، لكنني سأعتز به كثيرًا. ”

“فهمت، أهذا هو الوضع..  أنا سعيد لأنك تبرع في شيء ما أيضًا “.

@ReZeroAR

ابتسم سوبارو ابتسامة متضاربة عندما رأى إيميليا سعيدة لأجله.

“أنت لا … تعلم كم أنا ممتنة لك. لا يمكنني …أن أوفيك حق إنقاذ حياتي وكل ما فعلته، مع ذلك طلبت القليل! “

” ليس الأمر كما لو أنكِ كنت مروعًا في أداء المهمات الأخرى. قد يبدو أن رام وريم يخفيان ذلك، ولكنهما يمدحانك كما ترى … “

… إذ أنه رأى أن الضمادة التي كانت على يده اليسرى قد اختفت.

“حقًا؟  إذن، فقد أثبت نفسي عند أولئك الذين يفوقونني خبرة؟  لذا ، ماذا ، جرح نفسي بالسكين ، وتحطيم الدلو ، وإفساد الغسيل ، كل هذا زاد من قوة علاقتي؟! “

“… يا رجل، استأجرتم مهرجًا لتسليتنا قبل الفطور؟  لن أفهم أبدًا تفكير الأثرياء “.

“أظن أن عليك التفكير في ذلك قليلاً.”

“حسنًا ، حسنًا. ولكن، ألن تقوم بشكري؟!”

ابتسمت إيميليا ابتسامة متألمة في سوبارو مشيرة إلى إخفاقاته الكبيرة. ضاقت عيناها البنفسجيتان برفق ، ناظرة إلى سوبارو ، تفحصه بعناية من مسافة قريبة.

مع بقاء القمر في وسط السماء المظلمة ، كانت قلب سوبارو مليئًا بالتفاؤل.

“لكن العمل اليومي صعب، أليس كذلك؟”

سوبارو.

“صعب للغاية ، صعب جدًا. لدرجة أنه يجعلني أريد أن أستلقي على ذراعي إيميليا تان

“غياها!”

 

كانت هذه الغرفة تقع في الجناح الرئيسي من الطابق العلوي حيث تتواجد غرفة مكتب السيد روزوال ل ميزرس الخاصة

وصدرها وحجرها لأشفي نفسي من هذا الجهد المضني “.

“لقد مرت خمسة أيام منذ ذلك العرض وهو وقت كاف لنرى مدى تقــــدمه؟”

“أجل أجل،  ما دمت تلقي النكات فلابد أنك بخير “.

“آه ، صحيح، هذا هو الوضح حاليــًا ~  رام وريم هما الوحيدتان المتبقيتان “.

مدت إيميليا أطراف أصابعها وأعطت جبين سوبارو دفعة خفيفة. لم يستطع سوبارو الذي كان مجهدًا من العمل مقاومة طرف إصبع إيميليا ، مما جعله يسقط للخلف على العشب.

– وهكذا ، تم جر سوبارو مرة أخرى إلى الحلقة الفارغة التي جلبت له الكثير من المعاناة.

أطلق تنهيدة لطيفة لأنه شعر ببرودة العشب المهدئة وحدق في السماء المليئة بالنجوم. كون العالم بلا أضواء المدينة جعل سوبارو يقدر جمال النجوم والقمر في السماء أكثر من أي وقت مضى.

 

“- القمر جميل جدًا ، أليس كذلك؟”

“صعب للغاية ، صعب جدًا. لدرجة أنه يجعلني أريد أن أستلقي على ذراعي إيميليا تان

“هناك بعض الأماكن التي لا يمكنك الوصول إليها ، أليس كذلك؟”

“أنا لست خائفا! فقط مندهش قليلا! هذا الشيء ذو القوة المزدوجة مذهل! “

“لم أقصد ذلك حرفيًا، كيف لكِ تحطيمي هكذا؟!” “ماذا ، هل قلت شيئًا سيئًا؟”

عرفت سوبارو أن ذلك الوهج الشاحب الذي يشبه اليراعات ظهر بسبب الأرواح.  أضافت هذه المعلومة سحرًا خاصًا على المشهد الذي أمامه ليأسر قلبه كالشيطان الذي يتلبس بالمرء رافضًا تركه توقف عن غير قصد في مكانه  ليلتقط أنفاسه.

باءت محاولة إنشاء سوبارو محادثة رومانسية بالفشل بسبب اختلاف الثقافات بين العالمين. ضغط بيده على قلبه ليُظهر اعتذاره لإيميليا المذهلة.

أطلق سوبارو صيحة إثر سماعه ذلك الحكم القاسي

“آه…”

“همم ، فهمت.”

“أوه ، اللعنة! كنت أحاول إخفاء ذلك … “

“أجل، سأفعل ذلك يا باروسو. إنها أوامر السيد روزوال، لذا عليَّ البدء بتعريفك على القصر أيمكنك التركيز وعدم السماح لذهنك بالشرود؟”

حاول سوبارو إخفاء ابتسامته الخجولة بينما حاول تحريك يده خلف ظهره والتي كانت إيميليا تحدق بها… اليد اليسرى التي تحملت وطأة إخفاقاته المتكررة في العمل.

“لسبب ما بدأنا نتأقلم على العيش معًا  أفضل من تلك اللولي،  أفضل بكثير منها! “

مد سوبارو لسانه في محاولة للتستر على موضوع يده، لكن إيميليا خفضت عينيها بنظرة جادة.

ردها الهادئ ترك سوبارو في حيرة. ربما كان يبالغ في التفكير؟  كان هذا نتيجة افتقاره إلى خبرة التواجد قرب فتاة جميلة.

“إذن، يعمل الجميع بجد أيضًا.”

“طلبي إلى روز-تشي هو شيء من هذا القبيل أيضًا. أنا الآن مفلس تمامًا. بالطبع  يمكنني أن أطلب كومة من الذهب ، ولكن لماذا لا أقوم بإعداد نفسي حتى أتمكن من كسب لقمة العيش على المدى الطويل؟ “

بدت همهمة إيميليا أشبه بانتقادها لنفسها.

 

عرف سوبارو بصمت ما كانت تفكر فيه إيميليا وهي تتحدث عن نفسها هكذا.

“أنا متعب للغاية-!”

لم يكن سوبارو الوحيد التي تتعلم شيئًا ما في قصر روزوال كانت إيميليا في منتصف استيعاب مجموعة متنوعة من الأشياء التي كان عليها أن تتعلمها كمرشحة ملكية.

لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كان هذا يعني أن الساعات الماضية قد قربتهم من بعضهم  أو أنه ببساطة حفر لنفسه حفرة أعمق ، ولكن …

لقد كانت أهداف سوبارو وإيميليا في التعلم مختلفة. لذا فإن من الفظاظة مقارنة الضغط الذي على عاتق كل منهما

“وجوده في مكان به الكثير من الفتيات  أمر خطير أيضًا ، أليــــس كذلك؟”

لابد أن حمل مثل هذه الأعباء الثقيلة أمر. قد تكون إيميليا تحمل في مخاوف لا تستطيع مناقشتها مع أي أحد.

“أوه ، الأمر بسيط، بعد ظهر هذا اليوم قمت بمرافقة ريم في التسوق في القرية القريبة من القصر كان الأطفال يلعبون معي عندما أتى ذلك الكلب الصغير وعضني “.

بعد فترة، طرحت إيميليا سؤالاً. “… ماذا لو ألقيت عليه تعويذة شفاء؟”

”لا تمزح في مثل هذه الأمور، مهلا ، سوبارو ، أهذا صحيح حقًا؟ هل كل الموجودين في المكان الذي أتيت منه مثلك؟  أم أنك الوحيد الذي لا يعلم هذه الأمور؟ ”

 

“حظا موفقا.”

“لا ، لا بأس. أفضل عدم معالجته وتركه هكذا “. “لماذا هذا؟”

عندما نظر سوبارو إلى ريم أشارت له بعلامة الثعلب بأصابعها  لم يعرف سوبارو ما تعنيه العلامة ، ولكنه ظن أنها قد تكون نسخة هذا العالم  من علامة peace التي تصنع بالأصابع.

“مم ، من الصعب أن أصفها بالكلمات … إنها نوعًا ما علامة على كوني أعمل بجد”

12

ظن سوبارو أن مثل هذه العبارات النموذجية يفترض ألا تخرج منه إذ أنه كان يشد على يده بقوة متألمًا

“حسنًا ، الأشياء باهظة الثمن حقًا خانقة ، لذلك هذا جيد …”

“لا أمانع أن أبذل قصارى جهدي في العمل ، أن اصبح قادرًا على فعل الأشياء التي لم اكن اجيدها .. ليس بذلك السوء،  إنه صعب ، إنه صعب حقًا ، لكنه ممتع نوعًا ما. أعني أن رام وريم صارمتين للغاية، ولولي مزعجة ، وقد رأيت أشياء مختلفة في روزتشي عما كنت أعتقد، ومع ذلك … “

 

“قد يشعر روزوال بالكدر إن أخبرته بذلك.” “لا أحد يستخدم كلمة الكدر هذه الأيام …”

كان يكره سماع تلك التسميات، لكن افتقار سوبارو للمعرفة العامة جعل تجنب هذا صعبًا.

كان سوبارو عازمًا على تغيير المحادثة لذا قال ذلك ثم  وقف على قدميه كما تقف الدمية المحشية بالنابض، ورفع يده اليمنى إلى جبينه في تحية منمقة  لإيميليا.

أبعد يد رام بخفة واستدار سوبارو وانطلق إلى نهاية الممر بأقصى سرعته  اتسعت عينا رام عندما ركض مباشرة إلى الباب على الحافة الأخرى من الرواق.

“حسنًا ، أنا فقط بحاجة لحل المشاكل واحدة تلو الأخرى،  أعني ، هذا هو المكان الوحيد الذي أعيش فيه، على كل حال إنه أمر ممتع ، فهمتِ؟ “

“إذن يا رام، لننتقل إلى الجزء الأهم، أتظنين أنه متورط؟”

في عالمه الأصلي ، كان لا يمانع العيش “السهل” لكنه لم يكن يتوقع هذا النوع من الحياة اليومية الهادئة في هذا العالم. وأن يسعى بقدر استطاعته “لتسهيل” طريقة عيشه.

“حسنًا ، أنا فقط بحاجة لحل المشاكل واحدة تلو الأخرى،  أعني ، هذا هو المكان الوحيد الذي أعيش فيه، على كل حال إنه أمر ممتع ، فهمتِ؟ “

بعد أن تم رميه في هذا العالم ، يمكن للمرء أن يطلق على الوضع الذي هو فيه  «تحي سوبارو لمصيره»

“سأنام بعد أن أغسل الصحون.  حاليًا، تقوم أختي بتقديم الشاي إلى السيد روزوال”.

جعل إصرار سوبارو تعابير إيميليا تتجمد كتوقف الوقت لم يكن يتحرك فيها سوا عينيها حيث رمشتا عدة مرات ، قبل أن تبتسم فجأة.

تغير اتجاه «شوتنق ستار» ليستهدف إبهام سوبارو عوضًا عن حبة البطاطس

“هذا صحيح. أجل، أعتقد ذلك أيضًا … يا إلهي ، سوبارو ، أنت غبي جدًا “.

ردت إيميليا “… نعم ، هذا صحيح.”

“مهلًا، أليست ردة الفعل هذه غريبة ؟! ألا يجب أن نقع في الحب أو شيء من هذا القبيل ؟! “

تنهد بقلق على علاقتهم التي يبدو وكأنها ستأخذ منحنى آخر مع هذه الفتاة التي تبدو غير مرتاحة معه

“لم أكن واقعة في الحب من البداية! أنت حقًا … أنا حمقاء أيضًا. “

– إذا الفتاة الجميلة التي عثر عليها في العالم الآخر كانت ملكة. هذه الكلمة وحدها أثبتت بقوة أن هذا العالم الخيالي حقيقي!.

بدا سوبارو متألمًا في ردة فعلها المبالغ فيها. لم تصله نفخة إيميليا الأخيرة.

كان سوبارو عازمًا على تغيير المحادثة لذا قال ذلك ثم  وقف على قدميه كما تقف الدمية المحشية بالنابض، ورفع يده اليمنى إلى جبينه في تحية منمقة  لإيميليا.

اتسعت ابتسامة إيميليا. من يرى نعومة ابتسامتها ينسى أنها مرت بكل ذلك الضغط، كما لو أنها سحرت سوبارو بتعويذتها الخاصة عن غير قصد.

كان يتطلع لنوع من الإساءة اللفظية التي اعتادها منهما على الأفل

لم يستطع التعبير عن جمال ابتسامتها بمجرد الكلمات البسيطة

لا يبدو هذا كمديح لي، فكر سوبارو في عقله بينما كان ينظر إلى إيميليا. لم يكن يحاول إثارة غرائزها الوقائية، لكنها كانت بالتأكيد تمنحه شعور الأم الحامية.

 

“غياها!”

كجميلة أو لطيفة.

الطريقة التي رفعت بها يدها إلى صدرها والنظرة الجادة التي أعطتها لسوبارو، جعلته في حيرة من أمره.

” EMT (الآلهة المتمثلة بشكل إيميليا-تان)”

 

“أنا أبدي لك اهتمامي وأنت تخرج بنكتة كهذه..؟”

بمجرد أن نادتها ظهرت ريم بجانبهم من العدم مما أفزع سوبارو كثيرًا. كان الأمر كما لو كانوا يلعبون.

تحولت ابتسامة إيميليا إلى عبوس وانزعاج ودفعت جبهة سوبارو بأصبعها مجددًا

 

لم تكن حقيقة أن هذه اللمسات العرضية تحمل دفئًا أكثر مما كانت عليه من قبل من نسج مخيلة سوبارو

“بما أنك قلت ذلك … من الجيد أنك تبذل قصارى جهدك ، ولكن كيف صارت يدك بهذا الحال؟”

كانت إيميليا قلقة بعض الشيء عندما قاطعتها عطسة سوبارو والتي دغدغت أنفه.

“أوه ، الأمر بسيط، بعد ظهر هذا اليوم قمت بمرافقة ريم في التسوق في القرية القريبة من القصر كان الأطفال يلعبون معي عندما أتى ذلك الكلب الصغير وعضني “.

نظر سوبارو إلى الأعلى عندما أدرك أن ريم هي من كانت تحدق به. بدت ريم متفاجئة قليلاً وهي تحاول الرد. ولكن أيًا كان ما تحاول قوله، فإن كلمات رام قاطعتها

“إذن فهو نتيجة عملك الشاق ؟!”

“اهتمامك هذا هو التفسير الحرفي لجملة «ليس من شأنك» إنه ما يزال دوري في طرح الأسئلة “.

“كلا، الجرح كبيرة لدرجة لا يمكن رؤية آثار العمل الشاق … لم أكن أعتقد أنني كنت من النوع الذي تكرهه الحيوانات …”

كان ارتداء البدلة فوق القميص الرياضي مثلما وصفته ريم تمامًا الحقيقة أن عدم الضحك استنفذها جهدًا كبيرًا لكن…

في عالمه، أحبه الأطفال والحيوانات الصغيرة – أو بدا وكأنه مجرد لعبة مسلية لهم،  هذا جعل ما حدث غريبًا للغاية لكن تأثيره على الأطفال كان لا يزال قوياً.

“لما أنكِ قلتِ ذلك الآن،  راقبيني وحسب، سيكتبون أساطير عني …! “

“أطفال القرية … ضربوني وركلوني ورموني بالمخاط أيضًا. هذا مقرف، اللعنة “.

ردها الهادئ ترك سوبارو في حيرة. ربما كان يبالغ في التفكير؟  كان هذا نتيجة افتقاره إلى خبرة التواجد قرب فتاة جميلة.

“بطريقة ما تبدو بارعًا في رعاية الأطفال الصغار يا سوبارو.”

“حسنًا ، كما تعلمين ، أنت السبب في كل الأحداث التي حدثت منذ وجودي هنا يا إيميليا،  أنت بحق ك. إ . ك  (كنز إيميليا تان الكبير) ، هذا رأيي الصريح! ”

“لقد فهمتِ الأمر بطريقة خاطئة يا إيميليا تان. كسبهم الآن يعني أنني سأستفيد منهم عندما يكبرون. أنا أفكر فيما سأجنيه على المدى الطويل كما ترين “

“لقد أصبت في تخمينك. الأمر متصل بما سيحدث لك. سيدة إيميليا؟ ”

“أجل أجل،  سأعترف أنك صريح بشأن عنادك التافه “.

 

إيميليا  التي اعتادت على سخافة سوبارو تدحرجت فوق العشب وتمددت وهي تنظر إلى السماء.

فهمت، غرق سوبارو في أفكاره كون المملكة بلا ملك  يعني أنها في وضع محفوف بالمخاطر. الموت المفاجئ للملك سواءً كان لأسباب طبيعية أو غيرها كفيل بهز البلاد بأكملها.

“من الأفضل أن أعود إلى غرفتي الآن. ماذا عنك؟”

كانوا في المطبخ قبل الظهر بقليل. بعد أن أنهى التهيئة مع رام في الحديقة، عاد الاثنان إلى قاعة الطعام لمساعدة ريم في اعداد الوجبة.

“لا أستطيع النوم بجانب إيميليا تان ، لذا سأعود أيضًا.”

“تبدين لطيفة للغاية عندما تتفاجئين، لكن هل أنت ضد الفكرة؟”

“لن تحصل على ذلك إلا بعد أن تتقن عملك الحالي.”

عندما عاد بذاكرته إلى الوراء، تذكر أن هناك بلورة سحرية في الغرفة التي استيقظ فيها سوبارو أيضًا. شعر سوبارو أن البلورة كانت أكثر خضرة في ذلك الوقت.

“لما أنكِ قلتِ ذلك الآن،  راقبيني وحسب، سيكتبون أساطير عني …! “

كانت ريم تحمل صينية فضية فارغة بيد واحدة وهي تراقب سوبارو يتفقد البا.

أخذت سوبارو كلمات إيميليا على محمل الجد ، واشتعل حماسة. ابتسمت إيميليا ابتسامة متوترة بينما نظر سوبارو إلى الوراء ورفع إصبعه.

قفزت بياتريس من مقعدها لتركض وتنورتها الطويلة تتطاير في الهواء.  كانت رؤية ابتسامتها اللطيفة تظهر كالوردة المتفتحة كفيلة بأن تنسيه «وقاحة» تلك الفتاة.

“اه صحيح. أسترافقينني غدًا لمشاهدة  كلا – ب، أعني تلك الـ .. المخلوقات اللطيفة، أعني الحيوانات الصغيرة؟”

حافظ روسال على ابتسامته ونبرة صوته كما هي.

“لمَ صححت لنفسك عدة مرات…؟ و ، آه ، أنا … “

“لابد أن مقاساتها مثل مقاساتك”

خفضت إيميليا عينيها ، وبدا أنها مترددة  “لا أمانع الذهاب معك ، أنا أشعر بالفضول بشأن هذا الحيوان الصغير ، لذا …”

ردت بياتريس باستياء يملؤه صوتها.

“حسنًا ، دعينا نذهب ، إذن!”

“الجزء الأخير من كلامك يبدو منسوجًا نوعًا ما؟” قاطعته ريم.

“قد يزعجك وجودي معك…” “حسنًا ، لنذهب!”

كان سوبارو شبه باكٍ وهو يصرخ على الجرح الجديد الملطخ باللون الأحمر،

“… ألم تكن تستمع لي؟”

“مم … هذا أفضل من المعتاد …”

“سمعت! لا يمكنني أبدًا ترك كلمة أو عبارة واحدة من إيميليا تان تفوتني! “

“ببساطة، لقد أضعت الأمانة عندما أبعدت عينيك عن شخص مهم مثل إيميليا تان. لهذا وصلت إلى تلك النتيجة،  ما أحاول قوله هو «لو أنك تابعت كل شيء بنفسك لما حدث ما حدث»”.

“أوه ، سوبارو ، أنا أكرهك!”

بمجرد أن نادتها ظهرت ريم بجانبهم من العدم مما أفزع سوبارو كثيرًا. كان الأمر كما لو كانوا يلعبون.

“آآآآ! آآآآ! آسف ما كان ذلك؟! لا أستطيع سماعك! “

“نعم أنت على حق. لقد ساعدتني كثيرًا يا سوبارو. لدرجة أن مجرد إنقاذي حياتك لا يكفي لسداد دينك عليّ هذا ما يعنيه هذا بالنسبة لي”.

الطريقة التي غطى بها سوبارو أذنيه لينسى ما قالته إيميليا للتو جعلت إيميليا تنفجر ضاحكة وتنسى كل الأعذار ثم مسحت دمعة نزلت من عينيها بإصبعها وهي تنظر إلى سوبارو.

بعد أن شعر بالحرارة في عينيه، دفن سوبارو وجهه في الوسادة لسبب مختلف تمامًا عن السابق

“يا إلهي … سأذهب معك فقط بعد أن أنهي دراستي وتنتهي من كل أعمالك، حسنًا سوبارو؟”

“إذا كنت لا تريدين ذلك ، فلستِ ملزمة،  رغم أني أتمنى أن تفعلي ذلك! “

“آه أجل! فهمت! سأنهي كل أعمالي بلا شك!

“إنها تؤهل «المرشحين الملكيين» وهي اختبار لتحديد ما إذا كان الشخص يستحق الجلوس على عرش مملكة لوجونيكا.”

بعد أن تأكد الموعد، صنعت سوبارو وضعية دراماتيكية بقبضة اليد.

كان سوبارو قلقًا من أن يتم تقديم بعض الأطعمة الغريبة، لذا شعر بالارتياح حقًا بعد رؤية القائمة.

ابتسمت إيميليا ابتسامة ساحرة وهي تتنهد لدى رؤيتها ردة فعل سوبارو الراضية

“حتى لو كنتما تعتنيان  بـروز-تشي فقط، ما يزال هذا القصر ضخم لدرجة  يتعذر على شخصين الاعتناء به بالكامل ، أليس كذلك؟ ألا يمكنه توظيف المزيد من الأشخاص؟ “

“للتو كنت أفكر .. رؤيتك تجعل كل مخاوفي تبدو صغيرة يا سوبارو” “مستحيل؟! أعني ، قد تصبحين ملكة ؛ ماذا عن القلق والتوتر الاجتماعي؟؟

باتباعه ارشادات رام، واصل سوبارو إلى الجانب الغربي من القصر. كان في قصر روزوال جناح رئيسي يقع في وسطه بممر يربطه بالجناحين الشرقي والغربي. كانت قاعة الطعام والدراسة الخاصة بروزوال تقع في الجناح الرئيسي بينما حجر الخدم الفارغة في الجانب الغربي.

مثل هذه الأشياء من شأنها أن تقلب معدتي رأسًا على عقب! “

كانت ريم مهذبة من الخارج وتطعن من الداخل. أما رام فتتصرف بتعجرف. لكن في الآن ذاته كانتا مراعيتين للغاية، وهو أهم صفة يريدها الشخص في زملاء عمله من وجهة نظر سوبارو.

انفجرت إيميليا  -التي لم تعد قادرة على كبح جماحها بعد الآن-  من الضحك ، وصوتها المرعب جعل سوبارو يضحك أيضًا.

بعد اكتمال العمل ، أمسكت ريم بالبنطال ورفعته مشيدة بمهارته …

أعلن الاثنان بضحكتيهما أن موعدهما تلك الليلة قد انتهى.

“لماذا … ينادي سيد القصر إيميليا تان بـ «السيدة»؟”

وتجدر الإشارة إلى أنه كان بينهما تبادل أخير.

وضعت إيميليا إصبعًا على شفتيها آخذة ما قاله سابقًا في الحسبان  تماما بطريقة خاطئة.

“بالتفكير في الأمر ، لمَ ترتدي مثل هذا الزي بعد العمل؟”

“آه…”

“آه ، ظننت أنه سيترك انطباعًا جيدًا عندكِ … لذا ، ما رأيك؟ وسيم جدا ، أليس كذلك؟ “

عقد سوبارو ذراعيه وأومأ. بدت “رام” متعبة وهي تضع يدها على جبهتها.

“مم ، أعتقد ذلك. إنها تجعلك تبدو وكأنك تقول “أنا خادم محترف” “. “حسنًا ، ها أنتِ تسحقين آمالي!”

11

 

“… أيمكنك اختراق الممر كما لو لم يكن شيئًا، على ما افترض؟” جلست على الكرسي الخشبي داخل الأرشيف وهي تنظر إلى

 

فتحت ريم الباب ودخلت الغرفة وهي لا تزال ترتدي زي الخدم لوهلة رفع سوبارو حاجبيه بسبب زيارة ريم المفاجئة، ولكنه فهم سببها بمجرد أن رأى السترة السوداء التي كانت في يديها.

 

تم استدعاء سوبارو بصوت حاد للغاية لذا أطاعها دون لهو أو لعب. لم يكن في غرفة الملابس حجرة لتجربة الملابس، لكنها كانت تحتوي على حاجز يستعمل لهذا الغرض ، وكانت ريم بانتظاره هناك بشريط قياس نحيف. تميزت العلامات الموجودة على الشريط بأنها ذات دقة عالية

 

“-كانت تحدق بك لأنك مثير للشفقة يا باروسو. بالأخص شكل شعرك”.

 

لم تكن غرفة الملابس تحتوي على زي الخدم فحسب، بل احتوت أيضًا على غيارات مختلفة لملابس روزوال. والتي بدت وكأنها أتت مباشرة من السيرك.

 

“لا أعرف حتى قدر أنملة.”

12

“كلا ، على الإطلاق. صحيح أنه يزعجني قليلا ، قليلا جدا ، قليلا فقط “.

 

في مواجهة عقله الذيكان  يخون جسده ، قام سوبارو على الفور بتغيير تروس علقه الداخلي ولجأ إلى سلاحه السري. وهو …

كان سوبارو يضع يده على الباب ، ويختلس النظر وهو يتحدث بلهجة غير رسمية.

“آها، إذا فهذا هو الوضع، رغم أنكما توأم، إلا أن لكما تخصصات مختلفة، إذا فأختكِ بارعة في التنظيف؟ ”

“هاه ، هل أنتِ نائمة حقًا أيتها الفتاة لولي؟ إن بقيتِ مستيقظة لوقت متأخر ، لن يزيد طولك كما ينبغي وسوف ينتهي بك الأمر كشخص بالغ قصير القامة”.

“بالمناسبة ،تقوم ريم بتسريح شعر الأشخاص هنا، إنها تلبسني وتصفف شعري كل صباح كما ترى “

ردت بياتريس باستياء يملؤه صوتها.

رد المهرج الجالس على الكرسي على استفسار سوبارو وهو يفرّق ذراعيه في الهواء

“… أيمكنك اختراق الممر كما لو لم يكن شيئًا، على ما افترض؟” جلست على الكرسي الخشبي داخل الأرشيف وهي تنظر إلى

دفعت قوة غير مرئية -والتي قد تكون سحرًا- سوبارو إلى الخلف ، وطار بقوة ليصطدم بجدار الممر. تأثير الضربة التي أصابت الجزء الخفي من رأسه جعل عيون سوبارو تدور ليرى من زاوية عينه الباب يغلق بعنف.

سوبارو.

“ببساطة، لقد أضعت الأمانة عندما أبعدت عينيك عن شخص مهم مثل إيميليا تان. لهذا وصلت إلى تلك النتيجة،  ما أحاول قوله هو «لو أنك تابعت كل شيء بنفسك لما حدث ما حدث»”.

“هل لديك سبب لتأتي لرؤيتي ، على ما افترض؟”

سوبارو.

“كلا أبدًا،  وددت إلقاء التحية قبل أن أخلد للنوم، كنت سأستسلم إن لم أنجح بعد ثلاثة محاولات، ولكني نجحت من المحاولة الأولى ..”

“أيا كان أسلوبهما في الكلام، فهما أختان بعد كل شيء، هاه.”

“حقًا ، أي نوع من الحدس لديك …؟”

“يجب أن تدعها تفعل ما قالته بشعرك إذا. يدا ريم موهوبتان بالفطرة، أؤكد لك “.

كانت بياتريس تبدو متعبة وهي تلعب بإحدى لفائفها. وعندما وقفت أصابعها،  ارتدت اللفافة المرنة وأعادت اللف بطريقة عكسية  أدهش ذلك المشهد سوبارو للغاية.

ترك روزوال ذلك اللقب يمر دون أن يعلق عليه. يميل سوبارو إلى استفزاز الآخرين، ولكن ذلك لن ينفع هنا.  اختفى الطعام الموجود في الأطباق واحدًا تلو الآخر قبل أن يدركون.

“أيمكنني تجربتها أيضًا؟”

عندما رأت تلك الفتاة سوبارو غير قادر على الاسترخاء في الكرسي ، هزت الفتاة ذات الشعر المجعد وجهها الغاضب.

“يمكن لباك فقط لمس  أمثالي… أستغادر الآن أم ماذا، على ما افترض؟”

كان لديه شعور سيء تجاه شيء ما. الحقيقة أنه أدرك الأمر في وقت سابق، لكن الأمر أصبح أخطر فأخطر كلما تعمق فيه.

“ليس عدلاً أن تعلبي أنتِ فقط اوه حسنا. أنا في مزاج جيد ، لذلك سوف أسامحك “.

 

كان سوبارو لا يزال مفعمًا بالحيوية بسبب الموعد الذي اتفقا عليه، لذا خرج سوبارو بينما كانت بياتريس تحدق به. لكن في اللحظة التي سبقت إغلاق الباب ظن أنه سمع صوتًا يتحدث بصدى وحيد.

“شكركِ؟ لقد طلبتُ المساعدة منكِ للتو وقمتِ بتجاهلي، أليس كذلك؟  وأصلًا، أي نوع من الأشخاص هذا الذي يقوم بطلب الشكر؟ كم أود رؤية وجه والدكِ لدى سماعه مثل هذا الكلام! ”

“- هذا ليس له علاقة بي.” شده الصوت أكثر.

“هنا!!”

“هاه ، يجب أن أفتح الباب حتى أتمكن من منحها عودة جيدة.”

بعد أن ابتعد عن ريم، مد سوبارو ذراعيه كما أرشدته. قام سوبارو بفرد كتفيه بأقصى ما يمكنه بينما قامت ريم بلف الشريط حول ذراعه وكتفيه

عندما فتح الباب مجددًا وجد أنه أصبح يؤدي إلى غرفة ضيوف بسيطة مرة أخرى بدل الأرشيف السري

“بناءً على موقفي ، أظن أن علي التغاضي عن الأمر، صحييييح؟”

حاول فتح وإغلاق الباب أمامه ليرى ما إذا كان بإمكانه ربطه بالأرشيف مرة أخرى.

“أوه ، بشأن شعري،  ظننتها كانت مزحة،  ستفعلين ذلك؟ “

حدقت ريم بسوبارو الذي كان يفتح ويغلق الباب.

“هـه – هـه – هـه، هذا نبل منك، لقد فهمتَ ما أرمي له أيًا كانت المكافأة التي أريدها! لا يمكنك أن تقول «لا» يا روز-تشي! الرجل لا يتراجع عن كلمته! “

“…ما الذي تفعله؟ تتحقق من حالة القفل؟ “

مسح سوبارو بأطراف أصابعه شعر إيميليا بلطف وهي تحدق فيه، لم تكن حركة عميقة، بل أشبه بتمرير أصابعه عبر شعرها بغرض الاستمتاع فقط.

“أوه نعم ، ظننت أنني سمعت صريرًا في القاعة في الليالي  الماضية … إذن فقد كنتِ أنت يا ريم؟”

ابتداء من روزوال الجالس في كرسي الشرف ، جلس الباقين في المقاعد المعدة مسبقا وبدؤوا بتناول الإفطار.

 

 

كانت ريم تحمل صينية فضية فارغة بيد واحدة وهي تراقب سوبارو يتفقد البا.

“يمكن لباك فقط لمس  أمثالي… أستغادر الآن أم ماذا، على ما افترض؟”

“أهناك ما يزعجك؟”

 

“كلا،لقد أدى هذا الباب إلى أرشيف الكتب الممنوعة والفتاة لولي للتو؛ لكنها اختفت الآن “.

“حسنا هذا جيد. ظننت أني علمت سرًا خطيرًا ولن أتمكن من الخروج من هنا حيًا”.

“هل أردت شيئًا من السيدة بياتريس؟ يمكنك أن تطلبه مني إن أردت …؟ “

“—”

“أردت إلقاء التحية عليها قبل النوم لا شيء … مهم. “

“حسنًا ، سأختار تلك الغرفة هنـ – …”

كانت العبارة التي سمعها من بياتريس قبل إغلاق الباب مباشرة عالقة في ذهن سوبارو ، لكنه هز رأسه – لم يكن ذلك شيئًا يحتاج إليه للضغط عليها في الوقت الحالي.

“يا لهذا الوجه الحزين أيتها الأخت الكبرى،  لقد كنت أمزح فحسب  لست جاهلًا لدرجة أني لا أميز بين حركات الخادمات والخدم  أوه، صحيح، ماذا عن الملابس؟ “

“ماذا ، أما زلتِ تعملين يا ريم؟  من الأفضل أن تتوقفي،  فالصباح يأتي بسرعة “.

“حسنًا، هذا ليس شيئًا كنت أحاول إخفاءه. لقبي في مملكة لوجونيكا هو… أفترض أنني سيد المناطق الخارجية ، لكن يمكن التعبير عن دوري بٍ … ربما وصف ساحر المحكمة يناسبني؟ “

“سأنام بعد أن أغسل الصحون.  حاليًا، تقوم أختي بتقديم الشاي إلى السيد روزوال”.

“التعامل الجيد مع شخص مثلها هو…!”

“ما الذي يفعله هذان الإثنان في مثل هذا الوقت – آه ، حسنًا ، لابأس.”

بينما كانا يتألقان في مثل هذا المشهد،  رميا كل ما كانا يتحدثان به في حفرة عميقة ليتمتعا بهذه اللحظة حلوها ومرها.

كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل تقريبًا. لم يهتم كثيرًا بشأن قيام روزوال ورام بمحادثة خاصة  يناقشان فيها بعض المواضيع  بينهما فقط.

لم يتلاءم ارتفاع وجنتيه مع الهالة الجادة المحيطة به

ليس من شأني أصلًا، فكر سوبارو. أدرك فجأة أن ريم كانت تراقبه. كانت عيناها الزرقاوين الشاحبتين تحدقان في رأسه.

 

“لا أظن أن فرصًا كهذه تحدث كثيرًا،  لا يبدو أنه يزعجك”.

“هــذا القول المأثور! من وجهة نظري، لا يمكن للرجل التحجج بأي أعذار،  أو التراجع عن كلمته “.

“… لا ، حتى الآن لم يزعجني ذلك كثيرًا ، أو إلى حد ما ، أو حتى قليلاً.”

أومأت إيميليا برأسها موافقة

“تبًا ، التقليل من أهمية الشيء عدة مرات متتالية يجعل الأمر يبدو وكأنه

كان سوبارو لا يزال مفعمًا بالحيوية بسبب الموعد الذي اتفقا عليه، لذا خرج سوبارو بينما كانت بياتريس تحدق به. لكن في اللحظة التي سبقت إغلاق الباب ظن أنه سمع صوتًا يتحدث بصدى وحيد.

حقا يزعجك! “

تجاهل سوبارو كلمات تلك الفتاة متعمدًا وأمعن النظر في قاعة الطعام.

زادت حدة وشدة نظرة ريم إلى درجة أن قدرته على الكلام تلاشت

“أعلم ما الذي تفكر فيه، لكني لن أقاطعك.”

أنهى سوبارو العمل في وقت متأخر إلى حد ما وكان ريم مشغولة طوال الوقت ، لذا لم تكن هنالك فرص كثيرة. تبًا ، فكرت سوبارو بتجاهل الأمر عندما رفعت ريم يدها قليلاً.

“أجل هذا صحيح. كيف يصيب باك عين الحقيقة دائمًا ، على ما افترض؟ “

“إذا كنت ترغب في ذلك ، فلمَ لا نفعلها الآن؟” “ماذا؟؟ الان؟ الوقت متأخر جدا ، أليس كذلك؟ “

خفض روزوال عينيه ورسم خطًا وهميًا يقطع رقبته بإبهامه. على الرغم من أن روزوال بدا وكأنه يمزح، إلا أن العرق البارد اجتاح جسد سوبارو

“لن يستغرق قص وتسريح الشعر وقتًا طويلًا،  إن لم أفعل ذلك الآن، لن أتمكن من الوفاء بتبك الرغبة العزيزة التي أسرتني بها من شفتيك يا سوبارو “.الرغبة العزيزة!”

ارتفعت حواجب بياتريس من الغضب إذ لا يفترض أن يتمكن من فعل هذا ببساطه، ناهيك عن النظر للمستندات المحرمة!

بمثل هذا التعبير المحايد ، رأى سوبارو عيون ريم ممتلئة بتصميم شرس. حك سوبارو وجهه بإصبعه ، مدركًا أنه لا بد أنه أزعجها قليلاً خلال الأيام الأربعة الماضية.

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

أراد أن يفعل شيئًا حيال ما فعله بكل استطاعته، لكن – “آسف يا ريم. لقد وعدت إيميليا أن أخرج معها غدًا  لذا عليَّ أن أستيقظ مبكرًا وأنهي عملي بسرعة، لذا لا يمكنني فعل هذا الليلة … “

“حظا موفقا.”

“أهذا صحيح .. أظن أن طلبي لم يكن منطقيًا إذن  أعتذر عن ذلك.”

“مهلًا، بجدية!! ماذا سيحدث لو لم تستعيديه؟! من الخطير حقًا .. إضاعة مثل ذلك الشيء، أليس كذلك؟! ألا يمكنهم إعطائك واحدًا آخر؟! ”

إن استخدامه للوعد الذي قطعه للتو لتأجيله للوعد الذي قطعه لريم سابقًا آلم ضميره  لكن ريم كانت فتاة عملية وحاولت أن تأخذ ظروف سوبارو بعين الاعتبار.

 

شعر سوبارو بالذنب حيال وضع ريم ، وشعر أن كلماته تركت طعمًا مريرًا في فمه عندما فاجأته بقولها “ماذا عن مساء الغد؟”

“أظنه .. ليس بارعًا البتة”

“… في الليل؟”

لم يكن من الواضح ما إذا كانت تسمح بذلك بصمت أو تتوقف ببساطة عن منعه، ولكن في كلتا الحالتين ، كان سوبارو سعيدًا بقربه منها.

“شرطي في الخروج مع إيميليا هو إنهاء كل عملي. لذا ليس هناك معل محدد غدًا بعد الظهيرة، أو حتى باقي اليوم .. إن كنتِ ما تزالين تريدين فعلها … “

“بالمناسبة ، توجد هنا ملابس لروز-تشي و وإيميليا-تان ، لكني لا أرى أي فساتين لك  أو لرام ، أو للولي. أهي في غرفة أخرى؟ “

أثناء حديثه ، صُدم من نفسه لترتيب مواعيد مع فتاتين في نفس اليوم. لا يعني ذلك أن مشاعره تجاه إيميليا وريم هي نفسها …

“أظنه .. ليس بارعًا البتة”

هو يشعر بالولع تجاه ريم زميلته في العمل،  وما زال لا يعرف حقًا مشاعره تجاه إيميليا.

“آآآآ! آآآآ! آسف ما كان ذلك؟! لا أستطيع سماعك! “

ردًا على اقتراح سوبارو، أغلقت ريم عينيها وقامت بإيماءة صغيرة.

بالطبع  كانا يقرآن ما بداخل عقله كثيرًا، ولكن هذه الأفكار أبعد مما أن تتواجد داخل رأسه طوال الوقت

”فهمت. مساء الغد إذن،  سأعتبره وعدًا منك، فهمت؟ “

 

“لا أعرف لمَ يزعجك ذلك كثيرًا ، لكن أجل، إنه وعد. مساء الغد إذن “.

“لكن جنسها مختلف عن جنسي، أليس كذلك؟”

لقد فكر في قطع وقعد بالخنصر لها ولكنه تردد إذن أنه لا يعرف ما إذا كان هذا الشيء موجودًا في عادات هذا العالم. وبينما كان مترددًا، انحنت ريم بتهذيب واستدارت برفرفة صغيرة من تنورتها.

“الأمر مختلف عن وضع باك،  إنه … مثل عندما سألتني عن اسمي تلك المرة في العاصمة الملكية “.

ثم غادرت بخطوات هادئة. راقبها سوبارو وهي تغادر قبل أن يعود إلى غرفته ، متثائبًا

“أنت  لغز محير بحق، أتيت إلى قصر ميزرس الواقع في أقصى مملكة لوجونيكا، لكنك لا  تعرف الظروف؟ من المدهش حقًا أنك تجاوزت حادثة العاصمة الملكية “.

وهو يفكر في جدول مواعيده ليوم غد

بكل امتنان، ركز سوبارو على التقشير دون أن تنبس ببنت شفة ، وفجأة –

“يجب أن أشكر الأطفال على توفير سبب لموعدي مع إيميليا في القرية غدًا أوه ، قبل أن أفعل ذلك ، يجب أن أعرف أين توجد أفضل حدائق الزهور … “

“إذا كنت ترغب في ذلك ، فلمَ لا نفعلها الآن؟” “ماذا؟؟ الان؟ الوقت متأخر جدا ، أليس كذلك؟ “

عندما دخل غرفته ، رفع أنفه عالياً ونفخ صدره ، مليئًا بالآمال والأحلام لليوم التالي. خلع سوبارو زي الخادم الخاص به،، مما منحه منظرًا مختلفًا بالبدلة الرياضية ليزحف إلى سريره بعدها،

أعطت بياتريس سوبارو نظرة كئيبة بينما كان يدغدغ باك ، لكن ما قاله سوبارو خفف من تعابيرها. كانت تتلاعب بلفائف شعرها الطويل وردت عليه بصراحة

عندما ارتطم رأسه بالوسادة بقيت عيناه مفتوحتين حيثت تسابقت أحداث اليوم التالي إلى عقله مما جعله غير قادر على النوم

وصدرها وحجرها لأشفي نفسي من هذا الجهد المضني “.

في مواجهة عقله الذيكان  يخون جسده ، قام سوبارو على الفور بتغيير تروس علقه الداخلي ولجأ إلى سلاحه السري. وهو …

كانت تبدو لطيفة بملابسها الحالية، لكن بالرغم من أن بإمكانهما التغيير كانت  ملابسهما متطابقة الإضافة لقصة الشعر. ولأنهما توأمان على وجه التحديد ، فقد أراد أن يرى بعض التميز، وجوهر الطبيعة الإنسانية.

“قطة واحدة، قطتان …”

… على عكس الاثنين الآخرين فقد كان مستوى عملهما وضيع يثير الشفقة

في عقله كانت القطط الصغيرة الرمادية تتجول وتلعب بينما كان يحصيها واحدة تلو الأخرى. ربط سوبارو القطط في العالم الخيالي بالعالم الحقيقي، وسلم ذاكرته للقطط الرقيق لتقوده إلى مكان سعيد. غرق عقله ببطء ، وسُحب إلى أرض الأحلام.

عندما أشاح بنظره عن منطقة ملابس السيد ذو الذوق السيئ جذبته العديد من الملابس المنمقة. كان أحدها زيًا رآه في العاصمة الملكية ، لذا استنتج أنها بلا شك ملابس إيميليا.

“مائة وأربعة  قطط …”

“فهمت، أهذا هو الوضع..  أنا سعيد لأنك تبرع في شيء ما أيضًا “.

كان الدفء يغزو عقله وهو يتخيل جنة رقيقه ليتلاشى وعيه أخيرًا.

“منذ متى أصبحت فتاة را-… إيه ، لا ، سوبارو ، هذا الرجل هو …”

 

“شكركِ؟ لقد طلبتُ المساعدة منكِ للتو وقمتِ بتجاهلي، أليس كذلك؟  وأصلًا، أي نوع من الأشخاص هذا الذي يقوم بطلب الشكر؟ كم أود رؤية وجه والدكِ لدى سماعه مثل هذا الكلام! ”

13

“قد لا يشمل هذا أختي، لكن لن أدخل السعادة على قلب أحد إن بدلت ملابسي.”

 

“أنت تثير الغبار!”

عندما استيقظ سوبارو ، شعر أن وعيه يطفو كما لو كان رأسه داخل الماء.

بعد أن شعر بالحرارة في عينيه، دفن سوبارو وجهه في الوسادة لسبب مختلف تمامًا عن السابق

تحرر فجأة من الشعور بالاختناق ثم فتح عينيه ، وانتظر عدة ثوان ليستوعب ما حوله،  شعر وكأنه استيقظ في مكان مختلف عن المكان الذي نام فيه،

13

شعر بأشعة الشمس تحرق عينيه. جلس سوبارو ببطء قليلًا ثم هز رأسه،

خلال الجولة الإرشادية، قلت تصرفات رام التلقائية وتجاوزات سوبارو، إذ بدا وكأن الحدود قد ارتسمت أمام عينه

كان رأسه ثقيلًا بعض الشيء. ربما كان متعبًا من عدم اعتياده على حياته الجديدة بعد.

“مهلًا، أيعني هذا أنك انتهيت بالفعل؟ هذا يعيد تعريف مصطلح العمل السريع “.

لكنه لم يكن اليوم المناسب لمثل هذه الأفكار،

ابتسمت إيميليا ابتسامة ساحرة وهي تتنهد لدى رؤيتها ردة فعل سوبارو الراضية

تذكر سوبارو الوعد الذي قطعه مع إيميليا في الليلة السابقة عندما استيقظ  “هذا صحيح ، ناتسكي سوبارو- اليوم هو اليوم الموعود، هيا إلى العمل!”

كان سوبارو يخطط لإجراءات مضادة لرام  في رأسه عندما أمسكت ريم بتنورتها.

 

ارتفع حاجبا رام عندما ناداها بالرئيسة. وعندما شعر سوبارو أنها إما لا تهتم أو لم تكن منزعجة جدًا ، غير الموضوع قليلًا

كان اليوم هو اليوم المنتظر السعيد يوم الاستيقاظ الهادئ والانتصار الموعود. لكن…

“حسنًا، هل نبدأ يا باروسو؟”

“—”

“…ما الذي تفعله؟ تتحقق من حالة القفل؟ “

نظرت الأختان التوأم ذات الشعر الوردي والأزرق إلى وجه سوبارو المصمم، مما شكل له صدمة عاطفية

“هل يمكنك توفير عبارتك عن الأغبياء هذه وإغلاق الباب حالًا، على ما افترض ؟! “

دفن سوبارو رأسه في الوسادة لإخفاء وجه المحمر خجلاً حتى أطراف أذنيه ، .

 

“ماذا! كنتما هنا؟!  كان عليكما قول شيء إذن!  يا رجل ، أنا محرج للغاية! “

كان من النادر أن تتحدث رام عن الآخرين هكذا،

حقيقة أنهم توقفوا عن إيقاظه قبل يومين جعلته مهملاً. التفكير في أن كلاهما سيزورانه في ذلك الصباح بالذات …

“كما تعلم يا سوبارو ، لا يفترض أن تتحدث على مائدة الطعام. إنه وقاحة في حق رام وريم اللتان أعدتا كل شيء بنفسهما،  سترتكب أخطاء جسيمة في المناسبات المهمة إن لم تتحلى بالأخلاق الحميدة، لذا… ”

كالعادة ، لم تتغير تعابير التوأم كثيرًا عندما تأوه سوبارو على الفراش. حاول التوأم ضبط أنفسهم قبل أن ينفجرا من الضحك

“يشرفني أن أحظى بمديحك أيها الكونت. على الرغم من أن روايات الأنمي والرومانسية البسيطة نوعا ما هيأت ذهني لمثل هذه الأشياء الخيالية “.

“إيه ، مهلًا! أنتما!!  أعني ، رد الفعل هذا مؤلم نوعا ما. أنا شخص حساس لعلمكم!  يمكنكما إبداء ردود أفعال أخرى، أليس كذلك ؟! “

نظر سوبارو إلى الأعلى عندما أدرك أن ريم هي من كانت تحدق به. بدت ريم متفاجئة قليلاً وهي تحاول الرد. ولكن أيًا كان ما تحاول قوله، فإن كلمات رام قاطعتها

كان يتطلع لنوع من الإساءة اللفظية التي اعتادها منهما على الأفل

 

لكن لحظتها أدرك سوبارو أن التطلع إلى الإساءة اللفظية أمر مريع!

“حسنًا ، أعطيني الإبرة والخيط، سأنقل مهاراتي في الخياطة إلى مستوى جديد تمامًا اليوم! “

“أختي أختي!  إنه يحيينا كما لو أنه يعرفنا بطريقة ما “. “ريم ، ريم. إنه يحيينا بطريقة لطيفة للغاية “.

“الأمر مختلف عن وضع باك،  إنه … مثل عندما سألتني عن اسمي تلك المرة في العاصمة الملكية “.

لم يشعر بالراحة لحظتها. واصطدمت عباراتهم بذاكرة سوبارو.

 

“إيه ، آه؟ شيء غريب؟ أن تأتيا لإيقاظي أمر لا بأس به، لكن المزاح معي أمر سيء كما تعلمان؟ “

“يمكن لباك فقط لمس  أمثالي… أستغادر الآن أم ماذا، على ما افترض؟”

لقد اعتاد كون التوأم صريحتان للغاية، لكنه شعر بشيء ما

“ماذا ، أما زلتِ تعملين يا ريم؟  من الأفضل أن تتوقفي،  فالصباح يأتي بسرعة “.

عندما تحدث سوبارو ، بدأ يدرك سبب شعوره بأن شيئًا ما قد حدث معهم.

“بعبارة أخرى ، إنها تعني … هذا.”

— أعنينهم.

“… ألم تكن تستمع لي؟”

الطريقة التي نظرا بها إلى سوبارو. اختفت الألفة التي كانت في الليلة السابقة وعادو لمعاملته كشخص مختلف تمامًاـ  ثم أتته الصفعة الحاسمة في وجهه

“ماذا ، أما زلتِ تعملين يا ريم؟  من الأفضل أن تتوقفي،  فالصباح يأتي بسرعة “.

“أختي أختي!  يبدو أن ضيفنا العزيز مرتبك قليلاً؟ “

“إذا ما الذي تحتاجينه؟ ليس لدي الكثير من الوقت لأضيعه على سوبارو “.

“ريم ، ريم. يبدو أن رأس ضيفنا العزيز قد تأثر قليلاً”.

“ما معنى هذا المصطلح، على ما افترض؟ لم أسمع به من قبل، ومع ذلك يبدو… مستفزًا لسبب ما”.

 

 “هذا لا يبدو صحيحًا تمامًا ، لكن تبدين جادة للغاية،  مخيف جدا!”

– كان سوبارو مذعورًا من لقب “ضيفنا العزيز”.

تذكر سوبارو حجم أرفف الكتب التي امتدت من الأرض إلى السقف والتي لا يمكن تفسير أمرها ألا بكونها نوع من الأرشيف.  من ناحية أخرى ، فإن فكرة حظر كل هذه المجلدات بطريقة ما جعلته يشعر وكأنها جريمة على نطاق مختلف تمامًا.

جعلت تلك العبارات المهذبة سوبارو يشعر وكأن شيئًا حادًا قد طعنه في بطنه.

أما سوبارو فقد سأل مثل الأحمق معلقًا على الوضع الذي لم يفهمه أمامه ، “آه؟ الممر …؟ “

ضغط سوبارو بيده على صدره لكبح الألم المزيف. لم يكن يعرف ما يعنيه كل هذا. كانت ردود أفعالهم كما لو – “أنتما الاثنان … هاها ، في الحقيقة هذا ليس … مضحكًا …”

عقد سوبارو ذراعيه.

مع استمرارهما بالنظر له كشخص غريب، رفع سوبارو يده اليسرى فجأة لمنعهم من رؤيته. لكن سوبارو ندم  على القيام بذلك على الفور…

“حسنًا، والآن ..  ليس وكأن عليَّ قول هذا، ولكن الجلوس على كرسي شخص آخر يحبط المرء”.

… إذ أنه رأى أن الضمادة التي كانت على يده اليسرى قد اختفت.

صرخ سوبارو عندما استوعب أنه يشقر الشيء الخاطئ هنا  “هوااااااه! يا رجل! شرد ذهني قليلًا فحسب -! “

يداه الخشنة من المطبخ، الجروح التي سببتها السكين التي لم يكنن معتادًا على استخدامها، علامات العض من الجرو الذي عضه بينما كان الأطفال يلعبون معه – كلها اختفت.

 

– سمع صوتًا من مكان بعيد أشبه بدق الجرس

أن يرى الوجه المبتسم للفتاة ذات الشعر الفضي أمام عينيه ويعلم اسمها.

أتاه صوت الرنين ذاك  ليصطدم برأسه مرارًا وتكرارًا كالموجات الصاعقة،

“أهذا صحيح .. أظن أن طلبي لم يكن منطقيًا إذن  أعتذر عن ذلك.”

لم يدرك سوبارو أن الألم الذي صاحب ذلك الصوت كان بسبب اقتلاعه لشعره.

“أنت حقًا مصر، لقد أدركت المسائل السابقة من فورك، على الرغم من أن هذه طبيعة ثانية لأي إنسان ولد ونشأ في المدينة “.

لقد كانت فروة رأسه تؤلمه بحق،  بالإضافة إلى شعور الغثيان وسيلان أنفه سوبارو تحكيم عقله بتركيزه  على ذلك الألم الحاد وطعم الدم الناتج عن عض شفته، كما لو كان يستخدمها لإخفاء الإحساس بالفقد الذي شعر به ، بالرغم من أن ذلك الشعور كان وكأن شخصًا ما قد طعن أعضائه الداخلية.

مقارنةً بتلك المحادثة المتحدية والملتوية، كان طلب سوبارو واضحًا وبسيطًا.

الأدلة التي كانت في يده أجبرت سوبارو على قبول الواقع المرير.

“حسنًا ، أنا فقط بحاجة لحل المشاكل واحدة تلو الأخرى،  أعني ، هذا هو المكان الوحيد الذي أعيش فيه، على كل حال إنه أمر ممتع ، فهمتِ؟ “

بعد أن شعر بالحرارة في عينيه، دفن سوبارو وجهه في الوسادة لسبب مختلف تمامًا عن السابق

لا يمكنه التحكم في نفسه في مثل هذا العمر، قالت رام ذلك بابتسامة متوترة وهي تنظر إلى سيدها وهي تفكر في تفاصيل الأيام الأربعة السابقة. خلال تلك اللحظة القصيرة، حتى الغريب كان بإمكانه رؤية الكآبة تعلو وجه رام الحيادي

– لم يرد ، أن يرى أحد وجهه في تلك اللحظة.

“هناك بعض الأماكن التي لا يمكنك الوصول إليها ، أليس كذلك؟”

بالأخص الأشخاص الذين كان مولعًا بهم كثيرًا.

“يا إلهي ، من النادر رؤية بياتريس هنا. أليس من الرائع أن تشاركينا وجبة بعد هذه المدة الطويــلة؟ ”

بالأخص الأشخاص الذين بدو أنهم مغرمون به كثيرًا.

1

لم يرد البكاء أمام الذين كانوا ينظرون له كشخص غريب

عندما فتح الباب مجددًا وجد أنه أصبح يؤدي إلى غرفة ضيوف بسيطة مرة أخرى بدل الأرشيف السري

“لماذا … قد أعود ؟!”

كانت إيميليا قلقة بعض الشيء عندما قاطعتها عطسة سوبارو والتي دغدغت أنفه.

– وهكذا ، تم جر سوبارو مرة أخرى إلى الحلقة الفارغة التي جلبت له الكثير من المعاناة.

“هاه؟! ظننت أننا توافقنا للتو؟! “

 

“سررت بمعرفتك. أنا ريم ، أعمل كخادمة رئيسية عند هذه الأسرة “.

للمرة الثانية ، بدأ يومه الأول في قصر روزوال.

كان اليوم هو اليوم المنتظر السعيد يوم الاستيقاظ الهادئ والانتصار الموعود. لكن…

******

ردت بياتريس باستياء يملؤه صوتها.

ترجمة فريق: @ReZeroAR

4

تدقيق: @_SomeoneA_

“في حالتك الحالية، أرى أن من الأفضل أن تقوم بأداء الأعمال الغريبة بناءً على توجيهاتهم. ألا يرضيك هذا…؟”

لتصلكم آخر أخبار الترجمة ولمزيد من محتوى ريزيرو تابعوا حساب الفريق على تويتر:

جاء رد روزوال الفوري بعين واحدة مغلقة ، وينظر إلى سوبارو بعينه الصفراء وحدها.

@ReZeroAR

لحظتها  أغلقت بياتريس الباب وراءها هي والقطة.

نظر سوبارو من جديد إلى الرجل الطويل صاحب المكياج المبهرج بلطف، ثم أخذ نظرة خاطفة على إيميليا

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط