Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The villainess lives again 3

ما قبل البداية

ما قبل البداية

لقد دمرت أرتيزيا ذات مرة أحد سدود نهر آفا في محاولة للاطاحة بسيدريك خلال معركة الخلافة. 

” لن تستطيع الماركيزة روزان أن تؤذيني في حالتها هذه.”

في ذلك الوقت، قد كان انتهى من السيطرة على الحدود الغربية للإمبراطورية بأمر من الإمبراطور جريجور.

ارتعدت فرائصها وتزعزعت، لم يسبق لها أن صارت بهذا القرب من رجل مطلقا، فتسربت، حرارة جسده إلى ظهرها.

وقد أُبلغ بواسطة مبعوث إمبراطوري بتسليم القيادة للقائد العام والإسراع بالعودة إلى العاصمة وحده. 

أيا كان ما نصبته له، فقد كان يبلغه العلم به كذلك، ومهما بلغ حجم الكارثة، فإن الخِيار الأكثر فائدة هو اتباع الأوامر والعودة إلى العاصمة، إلا إنه اختار استخدام الجيش لتقليل أضرار الفيضانات عوضا عن ذلك، وبما انه واصل العمل كقائد أعلى للجيش، فقد أثار ارتياب الإمبراطور.  

عندئذ دمرت السد، فبدأ النهر بالفيضان، وجرف عددا من المدن والقرى المحيطة، لقد قُدِّر عدد الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر بحوالي ثلاثين ألف شخص على الأكثر، كما تضررت الحقول الزراعية، وبما أن حصاد كان وفيرا تلك السنة، فلم تتعرض البلاد بِرُمَّتها لخطر المجاعة.

“ماذا تقول يا سيادتك؟ ألست لطيف للغاية مع هذه الشيطانة؟”.

أيا كان ما نصبته له، فقد كان يبلغه العلم به كذلك، ومهما بلغ حجم الكارثة، فإن الخِيار الأكثر فائدة هو اتباع الأوامر والعودة إلى العاصمة، إلا إنه اختار استخدام الجيش لتقليل أضرار الفيضانات عوضا عن ذلك، وبما انه واصل العمل كقائد أعلى للجيش، فقد أثار ارتياب الإمبراطور.  

نطق الخادم بأدب، فانتشلها من دهاليز الماضي:

وقد أقدمت على ذلك، لأنها تعلم أي نوع من الناس عدوها، لأن تلك هي طبيعته، مثلما حدث عندما اكتشفت أمر تلك القرية المخفية أقصى شمال إقليم دوقية إفرون الكبرى وكيف اتهمتها بالخيانة، وحينما وضعت خُطَّة للتخلص من الأرشدوق رويجار أيضا، حتى عندما انتشر الوباء، وعلى الرغم من انه يعلم أن كل تلك ألاعيبها، وعلى الرغم من معرفته ما قد يقع به، إلا إنه دائما ما كان يختار حماية الناس، وقد كلفته خياراته  منصبه في النهاية وأضحي هاربا هائما على وجهه يطارده الإمبراطور. 

“لا تتحدثوا عن الناس كأنهم أشياء.”

 

كانت منهكة للغاية، ولم تكد تفاجئ حتى بعد سماعها هذا الخبر، فتابع:

نطق الخادم بأدب، فانتشلها من دهاليز الماضي:

وبعد البقاء ساعات طوال علي الهضبة التي تطل على المقبرة، أعادها إلى المعسكر أخيرا، ثم أفصح:

“تفضل الشاي” 

“أم أنكِ تعتقدين أن حكمك مطلق بينما حكمه ليس كذلك؟ “

وناول سيدريك كأسًا حديديًا، ثم جلس بجانبها وأمال الفنجان في فمها، كان الشاي غنيا بالسكر والحليب ومغذيا.

وأنطلق بجواده خارج المخيم، ساعتها كانت تمطر مطرا خفيفا، وعندما رأت الجبال والجداول أدركت أن هذه هي منطقة باكوير التي تنتمي إلى مقاطعة الارشدوق رويجار. 

بينما رأته جالسا أمامها يشرب الشاي كأنه وقته، فكرت في وصية ليسيا.

فنطق الفرسان مندهشين

[إذا ما قابلتِ سيدريك يوما ما، أخبريه أن ليسيا قد عاشت حياتها دون ندم.] 

أيا كان ما نصبته له، فقد كان يبلغه العلم به كذلك، ومهما بلغ حجم الكارثة، فإن الخِيار الأكثر فائدة هو اتباع الأوامر والعودة إلى العاصمة، إلا إنه اختار استخدام الجيش لتقليل أضرار الفيضانات عوضا عن ذلك، وبما انه واصل العمل كقائد أعلى للجيش، فقد أثار ارتياب الإمبراطور.  

 لعلها في صميم قلبها لم تكن ترغب في أن يلتقي هذان الاثنان مرة أخرى، لأن هذا يعني أن شوكته قد كسرت أخيرًا وجُر إلى العاصمة مهزوما ذليلا.

بينما رأته جالسا أمامها يشرب الشاي كأنه وقته، فكرت في وصية ليسيا.

لكن الوضع الآن خلاف ما كانت تخشاه ليسيا وقتها بالضبط، وما يزال سيدريك وقواته صامدين على قيد الحياة حتى بعد مرور كل تلك السنوات، بينما كانت أرتيزيا التي سقطت، ومن ثمة اقتيدت إلى معسكره، وقابلته وجها لوجه، لعلها الظروف المثلى لنقل الرسالة إلا أنها لم تستطع الوفاء بالوعد، إذ لم تكن قادرة على الكلام.

لكن ما آثار حفيظتها في تلك اللحظة كانت مسألة مختلفة…

نهض من مقعده بعد أنتهاء الخادم من صب الشاي في فمها، وقال:

لكن ما آثار حفيظتها في تلك اللحظة كانت مسألة مختلفة…

“فلنخرج”

“لا نستطيع الجزم بذلك، فتلك الساحرة قادرة على إحداث كوارث بلسانها وحده”.

استفاقت من أفكارها، ونظرت إليه ونهشت الشكوك عقلها، دنى منها ورفعها بكل عناية، لكنها قاومت للانفلات من قبضته وعلى غرار فينيا، فقد كانت مرتبكة هذه الكرة، لكنها لم تستطع مجابهة ذراعيه القويتين، فحملها وغادر الخيمة.

لم تكن قادرة على الإجابة، واخفض رأسها فقط، وكانت نفسها تتساءل، لماذا أضحي شقيقها هكذا؟ لم تعد تفهم سلوكه منذ وفاة زوجته.

اندفع نحوهما الفرسان في زيهم الرسمي القذر بسبب التشرد والهوام، قائلين:

“لا تبرحوا أماكنكم، فأنا ذاهب لوحدي. “

“صاحب السمو…”

 وانبثق الأمل من جديد عندما أصبحت ليسيا الإمبراطورة، حتى بعد وفاتها، فقد كان هناك كفاح من طرفها من أجل تغيير الوضع طوال مدّة وقوفها إلى جانب لورانس. 

“سيادة الارشدوق”

“لا أحسبك قد تخيلت يوما أن ينتهي المطاف بلورانس على هذا النحو، أيتها الماركيزة روزان” 

” إلى أين تأخذ معك هذه المرأة اللعينة؟”

 لعلها في صميم قلبها لم تكن ترغب في أن يلتقي هذان الاثنان مرة أخرى، لأن هذا يعني أن شوكته قد كسرت أخيرًا وجُر إلى العاصمة مهزوما ذليلا.

“ما زال هناك عمل غير مكتمل معها.”

في وقت لاحق، قسم سيدريك قواته إلى سرايا صغيرة وبدأ ينتقل من مكان إلى آخر على نحو منفصل، وقد حملت ارتيزيا على حصان كبير الخدم. 

“سوف ننقلها من أجلك! .”

” ميرايلا قد ماتت” 

َومد الفرسان أيديهم، فاستدار حتى يتجنبهم:

بينما رأته جالسا أمامها يشرب الشاي كأنه وقته، فكرت في وصية ليسيا.

“لا تتحدثوا عن الناس كأنهم أشياء.”

لابد أنه علم كيف يعامل شقيقها النساء، على الأرجح بعد مقتل ميرايلا بسبب حقوقهن.

“ماذا تقول يا سيادتك؟ ألست لطيف للغاية مع هذه الشيطانة؟”.

” لن تستطيع الماركيزة روزان أن تؤذيني في حالتها هذه.”

“لا تبرحوا أماكنكم، فأنا ذاهب لوحدي. “

“ما زال هناك عمل غير مكتمل معها.”

فنطق الفرسان مندهشين

وبعد البقاء ساعات طوال علي الهضبة التي تطل على المقبرة، أعادها إلى المعسكر أخيرا، ثم أفصح:

“هذا مستحيل.”

فرد عليهم وهو ينقر على أسنانه

” لن تستطيع الماركيزة روزان أن تؤذيني في حالتها هذه.”

“لا أحسبك قد تخيلت يوما أن ينتهي المطاف بلورانس على هذا النحو، أيتها الماركيزة روزان” 

“لا نستطيع الجزم بذلك، فتلك الساحرة قادرة على إحداث كوارث بلسانها وحده”.

 لعلها في صميم قلبها لم تكن ترغب في أن يلتقي هذان الاثنان مرة أخرى، لأن هذا يعني أن شوكته قد كسرت أخيرًا وجُر إلى العاصمة مهزوما ذليلا.

فرد عليهم وهو ينقر على أسنانه

وعلمت للتو عن بناء هذه المقبرة، وفكرت بينها وبين نفسها

“لسوء الحظ، لم تعد تملك لسانا أيضًا.”

 هل حفر سيدريك كل هذه القبور بنفسه؟

ومضي بخطوات واسعة عابرًا المخيم، ورفعها على حصانه ثم ركب خلفها، كانت هذه الطريقة الأسهل لنقلها، ما دامت مقطوعة الأطراف ولا يمكنها الركوب في الخلف.

ورفعت عينيها مدهوشة من كلماته الأخيرة.

ارتعدت فرائصها وتزعزعت، لم يسبق لها أن صارت بهذا القرب من رجل مطلقا، فتسربت، حرارة جسده إلى ظهرها.

ومع ذلك، فضل السكان عدم مغادرة القرية، والبقاء حيث كانوا يثقون ويدعمون بعضهم البعض، كانت هذه القرية مسقط رأس ليسيا، وكما وجد سيدريك الذي لا يملك أقارب آخرين الراحة والسلوان بين القرويين.

وأنطلق بجواده خارج المخيم، ساعتها كانت تمطر مطرا خفيفا، وعندما رأت الجبال والجداول أدركت أن هذه هي منطقة باكوير التي تنتمي إلى مقاطعة الارشدوق رويجار. 

أيا كان ما نصبته له، فقد كان يبلغه العلم به كذلك، ومهما بلغ حجم الكارثة، فإن الخِيار الأكثر فائدة هو اتباع الأوامر والعودة إلى العاصمة، إلا إنه اختار استخدام الجيش لتقليل أضرار الفيضانات عوضا عن ذلك، وبما انه واصل العمل كقائد أعلى للجيش، فقد أثار ارتياب الإمبراطور.  

تعد هذه المنطقة سلة غذاء الشرق الامبراطوري، قد لا تقارن مع سهول الغرب الخصبة والشاسعة ولكن المناخ المعتدل والمياه وافرة، وقد سمح بزراعة كل انواع الحبوب والفاكهة، وكما أنها قد اشتهرت بإنتاج أفخر أنواع النبيذ بالامبراطورية.

“لسوء الحظ، لم تعد تملك لسانا أيضًا.”

ولكن لم يتبق اي أثر من ذلك الآن، صارت الوُدْيَان متفحمة تتصاعد منها الأبخرة. 

“أم أنكِ تعتقدين أن حكمك مطلق بينما حكمه ليس كذلك؟ “

حين كان يتجول رأت أطلال المنازل المدمرة، كانت الجثث مبعثرة على مَدّ البصر، وأكثرهم من الرجال، وقد دمرت المدينة ذاتها، ظلت بقايا الجدران منتصبة بين الأنقاض، واحتمي الناجون جاثمين خلفها، كانوا ينظرون نحوهما بأعين متسعة يملأها الذعر والقهر. 

فرد عليهم وهو ينقر على أسنانه

حدقت وهي مذهولة في ذلك المشهد أمامها، ولم يسعها أن تفهم ما حدث، فماذا جرى بينما كانت سجينة، لا ينبغي أن تطال الحرب هذا المكان! 

نظر نحوها نظره عميقة وتابع:

وأجاب عن دهشتها عرضيا:

لقد دمرت أرتيزيا ذات مرة أحد سدود نهر آفا في محاولة للاطاحة بسيدريك خلال معركة الخلافة. 

” قد حدث هذا بسبب اكتشاف أن أحد مواطني باكوير قد خطط لمحاولة اغتيال لورانس مع الأرشدوق رويغار قبل اثنا عشر عامًا.”

“لا أحسبك قد تخيلت يوما أن ينتهي المطاف بلورانس على هذا النحو، أيتها الماركيزة روزان” 

حبست أنفاسها وتسارعت ضربات قلبها، فحسب تقديرها، كانت هذه مجزرة غير ضرورية بالمرة، لقد صار لورانس الامبراطور فعلًا، والجيش الامبراطوري كله تحت تصرفه، وقد كانت سلطة العائلة الحاكمة أقوى من أي وقت مضى، لقد جعلت بنفسها كل ذلك ممكنا! 

إليس من المنطقي أن يلومها على أخذ ليسيا منه وإجبارها بالزواج من لروانس؟ لكنه لم يفعل ذلك، بل كان جامدا كتمثال منتصب في إحدى الساحات.

كانت وظيفتها أداء كل الأعمال القذرة، حين كان على شقيقها الحفاظ على نظافة يديه، كانت مسؤولة عن تلك الأمور، لأنها المهمة التي فرضت والدتها عليها القيام بها، وقد أدتها على أكمل وجه. 

استفاقت من أفكارها، ونظرت إليه ونهشت الشكوك عقلها، دنى منها ورفعها بكل عناية، لكنها قاومت للانفلات من قبضته وعلى غرار فينيا، فقد كانت مرتبكة هذه الكرة، لكنها لم تستطع مجابهة ذراعيه القويتين، فحملها وغادر الخيمة.

والآن، فقد كان بإمكان لورانس أن يصبح الإمبراطور المثالي، حتى دون وجودها إلى جانبه. 

” ضعِي خُطَّة”

“أتجدين كل ذلك صادما ومفجعا للغاية؟ ألم تعتادي العمل بهذه الطريقة الوحشية، أيتها ماركيزة روزان؟” 

[إذا ما قابلتِ سيدريك يوما ما، أخبريه أن ليسيا قد عاشت حياتها دون ندم.] 

وأضاف بهدوء:

وقد أُبلغ بواسطة مبعوث إمبراطوري بتسليم القيادة للقائد العام والإسراع بالعودة إلى العاصمة وحده. 

“أعلم أنك تحكمين الأمور على كونها ضرورية وغير ضرورية عندما تنفذين مخططاتكِ، ربما يكون هذا الدمار شيئا ضروريا للورانس؟” 

“لكن لم أتوقع أن أرى كل هذا الطغيان، لماذا يفعل ذلك بحق الجحيم؟ بعد أن أصبحت إمبراطورية كراتيس بين يديه، أليس لديه الرغبة في حماية شعبه، وجعل هذا البلد عظيما؟”

نظر نحوها نظره عميقة وتابع:

” ميرايلا قد ماتت” 

“أم أنكِ تعتقدين أن حكمك مطلق بينما حكمه ليس كذلك؟ “

هذه القرية لم تكن متمردة في حقيقة الأمر، إنما كانت المكان الذي فر إليه الناس عندما قتل الإمبراطور جريجور والدي سيدريك بتهمة الخيانة

عندئذ فقدت الكلمات فقد أصاب كبد الحقيقة. 

هذه القرية لم تكن متمردة في حقيقة الأمر، إنما كانت المكان الذي فر إليه الناس عندما قتل الإمبراطور جريجور والدي سيدريك بتهمة الخيانة

” لو كان ذلك صحيحا فلا عجب أنكِ قد طردتِ”

“صاحب السمو…”

اختتم كلماته بذلك، وأدار حصانه عائدا أدراجه.

“سوف ننقلها من أجلك! .”

في وقت لاحق، قسم سيدريك قواته إلى سرايا صغيرة وبدأ ينتقل من مكان إلى آخر على نحو منفصل، وقد حملت ارتيزيا على حصان كبير الخدم. 

“تفضل الشاي” 

رأت أن هناك الكثير من المناطق التي عانت ذات المصير المأساوي، ولم يلتفت أحد لاجتاح الجراد الحقول الزراعة عقب انقضاء الحروب الأهلية، ولا حتى إعادة ترميم السدود، بل ولم تعد هناك أية مخازن للحبوب. 

كانت الطرق تفيض بالمتشردين وتجتاحها الأمراض المعدية، وقد كانت الجثث متبعثرة هنا وهناك في كل مكان لا تحرق ولا تُجمع. 

اختتم كلماته بذلك، وأدار حصانه عائدا أدراجه.

لم تكن سياسة الإمبراطورية كارثية خلال العام المنصرم أو الأعوام الماضية وحسب، بل منذ عهد الإمبراطور السابق، فقد كان جريجور رجلا نرجسيا وأنانيا للغاية، قد وضع سلطته فوق حياة شعبه. 

في ذلك الوقت، قد كان انتهى من السيطرة على الحدود الغربية للإمبراطورية بأمر من الإمبراطور جريجور.

بالإضافة لذلة، فقد انتهى صراع خلافة العرش بتدمير البلاد، وقد أخذت نصيب الأسد في ذلك، لطالما ظنت أن شقيقها سوف يتمكن من إعادة بناء الإمبراطورية بعد تتويجه، وأن التعمير يجب أن ينتظر إلى ذلك الحين. 

[إذا ما قابلتِ سيدريك يوما ما، أخبريه أن ليسيا قد عاشت حياتها دون ندم.] 

 وانبثق الأمل من جديد عندما أصبحت ليسيا الإمبراطورة، حتى بعد وفاتها، فقد كان هناك كفاح من طرفها من أجل تغيير الوضع طوال مدّة وقوفها إلى جانب لورانس. 

نطق الخادم بأدب، فانتشلها من دهاليز الماضي:

ولكن مما يبدو عليه الوضع الراهن أن العائلة الحاكمة قد تخلت عن كل شيء.

وبعد ذلك أخذها في جولة أخرى حوالي القرية، ولم يتبق من الأطلال غير القبور والآف الظلال خلف شواهد تعلوها الصلبان الخشبية. 

لقد فهمت تماما ما أراد أخبارها به، لقد أراد جعلها تشهد بأم عينيها عواقب أفعالها بدلا من إدانتها وحسب. 

” ضعِي خُطَّة”

وفي اليوم الذي حطوا رحالهم في قرية المتمردين، التي تقع على الجانب الآخر من حصن الشمال، قد جاء يبلغها الأخبار:

عندئذ دمرت السد، فبدأ النهر بالفيضان، وجرف عددا من المدن والقرى المحيطة، لقد قُدِّر عدد الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر بحوالي ثلاثين ألف شخص على الأكثر، كما تضررت الحقول الزراعية، وبما أن حصاد كان وفيرا تلك السنة، فلم تتعرض البلاد بِرُمَّتها لخطر المجاعة.

” ميرايلا قد ماتت” 

كانت الطرق تفيض بالمتشردين وتجتاحها الأمراض المعدية، وقد كانت الجثث متبعثرة هنا وهناك في كل مكان لا تحرق ولا تُجمع. 

كانت منهكة للغاية، ولم تكد تفاجئ حتى بعد سماعها هذا الخبر، فتابع:

“أم أنكِ تعتقدين أن حكمك مطلق بينما حكمه ليس كذلك؟ “

” لقد سمعت عنها أنها ما زالت تعاتب لورانس بسبب قضايا النساء” 

هل أحضرني إلى هنا بهدف جعلني أعيد النظر في افعالي وأندم؟

كما هو متوقع منها، فهي لا تهتم إلا بنفسها فكيف قد تعطي لورانس نصيحة من أجل رَفَاهيَة الإمبراطورية؟

وقد أُبلغ بواسطة مبعوث إمبراطوري بتسليم القيادة للقائد العام والإسراع بالعودة إلى العاصمة وحده. 

وبعد ذلك أخذها في جولة أخرى حوالي القرية، ولم يتبق من الأطلال غير القبور والآف الظلال خلف شواهد تعلوها الصلبان الخشبية. 

وأضاف بهدوء:

هذه القرية لم تكن متمردة في حقيقة الأمر، إنما كانت المكان الذي فر إليه الناس عندما قتل الإمبراطور جريجور والدي سيدريك بتهمة الخيانة

“صاحب السمو…”

 وقد ظهرت الحقيقة في وقت لاحق، وعمت كل بقاع الإمبراطورية، وكذلك ألغيت قائمة المطلوبين من الهاربين. 

لكن ما آثار حفيظتها في تلك اللحظة كانت مسألة مختلفة…

ومع ذلك، فضل السكان عدم مغادرة القرية، والبقاء حيث كانوا يثقون ويدعمون بعضهم البعض، كانت هذه القرية مسقط رأس ليسيا، وكما وجد سيدريك الذي لا يملك أقارب آخرين الراحة والسلوان بين القرويين.

والآن، فقد كان بإمكان لورانس أن يصبح الإمبراطور المثالي، حتى دون وجودها إلى جانبه. 

كانت تعلم كل ذلك، فقامت وقتذاك بتلفيق تهم كاذبة فاندثرت عن بكرة أبيها.

كانت الطرق تفيض بالمتشردين وتجتاحها الأمراض المعدية، وقد كانت الجثث متبعثرة هنا وهناك في كل مكان لا تحرق ولا تُجمع. 

وعلمت للتو عن بناء هذه المقبرة، وفكرت بينها وبين نفسها

فنطق الفرسان مندهشين

 هل حفر سيدريك كل هذه القبور بنفسه؟

إليس من المنطقي أن يلومها على أخذ ليسيا منه وإجبارها بالزواج من لروانس؟ لكنه لم يفعل ذلك، بل كان جامدا كتمثال منتصب في إحدى الساحات.

هل أحضرني إلى هنا بهدف جعلني أعيد النظر في افعالي وأندم؟

“ماذا تقول يا سيادتك؟ ألست لطيف للغاية مع هذه الشيطانة؟”.

وبعد البقاء ساعات طوال علي الهضبة التي تطل على المقبرة، أعادها إلى المعسكر أخيرا، ثم أفصح:

” إلى أين تأخذ معك هذه المرأة اللعينة؟”

“لا أحسبك قد تخيلت يوما أن ينتهي المطاف بلورانس على هذا النحو، أيتها الماركيزة روزان” 

وبعد البقاء ساعات طوال علي الهضبة التي تطل على المقبرة، أعادها إلى المعسكر أخيرا، ثم أفصح:

وأضاف:

حين كان يتجول رأت أطلال المنازل المدمرة، كانت الجثث مبعثرة على مَدّ البصر، وأكثرهم من الرجال، وقد دمرت المدينة ذاتها، ظلت بقايا الجدران منتصبة بين الأنقاض، واحتمي الناجون جاثمين خلفها، كانوا ينظرون نحوهما بأعين متسعة يملأها الذعر والقهر. 

“لقد كنت أعلم انه شرير وفاسد حتى النخاع، ولكن كنت مقتنعا لو أنني دخلت صراع العرش فإن الخسارة أشد وطأةً من الموت ذاته!”

 

لكن ما آثار حفيظتها في تلك اللحظة كانت مسألة مختلفة…

بينما رأته جالسا أمامها يشرب الشاي كأنه وقته، فكرت في وصية ليسيا.

لماذا لم يسأل عن ليسيا؟ لِم لمْ يسألها؛ كيف ماتت القديسة؟ أليست المرأة التي أراد حمايتها مهما كلف الثمن؟

لكن ما آثار حفيظتها في تلك اللحظة كانت مسألة مختلفة…

لابد أنه علم كيف يعامل شقيقها النساء، على الأرجح بعد مقتل ميرايلا بسبب حقوقهن.

وأضاف:

إليس من المنطقي أن يلومها على أخذ ليسيا منه وإجبارها بالزواج من لروانس؟ لكنه لم يفعل ذلك، بل كان جامدا كتمثال منتصب في إحدى الساحات.

“فلنخرج”

“لكن لم أتوقع أن أرى كل هذا الطغيان، لماذا يفعل ذلك بحق الجحيم؟ بعد أن أصبحت إمبراطورية كراتيس بين يديه، أليس لديه الرغبة في حماية شعبه، وجعل هذا البلد عظيما؟”

“لا أحسبك قد تخيلت يوما أن ينتهي المطاف بلورانس على هذا النحو، أيتها الماركيزة روزان” 

لم تكن قادرة على الإجابة، واخفض رأسها فقط، وكانت نفسها تتساءل، لماذا أضحي شقيقها هكذا؟ لم تعد تفهم سلوكه منذ وفاة زوجته.

” قد حدث هذا بسبب اكتشاف أن أحد مواطني باكوير قد خطط لمحاولة اغتيال لورانس مع الأرشدوق رويغار قبل اثنا عشر عامًا.”

” ضعِي خُطَّة”

هل أحضرني إلى هنا بهدف جعلني أعيد النظر في افعالي وأندم؟

ورفعت عينيها مدهوشة من كلماته الأخيرة.

 

 

” لو كان ذلك صحيحا فلا عجب أنكِ قد طردتِ”

وبعد البقاء ساعات طوال علي الهضبة التي تطل على المقبرة، أعادها إلى المعسكر أخيرا، ثم أفصح:

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط