حس فكاهة جيد
آرثر ليوين
ليرا التي تتكئ على الجدار الداخلي وذراعيها متقاطعتان هزت كتفيها “لا، أدى إستدعائك إلى تشتيت الإنتباه دون أن أفعل أي شيء، كنت سعيدة بإستكشاف أعماق شعارات أختك الجديدة لكنني لن أتظاهر بأني لم أستمتع بقصصه عن وقتك في القبور الأثرية، لقد رأيت حقًا وفعلت بعض الأشياء الغريبة الوصي ليوين”.
بمشاعر مختلطة رأيت بعضًا من هذا التوتر يتلاشى كلما رأوني لأن وجودي يعزز شجاعتهم.
“أين حيوانك الألاكريان الأليف؟” سأل غايدن وهو يحدق بحذر كما لو أن ليرا دريد قد تقفز من الظل من أي إتجاه.
عندما نظرت إلى الأسفل أدركت أن جذعي مليء بجروح صغيرة، بينما كنت أشاهد الخط الذي رسمته على صدري بطرف نصلها إلتئمت الثقوب العديدة الأصغر، في بعض الحالات دفعت شظايا صغيرة من السيف والتي سقطت على الأرض عند قدمي.
إندفعت إلى الأمام ولففت ذراعي حول المرأة ثم سحبت جسدها المغطى بالجلد بالقرب من جسدي، مسارات الأثير التي كشفتها خطوة الإله تغمرني قبل أن أفكر في النظر لذا دخلت فيها…
كان وجهه ملطخًا بالسخام ولم يسعني إلا أن ألاحظ أن حواجبه قد إختفت مرة أخرى وأن جزءًا من شعره قد إحترق.
كان وجهه ملطخًا بالسخام ولم يسعني إلا أن ألاحظ أن حواجبه قد إختفت مرة أخرى وأن جزءًا من شعره قد إحترق.
سارت الأمور بشكل خاطئ بسرعة كبيرة وفكرت مليًا بينما أستمع إلى المقاتلين الآخرين ينادون بعضهم البعض للتأكد من أن الجميع بخير، إذا كنت قد فكرت بسرعة أكبر فبإمكاني إجبار المانا على الإنهيار بدلاً من الإنفجار أو حتى تثبيت السيف نفسه لمنع وقوع الحادث تمامًا.
“ليس وكأني أريدها أن ترى هذا لكن أين يمكنك حبس خادمة وتتوقع منها البقاء؟”.
رفعت يدي للرد ثم تبعت غايدن في النفق المظلم “بقي بايرون بجانب فيريون في جميع الأوقات تقريبًا وظل الأخير مشغولًا برعاية أتباعه، مع عودة ديكاثين إلى سيطرتنا تمكن من الوصول إلى المزيد من الجان المنتشرين في جميع أنحاء القارة”.
كما إتضح هؤلاء الستة غير السحرة يتدربون بأسلحة غايدن لإختبارها وللتحضير لممارسة قتالية حية، شارك كرولب والأقزام الآخرون أولاً لكن غايدن بذل قصارى جهده للعثور على متطوع بشري وقزم لديه خبرة قتالية سابقة، للتأكد من أن حرارة وقوة النصل لن تكون أكثر من اللازم بالنسبة لشخص لديه بنية هيكلية أخف وبشرة أقل صلابة وراثيا.
بجانب غايدن أعطتني إميلي تلويحة صغيرة، وجهها شاحب ولديها أكياس داكنة تحت عينيها لكن حقيقة أنها واقفة على قدميها أثبت عودة قوتها، مر يومين فقط على إختبار المنح وبدون شعار إيلي شعرت بالتأكيد أن إميلي ستستغرق عدة أيام أخرى للتعافي.
“لقد تم تجهيز أحد الأقبية في معهد إرث بورن ليكون زنزانة” شرحت ومشيت نحو المخترعين “ريجيس وميكا يراقبونها بينما هي تدرب أختي على الشعار”.
إتسعت عينا المرأة وبدأت تمتم ما أنا متأكد أنه من المفترض أن يكون إعتذارًا لكن الكلمات لم تظهر أبدًا، ضغطت على الزناد بإحكام بكلتا يديها حيث تجمعت المانا بسرعة في السيف وإهتزت، قبل أن أحذرها إنفجر السيف وإجتاحتنا عاصفة من اللهب وشظايا الفولاذ.
شخر غايدن ثم إستدار وبدأ يمشي بسرعة، كنا نقف في الطابق السفلي لفيلدوريال محاطين بالمساكن الحجرية المبنية حديثًا، هجوم المناجل المدمر على المدينة يعتبر بالفعل ذكرى قديمة – على الأقل جسديًا، لا يزال بإمكاني رؤية خطر الهجوم في النظرات الخفية للأقزام والجان الذين يتنقلون حولنا بالطريقة التي تجنبوا بها الكلام الصغير وعدم تحريكهم لأيديهم بعيدًا عن أسلحتهم.
مسحت الدموع من عينيها وإبتسمت لي “أنا أفهم الأشياء على ما أعتقد… إنه صعب – ليس صعبًا بل غريب مثل… إعادة تعلم كيفية إستخدام السحر من البداية لكن هناك كل هذه القوة جاهزة للرد، تعتقد ليرا أنني سأحتاج لأن أتطور إلى الشعارات”.
“لا تتساهلوا معه كثيرًا وتذكروا أنه خالد عمليا ويمكنه أن يتحمل! الأن هاجموه!” لمعت عيون غايدن المتعطشة حيث تحصن هو وإميلي خلف مولد درع أقوى بكثير.
بمشاعر مختلطة رأيت بعضًا من هذا التوتر يتلاشى كلما رأوني لأن وجودي يعزز شجاعتهم.
“كان يجب أن تجلب الرماح الثلاثة على الأقل…” تابع غايدن بعد لحظة بينما يقودنا إلى نفق ضيق كنت أعرف أنه متصل ببعض ممرات التعدين القديمة.
“تعالي إيلي لنمشي قليلا”.
“الرماح ليسوا أتباعي لأمرهم” أشرت متحدثًا.
مع همهمة خافتة فقدت معدات الدرع قوتها وإنفجر الدرع نفسه.
لوح لي قزم صغير ذو فجوة في أسنانه بإبتسامة على وجهه المستدير.
إندفعت إلى الأمام ولففت ذراعي حول المرأة ثم سحبت جسدها المغطى بالجلد بالقرب من جسدي، مسارات الأثير التي كشفتها خطوة الإله تغمرني قبل أن أفكر في النظر لذا دخلت فيها…
رفعت يدي للرد ثم تبعت غايدن في النفق المظلم “بقي بايرون بجانب فيريون في جميع الأوقات تقريبًا وظل الأخير مشغولًا برعاية أتباعه، مع عودة ديكاثين إلى سيطرتنا تمكن من الوصول إلى المزيد من الجان المنتشرين في جميع أنحاء القارة”.
حملت السلاح لأفحصه عن كثب، هناك نوع من الزناد مضمن في السيف الثقيل المتقاطع “ما الذي يفعله هذا؟”.
لم أستجب على الفور وبدلاً من ذلك إستغرقت وقتًا في إستيعاب كلمات ليرا بينما نظرت إلى أختي، شعرها البني الرمادي – نفس لون والدنا كما أتذكر – كان أشعثًا بعض الشيء، عندما تحدثت الخادمة إختفى التعبير المرح ببطء عن وجه إيلي وإستبدل بعبوس صغير ولكنه حازم مما جعلها تبدو أشبه بوالدتنا.
“إنهم يحاولون معرفة عدد الباقين…” قالت إميلي بهدوء لكن صوتها مليئ بالعواطف.
شغلت هذه الأفكار والعديد من الأفكار الأخرى ذهني بينما كنا نتعمق في أنفاق التعدين القديمة.
نفس اليأس الذي إلتصق بكلماتها علق في مؤخرة حلقي وإضطررت إلى السعال للتخلص منه “إندلع القتال في كالبيرك وذهب فاراي للمساعدة، على ما يبدو وصل بعض الجنود الذين فروا من بلاك بيند إلى كالبيرك وحذروهم مما يحدث، بدلاً من الإستسلام أغلق المسؤولين الكبار المدينة وإختبئوا فيها”.
“عملت على غرس الفولاذ كما تناقشنا؟” سألت مديرا النصل لأعلى ولأسفل على شكل قطع تاركا قوسًا ضبابيًا في أعقابي.
نفس اليأس الذي إلتصق بكلماتها علق في مؤخرة حلقي وإضطررت إلى السعال للتخلص منه “إندلع القتال في كالبيرك وذهب فاراي للمساعدة، على ما يبدو وصل بعض الجنود الذين فروا من بلاك بيند إلى كالبيرك وحذروهم مما يحدث، بدلاً من الإستسلام أغلق المسؤولين الكبار المدينة وإختبئوا فيها”.
“هذا سبب إضافي للمضي قدمًا في مشروعي الآخر” أصر غايدن متحركًا بسرعة على الرغم من الإضاءة الخافتة “هذه الحرب لم تنته بعد”.
مع همهمة خافتة فقدت معدات الدرع قوتها وإنفجر الدرع نفسه.
لا، أعتقد أنها لم تنتهي مع الأخذ في الإعتبار ما سيحدث مستقبلا.
كنت أحاول أن أضع نفسي في مكان أغرونا مستخدمًا كل ما أعرفه عنه للتفكير في خطوته التالية، إذا حقق كيزيس أخر أمر من إتفاقنا فعندئذ آمل أن نرى آخر معركة واسعة النطاق على أرض ديكاثين، أمل وربما أكون مفرطا في الأمل أن يعتقد أغرونا أن ديكاثين تسبب متاعب أكثر مما تستحق ويحول تركيزه إلى إيفيوتس.
مسحت الدموع من عينيها وإبتسمت لي “أنا أفهم الأشياء على ما أعتقد… إنه صعب – ليس صعبًا بل غريب مثل… إعادة تعلم كيفية إستخدام السحر من البداية لكن هناك كل هذه القوة جاهزة للرد، تعتقد ليرا أنني سأحتاج لأن أتطور إلى الشعارات”.
مع ذلك هناك عنصر واحد جعل هذه الدورة غير محتملة: أنا.
“تعالي إيلي لنمشي قليلا”.
ما زلت لا أفهم كيف إكتسب أغرونا معرفته عن التناسخ؟ أو كيف تمكن من البحث عبر العوالم للعثور على الإرث ونقطتي الربط – أنا ونيكو – اللتين يحتاجهما لإظهار إمكاناته بالكامل في هذا العالم، ولكن بغض النظر عن الكيفية التي حقق بها هذه الإكتشافات فإن تنفيذها لم يسر كما خطط له، لقد تم تجسيدي في القارة والجسد الخطأ وقد أُجبر على البحث خارج مجاله عن وعاء لذا بدلاً من أن أكون نقطة إرتكاز تحت سيطرته بالكامل أصبحت عدوه.
“أفترض أنه يجب أن يكون لدي ساحر في وضع الإستعداد فقط في حالة وقوع خطأ ما لكن لم أتوقع أن ينسى أحدكم القواعد على الفور و…”.
رفعت يدي للرد ثم تبعت غايدن في النفق المظلم “بقي بايرون بجانب فيريون في جميع الأوقات تقريبًا وظل الأخير مشغولًا برعاية أتباعه، مع عودة ديكاثين إلى سيطرتنا تمكن من الوصول إلى المزيد من الجان المنتشرين في جميع أنحاء القارة”.
من خلال تصرفات إبنته حصلت على القوة الوحيدة في هذا العالم القادرة على مواجهة كل من أغرونا وكيزيس.
لست متوهما لأعتقد أن أيًا منهما سيتخلى عن ذلك رغم أن كيزيس على إستعداد لتبادل الخدمات مقابل المعرفة في تحالف ضعيف لكن أغرونا…
أنا أعرف أن لورد عشيرة فريترا لا يمكنه إلا أن يريد ما لدي وقد خطرت في بالي فكرة عقد صفقة مماثلة معه – تجارة المعرفة الأثيرية مقابل تعهده بترك ديكاثين وشأنها – ولكن بعد الكثير من التفكير توصلت إلا أنه لا يوجد وعد يمكن الوثوق به، حتى لو قررت أن أتحمل مثل هذه المخاطرة فلن أتمكن من إبعاد جميع سكان ألاكريا عن مصيرهم فقط لأن ديكاثين أصبحت آمنة.
أنا أعرف أن لورد عشيرة فريترا لا يمكنه إلا أن يريد ما لدي وقد خطرت في بالي فكرة عقد صفقة مماثلة معه – تجارة المعرفة الأثيرية مقابل تعهده بترك ديكاثين وشأنها – ولكن بعد الكثير من التفكير توصلت إلا أنه لا يوجد وعد يمكن الوثوق به، حتى لو قررت أن أتحمل مثل هذه المخاطرة فلن أتمكن من إبعاد جميع سكان ألاكريا عن مصيرهم فقط لأن ديكاثين أصبحت آمنة.
حملت السلاح لأفحصه عن كثب، هناك نوع من الزناد مضمن في السيف الثقيل المتقاطع “ما الذي يفعله هذا؟”.
“أنا… هل أصيب أي شخص؟” سألت إميلي بضعف محدقة في الحفرة حيث سيف المرأة.
بغض النظر عن نواياه إتجاه ديكاثين سيأتي أغرونا ورائي مرة أخرى ففي النهاية لا أستطيع الجلوس في فيلدوريال منتظرا حدوث ذلك.
ما زلت لا أفهم كيف إكتسب أغرونا معرفته عن التناسخ؟ أو كيف تمكن من البحث عبر العوالم للعثور على الإرث ونقطتي الربط – أنا ونيكو – اللتين يحتاجهما لإظهار إمكاناته بالكامل في هذا العالم، ولكن بغض النظر عن الكيفية التي حقق بها هذه الإكتشافات فإن تنفيذها لم يسر كما خطط له، لقد تم تجسيدي في القارة والجسد الخطأ وقد أُجبر على البحث خارج مجاله عن وعاء لذا بدلاً من أن أكون نقطة إرتكاز تحت سيطرته بالكامل أصبحت عدوه.
شغلت هذه الأفكار والعديد من الأفكار الأخرى ذهني بينما كنا نتعمق في أنفاق التعدين القديمة.
“أعتقد أنكِ بحاجة إلى قضاء بعض الوقت بعيدًا عن غايدن…” تذمرت مطرطقا رقبتي ومديرا كتفي “لقد أصبحت مثله تمامًا”.
أنا أعرف أن لورد عشيرة فريترا لا يمكنه إلا أن يريد ما لدي وقد خطرت في بالي فكرة عقد صفقة مماثلة معه – تجارة المعرفة الأثيرية مقابل تعهده بترك ديكاثين وشأنها – ولكن بعد الكثير من التفكير توصلت إلا أنه لا يوجد وعد يمكن الوثوق به، حتى لو قررت أن أتحمل مثل هذه المخاطرة فلن أتمكن من إبعاد جميع سكان ألاكريا عن مصيرهم فقط لأن ديكاثين أصبحت آمنة.
أصبحت الأنفاق ساخنة وخانقة والصخور من حولنا تشع حرارة كما أن الهواء كثيف برائحة إحتراق الكبريت، مررنا بالعديد من عروق الملح النارية المستنزفة والأعمدة نفسها مهجورة لأجل أرض أكثر خصوبة حتى إنفتح النفق في النهاية على كهف أكبر بكثير، أقيمت السقالات فوق الجدران العمودية مع سور معلق في السقف المرتفع والأوردة الرقيقة للأملاح النارية لا تزال مرئية في بعض الأماكن، توهجها المنخفض طغت عليه مجموعة من أدوات الإضاءة الساطعة التي تم وضعها في شبكة على الأرض.
نفس اليأس الذي إلتصق بكلماتها علق في مؤخرة حلقي وإضطررت إلى السعال للتخلص منه “إندلع القتال في كالبيرك وذهب فاراي للمساعدة، على ما يبدو وصل بعض الجنود الذين فروا من بلاك بيند إلى كالبيرك وحذروهم مما يحدث، بدلاً من الإستسلام أغلق المسؤولين الكبار المدينة وإختبئوا فيها”.
“هذا سبب إضافي للمضي قدمًا في مشروعي الآخر” أصر غايدن متحركًا بسرعة على الرغم من الإضاءة الخافتة “هذه الحرب لم تنته بعد”.
تفاجئت برؤية ستة أشخاص – أربعة أقزام ورجل جان وإمرأة بشرية – ينتظروننا بالفعل، كانوا يجلسون حول منضدة عمل بالية ويتحدثون لكنهم وقفوا على أقدامهم كمجموعة عندما رأونا نقترب.
في وسط طاولة العمل هناك مولد درع أصغر بكثير مثل الذي إستخدمناه أثناء إختبار المنح.
“السيد غايدن” قال أحد الأقزام الذي لديه مسحة مجعدة من الشعر الداكن ولحية حتى خصره.
أمسك غايدن بالسيف أولاً، الجلد الغامق دافئ عند اللمس لكنه ليس ساخنًا، بحذر شديد حركت إصبعي على طول نصل السيف إلا أنني سحبته بسرعة لأن الحرارة من الفولاذ الناري حرقته.
أصبحت الأنفاق ساخنة وخانقة والصخور من حولنا تشع حرارة كما أن الهواء كثيف برائحة إحتراق الكبريت، مررنا بالعديد من عروق الملح النارية المستنزفة والأعمدة نفسها مهجورة لأجل أرض أكثر خصوبة حتى إنفتح النفق في النهاية على كهف أكبر بكثير، أقيمت السقالات فوق الجدران العمودية مع سور معلق في السقف المرتفع والأوردة الرقيقة للأملاح النارية لا تزال مرئية في بعض الأماكن، توهجها المنخفض طغت عليه مجموعة من أدوات الإضاءة الساطعة التي تم وضعها في شبكة على الأرض.
“كرولب أفترض أنك جلبت الحزمة إلى هنا دون مشاكل؟” سأل غايدن وإنتقل مباشرة إلى كومة من الصناديق المعدنية الموضوعة على الجانب الآخر من الطاولة.
وقفت في وسط الكهف الكبير محاطًا بالمحاربين الملفوفين بالدرع الجلدي ولوحت بعصا معدنية عادية تم سحبها من بعض المواد المهجورة – وهي “سلاح” أكثر أمانًا للتجربة من النصل الأثيري المستحضر.
“بالطبع” رد القزم مبتسما “يسعدني أخيرًا رؤية هذه المعدات قيد الإستخدام”.
لا، أعتقد أنها لم تنتهي مع الأخذ في الإعتبار ما سيحدث مستقبلا.
أمسك غايدن بالصندوق الأول وفشل على الفور في تحريكه لأكثر من بوصة أو إثنتين حينها إستدار إلى القزمين الآخرين “أنتما الإثنان إسحبا هذا هنا وإفتحاه لي”.
بمشاعر مختلطة رأيت بعضًا من هذا التوتر يتلاشى كلما رأوني لأن وجودي يعزز شجاعتهم.
راقبت بفضول بينما يقوم القزمان معًا برفع الصندوق العلوي ونقله إلى طاولة عمل منفصلة ثم فتحا الغطاء، ظهر بريق من الضباب الحراري للحظات فوق الصندوق المفتوح مصحوبًا بنفس النوع من التوهج البرتقالي الخافت الذي أضاء التجاويف الداكنة لسقف الكهف أعلاه.
تركها مع خادم العدو حتى على الجانب الآخر من باب الزنزانة الكابح للمانا والذي يراقبه رمح ورفيقي أمر غير مريح، لكن عندما عدت صدى صوت إيلي التي تضحك وضجيجها ينتقل بعيدًا إلى قاعات معهد إرث بورن.
إرتدى غايدن زوجًا من القفازات الجلدية الثقيلة مثل تلك المستخدمة في الحدادة ثم فتح الصندوق، كشط المعدن على المعدن وأخرج إحدى معداته وهي سيف بشفرة مستقيمة ذات حدين، العروق المتجعدة من اللون البرتقالي الخافت تدور وتتصاعد من خلال الفولاذ الرمادي الباهت، عندما إقتربت أكثر لإلقاء نظرة أفضل شعرت بالحرارة المنبعثة من السلاح، السيف المتقاطع كبير جدًا ويكاد يكون ثقيلا بمقبض من طراز رديئ يمكن إستخدامه بشكل مريح بيد واحدة أو إثنتين.
إبتعدت عنهم وحركت عصا الحديد الخاصة بي لتشتيت أرجحة القزم، حرصت على التحكم في تحركاتي والعمل على مضاهاة سرعة وقوة خصومي وإلا فسأخاطر بتحطيم العظام أو خلع الأطراف بصد الضربات والهجمات المضادة.
قمت بتنشيط نطاق القلب وتحول الكهف إلى شعب من الألوان حينها أصبحت جزيئات المانا مرئية، تشبثت جزيئات سمة النار بالشفرة وتراقصت لأعلى ولأسفل بطول الخطوط البرتقالية المتوهجة، هناك مصدر قوي للمانا يشع من المقبض أيضًا.
أمسك غايدن بالسيف أولاً، الجلد الغامق دافئ عند اللمس لكنه ليس ساخنًا، بحذر شديد حركت إصبعي على طول نصل السيف إلا أنني سحبته بسرعة لأن الحرارة من الفولاذ الناري حرقته.
في وسط طاولة العمل هناك مولد درع أصغر بكثير مثل الذي إستخدمناه أثناء إختبار المنح.
“أعتقد أنه سيتعين علي إضافة علامة تحذير إلى المقبض تقول: مهلا أيها الأحمق لا تلمس الفولاذ الساخن المتوهج” سخر غايدن.
ضحكت وتراجعت خطوة إلى الوراء مأرجحا النصل بشكل تجريبي، لم تكن أفضل حرفية شعرت بها على الإطلاق خاصة من ناحية التوازن ولكن نظرًا لأن هذه مجرد نماذج أولية لغايدن فأتوقع أن يتم تحسين التصميمات مع تصنيع المزيد من الأسلحة.
“نعم نعم العبقري فعل ذلك مرة أخرى” تذمر غايدن على الرغم من أنني أستطيع أن أقول إنه لم يكن سعيدًا في الواقع.
“عملت على غرس الفولاذ كما تناقشنا؟” سألت مديرا النصل لأعلى ولأسفل على شكل قطع تاركا قوسًا ضبابيًا في أعقابي.
ردت إميلي من خلال تثاؤب نصف خانق “طريقة إستخدام الحاوية عبقرية فقد أتاح لنا إخماد أملاح النار في الحديد المذاب الحصول على المعدن نفسه ساخنًا بدرجة كافية لتسييله، كما أن زيادة محتوى الكربون في الفولاذ عن طريق نقعه بحديد عالي الكربون سمح لأملاح النار بالإلتصاق في الفولاذ مما أدى إلى حل المشكلتين”.
ردت إميلي من خلال تثاؤب نصف خانق “طريقة إستخدام الحاوية عبقرية فقد أتاح لنا إخماد أملاح النار في الحديد المذاب الحصول على المعدن نفسه ساخنًا بدرجة كافية لتسييله، كما أن زيادة محتوى الكربون في الفولاذ عن طريق نقعه بحديد عالي الكربون سمح لأملاح النار بالإلتصاق في الفولاذ مما أدى إلى حل المشكلتين”.
لوح لي قزم صغير ذو فجوة في أسنانه بإبتسامة على وجهه المستدير.
“نعم نعم العبقري فعل ذلك مرة أخرى” تذمر غايدن على الرغم من أنني أستطيع أن أقول إنه لم يكن سعيدًا في الواقع.
إتسعت عينا المرأة وبدأت تمتم ما أنا متأكد أنه من المفترض أن يكون إعتذارًا لكن الكلمات لم تظهر أبدًا، ضغطت على الزناد بإحكام بكلتا يديها حيث تجمعت المانا بسرعة في السيف وإهتزت، قبل أن أحذرها إنفجر السيف وإجتاحتنا عاصفة من اللهب وشظايا الفولاذ.
في وسط طاولة العمل هناك مولد درع أصغر بكثير مثل الذي إستخدمناه أثناء إختبار المنح.
قام غايدن بتنشيطه بنبض المانا وتراجع محدقا بي بترقب “هيا بلطف إلمس الدرع بالنصل” وأضاف بسرعة “لسنا بحاجة إلى قوة الرمح العجيبة في الوقت الحالي أنا فقط أريد أن أريك شيئا”.
ضرب سيف ملح النار في العصا الحديدية ثم إنفجر في إحتراق غطى وجهي، إندفع السيف الوحشي إلى الأسفل وفجَر سلاحي إلى قطعتين بدون ضرر على الأثير الذي يكسو بشرتي.
“ليس وكأني أريدها أن ترى هذا لكن أين يمكنك حبس خادمة وتتوقع منها البقاء؟”.
أدرت عيني وخفضت النصل نحو درع الفقاعة الصغير، عندما تلامس النصل مع الحاجز الشفاف إنفجر وأطلق شرارات، رفعت النصل قليلاً فكسر التلامس وخفت الضوضاء على الرغم من إرتفاع دخان رقيق من السيف.
إبتعدت عنهم وحركت عصا الحديد الخاصة بي لتشتيت أرجحة القزم، حرصت على التحكم في تحركاتي والعمل على مضاهاة سرعة وقوة خصومي وإلا فسأخاطر بتحطيم العظام أو خلع الأطراف بصد الضربات والهجمات المضادة.
دون إنتظار المزيد من التعليمات قمت بدفع النصل لأسفل مرة أخرى بقوة أكبر هذه المرة، إندفع السيف والدرع ضد بعضهما البعض وإصطدمت المانا المتأصلة في بنية النصل مع المانا التي تشكل الدرع… إستمريت لثانية… ثانيتين… ثم…
مع همهمة خافتة فقدت معدات الدرع قوتها وإنفجر الدرع نفسه.
“أعطني هذا” قال منتزعا دفتر الملاحظات من بين يديها “البقية منكم إلى أماكنكم سنقوم بذلك مرة أخرى”.
“هذا فقط مولد منخفض الطاقة للغاية لكنك ترى؟” قال غايدن بعيون مشرقة “حتى في هذا الشكل تستمر أملاح النار في جذب المانا ذات السمة النارية مما يخلق قوة قوية بما يكفي لمواجهة – وبقوة كافية وحتى إختراق – دروع الخصم”.
دون إنتظار المزيد من التعليمات قمت بدفع النصل لأسفل مرة أخرى بقوة أكبر هذه المرة، إندفع السيف والدرع ضد بعضهما البعض وإصطدمت المانا المتأصلة في بنية النصل مع المانا التي تشكل الدرع… إستمريت لثانية… ثانيتين… ثم…
بدلاً من معارضة رغباتها بإستمرار لأنني حاولت إجبارها على أداء دور كنت مرتاحًا له أنا بحاجة إلى التراجع والسماح لها بالنمو في الإتجاه الذي وجدته مجزيًا ومريحًا أكثر.
حملت السلاح لأفحصه عن كثب، هناك نوع من الزناد مضمن في السيف الثقيل المتقاطع “ما الذي يفعله هذا؟”.
بجانبه تحمل إميلي بصمت دفتر ملاحظات وريشة مستعدة لتدوين كل ما يحدث.
“لا تتساهلوا معه كثيرًا وتذكروا أنه خالد عمليا ويمكنه أن يتحمل! الأن هاجموه!” لمعت عيون غايدن المتعطشة حيث تحصن هو وإميلي خلف مولد درع أقوى بكثير.
إبتسم غايدن بشكل رجولي “السلاح ساخن بدرجة كافية لإحراق اللحم وقادر على مواجهة دروع العدو دون تشبعه بالمانا، هذه نقطة إنطلاق جيدة لكن لا يزال المحارب غير الساحر وحتى المحارب الموهوب في وضع غير مؤات ضد الخصم، يستطيع الساحر تقوية جسده وعضلاته وتعزيز سرعته وأوقات رد فعله وقد لا تعالج هذه الميزة مثل هذه الإختلالات العلنية بين الجندي المعزز والجندي العادي لكنها بالتأكيد تزيد خبرته”.
“أعتقد أنه سيتعين علي إضافة علامة تحذير إلى المقبض تقول: مهلا أيها الأحمق لا تلمس الفولاذ الساخن المتوهج” سخر غايدن.
“أنا متأكدة من أن السيد غايدن أراد فقط أن تتلائم فكرة المدفع الأصلية الخاصة به مع السلاح بطريقة ما” شرحت إميلي.
قام غايدن بتنشيطه بنبض المانا وتراجع محدقا بي بترقب “هيا بلطف إلمس الدرع بالنصل” وأضاف بسرعة “لسنا بحاجة إلى قوة الرمح العجيبة في الوقت الحالي أنا فقط أريد أن أريك شيئا”.
عندما إقتربت من الزاوية التي عرضت زنزانة ليرا وجدت إيلي جالسة القرفصاء على حصيرة أمامها ملتفة بفرح وبأنفاس متقطعة، وقف ريجيس على رجليه الخلفيتين وتخبط كما لو أنه يعاني من ألم رهيب، ظلت ميكا تلهث لإلتقاط أنفاسها وإحدى قبضتها تضرب على الحائط وبدا أنه تغلب عليها المرح أيضا.
عبس غايدن وأبعد إميلي والستة غير السحرة “هيا إضغط عليه ولكن فقط للحظة فله أقوى تأثير إذا تم القيام بذلك أثناء أرجحة السيف”.
بالعودة إلى الوراء لتوفير مساحة أكبر بيني وبين الآخرين قمت ببعض التدريبات الإضافية بالسيف حتى أعتاد على ثقله وتوازنه، بعد ذلك عندما قمت بعمل قطع جانبي حاد من اليسار إلى اليمين ضغطت على الزناد الصلب.
إندفعت المانا من المقبض إلى النصل وإشتعلت النيران في السيف، في الوقت نفسه تقدم إلى الأمام كما لو أنه مدفوع من الخلف، إستوعبت الزخم غير المتوقع من خلال تدوير النصل وترك الزناد ثم إعادته أمامي مرة أخرى حتى أتمكن من فحص التأثيرات.
ظلت الأوردة البرتقالية تتوهج بشكل أكثر سطوعًا على الرغم من حرق المانا الزائد بسرعة كبيرة، ربما تم إنفاق عشرين بالمئة من المانا المخزنة في المقبض في ذلك الإنفجار الفردي.
أدرت عيني وخفضت النصل نحو درع الفقاعة الصغير، عندما تلامس النصل مع الحاجز الشفاف إنفجر وأطلق شرارات، رفعت النصل قليلاً فكسر التلامس وخفت الضوضاء على الرغم من إرتفاع دخان رقيق من السيف.
“إيه؟” قال غايدن بينما يهتز عمليا وينقل وزنه من قدم إلى أخرى “عندما يتم تشغيله أثناء حركة قوية يتسبب التدفق المفاجئ للمانا من الأملاح النارية في حدوث إحتراق عنيف والذي يمكن أن يزيد من سرعة الضربة وقوتها فضلاً عن إحداث إنفجار ناري”.
“أعتقد أنكِ بحاجة إلى قضاء بعض الوقت بعيدًا عن غايدن…” تذمرت مطرطقا رقبتي ومديرا كتفي “لقد أصبحت مثله تمامًا”.
دون إنتظار المزيد من التعليمات قمت بدفع النصل لأسفل مرة أخرى بقوة أكبر هذه المرة، إندفع السيف والدرع ضد بعضهما البعض وإصطدمت المانا المتأصلة في بنية النصل مع المانا التي تشكل الدرع… إستمريت لثانية… ثانيتين… ثم…
“إنه أمر صعب بعض الشيء في الوقت الحالي” أضافت إميلي “ولكن مع التدريب المناسب يجب أن يكون الجندي غير الساحر قادرًا على تحديد الوقت بشكل صحيح وإستهداف الخصم بضربات مدمرة جدًا به”.
إبتعد الآخرون عن الإنفجار وغطوا قدر إستطاعتهم بدرعهم الجلدي الثقيل الذي يوفر حماية جيدة من الحرارة ولكن القليل جدًا من الشظايا الحادة.
لفتت كلماتها إنتباهي إلى الستة غير السحرة الذين يشاهدون بهدوء من مسافة آمنة.
نظرت حول المنجم الكبير الفارغ والمغلق “ماذا نفعل هنا؟”.
فهمت الأمر وقفزت بنشاط.
صفق غايدن بيديه معا “لقد سئمت وتعبت من الإختبارات المعملية لهذا السبب حان الوقت لرؤية هؤلاء الأطفال في العمل” لوح نحو باقي الصناديق بينما يصرخ على غير السحرة “حسنًا دمى الإختبار خذوا معداتكم وإستعدوا” بعد لحظة أضاف “وتأكدوا من التحمية! آخر شيء أحتاجه هو تأجيل إختباري لأن أحدهم أصيب بشد عضلي”.
“كرولب أفترض أنك جلبت الحزمة إلى هنا دون مشاكل؟” سأل غايدن وإنتقل مباشرة إلى كومة من الصناديق المعدنية الموضوعة على الجانب الآخر من الطاولة.
إستمرت التجارب بإستخدام أسلحة الملح الناري لمدة ساعة واحدة فقط ولم تقع حوادث أخرى خلالها، بعد الإنتهاء وتقديم ملاحظاتي إلى غايدن والتمني للبقية التوفيق أسرعت إلى المدينة للإطمئنان على أختي.
ظللت أحدق في غايدن لكن بدا أنه يتجاهلني عن قصد.
تحركت إميلي إلى جانبي ومدت يدها إلى السيف مرتدية القفاز “آسفة لقد أصر أنت لست مضطرًا لذلك لكنك حقًا الخيار الأفضل فإذا حدث خطأ ما يمكنك فقط الشفاء… بعد كل شيء لا أتوقع أن أيًا من هؤلاء الأشخاص سيضربونك حتى” إبتسمت وقالت “على الرغم من أنك إذا سمحت لهم بالحصول على بضع ضربات فسيساعد ذلك في الإختبار”.
“ليس وكأني أريدها أن ترى هذا لكن أين يمكنك حبس خادمة وتتوقع منها البقاء؟”.
“أعتقد أنكِ بحاجة إلى قضاء بعض الوقت بعيدًا عن غايدن…” تذمرت مطرطقا رقبتي ومديرا كتفي “لقد أصبحت مثله تمامًا”.
فهمت الأمر وقفزت بنشاط.
صفق غايدن بيديه معا “لقد سئمت وتعبت من الإختبارات المعملية لهذا السبب حان الوقت لرؤية هؤلاء الأطفال في العمل” لوح نحو باقي الصناديق بينما يصرخ على غير السحرة “حسنًا دمى الإختبار خذوا معداتكم وإستعدوا” بعد لحظة أضاف “وتأكدوا من التحمية! آخر شيء أحتاجه هو تأجيل إختباري لأن أحدهم أصيب بشد عضلي”.
كما إتضح هؤلاء الستة غير السحرة يتدربون بأسلحة غايدن لإختبارها وللتحضير لممارسة قتالية حية، شارك كرولب والأقزام الآخرون أولاً لكن غايدن بذل قصارى جهده للعثور على متطوع بشري وقزم لديه خبرة قتالية سابقة، للتأكد من أن حرارة وقوة النصل لن تكون أكثر من اللازم بالنسبة لشخص لديه بنية هيكلية أخف وبشرة أقل صلابة وراثيا.
فتحت عينا إيلي وأشارت إلي ثم ضحكت بشدة لدرجة أن المخاط خرج من أنفها، أعطت ميكا شخيرًا شديدًا ثم ضحك الإثنان بشدة.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يستعدوا وهم مدرعون بدرع جلدي ثقيل مصمم لحمايتهم – ليس مني بل من السلاح الذي يستخدمه كل منهم، هناك سيفان لكل منهما تصميم مختلف قليلاً وثلاثة فؤوس معركة وسيف طويل، كما أوضح غايدن أرادوا أن يروا كيف يتفاعل فولاذ الأملاح النارية عند تشكيله بأشكال مختلفة، وكذلك تغيير حجم بلورات المانا التي تم إدخالها في مقبض كل سلاح.
“أين حيوانك الألاكريان الأليف؟” سأل غايدن وهو يحدق بحذر كما لو أن ليرا دريد قد تقفز من الظل من أي إتجاه.
وقفت في وسط الكهف الكبير محاطًا بالمحاربين الملفوفين بالدرع الجلدي ولوحت بعصا معدنية عادية تم سحبها من بعض المواد المهجورة – وهي “سلاح” أكثر أمانًا للتجربة من النصل الأثيري المستحضر.
بجانب غايدن أعطتني إميلي تلويحة صغيرة، وجهها شاحب ولديها أكياس داكنة تحت عينيها لكن حقيقة أنها واقفة على قدميها أثبت عودة قوتها، مر يومين فقط على إختبار المنح وبدون شعار إيلي شعرت بالتأكيد أن إميلي ستستغرق عدة أيام أخرى للتعافي.
“لا تتساهلوا معه كثيرًا وتذكروا أنه خالد عمليا ويمكنه أن يتحمل! الأن هاجموه!” لمعت عيون غايدن المتعطشة حيث تحصن هو وإميلي خلف مولد درع أقوى بكثير.
“أعتقد أنه سيتعين علي إضافة علامة تحذير إلى المقبض تقول: مهلا أيها الأحمق لا تلمس الفولاذ الساخن المتوهج” سخر غايدن.
بجانبه تحمل إميلي بصمت دفتر ملاحظات وريشة مستعدة لتدوين كل ما يحدث.
تبادلت إنحناءة محترمة مع خصومي ثم إستقريت في وضعية دفاعية فضفاضة.
تحرك الرجل الجان أولاً وخفض سيفه الطويل لأسفل حيث فجر اللهب في اللحظة التي أعطى فيها غايدن الأمر، قوة الإنفجار قوية للغاية بالنسبة للجان الرشيق خاصة أنه لم يستطع تقوية جسده بالمانا حيث إنزلق السيف الطويل إلى الجانب، إرتطم بالأرض أمام كرولب الذي قفز إلى الأمام ليضرب بقوة بفأسه على ساقي لكنه تعثر بسبب مقبض السيف الطويل وسقط متدحرجا.
“لا ريجيس هذا هو السبيل الوحيد” صرخ بصوت جهير متأثرا برسوم كاريكاتورية “عليّ فقط أن أغلي نفسي في الحمم البركانية لا يمكنني القيام بذلك بدونها…” شاهدني وتوقف فجأة ثم نزل ببطء على أربع “أوه مرحبًا أيها الزعيم…”.
إبتعدت عنهم وحركت عصا الحديد الخاصة بي لتشتيت أرجحة القزم، حرصت على التحكم في تحركاتي والعمل على مضاهاة سرعة وقوة خصومي وإلا فسأخاطر بتحطيم العظام أو خلع الأطراف بصد الضربات والهجمات المضادة.
ضرب سيف ملح النار في العصا الحديدية ثم إنفجر في إحتراق غطى وجهي، إندفع السيف الوحشي إلى الأسفل وفجَر سلاحي إلى قطعتين بدون ضرر على الأثير الذي يكسو بشرتي.
آرثر ليوين
مع وجود عصا حديدية قصيرة في كل يد ضربت السيف الوحشي جانبًا وتوجهت نحو ضربة الفأس تاركا إياها ترتد من كتفي غير المدرعة دون محاولة منعها، بدلاً من ذلك ألقيت ساعدي في صدر القزم – ليس بقوة كافية لإصابته ولكن أكثر من كافية لإرساله ساقطا على ظهره.
ضحكت وتراجعت خطوة إلى الوراء مأرجحا النصل بشكل تجريبي، لم تكن أفضل حرفية شعرت بها على الإطلاق خاصة من ناحية التوازن ولكن نظرًا لأن هذه مجرد نماذج أولية لغايدن فأتوقع أن يتم تحسين التصميمات مع تصنيع المزيد من الأسلحة.
قفزت المرأة البشرية من فوق القزم الساقط وصوبت سيفها بكلتا يديها نحوي، وجهت العصي القصيرة فوق رأسي لأصد النصل بهما لكن المرأة ضغطت على زر إنفجار أملاح النار، تسبب إنفجار اللهب وإندفاع الزخم السيف الساخن على المرور مباشرة عبر ما تبقى من العصا الحديدية الخاص بي.
أخذت خطوة واحدة قصيرة إلى الوراء وتركت عن قصد نقطة توهج النصل لتلمس جبهتي، لدهشتي إخترقت الجلد الرقيق للأثير الذي دائمًا يغطي جسدي وتركت خطًا عبر الجزء الأمامي من قميصي وجسدي قبل أن ترتطم بالأرض عند قدمي متجهة نحو الصخرة الصلبة.
تحرك الرجل الجان أولاً وخفض سيفه الطويل لأسفل حيث فجر اللهب في اللحظة التي أعطى فيها غايدن الأمر، قوة الإنفجار قوية للغاية بالنسبة للجان الرشيق خاصة أنه لم يستطع تقوية جسده بالمانا حيث إنزلق السيف الطويل إلى الجانب، إرتطم بالأرض أمام كرولب الذي قفز إلى الأمام ليضرب بقوة بفأسه على ساقي لكنه تعثر بسبب مقبض السيف الطويل وسقط متدحرجا.
لقد مرت بالكثير بحيث لا تزال تعتبر طفلة… لكنها لا تزال صغيرة جدًا لتحمل عبء كونها بالغة… إلا أنني عرفت في تلك اللحظة أنه لم يكن لدينا خيار آخر… لم تعد تعتبر نفسها طفلة وأنا بحاجة إلى التوقف عن معاملتها كطفلة.
إتسعت عينا المرأة وبدأت تمتم ما أنا متأكد أنه من المفترض أن يكون إعتذارًا لكن الكلمات لم تظهر أبدًا، ضغطت على الزناد بإحكام بكلتا يديها حيث تجمعت المانا بسرعة في السيف وإهتزت، قبل أن أحذرها إنفجر السيف وإجتاحتنا عاصفة من اللهب وشظايا الفولاذ.
تحرك الرجل الجان أولاً وخفض سيفه الطويل لأسفل حيث فجر اللهب في اللحظة التي أعطى فيها غايدن الأمر، قوة الإنفجار قوية للغاية بالنسبة للجان الرشيق خاصة أنه لم يستطع تقوية جسده بالمانا حيث إنزلق السيف الطويل إلى الجانب، إرتطم بالأرض أمام كرولب الذي قفز إلى الأمام ليضرب بقوة بفأسه على ساقي لكنه تعثر بسبب مقبض السيف الطويل وسقط متدحرجا.
إندفعت إلى الأمام ولففت ذراعي حول المرأة ثم سحبت جسدها المغطى بالجلد بالقرب من جسدي، مسارات الأثير التي كشفتها خطوة الإله تغمرني قبل أن أفكر في النظر لذا دخلت فيها…
كان وجهه ملطخًا بالسخام ولم يسعني إلا أن ألاحظ أن حواجبه قد إختفت مرة أخرى وأن جزءًا من شعره قد إحترق.
قام غايدن بتنشيطه بنبض المانا وتراجع محدقا بي بترقب “هيا بلطف إلمس الدرع بالنصل” وأضاف بسرعة “لسنا بحاجة إلى قوة الرمح العجيبة في الوقت الحالي أنا فقط أريد أن أريك شيئا”.
ظهرنا في وميض من البرق الأرجواني بينما النيران البيضاء البرتقالية لإنفجار السيف لا تزال تندلع خلفنا، ظلت شظايا الفولاذ تتناثر في جميع أنحاء الغرفة وهي ساخنة وسريعة لدرجة أنها إلتصقت في الجدران الحجرية الصلبة والأرضية والسقف.
عندما إقتربت من الزاوية التي عرضت زنزانة ليرا وجدت إيلي جالسة القرفصاء على حصيرة أمامها ملتفة بفرح وبأنفاس متقطعة، وقف ريجيس على رجليه الخلفيتين وتخبط كما لو أنه يعاني من ألم رهيب، ظلت ميكا تلهث لإلتقاط أنفاسها وإحدى قبضتها تضرب على الحائط وبدا أنه تغلب عليها المرح أيضا.
إبتعد الآخرون عن الإنفجار وغطوا قدر إستطاعتهم بدرعهم الجلدي الثقيل الذي يوفر حماية جيدة من الحرارة ولكن القليل جدًا من الشظايا الحادة.
ذعر المرأة المحترقة التي تكافح من أجل نزع خوذتها الواقية أعاد إنتباهي إليها، ظلت تسحب الخوذة بإحدى يديها بينما الأخرى ترتجف بعنف في حجرها لذا ساعدتها في فك الخوذة وألقيت بها جانبًا، أصبح وجهها أحمر بسبب المجهود وحرارة درعها لكنها بدأت تشحب بسرعة بينما تنظر إلي في رعب.
“شكرًا لك يا ميكا” قلت بحسرة ووجهت سؤالي إلى إيلي “هل أنجزت أي شيء؟”.
بدلاً من معارضة رغباتها بإستمرار لأنني حاولت إجبارها على أداء دور كنت مرتاحًا له أنا بحاجة إلى التراجع والسماح لها بالنمو في الإتجاه الذي وجدته مجزيًا ومريحًا أكثر.
عندما نظرت إلى الأسفل أدركت أن جذعي مليء بجروح صغيرة، بينما كنت أشاهد الخط الذي رسمته على صدري بطرف نصلها إلتئمت الثقوب العديدة الأصغر، في بعض الحالات دفعت شظايا صغيرة من السيف والتي سقطت على الأرض عند قدمي.
لم أستجب على الفور وبدلاً من ذلك إستغرقت وقتًا في إستيعاب كلمات ليرا بينما نظرت إلى أختي، شعرها البني الرمادي – نفس لون والدنا كما أتذكر – كان أشعثًا بعض الشيء، عندما تحدثت الخادمة إختفى التعبير المرح ببطء عن وجه إيلي وإستبدل بعبوس صغير ولكنه حازم مما جعلها تبدو أشبه بوالدتنا.
تحركت إميلي إلى جانبي ومدت يدها إلى السيف مرتدية القفاز “آسفة لقد أصر أنت لست مضطرًا لذلك لكنك حقًا الخيار الأفضل فإذا حدث خطأ ما يمكنك فقط الشفاء… بعد كل شيء لا أتوقع أن أيًا من هؤلاء الأشخاص سيضربونك حتى” إبتسمت وقالت “على الرغم من أنك إذا سمحت لهم بالحصول على بضع ضربات فسيساعد ذلك في الإختبار”.
“بعد كل تدريباتنا…” تذمر غايدن بعد أن خرج من خلف الدرع “القاعدة الثانية لا تضغط على الزناد!”.
عندما نظرت إلى الأسفل أدركت أن جذعي مليء بجروح صغيرة، بينما كنت أشاهد الخط الذي رسمته على صدري بطرف نصلها إلتئمت الثقوب العديدة الأصغر، في بعض الحالات دفعت شظايا صغيرة من السيف والتي سقطت على الأرض عند قدمي.
“هذا سبب إضافي للمضي قدمًا في مشروعي الآخر” أصر غايدن متحركًا بسرعة على الرغم من الإضاءة الخافتة “هذه الحرب لم تنته بعد”.
“أنا… هل أصيب أي شخص؟” سألت إميلي بضعف محدقة في الحفرة حيث سيف المرأة.
ألقيت نظرة خاطفة على الفضاء لكن لا يبدو أن أي شخص قد أصيب بجروح بالغة، يبدو أنني قد إستوعبت قدرًا كبيرًا من الشظايا حتى أن المرأة البشرية لم يكن لديها سوى جروح وخدوش سطحية من الشظايا نفسها، على الرغم من أنني إستطعت أن أعرف من الثقوب المحترقة في درعها أن هناك عدد قليل من الإصابات أيضًا.
“كرولب أفترض أنك جلبت الحزمة إلى هنا دون مشاكل؟” سأل غايدن وإنتقل مباشرة إلى كومة من الصناديق المعدنية الموضوعة على الجانب الآخر من الطاولة.
سارت الأمور بشكل خاطئ بسرعة كبيرة وفكرت مليًا بينما أستمع إلى المقاتلين الآخرين ينادون بعضهم البعض للتأكد من أن الجميع بخير، إذا كنت قد فكرت بسرعة أكبر فبإمكاني إجبار المانا على الإنهيار بدلاً من الإنفجار أو حتى تثبيت السيف نفسه لمنع وقوع الحادث تمامًا.
هذه مشكلة كنت أدركها بشكل خافت في ذهني لكن هذه الحادثة أبرزتها، مع إكتساب المزيد من القدرات مثل نطاق القلب أصبح من الصعب إستخدامها بشكل كامل في القتال، على الرغم من أنني تمكنت من الإنتقال الفوري مع رونية الإله – خطوة الإله إلا أن أوقات ردة فعلي وحتى تصوري لا تزال محدودة بسبب تدريبي الخاص وسماتي الجسدية.
أعادني صرير الألم إلى المرأة البشرية التي ترتعش وهي تحاول خلع قفازاتها الثقيلة، بلطف أمسكت بأصابعها ونزعت القفازات عنها وتحتهم يداها تحولتا بالفعل إلى اللون الأرجواني.
إتسعت عينا المرأة وبدأت تمتم ما أنا متأكد أنه من المفترض أن يكون إعتذارًا لكن الكلمات لم تظهر أبدًا، ضغطت على الزناد بإحكام بكلتا يديها حيث تجمعت المانا بسرعة في السيف وإهتزت، قبل أن أحذرها إنفجر السيف وإجتاحتنا عاصفة من اللهب وشظايا الفولاذ.
“كسر” قلت بهدوء “ليس بالأمر الذي لا يمكن علاجه لدينا سحرة في فيلدوريال يمكنهم شفاء هذا دون ألم”.
إحتاجت إلى التوجيه بدلاً من المعارضة.
“إميلي!” صرخ غايدن بينما يمشي ويمضغ شفته السفلية محدقا في الجرح “خذي شاندري للمعالج”.
بالعودة إلى الوراء لتوفير مساحة أكبر بيني وبين الآخرين قمت ببعض التدريبات الإضافية بالسيف حتى أعتاد على ثقله وتوازنه، بعد ذلك عندما قمت بعمل قطع جانبي حاد من اليسار إلى اليمين ضغطت على الزناد الصلب.
أسرعت إميلي ممسكتا بإحدى يديها دفتر ملاحظاتها وقلمها والأخرى تعدل بها نظارتها التي ترتد لأعلى ولأسفل.
“أفترض أنه يجب أن يكون لدي ساحر في وضع الإستعداد فقط في حالة وقوع خطأ ما لكن لم أتوقع أن ينسى أحدكم القواعد على الفور و…”.
نظرت حول المنجم الكبير الفارغ والمغلق “ماذا نفعل هنا؟”.
تمهل غايدن عندما أعطته إميلي وشاندري وأنا نظرات ذات مغزى.
أنا أعرف أن لورد عشيرة فريترا لا يمكنه إلا أن يريد ما لدي وقد خطرت في بالي فكرة عقد صفقة مماثلة معه – تجارة المعرفة الأثيرية مقابل تعهده بترك ديكاثين وشأنها – ولكن بعد الكثير من التفكير توصلت إلا أنه لا يوجد وعد يمكن الوثوق به، حتى لو قررت أن أتحمل مثل هذه المخاطرة فلن أتمكن من إبعاد جميع سكان ألاكريا عن مصيرهم فقط لأن ديكاثين أصبحت آمنة.
“بالطبع” رد القزم مبتسما “يسعدني أخيرًا رؤية هذه المعدات قيد الإستخدام”.
“أعطني هذا” قال منتزعا دفتر الملاحظات من بين يديها “البقية منكم إلى أماكنكم سنقوم بذلك مرة أخرى”.
بجانب غايدن أعطتني إميلي تلويحة صغيرة، وجهها شاحب ولديها أكياس داكنة تحت عينيها لكن حقيقة أنها واقفة على قدميها أثبت عودة قوتها، مر يومين فقط على إختبار المنح وبدون شعار إيلي شعرت بالتأكيد أن إميلي ستستغرق عدة أيام أخرى للتعافي.
لفت إميلي ذراعها حول شاندري وساعدتها على النهوض، إستقر وجه المرأة أخيرًا على اللون الأخضر ولم تستطع أن ترفع عينيها عن يدها ورسغها المحطمين.
بغض النظر عن نواياه إتجاه ديكاثين سيأتي أغرونا ورائي مرة أخرى ففي النهاية لا أستطيع الجلوس في فيلدوريال منتظرا حدوث ذلك.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يستعدوا وهم مدرعون بدرع جلدي ثقيل مصمم لحمايتهم – ليس مني بل من السلاح الذي يستخدمه كل منهم، هناك سيفان لكل منهما تصميم مختلف قليلاً وثلاثة فؤوس معركة وسيف طويل، كما أوضح غايدن أرادوا أن يروا كيف يتفاعل فولاذ الأملاح النارية عند تشكيله بأشكال مختلفة، وكذلك تغيير حجم بلورات المانا التي تم إدخالها في مقبض كل سلاح.
“من أجل حب الحياة نفسها لا تضغطوا على الزناد اللعين” صرخ غايدن بينما يشاهد إميلي وشاندري تغادران الكهف.
أدرت عيني وخفضت النصل نحو درع الفقاعة الصغير، عندما تلامس النصل مع الحاجز الشفاف إنفجر وأطلق شرارات، رفعت النصل قليلاً فكسر التلامس وخفت الضوضاء على الرغم من إرتفاع دخان رقيق من السيف.
***
“بعد كل تدريباتنا…” تذمر غايدن بعد أن خرج من خلف الدرع “القاعدة الثانية لا تضغط على الزناد!”.
إستمرت التجارب بإستخدام أسلحة الملح الناري لمدة ساعة واحدة فقط ولم تقع حوادث أخرى خلالها، بعد الإنتهاء وتقديم ملاحظاتي إلى غايدن والتمني للبقية التوفيق أسرعت إلى المدينة للإطمئنان على أختي.
صفق غايدن بيديه معا “لقد سئمت وتعبت من الإختبارات المعملية لهذا السبب حان الوقت لرؤية هؤلاء الأطفال في العمل” لوح نحو باقي الصناديق بينما يصرخ على غير السحرة “حسنًا دمى الإختبار خذوا معداتكم وإستعدوا” بعد لحظة أضاف “وتأكدوا من التحمية! آخر شيء أحتاجه هو تأجيل إختباري لأن أحدهم أصيب بشد عضلي”.
تركها مع خادم العدو حتى على الجانب الآخر من باب الزنزانة الكابح للمانا والذي يراقبه رمح ورفيقي أمر غير مريح، لكن عندما عدت صدى صوت إيلي التي تضحك وضجيجها ينتقل بعيدًا إلى قاعات معهد إرث بورن.
“كسر” قلت بهدوء “ليس بالأمر الذي لا يمكن علاجه لدينا سحرة في فيلدوريال يمكنهم شفاء هذا دون ألم”.
عندما إقتربت من الزاوية التي عرضت زنزانة ليرا وجدت إيلي جالسة القرفصاء على حصيرة أمامها ملتفة بفرح وبأنفاس متقطعة، وقف ريجيس على رجليه الخلفيتين وتخبط كما لو أنه يعاني من ألم رهيب، ظلت ميكا تلهث لإلتقاط أنفاسها وإحدى قبضتها تضرب على الحائط وبدا أنه تغلب عليها المرح أيضا.
شغلت هذه الأفكار والعديد من الأفكار الأخرى ذهني بينما كنا نتعمق في أنفاق التعدين القديمة.
“لا ريجيس هذا هو السبيل الوحيد” صرخ بصوت جهير متأثرا برسوم كاريكاتورية “عليّ فقط أن أغلي نفسي في الحمم البركانية لا يمكنني القيام بذلك بدونها…” شاهدني وتوقف فجأة ثم نزل ببطء على أربع “أوه مرحبًا أيها الزعيم…”.
فتحت عينا إيلي وأشارت إلي ثم ضحكت بشدة لدرجة أن المخاط خرج من أنفها، أعطت ميكا شخيرًا شديدًا ثم ضحك الإثنان بشدة.
أعادني صرير الألم إلى المرأة البشرية التي ترتعش وهي تحاول خلع قفازاتها الثقيلة، بلطف أمسكت بأصابعها ونزعت القفازات عنها وتحتهم يداها تحولتا بالفعل إلى اللون الأرجواني.
بمجرد أن كنت قريبًا بما يكفي لمقابلة عين ليرا عبر القضبان أرسلت لها عبوسًا شديدًا “هل تعبثين بأدمغتهم أو شيء من ميزات التعويذات الصوتية؟”.
شخر غايدن ثم إستدار وبدأ يمشي بسرعة، كنا نقف في الطابق السفلي لفيلدوريال محاطين بالمساكن الحجرية المبنية حديثًا، هجوم المناجل المدمر على المدينة يعتبر بالفعل ذكرى قديمة – على الأقل جسديًا، لا يزال بإمكاني رؤية خطر الهجوم في النظرات الخفية للأقزام والجان الذين يتنقلون حولنا بالطريقة التي تجنبوا بها الكلام الصغير وعدم تحريكهم لأيديهم بعيدًا عن أسلحتهم.
ليرا التي تتكئ على الجدار الداخلي وذراعيها متقاطعتان هزت كتفيها “لا، أدى إستدعائك إلى تشتيت الإنتباه دون أن أفعل أي شيء، كنت سعيدة بإستكشاف أعماق شعارات أختك الجديدة لكنني لن أتظاهر بأني لم أستمتع بقصصه عن وقتك في القبور الأثرية، لقد رأيت حقًا وفعلت بعض الأشياء الغريبة الوصي ليوين”.
تبادلت إنحناءة محترمة مع خصومي ثم إستقريت في وضعية دفاعية فضفاضة.
ظلت ميكا تكافح من أجل الوقوف بشكل مستقيم وقمع نوبات الضحك، فكها مشدود لكن شفتيها وعضلة خدها ترتعشان بإستمرار.
تفاجئت برؤية ستة أشخاص – أربعة أقزام ورجل جان وإمرأة بشرية – ينتظروننا بالفعل، كانوا يجلسون حول منضدة عمل بالية ويتحدثون لكنهم وقفوا على أقدامهم كمجموعة عندما رأونا نقترب.
ألقت لي تحية كسولة وقالت “أهلا بك من جديد أيها الجنرال المازوشي إن الألاكريان حسنة التصرف بشكل مدهش”.
“ليس وكأني أريدها أن ترى هذا لكن أين يمكنك حبس خادمة وتتوقع منها البقاء؟”.
“شكرًا لك يا ميكا” قلت بحسرة ووجهت سؤالي إلى إيلي “هل أنجزت أي شيء؟”.
بمشاعر مختلطة رأيت بعضًا من هذا التوتر يتلاشى كلما رأوني لأن وجودي يعزز شجاعتهم.
مسحت الدموع من عينيها وإبتسمت لي “أنا أفهم الأشياء على ما أعتقد… إنه صعب – ليس صعبًا بل غريب مثل… إعادة تعلم كيفية إستخدام السحر من البداية لكن هناك كل هذه القوة جاهزة للرد، تعتقد ليرا أنني سأحتاج لأن أتطور إلى الشعارات”.
إبتعد الآخرون عن الإنفجار وغطوا قدر إستطاعتهم بدرعهم الجلدي الثقيل الذي يوفر حماية جيدة من الحرارة ولكن القليل جدًا من الشظايا الحادة.
تحركت ليرا إلى مقدمة الزنزانة واقفة داخل القضبان الرونية “لست متأكدة تمامًا من أن مصطلح الشعارات هو المصطلح الصحيح فقدرتك على التأثير في المنح…” تراجعت مع هز رأسها وشفتاها تتقلبان بسخرية “إن صاحب السيادة سيخرج قرونه بنفسه ليكون قادرًا على فعل ما تستطيعين القيام به أنا متأكدة من ذلك، الرونية التي تلقيتها قوية وتتجاوز ما رأيته حتى من قبل الخدم الآخرين أو المناجل أنفسهم، بصراحة هذا كثير جدًا بالنسبة لها الغرض من إتقان رون أقل قبل الحصول على شارة أو شعار أو رموز رسمية هو بناء قوة الساحر وموهبته السحرية، معظم السحرة لا يتلقون رموزا أبدًا ناهيك عن الشعارات لكن أختك… حسنًا لست متأكدة من أنها ستكون قادرة على الإستفادة من هذه الشعارات بشكل صحيح سيتطلب تعزيزًا كبيرًا وتوضيحًا لجوهرها لتسيطر عليها تماما، علاوة على ذلك وكما حاولت أن أوضح لها فإن الأمر خطير للغاية أيضًا إذا ضغطت بقوة يمكن للرون أن يفرغ قلبها ويتركها مشلولة”.
ظلت ميكا تكافح من أجل الوقوف بشكل مستقيم وقمع نوبات الضحك، فكها مشدود لكن شفتيها وعضلة خدها ترتعشان بإستمرار.
-المترجم نـيـرو سيتوقف عن ترجمة الرواية بسبب انشغاله بالدراسة. -تم امساك الرواية الان من قبل مترجم مختلف. فلو لاحظتهم تغير في المصطلحات او اية اخطاء في الفصل فالرجاء التواصل مع المترجم الجديد على سيرفر الديسكورد وشكرا على تفهمكم
لم أستجب على الفور وبدلاً من ذلك إستغرقت وقتًا في إستيعاب كلمات ليرا بينما نظرت إلى أختي، شعرها البني الرمادي – نفس لون والدنا كما أتذكر – كان أشعثًا بعض الشيء، عندما تحدثت الخادمة إختفى التعبير المرح ببطء عن وجه إيلي وإستبدل بعبوس صغير ولكنه حازم مما جعلها تبدو أشبه بوالدتنا.
لا يسعني إلا أن أفكر بإيلي والمنح بشكل عام، إن القدرة على توضيح جوهر السحرة – من المحتمل أن يكون أي ساحر – مع منحهم في نفس الوقت إمكانية الوصول إلى تعويذة قوية يمكن أن يغير الطريقة التي تنظر بها ديكاثين إلى السحر، من المحتمل أن نخرج سحرة النخبة بوتيرة لم يسمع بها من قبل ولكن للحصول على أفضل النتائج من هذه العملية أنا بحاجة إلى قضاء وقت طويل مع كل ساحر.
ضرب سيف ملح النار في العصا الحديدية ثم إنفجر في إحتراق غطى وجهي، إندفع السيف الوحشي إلى الأسفل وفجَر سلاحي إلى قطعتين بدون ضرر على الأثير الذي يكسو بشرتي.
أنا شخص واحد فقط وأعلم أن هذا حد بشكل كبير من الفائدة الكلية للأداة على الأقل في الوقت الحالي، أيضًا قضيت وقتًا كافيًا في ألاكريا لأرى كيف أن وجود هذه التعويذات يمكن أن يتفوق تمامًا على ثقافتنا السحرية، هناك فوائد بالتأكيد لكن الأخطار المحتملة متنوعة وواسعة الإنتشار لدرجة أنه من الصعب رؤية الصورة كاملة.
ليرا التي تتكئ على الجدار الداخلي وذراعيها متقاطعتان هزت كتفيها “لا، أدى إستدعائك إلى تشتيت الإنتباه دون أن أفعل أي شيء، كنت سعيدة بإستكشاف أعماق شعارات أختك الجديدة لكنني لن أتظاهر بأني لم أستمتع بقصصه عن وقتك في القبور الأثرية، لقد رأيت حقًا وفعلت بعض الأشياء الغريبة الوصي ليوين”.
إن الذنب العميق يتسلل إلي لأنني سمحت لإيلي بالمشاركة فقد أعطيتها هذه القوة مع العلم أنها قد تكون خطيرة، وجود مثل هذا التأكيد الواضح على أنها يمكن أن تؤذي نفسها بسهولة من خلال التعويذة ذكرني أنني كنت مسؤولاً عن أي شيء قد يحدث لها.
بجانب غايدن أعطتني إميلي تلويحة صغيرة، وجهها شاحب ولديها أكياس داكنة تحت عينيها لكن حقيقة أنها واقفة على قدميها أثبت عودة قوتها، مر يومين فقط على إختبار المنح وبدون شعار إيلي شعرت بالتأكيد أن إميلي ستستغرق عدة أيام أخرى للتعافي.
نظرت بعمق في عيون إيلي البنيّة وبعيدًا عن العبوس الخفيف الذي غطى شفتيها بقيت عيناها هما اللتان كشفتا عن عمق نضجها – العمق الذي شعرت أنه عميق جدًا بالنسبة لسنها.
وقفت في وسط الكهف الكبير محاطًا بالمحاربين الملفوفين بالدرع الجلدي ولوحت بعصا معدنية عادية تم سحبها من بعض المواد المهجورة – وهي “سلاح” أكثر أمانًا للتجربة من النصل الأثيري المستحضر.
من خلال تصرفات إبنته حصلت على القوة الوحيدة في هذا العالم القادرة على مواجهة كل من أغرونا وكيزيس.
كنت أدرك أنها خلال غيابي نضجت من أجل والدتنا ومن أجل ديكاثين بمستوى أتمنى ألا تضطر إليه ومع ذلك ما زلت أنظر إليها كطفلة، بسبب ذلك لم أسمح لنفسي أن أثق بها لا سيما مع هذه القوة المكتشفة حديثًا فهي متهورة وصادقة وأثبتت أنها غير مسؤولة في أكثر من مناسبة لكنها أيضًا مدركة وشجاعة ومضحية بالنفس.
ردت إميلي من خلال تثاؤب نصف خانق “طريقة إستخدام الحاوية عبقرية فقد أتاح لنا إخماد أملاح النار في الحديد المذاب الحصول على المعدن نفسه ساخنًا بدرجة كافية لتسييله، كما أن زيادة محتوى الكربون في الفولاذ عن طريق نقعه بحديد عالي الكربون سمح لأملاح النار بالإلتصاق في الفولاذ مما أدى إلى حل المشكلتين”.
كنت أدرك أنها خلال غيابي نضجت من أجل والدتنا ومن أجل ديكاثين بمستوى أتمنى ألا تضطر إليه ومع ذلك ما زلت أنظر إليها كطفلة، بسبب ذلك لم أسمح لنفسي أن أثق بها لا سيما مع هذه القوة المكتشفة حديثًا فهي متهورة وصادقة وأثبتت أنها غير مسؤولة في أكثر من مناسبة لكنها أيضًا مدركة وشجاعة ومضحية بالنفس.
لقد مرت بالكثير بحيث لا تزال تعتبر طفلة… لكنها لا تزال صغيرة جدًا لتحمل عبء كونها بالغة… إلا أنني عرفت في تلك اللحظة أنه لم يكن لدينا خيار آخر… لم تعد تعتبر نفسها طفلة وأنا بحاجة إلى التوقف عن معاملتها كطفلة.
فهمت الأمر وقفزت بنشاط.
“لا تتساهلوا معه كثيرًا وتذكروا أنه خالد عمليا ويمكنه أن يتحمل! الأن هاجموه!” لمعت عيون غايدن المتعطشة حيث تحصن هو وإميلي خلف مولد درع أقوى بكثير.
بدلاً من معارضة رغباتها بإستمرار لأنني حاولت إجبارها على أداء دور كنت مرتاحًا له أنا بحاجة إلى التراجع والسماح لها بالنمو في الإتجاه الذي وجدته مجزيًا ومريحًا أكثر.
“أنا متأكدة من أن السيد غايدن أراد فقط أن تتلائم فكرة المدفع الأصلية الخاصة به مع السلاح بطريقة ما” شرحت إميلي.
إحتاجت إلى التوجيه بدلاً من المعارضة.
توقفت عن التنهد وأجبرت الإبتسامة على وجهي ثم مددت يدي لأجذب أختي.
تركها مع خادم العدو حتى على الجانب الآخر من باب الزنزانة الكابح للمانا والذي يراقبه رمح ورفيقي أمر غير مريح، لكن عندما عدت صدى صوت إيلي التي تضحك وضجيجها ينتقل بعيدًا إلى قاعات معهد إرث بورن.
فهمت الأمر وقفزت بنشاط.
“الرماح ليسوا أتباعي لأمرهم” أشرت متحدثًا.
ليرا التي تتكئ على الجدار الداخلي وذراعيها متقاطعتان هزت كتفيها “لا، أدى إستدعائك إلى تشتيت الإنتباه دون أن أفعل أي شيء، كنت سعيدة بإستكشاف أعماق شعارات أختك الجديدة لكنني لن أتظاهر بأني لم أستمتع بقصصه عن وقتك في القبور الأثرية، لقد رأيت حقًا وفعلت بعض الأشياء الغريبة الوصي ليوين”.
“تعالي إيلي لنمشي قليلا”.
عندما نظرت إلى الأسفل أدركت أن جذعي مليء بجروح صغيرة، بينما كنت أشاهد الخط الذي رسمته على صدري بطرف نصلها إلتئمت الثقوب العديدة الأصغر، في بعض الحالات دفعت شظايا صغيرة من السيف والتي سقطت على الأرض عند قدمي.
–+–
حملت السلاح لأفحصه عن كثب، هناك نوع من الزناد مضمن في السيف الثقيل المتقاطع “ما الذي يفعله هذا؟”.
-المترجم نـيـرو سيتوقف عن ترجمة الرواية بسبب انشغاله بالدراسة.
-تم امساك الرواية الان من قبل مترجم مختلف. فلو لاحظتهم تغير في المصطلحات او اية اخطاء في الفصل فالرجاء التواصل مع المترجم الجديد على سيرفر الديسكورد وشكرا على تفهمكم
“ليس وكأني أريدها أن ترى هذا لكن أين يمكنك حبس خادمة وتتوقع منها البقاء؟”.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
