Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

البداية بعد النهاية 431

الوقت

الوقت

– سيلفي إندراث :

عندما نظرت إلى أسفل لاحظت شيئًا آخر لأول مرة… هناك شيء مثل الدانجون يطفو بحرية في الفراغ جدرانه سميكة وشبه شفافة مصنوعة من التراب والحجر كما أستطيع أن أرى الممرات المظلمة داخله.

“كيو…؟”.

“سيلفي!”.

“مرحبًا بعودتك سيلفي” رأيت إبتسامة ساخرة منحنية على إحدى زوايا شفاه أرثر.

‘خطر ببالي أنه سيكون لدينا قدر كبير من الشرح لنقوله عندما نعود إلى مورداين’ قال ريجيس بصوته الغريب في عقلي ‘ناقص ألدير وزائد سيلفي… أمل ألا يبدأ طيور العنقاء في الإنهيار عند رؤية تنين’.

رمشت مرة أخرى لأن آرثر يبدو كرجل عجوز بخطوط رمادية في شعره الأشقر القمحي مع أخاديد عميقة تجعد جلده، بدون قصد تراجعت وضغطت أصابعي على شفتي حيث ترددت هذه الصورة القديمة جدًا لشريكي بينما يده التي تمتد نحوي تتراجع قليلاً، عندما أصبح على بعد بوصة واحدة تجعد حاجبه في عبوس حينها رمشت مجددا لتتلاشى الرؤية… أرثر الحقيقي يقف – لا بل عائم – أمامي بنظرته الذهبية السائلة مثل شمس الصيف الحارة على بشرتي.

‘لا حاجة للشرح’ قلت عقليا.

خفت حدة تردده ثم منحنيا إلى الأمام لف ذراعيه القويتين وجذبني إليه.

عندما نظرت إلى أسفل لاحظت شيئًا آخر لأول مرة… هناك شيء مثل الدانجون يطفو بحرية في الفراغ جدرانه سميكة وشبه شفافة مصنوعة من التراب والحجر كما أستطيع أن أرى الممرات المظلمة داخله.

أغمضت عيني وأخرجت نفسًا مرتجفة بينما يغمرني إرتياح أرثر النقي والدافئ بصعوبة، مرت لحظات كثيرة كانت فيها عودتي قريبة جدا لكن إختطفتها الظروف حيث ركز الكثير من الوقت والطاقة على الحجر الذي يحتوي على جوهري، تحت الراحة هناك تلميح من الأسف – طفيف ولكنه مرير – لأنه إستغرق وقتًا طويلاً أو ضروري، هناك أيضا القلق والخوف ثقلهما يكفي لسحق أي شخص أضعف أو خنق الحياة من أي شخص آخر.

علمت أن الأمر يتطلب الصبر لأن جسدي وعقلي لا يزالان يتجددان وحتى في لمحة موجزة عن الذكرى التي تلقيتها من أرثر هناك الكثير للتصالح معه، تمامًا مثلما ضحيت بنفسي لإنقاذ أرثر إستدار وأغرق نفسه في داخلي لإعادتي إن رعايته وحمايته وحبه هي التي ساعدتني على الفقس في المرة الأولى لكن حتى قبل ذلك كنت من أرشد روحه، جفلت وفركت معابدي مرة أخرى لأنه من المؤلم التفكير مليًا في تناقض تناسخه وعودتي إلى بيضتي، إنقسمت روحي وتشتتت عبر الزمن مثل أوراق الخريف التي بدورها تحمي وتخصب النمو الجديد تحتها…

عقلي لا يزال يربط نفسه معًا مرة أخرى وبينما نعانق بعضنا البعض فقدت المسار الذي بدأ منه شريكي والذي إنتهيت فيه.

“حسنًا لقد كان كذلك عندما تركناه” أجاب ريجيس بينما بهز كتفيه قبل أن يذوب مرة أخرى في جسد أرثر ‘ظل مختبئا في غابة الوحوش من الجد كيزيس لمن يعرف كم من الوقت’.

“بابا… أنت حقيقي كنت أخشى أنك مجرد حلم”.

مفهوم الوقت محطم تماما في هذا المكان الأثيري الغريب لذا بقينا نحن الإثنين نطفو وربما دام إحتضاننا لفترة أقصر أو إستمر مدى الحياة، تمسكت بشدة بهذا الإرتباط لأني أحتاج إلى حضور آرثر لأرسخ هذه اللحظة في الزمان والمكان.

إنفتحت عيني محدقة بشكل لا يصدق في كائن غريب يطفو بجانب أرثر – يبدو مثل الذئب بإستثناء أن فروه كالظل النقي – مع حلقة مشتعلة من اللهب الأثيري تشتعل على رقبته، نظر إلي بعينين ساطعتين تتألقان في الظلام تحت زوج من قرون العقيق اليماني المستقيمة.

قال صوت – ليس صوت آرثر – من الفراغ “إذن… مرحبًا”.

“بابا… أنت حقيقي كنت أخشى أنك مجرد حلم”.

إنفتحت عيني محدقة بشكل لا يصدق في كائن غريب يطفو بجانب أرثر – يبدو مثل الذئب بإستثناء أن فروه كالظل النقي – مع حلقة مشتعلة من اللهب الأثيري تشتعل على رقبته، نظر إلي بعينين ساطعتين تتألقان في الظلام تحت زوج من قرون العقيق اليماني المستقيمة.

“أرثر كل شيء مهم عندما توازن ثقل العوالم على كتفيك” ضغطت على الألم في صدري وأجبرت نفسي على فعل كل ما هو ضروري “لقد عملت بجد لإعادتي لكنني الآن هنا ولن أذهب إلى أي مكان، إذا كان البقاء في هذا المكان لفترة أطول قليلاً سيساعدك على الوقوف في وجه أبي وجدي فعليك أن تفعل ذلك” عندما لم يتم تهدئة إنزعاج آرثر على الفور أضفت “من فضلك سيساعدني ذلك على الفهم فالكثير مما أظهرته لي يبدو غير واقعي”.

لمست القرون الخارجية من رأسي وشعرت بالتوتر بشكل لا يمكن تفسيره – هذا ليس صحيحًا تمامًا – أنا لست متوترة بل في حيرة من أمري، المخلوق هو المتوتر وعواطفه تغوص بداخلي مثل مشاعر أرثر إلا أن هناك جدار بين عقولنا.

– بلا جسد أشاهد غراي يتدرب ليصبح ملكًا.

“سيلفي… مرحبًا – كما تعلمين – في الواقع لست متأكدًا تمامًا من إسمك… إذا هل نحن أشقاء؟ أشقاء من أبوين مختلفين؟ هل أنت أمي؟ أو عمتي؟ كما تعلمين لدى العمة سيلفي نوع من…”.

– ترجمة : Ozy.

“مرحبًا ريجيس” قلت بإبتسامة متنامية وإسمه يظهر لي من عقل أرثر.

“المقابر الأثرية” قال ريجيس وهو ينظر إلى الأسفل “نوعا ما مثل المنزل… أعتقد أنه يمكنك القول أنني ولدت هناك – ليس هناك على وجه الخصوص – فقط كما تعلمين…” ظل هادئًا للحظة وشبه خجول “مهلا أردت فقط أن أقول لا مشاعر قاسية أليس كذلك؟ مثلا أنا لست (بديل سيلفي) أو أي شيء من هذا القبيل كما تعلمين…”.

فجأة الذكريات الوامضة والأفكار المفككة تقفز مثل الشرارات الكهربائية خلف عيني – الكثير منها – كل ومضة مصحوبة بجرعة من الألم.

“سيلفي أنا سعيد لعودتك أخيرًا ولا شيء آخر يهم فحتى أنا لا أعرف ما إذا كان بإمكاني تكوين طبقة أخرى حول نواتي لكن هذه مشكلة ليوم آخر الآن…”.

أغلقت عيني وضغطت أصابعي على صدغي “أرثر – أفكارك – لا أستطيع…”.

رمشت مرة أخرى لأن آرثر يبدو كرجل عجوز بخطوط رمادية في شعره الأشقر القمحي مع أخاديد عميقة تجعد جلده، بدون قصد تراجعت وضغطت أصابعي على شفتي حيث ترددت هذه الصورة القديمة جدًا لشريكي بينما يده التي تمتد نحوي تتراجع قليلاً، عندما أصبح على بعد بوصة واحدة تجعد حاجبه في عبوس حينها رمشت مجددا لتتلاشى الرؤية… أرثر الحقيقي يقف – لا بل عائم – أمامي بنظرته الذهبية السائلة مثل شمس الصيف الحارة على بشرتي.

ركض تيار خفي من التنبيهات تحت كل مشاعري المتضاربة الأخرى ثم توقف الطوفان حينها أخذت نفسا ثابتا وتخلصت من الألم المستمر.

“كنت أعلم أنك ستعود” قال بصوت مرتفع جدًا بينما يصفع آرثر على كتفه وبطريقة ما لم يتم إرسال شريكي إلى الحائط “على الرغم من مظهرك الهش وسلوكك المتجمد هناك لهيب في قلبك يحترق مثل أي طائر عنقاء لذا كنت أعلم أنك لن تبتعد عن المعركة المقبلة”.

“سيلفي أنا آسف كان يجب أن أدرك…” قال أرثر وشعرت أنه يبتعد للخلف قليلاً.

مفهوم الوقت محطم تماما في هذا المكان الأثيري الغريب لذا بقينا نحن الإثنين نطفو وربما دام إحتضاننا لفترة أقصر أو إستمر مدى الحياة، تمسكت بشدة بهذا الإرتباط لأني أحتاج إلى حضور آرثر لأرسخ هذه اللحظة في الزمان والمكان.

“ليس خطأك…” حركت رأسي ببطء.

– كنت أتدرب مع جدي كيزيس إندراث في إفيوتوس.

فتحت عيني مرة أخرى وقابلت ريجيس الذي بدا كما لو أنه هو نفسه قد فعل شيئًا يؤذيني.

رأيت في ذهن آرثر اللحظة التي إكتملت فيها العملية لأن كلانا فتح عينيه في نفس الوقت.

“ذهني… مليء بعاصفة مستعرة في الوقت الحالي… أفكاري الخاصة متباينة ومفككة وكثيرة… لكن من دواعي سروري مقابلتك ريجيس”.

قال صوت – ليس صوت آرثر – من الفراغ “إذن… مرحبًا”.

ثنى الذئب ساقيه الأماميتين وخفض رأسه في إنحناءة محرجة بشكل عائم، لم يسعني إلا أن أضحك على المنظر الأمر الذي جعل ريجيس يطلق ضحكة مكتومة أيضًا.

“مرحبًا بعودتك سيلفي” رأيت إبتسامة ساخرة منحنية على إحدى زوايا شفاه أرثر.

“تبدين مختلفة” قال آرثر في الصمت الذي أعقب ذلك.

لمست القرون الخارجية من رأسي وشعرت بالتوتر بشكل لا يمكن تفسيره – هذا ليس صحيحًا تمامًا – أنا لست متوترة بل في حيرة من أمري، المخلوق هو المتوتر وعواطفه تغوص بداخلي مثل مشاعر أرثر إلا أن هناك جدار بين عقولنا.

جعلتني الكلمات غير مرتاحة وقد إستغرق مني الأمر بعض الوقت لأدرك السبب، كنا منفصلين لفترة طويلة لكن بالنسبة لي المعركة ضد نيكو وكاديل في ديكاثين كانت قبل لحظات وطوال حياتي.. كما أنني لست معتادة على أن يخفي أرثر أفكاره ومشاعره عني تمامًا.

أنا بحاجة إلى أن أكون قوية من أجله كما كنت دائمًا فأنا حارسته على الرغم مما جعلني هذا المكان أشعر به – كما لو أنني في حمام بماء دافئ يتسرب حتى يبرد ببطء ويستنزف – شعرت أن الخطوة التالية بالنسبة إلى أرثر ضرورية.

أغلقت عيني ووصلت إلى عقله حينها شعرت بالحاجز الذي أفسح المجال ليشكل نفسه من حولي – لم ينكسر تمامًا بل أفسح المجال لي – لأرى نفسي من خلال عيون آرثر.

“حسنًا لقد كان كذلك عندما تركناه” أجاب ريجيس بينما بهز كتفيه قبل أن يذوب مرة أخرى في جسد أرثر ‘ظل مختبئا في غابة الوحوش من الجد كيزيس لمن يعرف كم من الوقت’.

إنسكب شعري الأشقر على كتفي وبرزت منه القرون السوداء للأسفل مع عيون صفراء زاهية تشبه الأحجار الكريمة في وجه أصبح أكثر حدة وأكبر قليلاً، إرتديت فستانًا أسود من الحراشف الدقيقة اللامعة التي إلتقطت الضوء الأرجواني لهذا العالم وعكسته مرة أخرى مما جعل جسدي يبدو وكأنه غير واضح في الفراغ.

“الوقت” قلت ثم هززت رأسي غير متأكدة من أن مقدار ما أتذكره هو الحقيقة “سيكون هناك وقت لأخبرك بكل ما أعرفه” نظرت حولي مرة أخرى وأصبحت أكثر فضولًا مع تلاشي ضباب عودتي “أين نحن؟”.

“أنا أبدو أكبر سناً” قلت وفتحت عينيّ “مثلك تماما فقد إنتظرت طوال عمري حتى أعود”.

رد فعل جسدي الجائع غريزيًا هو إمتصاص كل ما يمكنه من المانا لكن لم يكن هناك ما يكفي لإبقائي.

“ماذا تقصدين؟” سأل آرثر بقلق في وجهه يختلط بمشاعري وإن كان بعيدًا “سيلفي ماذا فعلت في ذلك الوقت؟ أين كنت؟”.

فجأة الذكريات الوامضة والأفكار المفككة تقفز مثل الشرارات الكهربائية خلف عيني – الكثير منها – كل ومضة مصحوبة بجرعة من الألم.

“الوقت” قلت ثم هززت رأسي غير متأكدة من أن مقدار ما أتذكره هو الحقيقة “سيكون هناك وقت لأخبرك بكل ما أعرفه” نظرت حولي مرة أخرى وأصبحت أكثر فضولًا مع تلاشي ضباب عودتي “أين نحن؟”.

“يجب أن نذهب” قال آرثر وقد إزداد قلقه حدة “هذا المكان ليس آمنًا للأزوراس يمكننا…”.

“إذا كان له إسم فأنا لا أعرفه” قال آرثر بجدية “أعتقد أنه عالم الأثير الذي بناه الجن بداخل مقابرهم”.

ضحكت خلف يدي بينما يختفي شكل ذئب الظل وأصبح للحظات خصلة صغيرة من الطاقة قبل أن يغرق في صدر أرثر، أعطاني أرثر إبتسامة متعبة لكنها لطيفة قبل أن يغلق عينه مرة أخرى حينها راقبت عن كثب محاولة متابعة ما يحدث بنجاح محدود، من المستحيل عدم إدراك نواة الأثير لأنها تحترق مثل نجم تحت عظم أرثر إلا أن حواسي لم تشفى تمامًا بعد، الفراغ الغريب وغياب المانا بداخله والحضور الساحق للأثير كل ذلك أدى إلى إرباك البصر والسمع واللمس والحواس الدقيقة لجوهر المانا.

تتجلى معرفة ما تعنيه هذه المصطلحات من أفكار أرثر أثناء حديثه لكن هذا لم يؤدي إلا إلى إرباكي أكثر.

أغمضت عيني وأخرجت نفسًا مرتجفة بينما يغمرني إرتياح أرثر النقي والدافئ بصعوبة، مرت لحظات كثيرة كانت فيها عودتي قريبة جدا لكن إختطفتها الظروف حيث ركز الكثير من الوقت والطاقة على الحجر الذي يحتوي على جوهري، تحت الراحة هناك تلميح من الأسف – طفيف ولكنه مرير – لأنه إستغرق وقتًا طويلاً أو ضروري، هناك أيضا القلق والخوف ثقلهما يكفي لسحق أي شخص أضعف أو خنق الحياة من أي شخص آخر.

“على ما يبدو لديك الكثير لتخبرني به أيضًا” قلت وأثناء حديثي أدركت وجود إزعاج في رئتي كما لو أنني أتنفس تحت بطانية ثقيلة.

ثنى الذئب ساقيه الأماميتين وخفض رأسه في إنحناءة محرجة بشكل عائم، لم يسعني إلا أن أضحك على المنظر الأمر الذي جعل ريجيس يطلق ضحكة مكتومة أيضًا.

“سيلفي؟”.

– نظرت بلا حول ولا قوة إلى حزن أرثر على والده…

لا يوجد مانا هنا… أدركت بنوع من الفضول المنفصل.

حاولت تهدئة عقلي لكن العاصفة الهائجة داخل جمجمتي تزداد قوة ويبدو أنها زادت من شدة الألم الذي ينتشر من نواتي، ومضت الصور أمام عيني أسرع مما أستطيع أن أفهمه وحياتي كلها تمر في تتابع سريع لكن الجدول الزمني مختلط والصور تم إلتقاطها من كل مكان.

لقد عانيت من هذا النقص في المانا كحرق ينمو ببطء من صدري لكن لم يكن الأمر خطيرًا – ليس بعد – إلا أنه مزعج وزاد من تشويشي.

فتشت عيون آرثر الذهبية في عيني “نواتي تشققت وما زلت أحاول إحتوائها في طبقة ثالثة بالأثير الذي جمعته مع ريجيس… أنا أسف جمعها أصعب بكثير هذه المرة لم أكن أدرك كم من الوقت مضى”.

“يجب أن نذهب” قال آرثر وقد إزداد قلقه حدة “هذا المكان ليس آمنًا للأزوراس يمكننا…”.

لقد عانيت من هذا النقص في المانا كحرق ينمو ببطء من صدري لكن لم يكن الأمر خطيرًا – ليس بعد – إلا أنه مزعج وزاد من تشويشي.

“لا أنا بخير” أكدت له عبر الإتصال المحمي جزئيًا بين عقولنا “هناك شيء آخر تريده هنا أليس كذلك؟”.

“لا أنا بخير” أكدت له عبر الإتصال المحمي جزئيًا بين عقولنا “هناك شيء آخر تريده هنا أليس كذلك؟”.

“أنا…” فرك آرثر مؤخرة رقبته وإستحضر مشهدها وهجًا دافئًا في صدري “لا أريد أن أبقيك هنا لفترة أطول من اللازم”.

نصف طائر العنقاء – شول سمعت في أفكار أرثر – بدا كئيبًا “آه إذا واجهته في معركة مجيدة بسبب ما فعله بأراضي الجان؟ يبدو أنها معركة رائعة لأنها إستمرت شهرين”.

لم يسعني إلا أن أبتسم لمحاولته الكذب “لقد نما حاجزك العقلي… هذا قاس يا أرثر”.

“ألقي باللوم عليه” قال بإنزعاج مشيرًا إلى ريجيس.

“ألقي باللوم عليه” قال بإنزعاج مشيرًا إلى ريجيس.

– سيلفي إندراث :

“مهلا! أنا فقط أعوم هنا ماذا فعلت؟”.

فتحت عيني مرة أخرى وقابلت ريجيس الذي بدا كما لو أنه هو نفسه قد فعل شيئًا يؤذيني.

“نواتك” مددت يدي ولمست أطراف أصابعي صدر آرثر بينما أجمع الأفكار المتشكلة التي تنجرف على طول إرتباطنا العقلي “لقد تغيرت حقًا أليس كذلك؟”.

“المقابر الأثرية” قال ريجيس وهو ينظر إلى الأسفل “نوعا ما مثل المنزل… أعتقد أنه يمكنك القول أنني ولدت هناك – ليس هناك على وجه الخصوص – فقط كما تعلمين…” ظل هادئًا للحظة وشبه خجول “مهلا أردت فقط أن أقول لا مشاعر قاسية أليس كذلك؟ مثلا أنا لست (بديل سيلفي) أو أي شيء من هذا القبيل كما تعلمين…”.

شيئًا فشيئًا فتح آرثر أفكاره وأظهر لي حقيقة ما حدث له – لم يشوش الإتصال كما حدث من قبل لأن آرثر لا يزال يحتفظ بحاجز بيننا – ولكنه كاف أن أفهم الذكريات التي إنجرفت عبره: نواته المكسورة… إعادة بنائها بالأثير… الفخ… دفع الطاقة إلى مكان تشقق نواته…

– كنت أطلق نيران التنين الخاصة بي ضد نيران كاديل الروحية بينما تلتهم إرادة والدتي أرثر من الداخل إلى الخارج.

“سيلفي أنا سعيد لعودتك أخيرًا ولا شيء آخر يهم فحتى أنا لا أعرف ما إذا كان بإمكاني تكوين طبقة أخرى حول نواتي لكن هذه مشكلة ليوم آخر الآن…”.

– ترجمة : Ozy.

“أرثر كل شيء مهم عندما توازن ثقل العوالم على كتفيك” ضغطت على الألم في صدري وأجبرت نفسي على فعل كل ما هو ضروري “لقد عملت بجد لإعادتي لكنني الآن هنا ولن أذهب إلى أي مكان، إذا كان البقاء في هذا المكان لفترة أطول قليلاً سيساعدك على الوقوف في وجه أبي وجدي فعليك أن تفعل ذلك” عندما لم يتم تهدئة إنزعاج آرثر على الفور أضفت “من فضلك سيساعدني ذلك على الفهم فالكثير مما أظهرته لي يبدو غير واقعي”.

ضحكت خلف يدي بينما يختفي شكل ذئب الظل وأصبح للحظات خصلة صغيرة من الطاقة قبل أن يغرق في صدر أرثر، أعطاني أرثر إبتسامة متعبة لكنها لطيفة قبل أن يغلق عينه مرة أخرى حينها راقبت عن كثب محاولة متابعة ما يحدث بنجاح محدود، من المستحيل عدم إدراك نواة الأثير لأنها تحترق مثل نجم تحت عظم أرثر إلا أن حواسي لم تشفى تمامًا بعد، الفراغ الغريب وغياب المانا بداخله والحضور الساحق للأثير كل ذلك أدى إلى إرباك البصر والسمع واللمس والحواس الدقيقة لجوهر المانا.

“مهلا هناك الكثير من المشاعر المتضاربة من كلا الجانبين” قال ريجيس مرتجفا مثل الكلب المبلل “هذا سوف يستغرق بعض الوقت لأعتاد عليه”.

لم يكن أرثر يستمع فقد إستنفد اللون من وجهه وأفكاره تتسابق أسرع مما إستطعت مواكبة ذلك لأنه فكر في عائلته وديكاثين وجيش ألاكريا منزوع السلاح في غابة الوحوش والحرب…

نظر أرثر إلى ريجيس للحظة ثم أغلق عينيه وحسم الأمر في عقله “أنت أولويتي في المجيء إلى هنا يا سيلفي ولكن إذا إستطعت أن أغتنم هذه الفرصة لزيادة قوتي أيضًا…”.

إنسكب شعري الأشقر على كتفي وبرزت منه القرون السوداء للأسفل مع عيون صفراء زاهية تشبه الأحجار الكريمة في وجه أصبح أكثر حدة وأكبر قليلاً، إرتديت فستانًا أسود من الحراشف الدقيقة اللامعة التي إلتقطت الضوء الأرجواني لهذا العالم وعكسته مرة أخرى مما جعل جسدي يبدو وكأنه غير واضح في الفراغ.

‘لا حاجة للشرح’ قلت عقليا.

تجهم لكنني شعرت بصدمة من الإدراك المشترك حينها أعطاني إبتسامة مطمئنة “الوقت يتحرك أسرع هنا حتى لو مرت بضعة أيام فسيبقى يومًا واحدًا أو نحو ذلك في العالم الحقيقي، أنا آسف رغم ذلك ما كان يجب أن نبقى لم أكن أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً لقد إنتهيت تقريبا”.

إبتسم لي بطريقة خجولة وجذبني لعناق سريع آخر “شكرا لك سيلفي وآسف لم أقل ذلك بالفعل لكنني سعيد بعودتك”.

– كنت أتدرب مع جدي كيزيس إندراث في إفيوتوس.

“أنا أرتجف عندما أفكر في ما كنت ستفعله بدوني” سخرت معززة الحاجز العقلي الخاص بي حتى لا تتسرب أفكاري إلى أفكار آرثر.

رأيت في ذهن آرثر اللحظة التي إكتملت فيها العملية لأن كلانا فتح عينيه في نفس الوقت.

أنا بحاجة إلى أن أكون قوية من أجله كما كنت دائمًا فأنا حارسته على الرغم مما جعلني هذا المكان أشعر به – كما لو أنني في حمام بماء دافئ يتسرب حتى يبرد ببطء ويستنزف – شعرت أن الخطوة التالية بالنسبة إلى أرثر ضرورية.

“تبدين مختلفة” قال آرثر في الصمت الذي أعقب ذلك.

لقد إنتظرته طوال حياتي لذا يمكنني الإنتظار لفترة أطول.

– نظرت بلا حول ولا قوة إلى حزن أرثر على والده…

أغمض آرثر عينيه وبدأ الأثير يتحرك حينها تراجعت عدة أقدام للوراء مما أتاح له مساحة للتركيز.

تفاعل جسدي بشكل عميق مع الوجود المفاجئ للكثير من المانا وبدأت غريزيًا في إلتهامها كما أن نواتي تطالب بها بجوع أسرع مما يمكن أن تجتذبه عروقي.

ترك ريجيس جانبه وسبح في الفراغ حتى أصبح بجواري وأستطيع أن أعرف أنه حريص على قول شيء ما لأنه بدا أنه يبني شجاعته، بدا الشعور من ذئب الظل الذي على عكس أي مخلوق رأيته في حياتي غريب ومألوف ومريح ومنفر.

كنت سعيدة بإغلاقه لعينيه بعد ثانية لأن الإهتزاز أصبح أكثر عنفًا ما جعلني أعانق ذراعي مجددا رغم أن هذا لم يكن مفيدًا، بدلاً من ذلك حاولت أن أتبع العملية النهائية لإنشاء آرثر لهذه الطبقة الثالثة حول نواة الأثير، شعرت أن الأثير يتحرك داخله ويتصلب أثناء تشكيله له ما جعلني مرتبكة ولكن في مرحلة ما سقط الحاجز بين عقلي وعقله حينها تمكنت من متابعة قطار أفكاره.

عندما نظرت إلى أسفل لاحظت شيئًا آخر لأول مرة… هناك شيء مثل الدانجون يطفو بحرية في الفراغ جدرانه سميكة وشبه شفافة مصنوعة من التراب والحجر كما أستطيع أن أرى الممرات المظلمة داخله.

إنسكب شعري الأشقر على كتفي وبرزت منه القرون السوداء للأسفل مع عيون صفراء زاهية تشبه الأحجار الكريمة في وجه أصبح أكثر حدة وأكبر قليلاً، إرتديت فستانًا أسود من الحراشف الدقيقة اللامعة التي إلتقطت الضوء الأرجواني لهذا العالم وعكسته مرة أخرى مما جعل جسدي يبدو وكأنه غير واضح في الفراغ.

“المقابر الأثرية” قال ريجيس وهو ينظر إلى الأسفل “نوعا ما مثل المنزل… أعتقد أنه يمكنك القول أنني ولدت هناك – ليس هناك على وجه الخصوص – فقط كما تعلمين…” ظل هادئًا للحظة وشبه خجول “مهلا أردت فقط أن أقول لا مشاعر قاسية أليس كذلك؟ مثلا أنا لست (بديل سيلفي) أو أي شيء من هذا القبيل كما تعلمين…”.

إنفتحت عيني محدقة بشكل لا يصدق في كائن غريب يطفو بجانب أرثر – يبدو مثل الذئب بإستثناء أن فروه كالظل النقي – مع حلقة مشتعلة من اللهب الأثيري تشتعل على رقبته، نظر إلي بعينين ساطعتين تتألقان في الظلام تحت زوج من قرون العقيق اليماني المستقيمة.

“يملأ الفراغ الذي تركته في حياته من خلال الإرتباط مع كائن آخر يتحدث ويغير شكله ويمتلك الأثير؟”.

“أنا أرتجف عندما أفكر في ما كنت ستفعله بدوني” سخرت معززة الحاجز العقلي الخاص بي حتى لا تتسرب أفكاري إلى أفكار آرثر.

“بالضبط” أجاب ريجيس بشكل غير مؤكد “لقد ولدت من الأكلوريت في يده مباشرة بعد تفككك وما إلى ذلك”.

تتجلى معرفة ما تعنيه هذه المصطلحات من أفكار أرثر أثناء حديثه لكن هذا لم يؤدي إلا إلى إرباكي أكثر.

“لا توجد مشاعر قاسية” أجبت بإبتسامة صغيرة “أنا سعيدة لأنه إمتلكك فيمكن أن يكون… حسنًا من الصعب أن أقول ما سيحدث لو ترك بمفرده لكن ربما لن يكون الأمر جيدًا”.

أغلقت عيني وضغطت أصابعي على صدغي “أرثر – أفكارك – لا أستطيع…”.

“يمكنني سماعكم” قال أرثر بينما يفتح عينًا لإلقاء نظرة خاطفة علينا “آسف للمقاطعة لكني بحاجة إلى ريجيس فهناك أثير لا حدود له هنا وتسخير ما يكفي منه دون أن تفرضه قطعة الجن علي سيكون أمرًا صعبًا”.

– نظرت بلا حول ولا قوة إلى حزن أرثر على والده…

“سيدي يناديني…” أدار ريجيس عينيه نحوي.

“سيلفي… مرحبًا – كما تعلمين – في الواقع لست متأكدًا تمامًا من إسمك… إذا هل نحن أشقاء؟ أشقاء من أبوين مختلفين؟ هل أنت أمي؟ أو عمتي؟ كما تعلمين لدى العمة سيلفي نوع من…”.

ضحكت خلف يدي بينما يختفي شكل ذئب الظل وأصبح للحظات خصلة صغيرة من الطاقة قبل أن يغرق في صدر أرثر، أعطاني أرثر إبتسامة متعبة لكنها لطيفة قبل أن يغلق عينه مرة أخرى حينها راقبت عن كثب محاولة متابعة ما يحدث بنجاح محدود، من المستحيل عدم إدراك نواة الأثير لأنها تحترق مثل نجم تحت عظم أرثر إلا أن حواسي لم تشفى تمامًا بعد، الفراغ الغريب وغياب المانا بداخله والحضور الساحق للأثير كل ذلك أدى إلى إرباك البصر والسمع واللمس والحواس الدقيقة لجوهر المانا.

رد فعل جسدي الجائع غريزيًا هو إمتصاص كل ما يمكنه من المانا لكن لم يكن هناك ما يكفي لإبقائي.

علمت أن الأمر يتطلب الصبر لأن جسدي وعقلي لا يزالان يتجددان وحتى في لمحة موجزة عن الذكرى التي تلقيتها من أرثر هناك الكثير للتصالح معه، تمامًا مثلما ضحيت بنفسي لإنقاذ أرثر إستدار وأغرق نفسه في داخلي لإعادتي إن رعايته وحمايته وحبه هي التي ساعدتني على الفقس في المرة الأولى لكن حتى قبل ذلك كنت من أرشد روحه، جفلت وفركت معابدي مرة أخرى لأنه من المؤلم التفكير مليًا في تناقض تناسخه وعودتي إلى بيضتي، إنقسمت روحي وتشتتت عبر الزمن مثل أوراق الخريف التي بدورها تحمي وتخصب النمو الجديد تحتها…

– كنت أتدرب مع جدي كيزيس إندراث في إفيوتوس.

هرب مني أنين ضعيف ما إضطرني إلى عض شفتي لأمنع الصراخ من الألم رغم أن عينا آرثر مغمضتان وعقله في تأمل ما جعله غافلاً، إن وجوده هو المرساة التي ربطت بها نفسي في الواقع فالتنافر بين روحي وجسدي ينمو وبدونه أنا قلقة من أن أعود إلى لا شيء، ضغطت على عينيّ وأغلقتهما بإحكام شديد لدرجة أن الألوان والأشكال الغريبة تتفتح خلف جفني بينما سحبت ركبتي نحو صدري ولففت ذراعي حولهما كالكرة متمنية أن يمر الألم.

علمت أن الأمر يتطلب الصبر لأن جسدي وعقلي لا يزالان يتجددان وحتى في لمحة موجزة عن الذكرى التي تلقيتها من أرثر هناك الكثير للتصالح معه، تمامًا مثلما ضحيت بنفسي لإنقاذ أرثر إستدار وأغرق نفسه في داخلي لإعادتي إن رعايته وحمايته وحبه هي التي ساعدتني على الفقس في المرة الأولى لكن حتى قبل ذلك كنت من أرشد روحه، جفلت وفركت معابدي مرة أخرى لأنه من المؤلم التفكير مليًا في تناقض تناسخه وعودتي إلى بيضتي، إنقسمت روحي وتشتتت عبر الزمن مثل أوراق الخريف التي بدورها تحمي وتخصب النمو الجديد تحتها…

[حتى الوقت ينحني أمام المصير] قال صوت في رأسي وبدا مثل صوتي [سوف تكتشفين ذلك قريبًا].

فتشت عيون آرثر الذهبية في عيني “نواتي تشققت وما زلت أحاول إحتوائها في طبقة ثالثة بالأثير الذي جمعته مع ريجيس… أنا أسف جمعها أصعب بكثير هذه المرة لم أكن أدرك كم من الوقت مضى”.

شعرت بأن وعيي ينحسر عني ولكن ماذا لو إبتعد أحدنا أو كلانا عن بعضنا البعض؟ أو تهديد خفي أحس بضعفنا وهاجمنا؟… علي أن أبقى واعية.

لم يسعني إلا أن أبتسم لمحاولته الكذب “لقد نما حاجزك العقلي… هذا قاس يا أرثر”.

شققت طريقي إلى اليقظة رافضة الإستسلام… لا أستطيع ليس هنا بوجود أرثر بعمق داخل نفسه لدرجة أنه شبه عديم الحس… ليس الآن بعد عودتي للتو.

إنسكب شعري الأشقر على كتفي وبرزت منه القرون السوداء للأسفل مع عيون صفراء زاهية تشبه الأحجار الكريمة في وجه أصبح أكثر حدة وأكبر قليلاً، إرتديت فستانًا أسود من الحراشف الدقيقة اللامعة التي إلتقطت الضوء الأرجواني لهذا العالم وعكسته مرة أخرى مما جعل جسدي يبدو وكأنه غير واضح في الفراغ.

حاولت تهدئة عقلي لكن العاصفة الهائجة داخل جمجمتي تزداد قوة ويبدو أنها زادت من شدة الألم الذي ينتشر من نواتي، ومضت الصور أمام عيني أسرع مما أستطيع أن أفهمه وحياتي كلها تمر في تتابع سريع لكن الجدول الزمني مختلط والصور تم إلتقاطها من كل مكان.

أشار شول إلى الحائط حيث تم تسجيل عشرات العلامات في الحجر “لقد تدربت هنا كل يوم منذ مغادرتك في إنتظار عودتك حتى نتمكن من نقل المعركة إلى أغرونا… علامة واحدة لكل يوم” إبتسم بفخر لأرثر “أنا مستعد للسفر معك أرثر ليوين”.

– كنت أتدرب مع جدي كيزيس إندراث في إفيوتوس.

“أنا أبدو أكبر سناً” قلت وفتحت عينيّ “مثلك تماما فقد إنتظرت طوال عمري حتى أعود”.

– كنت أصطاد في غابة الوحوش بينما أرثر ينقب في الأبراج المحصنة بإعتباره المغامر المقنع نوت.

 

– كنت أخسر المعركة أمام المنجل أوتو مع دزينة من رماحه السوداء التي تخترق حراشفي بالفعل.

فجأة الذكريات الوامضة والأفكار المفككة تقفز مثل الشرارات الكهربائية خلف عيني – الكثير منها – كل ومضة مصحوبة بجرعة من الألم.

– بلا جسد أشاهد غراي يتدرب ليصبح ملكًا.

–+–

– كنت أنا وأرثر نطير عالياً للغاية كما لو أن بإمكاني تحريك ذيلي ولمس النجوم حيث العالم الذي تحتنا مخفي بالغيوم وكلانا يبتسم بسعادة.

كنت سعيدة بإغلاقه لعينيه بعد ثانية لأن الإهتزاز أصبح أكثر عنفًا ما جعلني أعانق ذراعي مجددا رغم أن هذا لم يكن مفيدًا، بدلاً من ذلك حاولت أن أتبع العملية النهائية لإنشاء آرثر لهذه الطبقة الثالثة حول نواة الأثير، شعرت أن الأثير يتحرك داخله ويتصلب أثناء تشكيله له ما جعلني مرتبكة ولكن في مرحلة ما سقط الحاجز بين عقلي وعقله حينها تمكنت من متابعة قطار أفكاره.

– كنت أطلق نيران التنين الخاصة بي ضد نيران كاديل الروحية بينما تلتهم إرادة والدتي أرثر من الداخل إلى الخارج.

“سيلفي… مرحبًا – كما تعلمين – في الواقع لست متأكدًا تمامًا من إسمك… إذا هل نحن أشقاء؟ أشقاء من أبوين مختلفين؟ هل أنت أمي؟ أو عمتي؟ كما تعلمين لدى العمة سيلفي نوع من…”.

– نظرت بلا حول ولا قوة إلى حزن أرثر على والده…

“ماذا تقصدين؟” سأل آرثر بقلق في وجهه يختلط بمشاعري وإن كان بعيدًا “سيلفي ماذا فعلت في ذلك الوقت؟ أين كنت؟”.

قسوة تلك الذاكرة أعادتني إلى الحاضر حيث تنفست بصعوبة بينما الألم في جمجمتي ينحسر وبدأت في التقلص والتيبس، إتسع الحرق في نواتي ومعظم أجزاء جسدي كما لو أنني أتضور جوعاً من أجل الأكسجين بإستثناء أن المانا هي التي أحتاجها، ومضت عينيّ مفتوحتان بضبابية وغير مركزتين لأكتشف وجه أرثر على بعد بوصات فقط من وجهي، يديه على ذراعي وهو يحاول بلطف أن يوقظني من حلمي ووجهه شاحب من الخوف.

”مورداين؟ الأمير المفقود؟” سألت في حيرة من أمري “لقد تعلمت القليل عنه في إفيوتس هل هو على قيد الحياة؟”.

“سيلفي!”.

شققت طريقي إلى اليقظة رافضة الإستسلام… لا أستطيع ليس هنا بوجود أرثر بعمق داخل نفسه لدرجة أنه شبه عديم الحس… ليس الآن بعد عودتي للتو.

“حسنًا” قلت وصوتي يكاد لا يُسمع قبل المتابعة “أنا بخير أرثر نواتك هل أنت…”.

– بلا جسد أشاهد غراي يتدرب ليصبح ملكًا.

فتشت عيون آرثر الذهبية في عيني “نواتي تشققت وما زلت أحاول إحتوائها في طبقة ثالثة بالأثير الذي جمعته مع ريجيس… أنا أسف جمعها أصعب بكثير هذه المرة لم أكن أدرك كم من الوقت مضى”.

تجهم لكنني شعرت بصدمة من الإدراك المشترك حينها أعطاني إبتسامة مطمئنة “الوقت يتحرك أسرع هنا حتى لو مرت بضعة أيام فسيبقى يومًا واحدًا أو نحو ذلك في العالم الحقيقي، أنا آسف رغم ذلك ما كان يجب أن نبقى لم أكن أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً لقد إنتهيت تقريبا”.

هززت رأسي وإبتعدت عنه محاولة الحفاظ على تعبير رواقي، إرتجفت حتى ظهرت نتوءات دقيقة على بشرتي المكشوفة “لست متأكدة من المدة التي مرت أيضًا ربما بضعة أيام…”.

“هاه!” سمعت صوت مزدهر من الجانب وكافحت لألقي نظرة عن كثب على الرجل.

تجهم لكنني شعرت بصدمة من الإدراك المشترك حينها أعطاني إبتسامة مطمئنة “الوقت يتحرك أسرع هنا حتى لو مرت بضعة أيام فسيبقى يومًا واحدًا أو نحو ذلك في العالم الحقيقي، أنا آسف رغم ذلك ما كان يجب أن نبقى لم أكن أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً لقد إنتهيت تقريبا”.

فجأة الذكريات الوامضة والأفكار المفككة تقفز مثل الشرارات الكهربائية خلف عيني – الكثير منها – كل ومضة مصحوبة بجرعة من الألم.

كنت سعيدة بإغلاقه لعينيه بعد ثانية لأن الإهتزاز أصبح أكثر عنفًا ما جعلني أعانق ذراعي مجددا رغم أن هذا لم يكن مفيدًا، بدلاً من ذلك حاولت أن أتبع العملية النهائية لإنشاء آرثر لهذه الطبقة الثالثة حول نواة الأثير، شعرت أن الأثير يتحرك داخله ويتصلب أثناء تشكيله له ما جعلني مرتبكة ولكن في مرحلة ما سقط الحاجز بين عقلي وعقله حينها تمكنت من متابعة قطار أفكاره.

“يمكنني سماعكم” قال أرثر بينما يفتح عينًا لإلقاء نظرة خاطفة علينا “آسف للمقاطعة لكني بحاجة إلى ريجيس فهناك أثير لا حدود له هنا وتسخير ما يكفي منه دون أن تفرضه قطعة الجن علي سيكون أمرًا صعبًا”.

العملية مرهقة بالنسبة له فقد إشتملت على سحب كميات لا تصدق من الأثير – أكثر بكثير مما يمكن أن تتعامل معه نواته – وملء العضو بشكل زائد حتى يبدأ في التشقق، بعد ذلك في عجلة من أمره تم إستخدام الأثير الذي تم جمعه لإغلاق النواة وتثبيتها معًا وتشكيل طبقة صلبة حولها، لا يمكن صنع هذه الطبقة الجديدة إلا عن طريق سد الشقوق الناتجة عن عملية التحطيم وإلا فإن الأثير سيتبدد ببساطة.

طار نحوي على الفور وأخذني من يدي “تعالي دعينا نخرجك من هنا”.

رأيت في ذهن آرثر اللحظة التي إكتملت فيها العملية لأن كلانا فتح عينيه في نفس الوقت.

“الوقت” قلت ثم هززت رأسي غير متأكدة من أن مقدار ما أتذكره هو الحقيقة “سيكون هناك وقت لأخبرك بكل ما أعرفه” نظرت حولي مرة أخرى وأصبحت أكثر فضولًا مع تلاشي ضباب عودتي “أين نحن؟”.

طار نحوي على الفور وأخذني من يدي “تعالي دعينا نخرجك من هنا”.

– بلا جسد أشاهد غراي يتدرب ليصبح ملكًا.

نزلنا سريعًا عبر الفراغ حتى وصلنا إلى الدانجون العائم – ريجيس خلفنا – من الخارج بإمكاني أن أرى جزئيًا من خلال الصخور والأرض كما لو أنهم غير ملموسين أو شفافين، عندما أطلق أرثر إنفجارًا مكثفًا من الأثير ثبت أنهم حقيقيين للغاية حيث تحطمت الحجغرة وحلقت في كل إتجاه، بعدها قام بإحداث ثقب في الجدار الخارجي وفتح الطريق إلى الدانجون
أين طرنا في الفجوة ضد إندفاع الهواء والمانا والأثير.

– بلا جسد أشاهد غراي يتدرب ليصبح ملكًا.

رد فعل جسدي الجائع غريزيًا هو إمتصاص كل ما يمكنه من المانا لكن لم يكن هناك ما يكفي لإبقائي.

“على ما يبدو لديك الكثير لتخبرني به أيضًا” قلت وأثناء حديثي أدركت وجود إزعاج في رئتي كما لو أنني أتنفس تحت بطانية ثقيلة.

داخل الدانجون هبطنا على منصة إحتلت أحد طرفي غرفة كهفية تم فتح نفق مقوس فيها من الجانب الآخر عبر حفرة لا يقل عرضها عن 100 قدم، شيء هائل ومتقلب يتحرك داخل الحفرة ويمكن أن أشعر أنه يتجه نحونا لكن أرثر لم يهتم بالدانجون والحفرة والوحش بلا عقل.

خفت حدة تردده ثم منحنيا إلى الأمام لف ذراعيه القويتين وجذبني إليه.

وقف أمام البوابة وقد ظهرت كرة معدنية في يده ثم تفككت بلمسة واحدة “إنتظري سيلفي سنخرج من هنا خلال دقيقة واحدة فقط”.

قسوة تلك الذاكرة أعادتني إلى الحاضر حيث تنفست بصعوبة بينما الألم في جمجمتي ينحسر وبدأت في التقلص والتيبس، إتسع الحرق في نواتي ومعظم أجزاء جسدي كما لو أنني أتضور جوعاً من أجل الأكسجين بإستثناء أن المانا هي التي أحتاجها، ومضت عينيّ مفتوحتان بضبابية وغير مركزتين لأكتشف وجه أرثر على بعد بوصات فقط من وجهي، يديه على ذراعي وهو يحاول بلطف أن يوقظني من حلمي ووجهه شاحب من الخوف.

إستخدم الجهاز لتغيير المكان الذي ستأخذنا إليه البوابة.

– كنت أخسر المعركة أمام المنجل أوتو مع دزينة من رماحه السوداء التي تخترق حراشفي بالفعل.

‘خطر ببالي أنه سيكون لدينا قدر كبير من الشرح لنقوله عندما نعود إلى مورداين’ قال ريجيس بصوته الغريب في عقلي ‘ناقص ألدير وزائد سيلفي… أمل ألا يبدأ طيور العنقاء في الإنهيار عند رؤية تنين’.

– بلا جسد أشاهد غراي يتدرب ليصبح ملكًا.

”مورداين؟ الأمير المفقود؟” سألت في حيرة من أمري “لقد تعلمت القليل عنه في إفيوتس هل هو على قيد الحياة؟”.

“سيلفي!”.

“حسنًا لقد كان كذلك عندما تركناه” أجاب ريجيس بينما بهز كتفيه قبل أن يذوب مرة أخرى في جسد أرثر ‘ظل مختبئا في غابة الوحوش من الجد كيزيس لمن يعرف كم من الوقت’.

لقد عانيت من هذا النقص في المانا كحرق ينمو ببطء من صدري لكن لم يكن الأمر خطيرًا – ليس بعد – إلا أنه مزعج وزاد من تشويشي.

تغيرت البوابة لتظهر الصورة الشبحية لكهف ضخم على الجانب الآخر مع رجل كبير شغل الغرفة – بدا أنه يقوم ببعض حركات التدريب – لكنني رأيته للحظة قبل أن يأخذ أرثر بيدي ويسحبني من خلال البوابة معه.

[حتى الوقت ينحني أمام المصير] قال صوت في رأسي وبدا مثل صوتي [سوف تكتشفين ذلك قريبًا].

تفاعل جسدي بشكل عميق مع الوجود المفاجئ للكثير من المانا وبدأت غريزيًا في إلتهامها كما أن نواتي تطالب بها بجوع أسرع مما يمكن أن تجتذبه عروقي.

وقف أمام البوابة وقد ظهرت كرة معدنية في يده ثم تفككت بلمسة واحدة “إنتظري سيلفي سنخرج من هنا خلال دقيقة واحدة فقط”.

“هاه!” سمعت صوت مزدهر من الجانب وكافحت لألقي نظرة عن كثب على الرجل.

“بابا… أنت حقيقي كنت أخشى أنك مجرد حلم”.

لا ليس رجلاً ولا أزوراس أو على الأقل جزء منه أزوراس فلديه هيكل قوي مع أكتاف عريضة وصدر عميق، وجهه عريض مثل جسده ولكن هناك أيضًا تلميح من النعومة الشبابية بينما شعره يميزه على أنه طائر عنقاء، لم أر قط كائناً بعيون غريبة مثله: واحدة برتقالية اللون مثل الحديد الساخن والأخرى بلون أزرق سماوي بارد.

“تبدين مختلفة” قال آرثر في الصمت الذي أعقب ذلك.

“كنت أعلم أنك ستعود” قال بصوت مرتفع جدًا بينما يصفع آرثر على كتفه وبطريقة ما لم يتم إرسال شريكي إلى الحائط “على الرغم من مظهرك الهش وسلوكك المتجمد هناك لهيب في قلبك يحترق مثل أي طائر عنقاء لذا كنت أعلم أنك لن تبتعد عن المعركة المقبلة”.

“المقابر الأثرية” قال ريجيس وهو ينظر إلى الأسفل “نوعا ما مثل المنزل… أعتقد أنه يمكنك القول أنني ولدت هناك – ليس هناك على وجه الخصوص – فقط كما تعلمين…” ظل هادئًا للحظة وشبه خجول “مهلا أردت فقط أن أقول لا مشاعر قاسية أليس كذلك؟ مثلا أنا لست (بديل سيلفي) أو أي شيء من هذا القبيل كما تعلمين…”.

“لقد إستغرق الأمر وقتًا أطول مما كان متوقعًا…” إعترف أرثر غير مرتاح بشكل غير معهود “ولن يعود ألدير”.

“سيلفي أنا سعيد لعودتك أخيرًا ولا شيء آخر يهم فحتى أنا لا أعرف ما إذا كان بإمكاني تكوين طبقة أخرى حول نواتي لكن هذه مشكلة ليوم آخر الآن…”.

نصف طائر العنقاء – شول سمعت في أفكار أرثر – بدا كئيبًا “آه إذا واجهته في معركة مجيدة بسبب ما فعله بأراضي الجان؟ يبدو أنها معركة رائعة لأنها إستمرت شهرين”.

لا يوجد مانا هنا… أدركت بنوع من الفضول المنفصل.

“ماذا تقصد بشهرين؟” تجمد أرثر.

”مورداين؟ الأمير المفقود؟” سألت في حيرة من أمري “لقد تعلمت القليل عنه في إفيوتس هل هو على قيد الحياة؟”.

أشار شول إلى الحائط حيث تم تسجيل عشرات العلامات في الحجر “لقد تدربت هنا كل يوم منذ مغادرتك في إنتظار عودتك حتى نتمكن من نقل المعركة إلى أغرونا… علامة واحدة لكل يوم” إبتسم بفخر لأرثر “أنا مستعد للسفر معك أرثر ليوين”.

“ماذا تقصد بشهرين؟” تجمد أرثر.

لم يكن أرثر يستمع فقد إستنفد اللون من وجهه وأفكاره تتسابق أسرع مما إستطعت مواكبة ذلك لأنه فكر في عائلته وديكاثين وجيش ألاكريا منزوع السلاح في غابة الوحوش والحرب…

“يملأ الفراغ الذي تركته في حياته من خلال الإرتباط مع كائن آخر يتحدث ويغير شكله ويمتلك الأثير؟”.

تجمد ريجيس أيضا عندما برز من ظل أرثر حيث إرتفعت حواجبه بينما خفتت ألسنة اللهب على رقبته “حسنًا هذا أطول قليلاً مما توقعنا…”.

“ألقي باللوم عليه” قال بإنزعاج مشيرًا إلى ريجيس.

–+–

[حتى الوقت ينحني أمام المصير] قال صوت في رأسي وبدا مثل صوتي [سوف تكتشفين ذلك قريبًا].

– ترجمة : Ozy.

“مرحبًا بعودتك سيلفي” رأيت إبتسامة ساخرة منحنية على إحدى زوايا شفاه أرثر.

 

ترك ريجيس جانبه وسبح في الفراغ حتى أصبح بجواري وأستطيع أن أعرف أنه حريص على قول شيء ما لأنه بدا أنه يبني شجاعته، بدا الشعور من ذئب الظل الذي على عكس أي مخلوق رأيته في حياتي غريب ومألوف ومريح ومنفر.

“حسنًا” قلت وصوتي يكاد لا يُسمع قبل المتابعة “أنا بخير أرثر نواتك هل أنت…”.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط