وضع غريب
شعر رين بأن العالم ينقلب رأسًا على عقب. رغم كل ما مر به، كل غرابة الأوضاع التي عاشها مؤخرًا، فإن ما يراه الآن أمامه يبدو وكأنه ضربٌ من الجنون. كان قد فتح شرخًا في الهواء وسحبه كتاب غامض حتى فقد وعيه، فعل المستحيل ليهرب من غرفة مهجورة لا نوافذ لها. ومع ذلك، وجد نفسه الآن في هذا المكان الغريب. غابة تبدو كأنها خرجت من كابوس، وقمر قرمزي يتربص به من السماء.
شعر بوخزة برد في عموده الفقري، لم يستطع أن يتجاهل فكرة أن كل شيء من حوله يمكن أن يكون فخًا مُتقنًا، فخاً نصبه له كيان ما، أو قوى تتجاوز إدراكه.
“هل تمزح معي الآن؟” تمتم رين بغضب، غير مصدق لما يحدث. “فقط بعد أن خرجت من قفص الجحيم، أجد نفسي في غابة ملعونة؟ تبا… وما هذا القمر بحق…”
“آه، إنه رين! هيا، تفضل يا أخي، أهلاً بك!”
قبل أن ينتهي من التفكير في هذا الوضع الغريب، جاءه صوت مبحوح من بين الأشجار، صوت بدا وكأنه مألوف.
ظل رين يراقب ردود أفعالهم. ربما يتفاجأون بإجابته، أو ربما يظهرون علامة تشير إلى شيء غير طبيعي. لكنهم، بدلاً من ذلك، بدوا وكأنهم اطمأنوا إلى قراره، كأنهم كانوا ينتظرون موافقته بقلق.
“هاي، مهلاً رين، ما خطبك؟”
“هل تمزح معي الآن؟” تمتم رين بغضب، غير مصدق لما يحدث. “فقط بعد أن خرجت من قفص الجحيم، أجد نفسي في غابة ملعونة؟ تبا… وما هذا القمر بحق…”
ظل رين يراقب ردود أفعالهم. ربما يتفاجأون بإجابته، أو ربما يظهرون علامة تشير إلى شيء غير طبيعي. لكنهم، بدلاً من ذلك، بدوا وكأنهم اطمأنوا إلى قراره، كأنهم كانوا ينتظرون موافقته بقلق.
تجمد رين في مكانه، وعيناه تتسعان بصدمة. قفز جانبيًا بسرعة، مستديرًا لمواجهة مصدر الصوت. وقف هناك، مواجهًا مجموعة من الأشخاص الذين كانوا جالسين حول نار مخيم، وكأنهم في رحلة تخييم تقليدية. كانت النيران تتراقص، تلقي بظلالهم على الأشجار المحيطة، مما أضاف جوًا من الرهبة والغموض.
لم يستطع رين تصديق ما يراه. كيف يمكن أن يظهر هؤلاء هنا؟ كانوا مجموعة من الشبان، ملامحهم عادية، ولكن ما كان يحدث هنا بعيد عن العادي. بدا وكأنهم في مكان خارج الزمان والمكان، في قلب كابوسه الشخصي.
أمام هذا الكم من الاحتمالات المقلقة، قرر أن يحتفظ ببرودته. كان عليه أن يراقب، أن يختبر، وأن يحاول فهم العالم الجديد الذي وجد نفسه فيه. ربما كانت الحقيقة تلوح له في مكان ما، وسط هذا الغموض الكثيف.
نظر رين بعيون ضيقة، محاولًا استيعاب الوضع، ثم سأل ببرود: “من أنتم؟ وماذا تريدون؟”
“هاه، هل هذه إحدى دعاباتك، رين؟” قال الشاب بنبرة تجمع بين المزاح والقلق. “جدياً، الوقت غير مناسب الآن. يجب علينا البقاء هادئين قدر الإمكان.”
في الجانب الآخر، وقف شاب ذو شعر أشقر وعينين زرقاوين، مذهولاً من ردة فعل رين. كان هو من تحدث سابقًا، ولكن رين لم يتعرف عليه.
لم يكن يتوقع هذا الترحيب الحماسي، ولكنه شعر بنوع من الراحة لرؤية ردود الفعل الإيجابية منهم. كانت هذه المفاجأة الصغيرة باعثة على الطمأنينة، وإن كانت مجرد إشارة صغيرة. كما أنه تمكن من الحصول على اسم آخر، “ثيودور”.
“هاه، هل هذه إحدى دعاباتك، رين؟” قال الشاب بنبرة تجمع بين المزاح والقلق. “جدياً، الوقت غير مناسب الآن. يجب علينا البقاء هادئين قدر الإمكان.”
أحس رين بالارتباك، كأن عقله يرفض معالجة ما يحدث أمامه. كان هذا الشاب يتحدث إليه كما لو كان يعرفه، وكأنهم أصدقاء أو رفاق في رحلة. لكن رين لم يتذكر أي شيء من هذا القبيل. هل كان هذا كله جزءًا من خدعة جديدة؟
في الجانب الآخر، وقف شاب ذو شعر أشقر وعينين زرقاوين، مذهولاً من ردة فعل رين. كان هو من تحدث سابقًا، ولكن رين لم يتعرف عليه.
عيناه اتسعتا قليلاً، وهو يفكر بسرعة. “غابرييل؟” “خطة؟” “أي خطة بحق الجحيم؟” غمرته الأفكار والأسئلة في لحظة واحدة. كيف يعرف هذا الشاب اسمه؟ ولماذا يتحدث وكأنهما أصدقاء؟ بل والأغرب، كيف يتصرف وكأنهما في وضع مألوف؟ شعر وكأن رأسه يغلي من الارتباك. لكن وسط هذا الفوضى، حاول الحفاظ على هدوئه.
تقدم خطوة نحوهم، محاولاً فحص وجوههم بتأنٍ. شعلة النار في منتصف المخيم كانت تسطع بشكل مخيف، كأنها تحاول كشف الحقيقة. هل كان هؤلاء مجرد أوهام؟ أم أن هناك شيئًا أكبر يحدث هنا، شيء يتجاوز فهمه؟
أمام هذا الكم من الاحتمالات المقلقة، قرر أن يحتفظ ببرودته. كان عليه أن يراقب، أن يختبر، وأن يحاول فهم العالم الجديد الذي وجد نفسه فيه. ربما كانت الحقيقة تلوح له في مكان ما، وسط هذا الغموض الكثيف.
لم يكن يتوقع هذا الترحيب الحماسي، ولكنه شعر بنوع من الراحة لرؤية ردود الفعل الإيجابية منهم. كانت هذه المفاجأة الصغيرة باعثة على الطمأنينة، وإن كانت مجرد إشارة صغيرة. كما أنه تمكن من الحصول على اسم آخر، “ثيودور”.
الشاب الأشقر استمر في التحديق برين، وجهه يعبر عن القلق والحيرة. “رين، بحق السماء، هل أنت بخير؟” سأل مرة أخرى، صوته مليء بالقلق الحقيقي.
لم يكن يتوقع هذا الترحيب الحماسي، ولكنه شعر بنوع من الراحة لرؤية ردود الفعل الإيجابية منهم. كانت هذه المفاجأة الصغيرة باعثة على الطمأنينة، وإن كانت مجرد إشارة صغيرة. كما أنه تمكن من الحصول على اسم آخر، “ثيودور”.
تلك النظرية، رغم كونها محض افتراض، بدت منطقية بشكل مقلق. ربما كان محاصرًا في حلقة من النسيان، حيث يُنزع منه إدراكه بين الحين والآخر. كان ذلك مجرد احتمال صغير، ولكنه كافٍ ليجعله يتساءل عن صحة إدراكه للأحداث.
لكن بالنسبة لرين، كان كل هذا كابوسًا حيًا. هل كان هذا عالمًا جديدًا قد سقط فيه؟ أم أن هناك شيئًا يعبث بعقله؟ لم يكن لديه إجابة، ولكن كان عليه أن يبقى حذرًا. في هذا العالم الغامض، كل شيء يمكن أن يكون مجرد خدعة، حتى هؤلاء الأشخاص الذين يقفون أمامه.
ابتسم رين ابتسامة صغيرة، مجبرًا نفسه على التظاهر بالاطمئنان، وقال بصوت يحمل شيئًا من السخرية: “هاهاها، لا تقلق، أردت فقط تخفيف الوضع.”
لم يستطع رين تصديق ما يراه. كيف يمكن أن يظهر هؤلاء هنا؟ كانوا مجموعة من الشبان، ملامحهم عادية، ولكن ما كان يحدث هنا بعيد عن العادي. بدا وكأنهم في مكان خارج الزمان والمكان، في قلب كابوسه الشخصي.
تنهّد الشاب الأشقر براحة واضحة، متحدثًا بنبرة مرحة: “أوف، لقد أخفتني للحظة.” ثم أشار نحو المجموعة خلفه، قائلاً: “حسنًا، ما رأيك بالخطة التي طرحها غابرييل؟ أنت الوحيد الذي لم تصوت ونحن متعادلون حاليًا.”
بالنظر إلى الموقف، لم يكن لديه الكثير من الخيارات. كان عليه أن يستمر في التظاهر بأنه يعرف ما يحدث، على الأقل حتى يتمكن من معرفة المزيد عن هذا العالم الغريب والموقف الذي وجد نفسه فيه.
عيناه اتسعتا قليلاً، وهو يفكر بسرعة. “غابرييل؟” “خطة؟” “أي خطة بحق الجحيم؟” غمرته الأفكار والأسئلة في لحظة واحدة. كيف يعرف هذا الشاب اسمه؟ ولماذا يتحدث وكأنهما أصدقاء؟ بل والأغرب، كيف يتصرف وكأنهما في وضع مألوف؟ شعر وكأن رأسه يغلي من الارتباك. لكن وسط هذا الفوضى، حاول الحفاظ على هدوئه.
الشاب الأشقر استمر في التحديق برين، وجهه يعبر عن القلق والحيرة. “رين، بحق السماء، هل أنت بخير؟” سأل مرة أخرى، صوته مليء بالقلق الحقيقي.
رفعت المجموعة رؤوسهم نحوه، بعدما كانوا في خضم نقاش، وبدون تردد جاء الرد في انسجام تام، كأنهم كانوا ينتظرونه.
ردّ بصوت واثق، محاولاً الاندماج في الوضع: “هناك بعض الإشكاليات في الخطة التي اقترحها غابرييل، لكني أفضل اتباعها. إنها أفضل طريق لنا حاليًا، لذا نعم، أنا موافق.”
التفت نحو المجموعة، ولاحظ أنهم كانوا يراقبونه، منتظرين إجابته. بدا الأمر وكأنه مشهد مأخوذ من حياة شخص آخر، كأنه لم يكن هو نفسه من يتحدث ويصدر الأحكام. لكن في داخله كان الشك ينهش، ما إذا كان هؤلاء الأشخاص حقًا من يبدون عليه أم أنهم مجرد خيال أو شيء أسوأ.
جلس رين في المكان المخصص له، أمام شاب متحمس كان واضحًا أنه من النوع الذي لا يستطيع البقاء صامتًا لفترة طويلة.
ثم جاءت تلك الأفكار المظلمة الأخرى، التي لا تقل رعبًا: ماذا لو كانت هذه الفرقة مجرد وهم؟ أو ما هو أسوأ، مجموعة من الكائنات المتنكرة في هيئة بشرية؟ ربما يكون كل شيء حوله مجرد حيلة لإيهامه، لإرباكه ودفعه إلى خطأ قاتل.
ظل رين يراقب ردود أفعالهم. ربما يتفاجأون بإجابته، أو ربما يظهرون علامة تشير إلى شيء غير طبيعي. لكنهم، بدلاً من ذلك، بدوا وكأنهم اطمأنوا إلى قراره، كأنهم كانوا ينتظرون موافقته بقلق.
تجمد رين في مكانه، وعيناه تتسعان بصدمة. قفز جانبيًا بسرعة، مستديرًا لمواجهة مصدر الصوت. وقف هناك، مواجهًا مجموعة من الأشخاص الذين كانوا جالسين حول نار مخيم، وكأنهم في رحلة تخييم تقليدية. كانت النيران تتراقص، تلقي بظلالهم على الأشجار المحيطة، مما أضاف جوًا من الرهبة والغموض.
دفع رين تلك الأفكار المخيفة إلى زاوية منسية من عقله. كان عليه التركيز الآن على مهمته الرئيسية: الاندماج مع هذه المجموعة دون جذب الكثير من الانتباه. عليه أن يفهم الوضع الحالي، وما الذي يجري هنا، والأهم من ذلك، أن يعرف أسماء هؤلاء الأشخاص الذين وجد نفسه محاطًا بهم. الاسم الوحيد الذي لديه حتى الآن هو “غابرييل”، ولا يعرف حتى من هو صاحبه.
الشاب الأشقر نظر إلى رين بعينين مشرقتين، وقال: “حسنًا، هذا يحسم الأمر إذن. سنمضي مع خطة غابرييل.”
تساءل في نفسه عما إذا كان قد انتقل إلى هذا العالم الغريب منذ مدة طويلة، وربما كان يعرف هؤلاء الشبان من قبل، ولكنه فقد ذاكرته بطريقة ما. هل من الممكن أن يكون عقله يلعب معه ألعابًا قاسية؟ ربما كان يظن أنه خرج للتو من تلك الغرفة، في حين أن الحقيقة أكثر تعقيدًا بكثير.
أومأ رين برأسه بهدوء، محاولًا إخفاء كل ارتباكه الداخلي. كانت هذه الحركة الصغيرة قد تبدو طبيعية، ولكن في داخله كان يحاول فهم الوضع بأكمله. هل هو جزء من لعبة أكبر؟
جلس رين في المكان المخصص له، أمام شاب متحمس كان واضحًا أنه من النوع الذي لا يستطيع البقاء صامتًا لفترة طويلة.
بدأ في تحليل الوضع من جديد. كان واضحًا أن هذه المجموعة، بما في ذلك الشاب الذي يتحدث إليه، في موقف صعب. كانوا يناقشون خططًا ويصوتون عليها، مما يعني أن هناك تهديدًا يواجهونه. ومن الواضح أن خطة غابرييل ليست مثالية، لذا كان هناك تردد في تبنيها.
“هاي، مهلاً رين، ما خطبك؟”
إذا كانت هذه المجموعة حقًا من البشر، فربما يكون هو بطريقة ما قد فقد ذاكرته أو تعرض لخداع. وإذا كانوا شيئًا آخر، فعليه الحذر. الأوهام يمكن أن تكون مخادعة، وأحيانًا تكون الأخطار في أكثر الأماكن التي تبدو أمانًا.
أومأ رين برأسه بهدوء، محاولًا إخفاء كل ارتباكه الداخلي. كانت هذه الحركة الصغيرة قد تبدو طبيعية، ولكن في داخله كان يحاول فهم الوضع بأكمله. هل هو جزء من لعبة أكبر؟
بالنظر إلى الموقف، لم يكن لديه الكثير من الخيارات. كان عليه أن يستمر في التظاهر بأنه يعرف ما يحدث، على الأقل حتى يتمكن من معرفة المزيد عن هذا العالم الغريب والموقف الذي وجد نفسه فيه.
عيناه اتسعتا قليلاً، وهو يفكر بسرعة. “غابرييل؟” “خطة؟” “أي خطة بحق الجحيم؟” غمرته الأفكار والأسئلة في لحظة واحدة. كيف يعرف هذا الشاب اسمه؟ ولماذا يتحدث وكأنهما أصدقاء؟ بل والأغرب، كيف يتصرف وكأنهما في وضع مألوف؟ شعر وكأن رأسه يغلي من الارتباك. لكن وسط هذا الفوضى، حاول الحفاظ على هدوئه.
راودت رين أفكار مضطربة، محاولًا ترتيب الأحداث في ذهنه. كان من المستحيل أن يجزم ما الذي يجري حوله. أمامه مئات، بل آلاف السيناريوهات المحتملة، وكلها تقود إلى استنتاج واحد: هذا العالم الذي وجد نفسه فيه ليس طبيعيًا بأي شكل من الأشكال. شيء ما هنا ينتهك قوانين الواقع كما يعرفها.
ردّ بصوت واثق، محاولاً الاندماج في الوضع: “هناك بعض الإشكاليات في الخطة التي اقترحها غابرييل، لكني أفضل اتباعها. إنها أفضل طريق لنا حاليًا، لذا نعم، أنا موافق.”
تساءل في نفسه عما إذا كان قد انتقل إلى هذا العالم الغريب منذ مدة طويلة، وربما كان يعرف هؤلاء الشبان من قبل، ولكنه فقد ذاكرته بطريقة ما. هل من الممكن أن يكون عقله يلعب معه ألعابًا قاسية؟ ربما كان يظن أنه خرج للتو من تلك الغرفة، في حين أن الحقيقة أكثر تعقيدًا بكثير.
جلس رين في المكان المخصص له، أمام شاب متحمس كان واضحًا أنه من النوع الذي لا يستطيع البقاء صامتًا لفترة طويلة.
تلك النظرية، رغم كونها محض افتراض، بدت منطقية بشكل مقلق. ربما كان محاصرًا في حلقة من النسيان، حيث يُنزع منه إدراكه بين الحين والآخر. كان ذلك مجرد احتمال صغير، ولكنه كافٍ ليجعله يتساءل عن صحة إدراكه للأحداث.
“هاه، هل هذه إحدى دعاباتك، رين؟” قال الشاب بنبرة تجمع بين المزاح والقلق. “جدياً، الوقت غير مناسب الآن. يجب علينا البقاء هادئين قدر الإمكان.”
ثم جاءت تلك الأفكار المظلمة الأخرى، التي لا تقل رعبًا: ماذا لو كانت هذه الفرقة مجرد وهم؟ أو ما هو أسوأ، مجموعة من الكائنات المتنكرة في هيئة بشرية؟ ربما يكون كل شيء حوله مجرد حيلة لإيهامه، لإرباكه ودفعه إلى خطأ قاتل.
“آه، إنه رين! هيا، تفضل يا أخي، أهلاً بك!”
شعر بوخزة برد في عموده الفقري، لم يستطع أن يتجاهل فكرة أن كل شيء من حوله يمكن أن يكون فخًا مُتقنًا، فخاً نصبه له كيان ما، أو قوى تتجاوز إدراكه.
“هاي، مهلاً رين، ما خطبك؟”
بدأ في تحليل الوضع من جديد. كان واضحًا أن هذه المجموعة، بما في ذلك الشاب الذي يتحدث إليه، في موقف صعب. كانوا يناقشون خططًا ويصوتون عليها، مما يعني أن هناك تهديدًا يواجهونه. ومن الواضح أن خطة غابرييل ليست مثالية، لذا كان هناك تردد في تبنيها.
وقف بينهم، يراقب تحركاتهم وحواراتهم، محاولًا استيعاب أي إشارة تدل على طبيعتهم الحقيقية. كانوا يتصرفون بشكل طبيعي، ولكن هذا بالذات ما كان يثير شكوكه. أحيانًا تكون الطمأنينة هي أكبر الأدلة على الخداع.
قبل أن ينتهي من التفكير في هذا الوضع الغريب، جاءه صوت مبحوح من بين الأشجار، صوت بدا وكأنه مألوف.
أمام هذا الكم من الاحتمالات المقلقة، قرر أن يحتفظ ببرودته. كان عليه أن يراقب، أن يختبر، وأن يحاول فهم العالم الجديد الذي وجد نفسه فيه. ربما كانت الحقيقة تلوح له في مكان ما، وسط هذا الغموض الكثيف.
التفت نحو المجموعة، ولاحظ أنهم كانوا يراقبونه، منتظرين إجابته. بدا الأمر وكأنه مشهد مأخوذ من حياة شخص آخر، كأنه لم يكن هو نفسه من يتحدث ويصدر الأحكام. لكن في داخله كان الشك ينهش، ما إذا كان هؤلاء الأشخاص حقًا من يبدون عليه أم أنهم مجرد خيال أو شيء أسوأ.
تلك النظرية، رغم كونها محض افتراض، بدت منطقية بشكل مقلق. ربما كان محاصرًا في حلقة من النسيان، حيث يُنزع منه إدراكه بين الحين والآخر. كان ذلك مجرد احتمال صغير، ولكنه كافٍ ليجعله يتساءل عن صحة إدراكه للأحداث.
دفع رين تلك الأفكار المخيفة إلى زاوية منسية من عقله. كان عليه التركيز الآن على مهمته الرئيسية: الاندماج مع هذه المجموعة دون جذب الكثير من الانتباه. عليه أن يفهم الوضع الحالي، وما الذي يجري هنا، والأهم من ذلك، أن يعرف أسماء هؤلاء الأشخاص الذين وجد نفسه محاطًا بهم. الاسم الوحيد الذي لديه حتى الآن هو “غابرييل”، ولا يعرف حتى من هو صاحبه.
الشاب الأشقر استمر في التحديق برين، وجهه يعبر عن القلق والحيرة. “رين، بحق السماء، هل أنت بخير؟” سأل مرة أخرى، صوته مليء بالقلق الحقيقي.
التفت نحو المجموعة، ولاحظ أنهم كانوا يراقبونه، منتظرين إجابته. بدا الأمر وكأنه مشهد مأخوذ من حياة شخص آخر، كأنه لم يكن هو نفسه من يتحدث ويصدر الأحكام. لكن في داخله كان الشك ينهش، ما إذا كان هؤلاء الأشخاص حقًا من يبدون عليه أم أنهم مجرد خيال أو شيء أسوأ.
لاحظ أن هناك ثمانية شبان آخرين، باستثناء الشاب الأشقر ونفسه، مما يجعل العدد الإجمالي عشرة أشخاص. خطوة بخطوة، اقترب من جذع الشجرة الذي كان يجلس عليه خمسة منهم.
نظر رين بعيون ضيقة، محاولًا استيعاب الوضع، ثم سأل ببرود: “من أنتم؟ وماذا تريدون؟”
راودت رين أفكار مضطربة، محاولًا ترتيب الأحداث في ذهنه. كان من المستحيل أن يجزم ما الذي يجري حوله. أمامه مئات، بل آلاف السيناريوهات المحتملة، وكلها تقود إلى استنتاج واحد: هذا العالم الذي وجد نفسه فيه ليس طبيعيًا بأي شكل من الأشكال. شيء ما هنا ينتهك قوانين الواقع كما يعرفها.
ببرود مصطنع، تحدث قائلاً: “أفسحوا لي مكانًا للجلوس، أنا متعب.”
رفعت المجموعة رؤوسهم نحوه، بعدما كانوا في خضم نقاش، وبدون تردد جاء الرد في انسجام تام، كأنهم كانوا ينتظرونه.
“آه، إنه رين! هيا، تفضل يا أخي، أهلاً بك!”
“أسرع يا ثيودور، انهض من هناك، دع رين يجلس هنا!”
ردّ بصوت واثق، محاولاً الاندماج في الوضع: “هناك بعض الإشكاليات في الخطة التي اقترحها غابرييل، لكني أفضل اتباعها. إنها أفضل طريق لنا حاليًا، لذا نعم، أنا موافق.”
لم يكن يتوقع هذا الترحيب الحماسي، ولكنه شعر بنوع من الراحة لرؤية ردود الفعل الإيجابية منهم. كانت هذه المفاجأة الصغيرة باعثة على الطمأنينة، وإن كانت مجرد إشارة صغيرة. كما أنه تمكن من الحصول على اسم آخر، “ثيودور”.
شعر رين بأن العالم ينقلب رأسًا على عقب. رغم كل ما مر به، كل غرابة الأوضاع التي عاشها مؤخرًا، فإن ما يراه الآن أمامه يبدو وكأنه ضربٌ من الجنون. كان قد فتح شرخًا في الهواء وسحبه كتاب غامض حتى فقد وعيه، فعل المستحيل ليهرب من غرفة مهجورة لا نوافذ لها. ومع ذلك، وجد نفسه الآن في هذا المكان الغريب. غابة تبدو كأنها خرجت من كابوس، وقمر قرمزي يتربص به من السماء.
لاحظ أن هناك ثمانية شبان آخرين، باستثناء الشاب الأشقر ونفسه، مما يجعل العدد الإجمالي عشرة أشخاص. خطوة بخطوة، اقترب من جذع الشجرة الذي كان يجلس عليه خمسة منهم.
جلس رين في المكان المخصص له، أمام شاب متحمس كان واضحًا أنه من النوع الذي لا يستطيع البقاء صامتًا لفترة طويلة.
“رين، يا رين!” قال الشاب بعينين متوهجتين بالحماس. “عليَّ أن أشكرك، لا، الشكر وحده لا يكفي. إنها حياتي التي تدين لك بها. أنا ممتن حقًا لمساعدتك سابقًا، يا أخي!”
تفاجأ رين بهذا السيل من الامتنان. من الواضح أن هذا الشاب كان يرى فيه بطلاً أو منقذًا، لكن رين لم يكن لديه أدنى فكرة عما يتحدث عنه. رغم ذلك، حاول أن يبقى هادئًا ومتماسكًا.
“هاي، مهلاً رين، ما خطبك؟”
“أسرع يا ثيودور، انهض من هناك، دع رين يجلس هنا!”
رد بابتسامة صغيرة، محاولًا جمع المزيد من المعلومات: “لا داعي للشكر، فقط كنت أفعل ما يجب فعله.”
ببرود مصطنع، تحدث قائلاً: “أفسحوا لي مكانًا للجلوس، أنا متعب.”
كان يراقب بعناية تعابير الشاب، باحثًا عن أي إشارة قد تساعده في فهم المزيد عن علاقته بهذا العالم الغريب. هل كان هناك شيء فعله سابقًا يستحق هذا الامتنان؟ أم أن هذا جزء آخر من اللغز الذي يحتاج إلى حله؟
راودت رين أفكار مضطربة، محاولًا ترتيب الأحداث في ذهنه. كان من المستحيل أن يجزم ما الذي يجري حوله. أمامه مئات، بل آلاف السيناريوهات المحتملة، وكلها تقود إلى استنتاج واحد: هذا العالم الذي وجد نفسه فيه ليس طبيعيًا بأي شكل من الأشكال. شيء ما هنا ينتهك قوانين الواقع كما يعرفها.
تنهّد الشاب الأشقر براحة واضحة، متحدثًا بنبرة مرحة: “أوف، لقد أخفتني للحظة.” ثم أشار نحو المجموعة خلفه، قائلاً: “حسنًا، ما رأيك بالخطة التي طرحها غابرييل؟ أنت الوحيد الذي لم تصوت ونحن متعادلون حاليًا.”
“هل تمزح معي الآن؟” تمتم رين بغضب، غير مصدق لما يحدث. “فقط بعد أن خرجت من قفص الجحيم، أجد نفسي في غابة ملعونة؟ تبا… وما هذا القمر بحق…”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
