ظهور الإمبراطور ( 5)
75 – ظهور الإمبراطور (5)
(أعطتها الخنجر)
كان هيلموت مستلقيًا على أريكته ويحدق أمامه في ارتباك في الفاتيكان. وقفت أمامه مجموعة من الأفراد يرتدون بدلة تمثل الكاهن الأسود. يبدو أن رائحة البخور الكريهة التي ملأت الغرفة جعلتهم يشعرون بعدم الارتياح، لكن لم يكن بوسعهم فعل أي شيء حيال ذلك. لقد انتظروا بهدوء مرور العاصفة.
“ثم ما هو “ذلك” الذي تحاول قوله؟” – سأل هيلموت.
أمام قدمي هيلموت كان هناك أحد الكهنة السود الذين أرسلهم هيلموت لتهديد القديسة، مستلقيًا على بطنه ويتوسل إليه. ولكن بدلاً من أداء واجبه، حاول إقناع هيلموت مما جعل الجميع يتساءلون عما حدث له أثناء مهمته.
“اذهب وابحث عن القديسة. إما أن تقطع لسانها، أو تجعلها تقتل نفسها. لن يكون الأمر غير عادي لأن العديد من القديسات السابقات قد فعلوا ذلك أيضًا. “
“قداستك. أنا لا أحاول أن أعارضك. لن أفعل ذلك أبدًا. إنه فقط ذلك…”
ثم انتهى كل شيء في لمح البصر.
“ثم ما هو “ذلك” الذي تحاول قوله؟” – سأل هيلموت.
كان لوا وآيفي يعرفان بعضهما البعض منذ وقتهما معًا في **المهد**، حتى قبل أن تصبح آيفي قديسة. في الواقع، كانت لوا واحدة من الأطفال الذين ربتهم آيفي. على الرغم من وجود فجوة عمرية كبيرة بين الاثنين، إلا أن لوا اتبعت آيفي كما لو كانت أختها الكبرى. ضحكت آيفي على كلمات لوا، لكنها غطت فمها بسرعة.
قال الكاهن الأسود بحزم: “القديسة الجديدة ليست قديسة عادية، قداستك”.
“ولكن لماذا يهم حتى لو أنها فتحت بالفعل حجاب اللطف؟ أنتم جميعا حراس العقيدة. أليس من حقكم فقط أن تشهروا سيوفكم لتصحيح الأخطاء عندما أشير إلى الظلم؟””
نظر البابا بصمت إلى الكهنة السود الآخرين. كان معظمهم بلا تعبير، لكن القليل منهم كانوا ينظرون إلى زميلهم الكاهن الأسود المستلقي على وجهه مع تعبير ساخر؛ كان هذا الموقف والتعبير طبيعيًا بالنسبة لهم، معتبرين أنهم كانوا محققين يبحثون عن الهراطقة ويسمعون منهم كل أنواع المعلومات الإلحادسة. ولهذا السبب، لم يتخيل هيلموت أبدًا أن كاهنًا أسودًا يمكنه معارضته.
كان الكهنة السود مقتنعين، لكنهم لم يكونوا متأكدين تمامًا لأنهم اعتقدوا أنها كذبة غامضة جدًا بحيث لا يمكن اختلاقها.
“قداستك. رأيت ذلك، وشعرت به. كانت القديسة مختلفة عن الدمى في الماضي التي تم التحكم فيهم والتلاعب بهم. شعرت بإرادة جلالته من خلال عينيها وصوتها. اعتقدت ذات مرة أنها ربما كانت ممسوسة من قبل شيطان، ولكن في اللحظة التي رأيتها تفتح حجاب اللّطف، كان علي أن أغير رأيي. “
لم يتمكن الكاهن الأسود من إنهاء كلماته. أمسك فجأة برقبته كما لو كان يختنق، ولم يخرج حتى تأوه من فمه.
“هاه…”
“عذرًا؟”
“قداستك، من فضلك تراجع عن أوامرك بشأن القديسة. ويرجى الاستماع إلى صوتها. أنا متأكد من أنها ستكون مساعدة قيمة للكنيسة و…”
بعد أن أدركوا أن البواب لم يكن خصمًا عاديًا، هجم عليه جميع الكهنة السود في الحال.
لم يتمكن الكاهن الأسود من إنهاء كلماته. أمسك فجأة برقبته كما لو كان يختنق، ولم يخرج حتى تأوه من فمه.
غطت آيفي فمها بيدها وهي تتخيل ما كان على وشك الحدوث.
أدرك الكهنة السود الآخرون الذين كانوا يراقبون أن زميلهم الكاهن الأسود لن يكون قادرًا على الهروب من الموت.
“إما أن تقطعي لسانك أو تذبحي حلقك. سأترك لك الاختيار بين الاثنين. لقد أمر قداسته أن يبقي على حياتك إذا قطعت لسانك.
كان الكاهن الأسود يكافح على الأرض لأنه لا يستطيع التنفس، وسرعان ما لاحظ وجود ورم كبير منتفخ في الجزء الخلفي من يده. وبدأت الخُرّاجات والأورام المستديرة بالظهور في جميع أنحاء جسده. بعد فترة وجيزة، تضخم جسد الكاهن الأسود بالكامل بأورام كبيرة كما لو كان لديه فقاعات تنمو تحت جلده، وسقط على الأرض. سيكون من الصعب على أي شخص أن يعتقد أنه كان إنسانًا في وقت ما، لكنه كان يتلوى بصوت ضعيف كما لو كان لا يزال على قيد الحياة ويتنفس.
“اقطعيه.”
“احبسوا هذا المرتدّ في الزنزانة”، أمر هيلموت وذقنه مرفوعة، كما لو أنه لا يملك حتى الطاقة للغضب.
شعرت آيفي وكأنها سوف تغمى عليها في أي لحظة. أدارت الكاهنة مقبض الخنجر وأمسكت به أمام آيفي.
كان البخور فعالا في تهدئة عقله وإزالة رائحة الدم، لكنه جعله يشعر بالخمول أيضا.
كان البخور فعالا في تهدئة عقله وإزالة رائحة الدم، لكنه جعله يشعر بالخمول أيضا.
قام عدد قليل من الكهنة السود بسحب زميلهم -الذي أصبح كرة من الأورام- بهدوء خارج الغرفة.
“أ-أمرتك؟ أفعلتُ ذلك؟”
“هل هناك أي شيء آخر ترغبون جميعًا في قوله؟” سأل هيلموت وهو يتجه نحو الكهنة السود المتبقين.
“هل انت اصم؟ لقد قلت لك أن تبتعد!”
“هل صحيح أن القديسة فتحت حجاب اللطف؟”
كان البخور فعالا في تهدئة عقله وإزالة رائحة الدم، لكنه جعله يشعر بالخمول أيضا.
هز هيلموت رأسه عند السؤال.
“هل هناك أي شيء آخر ترغبون جميعًا في قوله؟” سأل هيلموت وهو يتجه نحو الكهنة السود المتبقين.
“كان هناك حارس أمن رآها وهي تغادر الفاتيكان في منتصف الليل، لكن لم يراها أحد وهي تدخل القصر الإمبراطوري. ناهيك عن أن القديسة لم تغادر الفاتيكان منذ تلك الليلة. لا شيء واضح.”
“قداستك، من فضلك تراجع عن أوامرك بشأن القديسة. ويرجى الاستماع إلى صوتها. أنا متأكد من أنها ستكون مساعدة قيمة للكنيسة و…”
كان الكهنة السود مقتنعين، لكنهم لم يكونوا متأكدين تمامًا لأنهم اعتقدوا أنها كذبة غامضة جدًا بحيث لا يمكن اختلاقها.
في لحظة واحدة فقط، تُركت آيفي وحدها في الممر، وغمرها شعور مشؤوم. وسرعان ما خرج الأشخاص الذين يرتدون بدلات ترمز إلى وضعهم ككهنة سود من خلف عمود ضخم وأحاطوا بآيفي. توهجت العصي والخناجر في أيديهم بشكل مشؤوم في ضوء غروب الشمس. شعرت آيفي بالاختناق. كان لديها حدس أنه لن يأتي أحد لإنقاذها حتى لو صرخت.
“ولكن لماذا يهم حتى لو أنها فتحت بالفعل حجاب اللطف؟ أنتم جميعا حراس العقيدة. أليس من حقكم فقط أن تشهروا سيوفكم لتصحيح الأخطاء عندما أشير إلى الظلم؟””
كان هيلموت مستلقيًا على أريكته ويحدق أمامه في ارتباك في الفاتيكان. وقفت أمامه مجموعة من الأفراد يرتدون بدلة تمثل الكاهن الأسود. يبدو أن رائحة البخور الكريهة التي ملأت الغرفة جعلتهم يشعرون بعدم الارتياح، لكن لم يكن بوسعهم فعل أي شيء حيال ذلك. لقد انتظروا بهدوء مرور العاصفة.
“كل شيء كما تقول، قداستك.”
“ربما يكون السبب في ذلك هو أنك تحت ضغط كبير. إنه لشرف كبير أن تصبحي قديسة، ولكنها ليست مهمة سهلة. علاوة على ذلك، عليك أن تقابلي هذا البابا المنحرف جدًا،” ردت لوا -وهي كاهنة شابة متدربة- على شكوى آيفي.
أجاب الكهنة السود دون تردد، وكان هيلموت راضيا بإجاباتهم.
“مـ-من فضلك لا تفعل هذا…”
كان الكهنة السود عبارة عن مجموعة من المحققين المختارين بعناية والتي أنشأها هيلموت والذين كانوا موالين له بشكل خاص. كان حصول القديسة على أحد الكهنة السود بجانبها أمرًا غير متوقع تمامًا، لكن مثل هذا الحادث أثبت مدى خطورتها. إذا كانت قادرة على الحصول على كاهن أسود من بين جميع الأشخاص ليقف إلى جانبها، فسيكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يبدأ الآخرون في دعمها أيضًا. أصبح هيلموت أكثر تصميماً.
نظر البابا بصمت إلى الكهنة السود الآخرين. كان معظمهم بلا تعبير، لكن القليل منهم كانوا ينظرون إلى زميلهم الكاهن الأسود المستلقي على وجهه مع تعبير ساخر؛ كان هذا الموقف والتعبير طبيعيًا بالنسبة لهم، معتبرين أنهم كانوا محققين يبحثون عن الهراطقة ويسمعون منهم كل أنواع المعلومات الإلحادسة. ولهذا السبب، لم يتخيل هيلموت أبدًا أن كاهنًا أسودًا يمكنه معارضته.
“اذهب وابحث عن القديسة. إما أن تقطع لسانها، أو تجعلها تقتل نفسها. لن يكون الأمر غير عادي لأن العديد من القديسات السابقات قد فعلوا ذلك أيضًا. “
“هاه…”
***
“ثم ما هو “ذلك” الذي تحاول قوله؟” – سأل هيلموت.
خارج الفاتيكان، كان هناك دار صغيرة للأيتام تعمل كمدرسة. كان المكان يسمى **المهد**، وتم إحضار الأيتام من جميع أنحاء الإمبراطورية. لقد قاموا بتربية الموهوبين بينهم ككهنة للكنيسة، بينما تم تعليم أولئك الذين ليس لديهم موهبة أن يكونوا مخلصين للإمبراطورية ويتم إرسالهم إلى المجتمع عند بلوغهم سنًا مناسبًا. كانت آيفي أيضًا من المهد.
نظرت آيفي إلى البواب بنظرة مذهولة.
قالت آيفي: “أشعر وكأنني أنسى ذكرياتي كثيرًا هذه الأيام”.
“كل شيء كما تقول، قداستك.”
“ربما يكون السبب في ذلك هو أنك تحت ضغط كبير. إنه لشرف كبير أن تصبحي قديسة، ولكنها ليست مهمة سهلة. علاوة على ذلك، عليك أن تقابلي هذا البابا المنحرف جدًا،” ردت لوا -وهي كاهنة شابة متدربة- على شكوى آيفي.
كان الكاهن الأسود يلوح بيده الفارغة فقط. وقبل أن يعرف أحد ذلك، قام البواب بسرعة بتحريك ممسحته لأخذ العصا من يدي الكاهن الأسود.
كان لوا وآيفي يعرفان بعضهما البعض منذ وقتهما معًا في **المهد**، حتى قبل أن تصبح آيفي قديسة. في الواقع، كانت لوا واحدة من الأطفال الذين ربتهم آيفي. على الرغم من وجود فجوة عمرية كبيرة بين الاثنين، إلا أن لوا اتبعت آيفي كما لو كانت أختها الكبرى. ضحكت آيفي على كلمات لوا، لكنها غطت فمها بسرعة.
وكانت النتيجة فورية.
“لوا، لا يمكنك قول أشياء كهذه بتهور. سوف تقع في مشكلة كبيرة إذا سمعك قداسته.”
غطت آيفي فمها بيدها وهي تتخيل ما كان على وشك الحدوث.
“هل تعتقد أنه سيؤذي حتى طفل صغير مثلي؟ آه، بعد إعادة التفكير، قد يفعل ذلك بالفعل، مع الأخذ في الاعتبار مدى قبحه.””
لم تتمكن آيفي من التحرك بوصة واحدة.
واصلت لوا لعنَ البابا بجُرْأة. بينما كانت آيفي متوترة إذا كان شخص ما قد يسمع لوا، كانت شفتاها ترتعشان، لأنها أرادت بشدة أن تتفق مع كلمات لوا. نظرًا لأن كل من حولها قد تم استبدالهم بالأشخاص الذين اختارهم البابا بعد أن أصبحت قديسة، كانت آيفي ممتنة لوجود شخص مثل لوا للتحدث معه.
عبس الكاهن الأسود الذي كان يحمل العصا، ودفع صدر البواب بطرف عصاه.
بينما كانت آيفي تمشي وهي تمسك بيد لوا، نظرت إلى الوراء على طول الطريق إلى المهجع. لقد كانت تشعر أن هذا المشهد كان مملاً للغاية في الماضي، لكنها الآن تفتقده أكثر من أي شيء آخر. الفرصة الوحيدة التي حصلت عليها لقضاء بعض الوقت مع لوا كانت مرة واحدة يوميًا، عندما كانت لوا عائدة إلى المهجع من المهد.
“ولكن لماذا يهم حتى لو أنها فتحت بالفعل حجاب اللطف؟ أنتم جميعا حراس العقيدة. أليس من حقكم فقط أن تشهروا سيوفكم لتصحيح الأخطاء عندما أشير إلى الظلم؟””
“لأكون صادقةً، على الرغم من أنني أشعر أن الأمر غريب بعض الشيء، إلا أنني سعيدة لأنك أصبحت قديسة. الآنسة آيفي كقديسة. قديسة… حسنًا، إنه منصب مشرف وعظيم للغاية، أليس كذلك؟”
“احبسوا هذا المرتدّ في الزنزانة”، أمر هيلموت وذقنه مرفوعة، كما لو أنه لا يملك حتى الطاقة للغضب.
“أشعر أيضًا بالغرابة. لا أعتقد أن الأمر يناسبني كثيرًا على أية حال.”
“ولكن لماذا يهم حتى لو أنها فتحت بالفعل حجاب اللطف؟ أنتم جميعا حراس العقيدة. أليس من حقكم فقط أن تشهروا سيوفكم لتصحيح الأخطاء عندما أشير إلى الظلم؟””
“مستحيل. يقول الأطفال الآخرون أنك تغيرت منذ اليوم الذي أصبحت فيه قديسة. يعتقدون أنك رائعةٌ حقًا. لكن الآنسة آيفي لا تزال الآنسة آيفي. سيكون من الرائع أن أتمكن من مناداتك بالأخت الكبرى آيفي مثل الماضي…”
“م-ماذا…ولكن كيف…”
ابتسمت آيفي بمرارة على كلمات لوا. يمكن أن تشعر آيفي أيضًا أن الطريقة التي يعاملها بها الآخرون قد تغيرت، فقد نظروا إليها جميعًا بخوف واحترام في نفس الوقت، وكان الأمر برمته غير مألوف تمامًا بالنسبة إلى آيفي. شعرت آيفي بالغرابة – عندما اعتقدت أن فتاة يتيمة من المهد كانت تحظى بالاحترام لأنها أصبحت قديسة. حتى فرسان الهيكل الذين كانوا يتجاهلونها، ولم ينظروا إليها أبدًا، أحنووا رؤوسهم الآن وأظهروا لها الاحترام. لكن كان لدى آيفي شعور بأنهم يعبرون عن احترامهم لشخص آخر وليس لها.
“إذا لم تتمكن من القيام بذلك بنفسك، فسوف أساعدك. ما عليك سوى اختيار أي من الخيارين الذي تريده.”
‘ربما يتعلق الأمر بفقدان الذاكرة في بعض الأحيان.’
“ربما يكون السبب في ذلك هو أنك تحت ضغط كبير. إنه لشرف كبير أن تصبحي قديسة، ولكنها ليست مهمة سهلة. علاوة على ذلك، عليك أن تقابلي هذا البابا المنحرف جدًا،” ردت لوا -وهي كاهنة شابة متدربة- على شكوى آيفي.
وفقًا لما سمعته، نزلت نبوءة عن **هيفيدين** في اليوم الذي تم تعيينها فيه كقديسة. لم يكن لدى آيفي ذاكرة على الإطلاق، وكان فقدان الذاكرة هذا يحدث أكثر فأكثر في الآونة الأخيرة – مثل الوقت الذي كانت فيه تستحم، لكنها فتحت عينيها فجأة لتكتشف أنها كانت مستلقية على أريكتها مرتدية ملابس خارجية. لم تستطع آيفي إلا أن تشعر بالخوف لأنها لم تستطع معرفة ما كان يحدث خلال الأوقات التي فقدت فيها ذاكرتها.
في لحظة واحدة فقط، تُركت آيفي وحدها في الممر، وغمرها شعور مشؤوم. وسرعان ما خرج الأشخاص الذين يرتدون بدلات ترمز إلى وضعهم ككهنة سود من خلف عمود ضخم وأحاطوا بآيفي. توهجت العصي والخناجر في أيديهم بشكل مشؤوم في ضوء غروب الشمس. شعرت آيفي بالاختناق. كان لديها حدس أنه لن يأتي أحد لإنقاذها حتى لو صرخت.
“حسنا، سأذهب بعد ذلك. أراك في المرة القادمة يا آنسة آيفي!
وكانت النتيجة فورية.
عندما وصلوا أمام المهجع، لوحت لوا بيدها وغادرت أولاً.
ابتسمت آيفي بمرارة على كلمات لوا. يمكن أن تشعر آيفي أيضًا أن الطريقة التي يعاملها بها الآخرون قد تغيرت، فقد نظروا إليها جميعًا بخوف واحترام في نفس الوقت، وكان الأمر برمته غير مألوف تمامًا بالنسبة إلى آيفي. شعرت آيفي بالغرابة – عندما اعتقدت أن فتاة يتيمة من المهد كانت تحظى بالاحترام لأنها أصبحت قديسة. حتى فرسان الهيكل الذين كانوا يتجاهلونها، ولم ينظروا إليها أبدًا، أحنووا رؤوسهم الآن وأظهروا لها الاحترام. لكن كان لدى آيفي شعور بأنهم يعبرون عن احترامهم لشخص آخر وليس لها.
وقفت آيفي هناك لفترة طويلة بينما كانت تلوح للوا. عادت آيفي بهدوء إلى غرفتها بعد أن اختفت لوا تمامًا عن نظرها، وتبعتها الكاهنة التي كانت تنتظر مساعدتها.
“أنا لينلي لوين، قائد الحرس الإمبراطوري. لقد أمرني جلالة الملك بحمايتك.”
وكان ظل الأعمدة يتدلى مع غروب الشمس. لقد كان مشهدا كئيبا.
كان الكهنة السود مقتنعين، لكنهم لم يكونوا متأكدين تمامًا لأنهم اعتقدوا أنها كذبة غامضة جدًا بحيث لا يمكن اختلاقها.
في تلك اللحظة، شعرت آيفي عن غير قصد بشعور غريب. على الرغم من أن الممر الذي كانت فيه لم يكن به عادةً الكثير من الأشخاص، إلا أنها كانت المرة الأولى التي ترى فيها الممر فارغًا تمامًا، مع عدم وجود شخص واحد في الأفق. عندما نظرت آيفي إلى الوراء بفضول، وتساءلت عما إذا كان الممر خلفها فارغًا أيضًا، لاحظت أن الكاهنتين اللتين كانتا تتبعانها قد أغلقتا باب الممر وغادرتا.
“إذا نطقت ولو بكلمة واحدة، فلن ينتهي الأمر بموتك فقط.”
في لحظة واحدة فقط، تُركت آيفي وحدها في الممر، وغمرها شعور مشؤوم. وسرعان ما خرج الأشخاص الذين يرتدون بدلات ترمز إلى وضعهم ككهنة سود من خلف عمود ضخم وأحاطوا بآيفي. توهجت العصي والخناجر في أيديهم بشكل مشؤوم في ضوء غروب الشمس. شعرت آيفي بالاختناق. كان لديها حدس أنه لن يأتي أحد لإنقاذها حتى لو صرخت.
فتح البواب فمه لأول مرة.
“مـ-من فضلك لا تفعل هذا…”
75 – ظهور الإمبراطور (5)
ارتجفت ساقا آيفي، لكن الكهنة السود اقتربوا منها دون أن يقولوا كلمة واحدة. وقفت كاهنة شاحبة المظهر ترتدي بدلة كاهن سوداء أمام آيفي، ومدت خنجرها ببطء أمام آيفي.
هز هيلموت رأسه عند السؤال.
شعرت آيفي وكأنها سوف تغمى عليها في أي لحظة. أدارت الكاهنة مقبض الخنجر وأمسكت به أمام آيفي.
جميع الكهنة السود الذين كانوا يحيطون بـ آيفي حتى لحظة مضت كانوا يئنون وهم يتدحرجون على الأرض. كانت عظامهم مكسورة ومفككة، لكن لم يمت أحد.
(أعطتها الخنجر)
فتح البواب فمه لأول مرة.
“اقطعيه.”
حاولت الكاهنة السوداء التي كانت تهدد آيفي أن تأخذها كرهينة كملاذ أخير، لكن انتهى بها الأمر بالسقوط على الأرض عندما ضربها دلو ماء الممسحة على رأسها.
“عذرًا؟”
خارج الفاتيكان، كان هناك دار صغيرة للأيتام تعمل كمدرسة. كان المكان يسمى **المهد**، وتم إحضار الأيتام من جميع أنحاء الإمبراطورية. لقد قاموا بتربية الموهوبين بينهم ككهنة للكنيسة، بينما تم تعليم أولئك الذين ليس لديهم موهبة أن يكونوا مخلصين للإمبراطورية ويتم إرسالهم إلى المجتمع عند بلوغهم سنًا مناسبًا. كانت آيفي أيضًا من المهد.
“إما أن تقطعي لسانك أو تذبحي حلقك. سأترك لك الاختيار بين الاثنين. لقد أمر قداسته أن يبقي على حياتك إذا قطعت لسانك.
أومأ البواب برأسه وهو يسحب أصابعه من كمه الممزق.
كانت آيفي على وشك الصراخ، وانهمرت الدموع على وجهها. لم ترتكب أي جريمة، في الواقع، لم تفعل شيئًا سوى فعل ما قاله البابا، والتعرض للضرب والخضوع له. لم تستطع آيفي أن تفهم سبب محاولة البابا إيذاءها.
وكان ظل الأعمدة يتدلى مع غروب الشمس. لقد كان مشهدا كئيبا.
“إذا لم تتمكن من القيام بذلك بنفسك، فسوف أساعدك. ما عليك سوى اختيار أي من الخيارين الذي تريده.”
“كان هناك حارس أمن رآها وهي تغادر الفاتيكان في منتصف الليل، لكن لم يراها أحد وهي تدخل القصر الإمبراطوري. ناهيك عن أن القديسة لم تغادر الفاتيكان منذ تلك الليلة. لا شيء واضح.”
نظرت آيفي حولها على عجل، لكن لم يكن هناك مَن يُطلب منه المساعدة ولا أي فجوة يمكنها الهروب منها – كان اثنا عشر كاهنًا أسود يحيطون بها دون منحها فرصة للهرب.
اقترب أحد الكهنة السود، ممسكًا بعصا في يده، من البواب. كان البواب يراقب بهدوء كما لو أنه لا يعرف ما كان يفعله الكهنة السود.
ثم رأت آيفي فجأة رجلاً لم يكن يرتدي ملابس سوداء؛ كان رجلاً يرتدي ملابس رثة ويحمل دلوًا وممسحة. استطاع آيفي أن تقول على الفور أنه كان بوابًا يقوم بتنظيف الفاتيكان.
أجاب الكهنة السود دون تردد، وكان هيلموت راضيا بإجاباتهم.
تابع الكهنة السود نظرة القديسة، وشعروا بالاستياء عندما لاحظوا البواب.
كانت آيفي على وشك الصراخ، وانهمرت الدموع على وجهها. لم ترتكب أي جريمة، في الواقع، لم تفعل شيئًا سوى فعل ما قاله البابا، والتعرض للضرب والخضوع له. لم تستطع آيفي أن تفهم سبب محاولة البابا إيذاءها.
“ماذا يحدث هنا؟ أعتقد أننا تأكدنا من عدم دخول أحد إلى الممر”.
أصبح وجه الكاهن الأسود الذي يحمل العصا مشوهًا بسبب كلماته. وسرعان ما تواصل الكهنة السود مع بعضهم البعض.
“يبدو أن لا أحد يقوم بعمله بشكل صحيح… أعده قبل فوات الأوان.”
كان لوا وآيفي يعرفان بعضهما البعض منذ وقتهما معًا في **المهد**، حتى قبل أن تصبح آيفي قديسة. في الواقع، كانت لوا واحدة من الأطفال الذين ربتهم آيفي. على الرغم من وجود فجوة عمرية كبيرة بين الاثنين، إلا أن لوا اتبعت آيفي كما لو كانت أختها الكبرى. ضحكت آيفي على كلمات لوا، لكنها غطت فمها بسرعة.
اقترب أحد الكهنة السود، ممسكًا بعصا في يده، من البواب. كان البواب يراقب بهدوء كما لو أنه لا يعرف ما كان يفعله الكهنة السود.
اتسعت عيون آيفي عندما رأت ما كان على إصبعه – كان خاتمًا يرمز إلى الحرس الإمبراطوري.
أرادت آيفي أن تطلب منه المساعدة، لكن الكاهنة ضغطت بخنجر على مؤخرة رقبتها.
“لأكون صادقةً، على الرغم من أنني أشعر أن الأمر غريب بعض الشيء، إلا أنني سعيدة لأنك أصبحت قديسة. الآنسة آيفي كقديسة. قديسة… حسنًا، إنه منصب مشرف وعظيم للغاية، أليس كذلك؟”
“إذا نطقت ولو بكلمة واحدة، فلن ينتهي الأمر بموتك فقط.”
عندما وصلوا أمام المهجع، لوحت لوا بيدها وغادرت أولاً.
لم تتمكن آيفي من التحرك بوصة واحدة.
“ماذا يحدث هنا؟ أعتقد أننا تأكدنا من عدم دخول أحد إلى الممر”.
“نحن مشغولون بواجباتنا التحقيقية. عد ونظف الأماكن الأخرى أولاً!” صاح الكاهن الأسود الذي يحمل العصا في وجه البواب.
خارج الفاتيكان، كان هناك دار صغيرة للأيتام تعمل كمدرسة. كان المكان يسمى **المهد**، وتم إحضار الأيتام من جميع أنحاء الإمبراطورية. لقد قاموا بتربية الموهوبين بينهم ككهنة للكنيسة، بينما تم تعليم أولئك الذين ليس لديهم موهبة أن يكونوا مخلصين للإمبراطورية ويتم إرسالهم إلى المجتمع عند بلوغهم سنًا مناسبًا. كانت آيفي أيضًا من المهد.
ومع ذلك، لم يتزحزح البواب – لقد حدق ببساطة في الكهنة السود بصمت.
“أ-أمرتك؟ أفعلتُ ذلك؟”
عبس الكاهن الأسود الذي كان يحمل العصا، ودفع صدر البواب بطرف عصاه.
“قداستك، من فضلك تراجع عن أوامرك بشأن القديسة. ويرجى الاستماع إلى صوتها. أنا متأكد من أنها ستكون مساعدة قيمة للكنيسة و…”
“هل انت اصم؟ لقد قلت لك أن تبتعد!”
(أعطتها الخنجر)
“أيها الكهنة، ما هو واجبكم الذي يتطلب منكم استخدام الخناجر داخل الفاتيكان؟”
أجاب الكهنة السود دون تردد، وكان هيلموت راضيا بإجاباتهم.
فتح البواب فمه لأول مرة.
كان الكاهن الأسود يلوح بيده الفارغة فقط. وقبل أن يعرف أحد ذلك، قام البواب بسرعة بتحريك ممسحته لأخذ العصا من يدي الكاهن الأسود.
أصبح وجه الكاهن الأسود الذي يحمل العصا مشوهًا بسبب كلماته. وسرعان ما تواصل الكهنة السود مع بعضهم البعض.
وكانت النتيجة فورية.
قال الكاهن الأسود: “إن عينيك ولسانك عديمي الفائدة يقصّران حياتك”.
“أشعر أيضًا بالغرابة. لا أعتقد أن الأمر يناسبني كثيرًا على أية حال.”
ضرب الكاهن الأسود بعصاه تجاه البواب. يمكن للعصا المصنوعة من الفولاذ أن تكسر رأس الإنسان بسهولة دفعة واحدة.
“هل انت اصم؟ لقد قلت لك أن تبتعد!”
غطت آيفي فمها بيدها وهي تتخيل ما كان على وشك الحدوث.
ثم رأت آيفي فجأة رجلاً لم يكن يرتدي ملابس سوداء؛ كان رجلاً يرتدي ملابس رثة ويحمل دلوًا وممسحة. استطاع آيفي أن تقول على الفور أنه كان بوابًا يقوم بتنظيف الفاتيكان.
ومع ذلك، فإن العصا لم تتمكن حتى من التعامل مع البواب.
“عذرًا؟”
“هاه؟”
ثم انتهى كل شيء في لمح البصر.
كان الكاهن الأسود يلوح بيده الفارغة فقط. وقبل أن يعرف أحد ذلك، قام البواب بسرعة بتحريك ممسحته لأخذ العصا من يدي الكاهن الأسود.
“هل انت اصم؟ لقد قلت لك أن تبتعد!”
ثم انتهى كل شيء في لمح البصر.
اقترب أحد الكهنة السود، ممسكًا بعصا في يده، من البواب. كان البواب يراقب بهدوء كما لو أنه لا يعرف ما كان يفعله الكهنة السود.
لف البواب يديْ ورقبة الكاهن الأسود بالممسحة، وسحبه إلى الأمام. تأرجح جسد الكاهن الأسود في الهواء، واصطدم رأسه بالأرض، مما تسبب في إغماءه أثناء ظهور الرغوة في فمه.
ومع ذلك، فإن العصا لم تتمكن حتى من التعامل مع البواب.
بعد أن أدركوا أن البواب لم يكن خصمًا عاديًا، هجم عليه جميع الكهنة السود في الحال.
ومع ذلك، لم يتزحزح البواب – لقد حدق ببساطة في الكهنة السود بصمت.
وكانت النتيجة فورية.
‘ربما يتعلق الأمر بفقدان الذاكرة في بعض الأحيان.’
جميع الكهنة السود الذين كانوا يحيطون بـ آيفي حتى لحظة مضت كانوا يئنون وهم يتدحرجون على الأرض. كانت عظامهم مكسورة ومفككة، لكن لم يمت أحد.
وفقًا لما سمعته، نزلت نبوءة عن **هيفيدين** في اليوم الذي تم تعيينها فيه كقديسة. لم يكن لدى آيفي ذاكرة على الإطلاق، وكان فقدان الذاكرة هذا يحدث أكثر فأكثر في الآونة الأخيرة – مثل الوقت الذي كانت فيه تستحم، لكنها فتحت عينيها فجأة لتكتشف أنها كانت مستلقية على أريكتها مرتدية ملابس خارجية. لم تستطع آيفي إلا أن تشعر بالخوف لأنها لم تستطع معرفة ما كان يحدث خلال الأوقات التي فقدت فيها ذاكرتها.
حاولت الكاهنة السوداء التي كانت تهدد آيفي أن تأخذها كرهينة كملاذ أخير، لكن انتهى بها الأمر بالسقوط على الأرض عندما ضربها دلو ماء الممسحة على رأسها.
“هل هناك أي شيء آخر ترغبون جميعًا في قوله؟” سأل هيلموت وهو يتجه نحو الكهنة السود المتبقين.
“م-ماذا…ولكن كيف…”
كان هيلموت مستلقيًا على أريكته ويحدق أمامه في ارتباك في الفاتيكان. وقفت أمامه مجموعة من الأفراد يرتدون بدلة تمثل الكاهن الأسود. يبدو أن رائحة البخور الكريهة التي ملأت الغرفة جعلتهم يشعرون بعدم الارتياح، لكن لم يكن بوسعهم فعل أي شيء حيال ذلك. لقد انتظروا بهدوء مرور العاصفة.
نظرت آيفي إلى البواب بنظرة مذهولة.
“هل هناك أي شيء آخر ترغبون جميعًا في قوله؟” سأل هيلموت وهو يتجه نحو الكهنة السود المتبقين.
حتى بعد إسقاط جميع الكهنة السود في أقل من عشر ثوانٍ، لم يبدو البواب متوترًا – كان ببساطة ينظر إلى آيفي بعيون نصفها فضولية ونصفها محترمة.
“قداستك، من فضلك تراجع عن أوامرك بشأن القديسة. ويرجى الاستماع إلى صوتها. أنا متأكد من أنها ستكون مساعدة قيمة للكنيسة و…”
شعرت آيفي بالغرابة حتى أن البواب الغامض كان ينظر إليها بهذه العيون. لتهدئة قلبها النابض بسرعة، سألت آيفي البواب بعناية.
“هل تعتقد أنه سيؤذي حتى طفل صغير مثلي؟ آه، بعد إعادة التفكير، قد يفعل ذلك بالفعل، مع الأخذ في الاعتبار مدى قبحه.””
“م-من أنت؟”
كان هيلموت مستلقيًا على أريكته ويحدق أمامه في ارتباك في الفاتيكان. وقفت أمامه مجموعة من الأفراد يرتدون بدلة تمثل الكاهن الأسود. يبدو أن رائحة البخور الكريهة التي ملأت الغرفة جعلتهم يشعرون بعدم الارتياح، لكن لم يكن بوسعهم فعل أي شيء حيال ذلك. لقد انتظروا بهدوء مرور العاصفة.
“ماذا تقصدين بـ “من أنت”؟ ألستِ أنتِ التي أمرتني بحمايتك؟”
لف البواب يديْ ورقبة الكاهن الأسود بالممسحة، وسحبه إلى الأمام. تأرجح جسد الكاهن الأسود في الهواء، واصطدم رأسه بالأرض، مما تسبب في إغماءه أثناء ظهور الرغوة في فمه.
“أ-أمرتك؟ أفعلتُ ذلك؟”
“إذا نطقت ولو بكلمة واحدة، فلن ينتهي الأمر بموتك فقط.”
أومأ البواب برأسه وهو يسحب أصابعه من كمه الممزق.
حاولت الكاهنة السوداء التي كانت تهدد آيفي أن تأخذها كرهينة كملاذ أخير، لكن انتهى بها الأمر بالسقوط على الأرض عندما ضربها دلو ماء الممسحة على رأسها.
اتسعت عيون آيفي عندما رأت ما كان على إصبعه – كان خاتمًا يرمز إلى الحرس الإمبراطوري.
شعرت آيفي وكأنها سوف تغمى عليها في أي لحظة. أدارت الكاهنة مقبض الخنجر وأمسكت به أمام آيفي.
“أنا لينلي لوين، قائد الحرس الإمبراطوري. لقد أمرني جلالة الملك بحمايتك.”
“م-من أنت؟”
لم يتمكن الكاهن الأسود من إنهاء كلماته. أمسك فجأة برقبته كما لو كان يختنق، ولم يخرج حتى تأوه من فمه.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
