Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The villainess lives again 3

ما قبل البداية

ما قبل البداية

لقد دمرت أرتيزيا ذات مرة أحد سدود نهر آفا في محاولة للاطاحة بسيدريك خلال معركة الخلافة. 

“تفضل الشاي” 

في ذلك الوقت، قد كان انتهى من السيطرة على الحدود الغربية للإمبراطورية بأمر من الإمبراطور جريجور.

 لعلها في صميم قلبها لم تكن ترغب في أن يلتقي هذان الاثنان مرة أخرى، لأن هذا يعني أن شوكته قد كسرت أخيرًا وجُر إلى العاصمة مهزوما ذليلا.

وقد أُبلغ بواسطة مبعوث إمبراطوري بتسليم القيادة للقائد العام والإسراع بالعودة إلى العاصمة وحده. 

“فلنخرج”

عندئذ دمرت السد، فبدأ النهر بالفيضان، وجرف عددا من المدن والقرى المحيطة، لقد قُدِّر عدد الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر بحوالي ثلاثين ألف شخص على الأكثر، كما تضررت الحقول الزراعية، وبما أن حصاد كان وفيرا تلك السنة، فلم تتعرض البلاد بِرُمَّتها لخطر المجاعة.

اختتم كلماته بذلك، وأدار حصانه عائدا أدراجه.

أيا كان ما نصبته له، فقد كان يبلغه العلم به كذلك، ومهما بلغ حجم الكارثة، فإن الخِيار الأكثر فائدة هو اتباع الأوامر والعودة إلى العاصمة، إلا إنه اختار استخدام الجيش لتقليل أضرار الفيضانات عوضا عن ذلك، وبما انه واصل العمل كقائد أعلى للجيش، فقد أثار ارتياب الإمبراطور.  

لكن الوضع الآن خلاف ما كانت تخشاه ليسيا وقتها بالضبط، وما يزال سيدريك وقواته صامدين على قيد الحياة حتى بعد مرور كل تلك السنوات، بينما كانت أرتيزيا التي سقطت، ومن ثمة اقتيدت إلى معسكره، وقابلته وجها لوجه، لعلها الظروف المثلى لنقل الرسالة إلا أنها لم تستطع الوفاء بالوعد، إذ لم تكن قادرة على الكلام.

وقد أقدمت على ذلك، لأنها تعلم أي نوع من الناس عدوها، لأن تلك هي طبيعته، مثلما حدث عندما اكتشفت أمر تلك القرية المخفية أقصى شمال إقليم دوقية إفرون الكبرى وكيف اتهمتها بالخيانة، وحينما وضعت خُطَّة للتخلص من الأرشدوق رويجار أيضا، حتى عندما انتشر الوباء، وعلى الرغم من انه يعلم أن كل تلك ألاعيبها، وعلى الرغم من معرفته ما قد يقع به، إلا إنه دائما ما كان يختار حماية الناس، وقد كلفته خياراته  منصبه في النهاية وأضحي هاربا هائما على وجهه يطارده الإمبراطور. 

وناول سيدريك كأسًا حديديًا، ثم جلس بجانبها وأمال الفنجان في فمها، كان الشاي غنيا بالسكر والحليب ومغذيا.

 

“لسوء الحظ، لم تعد تملك لسانا أيضًا.”

نطق الخادم بأدب، فانتشلها من دهاليز الماضي:

وأنطلق بجواده خارج المخيم، ساعتها كانت تمطر مطرا خفيفا، وعندما رأت الجبال والجداول أدركت أن هذه هي منطقة باكوير التي تنتمي إلى مقاطعة الارشدوق رويجار. 

“تفضل الشاي” 

وأنطلق بجواده خارج المخيم، ساعتها كانت تمطر مطرا خفيفا، وعندما رأت الجبال والجداول أدركت أن هذه هي منطقة باكوير التي تنتمي إلى مقاطعة الارشدوق رويجار. 

وناول سيدريك كأسًا حديديًا، ثم جلس بجانبها وأمال الفنجان في فمها، كان الشاي غنيا بالسكر والحليب ومغذيا.

وبعد البقاء ساعات طوال علي الهضبة التي تطل على المقبرة، أعادها إلى المعسكر أخيرا، ثم أفصح:

بينما رأته جالسا أمامها يشرب الشاي كأنه وقته، فكرت في وصية ليسيا.

لكن ما آثار حفيظتها في تلك اللحظة كانت مسألة مختلفة…

[إذا ما قابلتِ سيدريك يوما ما، أخبريه أن ليسيا قد عاشت حياتها دون ندم.] 

َومد الفرسان أيديهم، فاستدار حتى يتجنبهم:

 لعلها في صميم قلبها لم تكن ترغب في أن يلتقي هذان الاثنان مرة أخرى، لأن هذا يعني أن شوكته قد كسرت أخيرًا وجُر إلى العاصمة مهزوما ذليلا.

وفي اليوم الذي حطوا رحالهم في قرية المتمردين، التي تقع على الجانب الآخر من حصن الشمال، قد جاء يبلغها الأخبار:

لكن الوضع الآن خلاف ما كانت تخشاه ليسيا وقتها بالضبط، وما يزال سيدريك وقواته صامدين على قيد الحياة حتى بعد مرور كل تلك السنوات، بينما كانت أرتيزيا التي سقطت، ومن ثمة اقتيدت إلى معسكره، وقابلته وجها لوجه، لعلها الظروف المثلى لنقل الرسالة إلا أنها لم تستطع الوفاء بالوعد، إذ لم تكن قادرة على الكلام.

 

نهض من مقعده بعد أنتهاء الخادم من صب الشاي في فمها، وقال:

وقد أقدمت على ذلك، لأنها تعلم أي نوع من الناس عدوها، لأن تلك هي طبيعته، مثلما حدث عندما اكتشفت أمر تلك القرية المخفية أقصى شمال إقليم دوقية إفرون الكبرى وكيف اتهمتها بالخيانة، وحينما وضعت خُطَّة للتخلص من الأرشدوق رويجار أيضا، حتى عندما انتشر الوباء، وعلى الرغم من انه يعلم أن كل تلك ألاعيبها، وعلى الرغم من معرفته ما قد يقع به، إلا إنه دائما ما كان يختار حماية الناس، وقد كلفته خياراته  منصبه في النهاية وأضحي هاربا هائما على وجهه يطارده الإمبراطور. 

“فلنخرج”

ومضي بخطوات واسعة عابرًا المخيم، ورفعها على حصانه ثم ركب خلفها، كانت هذه الطريقة الأسهل لنقلها، ما دامت مقطوعة الأطراف ولا يمكنها الركوب في الخلف.

استفاقت من أفكارها، ونظرت إليه ونهشت الشكوك عقلها، دنى منها ورفعها بكل عناية، لكنها قاومت للانفلات من قبضته وعلى غرار فينيا، فقد كانت مرتبكة هذه الكرة، لكنها لم تستطع مجابهة ذراعيه القويتين، فحملها وغادر الخيمة.

كانت الطرق تفيض بالمتشردين وتجتاحها الأمراض المعدية، وقد كانت الجثث متبعثرة هنا وهناك في كل مكان لا تحرق ولا تُجمع. 

اندفع نحوهما الفرسان في زيهم الرسمي القذر بسبب التشرد والهوام، قائلين:

“لا أحسبك قد تخيلت يوما أن ينتهي المطاف بلورانس على هذا النحو، أيتها الماركيزة روزان” 

“صاحب السمو…”

حين كان يتجول رأت أطلال المنازل المدمرة، كانت الجثث مبعثرة على مَدّ البصر، وأكثرهم من الرجال، وقد دمرت المدينة ذاتها، ظلت بقايا الجدران منتصبة بين الأنقاض، واحتمي الناجون جاثمين خلفها، كانوا ينظرون نحوهما بأعين متسعة يملأها الذعر والقهر. 

“سيادة الارشدوق”

لكن ما آثار حفيظتها في تلك اللحظة كانت مسألة مختلفة…

” إلى أين تأخذ معك هذه المرأة اللعينة؟”

هل أحضرني إلى هنا بهدف جعلني أعيد النظر في افعالي وأندم؟

“ما زال هناك عمل غير مكتمل معها.”

بالإضافة لذلة، فقد انتهى صراع خلافة العرش بتدمير البلاد، وقد أخذت نصيب الأسد في ذلك، لطالما ظنت أن شقيقها سوف يتمكن من إعادة بناء الإمبراطورية بعد تتويجه، وأن التعمير يجب أن ينتظر إلى ذلك الحين. 

“سوف ننقلها من أجلك! .”

لكن الوضع الآن خلاف ما كانت تخشاه ليسيا وقتها بالضبط، وما يزال سيدريك وقواته صامدين على قيد الحياة حتى بعد مرور كل تلك السنوات، بينما كانت أرتيزيا التي سقطت، ومن ثمة اقتيدت إلى معسكره، وقابلته وجها لوجه، لعلها الظروف المثلى لنقل الرسالة إلا أنها لم تستطع الوفاء بالوعد، إذ لم تكن قادرة على الكلام.

َومد الفرسان أيديهم، فاستدار حتى يتجنبهم:

لم تكن سياسة الإمبراطورية كارثية خلال العام المنصرم أو الأعوام الماضية وحسب، بل منذ عهد الإمبراطور السابق، فقد كان جريجور رجلا نرجسيا وأنانيا للغاية، قد وضع سلطته فوق حياة شعبه. 

“لا تتحدثوا عن الناس كأنهم أشياء.”

كانت وظيفتها أداء كل الأعمال القذرة، حين كان على شقيقها الحفاظ على نظافة يديه، كانت مسؤولة عن تلك الأمور، لأنها المهمة التي فرضت والدتها عليها القيام بها، وقد أدتها على أكمل وجه. 

“ماذا تقول يا سيادتك؟ ألست لطيف للغاية مع هذه الشيطانة؟”.

“فلنخرج”

“لا تبرحوا أماكنكم، فأنا ذاهب لوحدي. “

فنطق الفرسان مندهشين

“ما زال هناك عمل غير مكتمل معها.”

“هذا مستحيل.”

لقد فهمت تماما ما أراد أخبارها به، لقد أراد جعلها تشهد بأم عينيها عواقب أفعالها بدلا من إدانتها وحسب. 

” لن تستطيع الماركيزة روزان أن تؤذيني في حالتها هذه.”

وفي اليوم الذي حطوا رحالهم في قرية المتمردين، التي تقع على الجانب الآخر من حصن الشمال، قد جاء يبلغها الأخبار:

“لا نستطيع الجزم بذلك، فتلك الساحرة قادرة على إحداث كوارث بلسانها وحده”.

لم تكن سياسة الإمبراطورية كارثية خلال العام المنصرم أو الأعوام الماضية وحسب، بل منذ عهد الإمبراطور السابق، فقد كان جريجور رجلا نرجسيا وأنانيا للغاية، قد وضع سلطته فوق حياة شعبه. 

فرد عليهم وهو ينقر على أسنانه

لقد دمرت أرتيزيا ذات مرة أحد سدود نهر آفا في محاولة للاطاحة بسيدريك خلال معركة الخلافة. 

“لسوء الحظ، لم تعد تملك لسانا أيضًا.”

 وقد ظهرت الحقيقة في وقت لاحق، وعمت كل بقاع الإمبراطورية، وكذلك ألغيت قائمة المطلوبين من الهاربين. 

ومضي بخطوات واسعة عابرًا المخيم، ورفعها على حصانه ثم ركب خلفها، كانت هذه الطريقة الأسهل لنقلها، ما دامت مقطوعة الأطراف ولا يمكنها الركوب في الخلف.

ورفعت عينيها مدهوشة من كلماته الأخيرة.

ارتعدت فرائصها وتزعزعت، لم يسبق لها أن صارت بهذا القرب من رجل مطلقا، فتسربت، حرارة جسده إلى ظهرها.

 

وأنطلق بجواده خارج المخيم، ساعتها كانت تمطر مطرا خفيفا، وعندما رأت الجبال والجداول أدركت أن هذه هي منطقة باكوير التي تنتمي إلى مقاطعة الارشدوق رويجار. 

إليس من المنطقي أن يلومها على أخذ ليسيا منه وإجبارها بالزواج من لروانس؟ لكنه لم يفعل ذلك، بل كان جامدا كتمثال منتصب في إحدى الساحات.

تعد هذه المنطقة سلة غذاء الشرق الامبراطوري، قد لا تقارن مع سهول الغرب الخصبة والشاسعة ولكن المناخ المعتدل والمياه وافرة، وقد سمح بزراعة كل انواع الحبوب والفاكهة، وكما أنها قد اشتهرت بإنتاج أفخر أنواع النبيذ بالامبراطورية.

“لسوء الحظ، لم تعد تملك لسانا أيضًا.”

ولكن لم يتبق اي أثر من ذلك الآن، صارت الوُدْيَان متفحمة تتصاعد منها الأبخرة. 

” قد حدث هذا بسبب اكتشاف أن أحد مواطني باكوير قد خطط لمحاولة اغتيال لورانس مع الأرشدوق رويغار قبل اثنا عشر عامًا.”

حين كان يتجول رأت أطلال المنازل المدمرة، كانت الجثث مبعثرة على مَدّ البصر، وأكثرهم من الرجال، وقد دمرت المدينة ذاتها، ظلت بقايا الجدران منتصبة بين الأنقاض، واحتمي الناجون جاثمين خلفها، كانوا ينظرون نحوهما بأعين متسعة يملأها الذعر والقهر. 

 وقد ظهرت الحقيقة في وقت لاحق، وعمت كل بقاع الإمبراطورية، وكذلك ألغيت قائمة المطلوبين من الهاربين. 

حدقت وهي مذهولة في ذلك المشهد أمامها، ولم يسعها أن تفهم ما حدث، فماذا جرى بينما كانت سجينة، لا ينبغي أن تطال الحرب هذا المكان! 

حدقت وهي مذهولة في ذلك المشهد أمامها، ولم يسعها أن تفهم ما حدث، فماذا جرى بينما كانت سجينة، لا ينبغي أن تطال الحرب هذا المكان! 

وأجاب عن دهشتها عرضيا:

 

” قد حدث هذا بسبب اكتشاف أن أحد مواطني باكوير قد خطط لمحاولة اغتيال لورانس مع الأرشدوق رويغار قبل اثنا عشر عامًا.”

 هل حفر سيدريك كل هذه القبور بنفسه؟

حبست أنفاسها وتسارعت ضربات قلبها، فحسب تقديرها، كانت هذه مجزرة غير ضرورية بالمرة، لقد صار لورانس الامبراطور فعلًا، والجيش الامبراطوري كله تحت تصرفه، وقد كانت سلطة العائلة الحاكمة أقوى من أي وقت مضى، لقد جعلت بنفسها كل ذلك ممكنا! 

حدقت وهي مذهولة في ذلك المشهد أمامها، ولم يسعها أن تفهم ما حدث، فماذا جرى بينما كانت سجينة، لا ينبغي أن تطال الحرب هذا المكان! 

كانت وظيفتها أداء كل الأعمال القذرة، حين كان على شقيقها الحفاظ على نظافة يديه، كانت مسؤولة عن تلك الأمور، لأنها المهمة التي فرضت والدتها عليها القيام بها، وقد أدتها على أكمل وجه. 

كانت تعلم كل ذلك، فقامت وقتذاك بتلفيق تهم كاذبة فاندثرت عن بكرة أبيها.

والآن، فقد كان بإمكان لورانس أن يصبح الإمبراطور المثالي، حتى دون وجودها إلى جانبه. 

“لا تتحدثوا عن الناس كأنهم أشياء.”

“أتجدين كل ذلك صادما ومفجعا للغاية؟ ألم تعتادي العمل بهذه الطريقة الوحشية، أيتها ماركيزة روزان؟” 

وناول سيدريك كأسًا حديديًا، ثم جلس بجانبها وأمال الفنجان في فمها، كان الشاي غنيا بالسكر والحليب ومغذيا.

وأضاف بهدوء:

في ذلك الوقت، قد كان انتهى من السيطرة على الحدود الغربية للإمبراطورية بأمر من الإمبراطور جريجور.

“أعلم أنك تحكمين الأمور على كونها ضرورية وغير ضرورية عندما تنفذين مخططاتكِ، ربما يكون هذا الدمار شيئا ضروريا للورانس؟” 

 

نظر نحوها نظره عميقة وتابع:

في ذلك الوقت، قد كان انتهى من السيطرة على الحدود الغربية للإمبراطورية بأمر من الإمبراطور جريجور.

“أم أنكِ تعتقدين أن حكمك مطلق بينما حكمه ليس كذلك؟ “

هل أحضرني إلى هنا بهدف جعلني أعيد النظر في افعالي وأندم؟

عندئذ فقدت الكلمات فقد أصاب كبد الحقيقة. 

لقد دمرت أرتيزيا ذات مرة أحد سدود نهر آفا في محاولة للاطاحة بسيدريك خلال معركة الخلافة. 

” لو كان ذلك صحيحا فلا عجب أنكِ قد طردتِ”

رأت أن هناك الكثير من المناطق التي عانت ذات المصير المأساوي، ولم يلتفت أحد لاجتاح الجراد الحقول الزراعة عقب انقضاء الحروب الأهلية، ولا حتى إعادة ترميم السدود، بل ولم تعد هناك أية مخازن للحبوب. 

اختتم كلماته بذلك، وأدار حصانه عائدا أدراجه.

فرد عليهم وهو ينقر على أسنانه

في وقت لاحق، قسم سيدريك قواته إلى سرايا صغيرة وبدأ ينتقل من مكان إلى آخر على نحو منفصل، وقد حملت ارتيزيا على حصان كبير الخدم. 

فنطق الفرسان مندهشين

رأت أن هناك الكثير من المناطق التي عانت ذات المصير المأساوي، ولم يلتفت أحد لاجتاح الجراد الحقول الزراعة عقب انقضاء الحروب الأهلية، ولا حتى إعادة ترميم السدود، بل ولم تعد هناك أية مخازن للحبوب. 

وبعد البقاء ساعات طوال علي الهضبة التي تطل على المقبرة، أعادها إلى المعسكر أخيرا، ثم أفصح:

كانت الطرق تفيض بالمتشردين وتجتاحها الأمراض المعدية، وقد كانت الجثث متبعثرة هنا وهناك في كل مكان لا تحرق ولا تُجمع. 

 

لم تكن سياسة الإمبراطورية كارثية خلال العام المنصرم أو الأعوام الماضية وحسب، بل منذ عهد الإمبراطور السابق، فقد كان جريجور رجلا نرجسيا وأنانيا للغاية، قد وضع سلطته فوق حياة شعبه. 

“فلنخرج”

بالإضافة لذلة، فقد انتهى صراع خلافة العرش بتدمير البلاد، وقد أخذت نصيب الأسد في ذلك، لطالما ظنت أن شقيقها سوف يتمكن من إعادة بناء الإمبراطورية بعد تتويجه، وأن التعمير يجب أن ينتظر إلى ذلك الحين. 

“أم أنكِ تعتقدين أن حكمك مطلق بينما حكمه ليس كذلك؟ “

 وانبثق الأمل من جديد عندما أصبحت ليسيا الإمبراطورة، حتى بعد وفاتها، فقد كان هناك كفاح من طرفها من أجل تغيير الوضع طوال مدّة وقوفها إلى جانب لورانس. 

حين كان يتجول رأت أطلال المنازل المدمرة، كانت الجثث مبعثرة على مَدّ البصر، وأكثرهم من الرجال، وقد دمرت المدينة ذاتها، ظلت بقايا الجدران منتصبة بين الأنقاض، واحتمي الناجون جاثمين خلفها، كانوا ينظرون نحوهما بأعين متسعة يملأها الذعر والقهر. 

ولكن مما يبدو عليه الوضع الراهن أن العائلة الحاكمة قد تخلت عن كل شيء.

لقد فهمت تماما ما أراد أخبارها به، لقد أراد جعلها تشهد بأم عينيها عواقب أفعالها بدلا من إدانتها وحسب. 

لقد فهمت تماما ما أراد أخبارها به، لقد أراد جعلها تشهد بأم عينيها عواقب أفعالها بدلا من إدانتها وحسب. 

في وقت لاحق، قسم سيدريك قواته إلى سرايا صغيرة وبدأ ينتقل من مكان إلى آخر على نحو منفصل، وقد حملت ارتيزيا على حصان كبير الخدم. 

وفي اليوم الذي حطوا رحالهم في قرية المتمردين، التي تقع على الجانب الآخر من حصن الشمال، قد جاء يبلغها الأخبار:

فرد عليهم وهو ينقر على أسنانه

” ميرايلا قد ماتت” 

هذه القرية لم تكن متمردة في حقيقة الأمر، إنما كانت المكان الذي فر إليه الناس عندما قتل الإمبراطور جريجور والدي سيدريك بتهمة الخيانة

كانت منهكة للغاية، ولم تكد تفاجئ حتى بعد سماعها هذا الخبر، فتابع:

لم تكن قادرة على الإجابة، واخفض رأسها فقط، وكانت نفسها تتساءل، لماذا أضحي شقيقها هكذا؟ لم تعد تفهم سلوكه منذ وفاة زوجته.

” لقد سمعت عنها أنها ما زالت تعاتب لورانس بسبب قضايا النساء” 

والآن، فقد كان بإمكان لورانس أن يصبح الإمبراطور المثالي، حتى دون وجودها إلى جانبه. 

كما هو متوقع منها، فهي لا تهتم إلا بنفسها فكيف قد تعطي لورانس نصيحة من أجل رَفَاهيَة الإمبراطورية؟

وفي اليوم الذي حطوا رحالهم في قرية المتمردين، التي تقع على الجانب الآخر من حصن الشمال، قد جاء يبلغها الأخبار:

وبعد ذلك أخذها في جولة أخرى حوالي القرية، ولم يتبق من الأطلال غير القبور والآف الظلال خلف شواهد تعلوها الصلبان الخشبية. 

عندئذ فقدت الكلمات فقد أصاب كبد الحقيقة. 

هذه القرية لم تكن متمردة في حقيقة الأمر، إنما كانت المكان الذي فر إليه الناس عندما قتل الإمبراطور جريجور والدي سيدريك بتهمة الخيانة

وأضاف بهدوء:

 وقد ظهرت الحقيقة في وقت لاحق، وعمت كل بقاع الإمبراطورية، وكذلك ألغيت قائمة المطلوبين من الهاربين. 

هذه القرية لم تكن متمردة في حقيقة الأمر، إنما كانت المكان الذي فر إليه الناس عندما قتل الإمبراطور جريجور والدي سيدريك بتهمة الخيانة

ومع ذلك، فضل السكان عدم مغادرة القرية، والبقاء حيث كانوا يثقون ويدعمون بعضهم البعض، كانت هذه القرية مسقط رأس ليسيا، وكما وجد سيدريك الذي لا يملك أقارب آخرين الراحة والسلوان بين القرويين.

“تفضل الشاي” 

كانت تعلم كل ذلك، فقامت وقتذاك بتلفيق تهم كاذبة فاندثرت عن بكرة أبيها.

لكن الوضع الآن خلاف ما كانت تخشاه ليسيا وقتها بالضبط، وما يزال سيدريك وقواته صامدين على قيد الحياة حتى بعد مرور كل تلك السنوات، بينما كانت أرتيزيا التي سقطت، ومن ثمة اقتيدت إلى معسكره، وقابلته وجها لوجه، لعلها الظروف المثلى لنقل الرسالة إلا أنها لم تستطع الوفاء بالوعد، إذ لم تكن قادرة على الكلام.

وعلمت للتو عن بناء هذه المقبرة، وفكرت بينها وبين نفسها

كانت تعلم كل ذلك، فقامت وقتذاك بتلفيق تهم كاذبة فاندثرت عن بكرة أبيها.

 هل حفر سيدريك كل هذه القبور بنفسه؟

“تفضل الشاي” 

هل أحضرني إلى هنا بهدف جعلني أعيد النظر في افعالي وأندم؟

استفاقت من أفكارها، ونظرت إليه ونهشت الشكوك عقلها، دنى منها ورفعها بكل عناية، لكنها قاومت للانفلات من قبضته وعلى غرار فينيا، فقد كانت مرتبكة هذه الكرة، لكنها لم تستطع مجابهة ذراعيه القويتين، فحملها وغادر الخيمة.

وبعد البقاء ساعات طوال علي الهضبة التي تطل على المقبرة، أعادها إلى المعسكر أخيرا، ثم أفصح:

كانت منهكة للغاية، ولم تكد تفاجئ حتى بعد سماعها هذا الخبر، فتابع:

“لا أحسبك قد تخيلت يوما أن ينتهي المطاف بلورانس على هذا النحو، أيتها الماركيزة روزان” 

لماذا لم يسأل عن ليسيا؟ لِم لمْ يسألها؛ كيف ماتت القديسة؟ أليست المرأة التي أراد حمايتها مهما كلف الثمن؟

وأضاف:

 هل حفر سيدريك كل هذه القبور بنفسه؟

“لقد كنت أعلم انه شرير وفاسد حتى النخاع، ولكن كنت مقتنعا لو أنني دخلت صراع العرش فإن الخسارة أشد وطأةً من الموت ذاته!”

عندئذ دمرت السد، فبدأ النهر بالفيضان، وجرف عددا من المدن والقرى المحيطة، لقد قُدِّر عدد الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر بحوالي ثلاثين ألف شخص على الأكثر، كما تضررت الحقول الزراعية، وبما أن حصاد كان وفيرا تلك السنة، فلم تتعرض البلاد بِرُمَّتها لخطر المجاعة.

لكن ما آثار حفيظتها في تلك اللحظة كانت مسألة مختلفة…

“لا تتحدثوا عن الناس كأنهم أشياء.”

لماذا لم يسأل عن ليسيا؟ لِم لمْ يسألها؛ كيف ماتت القديسة؟ أليست المرأة التي أراد حمايتها مهما كلف الثمن؟

ارتعدت فرائصها وتزعزعت، لم يسبق لها أن صارت بهذا القرب من رجل مطلقا، فتسربت، حرارة جسده إلى ظهرها.

لابد أنه علم كيف يعامل شقيقها النساء، على الأرجح بعد مقتل ميرايلا بسبب حقوقهن.

“لقد كنت أعلم انه شرير وفاسد حتى النخاع، ولكن كنت مقتنعا لو أنني دخلت صراع العرش فإن الخسارة أشد وطأةً من الموت ذاته!”

إليس من المنطقي أن يلومها على أخذ ليسيا منه وإجبارها بالزواج من لروانس؟ لكنه لم يفعل ذلك، بل كان جامدا كتمثال منتصب في إحدى الساحات.

“ماذا تقول يا سيادتك؟ ألست لطيف للغاية مع هذه الشيطانة؟”.

“لكن لم أتوقع أن أرى كل هذا الطغيان، لماذا يفعل ذلك بحق الجحيم؟ بعد أن أصبحت إمبراطورية كراتيس بين يديه، أليس لديه الرغبة في حماية شعبه، وجعل هذا البلد عظيما؟”

ولكن لم يتبق اي أثر من ذلك الآن، صارت الوُدْيَان متفحمة تتصاعد منها الأبخرة. 

لم تكن قادرة على الإجابة، واخفض رأسها فقط، وكانت نفسها تتساءل، لماذا أضحي شقيقها هكذا؟ لم تعد تفهم سلوكه منذ وفاة زوجته.

لم تكن سياسة الإمبراطورية كارثية خلال العام المنصرم أو الأعوام الماضية وحسب، بل منذ عهد الإمبراطور السابق، فقد كان جريجور رجلا نرجسيا وأنانيا للغاية، قد وضع سلطته فوق حياة شعبه. 

” ضعِي خُطَّة”

كما هو متوقع منها، فهي لا تهتم إلا بنفسها فكيف قد تعطي لورانس نصيحة من أجل رَفَاهيَة الإمبراطورية؟

ورفعت عينيها مدهوشة من كلماته الأخيرة.

نظر نحوها نظره عميقة وتابع:

 

هذه القرية لم تكن متمردة في حقيقة الأمر، إنما كانت المكان الذي فر إليه الناس عندما قتل الإمبراطور جريجور والدي سيدريك بتهمة الخيانة

“سيادة الارشدوق”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط