Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

The villainess lives again 46

صفقة.

صفقة.

بعد برهة نظر إليها وأجاب قائلاً: ” ليست الإمبراطورة امرأةً طيبةً”

” أجل، ولكنني لست على يقين، فأنا لم ازرها كثيراً.”

فأومأت قائلة:” صحيح…”

ولم تتمكن من إخفاء الهزة في صوتها بادئ الأمر، ولكن سرعان ما استعاد صوتها الوقار المعهود، وأضافت:

َوأردف: ” لقد قابلتها وأنا في العشرين من عمري، يوم تسلمت لقب الأرشيدوق رسمياً، وعلى الأرجح كانت آخر مرة قابلت فيها الامبراطور أيضا، وأعتقد أنها لا بد مريضة حقاً”

كانت الامبراطورة بالداخل تتربع على عرشها، وفي حاشيتها وصيفتين اثنتين، كانت ترتدي ثياب الحداد كعادتها، تضع جوهرة سوداء غير لامعة على رقبتها. إن المكان برمته قبر صنعته لنفسها، قد أضاف عليه مظهرها لمسةً من الكآبة واليأس.

ووافقت قائلة:

فأومأت قائلة:” صحيح…”

” بعد كل ما عاشته في هذه الحياة، أشك في أنها معافاة تماماً”

أجفل سيدريك وحاول التدخل، ولكن لأن أرتيزيا لم تهتز، لم يحرك ساكناً بدوره، وواصلت الامبراطورة في هديرها:

” أجل، ولكنني لست على يقين، فأنا لم ازرها كثيراً.”

فقالت: “أنا مسرورة لسماع ذلك.” 

” وكأنك تستطيع ذلك، ليست الامبراطورة قريبة عادية، لكل منكما أشخاص تحتكما يخدمونكما، لذا قد وجب عليكما وضع السلامة أولا.”

بعد برهة نظر إليها وأجاب قائلاً: ” ليست الإمبراطورة امرأةً طيبةً”

فأجاب:” نعم، هذا صحيح” 

ومع ذلك، لم يلج إلى تلكما العينين الزرقاوتين الخوف، بل أضافت:

وتنهد تنهيدة مع نصف ضحكة، وواصل:” لمحتها مجرد لمحة وقتئذ، ليست كافية لترك انطباع عنها، أما في صغري، عندما كان الأمير فابيل حياً يرزق، إعتدتُ على الزيارة مرات عديدة. “

وتنهد تنهيدة مع نصف ضحكة، وواصل:” لمحتها مجرد لمحة وقتئذ، ليست كافية لترك انطباع عنها، أما في صغري، عندما كان الأمير فابيل حياً يرزق، إعتدتُ على الزيارة مرات عديدة. “

 فابيل هو الإبن الثالث للامبراطورة الذي مات قبل ثمانية عشر سنة مضت، آخر طفل شرعي للعائلة الامبراطورية.

” إن لي حاجة واحدة، يا صاحبة الجلالة، وهي أن أخدمك على مقربة منك”

شرد للحظة في ذكريات الماضي، ثم استرسل:

 “لم يُقضَ على ال بيشر بتهمة الخيانة. بل إنقطعَ نسلهم عن أبيهم”. 

” كانت الإمبراطورة باردة للغاية، حتى نحو فابيل نفسه، وكما تعلمين، لقد فقدت والدتي في سن مبكرة، وكنت أملك بعض الأفكار الخيالية عن الأمهات، وأتذكر أنني صدمت بشدة من مدى برودة الامبراطورة وقتذاك” 

” لستُ على ما يرام وما زلتُ أتعافى ببطء في القصر، لكن لا شك في أنني سأخصص الوقت لمقابلة خطيبة سيدريك، لقد كنت أستمع إلى الأخبار الخارجية بين الفينة والأخرى، مع أنني سمعت عنك، لكني آسفة لعجزي عن دعوتك سابقاً. “

فقالت: ” أتفهم ذلك.” 

لم تحاول أن تخفي أنها تدلى بآذان مصغية لكل كبيرة وصغيرة تحدث في المجتمع الراقي. تحدثت ارتيزيا بتهذيب:

“أنا على يقين من أنها تحبه كثيراً وإلا لما ظلت في حداد حتى هذه اللحظة.” 

وخفضت عينيها، ثم أضافت: ” أنا في غاية الامتنان لسماحك بهذا اللقاء” 

فتنهدت تنهيدة صغيرة، ثم سألت: ” لو كان الأمراء جميعهم على أحياء، لكان فابيل قد ورث دوقية ريجان، أفترض؟”

عندها سألها بغتة: “هل أنتما مقربين؟” 

“هذا صحيح، الإمبراطورة هي الخليفة الوحيدة لعائلتها، ولهذا وقعت عقداً مع الامبراطور قبل أن تتزوج منه، وقد اتفقا أن أصغر أطفالهم سوف ينتمي لدوقية ريجان، حتى تمنع العائلة من الاندماج مع العائلة الإمبراطورية “

“هذا صحيح، الإمبراطورة هي الخليفة الوحيدة لعائلتها، ولهذا وقعت عقداً مع الامبراطور قبل أن تتزوج منه، وقد اتفقا أن أصغر أطفالهم سوف ينتمي لدوقية ريجان، حتى تمنع العائلة من الاندماج مع العائلة الإمبراطورية “

فعلقت قائلة:” أرى أنها نبيلة الأصل وطموحة، ليس سهلاً عليها أن تضع مثل هذه الشروط وهي مقبلة على الزواج من العائلة الحاكمة.”

” كانت الإمبراطورة باردة للغاية، حتى نحو فابيل نفسه، وكما تعلمين، لقد فقدت والدتي في سن مبكرة، وكنت أملك بعض الأفكار الخيالية عن الأمهات، وأتذكر أنني صدمت بشدة من مدى برودة الامبراطورة وقتذاك” 

وافقها قائلا: “نعم” 

وأطبق صمتٌ خانقٌ هُنية، حتى نقرت الإمبراطورة بسبابتها على ذراع عرشها و قالت:

 وظل صامتاً برهة من الوقت، ثم اطبق السكون على العربة، وغرقت أرتيزيا في أفكارها للحظة، وضعت نفسها في مكان الإمبراطورة وتساءلت عم كانت تفكر فيه لحظة التوقيع على العقد، لعلها اختارت الزواج لأنه وقتئذ كان الطريقة الأسهل لدعم الإمبراطور جريجور وتكميل شرعيته، ولكنها لم تكن تنوي دمج عائلتها مع عائلته، وهذا يعني أنها تضع عائلة ريجان في المقام الأول.  

عندها عرض سيدريك يده لمرافقة ارتيزيا، تأبطت ذراعه، ومضوا جميعهم إلى داخل حرم البلاط.

وصرحت أخيرًا: “أعتقد أن بلورة الملح التي جلبها السيد فريل قد تلعب دورًا أكثر أهمية مما تخيلت” 

فأومأت قائلة:” صحيح…”

عندها سألها بغتة: “هل أنتما مقربين؟” 

فتنهدت تنهيدة صغيرة، ثم سألت: ” لو كان الأمراء جميعهم على أحياء، لكان فابيل قد ورث دوقية ريجان، أفترض؟”

فنظرت إليه في حيرة من أمرها، فأضاف وقد غطى نصف وجهه محاولاً أن يظل هادئاً بأقصى ما يمكنه:

أجفل سيدريك وحاول التدخل، ولكن لأن أرتيزيا لم تهتز، لم يحرك ساكناً بدوره، وواصلت الامبراطورة في هديرها:

” لا شيء، لقد كنتما تبدوان مقربين جدا.” 

فسألتها الامبراطورة بلهجة حادة: ” أتقولين هذا وأنت تعلمين أن مالك هذه الجوهرة قد انتحر باعتباره المذنب الذي قضى على سلالة العائلة الحاكمة؟”

فأجابت على الفور:” لسنا مقربين إطلاقاً”

فصاحت بعصبية:” كيف تجرؤين على – “

وإن أظهرت للرجل نفسها الحقيقية، ووثقت في قدراته، وليست تخفي عنه شيئاً، وتستطيع سؤاله ماتريد إذا لزم الأمر، مع ذلك، شتان بينه والقرب الطبيعي في الجوهر.

وأضافت: ” ولا بد أن هذه الشقراء هي خليفة ال روزان، صحيح؟”

نزغه الاحراج قليلا، فنظر بعيداً، ثم أضاف: ” حسناً، لقد سألت سؤالاً غريباً لا جدوى منه، فريل شخص سريع البديهة، وجدير بالثقة.” 

 فابيل هو الإبن الثالث للامبراطورة الذي مات قبل ثمانية عشر سنة مضت، آخر طفل شرعي للعائلة الامبراطورية.

فقالت مؤكدة: ” هذا صحيح.” 

فعلقت قائلة:” أرى أنها نبيلة الأصل وطموحة، ليس سهلاً عليها أن تضع مثل هذه الشروط وهي مقبلة على الزواج من العائلة الحاكمة.”

ومع ذلك، لا تزال حائرة، إنه محقاً في كلماته، ولكنها لم تستطع فهم ما الذي يريد أن يصل إليه من خلالها. 

 “على حد علمي، لقد أنهوا حياتهم بأنفسهم بائسين لأنهم لم يكونوا قادرين على الارتقاء إلى مستوى ثقتكم، يا صاحبة الجلالة”. 

     عبرت العربة بابا خشبيا صغيرا، وتوقفت عند المدخل الرئيس لبلاط الامبراطورة، نزل سيدريك من العربة أولا، ثم ساعد رفيقته على النزول. 

لم تحاول أن تخفي أنها تدلى بآذان مصغية لكل كبيرة وصغيرة تحدث في المجتمع الراقي. تحدثت ارتيزيا بتهذيب:

  وجاءت الكونتيسة مارثا، وصيفة الامبراطورة، حتى تستقبلهما، فانحنت بتهذيب، قائلة: “أهلا الأرشيدوق إيفرون، والآنسة ارتيزيا.” 

فرد عليها التحية: “سعيد بلقائك، كونتيسة مارثا.” 

” أجل، ولكنني لست على يقين، فأنا لم ازرها كثيراً.”

فقالت مبتسم : ” لقد غدوت أكثر صحة وقوة منذ آخر مرة تقابلنا فيها” 

بينما اقتربت ارتيزيا بحركة بطيئة، وانحنت أمامها، ثم قبلت حاشية فستانها وقالت: ” أنا، ارتيزيا روزان، أقدم خالص التحايا إلى قمر الإمبراطورية. “

وانحنت من جديد أمام ارتيزيا قائلة:

فصاحت بعصبية:” كيف تجرؤين على – “

” ومع أن الامبراطورة ليست بخير، فقد كانت تتطلع للقائك، يا آنسة. “

     عبرت العربة بابا خشبيا صغيرا، وتوقفت عند المدخل الرئيس لبلاط الامبراطورة، نزل سيدريك من العربة أولا، ثم ساعد رفيقته على النزول. 

فقالت الشقراء: ” إنه لشرف كبير لي.”

غزا المجلس التوتر وحبست الحاشية الأنفاس، ثم أضافت:

 وألقت نظرة على أليس، التي انطلقت حتى تجلب صندوق المجوهرات وعرضته أمام الكونتيسة وفقا للتوجيهات المسبقة. 

” ومع أن الامبراطورة ليست بخير، فقد كانت تتطلع للقائك، يا آنسة. “

وبعد ذلك، أضافت: ” أنا لا أملك أية وصيفة، وليس عندي سوى هذه الخادمة تحمل هديتي للامبراطورة، أعلم أن هذا أمر يخالف الآداب، ولكن هل يمكنك حملها من أجلي من فضلك؟ “

  وجاءت الكونتيسة مارثا، وصيفة الامبراطورة، حتى تستقبلهما، فانحنت بتهذيب، قائلة: “أهلا الأرشيدوق إيفرون، والآنسة ارتيزيا.” 

” فهمت، في هذه الحالة، سوف أحملها من أجلك بكل سرور.” 

شرد للحظة في ذكريات الماضي، ثم استرسل:

وتناولت الصندوق بيديها، وأضافت: 

وبعدما استقامت، أضافت: ” وينطبق الأمر على تاريخ الأغراض ذاته، فهل تظنين، يا صاحبة الجلالة، أن تلك السيدة النبيلة التي امتلكت هذه الجوهرة ذات مرة كانت تحسبها مجرد زينة ثمينة؟ هل سينسى الناس ما حدث لو إملتكها الآخرون، غيرك؟”

” فلنذهب للداخل فورا، إنها تنتظركما في مجلس البلاط. “

” لا شيء، لقد كنتما تبدوان مقربين جدا.” 

عندها عرض سيدريك يده لمرافقة ارتيزيا، تأبطت ذراعه، ومضوا جميعهم إلى داخل حرم البلاط.

فأجابت على الفور:” لسنا مقربين إطلاقاً”

        كان القصر ذو سقف عال للغاية، جعل صدى صوت خطوات أقدامهم يتردد في المبنى بأسره. وكانت الأرضيات مصنوعة من الرخام، ونُقشت زخارف ذهبية على الأعمدة بإتقان. وكان المبنى مضاءً ساطعاً، وكل الستائر المفتوحة، لكن ما زال يغمره الظلام. ربما بسبب عدم وجود أي ملمح من ملامح الحياة في أي ركن. 

وصرحت أخيرًا: “أعتقد أن بلورة الملح التي جلبها السيد فريل قد تلعب دورًا أكثر أهمية مما تخيلت” 

 عندما وصلوا إلى المجلس، أخطرت الكونتيسة مارثا بأدب :

وافقها قائلا: “نعم” 

“وصل الأرشيدوق إيفرون والآنسة أرتيزيا، يا صاحبة الجلالة “.

ومع ذلك، لم يلج إلى تلكما العينين الزرقاوتين الخوف، بل أضافت:

وانفتح الباب من الداخل. 

وافقها قائلا: “نعم” 

كانت الامبراطورة بالداخل تتربع على عرشها، وفي حاشيتها وصيفتين اثنتين، كانت ترتدي ثياب الحداد كعادتها، تضع جوهرة سوداء غير لامعة على رقبتها. إن المكان برمته قبر صنعته لنفسها، قد أضاف عليه مظهرها لمسةً من الكآبة واليأس.

فأجاب:” نعم، هذا صحيح” 

     حرر سيدريك ذراعه، ومن ثمة انحنى قبالة الامبراطورة، قائلا: ” اعتذر لانني لم آت للزيارة منذ وقت طويل جداً” 

     حرر سيدريك ذراعه، ومن ثمة انحنى قبالة الامبراطورة، قائلا: ” اعتذر لانني لم آت للزيارة منذ وقت طويل جداً” 

فأجابت قائلة: “أعلم أنك مشغول مع كثير من المشاكل التي عليك التعامل معها، ناهيك من أنك لا تظل في العاصمة وقتاً طويلاً، فلماذا قد ينال مني الاستياء لأنك لا تزورني كثيرا؟ بل في الحقيقة، إني سعيدة لأنك لم تنس أن تأتي لرؤيتي هذا اليوم.” 

وأطبق صمتٌ خانقٌ هُنية، حتى نقرت الإمبراطورة بسبابتها على ذراع عرشها و قالت:

فقال:” هذا لمن دواع سروري. “

 “لم يُقضَ على ال بيشر بتهمة الخيانة. بل إنقطعَ نسلهم عن أبيهم”. 

وأضافت: ” ولا بد أن هذه الشقراء هي خليفة ال روزان، صحيح؟”

 “لكنني سمعت أن سيدريك قدم لك هذه الجوهرة هدية زواج” 

فأجاب وهو ينهض: ” نعم، إنها خطيبتي”

فقاطعتها على الفور: ” من المستحيل أن يكون إرث عائلة بيشر مجرد جوهرة! “

بينما اقتربت ارتيزيا بحركة بطيئة، وانحنت أمامها، ثم قبلت حاشية فستانها وقالت: ” أنا، ارتيزيا روزان، أقدم خالص التحايا إلى قمر الإمبراطورية. “

عندئذ عرضت الكونتيسة مارثا صندوق المجوهرات الذي استلمته سابقا. وعندما فتحت الإمبراطورة الغطاء، سطعت الماسة ضخمة تحت ضوء شمس الصباح. فقالت وهي تتأمل فيها:

فردت قائلة: “فلترفعي رأسك” 

” إن لي حاجة واحدة، يا صاحبة الجلالة، وهي أن أخدمك على مقربة منك”

فرفعت ارتزيا رأسها من فورها، وأضافت الامبراطورة وهي تحملق ناحيتها: “إنك تشبهين السيد مايكل.”

فتنهدت تنهيدة صغيرة، ثم سألت: ” لو كان الأمراء جميعهم على أحياء، لكان فابيل قد ورث دوقية ريجان، أفترض؟”

” إنه لي الشرف، يا صاحبة الجلالة” 

“منذ وصلتني دعوتك، شعرت كأن كل مخاوفي تلاشت في لحظة، ولهذا أحضرت هدية لك، يا صاحبة الجلالة، عربوناً عن امتناني”

وخفضت عينيها، ثم أضافت: ” أنا في غاية الامتنان لسماحك بهذا اللقاء” 

بينما اقتربت ارتيزيا بحركة بطيئة، وانحنت أمامها، ثم قبلت حاشية فستانها وقالت: ” أنا، ارتيزيا روزان، أقدم خالص التحايا إلى قمر الإمبراطورية. “

” لستُ على ما يرام وما زلتُ أتعافى ببطء في القصر، لكن لا شك في أنني سأخصص الوقت لمقابلة خطيبة سيدريك، لقد كنت أستمع إلى الأخبار الخارجية بين الفينة والأخرى، مع أنني سمعت عنك، لكني آسفة لعجزي عن دعوتك سابقاً. “

كانت الامبراطورة بالداخل تتربع على عرشها، وفي حاشيتها وصيفتين اثنتين، كانت ترتدي ثياب الحداد كعادتها، تضع جوهرة سوداء غير لامعة على رقبتها. إن المكان برمته قبر صنعته لنفسها، قد أضاف عليه مظهرها لمسةً من الكآبة واليأس.

” أشعر بفخر كبير، كان ينبغي أن أزورك حتى أقدم لك تحياتي، لكنني لم أتمكن من طلب هكذا اجتماع لأنني اعتقدتُ أن ليس لدي حق ذلك. “

        كان القصر ذو سقف عال للغاية، جعل صدى صوت خطوات أقدامهم يتردد في المبنى بأسره. وكانت الأرضيات مصنوعة من الرخام، ونُقشت زخارف ذهبية على الأعمدة بإتقان. وكان المبنى مضاءً ساطعاً، وكل الستائر المفتوحة، لكن ما زال يغمره الظلام. ربما بسبب عدم وجود أي ملمح من ملامح الحياة في أي ركن. 

فردت الإمبراطورة ببطء: ” لا بأس، لقد مررتِ بالكثير من الأمور مؤخراً، فليس الانتقال إلى قصر مختلف بالأمر الهين، وكذلك إدارة شؤون عائلتك تتطلب جهدًا كبيرًا. مع أنني على يقين بأن سيدريك سيبذل قصارى جهده في تقديم المساعدة، لكن عائلة روزان ليست عائلةً صغيرةً.” 

“منذ وصلتني دعوتك، شعرت كأن كل مخاوفي تلاشت في لحظة، ولهذا أحضرت هدية لك، يا صاحبة الجلالة، عربوناً عن امتناني”

لم تحاول أن تخفي أنها تدلى بآذان مصغية لكل كبيرة وصغيرة تحدث في المجتمع الراقي. تحدثت ارتيزيا بتهذيب:

 فابيل هو الإبن الثالث للامبراطورة الذي مات قبل ثمانية عشر سنة مضت، آخر طفل شرعي للعائلة الامبراطورية.

” والشكر لصاحب الجلالة، فقد منح خطيبي حق الوصاية عليّ قبل زواجنا، كما وقف إلى جانبي معظم خدم عائلتي القدامى حتى يساعدوني، ولهذا تترتب شؤون عائلتي بسلالة.”

” إنه لي الشرف، يا صاحبة الجلالة” 

فقالت: “أنا مسرورة لسماع ذلك.” 

” فلنذهب للداخل فورا، إنها تنتظركما في مجلس البلاط. “

“منذ وصلتني دعوتك، شعرت كأن كل مخاوفي تلاشت في لحظة، ولهذا أحضرت هدية لك، يا صاحبة الجلالة، عربوناً عن امتناني”

فأجاب:” نعم، هذا صحيح” 

عندئذ عرضت الكونتيسة مارثا صندوق المجوهرات الذي استلمته سابقا. وعندما فتحت الإمبراطورة الغطاء، سطعت الماسة ضخمة تحت ضوء شمس الصباح. فقالت وهي تتأمل فيها:

َوأردف: ” لقد قابلتها وأنا في العشرين من عمري، يوم تسلمت لقب الأرشيدوق رسمياً، وعلى الأرجح كانت آخر مرة قابلت فيها الامبراطور أيضا، وأعتقد أنها لا بد مريضة حقاً”

 ” مر وقت منذ أن آخر مرة رأيتها حتى أني لم أكد اتعرف عليها، لا تزال الماسة جميلة حتى في حالتها هذه.” 

     حرر سيدريك ذراعه، ومن ثمة انحنى قبالة الامبراطورة، قائلا: ” اعتذر لانني لم آت للزيارة منذ وقت طويل جداً” 

ولم تتمكن من إخفاء الهزة في صوتها بادئ الأمر، ولكن سرعان ما استعاد صوتها الوقار المعهود، وأضافت:

“هذا صحيح، الإمبراطورة هي الخليفة الوحيدة لعائلتها، ولهذا وقعت عقداً مع الامبراطور قبل أن تتزوج منه، وقد اتفقا أن أصغر أطفالهم سوف ينتمي لدوقية ريجان، حتى تمنع العائلة من الاندماج مع العائلة الإمبراطورية “

 “لكنني سمعت أن سيدريك قدم لك هذه الجوهرة هدية زواج” 

فنظرت إليه في حيرة من أمرها، فأضاف وقد غطى نصف وجهه محاولاً أن يظل هادئاً بأقصى ما يمكنه:

فخطف سيدريك النظر إلى خطيبته بدلاً من الرد، في حين انحنت الاخيرة وأعربت:

  وجاءت الكونتيسة مارثا، وصيفة الامبراطورة، حتى تستقبلهما، فانحنت بتهذيب، قائلة: “أهلا الأرشيدوق إيفرون، والآنسة ارتيزيا.” 

” كيف أستطيع وضعها حول رقبتي بعد أن سمعت عن تاريخها؟ لقد أعتقد أن من الصواب إعادتها إليك، لقد تبادلنا هدايانا الخاصة”

” أجل، ولكنني لست على يقين، فأنا لم ازرها كثيراً.”

فسألتها الامبراطورة بلهجة حادة: ” أتقولين هذا وأنت تعلمين أن مالك هذه الجوهرة قد انتحر باعتباره المذنب الذي قضى على سلالة العائلة الحاكمة؟”

أجفل سيدريك وحاول التدخل، ولكن لأن أرتيزيا لم تهتز، لم يحرك ساكناً بدوره، وواصلت الامبراطورة في هديرها:

” بعد كل ما عاشته في هذه الحياة، أشك في أنها معافاة تماماً”

” لا بأس بالنظر إليها كأي جوهرة ثمينة ولا غير، هذا الألماس مناسب لهدية زواج خليفة آل روزان، وكنزاً لعائلة الأرشيدوق.”

“منذ وصلتني دعوتك، شعرت كأن كل مخاوفي تلاشت في لحظة، ولهذا أحضرت هدية لك، يا صاحبة الجلالة، عربوناً عن امتناني”

وازداد صوتها صرامةً: ” ولكنك تقدمينها لي وتتحدثين عن تاريخها، وهذه إهانة حقيقة لي، فهل تدركين أن أخباري بالتمسك بماضي المذنب نفسه السعي لربطي به؟ “

 وظل صامتاً برهة من الوقت، ثم اطبق السكون على العربة، وغرقت أرتيزيا في أفكارها للحظة، وضعت نفسها في مكان الإمبراطورة وتساءلت عم كانت تفكر فيه لحظة التوقيع على العقد، لعلها اختارت الزواج لأنه وقتئذ كان الطريقة الأسهل لدعم الإمبراطور جريجور وتكميل شرعيته، ولكنها لم تكن تنوي دمج عائلتها مع عائلته، وهذا يعني أنها تضع عائلة ريجان في المقام الأول.  

فأجابت:” ما إن ينشأ التاريخ فلا ماسح له”

ووافقت قائلة:

وبعدما استقامت، أضافت: ” وينطبق الأمر على تاريخ الأغراض ذاته، فهل تظنين، يا صاحبة الجلالة، أن تلك السيدة النبيلة التي امتلكت هذه الجوهرة ذات مرة كانت تحسبها مجرد زينة ثمينة؟ هل سينسى الناس ما حدث لو إملتكها الآخرون، غيرك؟”

عندها سألها بغتة: “هل أنتما مقربين؟” 

فصاحت بعصبية:” كيف تجرؤين على – “

بينما اقتربت ارتيزيا بحركة بطيئة، وانحنت أمامها، ثم قبلت حاشية فستانها وقالت: ” أنا، ارتيزيا روزان، أقدم خالص التحايا إلى قمر الإمبراطورية. “

فقاطعتها على الفور: ” من المستحيل أن يكون إرث عائلة بيشر مجرد جوهرة! “

” ومع أن الامبراطورة ليست بخير، فقد كانت تتطلع للقائك، يا آنسة. “

لقد قالت هذه كلمات وهي على يقين أنها ما ترغب الامبراطورة في سماعه، فقد كانت تحتاج إلى من يشاركها ألمها، ولن تنخرط في ما يجري على الساحة إلا بسبب شخص تثق به ثقة تدفعها للتضحية بحياتها من أجله، ولن تغادر بلاطها ما لم تجد مثل هذه الثقة. 

وأطبق صمتٌ خانقٌ هُنية، حتى نقرت الإمبراطورة بسبابتها على ذراع عرشها و قالت:

     ومع ذلك، ليس بمقدورها نفخ هذه الثقة في نفسها، علاوة على ذلك، ليس سهلاً استمالتها بالكلمات وحدها في وقت وجيز، فقررت التسلل من خلال نقاط ضعفها، وأن تشد أزرها هناك، أرتيزيا على علم بأنها لن تستطيع نيل جانبها باستغلال نقاط ضعفها مطلقاً.

 وألقت نظرة على أليس، التي انطلقت حتى تجلب صندوق المجوهرات وعرضته أمام الكونتيسة وفقا للتوجيهات المسبقة. 

    لقد تحمل الفيكونت بيشر وزوجته مسؤولية وفاة الأمير الإمبراطوري وقتلوا أنفسهم، بأمر من الإمبراطور لا الإمبراطورة. وبعبارة أخرى، فإن الثناء على الزوجين بيشر يظهر ازدراءً لما فعله الإمبراطور عينه، ولا سبيل لأن تجاهر الإمبراطورة، التي ما زالت ترتدي الحداد، بما فعله الاثنان. 

فسألتها الامبراطورة بلهجة حادة: ” أتقولين هذا وأنت تعلمين أن مالك هذه الجوهرة قد انتحر باعتباره المذنب الذي قضى على سلالة العائلة الحاكمة؟”

ومع ذلك، لم يلج إلى تلكما العينين الزرقاوتين الخوف، بل أضافت:

        كان القصر ذو سقف عال للغاية، جعل صدى صوت خطوات أقدامهم يتردد في المبنى بأسره. وكانت الأرضيات مصنوعة من الرخام، ونُقشت زخارف ذهبية على الأعمدة بإتقان. وكان المبنى مضاءً ساطعاً، وكل الستائر المفتوحة، لكن ما زال يغمره الظلام. ربما بسبب عدم وجود أي ملمح من ملامح الحياة في أي ركن. 

 “على حد علمي، لقد أنهوا حياتهم بأنفسهم بائسين لأنهم لم يكونوا قادرين على الارتقاء إلى مستوى ثقتكم، يا صاحبة الجلالة”. 

وافقها قائلا: “نعم” 

غزا المجلس التوتر وحبست الحاشية الأنفاس، ثم أضافت:

وخفضت عينيها، ثم أضافت: ” أنا في غاية الامتنان لسماحك بهذا اللقاء” 

 “لم يُقضَ على ال بيشر بتهمة الخيانة. بل إنقطعَ نسلهم عن أبيهم”. 

 عندما وصلوا إلى المجلس، أخطرت الكونتيسة مارثا بأدب :

وأطبق صمتٌ خانقٌ هُنية، حتى نقرت الإمبراطورة بسبابتها على ذراع عرشها و قالت:

 عندما وصلوا إلى المجلس، أخطرت الكونتيسة مارثا بأدب :

 “من يمشي طواعية على الاشواك الخطرة يتوقع شيئا كبيراً في المقابل، فما الذي تريدينه؟”

وتنهد تنهيدة مع نصف ضحكة، وواصل:” لمحتها مجرد لمحة وقتئذ، ليست كافية لترك انطباع عنها، أما في صغري، عندما كان الأمير فابيل حياً يرزق، إعتدتُ على الزيارة مرات عديدة. “

” إن لي حاجة واحدة، يا صاحبة الجلالة، وهي أن أخدمك على مقربة منك”

وبعدما استقامت، أضافت: ” وينطبق الأمر على تاريخ الأغراض ذاته، فهل تظنين، يا صاحبة الجلالة، أن تلك السيدة النبيلة التي امتلكت هذه الجوهرة ذات مرة كانت تحسبها مجرد زينة ثمينة؟ هل سينسى الناس ما حدث لو إملتكها الآخرون، غيرك؟”

وخفضت رأسها وانحنت قائلة: ” أرجوك منك استخدامي مثلما استخدمتِ الفيكونتيسة بيشر.”

أجفل سيدريك وحاول التدخل، ولكن لأن أرتيزيا لم تهتز، لم يحرك ساكناً بدوره، وواصلت الامبراطورة في هديرها:

للتواصل

وأطبق صمتٌ خانقٌ هُنية، حتى نقرت الإمبراطورة بسبابتها على ذراع عرشها و قالت:

https://twitter.com/Laprava1?t=HVnWR0UJPN2o_D8ezS1eOg&s=09

ووافقت قائلة:

غزا المجلس التوتر وحبست الحاشية الأنفاس، ثم أضافت:

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط