Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 14

خضوع

خضوع

” أنت تلميذي ، لقد قررت ذلك بالفعل . لن تخرُج من هنا حتى مرور ست أعوام .”

إختفت السلاسل من عندِ النافذة ، و منها طارت كرةٌ فضية إلى مكان مارلين . إنفجرت و تحولت إلى كائنٍ أثيري أبيض رمادي . إنتشر شكله لعدة إتجاهات ، و فتح بوابةً بيضاء إلى الأسفل . بدا مثل الفضاء الدخاني البعيد ، معزولٌ و غامض . مثل أكبر أسرار الكون .

 

 

” لن أسمع إعتراضاتك ، و لا أبال بذلك . لكن…” تحدث مارلين :” فكر بمنطقية ، كُن عقلانياً في تصرفاتك ! إلى أين أنت ذاهبٌ الآن ؟ لا مكان لديك لتبدأ به ، أنت حتى لا تعرف موقعك الحالي .”” هل تعرف مكان عائلتك ؟ إلى أين تم نقلهم ؟ من بين نحو ثلاث قارات و المئات من الأبعاد السرية و باإضافةً إلى كونك ضعيفاً هكذا ، ما هي خُططك ؟ على الأرجح إستخدم والدك قطعةً أثرية لرجلٍ لا أستطيع القول أنني أستطيع البقاء معه في نفس الغرفة دون فعل شيء . نتيجةً لإستخدامه هذه القطعة الأثرية الملعونة ، ربما هو يواجه مصيراً أسوء من الموت الآن .”

” مملكة لوكلوفر .”

 

– الشيطان هو نوعٌ من الأعراق في هذا العالم .

ماذا ؟ هُناك شيءٌ كهذا ؟ شعرت بالدهشة . و قبل أن أتحدث ، أكمل مارلين مجدداً :” هاه ؟ أليس لديك شيءٌ لقوله ؟ كُن ممتناً ، أظهر تأدبك . سعيك التافه للموت بحجة عدم الرغبة و حب العائلة ، هو أمرٌ لا أبال به . لكنني لن أسمح لك بذلك .”

” أنظر لوجهك ، هل ترى شيئاً خاطئاً ؟ ”

 

 

” كُنت على بعد نصف خطوة ٍ من الموت عندما سقطت أمام منزلي ، لا أمانع في جعلك تعود لتلك الحالة مجدداً إذا أردت حقاً الخروج لهذه الدرجة .”” لكنك لن تفعل على أي حال .”

وقف مارلين من مقعده و دخل نصفياً إلى البوابة .

 

عبست وقلت :” قُلت أنك ستُسدي إليّ خدمة منذ قليل ، إجعلني أخرج من هُنا سليماً .”

عبست وقلت :” قُلت أنك ستُسدي إليّ خدمة منذ قليل ، إجعلني أخرج من هُنا سليماً .”

 

 

 

تجاهلت الجزء المتعلّق بالتلمذة ، شعرت بالغثيان من ذلك.

” هل يُمكنك إعطائي تقديراً للمسافة ؟”

 

 

” أنت تسيء فهم الأمر ، السماح لك بالخروج من هنا سليماً تعد خدمتين وليست واحدة ، بالطبع هذا غير ممكن . دعني أخبرك بشيءٍ آخر ، حتى لو خرجت من أرضي . هل تعتقد أنك ستتمكن من البقاء حياً حتى ثلاث أيام أخرى ؟ ” تحدث مارلين بلا مبالاة .

رغم أنني أستطيع تحليلهم باللمس – بـ تحليل : تحليل تام .

 

 

همم ؟ عبست . كان هناك خطأٌ ما .

أكمل مارلين سيره و تبعته في ذلك ، لكنني في الأثناء إستخدمت < تحليل : تحليل تام > على الطوق في يدي .

 

 

” ماذا تقصد ؟ ”

 

 

شعرت ببعض الإحساس الغامض بالرهبة والخوف ، أرى . طقوس إستدعاء لوردات الشياطين تُقام في مثل هذه الأماكن ، أليس كذلك ؟

هز مارلين رأسه بإزدراء .” آراي ، يبدو أنك لا تعرف عن وضعك الحالي شيئاً . و إلا لم تكن لتكون في مثل هذه الحالة الغبية ، أعتقد أن علي مساعدتك لتدرك مدى حماقتك و سذاجتك .”

 

 

 

ذهب بعيداً للحظة ، ثم عاد و معه مرآة .

 

 

…ما هذا بحق الجحيم ؟

” أنظر لوجهك ، هل ترى شيئاً خاطئاً ؟ ”

تنفست الصعداء ، لايبدو لي أنه معادٍ للشياطين كما ظننت . بإمكاني الراحة الآن ، لكن عليّ ألا أخفض حذري…أنا مفضوح . أشعر بأنني عارٍ الآن ، و لا حتى عائلتي قد علمت بهذا السر .

 

” أرى…هل يُمكنني أن أطلب منك إخباري بما حدث بالتفصيل ؟ ”

همم ؟ مالذي يعنيه ؟

أوه ، لقد تذكرت .

 

 

” !!! ”

 

 

” ضعه على الكرة الزجاجية .”

…ما هذا بحق الجحيم ؟

…ما هذا بحق الجحيم ؟

 

لهذا تغيرت أيضاً طريقة نظري لها .

” أردت البدأ بوصف حالتك بعد سماع تفسيرك الخاص أولاً ، لكن من تعبيرك المصدوم هذا لا يبدو أنك تعلم شيئاً على الإطلاق . بدلاً من ذلك ، أنت مصدومٌ لسببٍ مختلف عن الذي توقعته . هاه ، ما خطبك ؟”

قال رجُل الشطرنج من قبل بأن هذا العالم لا سلطة له علي ، مما يعني أنني أسير ضد التدفق الطبيعي للقدر . لأنني بلا قدر . بسبب إنتماء قدري إلى عالمي السابق .

 

 

ملئ الهواء البارد صدري و إرتجفت . ماذا حدث لي ؟ لم أستطع التفكير بأي تفسير لهذا .

 

 

مهلاً ، ألم يقُل أنه سيستدعي روحاً ؟ فكرت في شيءٍ ما ، ثم إبتسمت بشكلٍ لا واعي .

كان شعري الذهبي قد أصبح أبيضاً بالكامل ، بلمعةٍ فضية . تحولت عيناي إلى أعين مُنمطةً بأنماط شطرنج سوداء و بيضاء . لم يُوجد أي بؤبؤٍ ليُرى ، فقط قطعة ملك بيضاء و مربعات الرقعة بدل العسلية .

 

 

” همم ؟ ألا تعلم ؟ حسناً . سحر الإستدعاء ، هو نوعٌ من الأسحار المتعلقة بالفضاء . إذ أنها تستدعي نوعاً مميزاً من المخلوقات الغامضة و المدعوة بالأرواح . من عالم الأرواح السحرية . و التي تملك قوىً مُختلفة متعلقة بالعناصر . و بطبيعة الحال ، الأرواح متعددة الإستخدامات .”” صُنع هذا السحر في هذه الحقبة ، منذ نحو 3 آلاف عام على يد القديـ- أوه ؟ إنه قادم .”

‘ هذا هو ! ‘

” أرى الآن ، أعراضك السابقة قد كانت نتيجةً لإختبارك لسحر الفضاء ، كونك قد تنقلتّ بين ‘ المكان ‘ . لضُعفك لم يستطع جسمك تحمُّل الأمر بلا حماية و إنتهى بك الأمر مريضاً . ما تُعاني منه هذه المرة مختلف…علينا الإستعجال قليلاً .”

 

 

أدركت فجأة ، لماذا بدأ شعري بالتحول للون الأبيض منذ نهاية مراسم الإيقاظ . أرى الآن ، فعل رجُل الشطرنج شيئاً ما لي ، و الذي بدوره لم يُوقظ سوى في مراسم الإيقاظ أيضاً . لم أوقظ < تحليل > فحسب بل…همم ، ماذا أسمي هذا الشيء ؟

 

 

 

” أنا…”

 

 

أخرج مارلين طبشوراً من جيبه ، و بدأ يرسم دائرةً سحرية على الأرض . في الواقع ، كانت حركات يده سلسلةً و دقيقة مثل طابعةٍ ثلاثية الأبعاد .

” لا . قبل ذلك ، أنت تُسيء فهم شيءٍ ما .” أشار مارلين إلي .” أتعتقد أن لديك القدرة للتفاوض معي ؟ لديك خدمة ، لكنك ستستخدمها في شيءٍ آخر . ليس للمغادرة . يا تلميذي الساذج ، ستبقى هُنا .”

 

 

ظهرت إحتمالياتٌ لا حصر لها في ذهني ، شعرت بأنني على وشك إكتشاف ما هو [ الشيطان ] . لكن شيئاً ما قد كان ينقصني !

” أنا أرفض . “بالكاد تمكّنت من تجاهل الضعف و الوخز في ساقاي و جسدي ، وقفت مجدداً و تحدثت .” أنت محق ، لا أعرف مكان أي أحد منهم . البدأ في التدريب و إكتساب القوة أمرٌ مهم ، لكن ماذا في ذلك ؟ هل سيفيد هذا إذا كانوا موتى ؟ ”

شعرت بالغضب العارم ينتشر في صدري ، مالذي يهذي به هذا الشخص ؟ تنظيف ؟ أنا ؟ مثيرٌ للضحك .

 

 

نظرت إلى أعين الغراب القرمزية في قناعه و أكملت .

 

 

 

” حتى لو مت بالأسفل هناك ، بسبب نسر أو لسببٍ آخر . حينها ليكُن ، رغم أنها ميتةٌ بلا معنى إلا أنني على الأقل حاولت تنفيذ المسؤوليات الموضوعة على عاتقي و البحث عنهم…لا يُهم .”” و إذا مَّت لسببٍ آخر كما تقول ، حينها ألا يعني ذلك أنني مجبرٌ على العيش لديك ؟ و إضاعة وقتي ؟”

 

 

” أردت البدأ بوصف حالتك بعد سماع تفسيرك الخاص أولاً ، لكن من تعبيرك المصدوم هذا لا يبدو أنك تعلم شيئاً على الإطلاق . بدلاً من ذلك ، أنت مصدومٌ لسببٍ مختلف عن الذي توقعته . هاه ، ما خطبك ؟”

عندما كدت أخرج مجدداً من النافذة ، تمت مقاطعتي . رأيت توهجاً خافتاً لسلاسل معدنية داكنة . بدت وكأنها ستُقيدني إذا حاولت الخروج .

كانت الإحتمالية الأخيرة ، هي ذات أكثر نسبة . كان ذلك لأنه بينما عاملني كيراتوس كنصف شيطان ، لم يبدو الأمر نفسه مع مارلين و هذه الروح . كلاهُما ينظران إلي كشيءٍ خطير الآن ، أشعر بأنني سأموت فقط من هذه النظرات . أؤمن أن بإمكان أعينهم إطلاق الشرر و إحراقي في مكاني .

 

تحدث مارلين من جديد .

أمال مارلين رأسه بنحوٍ غريب ، وقال:” أفهم من كلامك أنك لن تهدأ حتى تعرف مكان عائلتك ؟ همم ، من الجيد ذلك ، بقاءك هُنا ليست بالمشكلة . يبدو أن هذا هو شاغلكُ الوحيد . ليكُن ، إعتبر هذا رداً لخدمتك السابقة .”” لكن بعد ذلك لن أستقبل أي رفض ، ستبقى هُنا للست أعوامٍ القادمة حتى لو مت فلن أبال بذلك ، حياتك ليست بتلك القيمة بعد كُل شيء .”

نظرت إلى الطوق في يدي ، ثم إلى مارلين الذي تجاهلني و أكمل سيره .

 

 

صفق بكفيه معاً .

 

 

” أنت تسيء فهم الأمر ، السماح لك بالخروج من هنا سليماً تعد خدمتين وليست واحدة ، بالطبع هذا غير ممكن . دعني أخبرك بشيءٍ آخر ، حتى لو خرجت من أرضي . هل تعتقد أنك ستتمكن من البقاء حياً حتى ثلاث أيام أخرى ؟ ” تحدث مارلين بلا مبالاة .

” كيويو ، إفتح بوابةً للطابق الأرضي .”

لا ، إذا كان الأمر هكذا فهذا يعني بأن والدتي – كويومي هي أيضاً عابرة ؟ إنتظر لحظة ! أصل أمي المجهول و ثقافتها الشرقية هذه ، ليس بسبب كونها من عالمٍ آخر ، أليس كذلك ؟ هذا بالإضافة إلى أنها تستخدم تلك الطاقة الغريبة مع ميزوكي…منطقي ، منطقيٌ بما فيه الكفاية .

 

 

همم ؟

 

 

ظهرت المعلومات المتعلقة بالطوق في رأسي ، شعرت ببعض الصداع . و حاولت قراءتها أثناء التركيز مع ما يفعله مارلين أيضاً .بعد الإنتهاء من الرسم ، وقف مارلين من الأرض و أزال آثار الطباشير البيضاء من ملابسه الرمادية. توقف مكانه صامتاً بلا أي حراك لمدة ثانية ، ثم بدأ بقول بعض الكلمات السحرية الغريبة .

إختفت السلاسل من عندِ النافذة ، و منها طارت كرةٌ فضية إلى مكان مارلين . إنفجرت و تحولت إلى كائنٍ أثيري أبيض رمادي . إنتشر شكله لعدة إتجاهات ، و فتح بوابةً بيضاء إلى الأسفل . بدا مثل الفضاء الدخاني البعيد ، معزولٌ و غامض . مثل أكبر أسرار الكون .

 

 

 

وقف مارلين من مقعده و دخل نصفياً إلى البوابة .

” همم ، آراي . هل تود سماع أمرٍ مثيرٍ للإهتمام ؟ . هل تعرف ما هم ‘ الشياطين ‘ ؟ لا تبدو لي كذلك ، و إلا لأخفيت حقيقة ذلك حتى لو كشفناك .” بدت نبرته الساخرة مختلفةً تماماً عن ماكان عليه منذ مدة ، مما أشعرني بخوفٍ غامض تجاهه . أصبحت حذراً و تراجعت للخلف قليلاً .

 

تجاهلت الجزء المتعلّق بالتلمذة ، شعرت بالغثيان من ذلك.

همم ، يبدو أن لديه طريقةً لإيجاد أماكنهم . قررت العدول عن محاولتي للهرب ، و إتباعه بدلاً من ذلك . على أي حال ، لا أملك العديد من الخيارات في الأساس…أنا أيضاً لا أريد خوض تلك التجربة مجدداً .

” فقد تكون 17 ألف ميلاً من هنا تقريباً ؟ ”

 

هكذا إذن .

أحسست برعدةٍ تسري في بدني .

شعرت بالغضب العارم ينتشر في صدري ، مالذي يهذي به هذا الشخص ؟ تنظيف ؟ أنا ؟ مثيرٌ للضحك .

 

 

عندما دخلت البوابة ، إستقبلني الظلام . تجاهلت ذلك وسرت متبعاً ظهره . بدا و كأننا في ممرٍ طويل .

” ###### ؟ ### ؟ ” تمتم مارلين .

 

توقف كلاهُما فجأةً عن الكلام ، أدار مارلين رأسه و نظر إلي .

فجأة ، شعرت ببعض البرد . فور ذلك طن شيءٌ ما بداخلي بجنون و كأنه على وشك الإنفجار . كنقبلةٍ موقوتة .

 

 

من الفراغ ، خرج ضوءٌ لازوردي و أنعش جسدي . شعرت بأنني أعود للحياة من جديد ، كان هذا الضوء مثل الماء بعد قحطٍ طويل .

معدتي !

 

 

أدركت فجأة ، لماذا بدأ شعري بالتحول للون الأبيض منذ نهاية مراسم الإيقاظ . أرى الآن ، فعل رجُل الشطرنج شيئاً ما لي ، و الذي بدوره لم يُوقظ سوى في مراسم الإيقاظ أيضاً . لم أوقظ < تحليل > فحسب بل…همم ، ماذا أسمي هذا الشيء ؟

شعرت بها تتخبط ، وضعت كلتا يدي على معدتي لاشعورياً . سقطت على ركبتاي ، و شعرت بآلامٍ لاتوصف . كان رأسي ينبض ، بدأت بالتعرق و تحرك الدم بشكلٍ أسرع فيي . بدأت بالتدحرج في الأرض لمحاولة تخفيف هذا الألم ، شعرت بالعروق في رأسي تبرز .

 

 

 

توقف مارلين عن السير ، سمعت صوته .

” ما هو سحر الإستدعاء حقاً ؟ ”

 

 

” ليكتور ، إشف الصبي .”

 

 

 

من الفراغ ، خرج ضوءٌ لازوردي و أنعش جسدي . شعرت بأنني أعود للحياة من جديد ، كان هذا الضوء مثل الماء بعد قحطٍ طويل .

 

 

 

تحدث مارلين من جديد .

 

 

قال مارلين:” أوه ، كدت أنسى ذلك .” ” كتلميذٍ مؤقت ، عليك بتنظيف هذا الأروقة و الغرف في أوقات فراغك ، حسناً ؟ رغم أنني أكره الفوضى حقاً ، إلا أنه ليس لدي وقتٌ لها .”” بصفتك تلميذاً لي الآن ، المحافظة على نظافة هذا المكان ستكون إحدى واجباتك الأساسية ، جيد ؟ إعتبر نفسك خادماً أيضاً في أوقات فراغك .” إستدار إلي وقال بصوتٍ حريص :” تذكرت ، لا تلمس أو تستخدم الأدوات الملقاة هنا بعشوائية – حتى لو كُنت فضولياً ! لا أهتم بما يحدث لك ، لكنني لا أريدك أن تفسد تجاربي لمجرد فضولك .”

” أرى الآن ، أعراضك السابقة قد كانت نتيجةً لإختبارك لسحر الفضاء ، كونك قد تنقلتّ بين ‘ المكان ‘ . لضُعفك لم يستطع جسمك تحمُّل الأمر بلا حماية و إنتهى بك الأمر مريضاً . ما تُعاني منه هذه المرة مختلف…علينا الإستعجال قليلاً .”

 

 

” نعم القمر .”

عادت كرة الضوء الخضراء ذات الهالة اللازوردية ، إلى كونها نقطة ضوء خلفه .

” كااااكااااا…”

 

لم أكُن مهتماً بما يتحدث عنه و سألت على عجل .” مالذي كُنت تقصده بذلك ؟ أين تقع القارة الشرقية ؟ ”

أنا أرى هذه الأشياء منذ مدة ، ما هي ؟ توجد خمس نقاط ضوءٍ صغيرة تعوم خلفه مثل النجوم . أحدها هو ذلك الضوء الرمادي اللعين الذي قيدّني والذي فتح البوابة إلى هُنا .

 

 

 

…هل هي أرواح ؟ لا أستطيع التفكير بشيءٍ منطقي أكثر .

 

 

 

مع ذلك…ما كان هذا للتو ؟ لقد كدت أن أموت . لا يبدو أن مارلين هو المتسبب في ذلك أيضاً . ماذا يحدث لي ؟ كانت بقايا الألم لا تزال منتشرة ، لكنني تمكنت من تحمل ذلك .

 

 

 

أيضاً تفسيره هذا…همم ، هل لهذا كُنت نصف ميت عندما وقفت أمام الكوخ ؟ شيءٌ ما يحدث لي ولا أعرفه .

 

 

 

” ###### .”

 

 

 

” كيويو ، الرمز رقم 6 . الرقم السري : ######### .”

 

 

 

” همم .” ” أخرج الأداة السحرية رقم 544…لا ، رقم 554 .”

 

 

 

تمكنت من رؤية ذلك بشكلٍ باهت . لوح مارلين بيده في الهواء ، و سقط طوقٌ أسود على راحة يده . كان دائرياً ليس بذلك الحجم الكبير . في وسطه تواجد مربعٌ فضي . كان مثل طوق كلب .

< تحليل : تحليل >

 

وقف مارلين من مقعده و دخل نصفياً إلى البوابة .

ألقى به إليّ و تحدث .

 

 

 

” 10 سنوات ، بعد 10 سنوات ستموت إن لم تجد حلاً ما بشأن جسدك . ما يحصُل بعد ذلك ليس من شأني .”

 

 

همم ؟

” الآن ، ضعه على رقبتك . سيقيد هذا الطوق مشكلة جسدك ، مع عناصرك و سلطتك أيضاً . ستكون آمناً بهذه الطريقة .”

كانت الإحتمالية الأخيرة ، هي ذات أكثر نسبة . كان ذلك لأنه بينما عاملني كيراتوس كنصف شيطان ، لم يبدو الأمر نفسه مع مارلين و هذه الروح . كلاهُما ينظران إلي كشيءٍ خطير الآن ، أشعر بأنني سأموت فقط من هذه النظرات . أؤمن أن بإمكان أعينهم إطلاق الشرر و إحراقي في مكاني .

 

إنتابني شعورٌ بالإطمئنان ، كان مكانُهما معروفاً الآن .

نظرت إلى الطوق في يدي ، ثم إلى مارلين الذي تجاهلني و أكمل سيره .

< تحليل : تحليل >

 

 

– هل يتوقع مني حقاً أن أضعه ؟

تفسيره هذا متطرف و إنحيازي بالتأكيد ، لكن بأخذ الجزء المفهوم منه…همم .

 

” لن أسمع إعتراضاتك ، و لا أبال بذلك . لكن…” تحدث مارلين :” فكر بمنطقية ، كُن عقلانياً في تصرفاتك ! إلى أين أنت ذاهبٌ الآن ؟ لا مكان لديك لتبدأ به ، أنت حتى لا تعرف موقعك الحالي .”” هل تعرف مكان عائلتك ؟ إلى أين تم نقلهم ؟ من بين نحو ثلاث قارات و المئات من الأبعاد السرية و باإضافةً إلى كونك ضعيفاً هكذا ، ما هي خُططك ؟ على الأرجح إستخدم والدك قطعةً أثرية لرجلٍ لا أستطيع القول أنني أستطيع البقاء معه في نفس الغرفة دون فعل شيء . نتيجةً لإستخدامه هذه القطعة الأثرية الملعونة ، ربما هو يواجه مصيراً أسوء من الموت الآن .”

أكمل مارلين سيره و تبعته في ذلك ، لكنني في الأثناء إستخدمت < تحليل : تحليل تام > على الطوق في يدي .

 

 

” أنت تسيء فهم الأمر ، السماح لك بالخروج من هنا سليماً تعد خدمتين وليست واحدة ، بالطبع هذا غير ممكن . دعني أخبرك بشيءٍ آخر ، حتى لو خرجت من أرضي . هل تعتقد أنك ستتمكن من البقاء حياً حتى ثلاث أيام أخرى ؟ ” تحدث مارلين بلا مبالاة .

بعد دقائق ، وصلنا إلى غرفةٍ كبيرة . كانت هذه الغرفة مضائةً بمشعلٍ إمتلك لهباً أزرقاً . كان جدرانها صخرية ، و نبتت عليها بعض الطحالب الخضراء . في الأرض كانت تُوجد العديد من الخطوط البيضاء والتي بدت مثل الدوائر السحرية الممسوحة . أشعت هذه الغرفة بهالةٍ غامضة و قديمة .

 

 

أوقفت أفكاري و نظرت إلى الروح . أظهر عدة دوائر سحرية ، و إختفى دمي . لم يكن مشهداً كبيراً كما إعتقدت .

شعرت ببعض الإحساس الغامض بالرهبة والخوف ، أرى . طقوس إستدعاء لوردات الشياطين تُقام في مثل هذه الأماكن ، أليس كذلك ؟

كانت الإحتمالية الأخيرة ، هي ذات أكثر نسبة . كان ذلك لأنه بينما عاملني كيراتوس كنصف شيطان ، لم يبدو الأمر نفسه مع مارلين و هذه الروح . كلاهُما ينظران إلي كشيءٍ خطير الآن ، أشعر بأنني سأموت فقط من هذه النظرات . أؤمن أن بإمكان أعينهم إطلاق الشرر و إحراقي في مكاني .

 

أصدر مارلين صوت نقر.

أخرج مارلين طبشوراً من جيبه ، و بدأ يرسم دائرةً سحرية على الأرض . في الواقع ، كانت حركات يده سلسلةً و دقيقة مثل طابعةٍ ثلاثية الأبعاد .

” إهدئ ، لا حاجة إلى القلق . عودة أختك إلى القارة الشرقية هو أفضل لها بالعكس ، هل تعتقد أن نظام القدر سيترك شيطاناً من الشرق يهوم في باقي القارات بدون رقيب ؟ سيكون هذا مثيراً للسخرية بحق .” أضاف مارلين :” في المعركة القديمة التي وقعت بين التنين الشرير الآثم – ديفوريكس ضد القديس – الهرم الذهبي و ملك التنانين الذهبي الأقدم ، إنقسمت القارة العظيمة إلى 4 أقسام . القارة الجنوبية ، القارة الشمالية ، القارة الغربية ، و القارة المركزية .”

 

 

شعرت بالمفاجئة من ذلك .

” أنا…”

 

< تحليل : تحليل >

أنظر إلى هذه الحواف و الرموز ، إنها ليست بشيءٍ يستطيع البشر رسمه خلال هذه المدة القصيرة .

ألقى به إليّ و تحدث .

 

 

” إذا كان لديك سؤالٌ فسأله فحسب ، لا حاجة إلى الخجل .”

مع ذلك ، يُوجد شيءٌ خاطئ مع الشياطين .

 

 

لست خجولاً .

شعرت ببعض الإحساس الغامض بالرهبة والخوف ، أرى . طقوس إستدعاء لوردات الشياطين تُقام في مثل هذه الأماكن ، أليس كذلك ؟

 

القارة الشرقية معقولة ، لكن القمر ؟ القمر فجأة ؟

” هل هذه دائرة إستدعاء؟ ”

 

 

 

لم أعرف أي سحرٍ إحتاج إلى رسم الدوائر السحرية سوى الإستدعاء . سحر العناصر لم يكُن بحاجةٍ إلى دوائر سحرية ، كانت المانا ستُشكِّلُها بتلقائية .

 

 

 

” نعم ، هذه دائرة إستدعاء . سوف أستدعي روحاً الآن .”

” حتى لو مت بالأسفل هناك ، بسبب نسر أو لسببٍ آخر . حينها ليكُن ، رغم أنها ميتةٌ بلا معنى إلا أنني على الأقل حاولت تنفيذ المسؤوليات الموضوعة على عاتقي و البحث عنهم…لا يُهم .”” و إذا مَّت لسببٍ آخر كما تقول ، حينها ألا يعني ذلك أنني مجبرٌ على العيش لديك ؟ و إضاعة وقتي ؟”

 

” آراي ، هذا ليس لطيفاً .”

ظهرت المعلومات المتعلقة بالطوق في رأسي ، شعرت ببعض الصداع . و حاولت قراءتها أثناء التركيز مع ما يفعله مارلين أيضاً .بعد الإنتهاء من الرسم ، وقف مارلين من الأرض و أزال آثار الطباشير البيضاء من ملابسه الرمادية. توقف مكانه صامتاً بلا أي حراك لمدة ثانية ، ثم بدأ بقول بعض الكلمات السحرية الغريبة .

” ما يُطلق عليهم سكان العالم ‘ شياطيناً ‘ ؛ سكان القارة الشرقية هؤلاء ، ليسوا سوى حفنة آثمين يسيرون عكس التدفق الطبيعي . هم ليسوا بشياطين بالمعنى الحرفي ، بل نوعٌ آخر من البشر .”

 

 

لم أفهم حرفاً من ماقاله ، لكنها بدا مثل ترنيمة طويلة…شيئاً مثل الأحمـ- . لا ، بالفعل كما قال يبدو و كأنه ينوي إستدعاء شيءٍ ما .

” لا أعني هذا ، بل ما هو الموقع – الأرض التي كُنت عليها ؟ ”

 

 

هذا يشعرني بالقليل من الخوف – الخوف تجاه المجهول . على أي حال ، مالذي يُمكن إستدعاءه في هذا العالم ؟ روح ؟ وحش قديم ؟ ملك شياطين ؟

فكر أسرع…فكر أسرع…أوه ، إستخدم < محاكاة > !

 

 

مهلاً ، ألم يقُل أنه سيستدعي روحاً ؟ فكرت في شيءٍ ما ، ثم إبتسمت بشكلٍ لا واعي .

” كيويو ، الرمز رقم 6 . الرقم السري : ######### .”

 

 

< تحليل : تحليل >

ربما بإستثناء تلك الطاقة الغريبة من أمي – الشبح الغامض ، و نسيان كيف صنعت ميزوكي كُل تلك الضجة بلا مانا… .

 

أدركت فجأة ، لماذا بدأ شعري بالتحول للون الأبيض منذ نهاية مراسم الإيقاظ . أرى الآن ، فعل رجُل الشطرنج شيئاً ما لي ، و الذي بدوره لم يُوقظ سوى في مراسم الإيقاظ أيضاً . لم أوقظ < تحليل > فحسب بل…همم ، ماذا أسمي هذا الشيء ؟

نعم ، كانت هذه فرصةً أيضاً لزيادة مخزوني من المعرفة . ألن أستطيع إستدعاء هذه الروح لاحقاً ؟

لم أعرف أي سحرٍ إحتاج إلى رسم الدوائر السحرية سوى الإستدعاء . سحر العناصر لم يكُن بحاجةٍ إلى دوائر سحرية ، كانت المانا ستُشكِّلُها بتلقائية .

 

 

” ما هو سحر الإستدعاء حقاً ؟ ”

ما وراء الباب في نهاية الروق ، كان سلماً ملتصقاً بالجدران . والذي قاد إلى الأسفل ، تقدمت إلى الأمام ممسكاً بالسياج الخاص بالدرج ، و نظرت إلى المكان بالأسفل . أضائت الفوانيس المكان . كانت مساحة الغرفة واسعة . ربما عشرون متراً في كل الإتجهات أو أكثر من ذلك بقليل . كانت فوضويةً تماماً و ممتلئات بأغراض و أدوات مختلفة ؛ ملابس ، أدوات خيمياء ، كُتب ، طاولات ، قنائن زجاجية و هلم جرا .

 

– الشيطان هو أكثر من شيءٍ واحد ، ربما كلا النظريتين الأولى معاً .

” همم ؟ ألا تعلم ؟ حسناً . سحر الإستدعاء ، هو نوعٌ من الأسحار المتعلقة بالفضاء . إذ أنها تستدعي نوعاً مميزاً من المخلوقات الغامضة و المدعوة بالأرواح . من عالم الأرواح السحرية . و التي تملك قوىً مُختلفة متعلقة بالعناصر . و بطبيعة الحال ، الأرواح متعددة الإستخدامات .”” صُنع هذا السحر في هذه الحقبة ، منذ نحو 3 آلاف عام على يد القديـ- أوه ؟ إنه قادم .”

 

 

” ما هو سحر الإستدعاء حقاً ؟ ”

فجأة ، ظهرت بوابةٌ قديمة . صُنعت من صخور بيضاء دخانية ، في أطرافها تواجدت دوائر حلزونية مثل الغيوم . بدت وكأنها بوابة سيخرج منها ملاكٌ سماوي .

 

 

” لا . قبل ذلك ، أنت تُسيء فهم شيءٍ ما .” أشار مارلين إلي .” أتعتقد أن لديك القدرة للتفاوض معي ؟ لديك خدمة ، لكنك ستستخدمها في شيءٍ آخر . ليس للمغادرة . يا تلميذي الساذج ، ستبقى هُنا .”

” كااااكااااا…”

تنفست الصعداء ، لايبدو لي أنه معادٍ للشياطين كما ظننت . بإمكاني الراحة الآن ، لكن عليّ ألا أخفض حذري…أنا مفضوح . أشعر بأنني عارٍ الآن ، و لا حتى عائلتي قد علمت بهذا السر .

 

هذه هي لغة مارلين القديمة ، أعتقد أن هذا هو إسمها ، أليس كذلك ؟ تحدث كلاهما لدقائق مثل صديقين قديمين . لكن عندما نظرت الروح المُستدعاة إلي فجأة ، إستشاطت غضباً على ما يبدو.

خلال ثانية ، خرجت هيئةٌ دخانية مثل السحاب و بلونٍ أبيض . لم يملك أي شكلٍ محدد أستطيع وصفه بالكلمات ، لمعت نقطتان زرقاوتان في وسط جسده العلوي مثل النجوم . أطلق برودةً أشعرتني بالقشعريرة والبرد . مما جعلني أفرك يداي بلا وعي .مثيرٌ للإهتمام ، هل هذه روحٌ سحرية ؟ لم أرى واحدةً من قبل .

شعرت بالغضب العارم ينتشر في صدري ، مالذي يهذي به هذا الشخص ؟ تنظيف ؟ أنا ؟ مثيرٌ للضحك .

 

 

< تحليل : تحليل >

 

 

 

بعد تحليل الدائرة السحرية في الأرض ، حاولت تحليل الروح أيضاً لكن بلا فائدة . يبدو أن حتى تحليل الأرواح غير ممكن . هل هذا لأنهم أحياء ؟ < تحليل > خاصتي لا تستطيع تحليل الأحياء ، حتى النباتات الحية مثل الأشجار .

ماذا ؟ هُناك شيءٌ كهذا ؟ شعرت بالدهشة . و قبل أن أتحدث ، أكمل مارلين مجدداً :” هاه ؟ أليس لديك شيءٌ لقوله ؟ كُن ممتناً ، أظهر تأدبك . سعيك التافه للموت بحجة عدم الرغبة و حب العائلة ، هو أمرٌ لا أبال به . لكنني لن أسمح لك بذلك .”

 

 

رغم أنني أستطيع تحليلهم باللمس – بـ تحليل : تحليل تام .

توقف مارلين عن الكلام قليلاً .

 

” ما إسم المكان الذي كُنت موجوداً به من قبل ؟ ”

[ #### ! ##### ###### ## ؟ ]

 

 

 

” ##### ، ########## . ##### .”

” نعم القمر .”

 

أصدر مارلين صوت نقر.

بدأ مارلين بالتحدث معه ، لم أفهم حرفاً . مع ذلك ، نطق هذه اللغة لم يكن غريباً علي . سبق و أن سمعتها في مكانٍ ما من قبل . بالإضافة إلى هذه الطنين الخافت في أذني…إنه مألوف .

 

 

أنا أرى هذه الأشياء منذ مدة ، ما هي ؟ توجد خمس نقاط ضوءٍ صغيرة تعوم خلفه مثل النجوم . أحدها هو ذلك الضوء الرمادي اللعين الذي قيدّني والذي فتح البوابة إلى هُنا .

أوه ، لقد تذكرت .

 

 

إنتابني شعورٌ بالإطمئنان ، كان مكانُهما معروفاً الآن .

هذه هي لغة مارلين القديمة ، أعتقد أن هذا هو إسمها ، أليس كذلك ؟ تحدث كلاهما لدقائق مثل صديقين قديمين . لكن عندما نظرت الروح المُستدعاة إلي فجأة ، إستشاطت غضباً على ما يبدو.

 

 

” أنت تسيء فهم الأمر ، السماح لك بالخروج من هنا سليماً تعد خدمتين وليست واحدة ، بالطبع هذا غير ممكن . دعني أخبرك بشيءٍ آخر ، حتى لو خرجت من أرضي . هل تعتقد أنك ستتمكن من البقاء حياً حتى ثلاث أيام أخرى ؟ ” تحدث مارلين بلا مبالاة .

[ ###### !! ## #### ! ]

ربما بإستثناء تلك الطاقة الغريبة من أمي – الشبح الغامض ، و نسيان كيف صنعت ميزوكي كُل تلك الضجة بلا مانا… .

 

 

بدأ بالصراخ بشدة بصوتٍ بغيض ، و كأنني ألد أعداءه .

 

 

 

شعرت بالحيرة ، ماذا حصل له فجأة ؟ شيءٌ ما خاطئ ، أوه ألم يقل للتو…

” هل يُمكنك إعطائي تقديراً للمسافة ؟”

 

تحدث مارلين من جديد .

” ###### ؟ ### ؟ ” تمتم مارلين .

 

 

 

توقف كلاهُما فجأةً عن الكلام ، أدار مارلين رأسه و نظر إلي .

معدتي !

 

” كيويو ، إفتح بوابةً للطابق الأرضي .”

قبل نظره إلي ، سمعت مصطلحاً . كان نفس المصطلح الذي إستخدمه ذلك الرجل من نظام القدر – كيراتوس لافانايت . لوصفي و كلاٍ من أمي و ميزوكي .

 

 

 

– شيطان .

” !!! ”

 

 

كانت أعينهم مثبتةً علي . شعرت بالضغط الشديد و بهالةٍ خانقة تلتف حولي . بدأ قلبي ينبض بسرعة ، و إنتابني إحساسٌ بالخوف و الخطر . كانا صامتين فحسب ، و نظرا إلي . لا أعلم لماذا لكنهم بدو ضخاماً في عيني .

” !!! ”

 

 

شيطان ؟ ما معنى هذه الكلمة بحق الجحيم ؟ إنني أسمعها بكثرةٍ مؤخراً . حسب ذاكرتي ، كان كيراتوس قد قال:” الشياطين مخلوقات نجسة يجب التخلص منها ؛ إنهم آثمون يسيرون ضد التدفق الطبيعي للقدر ! وحوش تحب المذابح و الدم ! ”

مهلاً ، إنتظر لحظة ! ماذا قال للتو ؟

 

هكذا إذن .

تفسيره هذا متطرف و إنحيازي بالتأكيد ، لكن بأخذ الجزء المفهوم منه…همم .

مهلاً ، ألم يقُل أنه سيستدعي روحاً ؟ فكرت في شيءٍ ما ، ثم إبتسمت بشكلٍ لا واعي .

 

شيطان ؟ ما معنى هذه الكلمة بحق الجحيم ؟ إنني أسمعها بكثرةٍ مؤخراً . حسب ذاكرتي ، كان كيراتوس قد قال:” الشياطين مخلوقات نجسة يجب التخلص منها ؛ إنهم آثمون يسيرون ضد التدفق الطبيعي للقدر ! وحوش تحب المذابح و الدم ! ”

مخلوقات آثمة تمشي ضد التدفق الطبيعي للقدر .

 

 

” أما بالنسبة للقمر ؟ أعتقد أنك تعلم مدى إستحالة ذلك .”

قال رجُل الشطرنج من قبل بأن هذا العالم لا سلطة له علي ، مما يعني أنني أسير ضد التدفق الطبيعي للقدر . لأنني بلا قدر . بسبب إنتماء قدري إلى عالمي السابق .

 

 

” نعم ، رغم أنه أحمرٌ الآن .”

هل هذا يجعلني [ شيطاناً ] ؟ لا ، بدلاً من ذلك . ربما هوية عابر العالم الآخر هي [ الشيطان ] ؟

ربما بإستثناء تلك الطاقة الغريبة من أمي – الشبح الغامض ، و نسيان كيف صنعت ميزوكي كُل تلك الضجة بلا مانا… .

 

 

قال رجل الشطرنج بأن أبتعد عن أي شيءٍ له علاقة بالقدر ؛ الكهنة و ما شابههم . و هذا حتى لا يكشفوا الشذوذ في قدري . و هذا يدعم نظريتي الأولى . أرى ، هذا منطقي .

ملئ الهواء البارد صدري و إرتجفت . ماذا حدث لي ؟ لم أستطع التفكير بأي تفسير لهذا .

 

 

هل [ الشيطان ] هو [ العابر من عالمٍ آخر ] ؟

” أردت البدأ بوصف حالتك بعد سماع تفسيرك الخاص أولاً ، لكن من تعبيرك المصدوم هذا لا يبدو أنك تعلم شيئاً على الإطلاق . بدلاً من ذلك ، أنت مصدومٌ لسببٍ مختلف عن الذي توقعته . هاه ، ما خطبك ؟”

 

 

لا ، إذا كان الأمر هكذا فهذا يعني بأن والدتي – كويومي هي أيضاً عابرة ؟ إنتظر لحظة ! أصل أمي المجهول و ثقافتها الشرقية هذه ، ليس بسبب كونها من عالمٍ آخر ، أليس كذلك ؟ هذا بالإضافة إلى أنها تستخدم تلك الطاقة الغريبة مع ميزوكي…منطقي ، منطقيٌ بما فيه الكفاية .

 

 

“جُزر آرتيمس…؟ ” ” همم ، كان يوجد مثل هذا المكان . أعتقد أنها مجموعة من ثلاثة جزر تقع غرب القارة الغربية ، أليس كذلك ؟ الأرض التي صنعتها تلك الفتاة…”

شعرت فجأةً ببعض الإثارة الغريبة ، إلى أين تتجه الأمور ؟ لكن لا مجدداً ! هذه نظرية فحسب ، العديد من الأشياء لاتتواكب هكذا . إذا تم إكتشافي من قبل كيراتوس على أنني [ شيطان ] ، حينها كُنت لأموت بالفعل . كيراتوس ذاك قد أتى من أجل والدتي ، لقد عاملني كنصف شيطان – كنسل شيطان . و لم يقل أي شيءٍ عن كوني من عالمٍ آخر ، بل و أنه قد قال بأن [ الشياطين ] قد سبق و أن أبادو حضارةً بأكملها .

 

 

 

هذا يعني بأن أمي ليست الوحيدة ! هل [ الشياطين ] هم نوعٌ من الأعراق في هذا العالم ؟ لكن هذا غريب ، ملامح و مظهر أمي قد كانا بشريين تماماً . لا شيء شاذ بشأنها و الأمر نفسه معي أنا و ميزوكي . نحن بشريان بلا شّك ؛ 100% .

” ما هو سحر الإستدعاء حقاً ؟ ”

 

 

ربما بإستثناء تلك الطاقة الغريبة من أمي – الشبح الغامض ، و نسيان كيف صنعت ميزوكي كُل تلك الضجة بلا مانا… .

فتح مارلين الباب في النهاية الممر ، ثم صفق بكفيه . من بين كرات الضوء الخمسة خلف ظهره ، طار ضوءٌ ذهبي مشع إلى وسط الغرفة . ثم توهج مثلٍ مشعلٍ صغير و أضاء المكان .

 

 

ظهرت إحتمالياتٌ لا حصر لها في ذهني ، شعرت بأنني على وشك إكتشاف ما هو [ الشيطان ] . لكن شيئاً ما قد كان ينقصني !

شعرت بها تتخبط ، وضعت كلتا يدي على معدتي لاشعورياً . سقطت على ركبتاي ، و شعرت بآلامٍ لاتوصف . كان رأسي ينبض ، بدأت بالتعرق و تحرك الدم بشكلٍ أسرع فيي . بدأت بالتدحرج في الأرض لمحاولة تخفيف هذا الألم ، شعرت بالعروق في رأسي تبرز .

 

 

فكر أسرع…فكر أسرع…أوه ، إستخدم < محاكاة > !

” ليكتور ، إشف الصبي .”

 

‘ هاه ؟ ‘

بإستخدام < تحليل : محاكاة > للتفكير بسرعة ، تمكنت من إستبعاد عدة أشياء و التفكير بسرعة أكبر . في النهاية ، إستنتجتُ ثلاثة إحتمالات .

همم ، يبدو أن لديه طريقةً لإيجاد أماكنهم . قررت العدول عن محاولتي للهرب ، و إتباعه بدلاً من ذلك . على أي حال ، لا أملك العديد من الخيارات في الأساس…أنا أيضاً لا أريد خوض تلك التجربة مجدداً .

 

لا ، إذا كان الأمر هكذا فهذا يعني بأن والدتي – كويومي هي أيضاً عابرة ؟ إنتظر لحظة ! أصل أمي المجهول و ثقافتها الشرقية هذه ، ليس بسبب كونها من عالمٍ آخر ، أليس كذلك ؟ هذا بالإضافة إلى أنها تستخدم تلك الطاقة الغريبة مع ميزوكي…منطقي ، منطقيٌ بما فيه الكفاية .

– الشيطان هو العابر من عالمٍ آخر .

حافظت على هدوء صوتي ، و قلت بصراحة :” نعم .”

 

 

– الشيطان هو نوعٌ من الأعراق في هذا العالم .

” مملكة لوكلوفر .”

 

 

– الشيطان هو أكثر من شيءٍ واحد ، ربما كلا النظريتين الأولى معاً .

تجاهلت الجزء المتعلّق بالتلمذة ، شعرت بالغثيان من ذلك.

 

– شيطان .

كانت الإحتمالية الأخيرة ، هي ذات أكثر نسبة . كان ذلك لأنه بينما عاملني كيراتوس كنصف شيطان ، لم يبدو الأمر نفسه مع مارلين و هذه الروح . كلاهُما ينظران إلي كشيءٍ خطير الآن ، أشعر بأنني سأموت فقط من هذه النظرات . أؤمن أن بإمكان أعينهم إطلاق الشرر و إحراقي في مكاني .

 

 

 

 

 

كان مارلين هو أول من تحدث .

رغم أنني أستطيع تحليلهم باللمس – بـ تحليل : تحليل تام .

 

” همم ؟ ألا تعلم ؟ حسناً . سحر الإستدعاء ، هو نوعٌ من الأسحار المتعلقة بالفضاء . إذ أنها تستدعي نوعاً مميزاً من المخلوقات الغامضة و المدعوة بالأرواح . من عالم الأرواح السحرية . و التي تملك قوىً مُختلفة متعلقة بالعناصر . و بطبيعة الحال ، الأرواح متعددة الإستخدامات .”” صُنع هذا السحر في هذه الحقبة ، منذ نحو 3 آلاف عام على يد القديـ- أوه ؟ إنه قادم .”

” آراي ، هل هذه حياتك الثانية ؟ جسد هذا الصبي ليس بجسدك الأساسي ، و إنما جسدك الذي تناسخت به ؟ أرى ، لهذا كذبت بشأن إسمك بينما بدوت صادقاً أيضاً .”

ذهب بعيداً للحظة ، ثم عاد و معه مرآة .

 

” كُنت على بعد نصف خطوة ٍ من الموت عندما سقطت أمام منزلي ، لا أمانع في جعلك تعود لتلك الحالة مجدداً إذا أردت حقاً الخروج لهذه الدرجة .”” لكنك لن تفعل على أي حال .”

كما توقعت ، كانت النظرية الثالثة هي الصحيحة .

 

 

 

كان يوجد نوعان من الشياطين في هذا العالم ؛ العابر و العرق الشرير .

عندما كدت أخرج مجدداً من النافذة ، تمت مقاطعتي . رأيت توهجاً خافتاً لسلاسل معدنية داكنة . بدت وكأنها ستُقيدني إذا حاولت الخروج .

 

كان هذا المكان فوضوياً و ممتلئاً بالأوساخ و الغبار ، و كأنها لم تنظف منذ قرون .

حافظت على هدوء صوتي ، و قلت بصراحة :” نعم .”

 

 

 

كان الكذب بلا فائدة أمام مارلين هذا ، بالإضافة إلى أن هذه الروح قد إكتشفتني بالنظر إلي فحسب . هل هو كاهن ؟ فهمت ، أرى إستدعاه مارلين لذلك الغرض هاه ؛ لأجل معرفة مكان عائلتي . يبدو أن هذا قد أتى بنتائج عكسية .

 

 

” !!! ”

” آراي ، هذا ليس لطيفاً .”

 

 

قبل نظره إلي ، سمعت مصطلحاً . كان نفس المصطلح الذي إستخدمه ذلك الرجل من نظام القدر – كيراتوس لافانايت . لوصفي و كلاٍ من أمي و ميزوكي .

[ ###### ###### ## .]

” كُنت على بعد نصف خطوة ٍ من الموت عندما سقطت أمام منزلي ، لا أمانع في جعلك تعود لتلك الحالة مجدداً إذا أردت حقاً الخروج لهذه الدرجة .”” لكنك لن تفعل على أي حال .”

 

 

كان مارلين صامتاً ثم قال:” ما هدفك في هذا العالم ؟ لم أرى شيطاناً منذ مدة طويلة ، كيف أتيت إلى هذا العالم ؟ “سأل لكنه هز رأسه فجأة .” لا ، إنسى الأمر . لا حاجة إلى إعطائي أي جواب الآن .”

ظهرت إحتمالياتٌ لا حصر لها في ذهني ، شعرت بأنني على وشك إكتشاف ما هو [ الشيطان ] . لكن شيئاً ما قد كان ينقصني !

 

مهلاً ، ألم يقُل أنه سيستدعي روحاً ؟ فكرت في شيءٍ ما ، ثم إبتسمت بشكلٍ لا واعي .

تنفست الصعداء ، لايبدو لي أنه معادٍ للشياطين كما ظننت . بإمكاني الراحة الآن ، لكن عليّ ألا أخفض حذري…أنا مفضوح . أشعر بأنني عارٍ الآن ، و لا حتى عائلتي قد علمت بهذا السر .

القارة الشرقية معقولة ، لكن القمر ؟ القمر فجأة ؟

 

 

مع ذلك ، يُوجد شيءٌ خاطئ مع الشياطين .

 

 

” لا ، ما هُم ؟ ”

يبدو أنهم مكروهون لسببٍ غير الذي توقعته .

 

 

 

” فهمت ماحدث لك الآن . أخبرني ، هل زاركم شخصٌ من منظمة تُدعى بنظام القدر ؟ ”

لست خجولاً .

 

أدركت فجأة ، لماذا بدأ شعري بالتحول للون الأبيض منذ نهاية مراسم الإيقاظ . أرى الآن ، فعل رجُل الشطرنج شيئاً ما لي ، و الذي بدوره لم يُوقظ سوى في مراسم الإيقاظ أيضاً . لم أوقظ < تحليل > فحسب بل…همم ، ماذا أسمي هذا الشيء ؟

همم ؟ هاه ؟ كيف علم ؟ صُدمت لوهلة قبل أن أدرك – هل إهتم نظام القدر بالشياطين ؟ لسؤاله لمثل هذا السؤال ، هذا يبدو منطقياً .متجاهلاً بالكاد مشاعر البغض و الغضب المشتعلة في صدري ، أومأت لمارلين بضُعف .

” !!! ”

 

 

” أرى…هل يُمكنني أن أطلب منك إخباري بما حدث بالتفصيل ؟ ”

نظرت إلى الروح الدخانية قليلاً ، ثم قطرت دمي فوق الكرة الزجاجية التي لم أعلم من أين أتت .

 

” آراي ، هل هذه حياتك الثانية ؟ جسد هذا الصبي ليس بجسدك الأساسي ، و إنما جسدك الذي تناسخت به ؟ أرى ، لهذا كذبت بشأن إسمك بينما بدوت صادقاً أيضاً .”

لم أفكر كثيراً ، و أخبرته بما حصل و بكلمات كيراتوس تلك…حتى النقطة التي فقدت وعيي فيها .

 

 

” نعم ، رغم أنه أحمرٌ الآن .”

” هاهاها هذا مضحك ، حتى نظام القدر قد بدأ ينحدر إلى هذا الحد بالفعل . ما خطب كاهنة هذا الجيل ؟ كيف فهمت مرسوم القدر بشكلٍ خاطئ ؟ لابد من و أن كاردينيا محترقةٌ في نيران سخطها الآن ، و لعدم قدرتهم أيضاً على تمييز الأمر ، علي أن أستنتج أن برج الميزان هذا صاعدٌ حديث .”

 

 

” كُنت على بعد نصف خطوة ٍ من الموت عندما سقطت أمام منزلي ، لا أمانع في جعلك تعود لتلك الحالة مجدداً إذا أردت حقاً الخروج لهذه الدرجة .”” لكنك لن تفعل على أي حال .”

إمتلئ صدري بالرعب ، هل ضحك هذا الشخص ؟ هل كان بإمكانه إظهار ‘ المشاعر ‘ ؟ بدا صوته و كأنه قادمٌ من أعماق هاوية ، من أبرد جزء .

إمتلئ صدري بالرعب ، هل ضحك هذا الشخص ؟ هل كان بإمكانه إظهار ‘ المشاعر ‘ ؟ بدا صوته و كأنه قادمٌ من أعماق هاوية ، من أبرد جزء .

 

لم تكُن هذه مساحة كوخٍ على الإطلاق .

” همم ، آراي . هل تود سماع أمرٍ مثيرٍ للإهتمام ؟ . هل تعرف ما هم ‘ الشياطين ‘ ؟ لا تبدو لي كذلك ، و إلا لأخفيت حقيقة ذلك حتى لو كشفناك .” بدت نبرته الساخرة مختلفةً تماماً عن ماكان عليه منذ مدة ، مما أشعرني بخوفٍ غامض تجاهه . أصبحت حذراً و تراجعت للخلف قليلاً .

 

 

 

” لا ، ما هُم ؟ ”

 

 

 

رغم تأكيدي لنظرياتي تلك ، إلا أنني قررت التأكيد منه .

 

 

لا ، إذا كان الأمر هكذا فهذا يعني بأن والدتي – كويومي هي أيضاً عابرة ؟ إنتظر لحظة ! أصل أمي المجهول و ثقافتها الشرقية هذه ، ليس بسبب كونها من عالمٍ آخر ، أليس كذلك ؟ هذا بالإضافة إلى أنها تستخدم تلك الطاقة الغريبة مع ميزوكي…منطقي ، منطقيٌ بما فيه الكفاية .

” لا تعرف عن التاريخ شيئاً هاه ؟ حسناً ، لنترك هذا الموضوع لوقتٍ لاحق . لدينا كُل الوقت على أي حال .”” الشياطين هم الأرواح من عوالم أخرى ؛ العابرون مثلك . من يأتون من حيزٍ مختلف تماماً عن هذا العالم ، و يعبرون إلى عالمنا .”” الشياطين هم أعداء للقدر و لسكان العالم ، لن يترك القدر شيطاناً يهوم في العالم و سيقتله ، عبر إستخدام أياديه – نظام القدر .”

شعرت بها تتخبط ، وضعت كلتا يدي على معدتي لاشعورياً . سقطت على ركبتاي ، و شعرت بآلامٍ لاتوصف . كان رأسي ينبض ، بدأت بالتعرق و تحرك الدم بشكلٍ أسرع فيي . بدأت بالتدحرج في الأرض لمحاولة تخفيف هذا الألم ، شعرت بالعروق في رأسي تبرز .

 

 

” هل تعلم ماذا يعني هذا ؟ ” أشار مارلين إلي بسبباته بينما كان صوته الساخر منتشراً في أرجاء الغرفة .” كان المرسوم يستهدفك أنت ، أنت ولا أحداً آخر غيرك .”

” لن أسمع إعتراضاتك ، و لا أبال بذلك . لكن…” تحدث مارلين :” فكر بمنطقية ، كُن عقلانياً في تصرفاتك ! إلى أين أنت ذاهبٌ الآن ؟ لا مكان لديك لتبدأ به ، أنت حتى لا تعرف موقعك الحالي .”” هل تعرف مكان عائلتك ؟ إلى أين تم نقلهم ؟ من بين نحو ثلاث قارات و المئات من الأبعاد السرية و باإضافةً إلى كونك ضعيفاً هكذا ، ما هي خُططك ؟ على الأرجح إستخدم والدك قطعةً أثرية لرجلٍ لا أستطيع القول أنني أستطيع البقاء معه في نفس الغرفة دون فعل شيء . نتيجةً لإستخدامه هذه القطعة الأثرية الملعونة ، ربما هو يواجه مصيراً أسوء من الموت الآن .”

 

 

” ما يُطلق عليهم سكان العالم ‘ شياطيناً ‘ ؛ سكان القارة الشرقية هؤلاء ، ليسوا سوى حفنة آثمين يسيرون عكس التدفق الطبيعي . هم ليسوا بشياطين بالمعنى الحرفي ، بل نوعٌ آخر من البشر .”

– الشيطان هو العابر من عالمٍ آخر .

 

 

“…”

من الفراغ ، خرج ضوءٌ لازوردي و أنعش جسدي . شعرت بأنني أعود للحياة من جديد ، كان هذا الضوء مثل الماء بعد قحطٍ طويل .

 

 

…أرى .

كما توقعت ، كانت النظرية الثالثة هي الصحيحة .

 

القارة الشرقية معقولة ، لكن القمر ؟ القمر فجأة ؟

هكذا إذن .

 

 

 

قال مارلين :” هات بعضاً من دمك .”

 

 

 

لم أسأل لماذا . عضيت سبباتي و بدأ الدم بالنزول من الجرح . كان هذا مؤلماً لكن حسناً ، إنه لا شيء .

 

 

مهلاً ، ألم يقُل أنه سيستدعي روحاً ؟ فكرت في شيءٍ ما ، ثم إبتسمت بشكلٍ لا واعي .

…مقارنةً ‘بذلك’ .

– الشيطان هو أكثر من شيءٍ واحد ، ربما كلا النظريتين الأولى معاً .

 

” أنظر لوجهك ، هل ترى شيئاً خاطئاً ؟ ”

” ضعه على الكرة الزجاجية .”

 

 

” جُزر آرتيميس .”

نظرت إلى الروح الدخانية قليلاً ، ثم قطرت دمي فوق الكرة الزجاجية التي لم أعلم من أين أتت .

معدتي !

 

 

” ووش .”

” لأقول لك الأمر بطريقة قد تفهمها .”” عليك نسيان الوصول لهما .”

 

 

تشافى جرحي فجأة . أوه ، تذكرت أن تأثير تلك الجرعة كان لا يزال موجوداً . لاحظت أنه قد كان أبطأ من آخر مرةٍ أصبت بها . لا ، هذا مستحيل . تأثيرها إنتهى منذ نصف يوم . يبدو أنه بدلاً من ذلك ، بقايا آثار الضوء اللازوردي هي ما عالجتني .

مع ذلك…ما كان هذا للتو ؟ لقد كدت أن أموت . لا يبدو أن مارلين هو المتسبب في ذلك أيضاً . ماذا يحدث لي ؟ كانت بقايا الألم لا تزال منتشرة ، لكنني تمكنت من تحمل ذلك .

 

 

” والداك و أختك الكبيرة فقط ، أليس كذلك ؟ ”

“…”

 

همم ؟ هاه ؟ كيف علم ؟ صُدمت لوهلة قبل أن أدرك – هل إهتم نظام القدر بالشياطين ؟ لسؤاله لمثل هذا السؤال ، هذا يبدو منطقياً .متجاهلاً بالكاد مشاعر البغض و الغضب المشتعلة في صدري ، أومأت لمارلين بضُعف .

” نعم .”

همم ؟ هاه ؟ كيف علم ؟ صُدمت لوهلة قبل أن أدرك – هل إهتم نظام القدر بالشياطين ؟ لسؤاله لمثل هذا السؤال ، هذا يبدو منطقياً .متجاهلاً بالكاد مشاعر البغض و الغضب المشتعلة في صدري ، أومأت لمارلين بضُعف .

 

كان يوجد الكثير من الناس في القصر . حتى هايست و ليليث…أنا آسفٌ يا رفاق ، لكن الأولوية موجودةٌ لدى العائلة . شعرت فجأة ببعض السوء تجاه ليليث . لا شأن لهذه الطفلة في أي شيء ، مع ذلك أقحمت معنا في هذه الفوضى . همم ، لماذا كُنت لئيماً معها على أي حال ؟ إنها مجرد طفلةٍ صغيرة…تسك ، تذكرت . كان هذا لأنها قد كانت القيد على حريتي ، لكن بالنظر إلى هذا من منظوري الحالي فهو أمرٌ تافه .

كان يوجد الكثير من الناس في القصر . حتى هايست و ليليث…أنا آسفٌ يا رفاق ، لكن الأولوية موجودةٌ لدى العائلة . شعرت فجأة ببعض السوء تجاه ليليث . لا شأن لهذه الطفلة في أي شيء ، مع ذلك أقحمت معنا في هذه الفوضى . همم ، لماذا كُنت لئيماً معها على أي حال ؟ إنها مجرد طفلةٍ صغيرة…تسك ، تذكرت . كان هذا لأنها قد كانت القيد على حريتي ، لكن بالنظر إلى هذا من منظوري الحالي فهو أمرٌ تافه .

 

 

 

لهذا تغيرت أيضاً طريقة نظري لها .

 

 

 

تسك تسك ، لايهُم . لن أقابلها مجدداً على أي حال .

إختفت السلاسل من عندِ النافذة ، و منها طارت كرةٌ فضية إلى مكان مارلين . إنفجرت و تحولت إلى كائنٍ أثيري أبيض رمادي . إنتشر شكله لعدة إتجاهات ، و فتح بوابةً بيضاء إلى الأسفل . بدا مثل الفضاء الدخاني البعيد ، معزولٌ و غامض . مثل أكبر أسرار الكون .

 

 

أوقفت أفكاري و نظرت إلى الروح . أظهر عدة دوائر سحرية ، و إختفى دمي . لم يكن مشهداً كبيراً كما إعتقدت .

 

 

بدأ المشهد داخل الكرة الزجاجية بالتغير . تكثف الضباب حتى أصبح سائلاً ، إنتشر السائل في الكرة ، ثم عاد لضبابٍ مجدداً . من ضبابٍ إلى جزيرة ثم إلى أرضٍ رمادية مغطاةٍ بضباب .

ماذا ؟

 

لم تكُن هذه مساحة كوخٍ على الإطلاق .

” تسك .”

 

 

 

أصدر مارلين صوت نقر.

” لن أسمع إعتراضاتك ، و لا أبال بذلك . لكن…” تحدث مارلين :” فكر بمنطقية ، كُن عقلانياً في تصرفاتك ! إلى أين أنت ذاهبٌ الآن ؟ لا مكان لديك لتبدأ به ، أنت حتى لا تعرف موقعك الحالي .”” هل تعرف مكان عائلتك ؟ إلى أين تم نقلهم ؟ من بين نحو ثلاث قارات و المئات من الأبعاد السرية و باإضافةً إلى كونك ضعيفاً هكذا ، ما هي خُططك ؟ على الأرجح إستخدم والدك قطعةً أثرية لرجلٍ لا أستطيع القول أنني أستطيع البقاء معه في نفس الغرفة دون فعل شيء . نتيجةً لإستخدامه هذه القطعة الأثرية الملعونة ، ربما هو يواجه مصيراً أسوء من الموت الآن .”

 

 

” ماذا ؟”

 

” لأقول لك الأمر بطريقة قد تفهمها .”” عليك نسيان الوصول لهما .”

 

 

 

ماذا ؟

” تسك .”

 

 

كيف إستنتج هذا ؟ يارجل ، ماذا حدث في الأساس ؟ ساحرٌ ملعون ، هذه شعوذة!

” همم ؟ ألا تعلم ؟ حسناً . سحر الإستدعاء ، هو نوعٌ من الأسحار المتعلقة بالفضاء . إذ أنها تستدعي نوعاً مميزاً من المخلوقات الغامضة و المدعوة بالأرواح . من عالم الأرواح السحرية . و التي تملك قوىً مُختلفة متعلقة بالعناصر . و بطبيعة الحال ، الأرواح متعددة الإستخدامات .”” صُنع هذا السحر في هذه الحقبة ، منذ نحو 3 آلاف عام على يد القديـ- أوه ؟ إنه قادم .”

 

كان مارلين صامتاً ثم قال:” ما هدفك في هذا العالم ؟ لم أرى شيطاناً منذ مدة طويلة ، كيف أتيت إلى هذا العالم ؟ “سأل لكنه هز رأسه فجأة .” لا ، إنسى الأمر . لا حاجة إلى إعطائي أي جواب الآن .”

تحدث مارلين مع الروح لمدة ، ثم صمت و قال .

” أنت تلميذي ، لقد قررت ذلك بالفعل . لن تخرُج من هنا حتى مرور ست أعوام .”

 

شعرت بالحيرة ، ماذا حصل له فجأة ؟ شيءٌ ما خاطئ ، أوه ألم يقل للتو…

” أختك الكبيرة ، موجودةٌ في القارة الشرقية .”” أما والدتك…” صمت قليلاً ثم قال :” مع أنها مسافةٌ بعيدة ، إلا أنها…في القمر .”

” مع مرور الوقت و تعاقب الأجيال ، حدثت الكثير من الأمور . بسبب ذلك تدمرت قارتان ، و في عصرنا الحالي تبقت ثلاث قارات ؛ القارة الغربية – القارة المركزية – القارة الشرقية . “” عُزلت القارة الشرقية من نظام القدر ، بعد المجزرة التي إرتكبوها بحق آركانا ، لذلك القارتان المتبقيتان هما المركزية و الغربية ، كان آخر إتصالٍ للقارة الشرقية بالعالم هو في الحقبة الثانية .”

 

 

إنتابني شعورٌ بالإطمئنان ، كان مكانُهما معروفاً الآن .

 

 

هل هذا يجعلني [ شيطاناً ] ؟ لا ، بدلاً من ذلك . ربما هوية عابر العالم الآخر هي [ الشيطان ] ؟

‘ هاه ؟ ‘

قمعت رجفة صوتي وقلت :” لا أعرف كيف أنظف ، لم أفعل ذلك من قبل .”

 

 

مهلاً ، إنتظر لحظة ! ماذا قال للتو ؟

 

 

في الواقع ، كان هذا الكوخ الصغير مخادعاً للغاية .

” عذراً ، القمر ؟ ”

 

 

 

” نعم القمر .”

 

 

 

” الجرم السماوي الأزرق في السماء ؟ ”

كان الكذب بلا فائدة أمام مارلين هذا ، بالإضافة إلى أن هذه الروح قد إكتشفتني بالنظر إلي فحسب . هل هو كاهن ؟ فهمت ، أرى إستدعاه مارلين لذلك الغرض هاه ؛ لأجل معرفة مكان عائلتي . يبدو أن هذا قد أتى بنتائج عكسية .

 

” أختك الكبيرة ، موجودةٌ في القارة الشرقية .”” أما والدتك…” صمت قليلاً ثم قال :” مع أنها مسافةٌ بعيدة ، إلا أنها…في القمر .”

” نعم ، رغم أنه أحمرٌ الآن .”

 

 

 

شعرت بالإرتباك .

 

 

” ووش .”

القمر ؟

 

 

ما وراء الباب في نهاية الروق ، كان سلماً ملتصقاً بالجدران . والذي قاد إلى الأسفل ، تقدمت إلى الأمام ممسكاً بالسياج الخاص بالدرج ، و نظرت إلى المكان بالأسفل . أضائت الفوانيس المكان . كانت مساحة الغرفة واسعة . ربما عشرون متراً في كل الإتجهات أو أكثر من ذلك بقليل . كانت فوضويةً تماماً و ممتلئات بأغراض و أدوات مختلفة ؛ ملابس ، أدوات خيمياء ، كُتب ، طاولات ، قنائن زجاجية و هلم جرا .

القارة الشرقية معقولة ، لكن القمر ؟ القمر فجأة ؟

 

 

– هل يتوقع مني حقاً أن أضعه ؟

” هل يُمكنك إعطائي تقديراً للمسافة ؟”

بدأ بالصراخ بشدة بصوتٍ بغيض ، و كأنني ألد أعداءه .

 

 

” ما إسم المكان الذي كُنت موجوداً به من قبل ؟ ”

” كيويو ، الرمز رقم 6 . الرقم السري : ######### .”

 

أنظر إلى هذه الحواف و الرموز ، إنها ليست بشيءٍ يستطيع البشر رسمه خلال هذه المدة القصيرة .

” مملكة لوكلوفر .”

” هل تعلم ماذا يعني هذا ؟ ” أشار مارلين إلي بسبباته بينما كان صوته الساخر منتشراً في أرجاء الغرفة .” كان المرسوم يستهدفك أنت ، أنت ولا أحداً آخر غيرك .”

 

بدأ المشهد داخل الكرة الزجاجية بالتغير . تكثف الضباب حتى أصبح سائلاً ، إنتشر السائل في الكرة ، ثم عاد لضبابٍ مجدداً . من ضبابٍ إلى جزيرة ثم إلى أرضٍ رمادية مغطاةٍ بضباب .

” لا أعني هذا ، بل ما هو الموقع – الأرض التي كُنت عليها ؟ ”

 

 

 

أوه ؟

في الواقع ، كان هذا الكوخ الصغير مخادعاً للغاية .

 

 

” جُزر آرتيميس .”

 

 

 

“جُزر آرتيمس…؟ ” ” همم ، كان يوجد مثل هذا المكان . أعتقد أنها مجموعة من ثلاثة جزر تقع غرب القارة الغربية ، أليس كذلك ؟ الأرض التي صنعتها تلك الفتاة…”

” أنا…”

 

نظرت إلى أعين الغراب القرمزية في قناعه و أكملت .

لم أكُن مهتماً بما يتحدث عنه و سألت على عجل .” مالذي كُنت تقصده بذلك ؟ أين تقع القارة الشرقية ؟ ”

أصدر مارلين صوت نقر.

 

 

” إهدئ ، لا حاجة إلى القلق . عودة أختك إلى القارة الشرقية هو أفضل لها بالعكس ، هل تعتقد أن نظام القدر سيترك شيطاناً من الشرق يهوم في باقي القارات بدون رقيب ؟ سيكون هذا مثيراً للسخرية بحق .” أضاف مارلين :” في المعركة القديمة التي وقعت بين التنين الشرير الآثم – ديفوريكس ضد القديس – الهرم الذهبي و ملك التنانين الذهبي الأقدم ، إنقسمت القارة العظيمة إلى 4 أقسام . القارة الجنوبية ، القارة الشمالية ، القارة الغربية ، و القارة المركزية .”

 

 

توقف مارلين عن السير ، سمعت صوته .

” مع مرور الوقت و تعاقب الأجيال ، حدثت الكثير من الأمور . بسبب ذلك تدمرت قارتان ، و في عصرنا الحالي تبقت ثلاث قارات ؛ القارة الغربية – القارة المركزية – القارة الشرقية . “” عُزلت القارة الشرقية من نظام القدر ، بعد المجزرة التي إرتكبوها بحق آركانا ، لذلك القارتان المتبقيتان هما المركزية و الغربية ، كان آخر إتصالٍ للقارة الشرقية بالعالم هو في الحقبة الثانية .”

ماذا ؟

 

” أما بالنسبة للقمر ؟ أعتقد أنك تعلم مدى إستحالة ذلك .”

توقف مارلين عن الكلام قليلاً .

بإستخدام < تحليل : محاكاة > للتفكير بسرعة ، تمكنت من إستبعاد عدة أشياء و التفكير بسرعة أكبر . في النهاية ، إستنتجتُ ثلاثة إحتمالات .

 

 

” نحن الآن موجودون في القارة الغربية ، بالتحديد في أقصى الشرق الجنوبي من القارة داخل النصف البشري . همم ، إذا أردت إجراء حسابٍ تقريبي للمسافة بيننا و بين جُزر آرتيميس…”

 

 

أصدر مارلين صوت نقر.

” فقد تكون 17 ألف ميلاً من هنا تقريباً ؟ ”

” جُزر آرتيميس .”

 

لا ، إذا كان الأمر هكذا فهذا يعني بأن والدتي – كويومي هي أيضاً عابرة ؟ إنتظر لحظة ! أصل أمي المجهول و ثقافتها الشرقية هذه ، ليس بسبب كونها من عالمٍ آخر ، أليس كذلك ؟ هذا بالإضافة إلى أنها تستخدم تلك الطاقة الغريبة مع ميزوكي…منطقي ، منطقيٌ بما فيه الكفاية .

هاه ؟ أليست هذه المسافة أكبر من… شهقت من الصدمة ، لكنّ مارلين لم يتوقف و أكمل :”مع ذلك ، المسافة بيننا و بين القارة الشرقية لا تقارن حتى بذلك . إذا أردت الوصول إلى هناك فعليك أولاً مغادرة القارة الغربية عبر عبور بحر اللؤلؤة للوصول إلى القارة المركزية . أوه ، عليك النجاة من قراصنة سيوما أيضاً . ثم قطع طول القارة المركزية كاملة ، متجاوزاً كُل شيءٍ في طريقك . و في النهاية تخطي متاهة بحر الفوضى التي وضعها نظام القدر في حدود القارة الشرقية و التي تفصل بينها و العالم .” ” لتملك القدرة على فعل كُل هذا عليك بالطبع أن تملك قوة الرتبة السابعة أو السادسة على الأقل .”

أحسست برعدةٍ تسري في بدني .

 

هذه هي لغة مارلين القديمة ، أعتقد أن هذا هو إسمها ، أليس كذلك ؟ تحدث كلاهما لدقائق مثل صديقين قديمين . لكن عندما نظرت الروح المُستدعاة إلي فجأة ، إستشاطت غضباً على ما يبدو.

” أما بالنسبة للقمر ؟ أعتقد أنك تعلم مدى إستحالة ذلك .”

 

 

بدأ مارلين بالتحدث معه ، لم أفهم حرفاً . مع ذلك ، نطق هذه اللغة لم يكن غريباً علي . سبق و أن سمعتها في مكانٍ ما من قبل . بالإضافة إلى هذه الطنين الخافت في أذني…إنه مألوف .

ضحك مارلين فجأة .

 

 

” جُزر آرتيميس .”

” هيهيهي…أبذل جهدك ، تعلّم بقدر ما تستطيع أثناء مكوثك هُنا . و إجعل ذاتك الجاهلة تدرك ضآلتها .”

عندما دخلت البوابة ، إستقبلني الظلام . تجاهلت ذلك وسرت متبعاً ظهره . بدا و كأننا في ممرٍ طويل .

 

…هل هي أرواح ؟ لا أستطيع التفكير بشيءٍ منطقي أكثر .

 

 

…مقارنةً ‘بذلك’ .

بعد الإنتهاء عُدنا إلى الغرفة السابقة .

 

 

 

قال مارلين بأن هذه هي غرفتي من اليوم فصاعداً . كما قال ، لم يسمع أي رفض أو شكاوي .

 

 

يبدو أنهم مكروهون لسببٍ غير الذي توقعته .

في الواقع ، كان هذا الكوخ الصغير مخادعاً للغاية .

 

 

 

رغم أنه في الخارج يبدو مثل كوخٍ خشبي صغير ، إلا أن مساحته الداخلية واسعةً و كبيرة عدة مرات . عندما خرجتُ من الغرفة ، مررنا أولاً بممرٍ طويل . وقعت الغرفة التي خرجت منها في نهاية الممر ، و بقربها تواجدت خمس غرفٍ أخرى على طول الرواق .

” ماذا ؟”

 

همم ؟ مالذي يعنيه ؟

فتح مارلين الباب في النهاية الممر ، ثم صفق بكفيه . من بين كرات الضوء الخمسة خلف ظهره ، طار ضوءٌ ذهبي مشع إلى وسط الغرفة . ثم توهج مثلٍ مشعلٍ صغير و أضاء المكان .

أمال مارلين رأسه بنحوٍ غريب ، وقال:” أفهم من كلامك أنك لن تهدأ حتى تعرف مكان عائلتك ؟ همم ، من الجيد ذلك ، بقاءك هُنا ليست بالمشكلة . يبدو أن هذا هو شاغلكُ الوحيد . ليكُن ، إعتبر هذا رداً لخدمتك السابقة .”” لكن بعد ذلك لن أستقبل أي رفض ، ستبقى هُنا للست أعوامٍ القادمة حتى لو مت فلن أبال بذلك ، حياتك ليست بتلك القيمة بعد كُل شيء .”

 

 

هاه ؟! هل مثل هذا الشيء ممكن ؟ كيف لمثل هذا الكوخ أن يحمل هذه المساحة ؟

 

 

توقف مارلين عن الكلام قليلاً .

ما وراء الباب في نهاية الروق ، كان سلماً ملتصقاً بالجدران . والذي قاد إلى الأسفل ، تقدمت إلى الأمام ممسكاً بالسياج الخاص بالدرج ، و نظرت إلى المكان بالأسفل . أضائت الفوانيس المكان . كانت مساحة الغرفة واسعة . ربما عشرون متراً في كل الإتجهات أو أكثر من ذلك بقليل . كانت فوضويةً تماماً و ممتلئات بأغراض و أدوات مختلفة ؛ ملابس ، أدوات خيمياء ، كُتب ، طاولات ، قنائن زجاجية و هلم جرا .

 

 

شعرت بالغضب العارم ينتشر في صدري ، مالذي يهذي به هذا الشخص ؟ تنظيف ؟ أنا ؟ مثيرٌ للضحك .

لم تكُن هذه مساحة كوخٍ على الإطلاق .

 

 

” ما يُطلق عليهم سكان العالم ‘ شياطيناً ‘ ؛ سكان القارة الشرقية هؤلاء ، ليسوا سوى حفنة آثمين يسيرون عكس التدفق الطبيعي . هم ليسوا بشياطين بالمعنى الحرفي ، بل نوعٌ آخر من البشر .”

كان هذا المكان فوضوياً و ممتلئاً بالأوساخ و الغبار ، و كأنها لم تنظف منذ قرون .

لم أكُن مهتماً بما يتحدث عنه و سألت على عجل .” مالذي كُنت تقصده بذلك ؟ أين تقع القارة الشرقية ؟ ”

 

” آراي ، هذا ليس لطيفاً .”

قال مارلين:” أوه ، كدت أنسى ذلك .” ” كتلميذٍ مؤقت ، عليك بتنظيف هذا الأروقة و الغرف في أوقات فراغك ، حسناً ؟ رغم أنني أكره الفوضى حقاً ، إلا أنه ليس لدي وقتٌ لها .”” بصفتك تلميذاً لي الآن ، المحافظة على نظافة هذا المكان ستكون إحدى واجباتك الأساسية ، جيد ؟ إعتبر نفسك خادماً أيضاً في أوقات فراغك .” إستدار إلي وقال بصوتٍ حريص :” تذكرت ، لا تلمس أو تستخدم الأدوات الملقاة هنا بعشوائية – حتى لو كُنت فضولياً ! لا أهتم بما يحدث لك ، لكنني لا أريدك أن تفسد تجاربي لمجرد فضولك .”

” ووش .”

 

أدركت فجأة ، لماذا بدأ شعري بالتحول للون الأبيض منذ نهاية مراسم الإيقاظ . أرى الآن ، فعل رجُل الشطرنج شيئاً ما لي ، و الذي بدوره لم يُوقظ سوى في مراسم الإيقاظ أيضاً . لم أوقظ < تحليل > فحسب بل…همم ، ماذا أسمي هذا الشيء ؟

شعرت بالغضب العارم ينتشر في صدري ، مالذي يهذي به هذا الشخص ؟ تنظيف ؟ أنا ؟ مثيرٌ للضحك .

 

 

 

قمعت رجفة صوتي وقلت :” لا أعرف كيف أنظف ، لم أفعل ذلك من قبل .”

” هل هذه دائرة إستدعاء؟ ”

 

شعرت بالإرتباك .

لم يُعطيني مارلين أي إجابة ، شعرت بأنه ينظر إلي بإحتقار .

” هاهاها هذا مضحك ، حتى نظام القدر قد بدأ ينحدر إلى هذا الحد بالفعل . ما خطب كاهنة هذا الجيل ؟ كيف فهمت مرسوم القدر بشكلٍ خاطئ ؟ لابد من و أن كاردينيا محترقةٌ في نيران سخطها الآن ، و لعدم قدرتهم أيضاً على تمييز الأمر ، علي أن أستنتج أن برج الميزان هذا صاعدٌ حديث .”

 

 

أوه ، لقد تذكرت .

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط