Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشطرنج الأبدي 25

تحقيق سريع !

تحقيق سريع !

الفصل 25 — تحقيق سريع !

 

 

‘أنت شيخٌ قديم ، لماذا قد تُريد اللعب مع الصغار ؟ ‘شخر دانيال و أعاد المانا إلى نواته ، توقفت شحنات البرق عن الطقطقة حوله ، و شعر بدوخةٍ بسيطة في ذهنه للحظة .

في صباح اليوم التالي ، كان كلاً من دانيال و إيون في الطابق التدريبي .توهجت الشاشة الكبيرة أعلى القاعة بتاريخ اليوم ، والذي كان : 9989/1/7 ق.ج ، الساعة : 6:38 صباحاً .

عمم دانيال المانا حول جسده ، شعر بالطاقة تسري فيه . و زاد إستهلاك المانا من نواته .

 

نظر دانيال إلى أرض السيف أمامه ، كان الوقت ليلاً . لذلك لم يستطع الرؤية جيداً ، عزز عينيه بالمانا و ببطء تمكن من رؤية المكان .

” دان ، لنحظى بمعركة .”

جلس إيون على الفور . أخرج خمس بلورات و وضعها على كفه الأيمن ، أغمض عينيه و بدأ بإمتصاصها .

 

” مع مثل هذه الجثة الكاملة ، لا حاجة إلى أن أفعل شيئاَ . والدي شخصياً سيجري عرافة عنه .”

كان إيون يرتدي رداءاً تدريباً كالذي يرتديه دانيال ، كان خفيفاً وبلونٍ رمادي . تمكن هذا القماش من إمتصاص الضربات ، و كان مناسباً للغاية للتدريب. مُشِّط شعر إيون الأشقر للخلف ، و كانت ربطة رأسه الكبيرة لاتزال موجودة فوق رأسه .

” هل الأمر كذلك ؟ حسناً إذن .” أومأ إيون بتعبيرٍ متفهم و تراجع لمكانه .

 

إنتصب الشعر على جسد دانيال فجأة .

كان إيون شاباً أكبر ببضع سنين من دانيال ، بوجهٍ مربع ، و بجسدٍ عضلي و نحيف .

 

 

 

كانت القاعة التدريبية عريضة و مصنوعةً من الرخام ، جُهزت بمختلف الأسلحة و التقنيات السحرية . بينما تقاتل العديد من المنفذين الآخرين في القاعات الأخرى القريبة . كانت أصوات معاركهم العالية و تصادم الأسلحة مسموعاً .

كانت ‘نقاط المساهمة ‘هي العُملة الأساسية لجميع المنتمين إلى محكمة الحقيقة . كانت طريقة كسبها بسيطة ، فقط عبر تأدية بعض المهام…كان هذا مزعجاً و متعباً لشخصٍ مثل دانيال . الذي أحب فعل ما يريد فحسب .

 

” [ الرصاصة الثالثة – الزئير الملكي ] !” غمغم دانيال و إبتعد بسرعة ، أرجع السلاح إلى يده عبر الخيط المائي المربوط به ، ثم رماه مرةً أخرى .

” لما لا ؟ ”

 

 

لم يكمل دانيال كلامه . لِلَحظة ، شعر بأنه قد رأى حافة خيط مشتعلة ، تقفز من ظهر اللاميت . كان ذلك عندما—

في الواقع ، كان التدريب هُنا في القاعة مكلفاً للنقاط . لكن توجب على جميع منفذي القانون فعل ذلك كُل يوم .

تجاهل كلاهما هذه التفصيلة بلا وعي. في العادة، إقتصر اللاموتى على اصناف قليلة، لكنهم لم يتمكنوا من إستخدام العناصر العادية كما فعل هذا منذ قليل. ناهيك عن ذلك، كان تحكمه بسحره ضعيفاً، وإلا لإستطاع وبقوة الرتبة الرابعة من إنهاء داينال بتعويذة واحدة. ودانيال ولرؤيته لذلك قرر تغيير الخطة من “التأخير حتى وصول سيد السيف” إلى “قتل اللاميت”.

 

” ماذا ؟ أنت- ”

كانت ‘نقاط المساهمة ‘هي العُملة الأساسية لجميع المنتمين إلى محكمة الحقيقة . كانت طريقة كسبها بسيطة ، فقط عبر تأدية بعض المهام…كان هذا مزعجاً و متعباً لشخصٍ مثل دانيال . الذي أحب فعل ما يريد فحسب .

 

 

نظر باتريك بين الجثة و بين دانيال ، و أعطاه نظرةً مريبة . كان تعبيره مندهشاً إلى حدٍ ما ، و قمع الإبتسامة على وجهه .

” بدون إستخدام أسلحة بالطبع ! لا أريد أن أصاب من قبل عدالتك التي لا تفنى هذه…”

 

 

” بززز…!! ”

ضحك دانيال ، ومدد جسده قليلاً .” إيون ، ألست جباناً جداً ؟ ليس الأمر و كأنك ستموت .”

…إنتهى مخزون المانا الخاص بدانيال تقريباً .

 

 

” قلُت ضعته جانباً ! ”

” نحن لن نذهب سيراً على الأقدام ، صحيح ؟ ”

 

 

” حسناً حسناً.” تنهد دانيال بلا حولٍ و لا قوة . أخرج سلاحه من حافظة السلاح التي كانت معلقة على خصره . ورماه بعيداً ثم إتخذت وضيعةً قتالية عبر وضع يديه على الأرض ، في وضعيةٍ محرجة .

 

 

 

” هل أنت جاهز ؟ لننطلق ! ” لم ينتظر دانيال رداً من إيون ، سحب المانا من نواته ، و بدأت بتعميمها حول عروق المانا خاصته . حتى إنتشرت في كامل أليافه و شعر بقوةٍ كبيرة تسري في جسده . تصاعدت هالته بوضوح ، و طقطق البرق حوله .

 

 

 

” هووه…” أطلق نفساً ثم تحرك .

 

 

‘علي التوفير الآن ، لم يتبقى لي سوى 15% من المانا خاصتي . من 60% أنفقت 45% على قائمة ومضة البرق و الحماية من آثارها .’

” ووش ! “” كاتشا ! ”

” أنا منفذ القانون من الفرقة الثانية أيضاً – إيون غرينبيترا ! ”

 

 

بومضة برق كالصاعقة ، ظهر مجدداً خلف ظهر إيون . إهتز مجال بصر دانيال بشكلٍ مشوش لكّنه عض على أسنانه ، و لم يمنح إيون أي فرصة للرد . طقطق البرق في يده ، شكّل كفاً و طعن بها في ظهره .

 

 

 

” بااام !! ”

 

 

كان وجه باتريك يفقد لونه ببطء ، ظهرت الدوائر السحرية الزرقاء فوق رأسه بإستمرار و تفككت في كُل مرة . تساقطت قطرات العرق على جبينه و صر على أسنانه .

‘همم ؟ ‘إتسع بؤبؤ دانيال قليلاً ، لكنه لم يفكر كثيراً . بدا و كأن إيون قد توقع هجمته ، بحيث أن ظهره كان معززاً بطبقةٍ من الصخر . زاد دانيال من شحنات البرق الأرجواني أسفل قدميه . و تراجع لئلا يُمسك به إيون .

على ما يبدو ، أن تلامذة سيد السيف فلاد الثلاثة قد إختفوا فجأةً بطريقة مجهولة ، و قد وجدوا آثار معركة بالقرب من هنا . خارج نطاق أسوار المدرسة .

 

 

” زووش !! ”

” لا ، إستنزاف الجريموري و إعادة ملئه بإستمرار أمرٌ ضار . بالإضافة إلى أنك متعب ذهنياً ، تركك تركض في مثل هذه الحالة أمرٌ خطر .”

 

 

كانت الصخور تشكل مقاومةً جيدة تجاه كمية البرق التي يستخدمها دانيال ، سيكون ذلك مزعجاً إذا أمسك به .

 

 

 

” بزززززز ! ”

رؤية الأمور على حقيقتها ، و رؤية مالا يُدركه العقل بأعينه — إدراك الواقع و تصوُّره .

 

 

” عنصر البرق ؟ هذا مزعجٌ للغاية ، ألا يمكنك إستخدام الماء بدلاً من ذلك ؟ لحسن الحظ أنني توقعت ذلك…اللعنة عليك ، يالها من سرعة .” لعن إيون و تدفقت قطرةٌ من العرق على خده ، كان دانيال سريعاً جداً !! لم يستغرق سوى ثانية و نصف لضربه ثم العودة لمكانه السابق .

بسماع تحليله ، صمت دانيال حتى يفكر قليلاً .

 

كانت سلطةً خاصة ، لم تنتمي إلى أي عنصر ، بل إلى أحد الأنواع الثلاثة من سحر البصيرة . كانت نادرة ، و تم حصرها بين العوائل العريقة فحسب و عدد قليل من المنظمات ذات التاريخ القديم و الغامض ، مثل كهنة المعرفة .

” لماذا قد أريد ذلك حتى ؟ ”

 

 

” لا لا تفعل ذلك ! ”

سحب دانيال المزيد من المانا ، و بدأ بتكثيف كرة برقٍ صغيرة على راحة ذراعي .

 

 

‘هذه ردة فعل غير متوقعة من رجل قد فقد ثلاثةً من تلامذته ، أليس قاسياً ؟‘حُيّر دانيال من ذلك قليلاً ، لكنه لم يهتم كثيراً .

” لا لا تفعل ذلك ! ”

” يارجل ! أنا معززٌ بالبرق ، كيف بإمكانه تحمل ضرباتي ؟” عبس دانيال ، و لم يسعه سوى الثناء على مدى قوة جسد خصمه داخلياً .

 

 

بدا و كأن إيون قد شعر بالخطر ، عندما بدأ الصخر يغطي جسده كالدروع .

” هاه ؟ ”

 

بعد الإنتهاء من تقديم أنفسهم ، و الذي كان أمراً لازماً . نظرت دانيال إلى فلاد و قلت :” نحن هنا إستجابةً للتقرير ، أرنا مكان الواقعة .”

 

 

” ووش—! ”

” أنا منفذ القانون من الفرقة الثانية ، دانيال أورديل .”

 

 

تحرك دانيال مرةً أخرى ، و إندفع أثناء عومه إلى إيون بشكلٍ عمودي . إصطدمت كُرة البرق بجسد إيون المتحجر ، و أنتجت إنفجاراً كهربياً صغيراً .

” لا تقلق ، مدرسة سيف النهر المفترس تقع بالقرب من هنا ، إنها تبعد بـ200 ميل فحسب ! على الأكثر سنعود خلال أسبوع .”

 

بعد نصف ساعة ، هدأ باتريك و إستعاد حالته . لكن ليس بالكامل . كان وجهه متعباً و تشكلّت هالات تحت عينيه و كأنه لم ينم منذ فترة .

” أنت لست بمعزز لعنصر الضوء أو الرياح ، و تُريد الإمساك بي ؟ “”إيون ، مازلت صغيراً على ذلك .”

 

 

” ووش ! “” بزززز !!! ”

 

‘ كما توقعت…‘ نظر دانيال بهدوء إلى هذا المشهد ، و إستردد الخيط المائي الذي ربطه بالعدالة التي لا تفنى ببطء محركاً إياه من الأرض . رغم ذلك ، تحرك اللاميت بسرعة و إنقض على السلاح كالوحش فور إنتهاءه من التعامل مع الطلقة .

 

 

واصل كلاهما القتال هكذا لمدةٍ وجيزة ، لكن فجأة ، حدث تدخلٌ مفاجئ .

ضيق إيون عينيه اللتان لمعتا بالإعجاب .

 

 

” الشباب لديهم الكثير من الطاقة ، لما لا أشارك معكما أيضاً ؟ ”

 

 

 

‘أنت شيخٌ قديم ، لماذا قد تُريد اللعب مع الصغار ؟ ‘شخر دانيال و أعاد المانا إلى نواته ، توقفت شحنات البرق عن الطقطقة حوله ، و شعر بدوخةٍ بسيطة في ذهنه للحظة .

أومأ باتريك و قال.” لنذهب بسرعة ، ربما قد يهرب ! ”

 

 

كان الرائد زيكلر قد تدخل في المعركة بوقاحة .

 

 

” ووش ! ”

” إيه ؟ لماذا قد تفعلُ هذا دانيال ؟ ” قال الرائد زيكلر بخيبة أمل :” بسلطتي كرائدك ، آمرك بإجراء قتالٍ تدريبي معي .”

هذا الشيء لم يمت سوى الآن لأنه كان من قتله ؛ هو لم يكُن بلاميتٍ على الإطلاق !

 

 

” حسب القانون الأساسي ، البند الثالث ، المادة الأولى – هذا إستغلالٌ تعسفي للسلطة . بإمكاني مقاضاتك أمام المحكمة العليا للبرج لهذا .” ضحك دانيال بلا مبالاة .

” هل الأمر كذلك ؟ أعتقد أن علينا تجهيز تقرير أولاً-”

 

 

إرتعش تعبير الرائد للحظة ، لكنه أبقى إبتسامةً وقحة على وجهه دون الرد .

 

 

ضيق إيون عينيه اللتان لمعتا بالإعجاب .

” حسناً أبي ، ماذا تُريد ؟ ”

” لا ، بل سنذهب بإستخدام الكلب المظلم . بالطبع سنذهب سيراً أيها الأحمق ! أم أن لديك مركبةً سحرية خاصة ؟”

 

بدا جاداً و كأنه لم يتحمّل البقاء هنا لثانية أكثر .

كان إيون مستلقياً على الأرض ناشراً أطرافه بكسل .

 

 

” بززز…!! ”

” مهمةٌ جديدة .”

حطم دانيال الدائرة السحرية بصعوبة ، و تجاهل الألم الحارق في جسده ، ممزقاً جذع اللاميت الخاص حتى كاد رأسه أن يسقط .

 

 

” مهمة ؟ ”

 

 

 

” نعم ، مهمة ! ليست بالشيء الكبير ، لهذا قررت تسليمها لكما .” تحدث الرائد زيكلر عن تفاصيل المهمة ، و شعر دانيال بالتعب عند سماع ذلك . كانت هذه مهمة تحقيق في مدرسة سيف تُدعى بـ ‘مدرسة سيف النهر المفترس ‘.

 

 

 

كانت هذه مدرسةً مشهورة في القارة .

” أليس الليل هو الوقت الأنسب لمنفذ القانون حتى يبدأ عمله ؟ ”

 

 

إختفى ثلاثة من تلامذة سيد سيف يُدعى بـ فلاد فريا . والذي لم يجد أي أثرٍ لهما رغم بحثه الشديد . إستسلم في النهاية ، وقرر تسليم المهمة إلى محكمة الحقيقة ؛ على أي حال ، كان هذا تخصصهم .

إختفى ثلاثة من تلامذة سيد سيف يُدعى بـ فلاد فريا . والذي لم يجد أي أثرٍ لهما رغم بحثه الشديد . إستسلم في النهاية ، وقرر تسليم المهمة إلى محكمة الحقيقة ؛ على أي حال ، كان هذا تخصصهم .

 

” لا ، بل سنذهب بإستخدام الكلب المظلم . بالطبع سنذهب سيراً أيها الأحمق ! أم أن لديك مركبةً سحرية خاصة ؟”

عُاد كلاهما إلى الغرفة ، و بعد إرتداء ملابسهما كاملة . و تجهيز ترسانتيهما ، نزلا إلى الطابق الأرضي و قابلا هناك عضواً آخر — شاباً بإسم باتريك .

 

 

” لا ، بل سنذهب بإستخدام الكلب المظلم . بالطبع سنذهب سيراً أيها الأحمق ! أم أن لديك مركبةً سحرية خاصة ؟”

كان باتريك – باحث القانون مسؤولاً عن الكشف ، بينما كان كلا من دانيال و إيون مسؤولان عن حماية باتريك و التحقيق . رتب الرائد زيكلر للأمر . بعد التأكد من الجريمة ، كانا سينفذان القانون . أو ربما لا ، بما أنها مهمة إختفاء فحسب . باتريك سينفذ الأمر .

” هل الأمر كذلك ؟ أعتقد أن علينا تجهيز تقرير أولاً-”

 

تصادم كفه مع الدائرة السحرية التي قد ظهرت فجأة ، و بدأت بالتعارض . ضيق دانيال عينيه حتى أصبحتا كالشقوق . كانت الأضواء و الشرر الصادرة من تصادم البرق و اللهب عاليين للغاية كعرضٍ ألعابٍ نارية ، شعر دانيال بأنه سيُعمى في أي لحظة . و حتى القناع لم يكد يحميه من تأثير كُل هذا الشرر الكهربائي .

” كم ستسغرق هذه المهمة ؟ ”

 

 

إنفجرت جثة اللاميت في كرة نارٍ عملاقة .

” لا تقلق ، مدرسة سيف النهر المفترس تقع بالقرب من هنا ، إنها تبعد بـ200 ميل فحسب ! على الأكثر سنعود خلال أسبوع .”

 

 

 

ربت باتريك على صدره وقال بثقة .

” ووش ! ”

 

‘البرق ليس بعنصرٍ جيد .’

كان باتريك شاباً أكبر بعمرٍ قريبٍ من إيون ، كان شعره بنياً مائلاً للأزرق . إرتدى معطفاً أسوداً ، فوقه قلنسوةٌ بيضاء دون قناع .

 

 

” بووم !!”” كراككك !!!! ”

 

ربت باتريك على صدره وقال بثقة .

 

 

إستذكر دانيال الخريطة في ذهنه ، و بحثتعن ‘ مدرسة سيف النهر المفترس ‘. في الجنوب الشرقي من هنا على بعد 600 ميل ، كانت تقع حدود إمبراطوية فولنهايم . في الشمال الغربي على بعد 100 ميل وقعت غابة لحن الحلم و التي إمتدت حتى الشمال الغربي . في الجنوب الغربي على بعد 200 ميل وقعت مدرسة سيف النهر المفترس .

 

 

 

‘مم ، إنها قريبة بما فيه الكفاية .’

 

 

إنفجرت جثة اللاميت في كرة نارٍ عملاقة .

كانت القارة واسعة للغاية ، و لم يكُن هذا الفرع سوى في الأطراف الجنوبية الشرقية من القارة . إستغرق دانيال نحو أربعة أعوام لقطع نصف المسافة إلى هنا . من مملكة سيثريا التي تقع في حدود جبال آرتيميس .

بدأ دانيال بتبادل اللكمات و الركلات معه بسرعة غير مرئية .

 

أمسك دانيال بباتريك ، في وضعية الأمير الذي يحمل النبيلة الجميلة.

‘بالطبع ، نصف هذا الوقت قد ذهب في تدريب نفسي بالطريق . لأنني لم أستخدم قطار النجم الأسود . والذي جعلني أصبح قوياً…لكن هل كان هذا يكفي بعد ؟’

 

 

‘أكره هذه المهارة .’

” نحن لن نذهب سيراً على الأقدام ، صحيح ؟ ”

” أوه ! دان هل إنتهيت ؟ لقد أنفقت 25 بلورات لملئ نصف مخزونك و بهذه السرعة أيضاً ؛ يالك وحشٌ لعين ! حسناً ، بما أنك قد إنتهيت أحرسني الآن ! ”

 

” بااام !! ”

” لا ، بل سنذهب بإستخدام الكلب المظلم . بالطبع سنذهب سيراً أيها الأحمق ! أم أن لديك مركبةً سحرية خاصة ؟”

 

 

” باتريك ، هل الموقع صحيح ؟”

تجاهل دانيال شكاوي إيون و صراخ باتريك تجاهه ، شعر بالصداع في رأسه . لم يرد سوى النوم الآن .

 

 

” إنتظروني لبعض الوقت ، و رجاءاً لاتقاطعوني لأي سبب .”

” حسنأً ، لنذهب ! ”

كان جسد اللاميت ممداً على الأرض بلا حراك ، إشتعلت ملابسه منذ وقت طويل ، و لم تتبقى سوى بضع بقع من القماش . تدفقت الدماء من رقبته ، و كانت عيناه مفتوحتين على مصرعيها . بدأ اللهب المشتعل على جسده بالتلاشي ببطء .

 

…إنتهى مخزون المانا الخاص بدانيال تقريباً .

بدأوا بالتحرك .

 

 

قبل أن يسمع أي رد من باتريك، سحب دانيال كماً هائلاً من المانا من نواته ، و قرر إستخدام شيءٍ لم يرده لتوفير الوقت. تطايرت شحنات البرق حوله، و نظر إلى الأمام بأعين صافية محللة. فجأة ، إشتعل اللون الأرجواني على جسده ، و غطت الأوشام ظهره . عندما بزغت ست قوائم عنكبية من البرق من ظهره.

 

 

 

بعد ثلاثة أيام ، وصلنا إلى المكان . كان الوقت ليلاً ، لمع القمر شخطٌ صغير من القمر الأحمر في السماء ، و نشر ضوءه الخفيف .

 

 

” قلُت ضعته جانباً ! ”

وقف ثلاثة أشخاص ، أمام أرض تدريس السيف وكانوا متعبين ، شعروا بالإستنزاف و الإنهاك .

أعطى دانيال و باتريك تذمرات إيون أذناً صماء ، و ركزا على إعادة ملئ المانا خاصتهم . بعد 15 دقيقة ، كان دانيال قد ملئ نواته بنسبة 60% و الذي كان كافياً .

 

 

” اللعنة…”

 

 

” ووش ! ”

“…لقد وصلنا أخيراً…لهاث…”

 

 

 

جلس دانيال على الأرض ، و أخرج عشر بلوراتٍ سحرية من حقيبته البعدية . أغمض عينيه و بدأ بإمتصاصها لإعادة ملئ نواته المستنزفة بعد كُل هذه المدة .

بعد نصف ساعة، إستعاد دانيال نفسه وسأل بعبوس.

 

رؤية الأمور على حقيقتها ، و رؤية مالا يُدركه العقل بأعينه — إدراك الواقع و تصوُّره .

” أنت خالٍ من الهموم يا دان ! لديك الجرأة لمحاولة إعادة ملئ نواتك في مثل هذ المكان الـ-”

 

 

 

” آه يا إلهي ، إيون ألا يمكنك أن تصمت فحسب ! إذا كانت لديك الكثير من الطاقة ، فإستخدمها لحراستنا إذن ! ”

” بزززززز ! ”

 

” أنا باحث الغموض من الفرقة الأولى ، باتريك ستسيرا .”

” بشش ! ”

 

 

رؤية الأمور على حقيقتها ، و رؤية مالا يُدركه العقل بأعينه — إدراك الواقع و تصوُّره .

سمع دانيال صوت إصطدامٍ بالرمال قبل أن يعم الهدوء . كان باتريك على الأرجح قد بدأ بإعادة ملئ الجريموري خاصته بالمانا خاصته أيضاً متجاهلاً الكلب الغاضب إيون .

 

 

 

” أنت !! اللعنة على كلاكُما ! تذكرك ذلك فحسب تريش .”

قبل أن يسمع أي رد من باتريك، سحب دانيال كماً هائلاً من المانا من نواته ، و قرر إستخدام شيءٍ لم يرده لتوفير الوقت. تطايرت شحنات البرق حوله، و نظر إلى الأمام بأعين صافية محللة. فجأة ، إشتعل اللون الأرجواني على جسده ، و غطت الأوشام ظهره . عندما بزغت ست قوائم عنكبية من البرق من ظهره.

 

 

أعطى دانيال و باتريك تذمرات إيون أذناً صماء ، و ركزا على إعادة ملئ المانا خاصتهم . بعد 15 دقيقة ، كان دانيال قد ملئ نواته بنسبة 60% و الذي كان كافياً .

أمر دانيال باتريك . ثم نظر إلى هذا الزومبي لغامض الذي جهّز كرة نارٍ عملاقة مطلقاً إياها بإتجاهه ، رداً على ذلك أطلق دانيال خمس تعاويذ كرات ماء على الفور . كانت في المستوى الأول ، و لم يكن إستهلاكها مرتفعاً .

 

‘سأرفع قضيةً على الرائد زيكلر في حال لم تكن مكافآة مرضية .’

” ششش…”

 

 

” اللعنة…”

فتحت عينيه ، و رمى مساحيق الغبار الأزرق من على يده . كانت بلورات المانا هذه قد إستُنزفت لذلك قد تحولت إلى غبار . نفض الغبار من ملابسه ، و أرجع البلورة المتبقية إلى حقيبته البعدية .

” ووش ! “” بزززز !!! ”

 

 

” أوه ! دان هل إنتهيت ؟ لقد أنفقت 25 بلورات لملئ نصف مخزونك و بهذه السرعة أيضاً ؛ يالك وحشٌ لعين ! حسناً ، بما أنك قد إنتهيت أحرسني الآن ! ”

 

 

 

” لا ، كان هذا للربع فحسب .” صححه دانيال .

 

 

 

جلس إيون على الفور . أخرج خمس بلورات و وضعها على كفه الأيمن ، أغمض عينيه و بدأ بإمتصاصها .

كان هذا هو سيد السيف – فلاد فريال ! شخصاً قد تمكن من إستخدام الهالة .

 

 

نظر دانيال إلى أرض السيف أمامه ، كان الوقت ليلاً . لذلك لم يستطع الرؤية جيداً ، عزز عينيه بالمانا و ببطء تمكن من رؤية المكان .

 

 

 

” هل نبدأ الآن ؟ أم ننتظر حتى الغد ؟ ”

 

 

” بووم ! ”

إنتهى باتريك من شحن نواته الخاصة و سأل و هو واقفٌ خلف دانيال .

‘ خلف رقبته ! إستهدف المنطقة التي تقع خلف رقبته ، إنها—‘

 

كان إيون مستلقياً على الأرض ناشراً أطرافه بكسل .

” أليس الليل هو الوقت الأنسب لمنفذ القانون حتى يبدأ عمله ؟ ”

” أنت !! اللعنة على كلاكُما ! تذكرك ذلك فحسب تريش .”

 

” أنت لست بمعزز لعنصر الضوء أو الرياح ، و تُريد الإمساك بي ؟ “”إيون ، مازلت صغيراً على ذلك .”

 

سحب دانيال جميع شحنات البرق من نواته ، و جمعها حول ذراعه . إختفى من مكانه و ظهر خلف ظهره بومضة . شكّل كفاً و مزقت بإتجاه رقبته !

‘كونه قد أخذ رأيي ، فهذا يعني أنه قد إعترف بي كقائد مؤقت لهذه المهمة . هذا سيوفر بعض الصداع .‘قال دانيال بعد التفكير .” لننتظر حتى ينتهي إيون أولاً من شحن نواته ، ثم بعد ذلك سنباشر بالعمل .”

 

 

” أنت خالٍ من الهموم يا دان ! لديك الجرأة لمحاولة إعادة ملئ نواتك في مثل هذ المكان الـ-”

“حسناً .” أومأ باتريك ، و إنتظروا لنحو خمسة عشر دقيقة .

” نعم ! سنستخدم سوار الحقيقة للتواصل ، هل هذا جيد ؟ ”

 

 

أمام الأبواب الضخمة ، رفعت دانيال يده اليسرى و طرق البوابة . كان أمامه سورٌ ضخم ، والذي إمتد ميمنته ومسيرته لمسافةٍ كبيرة . أضيئت المنطقة بمشاعل ملتهبة موضوعة على السور .

 

 

” بووووم !! ”

بعد خمس دقائق ، فُتحت البوابة من قبل رجلٍ ذُو أعين غريبة . والذي أصبح متفاجئاً بسرعة .

‘هذا مستنزف .’

 

 

” السادة من محكمة الحقيقة ! هل أتيتم لأجل مُهمة السيد فلاد ؟ إتبعوني من فضلكم .”

 

 

” علاوةً على ذلك ، لا أستطيع تأكيد موقعه تماماً . لأن هالته في حالة خمول ؛ يبدو أنها قد تختفي في أي لحظة من نطاقي .”

 

أمام الأبواب الضخمة ، رفعت دانيال يده اليسرى و طرق البوابة . كان أمامه سورٌ ضخم ، والذي إمتد ميمنته ومسيرته لمسافةٍ كبيرة . أضيئت المنطقة بمشاعل ملتهبة موضوعة على السور .

دخل سحرة البرج الثلاثة إلى الداخل ثم وجههم البواب إلى مكانٍ ما بالقرب من الغابة الداخلية .

بدا و كأن إيون قد شعر بالخطر ، عندما بدأ الصخر يغطي جسده كالدروع .

 

 

هناك ، كان يُوجد رجلٌ نائم ، كانت لحيته رماديةً مشيبة . أرتدى زياً أزرقاً داكناً كالذي إرتدوه سائر من إنتمى لمدرسة سيف النهر . و إتكئ على سيفه المغّمد أثناء نومه . كانت هالته حادة و طاغية ، و كأنه سيفٌ يستطيع تمزيق كُل شيء فور إستاله .

 

 

” آه يا إلهي ، إيون ألا يمكنك أن تصمت فحسب ! إذا كانت لديك الكثير من الطاقة ، فإستخدمها لحراستنا إذن ! ”

كان هذا هو سيد السيف – فلاد فريال ! شخصاً قد تمكن من إستخدام الهالة .

 

 

 

” همم ؟ أوه ، منفذوا محكمة الحقيقة ؟ ” فتح الرجُل عيناً واحدة بشكلٍ ضيق . و شعر سحرة البرج الثلاثة ببعض البرد .

 

 

 

” أنا منفذ القانون من الفرقة الثانية ، دانيال أورديل .”

ضحك دانيال ، ومدد جسده قليلاً .” إيون ، ألست جباناً جداً ؟ ليس الأمر و كأنك ستموت .”

 

 

” أنا منفذ القانون من الفرقة الثانية أيضاً – إيون غرينبيترا ! ”

 

 

 

” أنا باحث الغموض من الفرقة الأولى ، باتريك ستسيرا .”

‘حسب تقديرات باتريك ، كان هذا الخصم في الرتبة الرابعة . أنا معزز في الرتبة الثالثة المتوسطة ، ربما إذا إستتخدمت كل شيءٍ لدي فقد أتمكّن من الفتك به.’

 

 

بعد الإنتهاء من تقديم أنفسهم ، و الذي كان أمراً لازماً . نظرت دانيال إلى فلاد و قلت :” نحن هنا إستجابةً للتقرير ، أرنا مكان الواقعة .”

 

 

 

” لا حاجة ، كارغ إذهب بهم أنت .”

 

 

بدأ بالتحرك .

كان تعبير سيد السيف غير مبال و أمر البواب بدلاً من ذلك .

أمسك بذراع باتريك سريعاً ، و قذف به إلى السماء . لم يتأخر هو الآخر ، عزز قدميه بالبرق و قفز عدة أمتار عالياً .

 

 

‘هذه ردة فعل غير متوقعة من رجل قد فقد ثلاثةً من تلامذته ، أليس قاسياً ؟‘حُيّر دانيال من ذلك قليلاً ، لكنه لم يهتم كثيراً .

كانت سلطةً خاصة ، لم تنتمي إلى أي عنصر ، بل إلى أحد الأنواع الثلاثة من سحر البصيرة . كانت نادرة ، و تم حصرها بين العوائل العريقة فحسب و عدد قليل من المنظمات ذات التاريخ القديم و الغامض ، مثل كهنة المعرفة .

 

 

هز المدعو كارغ رأسه و إبتسم بمرارة .

بدأ دانيال بتبادل اللكمات و الركلات معه بسرعة غير مرئية .

 

 

في الطريق ، طرح دانيال بضع أسئلة على كارغ قبل أن يصلوا .

 

 

كان وجه باتريك يفقد لونه ببطء ، ظهرت الدوائر السحرية الزرقاء فوق رأسه بإستمرار و تفككت في كُل مرة . تساقطت قطرات العرق على جبينه و صر على أسنانه .

” متى وقعت الجريمة ؟ هل لديكم أي دلائل عن سبب الحادثة؟ هل يوجد أي شاهد ؟ ”

كانت القارة واسعة للغاية ، و لم يكُن هذا الفرع سوى في الأطراف الجنوبية الشرقية من القارة . إستغرق دانيال نحو أربعة أعوام لقطع نصف المسافة إلى هنا . من مملكة سيثريا التي تقع في حدود جبال آرتيميس .

 

 

” وقعت الجريمة منذ ثلاثة أيام ، كان الطلاب…” بدأ كارغ بالتحدث بتعبيرٍ قاتم ، و وصف لنا ماحصل .

 

 

 

على ما يبدو ، أن تلامذة سيد السيف فلاد الثلاثة قد إختفوا فجأةً بطريقة مجهولة ، و قد وجدوا آثار معركة بالقرب من هنا . خارج نطاق أسوار المدرسة .

صُنع هذا السحر على يد القديسة الثانية – كاهنة القدر في الحقبة الثانية ، ثم حظي بعدة تطورات على مر الأجيال و العصور . حتى أصبح ما هو عليه الآن .

 

” همم ؟ لكن هذا—”

” باتريك .”

 

 

سمع دانيال صوت إصطدامٍ بالرمال قبل أن يعم الهدوء . كان باتريك على الأرجح قد بدأ بإعادة ملئ الجريموري خاصته بالمانا خاصته أيضاً متجاهلاً الكلب الغاضب إيون .

” حسناً ! ” أومأ باتريك و أخرج جهازاً صغيراً ، كان قرصاً دائرياً . والذي إحتوى وسطه على شاشةٍ شفافة .

ظهرت ست قوائمٍ جليدية في مجال بصره ، تحكم بها ثم غرسها في جسد اللاميت أمامه . تفاجئ الأخير و تصدى لها على عجل ، لكن دانيال إستغل هذه الفرصة للإمساك به بكلتا ذراعيه كمسند ثم دفع نفسه إلى السماء .

 

 

> كان هذا هو كاشف الهالة .

” كم ستسغرق هذه المهمة ؟ ”

 

 

” خمس هالات مختلفة ، ثلاثة منها تنتمي إلى سحر الماء . بينما تعود الرابعة إلى النار ، و الخامسة…هل هذا سحر رياح ؟ ” توقف باتريك ، و أكمل بصوتٍ محير.” الخامسة غير مؤكدة ، يبدو أنه عطلٌ من الكاشف .” و أضاف :” لا تقلق ، هذا يحصل في بعض الأحيان .”

 

 

‘ إستهلاكي للمانا مرتفع ، على هذه الحال ستنفذ المانا من نواتي .‘

‘أوه ؟ لابد من و أن الثلاثة المائية هم تلامذة المدرسة المختفون ، بينما الرابع الناري هو الشخص الذي تسبب في ‘ إختفائهم ‘.’

 

 

 

” هل يمكنك تتبع الهالات ؟ ” سأل دانيال السؤال الأهم .’إذا تمكّنا من تتبع إحدى هذه الهالات ، فستتم المهمة . حينها سنوفر قدراً كبيراً من الوقت .’

” نعم ، مهمة ! ليست بالشيء الكبير ، لهذا قررت تسليمها لكما .” تحدث الرائد زيكلر عن تفاصيل المهمة ، و شعر دانيال بالتعب عند سماع ذلك . كانت هذه مهمة تحقيق في مدرسة سيف تُدعى بـ ‘مدرسة سيف النهر المفترس ‘.

 

 

” سأحاول ، إنتظر قليلاً .”

 

 

‘ إستهلاكي للمانا مرتفع ، على هذه الحال ستنفذ المانا من نواتي .‘

عاد باتريك إلى داخل المدرسة ، و لم يعد سوى بعد نصف ساعة . كان ممسكاً بثلاث أوراق . ثم نظر إلى الأوراق في يده ، و أومأ لنفسه . أخذ بعضاً من الدماء من قنينة في حزامه و رسمها على كفه الأيمن .

 

 

 

” إنتظروني لبعض الوقت ، و رجاءاً لاتقاطعوني لأي سبب .”

‘علي التوفير الآن ، لم يتبقى لي سوى 15% من المانا خاصتي . من 60% أنفقت 45% على قائمة ومضة البرق و الحماية من آثارها .’

 

 

أومأ دانيال وإيون رداً على ذلك ، ستكون مشكلةً إذا أصيب أثناء عرافته .فجأة بدأت هالة باتريك بالإرتفاع ، تشكلّت دائرةٌ سحرية في وسط حاجبيه . و تدفقت المانا حوله بسرعة .

” ووش ! ”

 

في الطريق ، طرح دانيال بضع أسئلة على كارغ قبل أن يصلوا .

أغمض عينيه ، و بدأ بالتركيز .

” هل يمكنك تتبع الهالات ؟ ” سأل دانيال السؤال الأهم .’إذا تمكّنا من تتبع إحدى هذه الهالات ، فستتم المهمة . حينها سنوفر قدراً كبيراً من الوقت .’

 

 

” ووش ! ”

 

 

 

ظهر كتابٌ أزرق فوق رأسه ، و توهج بضوءٍ نجمي .

 

 

‘ كما توقعت…‘ نظر دانيال بهدوء إلى هذا المشهد ، و إستردد الخيط المائي الذي ربطه بالعدالة التي لا تفنى ببطء محركاً إياه من الأرض . رغم ذلك ، تحرك اللاميت بسرعة و إنقض على السلاح كالوحش فور إنتهاءه من التعامل مع الطلقة .

 

سمع دانيال صوت إصطدامٍ بالرمال قبل أن يعم الهدوء . كان باتريك على الأرجح قد بدأ بإعادة ملئ الجريموري خاصته بالمانا خاصته أيضاً متجاهلاً الكلب الغاضب إيون .

سمع دانيال من إيون في وقتٍ سابق ، بأن باتريك هو من نسل عائلة عريقة . و التي تملك سلطةً لها علاقة بسحر البصيرة .

 

 

” كاتشا !! ”

– سحر البصيرة .

تصادم كفه مع الدائرة السحرية التي قد ظهرت فجأة ، و بدأت بالتعارض . ضيق دانيال عينيه حتى أصبحتا كالشقوق . كانت الأضواء و الشرر الصادرة من تصادم البرق و اللهب عاليين للغاية كعرضٍ ألعابٍ نارية ، شعر دانيال بأنه سيُعمى في أي لحظة . و حتى القناع لم يكد يحميه من تأثير كُل هذا الشرر الكهربائي .

 

‘هاه ؟ وأنا الذي كُنت أتسائل عن سبب تركُّز الحرارة على رأسي .‘ ضحك دانيال بمرارة وفرك شعره .” تداعياتٌ طبيعية لعنصر البرق .”

كان هذا مساراً يضم ثلاث أنواعٍ من السحر : الإستبصار ( الكهانة ) ، العرافة ، و التنجيم .

 

 

” كاتشا !! ”

صُنع هذا السحر على يد القديسة الثانية – كاهنة القدر في الحقبة الثانية ، ثم حظي بعدة تطورات على مر الأجيال و العصور . حتى أصبح ما هو عليه الآن .

 

 

” أليس الليل هو الوقت الأنسب لمنفذ القانون حتى يبدأ عمله ؟ ”

كان جوهر هذا السحر ، هو ‘الرؤية ‘ بمعنىً آخر ‘البصيرة ‘.

” اللعنة ! هذا مؤلم .” شعر دانيال بأنه قطعة خبزٍ قد خرجت من فرن . دبت الحرارة الشديدة في جسده ، و تحرك الدم في جسده بسرعة .

 

أعطى دانيال و باتريك تذمرات إيون أذناً صماء ، و ركزا على إعادة ملئ المانا خاصتهم . بعد 15 دقيقة ، كان دانيال قد ملئ نواته بنسبة 60% و الذي كان كافياً .

رؤية الأمور على حقيقتها ، و رؤية مالا يُدركه العقل بأعينه — إدراك الواقع و تصوُّره .

” ماذا ؟ أنت- ”

 

 

كانت العرافة نوعاً من أسحار البصيرة ، والذي بحث في الأمور . و تخصص في التحقيق و ‘الكشف ‘شكلٍ عام . كانت قدراته الأساسية ، هي ربط الأمور و إعطاء فكرةٍ تقريبية بناءاً على ‘المعطيات ‘الموجودة لدى مُستخدم السحر — ما يعني أنها كانت محاكاةً على مستوىً متقدم .

” بووووم !! ”

 

 

كانت سلطةً خاصة ، لم تنتمي إلى أي عنصر ، بل إلى أحد الأنواع الثلاثة من سحر البصيرة . كانت نادرة ، و تم حصرها بين العوائل العريقة فحسب و عدد قليل من المنظمات ذات التاريخ القديم و الغامض ، مثل كهنة المعرفة .

 

 

 

كان سبب قدوم باتريك مع إيون و دانيال بالذات ، هو لأنهما بحاجةٍ إلى قوة العرافة خاصته . حيث أنها مناسبة لمثل هذه الأمور ، لأن محفى المهمة هو البحث عن الثلاث تلامذة المفقودين .

 

 

 

إنقلبت الأوراق على الجريموري الذي تلألأ بأضواء أرجوانية كالنجوم .

 

 

أمسك بذراع باتريك سريعاً ، و قذف به إلى السماء . لم يتأخر هو الآخر ، عزز قدميه بالبرق و قفز عدة أمتار عالياً .

ضيق إيون عينيه اللتان لمعتا بالإعجاب .

 

 

التعويذة – قائمة ومضة البرق!

” تريش رائعٌ حقاً .”” دان ، أترك حماية تريش لي ، و إذهب للنظر حول المنطقة ! أعتقد أن هذا سيسرع من المهمة ، ربما سنجد دلائل أخرى .”

” اللعنة…”

 

” زووش !! ”

فكرت دانيال قليلاً و هز رأسه .” لا حاجة ، إذا لم يستطع باتريك إيجادهم ، فسنجري مسحاً شاملاً للمنطقة معاً . هذا آمن أكثر ، نحن لا نعلم نوع الأخطار الموجودة في الغابة أيضاً . بعد كُل شيء ، لأن يختفي ثلاثة معززين في الرتبة الثالثة فجأة بهذه الطريقة ، فهذا سببٌ إضافي لنا لأن نحذر أكثر .”

إنفجرت طلقة العدالة التي لا تفنى ، و تحطمت الدوائر سحرية أمام اللاميت . كانت الصدمة الكهربائية عاليةً جداً و أصدرت أصواتاً رعدية كتحطم مئات القوارير الزجاجية بينما أشعل ضوءها المعمي المنطقة المحيطة . حفرت أقدام اللاميت الأرض ، أثناء محاولته للتعامل مع صدمات البرق الشديدة .

 

 

” هل الأمر كذلك ؟ حسناً إذن .” أومأ إيون بتعبيرٍ متفهم و تراجع لمكانه .

بعد نصف ساعة، إستعاد دانيال نفسه وسأل بعبوس.

 

كانت هذه علامة دانيال السحرية.

إنتظرا بصمت ، و على هذه الحالة . مرت ثلاثة ساعات .

‘سأرفع قضيةً على الرائد زيكلر في حال لم تكن مكافآة مرضية .’

 

‘كونه قد أخذ رأيي ، فهذا يعني أنه قد إعترف بي كقائد مؤقت لهذه المهمة . هذا سيوفر بعض الصداع .‘قال دانيال بعد التفكير .” لننتظر حتى ينتهي إيون أولاً من شحن نواته ، ثم بعد ذلك سنباشر بالعمل .”

كان وجه باتريك يفقد لونه ببطء ، ظهرت الدوائر السحرية الزرقاء فوق رأسه بإستمرار و تفككت في كُل مرة . تساقطت قطرات العرق على جبينه و صر على أسنانه .

 

 

 

‘ إذاً حتى سحر العرافة يجعل مستخدمه يعاني…لقد كًنت مخطئاً لإعتقادي أنه طريقٌ سهل .’

أمسك بذراع باتريك سريعاً ، و قذف به إلى السماء . لم يتأخر هو الآخر ، عزز قدميه بالبرق و قفز عدة أمتار عالياً .

 

 

بعد ثلاث ساعات ، توقف باتريك . كان يلهث ، أخرج على عجل بضع بلورات و بدأ بالإمتصاص منها . لم يكن دانيال متعجلاً ، و إنتظره حتى يعدّل حالته تماماً .

” كاتشا !! ”

 

 

كان باتريك ساحراً في الرتبة الثالثة المتوسطة ، مقدار المانا الذي يستطيع الجريموري خاصته تخزينه كان أكثر من دانيال ؛ لأنه كان معززاً .

شدّ دانيال الحبل المائي الخفيف الذي كان ملفوفاً على إحدى أصابعه ، و الذي ربطه بسلاحه الناري الذي ألقاه في السماء سابقاً . في تلك اللحظة—

 

 

‘كونه قد إستنفذ المانا لديه فهذا يوضح مقدار الجهد الذي بذله .’

 

 

” روووااااار !! ”

بعد نصف ساعة ، هدأ باتريك و إستعاد حالته . لكن ليس بالكامل . كان وجهه متعباً و تشكلّت هالات تحت عينيه و كأنه لم ينم منذ فترة .

” نعم أنا متأكد من ذلك .”

 

ربت باتريك على صدره وقال بثقة .

‘لا ، هو لم ينم منذ فترة حقاً . جميعنا كذلك .’

 

 

 

طافت دائرة سحرية فوق رأسه ، إحتوت على ما بدا و كأنه مؤشر . بدت كالبوصلة . بدا و كأن إيون لم يستطع الإحتفاظ بفضوله أكثر ، و سأل .” تريش ، مالذي حصل ؟ مالنتيجة ؟ ”

 

 

 

” هل تمكّنت من تتبعهم ؟ ”

 

 

 

” نعم و لا .” قال باتريك بصوتٍ ثقيل .” بمستوى قوتي الحالي ، فيبدو أن هذه الهالات قد غادرت النطاق الخاص بعرافتي ، ما يعني أنني قد أضعتهم .مع ذلك…”

 

 

” متى وقعت الجريمة ؟ هل لديكم أي دلائل عن سبب الحادثة؟ هل يوجد أي شاهد ؟ ”

“…مع ذلك ؟”

واصل كلاهما القتال هكذا لمدةٍ وجيزة ، لكن فجأة ، حدث تدخلٌ مفاجئ .

 

كانت العرافة نوعاً من أسحار البصيرة ، والذي بحث في الأمور . و تخصص في التحقيق و ‘الكشف ‘شكلٍ عام . كانت قدراته الأساسية ، هي ربط الأمور و إعطاء فكرةٍ تقريبية بناءاً على ‘المعطيات ‘الموجودة لدى مُستخدم السحر — ما يعني أنها كانت محاكاةً على مستوىً متقدم .

” تمكّنت من الوصول إلى موقع الهالة الرابعة ؛ والتي لم تغادر نطاقي بعد . لكن توجد مشكلةٌ صغيرة ، وهي أنه يبدو لي أنه في الرتبة الرابعة لأن هالته شديدة…”

 

 

 

” علاوةً على ذلك ، لا أستطيع تأكيد موقعه تماماً . لأن هالته في حالة خمول ؛ يبدو أنها قد تختفي في أي لحظة من نطاقي .”

” مع مثل هذه الجثة الكاملة ، لا حاجة إلى أن أفعل شيئاَ . والدي شخصياً سيجري عرافة عنه .”

 

 

بسماع تحليله ، صمت دانيال حتى يفكر قليلاً .

 

 

 

‘حسب تقديرات باتريك ، كان هذا الخصم في الرتبة الرابعة . أنا معزز في الرتبة الثالثة المتوسطة ، ربما إذا إستتخدمت كل شيءٍ لدي فقد أتمكّن من الفتك به.’

 

 

 

كان لدانيال مغامراته الخاصة، وترسانته أيضاً!

كانت ‘نقاط المساهمة ‘هي العُملة الأساسية لجميع المنتمين إلى محكمة الحقيقة . كانت طريقة كسبها بسيطة ، فقط عبر تأدية بعض المهام…كان هذا مزعجاً و متعباً لشخصٍ مثل دانيال . الذي أحب فعل ما يريد فحسب .

 

سمع دانيال صوت إصطدامٍ بالرمال قبل أن يعم الهدوء . كان باتريك على الأرجح قد بدأ بإعادة ملئ الجريموري خاصته بالمانا خاصته أيضاً متجاهلاً الكلب الغاضب إيون .

‘لكن هذا في حالة إضطررت إلى ذلك . لا أريد إجهاد نفسي .‘أمر دانيال : ” إيون ، أنت إذهب و أخبر سيد السيف فلاد بأننا تمكّنا من العثور على مستخدم سحر النار الذي يبدو بأنه متورطٌ في الأمر .”

 

 

 

‘علي الحذر ، ربما يملك تعزيزات . إحضار سيد السيف معنا منذ البداية أفضل. تأخيره حتى قدوم سيد السيف هو أفضل خيار!’

‘همم ؟ ‘إتسع بؤبؤ دانيال قليلاً ، لكنه لم يفكر كثيراً . بدا و كأن إيون قد توقع هجمته ، بحيث أن ظهره كان معززاً بطبقةٍ من الصخر . زاد دانيال من شحنات البرق الأرجواني أسفل قدميه . و تراجع لئلا يُمسك به إيون .

 

 

” إيه ؟ لكنني لا أريد ذلك…” لم يبدو إيون راضياً عن قراره .

 

 

” هل بإمكانك إجراء عرافة عنه ؟ ”

” باتريك ، أنت ستساعدني على إيجاده .”

‘هذا مستنزف .’

 

 

أومأ باتريك و قال.” لنذهب بسرعة ، ربما قد يهرب ! ”

جلس إيون على الفور . أخرج خمس بلورات و وضعها على كفه الأيمن ، أغمض عينيه و بدأ بإمتصاصها .

 

أمسك بذراع باتريك سريعاً ، و قذف به إلى السماء . لم يتأخر هو الآخر ، عزز قدميه بالبرق و قفز عدة أمتار عالياً .

بدا جاداً و كأنه لم يتحمّل البقاء هنا لثانية أكثر .

بدأوا بالتحرك .

 

 

” لا ، إستنزاف الجريموري و إعادة ملئه بإستمرار أمرٌ ضار . بالإضافة إلى أنك متعب ذهنياً ، تركك تركض في مثل هذه الحالة أمرٌ خطر .”

 

 

إستذكر دانيال الخريطة في ذهنه ، و بحثتعن ‘ مدرسة سيف النهر المفترس ‘. في الجنوب الشرقي من هنا على بعد 600 ميل ، كانت تقع حدود إمبراطوية فولنهايم . في الشمال الغربي على بعد 100 ميل وقعت غابة لحن الحلم و التي إمتدت حتى الشمال الغربي . في الجنوب الغربي على بعد 200 ميل وقعت مدرسة سيف النهر المفترس .

أمسك دانيال بباتريك ، في وضعية الأمير الذي يحمل النبيلة الجميلة.

 

 

 

 

” بانغ ! ”

كمالك علامة سحرية، كان لدانيال نواة مانا وبطبيعة الحال. وبالإقتران مع علامته السحرية، طوّر من إحدى تعاويذه وبطريقته مبرزاً عبقريته.

 

 

 

قبل أن يسمع أي رد من باتريك، سحب دانيال كماً هائلاً من المانا من نواته ، و قرر إستخدام شيءٍ لم يرده لتوفير الوقت. تطايرت شحنات البرق حوله، و نظر إلى الأمام بأعين صافية محللة. فجأة ، إشتعل اللون الأرجواني على جسده ، و غطت الأوشام ظهره . عندما بزغت ست قوائم عنكبية من البرق من ظهره.

 

 

 

– عنكبوت قوائم البرق!

جلس دانيال على الأرض ، و أخرج عشر بلوراتٍ سحرية من حقيبته البعدية . أغمض عينيه و بدأ بإمتصاصها لإعادة ملئ نواته المستنزفة بعد كُل هذه المدة .

 

> كان هذا هو كاشف الهالة .

كانت هذه علامة دانيال السحرية.

‘بالطبع ، نصف هذا الوقت قد ذهب في تدريب نفسي بالطريق . لأنني لم أستخدم قطار النجم الأسود . والذي جعلني أصبح قوياً…لكن هل كان هذا يكفي بعد ؟’

 

” لا لا تفعل ذلك ! ”

“إيون، سأنتظركما.”

 

 

 

” ماذا ؟ أنت- ”

 

 

 

التعويذة – قائمة ومضة البرق!

نظر دانيال إلى الجثة أمامه و قال مجدداً .” إنه ليس لاميت و لا زومبي…” لم يفكر بالأمر سوى الآن ، لكن مواصفات هذا الشيء…ألم تبدو مثل الذي قاتله سابقاً بالقرب من غابة لحن الحلم في المهمة رفقة الرائد ؟ ضيق دانيال نظره على جسده ، و أكدت تخمينه .

 

” بزززززز ! ”

” زووش !! ”

 

 

 

شعر دانيال بجسده يخترق الهواء ، إصطدمت عضلاتي بتموجاتٍ شديدة . و صرّ على أسنانه ، أثناء التركيز على حماية جسده و تخفيف الأمر على باتريك .

 

 

” حسب القانون الأساسي ، البند الثالث ، المادة الأولى – هذا إستغلالٌ تعسفي للسلطة . بإمكاني مقاضاتك أمام المحكمة العليا للبرج لهذا .” ضحك دانيال بلا مبالاة .

‘هذا مستنزف .’

 

 

 

‘أكره هذه المهارة .’

كانت العرافة نوعاً من أسحار البصيرة ، والذي بحث في الأمور . و تخصص في التحقيق و ‘الكشف ‘شكلٍ عام . كانت قدراته الأساسية ، هي ربط الأمور و إعطاء فكرةٍ تقريبية بناءاً على ‘المعطيات ‘الموجودة لدى مُستخدم السحر — ما يعني أنها كانت محاكاةً على مستوىً متقدم .

 

كان إيون يرتدي رداءاً تدريباً كالذي يرتديه دانيال ، كان خفيفاً وبلونٍ رمادي . تمكن هذا القماش من إمتصاص الضربات ، و كان مناسباً للغاية للتدريب. مُشِّط شعر إيون الأشقر للخلف ، و كانت ربطة رأسه الكبيرة لاتزال موجودة فوق رأسه .

‘البرق ليس بعنصرٍ جيد .’

” هل تمكّنت من تتبعهم ؟ ”

 

” لا ، بل سنذهب بإستخدام الكلب المظلم . بالطبع سنذهب سيراً أيها الأحمق ! أم أن لديك مركبةً سحرية خاصة ؟”

 

سحب دانيال جميع شحنات البرق من نواته ، و جمعها حول ذراعه . إختفى من مكانه و ظهر خلف ظهره بومضة . شكّل كفاً و مزقت بإتجاه رقبته !

كرر دانيال ذلك لمرةٍ أخرى ، و سرعان ما وصلت خلال دقيقتين فحسب إلى الموقع المطلوب — كان قد قطع عشرين ميلاً .

سمع دانيال من إيون في وقتٍ سابق ، بأن باتريك هو من نسل عائلة عريقة . و التي تملك سلطةً لها علاقة بسحر البصيرة .

 

‘البرق ليس بعنصرٍ جيد .’

رمى دانيال باتريك ببرود ، و جثى على الأرض تعباً . كان يلهث كمن ركض لعشر أميال دون توقف . نبض قلبه بجنون ، و إحمرت بشرته بعمق . لم تكن حالته طبيعيةً على الإطلاق. كان هذا من الحمل الهائل على نواته وجسده من عنصر البرق، ومن تعويذة التنقل خاصته – قائمة وميض البرق.

 

 

 

” أين هو ؟ ”

لم يسأل دانيال أكثر ، و أشعل المزيد من قوة علامته السحرية حتى شعر بأنها تغطي وجهه و ظهره بالكامل تقريباً . إرتفع شيءٌ ما من ظهره و حرّك أطرافه الإضافية .

 

” أنا باحث الغموض من الفرقة الأولى ، باتريك ستسيرا .”

بعد نصف ساعة، إستعاد دانيال نفسه وسأل بعبوس.

 

 

 

” باتريك ، هل الموقع صحيح ؟”

 

 

‘أهو زومبي ؟’

” نعم أنا متأكد من ذلك .”

سمع دانيال صوت إصطدامٍ بالرمال قبل أن يعم الهدوء . كان باتريك على الأرجح قد بدأ بإعادة ملئ الجريموري خاصته بالمانا خاصته أيضاً متجاهلاً الكلب الغاضب إيون .

 

 

” همم ؟ لكن هذا—”

كان إيون مستلقياً على الأرض ناشراً أطرافه بكسل .

 

 

إنتصب الشعر على جسد دانيال فجأة .

‘ واو ، باتريك دعمك رائع جداً ! هل إكتشفت شيئاً ما الآن ؟ ‘

 

 

” إبتعد ! ”

” واه…ماخطب الدخان فوق رأسك ؟ ”

 

‘ أنا على أعمل ذلك ! إنتظر قليلاً فحسب .‘

أمسك بذراع باتريك سريعاً ، و قذف به إلى السماء . لم يتأخر هو الآخر ، عزز قدميه بالبرق و قفز عدة أمتار عالياً .

 

 

 

” بووم ! ”

“…مع ذلك ؟”

 

 

إنفجرت المساحة الأرضية أسفله ، و ببطء ، إمتدت ذراعٌ شاحبة من بين شظايا الصخور المشتعلة .

أومأ باتريك و قال.” لنذهب بسرعة ، ربما قد يهرب ! ”

 

‘ باتريك ، هل إكتشفت شيئاً ما ؟ ‘

” باتريك ! ”

 

 

عاد باتريك إلى داخل المدرسة ، و لم يعد سوى بعد نصف ساعة . كان ممسكاً بثلاث أوراق . ثم نظر إلى الأوراق في يده ، و أومأ لنفسه . أخذ بعضاً من الدماء من قنينة في حزامه و رسمها على كفه الأيمن .

عمم دانيال المانا حول جسده ، شعر بالطاقة تسري فيه . و زاد إستهلاك المانا من نواته .

 

 

لم ينتظر دانيال باقي إجابة باتريك ، عزز جسده بالبرق مرةً أخرى . و تحرك بومضة ، كان اللاميت لايزال يتصدى لموجات البرق الصادرة من الطلقة . إستغل هذه الفرصة ، و أطلقت عدة هجمات مزيفة بقوائمه المائية .

” سووش ! ”

” بانغ ! ”

 

 

صنع كرةً مائية كبيرة ، و فجرها في دائرةٍ نصف قطرها ثلاث أمتار حوله . تألقت قطرات الماء المتفجرة ، و التي تحولت إلى بلوراتٍ جليدية .

 

 

 

” هووه…” أطلق دانيال زفيراً من الهواء البارد من فمه بينما أمسك بـ باتريك بإحكام . فعّل علامته السحرية ، و قفز بها مستخدماً الإنفجار الجليدي كمسند .

كان لدانيال مغامراته الخاصة، وترسانته أيضاً!

 

“…مع ذلك ؟”

” هذه هي علامتك السحرية ؟ أعتقد أنها تعود لـ ‘ عنكبوت قوائم البرق ‘ ، هل أنا محق ؟ ” فور أن هبطا ، سأل باتريك بأعين لامعة .

 

 

 

” هذا ليس الوقت المناسب لمثل هذه الأسئلة ، ألا تعتقد ذلك ؟ ”

 

 

 

” أنا آسف ، لقد إنتابني الفضول فحسب .”

 

 

 

نظر دانيال إلى الوحش الذي قام من بين الصخور ، كان رجلاً برداء أنيق ممزق . كان شعره فوضوياً ، و بشرته شاحبة كالأموات ، بلونٍ داكن .

تصادمت كرات الماء مع كرة النار العملاقة القادمة ، و إمتلئ المكان بالبخار . لم تختفي النيران تماماً ، و إستطاع دانيال رؤية بعض الأضواء المومضة ذات اللون البرتقالي .

 

هذا الشيء لم يمت سوى الآن لأنه كان من قتله ؛ هو لم يكُن بلاميتٍ على الإطلاق !

‘أهو زومبي ؟’

 

 

 

” هل بإمكانك تقديم الدعم ؟ ”

 

 

” هل بإمكانك تقديم الدعم ؟ ”

أخرج دانيال سلاحه الخاص من حافظة السلاح خلف ظهره والذي كان مسدساً ، عبس قليلاً .

” ووش—! ”

 

 

‘ إستهلاكي للمانا مرتفع ، على هذه الحال ستنفذ المانا من نواتي .‘

” دان ، لنحظى بمعركة .”

 

 

‘علي التوفير الآن ، لم يتبقى لي سوى 15% من المانا خاصتي . من 60% أنفقت 45% على قائمة ومضة البرق و الحماية من آثارها .’

 

 

> كان هذا هو كاشف الهالة .

” نعم ! سنستخدم سوار الحقيقة للتواصل ، هل هذا جيد ؟ ”

 

 

” حسناً حسناً.” تنهد دانيال بلا حولٍ و لا قوة . أخرج سلاحه من حافظة السلاح التي كانت معلقة على خصره . ورماه بعيداً ثم إتخذت وضيعةً قتالية عبر وضع يديه على الأرض ، في وضعيةٍ محرجة .

” جيد جداً ، و الآن أهرب ! ”

 

 

” دان ، لنحظى بمعركة .”

أمر دانيال باتريك . ثم نظر إلى هذا الزومبي لغامض الذي جهّز كرة نارٍ عملاقة مطلقاً إياها بإتجاهه ، رداً على ذلك أطلق دانيال خمس تعاويذ كرات ماء على الفور . كانت في المستوى الأول ، و لم يكن إستهلاكها مرتفعاً .

 

 

 

” ششششش ! ”

” باتريك !! ”

 

 

تصادمت كرات الماء مع كرة النار العملاقة القادمة ، و إمتلئ المكان بالبخار . لم تختفي النيران تماماً ، و إستطاع دانيال رؤية بعض الأضواء المومضة ذات اللون البرتقالي .

أثناء ركضه بين البخار مختفياً ، أخرج دانيال قطعة الجليد التي غُرست في كتفه الأيسر سابقاً . لحسن الحظ لم تترك إصابةً كبيرة . أخرج ضمادة و لفها عبر المكان بسرعة . نظر عبر البخار بعينيه المعززتين إلى خصمه الذي كان متجمداً بذهول ، رفع سلاحه الناري ، و أطلق طلقتين أسفل أقدامه . في نفس الوقت ، إقترب بسرعة و عزز أطرافه بعدة شحنات .

 

 

بدأ بالتحرك .

بعد نصف ساعة ، هدأ باتريك و إستعاد حالته . لكن ليس بالكامل . كان وجهه متعباً و تشكلّت هالات تحت عينيه و كأنه لم ينم منذ فترة .

 

” هل يمكنك تتبع الهالات ؟ ” سأل دانيال السؤال الأهم .’إذا تمكّنا من تتبع إحدى هذه الهالات ، فستتم المهمة . حينها سنوفر قدراً كبيراً من الوقت .’

أثناء ركضه بين البخار مختفياً ، أخرج دانيال قطعة الجليد التي غُرست في كتفه الأيسر سابقاً . لحسن الحظ لم تترك إصابةً كبيرة . أخرج ضمادة و لفها عبر المكان بسرعة . نظر عبر البخار بعينيه المعززتين إلى خصمه الذي كان متجمداً بذهول ، رفع سلاحه الناري ، و أطلق طلقتين أسفل أقدامه . في نفس الوقت ، إقترب بسرعة و عزز أطرافه بعدة شحنات .

 

 

 

” ووش ! ووش ! ”

 

 

 

قذف دانيال بسلاحه الناري عالياً في الجو ، و ركض حتى وصل إلى الزومبي . رفع قبضته التي عززها بشحنات البرق ، و لكم بإتجاهه .

‘بالطبع ، نصف هذا الوقت قد ذهب في تدريب نفسي بالطريق . لأنني لم أستخدم قطار النجم الأسود . والذي جعلني أصبح قوياً…لكن هل كان هذا يكفي بعد ؟’

 

‘علي التوفير الآن ، لم يتبقى لي سوى 15% من المانا خاصتي . من 60% أنفقت 45% على قائمة ومضة البرق و الحماية من آثارها .’

” بانغ ! ”

 

 

 

تحرك جسد اللاميت بنفس سرعة دانيال ، و بطريقة آلية تصدى للكمته . لم يصدق دانيال ذلك ، و أرسل عدة لكمات معززة أخرى . رغم ذلك ، عزز اللاميت جسده بطبقة رقيقة من اللهب و تصدى لها بتواز .

” هووه…” أطلق نفساً ثم تحرك .

 

 

” بام ! بام ! بانغ !! ”

 

 

 

بدأ دانيال بتبادل اللكمات و الركلات معه بسرعة غير مرئية .

” ووش ! “” بزززز !!! ”

 

 

” يارجل ! أنا معززٌ بالبرق ، كيف بإمكانه تحمل ضرباتي ؟” عبس دانيال ، و لم يسعه سوى الثناء على مدى قوة جسد خصمه داخلياً .

 

 

‘كونه قد إستنفذ المانا لديه فهذا يوضح مقدار الجهد الذي بذله .’

‘ باتريك ، هل إكتشفت شيئاً ما ؟ ‘

 

 

 

‘ أنا على أعمل ذلك ! إنتظر قليلاً فحسب .‘

 

 

 

لم يسأل دانيال أكثر ، و أشعل المزيد من قوة علامته السحرية حتى شعر بأنها تغطي وجهه و ظهره بالكامل تقريباً . إرتفع شيءٌ ما من ظهره و حرّك أطرافه الإضافية .

 

 

فكرت دانيال قليلاً و هز رأسه .” لا حاجة ، إذا لم يستطع باتريك إيجادهم ، فسنجري مسحاً شاملاً للمنطقة معاً . هذا آمن أكثر ، نحن لا نعلم نوع الأخطار الموجودة في الغابة أيضاً . بعد كُل شيء ، لأن يختفي ثلاثة معززين في الرتبة الثالثة فجأة بهذه الطريقة ، فهذا سببٌ إضافي لنا لأن نحذر أكثر .”

” سووش…سووش…سووش…!!”

 

 

 

ظهرت ست قوائمٍ جليدية في مجال بصره ، تحكم بها ثم غرسها في جسد اللاميت أمامه . تفاجئ الأخير و تصدى لها على عجل ، لكن دانيال إستغل هذه الفرصة للإمساك به بكلتا ذراعيه كمسند ثم دفع نفسه إلى السماء .

‘هاه ؟ وأنا الذي كُنت أتسائل عن سبب تركُّز الحرارة على رأسي .‘ ضحك دانيال بمرارة وفرك شعره .” تداعياتٌ طبيعية لعنصر البرق .”

 

 

” ووش ! ”

كان جسد اللاميت ممداً على الأرض بلا حراك ، إشتعلت ملابسه منذ وقت طويل ، و لم تتبقى سوى بضع بقع من القماش . تدفقت الدماء من رقبته ، و كانت عيناه مفتوحتين على مصرعيها . بدأ اللهب المشتعل على جسده بالتلاشي ببطء .

 

بعد خمس دقائق ، فُتحت البوابة من قبل رجلٍ ذُو أعين غريبة . والذي أصبح متفاجئاً بسرعة .

شدّ دانيال الحبل المائي الخفيف الذي كان ملفوفاً على إحدى أصابعه ، و الذي ربطه بسلاحه الناري الذي ألقاه في السماء سابقاً . في تلك اللحظة—

كان وجه باتريك يفقد لونه ببطء ، ظهرت الدوائر السحرية الزرقاء فوق رأسه بإستمرار و تفككت في كُل مرة . تساقطت قطرات العرق على جبينه و صر على أسنانه .

 

نظر باتريك بين الجثة و بين دانيال ، و أعطاه نظرةً مريبة . كان تعبيره مندهشاً إلى حدٍ ما ، و قمع الإبتسامة على وجهه .

” روووااااار !! ”

 

 

” حسناً أبي ، ماذا تُريد ؟ ”

دوى صوت زئيرٍ وحشي مرتفع ، وإنطلقت طلقة أرجوانية من رأس ‘ العدالة التي لا تفنى ‘ . كانت على هيئة أسدٍ ذو فك كبير بدت كـ كيلين هائج مصنوع من البرق . رفع اللاميت رأسه ، و تشكلت عدة دوائر سحرية نارية أمامه .

” مع مثل هذه الجثة الكاملة ، لا حاجة إلى أن أفعل شيئاَ . والدي شخصياً سيجري عرافة عنه .”

 

 

” [ الرصاصة الثالثة – الزئير الملكي ] !” غمغم دانيال و إبتعد بسرعة ، أرجع السلاح إلى يده عبر الخيط المائي المربوط به ، ثم رماه مرةً أخرى .

 

 

كان إيون مستلقياً على الأرض ناشراً أطرافه بكسل .

” بووم !!”” كراككك !!!! ”

” همم ؟ لكن هذا—”

 

” تمكّنت من الوصول إلى موقع الهالة الرابعة ؛ والتي لم تغادر نطاقي بعد . لكن توجد مشكلةٌ صغيرة ، وهي أنه يبدو لي أنه في الرتبة الرابعة لأن هالته شديدة…”

إنفجرت طلقة العدالة التي لا تفنى ، و تحطمت الدوائر سحرية أمام اللاميت . كانت الصدمة الكهربائية عاليةً جداً و أصدرت أصواتاً رعدية كتحطم مئات القوارير الزجاجية بينما أشعل ضوءها المعمي المنطقة المحيطة . حفرت أقدام اللاميت الأرض ، أثناء محاولته للتعامل مع صدمات البرق الشديدة .

” ووش—! ”

 

” اللعنة…”

‘ واو ، باتريك دعمك رائع جداً ! هل إكتشفت شيئاً ما الآن ؟ ‘

” لا ، كان هذا للربع فحسب .” صححه دانيال .

 

لم يسأل دانيال أكثر ، و أشعل المزيد من قوة علامته السحرية حتى شعر بأنها تغطي وجهه و ظهره بالكامل تقريباً . إرتفع شيءٌ ما من ظهره و حرّك أطرافه الإضافية .

‘ خلف رقبته ! إستهدف المنطقة التي تقع خلف رقبته ، إنها—‘

 

 

 

لم ينتظر دانيال باقي إجابة باتريك ، عزز جسده بالبرق مرةً أخرى . و تحرك بومضة ، كان اللاميت لايزال يتصدى لموجات البرق الصادرة من الطلقة . إستغل هذه الفرصة ، و أطلقت عدة هجمات مزيفة بقوائمه المائية .

 

 

” بام ! بام ! بانغ !! ”

” ووش ! ”

 

 

 

فور إقترابها من المنطقة خلف ظهره ، تبخرت القوائم المائية . و ظهرت دائرة سحرية مزدوجة خلف ظهره . كان من الجيد أنه قد إستخدم قوائماً مائية بدلاً من جليدية لجس النبض .

 

 

‘ أنا على أعمل ذلك ! إنتظر قليلاً فحسب .‘

‘ كما توقعت…‘ نظر دانيال بهدوء إلى هذا المشهد ، و إستردد الخيط المائي الذي ربطه بالعدالة التي لا تفنى ببطء محركاً إياه من الأرض . رغم ذلك ، تحرك اللاميت بسرعة و إنقض على السلاح كالوحش فور إنتهاءه من التعامل مع الطلقة .

” بووم !!”” كراككك !!!! ”

 

 

‘ فرصة ! ‘

بسماع تحليله ، صمت دانيال حتى يفكر قليلاً .

 

” مع مثل هذه الجثة الكاملة ، لا حاجة إلى أن أفعل شيئاَ . والدي شخصياً سيجري عرافة عنه .”

سحب دانيال جميع شحنات البرق من نواته ، و جمعها حول ذراعه . إختفى من مكانه و ظهر خلف ظهره بومضة . شكّل كفاً و مزقت بإتجاه رقبته !

 

 

كانت العرافة نوعاً من أسحار البصيرة ، والذي بحث في الأمور . و تخصص في التحقيق و ‘الكشف ‘شكلٍ عام . كانت قدراته الأساسية ، هي ربط الأمور و إعطاء فكرةٍ تقريبية بناءاً على ‘المعطيات ‘الموجودة لدى مُستخدم السحر — ما يعني أنها كانت محاكاةً على مستوىً متقدم .

” ووش ! “” بزززز !!! ”

‘ باتريك ، هل إكتشفت شيئاً ما ؟ ‘

 

كان سبب قدوم باتريك مع إيون و دانيال بالذات ، هو لأنهما بحاجةٍ إلى قوة العرافة خاصته . حيث أنها مناسبة لمثل هذه الأمور ، لأن محفى المهمة هو البحث عن الثلاث تلامذة المفقودين .

تصادم كفه مع الدائرة السحرية التي قد ظهرت فجأة ، و بدأت بالتعارض . ضيق دانيال عينيه حتى أصبحتا كالشقوق . كانت الأضواء و الشرر الصادرة من تصادم البرق و اللهب عاليين للغاية كعرضٍ ألعابٍ نارية ، شعر دانيال بأنه سيُعمى في أي لحظة . و حتى القناع لم يكد يحميه من تأثير كُل هذا الشرر الكهربائي .

جلس إيون على الفور . أخرج خمس بلورات و وضعها على كفه الأيمن ، أغمض عينيه و بدأ بإمتصاصها .

 

 

” كاتشا !! ”

 

 

 

حطم دانيال الدائرة السحرية بصعوبة ، و تجاهل الألم الحارق في جسده ، ممزقاً جذع اللاميت الخاص حتى كاد رأسه أن يسقط .

أومأ باتريك و قال.” لنذهب بسرعة ، ربما قد يهرب ! ”

 

كانت هذه مدرسةً مشهورة في القارة .

” بززز…!! ”

أعطى دانيال و باتريك تذمرات إيون أذناً صماء ، و ركزا على إعادة ملئ المانا خاصتهم . بعد 15 دقيقة ، كان دانيال قد ملئ نواته بنسبة 60% و الذي كان كافياً .

 

أومأ دانيال وإيون رداً على ذلك ، ستكون مشكلةً إذا أصيب أثناء عرافته .فجأة بدأت هالة باتريك بالإرتفاع ، تشكلّت دائرةٌ سحرية في وسط حاجبيه . و تدفقت المانا حوله بسرعة .

توقفت شحنات البرق عن الطقطقة حول ذراعه ، و تراجعت بسرعة عدة أمتار للخلف أثناء النظر إلى اللاميت بحذر .

ضحك دانيال ، ومدد جسده قليلاً .” إيون ، ألست جباناً جداً ؟ ليس الأمر و كأنك ستموت .”

 

 

…إنتهى مخزون المانا الخاص بدانيال تقريباً .

ربت باتريك على صدره وقال بثقة .

 

كانت ‘نقاط المساهمة ‘هي العُملة الأساسية لجميع المنتمين إلى محكمة الحقيقة . كانت طريقة كسبها بسيطة ، فقط عبر تأدية بعض المهام…كان هذا مزعجاً و متعباً لشخصٍ مثل دانيال . الذي أحب فعل ما يريد فحسب .

كان جسد اللاميت ممداً على الأرض بلا حراك ، إشتعلت ملابسه منذ وقت طويل ، و لم تتبقى سوى بضع بقع من القماش . تدفقت الدماء من رقبته ، و كانت عيناه مفتوحتين على مصرعيها . بدأ اللهب المشتعل على جسده بالتلاشي ببطء .

إرتعش تعبير الرائد للحظة ، لكنه أبقى إبتسامةً وقحة على وجهه دون الرد .

 

 

” اللعنة ! هذا مؤلم .” شعر دانيال بأنه قطعة خبزٍ قد خرجت من فرن . دبت الحرارة الشديدة في جسده ، و تحرك الدم في جسده بسرعة .

” يارجل ! أنا معززٌ بالبرق ، كيف بإمكانه تحمل ضرباتي ؟” عبس دانيال ، و لم يسعه سوى الثناء على مدى قوة جسد خصمه داخلياً .

 

 

من بعيد ، سار باتريك إليه . حتى وصل .

سحب دانيال المزيد من المانا ، و بدأ بتكثيف كرة برقٍ صغيرة على راحة ذراعي .

 

كان وجه باتريك يفقد لونه ببطء ، ظهرت الدوائر السحرية الزرقاء فوق رأسه بإستمرار و تفككت في كُل مرة . تساقطت قطرات العرق على جبينه و صر على أسنانه .

‘ لا تأتي ، موته غير مؤكد بعد ! ‘ تحدث دانيال عبر السوار منبهاً إياه . لكّن باتريك قد لوح بيده و صرخ :” لاتقلق ، لقد تأكدت بأساليبي بأنه ميت تماماً .”

 

 

 

” إذا كان الأمر كذلك…” لم يخفض دانيال حذره . كان الإرهاق الشديد يغزو جسده مما دفعه إلى الجلوس ، لم يرد أكثر من قيلولة الآن .

” بززز…!! ”

 

 

‘اللعنة على المهام و النقاط ! ‘ تذكر دانيال فجأة ، أنه لم يسأل عن مكافآة هذه المهمة بعد .

 

 

 

‘سأرفع قضيةً على الرائد زيكلر في حال لم تكن مكافآة مرضية .’

” ششششش ! ”

 

 

” واه…ماخطب الدخان فوق رأسك ؟ ”

 

 

في صباح اليوم التالي ، كان كلاً من دانيال و إيون في الطابق التدريبي .توهجت الشاشة الكبيرة أعلى القاعة بتاريخ اليوم ، والذي كان : 9989/1/7 ق.ج ، الساعة : 6:38 صباحاً .

‘هاه ؟ وأنا الذي كُنت أتسائل عن سبب تركُّز الحرارة على رأسي .‘ ضحك دانيال بمرارة وفرك شعره .” تداعياتٌ طبيعية لعنصر البرق .”

 

 

 

نظر باتريك بين الجثة و بين دانيال ، و أعطاه نظرةً مريبة . كان تعبيره مندهشاً إلى حدٍ ما ، و قمع الإبتسامة على وجهه .

” ووش ! ”

 

 

” ما خطب تعبيرك هذا ؟ أشعر فجأةً بالرغبة في ضربك . ”

 

 

” هل بإمكانك تقديم الدعم ؟ ”

“لا الأمر فقط أنه…” أجاب باتريك بعد التوقف للحظة :” حتى لو كان لاميت لا يملك كل قوته السابقة ، فبهذا العمر و هذه الرتبة لقد تمكّنت من هزيمة زومبي يبدو أنه في الرتبة الرابعة المبكرة ! هذا مدعاةٌ للفخر . بهذا الإنجاز ستممكن من الترقي إلى الفرقة الأولى قريباً ، لا تقلق سأبلغ عن هذا .”

 

 

 

” لا ، إنه ليس بـ لاميت. هذا مستحيل.”

” لا لا تفعل ذلك ! ”

 

كان إيون يرتدي رداءاً تدريباً كالذي يرتديه دانيال ، كان خفيفاً وبلونٍ رمادي . تمكن هذا القماش من إمتصاص الضربات ، و كان مناسباً للغاية للتدريب. مُشِّط شعر إيون الأشقر للخلف ، و كانت ربطة رأسه الكبيرة لاتزال موجودة فوق رأسه .

” هاه ؟ ”

‘البرق ليس بعنصرٍ جيد .’

 

” إنتظروني لبعض الوقت ، و رجاءاً لاتقاطعوني لأي سبب .”

نظر دانيال إلى الجثة أمامه و قال مجدداً .” إنه ليس لاميت و لا زومبي…” لم يفكر بالأمر سوى الآن ، لكن مواصفات هذا الشيء…ألم تبدو مثل الذي قاتله سابقاً بالقرب من غابة لحن الحلم في المهمة رفقة الرائد ؟ ضيق دانيال نظره على جسده ، و أكدت تخمينه .

 

 

> كان هذا هو كاشف الهالة .

هذا الشيء لم يمت سوى الآن لأنه كان من قتله ؛ هو لم يكُن بلاميتٍ على الإطلاق !

سمع دانيال صوت إصطدامٍ بالرمال قبل أن يعم الهدوء . كان باتريك على الأرجح قد بدأ بإعادة ملئ الجريموري خاصته بالمانا خاصته أيضاً متجاهلاً الكلب الغاضب إيون .

 

 

‘أولم يستخدم سحراً منذ قليل ؟ لم أسمع من قبل ، بزومبي يستخدم سحر النار .’

” لا تقلق ، مدرسة سيف النهر المفترس تقع بالقرب من هنا ، إنها تبعد بـ200 ميل فحسب ! على الأكثر سنعود خلال أسبوع .”

 

 

تجاهل كلاهما هذه التفصيلة بلا وعي. في العادة، إقتصر اللاموتى على اصناف قليلة، لكنهم لم يتمكنوا من إستخدام العناصر العادية كما فعل هذا منذ قليل. ناهيك عن ذلك، كان تحكمه بسحره ضعيفاً، وإلا لإستطاع وبقوة الرتبة الرابعة من إنهاء داينال بتعويذة واحدة. ودانيال ولرؤيته لذلك قرر تغيير الخطة من “التأخير حتى وصول سيد السيف” إلى “قتل اللاميت”.

كان لدانيال مغامراته الخاصة، وترسانته أيضاً!

 

” مهمة ؟ ”

” هل بإمكانك إجراء عرافة عنه ؟ ”

 

 

 

” مع مثل هذه الجثة الكاملة ، لا حاجة إلى أن أفعل شيئاَ . والدي شخصياً سيجري عرافة عنه .”

 

 

أمسك بذراع باتريك سريعاً ، و قذف به إلى السماء . لم يتأخر هو الآخر ، عزز قدميه بالبرق و قفز عدة أمتار عالياً .

” هل الأمر كذلك ؟ أعتقد أن علينا تجهيز تقرير أولاً-”

 

 

واصل كلاهما القتال هكذا لمدةٍ وجيزة ، لكن فجأة ، حدث تدخلٌ مفاجئ .

لم يكمل دانيال كلامه . لِلَحظة ، شعر بأنه قد رأى حافة خيط مشتعلة ، تقفز من ظهر اللاميت . كان ذلك عندما—

نظر دانيال إلى الجثة أمامه و قال مجدداً .” إنه ليس لاميت و لا زومبي…” لم يفكر بالأمر سوى الآن ، لكن مواصفات هذا الشيء…ألم تبدو مثل الذي قاتله سابقاً بالقرب من غابة لحن الحلم في المهمة رفقة الرائد ؟ ضيق دانيال نظره على جسده ، و أكدت تخمينه .

 

في الواقع ، كان التدريب هُنا في القاعة مكلفاً للنقاط . لكن توجب على جميع منفذي القانون فعل ذلك كُل يوم .

” باتريك !! ”

 

 

 

” بووووم !! ”

‘ لا تأتي ، موته غير مؤكد بعد ! ‘ تحدث دانيال عبر السوار منبهاً إياه . لكّن باتريك قد لوح بيده و صرخ :” لاتقلق ، لقد تأكدت بأساليبي بأنه ميت تماماً .”

 

” وقعت الجريمة منذ ثلاثة أيام ، كان الطلاب…” بدأ كارغ بالتحدث بتعبيرٍ قاتم ، و وصف لنا ماحصل .

إنفجرت جثة اللاميت في كرة نارٍ عملاقة .

 

‘لا ، هو لم ينم منذ فترة حقاً . جميعنا كذلك .’

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط