Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

دفاع الخنادق 503

الفصل 503 - الحارس (15)

الفصل 503 - الحارس (15)

الفصل 503 – الحارس (15)

شاهدت الأزهار وهي تسقط في اتجاه غير معلوم.

مضت السنوات.

شعرت بالطاقة السحرية المتبقية في جسدها تنفد تدريجيًا. كان وجودها يتلاشى. أرادت بارباتوس أن تراه قبل أن تسيل دموعها على هذا الأرض. أرادت أن تظهر نفسها لدانتاليان.

ومنذ 75 عامًا.

“دانتاليان…”

لم تتغير رحلة بارباتوس.

0

ولكن عندما كانت تمر عبر المدن، كانت تتوقف عند مختلف الورش الحرفية. والمتاجر للفنية. وورش النحت. ومصانع الآلات الموسيقية. كانت تزور استوديوهات الفنانين والحرفيين وتقول لهم:

غادرت المرأة وأُغلق الباب.

“أنا آسفة، ولكن هل رأيتم من قبل رجلًا…”

“حسنًا، شكرًا لكم على الاستماع.”

“كئيبًا ومظلمًا؟”

“…رجل تليق به الألوان الداكنة؟”

“وغير محظوظ، وعيناه كائيبتان بلا داعٍ؟”

– لكن لماذا لا يرد على صوتها؟

“يبدو كما لو كان يحمل على عاتقه كل البؤس والمعاناة في هذا العالم…”

نظرت إلى زهرة الكرز الواحدة التي سقطت على راحة يدها، وابتسمت ابتسامة خفيفة.

“لا، ليس متجهمًا تمامًا.”

“……”

“هذا الرجل يضحك أحيانًا بطريقته الخاصة.”

0

لقد كان موجودًا بلا شك.

0

“وكثيرًا ما يلقي نكاتٍ سخيفة.”

ارتدت بارباتوس رداءها وواصلت السير مرة أخرى. تركت آثار أقدامها على الثلج في المكان الذي خطت فيه. سيختفي الأثر عندما تسقط الثلوج مرة أخرى، لكن حتى ذلك الحين سيظل واضحًا. وهي تثق بهذا الأثر المؤقت، واصلت بارباتوس مسيرتها.

“إنه مجرد لص، يستمتع بإزعاج الآخرين.”

لم يفهم معظم أصحاب الورش شيئًا. كانوا يسألون دائمًا عن الرجل الذي كانت تبحث عنه. فتبتسم بارباتوس بخجل وتجيب:

“…لكن هذه مجرد طريقته الخاصة في التواصل.”

جلست مكانها وانهمرت دموعها طوال الليل.

كان من الصعب التعبير عنها بشكل دقيق.

لهذا السبب البسيط فقط، زارت بارباتوس مئات الجزر.

كلما حاولت بارباتوس وصف دانتاليان للمالكين الحرفيين، كلما حاولت شرحه، كلما عجزت عن إكمال كلامها. لقد فهمت بارباتوس دانتاليان بشكل أعمق مما ينبغي.

فكرت بارباتوس وهي تنظر إلى خريطة المخطوطات القديمة المهترئة.

هذا الفهم المفرط كان يعيق شرحها. على سبيل المثال، كم من الشروط الفيزيائية والوصف المطلوب لوصف شخص عادي يفتح الباب ويمر عبره ببساطة؟

ربما هذا المبرر سيكفي للبشر.

يجب عليه اختراق مقاومة الهواء للتقدم. كان عليه أن يهبط بأمان على الأرض التي تدور حول الشمس بسرعة 30 كيلومترًا في الثانية. لو هبط قبل أو بعد جزء من الثانية، لكانت الأرضية قد ابتعدت عنه بضع كيلومترات في لحظة.

شعرت بالطاقة السحرية المتبقية في جسدها تنفد تدريجيًا. كان وجودها يتلاشى. أرادت بارباتوس أن تراه قبل أن تسيل دموعها على هذا الأرض. أرادت أن تظهر نفسها لدانتاليان.

بل إن الأرضية نفسها لم تكن صلبة حتى. المشي عليها كان كالخطو في سرب من الذباب تقريبًا.

نظرت إلى زهرة الكرز الواحدة التي سقطت على راحة يدها، وابتسمت ابتسامة خفيفة.

اضطر للمغامرة وخطا خطوة. فاصطدم ذبابة من السرب به. في الخطوة التالية رفعته ذبابة أخرى إلى الأعلى. وهكذا سقط كثيرًا، ودفعته الذباب في كل مرة.

لا يزال هناك وقت.

من سلسلة من الظروف الغريبة المتراكمة، التي هي تجمع للصدفة والصدف… خطا رجلٌ وفتح الباب. من أين أبدأ؟ كيف أصف “دانتاليان” هذا الرجل؟ كيف أوضحه إيماءة واحدة؟

وفي النهاية كان هناك منزل ضخم.

(مش فهمت أي حاجه لذا لا تشغلوا بالكم)

كانت الفتاة تريد أن تلتقي بهذا الرجل.

“أي رجل؟”

غادرت المرأة وأُغلق الباب.

لم يفهم معظم أصحاب الورش شيئًا. كانوا يسألون دائمًا عن الرجل الذي كانت تبحث عنه. فتبتسم بارباتوس بخجل وتجيب:

“نعم، أتساءل إن كنت لم تره من قبل.”

“…رجل يبتسم حتى عندما يكون حزينًا.”

“…”

لم تعد قادرة على الشرح.

فتحت بارباتوس عينيها.

“رجل تليق به الألوان الداكنة.”

رأت بارباتوس شخصًا ملفحًا برداء أسود.

كان  هذا رجلاً غريباً.

في بدايات رحلتها، كانت تتسلل وتطل على كل منزل في المدينة. لكنها اكتسبت الآن الخبرة، فأصبحت تزور الورش الحرفية أولاً. ولم تنس التجول في الحانات ومصانع الجعة أيضًا. إذ كان دانتاليان فإنه سيزور المصانع بشكل دوري بلا شك ليأخذ ما فيها.

أحبت بارباتوس هذا الرجل.

ولكن للتأكد.

“لا أعرف.”

تعرضت بارباتوس أحيانًا لهجمات من قطعان الذئاب في الأراضي الجليدية، وجُرحت بشدة في جميع أنحاء جسدها. لوحت بسيفها دفاعاً عن النفس، لكن كان من الصعب التعامل مع القطيع الضخم دفعة واحدة. سقط دمها الأحمر الباهت على الثلج الأبيض.

بعد أن استمعوا لشرح بارباتوس كاملًا، هز أصحاب الورش رؤوسهم دون استثناء. ليس أنهم لم يروه، لكنهم لا يعرفونه. كانت هناك معنيان في هذا الرد. لا يعرفون هذا الرجل. كما أنهم لا يفهمون ماذا تعني حقًا.

في بدايات رحلتها، كانت تتسلل وتطل على كل منزل في المدينة. لكنها اكتسبت الآن الخبرة، فأصبحت تزور الورش الحرفية أولاً. ولم تنس التجول في الحانات ومصانع الجعة أيضًا. إذ كان دانتاليان فإنه سيزور المصانع بشكل دوري بلا شك ليأخذ ما فيها.

“حسنًا، شكرًا لكم على الاستماع.”

لا تزال قادرة على الصمود قليلاً.

أحنت بارباتوس رأسها.

كان من الصعب التعبير عنها بشكل دقيق.

هناك من يفهم بكلمة واحدة، وهناك من لا يفهم حتى لو قالت الآلاف من الكلمات. عرفت بارباتوس ذلك جيدًا. وبما أن الأمر كذلك، غادرت بارباتوس دون خيبة أمل أو يأس إلى المدينة التالية.

“لا أعرف.”

مضت السنوات.

هزت بارباتوس كتفيها. لقد مرت 89 سنة، لكن لم تتغير عزيمتها. بل ازدادت حدة. فهمت بارباتوس دانتاليان أكثر من أي وقت مضى.

بعد 89 عامًا.

“كئيبًا ومظلمًا؟”

‘دانتاليان ليس لديه أي موهبة في الموسيقى.’

فتحت بارباتوس عينيها.

فكرت بارباتوس وهي تنظر إلى خريطة المخطوطات القديمة المهترئة.

جسد مشوه بشكل مروع بآثار الحروق الحمراء والبنفسجية.

لقد زارت إمبراطورية أناتوليا بأكملها الآن. وللتأكد، فحصت كل قرية على الجزر أيضًا. لكن من الصعب الاستمرار في هواية في مكان نائي للغاية. كان احتمال بقائه في قرية جزيرة نائية منخفضًا.

“انتظر قليلًا… سأضربك بين خصيتيك أيها الوغد!”

ولكن للتأكد.

اضطر للمغامرة وخطا خطوة. فاصطدم ذبابة من السرب به. في الخطوة التالية رفعته ذبابة أخرى إلى الأعلى. وهكذا سقط كثيرًا، ودفعته الذباب في كل مرة.

لهذا السبب البسيط فقط، زارت بارباتوس مئات الجزر.

ولكن عندما كانت تمر عبر المدن، كانت تتوقف عند مختلف الورش الحرفية. والمتاجر للفنية. وورش النحت. ومصانع الآلات الموسيقية. كانت تزور استوديوهات الفنانين والحرفيين وتقول لهم:

‘من غير المرجح أن يستغرق في الموسيقى. والأغاني كذلك. ربما الرسم أو النحت…… أهمم. قد يكون قد انغمس في كليهما.’

كذبة.

هزت بارباتوس كتفيها. لقد مرت 89 سنة، لكن لم تتغير عزيمتها. بل ازدادت حدة. فهمت بارباتوس دانتاليان أكثر من أي وقت مضى.

0

وكلما فهمته أكثر، عرفت بارباتوس نفسها أيضًا.

“لحسن الحظ أنه لم يمت…”

مثل الغواص الذي يدخل البحر العميق وينظر إلى أعماقه، ويرى في نفس الوقت حدوده. بالضبط كذلك نظرت بارباتوس إلى دانتاليان، وأدركت أن صورتها انعكست فيه. شعرت بارباتوس وكأنها تغرق في المياه البحرية الباردة عندما فكرت فيه.

هزت بارباتوس كتفيها. لقد مرت 89 سنة، لكن لم تتغير عزيمتها. بل ازدادت حدة. فهمت بارباتوس دانتاليان أكثر من أي وقت مضى.

“……”

لحظة عابرة كالكذبة.

أسترخت بارباتوس بجانب شجرة كرز.

لم تتغير رحلة بارباتوس.

شاهدت الأزهار وهي تسقط في اتجاه غير معلوم.

كانت الفتاة تريد أن تلتقي بهذا الرجل.

ليس الوقت الذي يجري أو يندفع، ولكن عندما توقف صدى آلة التشيللو عن العزف لكنه مع ذلك يمدد بعض الوقت الإضافي. شعرت بارباتوس بمرور الوقت خلال جسدها وتباطؤه.

أحنت المرأة رأسها.

“نعم، لا بأس.”

“انتظر قليلًا… سأضربك بين خصيتيك أيها الوغد!”

فتحت بارباتوس عينيها.

أحنت المرأة رأسها.

نظرت إلى زهرة الكرز الواحدة التي سقطت على راحة يدها، وابتسمت ابتسامة خفيفة.

“لا أعرف.”

“لم أقطع سوى نصف الطريق حتى الآن.”

لا يزال هناك وقت.

مضت السنوات.

نظرت إلى زهرة الكرز الواحدة التي سقطت على راحة يدها، وابتسمت ابتسامة خفيفة.

بعد 120 عامًا.

“…لم يمت…”

غادرت بارباتوس إمبراطورية أناتوليا وجاءت إلى مملكة موسكو. على عكس أناتوليا التي تمتد فيها الصحراء نحو الجنوب، كانت موسكو تمتد بلا حدود بأراضي جليدية كلما اتجهت نحو الشمال.

سألتها صاحبة متجر للفنون بحذر:

في يوم شتاء. أدركت بارباتوس وهي تنظر إلى المنظر الأبيض الممتد حتى الأفق، أنها قد أهدرت رحلتها عبثًا. اعتقدت أن دانتاليان سيفضل بالتأكيد أحد الموقعين، الصحراء أو الأراضي الجليدية. كم كان تقديرها خاطئًا.

هذا الفهم المفرط كان يعيق شرحها. على سبيل المثال، كم من الشروط الفيزيائية والوصف المطلوب لوصف شخص عادي يفتح الباب ويمر عبره ببساطة؟

“… كنت غبية.”

لقد كذبت للتو.

دانتاليان يسكن الأراضي الجليدية بلا شك.

هناك من يفهم بكلمة واحدة، وهناك من لا يفهم حتى لو قالت الآلاف من الكلمات. عرفت بارباتوس ذلك جيدًا. وبما أن الأمر كذلك، غادرت بارباتوس دون خيبة أمل أو يأس إلى المدينة التالية.

الصحراء لا تناسبه إطلاقًا. كانت هناك الواحات. كان هناك رحالة الشمس المرحون. لم يكن دانتاليان يناسب أشعة الشمس الحارقة أبدًا، ولا الفتيات الراقصات بجانب الواحات.

مضت السنوات.

هنا.

لم يفهم معظم أصحاب الورش شيئًا. كانوا يسألون دائمًا عن الرجل الذي كانت تبحث عنه. فتبتسم بارباتوس بخجل وتجيب:

شعرت بارباتوس بذلك. دانتاليان هنا. ليس في أي مكان آخر، هنا تحديدًا.

لا تزال قادرة على الصمود قليلاً.

تعرضت بارباتوس أحيانًا لهجمات من قطعان الذئاب في الأراضي الجليدية، وجُرحت بشدة في جميع أنحاء جسدها. لوحت بسيفها دفاعاً عن النفس، لكن كان من الصعب التعامل مع القطيع الضخم دفعة واحدة. سقط دمها الأحمر الباهت على الثلج الأبيض.

ولكن للتأكد.

كانت أيامًا عديدة أيضًا تتعرض فيها لهجمات من قبل اللصوص. عندما أدرك اللصوص أن بارباتوس مجرد فتاة صغيرة، ابتسموا ابتسامة شريرة. لكن بارباتوس كانت تلاقي ابتساماتهم بابتسامة، وخلعت معطفها الفراوي السميك لتكشف عن جسدها العاري.

“…لماذا تبحثِ عنه؟”

“تفضلوا.”

كان  هذا رجلاً غريباً.

بدت وجوه اللصوص متجهمة.

“آه حقًا؟ إذن متى سأجده؟…”

“اغتصبوني إذا أردتم.”

وهي تكبح التوسلات التي كادت تنطلق من شفتيها، همست بارباتوس اسم دانتاليان مرارًا وتكرارًا. ربما كان دانتاليان قد مات بالفعل. شعرت أن كل شيء سينهار إذا نطقت بذلك بصوت عالٍ.

جسد مشوه بشكل مروع بآثار الحروق الحمراء والبنفسجية.

ربما هذا المبرر سيكفي للبشر.

لم يكن لحمها سوى كتل ملتوية، سيشمئز المرء لمجرد النظر إليها. حتى مرضى الجذام* لديهم بشرة أقل تشوهًا من هذه. تقيأ اللصوص الذين لم يروا امرأة لعدة أشهر عندما رأوا جسد بارباتوس.

أظهرت بارباتوس طبيعتها البريئة، وراقبت بحذر تصرفات المرأة. كانت المرأة تفكر. لم يدم ترددها سوى ثانية واحدة، ربما أقل من ذلك، لكن بارباتوس شعرت به بوضوح شديد.

لم يأخذ اللصوص حتى المال، وقالوا إنهم تجنبوها خوفًا من نقل العدوى أو اللعنة. ضحكت بارباتوس عندما رأتهم يفرون بأذنابهم بين أرجلهم. غسلها النسيم البارد في الشتاء.

“…”

“أيها الأحمق دانتاليان!”

0

في وسط الأراضي الجليدية.

0

فتحت بارباتوس ذراعيها عاريتين.

لم تكن مهلة المئتي عام الممنوحة لدانتاليان هي كل ما أٌعطي له فحسب.

“انتظر قليلًا… سأضربك بين خصيتيك أيها الوغد!”

جلست مكانها وانهمرت دموعها طوال الليل.

دوت صرختها المدوية عبر السهول الشاسعة المغطاة بالثلج. لكن بارباتوس لم تتخلص من غضبها، فصرخت مرة أخرى بصوت جهوري. آآآآه، آآآآه، كانت صيحات عديمة المعنى والشكل تندفع بلا توقف منها.

“… آه، أوخ… أيها الوغد…”

“……”

رجلاً يبتسم ابتسامة حزينة.

أطرقت بارباتوس رأسها.

مضت السنوات.

توقف الصدى المتواصل تدريجيًا. لم يعد هناك أي صوت في الأراضي الجليدية. لا، بالأحرى لم يكن هناك صوت ضجيج كافٍ لتستوعبه الأراضي الجليدية.

“لحسن الحظ أنه لم يمت…”

“… أوخ…”

في وسط الأراضي الجليدية.

كان هناك صوتٌ ضعيف لدرجة أنه لم يكد يُسمع.

أظهرت بارباتوس طبيعتها البريئة، وراقبت بحذر تصرفات المرأة. كانت المرأة تفكر. لم يدم ترددها سوى ثانية واحدة، ربما أقل من ذلك، لكن بارباتوس شعرت به بوضوح شديد.

بدلاً من الصوت، سقطت قطرات من المياه الساخنة على الثلج واحدة تلو الأخرى. ارتجفت ذراعا بارباتوس. وارتجف كتفاها. عضت على أسنانها بقوة، لكن شفتيها لم يتوقفا عن الارتعاش. انهارت السدود التي كانت تحتجزها لأكثر من مئة عام.

0

“آه… أوه، آآه…”

كانت أيامًا عديدة أيضًا تتعرض فيها لهجمات من قبل اللصوص. عندما أدرك اللصوص أن بارباتوس مجرد فتاة صغيرة، ابتسموا ابتسامة شريرة. لكن بارباتوس كانت تلاقي ابتساماتهم بابتسامة، وخلعت معطفها الفراوي السميك لتكشف عن جسدها العاري.

دانتاليان.

0

“حقًا…لا أصدق…أوخ…”

لاحظت حواسها المرهفة التلميح في كلمات المرأة. نبرة صوتها. نظراتها التي تلقيها نحوها. تنبهت بارباتوس لكل هذه الإشارات. لكنها لم تنفعل. حدث هذا 64 مرة من قبل. وكانت المحصلة سلبية في كل مرة.

دانتاليان.

سألتها صاحبة متجر للفنون بحذر:

“… آه، أوخ… أيها الوغد…”

وفي النهاية كان هناك منزل ضخم.

سالت الدموع.

في وسط الأراضي الجليدية.

عانقت بارباتوس ذراعيها. خرجت أنفاسها البيضاء من بين شفتيها بإيقاع متقطع. كان هذا المكان باردًا جدًا. مع مرور السنين، تآكل هذا الجسد البائس شيئًا فشيئًا.

“أنا آسفة، ولكن هل رأيتم من قبل رجلًا…”

لم تكن مهلة المئتي عام الممنوحة لدانتاليان هي كل ما أٌعطي له فحسب.

في اليوم التالي، انطلقت المرأة بعربة متجهة إلى مكان ما.

بارباتوس أيضًا، لم يُمنح لها سوى مئتي عام على أقصى تقدير.

طرقت المرأة الباب، وبعد لحظة خرج شخص ما. اختبأت بارباتوس خلف شجرة وحدقت عبر فتحة الباب من بعيد. حجبت المرأة الرؤية لكن من خلال حركاتها البسيطة، رأت بارباتوس لمحات من الشخص الآخر بين الفينة والأخرى.

شعرت بالطاقة السحرية المتبقية في جسدها تنفد تدريجيًا. كان وجودها يتلاشى. أرادت بارباتوس أن تراه قبل أن تسيل دموعها على هذا الأرض. أرادت أن تظهر نفسها لدانتاليان.

“لا، ليس لدي الكثير من الوقت. أنوي المغادرة غدًا.”

“دانتاليان…”

“آه… أوه، آآه…”

أظهر أمامي.

لذا، وجدته أخيرًا.

أسمعني صوتك.

“…لكن هذه مجرد طريقته الخاصة في التواصل.”

لكي لا تعود فكرة أنك ربما لقيت حتفك تدور في رأسي.

“آه… أوه، آآه…”

لكي لا أعاني بعد الآن من هذه الفكرة.

بعد 120 عامًا.

وهي تكبح التوسلات التي كادت تنطلق من شفتيها، همست بارباتوس اسم دانتاليان مرارًا وتكرارًا. ربما كان دانتاليان قد مات بالفعل. شعرت أن كل شيء سينهار إذا نطقت بذلك بصوت عالٍ.

0

سيظل على قيد الحياة.

بدلاً من الصوت، سقطت قطرات من المياه الساخنة على الثلج واحدة تلو الأخرى. ارتجفت ذراعا بارباتوس. وارتجف كتفاها. عضت على أسنانها بقوة، لكن شفتيها لم يتوقفا عن الارتعاش. انهارت السدود التي كانت تحتجزها لأكثر من مئة عام.

– لكن لماذا لا يظهر أمامها؟

مضت السنوات.

لن يموت بهذه البساطة.

لهذا السبب البسيط فقط، زارت بارباتوس مئات الجزر.

– لكن لماذا لا يرد على صوتها؟

“هذا الرجل يضحك أحيانًا بطريقته الخاصة.”

إذا لم أجده حتى يموت.

“لقد وجدته…”

وإذا لم أجد دانتاليان حتى أموت.

لاحظت حواسها المرهفة التلميح في كلمات المرأة. نبرة صوتها. نظراتها التي تلقيها نحوها. تنبهت بارباتوس لكل هذه الإشارات. لكنها لم تنفعل. حدث هذا 64 مرة من قبل. وكانت المحصلة سلبية في كل مرة.

“…”

سيظل على قيد الحياة.

حدقت بارباتوس بعينين دامعتين إلى الأمام. كان غروب الشمس قد غطى الأراضي الجليدية بلونه الأحمر الوهاج. ومع ذلك نظرت بارباتوس مباشرة إلى الشمس بلا خوف.

0

لا يزال هناك وقت.

غادرت بارباتوس المتجر وهي واثقة. اختبأت على الفور في الزقاق المقابل. مكان ضيق وبارد كهذا يصلح للقطط فقط للتجول فيه. اختبأت بارباتوس هناك مستترة تحت أكوام القمامة.

لا تزال قادرة على الصمود قليلاً.

“وجدته…أخيرًا…”

ارتدت بارباتوس رداءها وواصلت السير مرة أخرى. تركت آثار أقدامها على الثلج في المكان الذي خطت فيه. سيختفي الأثر عندما تسقط الثلوج مرة أخرى، لكن حتى ذلك الحين سيظل واضحًا. وهي تثق بهذا الأثر المؤقت، واصلت بارباتوس مسيرتها.

0

مضت السنوات.

مضت السنوات.

“…رجل تليق به الألوان الداكنة؟”

دانتاليان.

“نعم، أتساءل إن كنت لم تره من قبل.”

الفصل 503 – الحارس (15)

وصلت بارباتوس إلى مدينة تُدعى نوفغورود.

وفي النهاية كان هناك منزل ضخم.

في بدايات رحلتها، كانت تتسلل وتطل على كل منزل في المدينة. لكنها اكتسبت الآن الخبرة، فأصبحت تزور الورش الحرفية أولاً. ولم تنس التجول في الحانات ومصانع الجعة أيضًا. إذ كان دانتاليان فإنه سيزور المصانع بشكل دوري بلا شك ليأخذ ما فيها.

“—”

سألتها صاحبة متجر للفنون بحذر:

أسترخت بارباتوس بجانب شجرة كرز.

“…لماذا تبحثِ عنه؟”

“أي رجل؟”

في تلك اللحظة.

مثل الغواص الذي يدخل البحر العميق وينظر إلى أعماقه، ويرى في نفس الوقت حدوده. بالضبط كذلك نظرت بارباتوس إلى دانتاليان، وأدركت أن صورتها انعكست فيه. شعرت بارباتوس وكأنها تغرق في المياه البحرية الباردة عندما فكرت فيه.

تضيقت عينا بارباتوس.

لقد زارت إمبراطورية أناتوليا بأكملها الآن. وللتأكد، فحصت كل قرية على الجزر أيضًا. لكن من الصعب الاستمرار في هواية في مكان نائي للغاية. كان احتمال بقائه في قرية جزيرة نائية منخفضًا.

لاحظت حواسها المرهفة التلميح في كلمات المرأة. نبرة صوتها. نظراتها التي تلقيها نحوها. تنبهت بارباتوس لكل هذه الإشارات. لكنها لم تنفعل. حدث هذا 64 مرة من قبل. وكانت المحصلة سلبية في كل مرة.

‘دانتاليان ليس لديه أي موهبة في الموسيقى.’

ابتسمت بارباتوس ابتسامة محرجة متظاهرة:

لقد كان موجودًا بلا شك.

“كان لدينا شيء مستعار من زمن بعيد.”

ارتدت بارباتوس رداءها وواصلت السير مرة أخرى. تركت آثار أقدامها على الثلج في المكان الذي خطت فيه. سيختفي الأثر عندما تسقط الثلوج مرة أخرى، لكن حتى ذلك الحين سيظل واضحًا. وهي تثق بهذا الأثر المؤقت، واصلت بارباتوس مسيرتها.

“ليس أنا، لكن أحد أجدادي هو من أخذه. وقد انتقل في العائلة من جيل إلى جيل. لقد أوصاني والدي بإعادته إلى صاحبه الأصلي بأي طريقة قبل وفاته، لذا أنا الآن في رحلة للبحث عنه.”

“آه… أوه، آآه…”

ربما هذا المبرر سيكفي للبشر.

“لحسن الحظ أنه لم يمت…”

أظهرت بارباتوس طبيعتها البريئة، وراقبت بحذر تصرفات المرأة. كانت المرأة تفكر. لم يدم ترددها سوى ثانية واحدة، ربما أقل من ذلك، لكن بارباتوس شعرت به بوضوح شديد.

غادرت بارباتوس إمبراطورية أناتوليا وجاءت إلى مملكة موسكو. على عكس أناتوليا التي تمتد فيها الصحراء نحو الجنوب، كانت موسكو تمتد بلا حدود بأراضي جليدية كلما اتجهت نحو الشمال.

أحنت المرأة رأسها.

“نعم، لا بأس.”

“آسفة، لم يأت مثل هذا الزائر إلى متجرنا من قبل.”

0

كذبة.

جسد مشوه بشكل مروع بآثار الحروق الحمراء والبنفسجية.

“آه حقًا؟ إذن متى سأجده؟…”

الفصل 503 – الحارس (15)

“هل تنوين البقاء في هذه المدينة؟ سأسأل الزبائن الآخرين أيضًا.”

فكرت بارباتوس وهي تنظر إلى خريطة المخطوطات القديمة المهترئة.

“لا، ليس لدي الكثير من الوقت. أنوي المغادرة غدًا.”

في وسط الأراضي الجليدية.

لقد كذبت للتو.

– لكن لماذا لا يظهر أمامها؟

غادرت بارباتوس المتجر وهي واثقة. اختبأت على الفور في الزقاق المقابل. مكان ضيق وبارد كهذا يصلح للقطط فقط للتجول فيه. اختبأت بارباتوس هناك مستترة تحت أكوام القمامة.

لم يكن لحمها سوى كتل ملتوية، سيشمئز المرء لمجرد النظر إليها. حتى مرضى الجذام* لديهم بشرة أقل تشوهًا من هذه. تقيأ اللصوص الذين لم يروا امرأة لعدة أشهر عندما رأوا جسد بارباتوس.

في اليوم التالي، انطلقت المرأة بعربة متجهة إلى مكان ما.

بعد 120 عامًا.

“……”

“تفضلوا.”

تبعتها بارباتوس على مسافة معينة. عبرت الشوارع وخارج أسوار المدينة، وشيئًا فشيئًا انعطفت المرأة نحو ممر غابة كثيف الأشجار. ألتفتت المرأة إلى الخلف من حين لآخر، لكن لا بأس. لم تنحدر بارباتوس لدرجة أن تكتشف امرأة عادية تتبعها.

“لحسن الحظ أنه لم يمت…”

وفي النهاية كان هناك منزل ضخم.

تعرضت بارباتوس أحيانًا لهجمات من قطعان الذئاب في الأراضي الجليدية، وجُرحت بشدة في جميع أنحاء جسدها. لوحت بسيفها دفاعاً عن النفس، لكن كان من الصعب التعامل مع القطيع الضخم دفعة واحدة. سقط دمها الأحمر الباهت على الثلج الأبيض.

طرقت المرأة الباب، وبعد لحظة خرج شخص ما. اختبأت بارباتوس خلف شجرة وحدقت عبر فتحة الباب من بعيد. حجبت المرأة الرؤية لكن من خلال حركاتها البسيطة، رأت بارباتوس لمحات من الشخص الآخر بين الفينة والأخرى.

سالت الدموع.

وعندما انحنت المرأة بعمق.

هزت بارباتوس كتفيها. لقد مرت 89 سنة، لكن لم تتغير عزيمتها. بل ازدادت حدة. فهمت بارباتوس دانتاليان أكثر من أي وقت مضى.

“—”

رأت بارباتوس شخصًا ملفحًا برداء أسود.

رأت بارباتوس شخصًا ملفحًا برداء أسود.

في بدايات رحلتها، كانت تتسلل وتطل على كل منزل في المدينة. لكنها اكتسبت الآن الخبرة، فأصبحت تزور الورش الحرفية أولاً. ولم تنس التجول في الحانات ومصانع الجعة أيضًا. إذ كان دانتاليان فإنه سيزور المصانع بشكل دوري بلا شك ليأخذ ما فيها.

رجلاً يبتسم ابتسامة حزينة.

“وجدته…أخيرًا…”

ابتسامة تشبه شخصًا ما في ذاكرتها.

في تلك اللحظة.

“آه…”

تضيقت عينا بارباتوس.

لم تدم سوى لحظة قصيرة.

– لكن لماذا لا يرد على صوتها؟

غادرت المرأة وأُغلق الباب.

بدت وجوه اللصوص متجهمة.

لحظة عابرة كالكذبة.

“……”

عندما أفاقت، وجدت بارباتوس نفسها تبكي بصمت. لم تدر متى بدأت دموعها بالانهمار. لكنها لم تصدق أنها تبكي. لم تكن تعلم أن داخلها كان فيه كل هذا البكاء.

فتحت بارباتوس عينيها.

“وجدته…أخيرًا…”

مضت السنوات.

“لقد وجدته…”

أطرقت بارباتوس رأسها.

“…لم يمت…”

تعرضت بارباتوس أحيانًا لهجمات من قطعان الذئاب في الأراضي الجليدية، وجُرحت بشدة في جميع أنحاء جسدها. لوحت بسيفها دفاعاً عن النفس، لكن كان من الصعب التعامل مع القطيع الضخم دفعة واحدة. سقط دمها الأحمر الباهت على الثلج الأبيض.

“هذا رائع…نعم، رائع…”

ومنذ 75 عامًا.

“لحسن الحظ أنه لم يمت…”

“… آه، أوخ… أيها الوغد…”

لم تستطع بارباتوس التحرك.

شعرت بالطاقة السحرية المتبقية في جسدها تنفد تدريجيًا. كان وجودها يتلاشى. أرادت بارباتوس أن تراه قبل أن تسيل دموعها على هذا الأرض. أرادت أن تظهر نفسها لدانتاليان.

جلست مكانها وانهمرت دموعها طوال الليل.

وصلت بارباتوس إلى مدينة تُدعى نوفغورود.

بعد 179 عامًا من بدء الرحلة.

وهي تكبح التوسلات التي كادت تنطلق من شفتيها، همست بارباتوس اسم دانتاليان مرارًا وتكرارًا. ربما كان دانتاليان قد مات بالفعل. شعرت أن كل شيء سينهار إذا نطقت بذلك بصوت عالٍ.

كانت الفتاة تريد أن تلتقي بهذا الرجل.

لكي لا تعود فكرة أنك ربما لقيت حتفك تدور في رأسي.

لذا، وجدته أخيرًا.

“آه حقًا؟ إذن متى سأجده؟…”

0

لكي لا أعاني بعد الآن من هذه الفكرة.

0

مضت السنوات.

0

مضت السنوات.

0

“أيها الأحمق دانتاليان!”

0

بعد 179 عامًا من بدء الرحلة.

0

“وجدته…أخيرًا…”

0

شاهدت الأزهار وهي تسقط في اتجاه غير معلوم.

0

“… آه، أوخ… أيها الوغد…”

الجذام مرضٌ قديمٌ قِدَم الزمن، وورد وصفه في كتابات الحضارات القديمة. وهو مرض مزمن ومعدٍ يسببه نوع من البكتيريا، يُسمى المتفطرة الجذامية. ويصيب هذا المرض الجلد والأعصاب المحيطية ومُخاطية الجهاز التنفسي العلوي والعينين. والجذام مرض يمكن الشفاء منه ويمكن الوقاية من الإعاقة الناجمة عنه إذا ما قُدِّم العلاج في المراحل المبكرة. ويتعرض المصابون بالجذام للوصم والتمييز، علاوة على التشوّه الجسدي.

– لكن لماذا لا يظهر أمامها؟

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط