You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 174

الفصل الثامن: المواجهة مع ملكة الشياطين الخالدة

الفصل الثامن: المواجهة مع ملكة الشياطين الخالدة

الفصل الثامن: المواجهة مع ملكة الشياطين الخالدة

كانت ملكة الشياطين الخالدة، أتوفيراتوفي، مشهورة للغاية. هي ابنة أحد ملوك الشياطين العظماء الخمسة، نيكروس لاكروس الخالد، وبرز اسمها لأول مرة خلال الحرب العظمى الثانية بين البشر والشياطين.

ما الذي حدث لكليف؟

 كانت أتوفي تجسد قوة الشياطين، على الرغم من أنها كانت تفتقر إلى الذكاء، إلا أنها تمتلك قدرات قتالية هائلة وقدرة تحمل لا تصدق، مما جعلها تُعتبر ملكة شيطانية متوحشة يخشاها الجميع.

“آه، يا سيدتي أتوفي…” بدأ الفارس المدرع بالتحرك متجاوزًا كليف، وهو يعرج نحو المنحدر. لكن شيئًا ما كان غريبًا في سلوكه.

 وكان أتباعها يعوضون عن نقص ذكائها بقوتهم، لكنهم تعرضوا للإبادة عندما تم قطع إمداداتهم خلال الحرب، ثم أُلقي القبض عليها وتم ختمها من قبل البشر.

 حسنًا، روديوس، يمكنك فعل هذا! هذه المرة لن يكون كلامك بلا أفعال. فهمت؟

لم تُبعث أتوفي إلا خلال حرب لابلاس، وكان لابلاس هو من منحها حياة جديدة، وأصبحت مشهورة مرة أخرى كملكة شيطانية تعمل بجانبه. ومع انتهاء ذلك الصراع، هُزمت على يد إله الشمال كالمان واستسلمت.

“لقد دنس جنودك قلعتي بدمائهم.”

تقول إحدى الروايات إن إله الشمال كالمان أنجب طفلًا من ملكة الشياطين أتوفي، وأصبح هذا الوريث هو إله الشمال كالمان الثاني. وتدعي رواية أخرى أن إله الشمال كالمان نقل حكمته وتقنياته في السيف إلى ملكة الشياطين.

“هل تنوي حقًا كسر القسم؟!” صرخت.

وهناك رواية أخرى تشير إلى أن ملكة الشياطين أتوفي هي من علّمت إله الشمال كالمان الثاني كل ما يعرفه.

أحتاج لاستخدام “تعطيل السحر”… لا، لن أتمكن من ذلك في الوقت المناسب.

إذا كانت أي من هذه الروايات صحيحة، فإن أتوفي تعد محاربة قديمة قامت حصلت تقنيات مؤسس اسلوب إله الشمال مباشرة منه. بالإضافة إلى ذلك، كان جسدها خالدًا. مواجهة امرأة كهذه ستكون ضربًا من الجنون.

“هااااه!”

 **

نظرت نحو كليف. كان يهز رأسه، وعلى وجهه تعبير جاد، تعبير شخص مكرس لتنفيذ مهمته، وليس شخصًا مستعداً ليهرب من المعركة.

وقفت أتوفي أمامنا مع حاشيتها من الجنود المدرعين بالسواد. كان طريق الهروب مغلقًا. وبناءً على تعبير وجهها، كانت متحفزة للقتال، حيث كانت ترفع سيفها جاهزة للمواجهة.

***

“تعالوا، سأتولى القضاء على أربعتكم معًا!”

هذه فرصتنا.

لم تبدأ أتوفي المعركة، بل رفعت سيفها وبدأت تراقبنا. كانت تعني ما قالت، حيث كانت تمتلك القوة الكافية لتسحقنا قبل أن نتمكن من الرد، لكنها لم تفعل.

بدأ جسدها يتضاءل، كما لو أن البوابات كانت تمتص الهالة القتالية التي كانت تلفّ بها نفسها.

“لن تباغتوني هذه المرة”، حذرتنا. كانت النار مشتعلة في عينيها وهي تنظر بيني وبين زانوبا. هذه المرة كانت على استعداد تام لمواجهة قوة زانوبا الخارقة وسحري الكهربائي.

“أرواح الأراضي الجرداء، استجيبوا لندائي وامنحوني… “

الهجمات السابقة لم تترك أي علامات واضحة على جسدها. زانوبا قد حطم جمجمتها عمليًا، لكن رأسها الآن أصبح سليمًا تمامًا. ومع ذلك، كان حذرها دليلاً على أن هجماتنا كانت فعالة بشكل كافٍ.

في تلك اللحظة، جاء صوت مفاجئ، ليس مني، ولا من إليناليس، ولا حتى من مور.

“هيا، حاولوا مرة أخرى. هذه المرة سأتصدى لها بسهولة”. بدت واثقة تمامًا.

لماذا لم أفكر في ذلك الاحتمال؟ كانت هذه ثغرة واضحة بما يكفي. بغض النظر عن مدى غباء أتوفي، بالطبع ستقوم بتفتيش الآثار.

لدي شعور بأنها ستتجنب هجماتنا. إن تقنية إله الماء تسمح للشخص بمواجهة الهجمات السحرية. لم أكن أعرف الكثير عن تقنية إله الشمال، لكنها ملكة شياطين. اناف متأكد من أن سحري لن يؤثر عليها هذه المرة.

“لن تباغتوني هذه المرة”، حذرتنا. كانت النار مشتعلة في عينيها وهي تنظر بيني وبين زانوبا. هذه المرة كانت على استعداد تام لمواجهة قوة زانوبا الخارقة وسحري الكهربائي.

فعّلت عيني السحرية، لكن هل يمكن أن تساعدني رؤية ثانية في المستقبل ضد خصم مثلها؟

لم تكن هجماته كافية لإجبارها على التراجع. على الرغم من وضعيتها المحرجة، تمكنت من توجيه ضربة بسيفها الضخم. تردد صدى عالٍ عندما انحنت ساقاها وهي تدفع كامل قوتها نحو صدر زانوبا.

بينما كنت أفكر في كيفية التصرف، قررت أن إنشاء فجوة في دفاعاتها سيكون خياري الأفضل.

“إذا أرسلناه مع أوراق النباتات، والمذكرة، سيملك ما يكفي لإنقاذ ناناهوشي”، تابعت إليناليس بهدوء.

لكن ماذا سأفعل بعد ذلك؟ حتى لو نجحت في خلق فجوة، هل سيفلح سحري في التأثير عليها؟

“هااااه!”

أقوى هجوم “قذيفة الحجر” الذي أستطيع توليده لم يكن كافيًا لقتل باديغادي بالكامل. علاوة على ذلك، إن أتوفي مستعدة لهجمتي. إذا دافعت عن نفسها، فإن سحري لن …يكون فعالاً.

 باستثناء كليف، بالطبع. لقد وقف يتحدث مع كيشيريكا أثناء علاجنا. وعندما نظرت في اتجاههم، كانت كيشيريكا تضحك بشكل هيستيري قبل أن تختفي في الأفق، حرة مرة أخرى.

“روديوس.” فجأة، همست إليَّ إليناليس. “على الأقل دعنا نحاول أن نرسل كليف لكي يتمكن من استخدام النقل الآني والهروب من هنا.”

تلك هي قدرات ساحر المخضرم…

نظرت نحو كليف. كان يحدق في أتوفي بشجاعة، لكن قدميه كانتا ترتجفان. من الواضح أنه لن يكون ذا فائدة في القتال.

نظرت نحو كليف. كان يهز رأسه، وعلى وجهه تعبير جاد، تعبير شخص مكرس لتنفيذ مهمته، وليس شخصًا مستعداً ليهرب من المعركة.

“إذا أرسلناه مع أوراق النباتات، والمذكرة، سيملك ما يكفي لإنقاذ ناناهوشي”، تابعت إليناليس بهدوء.

إن قذيفة الحجر الخاصة بي هي سحر بمستوى غير عادي من القوة، لكن حتى ذلك لن يكون فعالًا ضد أتوفي.

“نعم، معكِ حق.”

“الدائرة السحرية بالداخل — إنها تؤدي إلى بيرو…”

هي على صواب. هذا أفضل خيار لدينا. كان علينا أن ننقذ ناناهوشي؛ كان هذا هو السبب الرئيسي لقدومنا إلى هنا. لم يكن هناك شيء أهم من تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، ما زلت أرغب في العودة إلى المنزل سالمًا.

عندما تستسلم، ينتهي كل شيء. هكذا قال المدرب ذو الشعر الأبيض في مانجا سلام دانك.

لا، حتى لو هُزمت، على الأرجح لن أموت. فقط لن أتمكن من رؤية عائلتي لعقدٍ على الأقل، وأنا بالتأكيد لا أرغب في ذلك.

ولم يكن مور استثناءً؛ فقد كان أول من حرر نفسه من الجليد.

“يمكننا أيضًا طلب تعزيزات. أنا متأكدة أن بيروجيوس لديه تعاملات مع أتوفي في الماضي، ربما سيساعدنا.”

بينما كنت أفكر في كيفية التصرف، قررت أن إنشاء فجوة في دفاعاتها سيكون خياري الأفضل.

بيروجيوس وأتباعه الاثنا عشر — هذه فكرة جيدة. ربما يمكننا إقناعه بأن يدعمنا. بالنظر إلى الطريقة المتغطرسة التي كان يتصرف بها، لا شك أن لديه القوة الكافية لمواجهة أتوفي.

***

“حسنًا”، قلت  “لنقم بذلك. هل تستطيعين إقناع كليف؟”

“…!”

“سأحاول.” تسللت إليناليس باتجاه كليف.

عندما تستسلم، ينتهي كل شيء. هكذا قال المدرب ذو الشعر الأبيض في مانجا سلام دانك.

كنا بحاجة إلى خلق فجوة لكي يتمكن كليف من التسلل عبرها ويتجه بالنقل الأني الى الحصن. بينما يحاول إقناع بيروجيوس بإنقاذنا، سيكون علينا الصمود في مواجهة أتوفي. إذا نجح كليف، سيأتي بيروجيوس لإنقاذنا.

 “آآآه!” أحاط ذراعيه حولها من الأمام، مما جعلها عاجزة عن الحركة، ثم رفعها حتى لم تعد قدماها تلمسان الأرض.

لكن هل سينجح ذلك؟ هل يمكننا حقًا الصمود لهذه المدة؟ وهل سيتمكن كليف من إقناع بيروجيوس بالمساعدة؟ إذا استغرق كليف وقتًا طويلًا، قد نخسر ونُجبر على توقيع العقد.

والآن، هذه هي المرة الأولى التي أقتل فيها أحدهم.

على الأقل، إذا عاد كليف، سيتم إنقاذ ناناهوشي. هذا هو السبب الرئيسي لرحلتنا. لكنني أيضًا أردت العودة إلى المنزل.

“لن أنسى هذا، بييرووجيوووس!”

آه، اللعنة. بدأت أشعر أنني أدور في حلقة مفرغة.

“هؤلاء الناس أرادوا إنقاذ صديقهم، لذا طلبوا مساعدتي. هذا كل شيء.”

أخذت نفسًا عميقًا وقلت لنفسي، اهدأ.

ربما سيكون البرق أكثر فعالية؟ لكن هل يمكنني حقًا استخدام تعويذة تعلم هي أنها ستكون على استعداد لتفاديها؟

أولًا، علينا شل حركة أتوفي لفترة قصيرة. خلال هذه الفترة، سأشتت الحراس الآخرين بسحري حتى يتمكن كليف من الهروب. حسب كيف تسير الأمور، ربما نتمكن من الفرار جميعًا معه.

“لن أكسره. ولكن هذه فرصة نادرة لا أستطيع تفويتها.” قال بيروجيوس وهو يرفع يده اليمنى، التي تحولت إلى اللون الأبيض، متوهجة بضوء ساطع لدرجة أن المنطقة بأكملها غُمِرت في وهجها.

حسنًا، لنقم بذلك إذن.

اندفعت الصاعقة عبر جسدي، تنخر في عمودي الفقري ومفاصلي. كل جزء من جسمي بدا وكأنه ينحني في الاتجاه الخاطئ.

ربما لن نتمكن من هزيمة أتوفي، لكن بالتأكيد يمكننا التغلب على حراسها الشخصيين.

بينما كان مور يركض، حاول إلقاء تعويذة لرفع جدار من الأرض، لكن قذيفة الحجر ضربت ذراعه مباشرة، محطمة إياها هي والدرع الذي يغطيها. طارت ذراعه في الهواء وهو يتعثر قليلاً، لكنه لم يتوقف عن مطاردة كليف.

لنقم بذلك.

آه، هذا منطقي. أتوفي وصلت إلى هنا قبلنا. لابد أنها وجدت مدخل الآثار وأمرت جنودها بالذهاب والبحث. أولئك الذين عثروا على الدائرة السحرية لابد أنهم دخلوا لرؤية ما يوجد على الجانب الآخر. وهكذا، شياطين دخلوا قلعة بيروجيوس الطائرة.

لنسحقهم، نقتلهم جميعًا.

سيبدأ مور بإلقاء تعويذة أخرى أثناء مواصلة الركض خلف كليف.

إذا كان هذا هو ما يلزم لأعود إلى المنزل، فسأفعل ذلك.

ربما لن نتمكن من هزيمة أتوفي، لكن بالتأكيد يمكننا التغلب على حراسها الشخصيين.

 حسنًا، روديوس، يمكنك فعل هذا! هذه المرة لن يكون كلامك بلا أفعال. فهمت؟

أشارت سيلفاريل إلى زاوية بعيدة، حيث كانت كيشيريكا، الإمبراطورة العظمى للعالم الشيطاني، قد سقطت على الأرض. في اللحظة التي ذُكرت فيها كيشيريكا، تحركت فجأة، كما لو أنها تلقت صدمة كهربائية.

“لا تخف، سيدي. حتى وإن كان ذلك على حساب حياتي، سأقوم بشل حركة ملكة الشياطين أتوفي”، قال زانوبا بثقة، وهو يبدو هادئًا تمامًا.

***

ذلك مطمئن للغاية. لماذا يبدو دائمًا بطوليًا في هذه الأوقات؟

***

 هل هذا نوع من المسرحيات؟ إذا كنت امرأة، لكان أوقعني في الحب.

“بييييروجيوووس!” صرخت أتوفي بصوت مدوٍّ.

بالقرب منا، كان كليف وإليناليس يتحدثان بهمس.

علي استخدام هجوم شامل لشل جميع الجنود المحيطين بنا.

“المشكلة أنني لا أعرف ما إذا كنت أستطيع الهروب منهم. ساقاي ليستا سريعتين جدًا، خاصة إذا كنت سأحمل كل ذلك معي…”

مع ترديد الجنود للتعويذة، بدأ الجليد حولهم يذوب ببطء.

“روديوس وأنا سنتولى إيقاف أي مطاردين قد يلاحقونك”، وعدت إليناليس بصوت خافت.

رفعت رأسي ببطء.

 “فقط لا تنظر خلفك ولا تمنح نفسك الوقت للتفكير. عد خطواتك واهرب بأقصى سرعة. حاول ألا تتعثر.”

ما الذي حدث لكليف؟

“لكن يجب أن أنضم إليكم في القتال…”

على أي حال، أستطيع فعل هذا. كل ما عليّ فعله هو الصمود حتى تأتي المساعدة. هذا كل شيء. لا حاجة للفوز.

“لن نفوز، حتى وإن قاتلنا نحن الأربعة معًا. نحن بحاجة لأن تطلب تعزيزات. هذه هي مهمتك في هذا القتال، وهي مهمة فاصلة جدًا.”

“زانوبا، الآنسة إليناليس، سأقوم بالهجوم الأول باستخدام سحري.”

“حسنًا… نعم، فهمت.”

على الأقل، إذا عاد كليف، سيتم إنقاذ ناناهوشي. هذا هو السبب الرئيسي لرحلتنا. لكنني أيضًا أردت العودة إلى المنزل.

كانت المسافة ثلاثون خطوة نحو دائرة النقل الآني من هنا. ليست قريبة جدًا، لكنها أيضًا ليست بعيدة. إذا ركض كليف بكل طاقته، سيتمكن من الوصول.

“ماذا؟!” التفت مور نحوي بسرعة، مفاجأً بما حدث. لم أستطع رؤية تعابير وجهه من خلف خوذته، لكن دهشته كانت واضحة.

بعد دقيقة أو دقيقتين، عادت إليناليس وقالت : “حسنًا، لقد أقنعته.”

“يا للغثيان! رائحتك كريهة! على الأقل استحمِ أيتها الغبية!” صرخت كيشيريكا.

نظرت نحو كليف. كان يهز رأسه، وعلى وجهه تعبير جاد، تعبير شخص مكرس لتنفيذ مهمته، وليس شخصًا مستعداً ليهرب من المعركة.

لقد بدأ مور في إلقاء تعويذته لحظة أن رفعت عصاي، مما سمح له بمواجهة تعويذتي بعد ثوانٍ قليلة. لقد صدمتني كمية القوة السحرية التي كان يمتلكها، بالإضافة إلى السرعة التي أنهى بها تعويذته. لم أبخل بصب المانا في تلك التعويذة، لكن سحره كان كافيًا لتحرير نفسه واثنين من الجنود الأقرب إليه. أما البقية فقد ظلوا متجمدين تمامًا. كان لا يزال هناك فرق كبير في قوتنا السحرية، وقد فزت بتلك المعركة.

لقد قامت إليناليس بعمل رائع في إقناعه بأن دوره هو جزء رئيسي من المعركة. كانت دائمًا بارعة في الكلام. أنا بالتأكيد لم أكن لأتمكن من إقناعه بهذه السهولة.

 **

“زانوبا، الآنسة إليناليس، سأقوم بالهجوم الأول باستخدام سحري.”

“يا إله المجهول، استجب لندائي وارفع الأرض نحو السماء! رمح الأرض!” أطلق مور تعويذة أخرى تحت قدميه. ارتفع قسم من الأرض، واستخدمه كنقطة ارتكاز ليتفادى المستنقع ويقفز فوقه.

“حسنًا، موافق.”

بدأت أشعر أن طاقتي السحرية تُستنزف. لم يكن هذا نفس الشعور الذي اختبرته مع أورستيد. كان الاستنزاف هذه المرة أسرع وأكثر شدة، كأنه يستنزف قوّتي الجسدية أيضًا.

التفت نحو أتوفي ورفعت عصاي. سأستخدم هجومي المعتاد “قذيفة الحجر”. ربما يكون “البرق” خيارًا أفضل، لأنه سحر من مستوى الملك وتملك أفضل قوة نارية ضد خصم واحد، لكن هذه المسافة قد تجعلنا نصاب جميعًا بالتعويذة. أردت تجنب التصرف بغباء والتسبب في تدميرنا بسحري الخاص.

“سيدي، أقسم أنني سأتبع أي هجوم تشنه، لذا أرجوك ضع ثقتك بي”، قال زانوبا بنظرة ثابتة مليئة بالثقة.

“هاه…” زفرت قبل أن أركز المانا في العصا.

“الريح الحاجزة!”

بقيت أتوفي واقفة، متجمدة في مكانها. لقد علمت بالفعل أنني أستطيع استخدام السحر دون الحاجة إلى تلاوة التعويذات، لكنها لم تحرك ساكنًا لمقاطعة تحضيراتي. هذا لصالحنا تمامًا.

عيني السحرية توقعت حركتها: ستقوم أتوفي بصد قذيفة الحجر باستخدام سيفها.

لكن…

إن قذيفة الحجر الخاصة بي هي سحر بمستوى غير عادي من القوة، لكن حتى ذلك لن يكون فعالًا ضد أتوفي.

لم يلتفت كليف إلى الخلف. كان على بعد ثلاث خطوات فقط من دائرة السحر. لم يستطع أحد اللحاق به الآن. بفضل سحري، لم يعد بإمكانهم حتى المحاولة إذا أرادوا.

ربما سيكون البرق أكثر فعالية؟ لكن هل يمكنني حقًا استخدام تعويذة تعلم هي أنها ستكون على استعداد لتفاديها؟

أرى إلى أين يسير هذا.

“سيدي، أقسم أنني سأتبع أي هجوم تشنه، لذا أرجوك ضع ثقتك بي”، قال زانوبا بنظرة ثابتة مليئة بالثقة.

وجه أتوفي شحب فجأة “ل-لا، لا يمكنك فعل ذلك…”

“…نعم.” كان من المريح سماع ذلك. من الواضح أن لديه خطة ما. في هذه الحالة، سأتبعه.

كان ضحك أتوفي لا يزال يرن في أذني، كما كانت مشاعر اليأس التي شعرت بها عندما شُلَّ جسدي بالكامل.

“حسنًا، لنقم بذلك!”

كان ضحك أتوفي لا يزال يرن في أذني، كما كانت مشاعر اليأس التي شعرت بها عندما شُلَّ جسدي بالكامل.

“نعم، سيدي!”

 “فقط لا تنظر خلفك ولا تمنح نفسك الوقت للتفكير. عد خطواتك واهرب بأقصى سرعة. حاول ألا تتعثر.”

أطلقت “قذيفة الحجر” بعد أن جمعت كل ما أستطيع من المانا. انطلقت بسرعة عالية وصدر صوت حاد وهي تتجه نحو أتوفي.

بعد أن نقلنا جميعًا مرة أخرى إلى الحصن، قامت سيلفاريل بقطع الاتصال بين الدائرة السحرية ودائرة ريكاريسو. لم يعد هناك طريق للعودة إلى قارة الشياطين.

“أرى هجومك بوضوح!”

أحتاج لاستخدام “تعطيل السحر”… لا، لن أتمكن من ذلك في الوقت المناسب.

تركت أتوفي صورة وهمية خلفها وهي تتحرك بسرعة فائقة. على الرغم من أن وصفها بـ”صورة وهمية” قد يكون مبالغًا فيه؛ لم تحرك ذراعها سوى قليلاً لتغيير اتجاه سيفها بشكل طفيف.

“ها!”

 في تلك اللحظة، اصطدمت قذيفة الحجر بسلاحها، مما أطلق شرارات في الهواء. لقد تم صد هجومي، ومرّت القذيفة بجانب أتوفي وضربت صخرة على المنحدر، لتتطاير الرمال من حولنا.

أقوى هجوم “قذيفة الحجر” الذي أستطيع توليده لم يكن كافيًا لقتل باديغادي بالكامل. علاوة على ذلك، إن أتوفي مستعدة لهجمتي. إذا دافعت عن نفسها، فإن سحري لن …يكون فعالاً.

كنت أعلم أن هذه التعويذة لن تجدي نفعًا معها.

خلقت أتوفي موجات صادمة بمجرد تأرجح سيفها. لو لم تكن إليناليس قد صدتها بدرعها، لربما مزقتها الموجات الصادمة بالكامل.

“غرااااااه!” صرخ زانوبا وهو يقذف شيئًا باتجاه أتوفي.

“لن نفوز، حتى وإن قاتلنا نحن الأربعة معًا. نحن بحاجة لأن تطلب تعزيزات. هذه هي مهمتك في هذا القتال، وهي مهمة فاصلة جدًا.”

“غواااااه!”

نظرت إلى إليناليس. كان جسدها كله يرتجف وهي تحاول الوقوف على قدميها. لقد تلقت نفس الضرر الذي تلقيته، لكنها لم تستسلم بعد. كانت مصممة على المحاولة، رغم كل الصعاب.

كان الشيء الذي ألقاه يصرخ وهو ينطلق نحو أتوفي. بدت الأخيرة سعيدة وهي ترفع سيفها لتقطعها لنصفين.

تجاهل اعتراضاتها وبدأ في إلقاء تعويذته : “هذا التنين يعيش ليخدم فقط. مخالبه طويلة وحادة، لدرجة أنه لا يستطيع قبض يده…”

 “هجماتك عديمة الفائدة—ماذا؟!”

“تعويذة تشتيت السحر!” كنت قد تدربت مع سيلفي على هذه التعويذة مرات لا تحصى. انطلقت التعويذة مباشرة نحو مور وقاطعت السحر الذي كان يحاول إلقاءه.

بينما كانت أتوفي على وشك أن تقطع القذيفة، توقفت فجأة. وبعد لحظة، ارتطم الشيء بوجهها مباشرة.

“تعالوا، سأتولى القضاء على أربعتكم معًا!”

“فوااه؟!”

“غووه؟!”

“أوووف!”

“غواااااه!”

كانت كيشيريكا، الإمبراطورة الشيطانية، قد التصقت بوجه أتوفي. لقد كانت جالسة على كتف زانوبا قبل لحظات.

يا إلهي، لقد أصبتها أيضًا بصعقتي الكهربائية.

“يا للغثيان! رائحتك كريهة! على الأقل استحمِ أيتها الغبية!” صرخت كيشيريكا.

بينما كنت أفكر بسرعة في الأفكار، أخبرتني عيني السحرية بما سيحدث بعد ذلك.

صرخت أتوفي بغضب: “ما هذا؟! من أين أتيتِ؟!” بينما كانت تحاول إزالة كيشيريكا من وجهها، أمسكت بها وألقتها بعيدًا. تدحرجت كيشيريكا وارتطمت بالأرض بعيدًا عن ساحة القتال.

كانت هذه الفكرة وحدها كافية لتزلزل كياني بالكامل. لدرجة أن كل جزء من جسدي كان يرتعش خوفًا. لم يكن هناك شيء أغلى من الدفء الذي بين يدي في هذه اللحظة.

“يا لك من مثيرة للاشمئزاز! أنت ! ما الذي كنت تفكر فيه عندما ألقيت بشيء كهذا؟! مااااذا؟!”

لكن هل سينجح ذلك؟ هل يمكننا حقًا الصمود لهذه المدة؟ وهل سيتمكن كليف من إقناع بيروجيوس بالمساعدة؟ إذا استغرق كليف وقتًا طويلًا، قد نخسر ونُجبر على توقيع العقد.

بينما كانت أتوفي تصرخ، كان زانوبا قد قبض قبضته واقترب منها بخطوات واثقة. تبعته إليناليس وهي تختبئ خلفه في الظل.

لم تُبعث أتوفي إلا خلال حرب لابلاس، وكان لابلاس هو من منحها حياة جديدة، وأصبحت مشهورة مرة أخرى كملكة شيطانية تعمل بجانبه. ومع انتهاء ذلك الصراع، هُزمت على يد إله الشمال كالمان واستسلمت.

اللعنة.

رجاءً، سيد كليف. أعلم أنك قد تكره بيروجيوس، لكن أرجوك أقنعه. لا يهمني إن لم تتمكن من ذلك على الفور، لكن إذا استطعت فقط إرسال بعض الدعم خلال السنة القادمة، سيكون ذلك رائعًا.

أرى إلى أين يسير هذا.

“إمنحيني قوتك يا أرواح الماء! الضباب العميق!” ألقى مور تعويذة أخرى، مما خلق ضبابًا كثيفًا التف حوله. كان يخطط لاستخدام هذا الضباب كغطاء للهروب من قذيفة الحجر.

“لقد تخطيت دفاعاتي. تعجبني روحك!”

“مستحيل.”

“هااااااااه!” صرخ زانوبا وهو يوجه قبضته. القوة التي خلفها كانت كافية لجعل شعري يقف. اندفعت قبضته في الهواء مباشرة نحو وجه أتوفي. حاولت صدها باستخدام قفازها…

أعلم أنني لم أكن لأموت في تلك المعركة. أتوفي كانت تمسك نفسها، وحتى فرسانها لم يهاجمونا بكل قوتهم. السحر الذي استخدمه مور لم يكن قاتلاً أيضًا، لكن هذا لم يجعل الأمر أقل رعبًا.

“غاه؟!”

صرخت أتوفي بغضب: “ما هذا؟! من أين أتيتِ؟!” بينما كانت تحاول إزالة كيشيريكا من وجهها، أمسكت بها وألقتها بعيدًا. تدحرجت كيشيريكا وارتطمت بالأرض بعيدًا عن ساحة القتال.

…لكنها فشلت. قبضته ضربت قفازها، مما جعلها تتعثر بينما تشوه درعها تحت قوة ضربته.

“لن أكسره. ولكن هذه فرصة نادرة لا أستطيع تفويتها.” قال بيروجيوس وهو يرفع يده اليمنى، التي تحولت إلى اللون الأبيض، متوهجة بضوء ساطع لدرجة أن المنطقة بأكملها غُمِرت في وهجها.

“هااااه!”

 لو لم يظهر بيروجيوس في الوقت المناسب، كانت أتوفي ستجبرنا على توقيع عقدها. لم أكن لأحظى بفرصة أخرى لاحتضان سيلفي بهذه الطريقة.

تبع زانوبا هجومه بضربة أخرى. خطا خطوة كبيرة ووجه قبضته نحو جسدها.

أقدام أتوفي كانت ترتجف بعنف وهي تواجه بيروجيوس بنظرات غاضبة.

“ضعيفة!” تمتمت أتوفي بصوت منخفض.

“بيروجيوس، أيها اللعين!”

لم تكن هجماته كافية لإجبارها على التراجع. على الرغم من وضعيتها المحرجة، تمكنت من توجيه ضربة بسيفها الضخم. تردد صدى عالٍ عندما انحنت ساقاها وهي تدفع كامل قوتها نحو صدر زانوبا.

“فروست نوفا!”

“غوووه… أرج!”

“تبًا…”

تشوه وجه زانوبا من الألم وهو يسقط على إحدى ركبتيه. حتى أقوى قذيفة حجر لم تكن كافية لجعله يتألم، ومع ذلك، بضربة واحدة فقط من أتوفي، أجبر على السقوط.

 عادت لتحتضنني بلطف. لم تطلب أي تفسير؛ فقط عانقتني. وكان ذلك كافيًا بالنسبة لي.

نظرت إليه أتوفي بغضب وهي تزمجر، “لديك جسد مدهش، لكن لا تنسَ : لا يوجد دفاع مثالي. زوجي كال هو الذي… غاه!”

لنسحقهم، نقتلهم جميعًا.

“ها!”

ركّزت كل ما تبقى لدي من مانا في ذراعي اليسرى. حتى لو كانت يدي اليمنى لا تزال مخدرة من الصدمة، فإن يدي الاصطناعية لا تزال تعمل. فتحت أصابعي وأطلقت تعويذة من كفي.

في منتصف حديثها، قفزت إليناليس من خلف زانوبا، مستخدمة ظهره كموطئ قدم لتنطلق في الهواء. سيفها اللامع قطع الهواء وتوجه نحو عنق أتوفي. لكن، تم صده بصوت مدوٍ.

“كليف، الآن! اهرب!” صرخت نحو كليف بينما كنت أصب كل المانا التي يمكنني حشدها في عصاي.

لم يكن هذا صوت جلد يتعرض للقطع. لابد أن أتوفي تستخدم هالة المعركة لحماية نفسها.

والآن، هذه هي المرة الأولى التي أقتل فيها أحدهم.

“لم أنتهِ بعد!”

كانت هذه الفكرة وحدها كافية لتزلزل كياني بالكامل. لدرجة أن كل جزء من جسدي كان يرتعش خوفًا. لم يكن هناك شيء أغلى من الدفء الذي بين يدي في هذه اللحظة.

بمجرد أن أدركت إليناليس أن هجومها لن ينجح، انسحبت. اقتربت من بدرعها وأعادت التركيز لتوجه ضربة أخرى بسلاحها.

“الريح الحاجزة!”

“همف!”

أولًا، علينا شل حركة أتوفي لفترة قصيرة. خلال هذه الفترة، سأشتت الحراس الآخرين بسحري حتى يتمكن كليف من الهروب. حسب كيف تسير الأمور، ربما نتمكن من الفرار جميعًا معه.

لم ترتدّ أتوفي حتى. بدى كما لو أن بعض الرمل قد دخل عينها وهي تعبر عن انزعاجها بعبوس.

لم تُبعث أتوفي إلا خلال حرب لابلاس، وكان لابلاس هو من منحها حياة جديدة، وأصبحت مشهورة مرة أخرى كملكة شيطانية تعمل بجانبه. ومع انتهاء ذلك الصراع، هُزمت على يد إله الشمال كالمان واستسلمت.

 “سيفك ضعيف جدًا! شاهدي الآن كيف تفعلين ذلك بشكل صحيح!”

عندما استعدت وعيي، وجدت نفسي ممددًا على الأرض. أتذكر أنني فقدت الوعي، لكن لم يدم ذلك أكثر من بضع ثوانٍ. جسدي كله كان مشلولًا. على الأقل، كانت رؤيتي سليمة.

مالت أتوفي بجسمها للأمام ووجهت ضربة هائلة بسيفها نحو إليناليس. حاولت الأخيرة التراجع لتفادي الضربة، لكنها…

لم يموتوا. لم يمت أي منهم.

“كه؟!”

بعد أن نقلنا جميعًا مرة أخرى إلى الحصن، قامت سيلفاريل بقطع الاتصال بين الدائرة السحرية ودائرة ريكاريسو. لم يعد هناك طريق للعودة إلى قارة الشياطين.

رفعت إليناليس درعها في اللحظة الأخيرة. وفي اللحظة التالية، تردد صوت عميق عبر المكان، وارتدت إليناليس في الهواء، تدحرجت عبر الأرض الصخرية ثم نهضت بسرعة، مثل القط. بدى الخوف في عينيها. لقد كانت هجماتها غير فعّالة.

 “آآآه!” أحاط ذراعيه حولها من الأمام، مما جعلها عاجزة عن الحركة، ثم رفعها حتى لم تعد قدماها تلمسان الأرض.

خلقت أتوفي موجات صادمة بمجرد تأرجح سيفها. لو لم تكن إليناليس قد صدتها بدرعها، لربما مزقتها الموجات الصادمة بالكامل.

أعادني صوته إلى الواقع.

“خطواتك مثيرة للإعجاب، سأعترف بذلك”، قالت أتوفي. “إذا تدربتِ تحت قيادتي، قد تكونين…”

اثنان ضد واحد. لم يكونوا يستهدفونها، لكن كان كل ما يمكنها فعله هو إبقائهم مشغولين.

“غرااااااه!” قفز زانوبا مرة أخرى، فاتحًا ذراعيه على مصراعيها وهو يتجه نحو أتوفي.

أطلقت تعويذة الرياح لتفريق الضباب، لكن مور لم يتراجع. لم يُظهر أي علامة على فقدان تركيزه بينما يواصل مطاردة كليف. ربما كان درعه الأسود يمنحه مقاومة ضد تعاويذ الرياح أيضًا.

 “آآآه!” أحاط ذراعيه حولها من الأمام، مما جعلها عاجزة عن الحركة، ثم رفعها حتى لم تعد قدماها تلمسان الأرض.

لم تُبعث أتوفي إلا خلال حرب لابلاس، وكان لابلاس هو من منحها حياة جديدة، وأصبحت مشهورة مرة أخرى كملكة شيطانية تعمل بجانبه. ومع انتهاء ذلك الصراع، هُزمت على يد إله الشمال كالمان واستسلمت.

“ههمف، أيها الوغد، ألا تخجل من نفسك؟ تضع ذراعيك حولي هكذا… غاه!”

وفي اللحظة التالية، انقسم جسده إلى نصفين. قسمه شخص ما أفقياً بضربة واحدة.

كانت ذراعيه مثل المشبك وهو يضغط عليها. اندفعت دماء سوداء من فم أتوفي. على ما يبدو، هذا النوع من الهجوم فعال!

بالإضافة إلى أنني وعدت نورن أن أدرّسها فنون السيف والسحر، وكنت متحمسًا لتناول الأرز الذي تعده أيشا.

 حسنًا، هي لا تزال ملكة الشياطين الخالدة. أي ضرر تتعرض له سيكون مؤقتًا بلا شك.

لقد تم إنقاذنا.

“سيدي، الآن!”

لم يموتوا. لم يمت أي منهم.

“…!”

“ذراعي، امتصي السحر!”

أعادني صوته إلى الواقع.

لنقم بذلك.

زانوبا قد شل حركة أتوفي.

“أرواح الأراضي الجرداء، استجيبوا لندائي وامنحوني… “

هذه فرصتنا.

عند أمره، انفتحت البوابتان. بدأ شيء ما يتدفق من البوابة اليمنى ويصب في البوابة اليسرى. لم يكن ريحًا، بل كان شيئًا لا يمكن رؤيته بالعين المجردة— شيئًا أعرفه جيدًا.

“كليف، الآن! اهرب!” صرخت نحو كليف بينما كنت أصب كل المانا التي يمكنني حشدها في عصاي.

هو سريع في إلقاء التعويذات. لقد تعلم تقليص التراتيل مثل روكسي.

علي استخدام هجوم شامل لشل جميع الجنود المحيطين بنا.

“لن أكسره. ولكن هذه فرصة نادرة لا أستطيع تفويتها.” قال بيروجيوس وهو يرفع يده اليمنى، التي تحولت إلى اللون الأبيض، متوهجة بضوء ساطع لدرجة أن المنطقة بأكملها غُمِرت في وهجها.

“حسنًا!” بدأ كليف بالركض، وفي تلك اللحظة انتبه الفرسان القريبون واستعدوا بسيوفهم. للأسف بالنسبة لهم، الوقت قد فات بالفعل.

لم يموتوا. لم يمت أي منهم.

“فروست نوفا!”

“لا تخف، سيدي. حتى وإن كان ذلك على حساب حياتي، سأقوم بشل حركة ملكة الشياطين أتوفي”، قال زانوبا بثقة، وهو يبدو هادئًا تمامًا.

اندفع برد شديد من عصاي، وتجمدت الأرض تحت أقدام الفرسان، ممتدة حتى وصلت إلى الجنود الذين يحيطون بنا.

 حسنًا، روديوس، يمكنك فعل هذا! هذه المرة لن يكون كلامك بلا أفعال. فهمت؟

“آه!”

“كما تأمر.”

“غووه؟!”

ما الذي حدث لكليف؟

بينما سيطر الارتباك عليهم، تمكنت تعويذتي من تثبيت أقدامهم في مكانها. بدا النصر في متناولنا. لقد تفاجأوا تمامًا؛ لم يكن لديهم أي فرصة للتخلص من هجوم سحري بهذه السرعة.

في اللحظة التي رأت فيها أتوفي بيروجيوس، تغيرت الأجواء المحيطة بها تمامًا. تدفقت منها موجات من العداء لم نرَ مثلها من قبل. كانت عيناها تلمعان وكأنما كانت تشتعل بلهيب كراهية قديم. كان تعبيرها وكأن بيروجيوس قد قتل والديها.

أو هكذا كنت أظن.

 عادت لتحتضنني بلطف. لم تطلب أي تفسير؛ فقط عانقتني. وكان ذلك كافيًا بالنسبة لي.

فجأة، تردد صوت من أحد الجنود : “…لهيبي الحارق التهم جسدي. احرق كل ما أمامك!”

“فهمت.”

اندفعت موجة من الحرارة من جسد أحدهم، مغطية الفرسان الآخرين. وبدأ الدفء ينتشر حولهم، متصدياً لهجمتي الجليدية. كانت الحرارة تتسرب من ذراعي الرجل الذي بدأ بفك التجميد عن نفسه والجنود الآخرين.

“بييرووجيوووس!”

 هذا كان مور… قائد الفرسان العجوز.

بينما كنت أفكر في كيفية التصرف، قررت أن إنشاء فجوة في دفاعاتها سيكون خياري الأفضل.

لقد بدأ مور في إلقاء تعويذته لحظة أن رفعت عصاي، مما سمح له بمواجهة تعويذتي بعد ثوانٍ قليلة. لقد صدمتني كمية القوة السحرية التي كان يمتلكها، بالإضافة إلى السرعة التي أنهى بها تعويذته. لم أبخل بصب المانا في تلك التعويذة، لكن سحره كان كافيًا لتحرير نفسه واثنين من الجنود الأقرب إليه. أما البقية فقد ظلوا متجمدين تمامًا. كان لا يزال هناك فرق كبير في قوتنا السحرية، وقد فزت بتلك المعركة.

بيروجيوس وأتباعه الاثنا عشر — هذه فكرة جيدة. ربما يمكننا إقناعه بأن يدعمنا. بالنظر إلى الطريقة المتغطرسة التي كان يتصرف بها، لا شك أن لديه القوة الكافية لمواجهة أتوفي.

والآن، هذه هي المرة الأولى التي أقتل فيها أحدهم.

وقفت أتوفي أمامنا مع حاشيتها من الجنود المدرعين بالسواد. كان طريق الهروب مغلقًا. وبناءً على تعبير وجهها، كانت متحفزة للقتال، حيث كانت ترفع سيفها جاهزة للمواجهة.

“أنا معجب بكمية القوة السحرية التي تمتلكها، حيث استطعت تجميدنا جميعًا.” قال مور، ثم صرخ نحو الجنود الآخرين :

وجه أتوفي شحب فجأة “ل-لا، لا يمكنك فعل ذلك…”

“جميعًا، ابدأوا بترديد تعويذة الحرق!”

“سأحاول.” تسللت إليناليس باتجاه كليف.

“كما تأمر، قائد!” صرخ الجنود الآخرون من خلف الجليد وهم يرددون : “يا روح النار التي تحكم كل الأشياء بين السماء والأرض…”

هذه فرصتنا.

مع ترديد الجنود للتعويذة، بدأ الجليد حولهم يذوب ببطء.

 “آآآه!” أحاط ذراعيه حولها من الأمام، مما جعلها عاجزة عن الحركة، ثم رفعها حتى لم تعد قدماها تلمسان الأرض.

لم يموتوا. لم يمت أي منهم.

 وكان أتباعها يعوضون عن نقص ذكائها بقوتهم، لكنهم تعرضوا للإبادة عندما تم قطع إمداداتهم خلال الحرب، ثم أُلقي القبض عليها وتم ختمها من قبل البشر.

لابد أن الدرع الذي يرتدونه منحهم مقاومة طبيعية للسحر المائي.

انطلقت الكهرباء من يدي، متشققة عبر الهواء كأنها موجة صاعقة، وضربت الأرض المبللة من حولي. انتشرت عبر الماء وأصابت كل من في المنطقة.

حسنًا، تبًا.

المانا.

زمجرت أتوفي عندما رأيت كليف يتجاوزها.

اثنان ضد واحد. لم يكونوا يستهدفونها، لكن كان كل ما يمكنها فعله هو إبقائهم مشغولين.

 “مور، لا تدعه يهرب!”

اختفت التعويذة الهوائية التي أطلقها مور في الحال.

“تحت أمرك!” قفز مور إلى الحركة بعد أمرها. وبعد ثوانٍ، نجح اثنان آخران من الجنود في تحرير أنفسهم من أسر الجليد واندفعوا نحو كليف.

 **

“كما لو أنني سأسمح لكم بالمرور!” انطلقت إليناليس أمامهم، قاطعة طريقهم.

“غووه؟!”

 “روديوس! تولَ أمره!”

نظرت نحو كليف. كان يهز رأسه، وعلى وجهه تعبير جاد، تعبير شخص مكرس لتنفيذ مهمته، وليس شخصًا مستعداً ليهرب من المعركة.

مور واصل مطاردة كليف دون أن ينظر خلفه. كان يتحرك بسرعة ملحوظة بالنسبة لرجل في درع ثقيل. في المقابل، كان كليف يحمل حمولة كبيرة. المسافة بينهما كانت حوالي سبع خطوات.

“ومع ذلك، لقد جعلتني متحمسة. لا أستطيع الانتظار حتى أجعلك تابعًا لي. كيهاهاها. أردت دائمًا ساحرًا مثلك. سأعتني بك جيدًا، أعدك بذلك.” كانت تبتسم بطريقة شيطانية.

وجهت عصاي نحو مور. “قذيفة الحجر!”

“ذراعي، امتصي السحر!”

مور سيستخدم جدار الأرض لمحاولة صد قذيفة الحجر الخاصة بي.

بعد دقيقة أو دقيقتين، عادت إليناليس وقالت : “حسنًا، لقد أقنعته.”

لا مشكلة. لا يزال بإمكاني فعل ذلك. صببت كل مانا أستطيع حشدها في عصاي وأطلقت تعويذتي.

 “روديوس! تولَ أمره!”

“أرض… غاااه!”

 “فقط لا تنظر خلفك ولا تمنح نفسك الوقت للتفكير. عد خطواتك واهرب بأقصى سرعة. حاول ألا تتعثر.”

بينما كان مور يركض، حاول إلقاء تعويذة لرفع جدار من الأرض، لكن قذيفة الحجر ضربت ذراعه مباشرة، محطمة إياها هي والدرع الذي يغطيها. طارت ذراعه في الهواء وهو يتعثر قليلاً، لكنه لم يتوقف عن مطاردة كليف.

“…”

“إمنحيني قوتك يا أرواح الماء! الضباب العميق!” ألقى مور تعويذة أخرى، مما خلق ضبابًا كثيفًا التف حوله. كان يخطط لاستخدام هذا الضباب كغطاء للهروب من قذيفة الحجر.

أخذونا إلى المستشفى لتلقي العلاج من الحروق الكهربائية. كليف هو من تطوع لرعايتنا بنفسه.

هو سريع في إلقاء التعويذات. لقد تعلم تقليص التراتيل مثل روكسي.

“حسنًا… نعم، فهمت.”

“انفجار الرياح!”

كانت طريقة بيروجيوس في النظر إليها مثل نمر يتأهب للانقضاض على فريسته المفضلة.

أطلقت تعويذة الرياح لتفريق الضباب، لكن مور لم يتراجع. لم يُظهر أي علامة على فقدان تركيزه بينما يواصل مطاردة كليف. ربما كان درعه الأسود يمنحه مقاومة ضد تعاويذ الرياح أيضًا.

“افتحي، بوابة التنين الخلفية. وتقدمي إلى الأمام، بوابة التنين الأمامية.”

الآن ماذا؟ المسافة بين مور وكليف تتقلص بسرعة. لم يكن لدي الكثير من الفرص المتبقية.

هي على صواب. هذا أفضل خيار لدينا. كان علينا أن ننقذ ناناهوشي؛ كان هذا هو السبب الرئيسي لقدومنا إلى هنا. لم يكن هناك شيء أهم من تحقيق هذا الهدف. ومع ذلك، ما زلت أرغب في العودة إلى المنزل سالمًا.

بينما كنت أفكر بسرعة في الأفكار، أخبرتني عيني السحرية بما سيحدث بعد ذلك.

وعندما يحدث ذلك، يمكننا الذهاب معًا لزيارة قبر والدي.

سيبدأ مور بإلقاء تعويذة أخرى أثناء مواصلة الركض خلف كليف.

حسنًا، تبًا.

“أرواح الأراضي الجرداء، استجيبوا لندائي وامنحوني… “

“آه…”

“تعويذة تشتيت السحر!” كنت قد تدربت مع سيلفي على هذه التعويذة مرات لا تحصى. انطلقت التعويذة مباشرة نحو مور وقاطعت السحر الذي كان يحاول إلقاءه.

 لا يهم إن كانت ذراع واحدة فقط، يمكنك على الأقل استخدام السحر.

“مستحيل! تعويذة تشتيت السحر؟!” بدا مور متفاجئًا وهو يخفض نظره نحو يده. ومع ذلك، واصل الركض. لم يتبقَ سوى خمس خطوات بينه وبين كليف.

-+-

“المستنقع!”

لماذا لم أفكر في ذلك الاحتمال؟ كانت هذه ثغرة واضحة بما يكفي. بغض النظر عن مدى غباء أتوفي، بالطبع ستقوم بتفتيش الآثار.

بسرعة، أطلقت تعويذة أخرى بيدي اليسرى لقطع طريقه. لقد كان قرارًا صائبًا. قد يكون خصمي محاربًا متمرسًا، لكن المهارات القتالية التي طورتها على مر السنين كانت فعالة ضد أمثاله.

“غواااااه!”

 بالإضافة إلى ذلك، لقد مررت بتجارب مشابهة أثناء تدريبي.

“غرااااااه!” صرخ زانوبا وهو يقذف شيئًا باتجاه أتوفي.

“غراااه!”

-+-

تحولت الأرض بين مور وكليف إلى طين لزج، مما عرقل حركة مور وأبطأه.

“…نعم.” كان من المريح سماع ذلك. من الواضح أن لديه خطة ما. في هذه الحالة، سأتبعه.

لكن…

“غواااااه!”

“يا إله المجهول، استجب لندائي وارفع الأرض نحو السماء! رمح الأرض!” أطلق مور تعويذة أخرى تحت قدميه. ارتفع قسم من الأرض، واستخدمه كنقطة ارتكاز ليتفادى المستنقع ويقفز فوقه.

صرخت أتوفي بغضب متفجر : “إذًا هؤلاء الأشخاص — كانوا تابعينك، صحيح؟ هذه الخدعة الدنيئة التي لجأت إليها… هل كان كل هذا لتقتلني؟ ماذا عن القسم الذي أقسمته على كال؟!”

“كخ!”

“لم أرَ حروقًا كهذه من قبل…” تمتم كليف بينما كان يستخدم سحره لعلاجنا. لم تكن جروحنا مهددة للحياة، لكن الحروق كانت عميقة بما يكفي لتسبب أضرارًا دائمة لو لم نتلقى العلاج في الوقت المناسب. شعرت بالذنب لإيذاء إليناليس وزانوبا بهذا الشكل، ولكن لولا ذلك، لما تمكنّا من شل حركة ملكة الشياطين الخالدة.

لن يتوقف. كان يتابع تقدمه رغم كل ما ألقيته عليه، متصدياً لكل شيء أو مقاوماً إياه.

أخذونا إلى المستشفى لتلقي العلاج من الحروق الكهربائية. كليف هو من تطوع لرعايتنا بنفسه.

تلك هي قدرات ساحر المخضرم…

“تعالوا، سأتولى القضاء على أربعتكم معًا!”

“روديوس! ساعد كليف! أسرع!” صرخت إليناليس من خلفي.

“لن أكسره. ولكن هذه فرصة نادرة لا أستطيع تفويتها.” قال بيروجيوس وهو يرفع يده اليمنى، التي تحولت إلى اللون الأبيض، متوهجة بضوء ساطع لدرجة أن المنطقة بأكملها غُمِرت في وهجها.

“أعلم!” وجهت نظرة سريعة نحوها. كانت مشغولة في قتال الجنود الذين كانوا يقفون بجوار مور.

“أوه…غاه!”

اثنان ضد واحد. لم يكونوا يستهدفونها، لكن كان كل ما يمكنها فعله هو إبقائهم مشغولين.

عيني السحرية توقعت حركتها: ستقوم أتوفي بصد قذيفة الحجر باستخدام سيفها.

“أتركني! الآن! ألا تخجل كإنسان؟! توقف عن التمسك بي! دعنا نتبادل الضربات على الأقل!” صرخت أتوفي بغضب.

آه، اللعنة. بدأت أشعر أنني أدور في حلقة مفرغة.

أجاب زانوبا بصوت ثابت، “حتى لو قتلتني، لن أتركك تذهبين!”

“سأحاول.” تسللت إليناليس باتجاه كليف.

أتوفي قد نطحته بالفعل. رغم الدم الذي يتدفق من جبينه، كان زانوبا يحتفظ بقبضته محكمة حولها.

“جميعًا، ابدأوا بترديد تعويذة الحرق!”

في تلك الأثناء، كان الفرسان الآخرون يواصلون إذابة الجليد من حولهم. كانت البخار يتصاعد في المكان.

“…نعم.” كان من المريح سماع ذلك. من الواضح أن لديه خطة ما. في هذه الحالة، سأتبعه.

“تبًا…”

كانت ذراعيه مثل المشبك وهو يضغط عليها. اندفعت دماء سوداء من فم أتوفي. على ما يبدو، هذا النوع من الهجوم فعال!

ما الذي يمكنني فعله لعرقلة مور ومنعه من ملاحقة كليف؟ هو قوي، ولديه خبرة أكبر مني بكثير في المعارك السحرية. لم تنفع التعاويذ العادية معه. هل يجب أن أطلق تعويذة أقوى؟

“غووه؟!”

لا. حتى لو أوقفت تعويذة قوية ما  مور، لن يكون ذلك مفيدًا إذا أصيب كليف في نفس الوقت. بالإضافة إلى أن مور كان سريعاً في الرد على أي شيء ألقيته عليه، ولديه ذلك الدرع السخيف أيضًا…

علي استخدام هجوم شامل لشل جميع الجنود المحيطين بنا.

“…!”

وفي اللحظة التالية، انقسم جسده إلى نصفين. قسمه شخص ما أفقياً بضربة واحدة.

حينها أدركت أن الأرض تحت قدمي كانت مبتلة نتيجة لتعويذتي السابقة “فروست نوفا”. الفرسان قد استخدموا تعويذة “الحرق الآني” لإذابة الجليد الذي صنعته، والآن الأرض مغطاة بالماء.

لم تكن هجماته كافية لإجبارها على التراجع. على الرغم من وضعيتها المحرجة، تمكنت من توجيه ضربة بسيفها الضخم. تردد صدى عالٍ عندما انحنت ساقاها وهي تدفع كامل قوتها نحو صدر زانوبا.

ولم يكن مور استثناءً؛ فقد كان أول من حرر نفسه من الجليد.

“لا تكذب عليّ! غرااااه!”

…بالطبع، كانت إليناليس وأنا أيضًا نقف على أرض مبللة. إذا لم تكن أتوفي قد واجهت هذا النوع من السحر من قبل، فمن المحتمل أن مور لم يره أيضًا.

لم يلتفت كليف إلى الخلف. كان على بعد ثلاث خطوات فقط من دائرة السحر. لم يستطع أحد اللحاق به الآن. بفضل سحري، لم يعد بإمكانهم حتى المحاولة إذا أرادوا.

 لا يهم مدى خبرته، لن يتمكن من صد تعويذة لم يسبق له مواجهتها. وعلى الرغم من ذلك، إذا استخدمتها، فسيتأثر الجميع — إليناليس، زانوبا، وأنا. كليف وحده سيبقى سالمًا. فهو خارج نطاق تأثير التعويذة. سيكون بخير.

***

اتخذت قراري في تلك اللحظة، بلا تردد.

تبع زانوبا هجومه بضربة أخرى. خطا خطوة كبيرة ووجه قبضته نحو جسدها.

“البرق!”

“أرض… غاااه!”

صببت كمية ضخمة من المانا في التعويذة، بحيث تكون كافية لشل الجميع دون قتلهم.

بقيت أتوفي واقفة، متجمدة في مكانها. لقد علمت بالفعل أنني أستطيع استخدام السحر دون الحاجة إلى تلاوة التعويذات، لكنها لم تحرك ساكنًا لمقاطعة تحضيراتي. هذا لصالحنا تمامًا.

انطلقت الكهرباء من يدي، متشققة عبر الهواء كأنها موجة صاعقة، وضربت الأرض المبللة من حولي. انتشرت عبر الماء وأصابت كل من في المنطقة.

كانت هذه الفكرة وحدها كافية لتزلزل كياني بالكامل. لدرجة أن كل جزء من جسدي كان يرتعش خوفًا. لم يكن هناك شيء أغلى من الدفء الذي بين يدي في هذه اللحظة.

“غيااااااه!”

“آه، يا سيدتي أتوفي…” بدأ الفارس المدرع بالتحرك متجاوزًا كليف، وهو يعرج نحو المنحدر. لكن شيئًا ما كان غريبًا في سلوكه.

“آآآآه!”

“هااااااااه!” صرخ زانوبا وهو يوجه قبضته. القوة التي خلفها كانت كافية لجعل شعري يقف. اندفعت قبضته في الهواء مباشرة نحو وجه أتوفي. حاولت صدها باستخدام قفازها…

“أووووووه!”

بقيت أتوفي واقفة، متجمدة في مكانها. لقد علمت بالفعل أنني أستطيع استخدام السحر دون الحاجة إلى تلاوة التعويذات، لكنها لم تحرك ساكنًا لمقاطعة تحضيراتي. هذا لصالحنا تمامًا.

تصاعد الدخان من الدروع السوداء المحترقة للفرسان وهم يسقطون جميعًا على الأرض. لقد أصابت الصدمة الجميع، بما في ذلك إليناليس، زانوبا، أتوفي، الجنود الآخرون، مور، وأنا.

ولم يكن مور استثناءً؛ فقد كان أول من حرر نفسه من الجليد.

“أوه…غاه!”

مع قليل من الجهد، أستطيع أن أفعل الشيء نفسه.

اندفعت الصاعقة عبر جسدي، تنخر في عمودي الفقري ومفاصلي. كل جزء من جسمي بدا وكأنه ينحني في الاتجاه الخاطئ.

ترجمة نيرو

لم أستخدم ما يكفي من المانا للقتل، لذلك كنت أعلم أنني سأخرج من هذا على قيد الحياة. ولكن ذلك لم يمنع الظلام من الاستيلاء على رؤيتي بينما فقدت وعيي.

“يا إله المجهول، استجب لندائي وارفع الأرض نحو السماء! رمح الأرض!” أطلق مور تعويذة أخرى تحت قدميه. ارتفع قسم من الأرض، واستخدمه كنقطة ارتكاز ليتفادى المستنقع ويقفز فوقه.

***

إذا كان هذا هو ما يلزم لأعود إلى المنزل، فسأفعل ذلك.

عندما استعدت وعيي، وجدت نفسي ممددًا على الأرض. أتذكر أنني فقدت الوعي، لكن لم يدم ذلك أكثر من بضع ثوانٍ. جسدي كله كان مشلولًا. على الأقل، كانت رؤيتي سليمة.

التفت نحو أتوفي ورفعت عصاي. سأستخدم هجومي المعتاد “قذيفة الحجر”. ربما يكون “البرق” خيارًا أفضل، لأنه سحر من مستوى الملك وتملك أفضل قوة نارية ضد خصم واحد، لكن هذه المسافة قد تجعلنا نصاب جميعًا بالتعويذة. أردت تجنب التصرف بغباء والتسبب في تدميرنا بسحري الخاص.

ما الذي حدث لكليف؟

“كه؟!”

رفعت رأسي ببطء.

ذلك مطمئن للغاية. لماذا يبدو دائمًا بطوليًا في هذه الأوقات؟

كان مور راكعًا على ركبتيه، والدخان يتصاعد من درعه المتصدع. كانت يده ممدودة نحو كليف، وكان يتمتم شيئًا بصوت خافت، على ما يبدو تعويذة ما.

كان كليف حذرًا للغاية أثناء علاج جروح إليناليس، ربما كان قلقًا من وجود ندوب دائمة. بالنسبة لها، وجدت إليناليس اهتمامه محببًا، وبمجرد أن أنهى علاجها، حملته بعيدًا إلى مكان آخر.

أحتاج لاستخدام “تعطيل السحر”… لا، لن أتمكن من ذلك في الوقت المناسب.

“يا إله المجهول، استجب لندائي وارفع الأرض نحو السماء! رمح الأرض!” أطلق مور تعويذة أخرى تحت قدميه. ارتفع قسم من الأرض، واستخدمه كنقطة ارتكاز ليتفادى المستنقع ويقفز فوقه.

ركّزت كل ما تبقى لدي من مانا في ذراعي اليسرى. حتى لو كانت يدي اليمنى لا تزال مخدرة من الصدمة، فإن يدي الاصطناعية لا تزال تعمل. فتحت أصابعي وأطلقت تعويذة من كفي.

“أعلم!” وجهت نظرة سريعة نحوها. كانت مشغولة في قتال الجنود الذين كانوا يقفون بجوار مور.

“الريح الحاجزة!”

زمجرت أتوفي عندما رأيت كليف يتجاوزها.

“ذراعي، امتصي السحر!”

“أرواح الأراضي الجرداء، استجيبوا لندائي وامنحوني… “

اختفت التعويذة الهوائية التي أطلقها مور في الحال.

ربما سيكون البرق أكثر فعالية؟ لكن هل يمكنني حقًا استخدام تعويذة تعلم هي أنها ستكون على استعداد لتفاديها؟

“ماذا؟!” التفت مور نحوي بسرعة، مفاجأً بما حدث. لم أستطع رؤية تعابير وجهه من خلف خوذته، لكن دهشته كانت واضحة.

“كه؟!”

لم يلتفت كليف إلى الخلف. كان على بعد ثلاث خطوات فقط من دائرة السحر. لم يستطع أحد اللحاق به الآن. بفضل سحري، لم يعد بإمكانهم حتى المحاولة إذا أرادوا.

“مستحيل.”

تعويذتي قد شلت أيضًا أتوفي. كانت عيناها مفتوحتين على وسعهما، تحدقان بي مثل نمر يتربص بفريسته. “أيها الوغد… لقد نجحت في الإيقاع بنا. هذا سحر غريب لم أره من قبل.”

لا مشكلة. لا يزال بإمكاني فعل ذلك. صببت كل مانا أستطيع حشدها في عصاي وأطلقت تعويذتي.

لم أجبها.

المانا.

“ومع ذلك، لقد جعلتني متحمسة. لا أستطيع الانتظار حتى أجعلك تابعًا لي. كيهاهاها. أردت دائمًا ساحرًا مثلك. سأعتني بك جيدًا، أعدك بذلك.” كانت تبتسم بطريقة شيطانية.

“عندما يستهلكه الغضب، لا يستطيع إغلاق قبضته. على الرغم من أن مخالبه قد تنكسر وأنيابه قد تتساقط، فإنكِ ستدركين قريبًا أي المشاعر تسيطر على هذا التنين المخلص عندما يتخلى عن إخلاصه!”

حدقت فيها بلا خوف.

“سأفي بالقسم الذي أقسمته على كال. لقد كان صديقي الأعز.”

كونها ملكة الشياطين الخالدة، كنت واثقًا بأنها ستتعافى بسرعة أكبر مني. لن يكون هناك مهرب آخر. لن نتمكن من مقاومتها.  زانوبا قد أغمي عليه تمامًا.

“سيدي، أقسم أنني سأتبع أي هجوم تشنه، لذا أرجوك ضع ثقتك بي”، قال زانوبا بنظرة ثابتة مليئة بالثقة.

رغم أنه كان لا يزال يحتفظ بذراعيه ملتفتين حولها، إلا أنه بدا لي على وشك فقدان قبضته حولها. بالنظر إلى تحمله المنخفض للألم، كان من المرجح أنه سيبقى فاقدًا للوعي لفترة.

كونها ملكة الشياطين الخالدة، كنت واثقًا بأنها ستتعافى بسرعة أكبر مني. لن يكون هناك مهرب آخر. لن نتمكن من مقاومتها.  زانوبا قد أغمي عليه تمامًا.

هذه… هي النهاية.

كان بيروجيوس ينطق كل كلمة ببطء، وشيئًا فشيئًا كان السحر من حوله يتجمع.

“…”

“أنا معجب بكمية القوة السحرية التي تمتلكها، حيث استطعت تجميدنا جميعًا.” قال مور، ثم صرخ نحو الجنود الآخرين :

نظرت إلى إليناليس. كان جسدها كله يرتجف وهي تحاول الوقوف على قدميها. لقد تلقت نفس الضرر الذي تلقيته، لكنها لم تستسلم بعد. كانت مصممة على المحاولة، رغم كل الصعاب.

ردت أتوفي بعد فترة صمت طويلة “قد تكونان صديقين، لكنني لا أزال أكرهك!”

عندما تستسلم، ينتهي كل شيء. هكذا قال المدرب ذو الشعر الأبيض في مانجا سلام دانك.

حسنًا، أستطيع فعل هذا. تحرك، روديوس.

مع قليل من الجهد، أستطيع أن أفعل الشيء نفسه.

“انفجار الرياح!”

لنستمر. لنذهب إلى البيت. أريد العودة. يجب أن أعود.

“آه، يا سيدتي أتوفي…” بدأ الفارس المدرع بالتحرك متجاوزًا كليف، وهو يعرج نحو المنحدر. لكن شيئًا ما كان غريبًا في سلوكه.

وحين أعود… ربما سيكون لدي بعض الوقت الحميم مع سيلفي. وروكسي بالطبع. كما أنني أريد احتضان لوسي الصغيرة.

كانت طريقة بيروجيوس في النظر إليها مثل نمر يتأهب للانقضاض على فريسته المفضلة.

بالإضافة إلى أنني وعدت نورن أن أدرّسها فنون السيف والسحر، وكنت متحمسًا لتناول الأرز الذي تعده أيشا.

أحتاج لاستخدام “تعطيل السحر”… لا، لن أتمكن من ذلك في الوقت المناسب.

لقد كانت ليليا تحمل عبئًا كبيرًا على عاتقها في رعاية والدتي. ولا شك أن ذاكرتها ستعود إليها في النهاية.

“…نعم.” كان من المريح سماع ذلك. من الواضح أن لديه خطة ما. في هذه الحالة، سأتبعه.

وعندما يحدث ذلك، يمكننا الذهاب معًا لزيارة قبر والدي.

“نعم، سيدي!”

نعم، هذا صحيح. سنظل نبتسم معًا، كما كنا دائمًا.

تركت أتوفي صورة وهمية خلفها وهي تتحرك بسرعة فائقة. على الرغم من أن وصفها بـ”صورة وهمية” قد يكون مبالغًا فيه؛ لم تحرك ذراعها سوى قليلاً لتغيير اتجاه سيفها بشكل طفيف.

كانت حياتي في هذا العالم ممتعة للغاية.

أخذونا إلى المستشفى لتلقي العلاج من الحروق الكهربائية. كليف هو من تطوع لرعايتنا بنفسه.

عليّ أن أحميها. يجب عليّ ذلك.

أين عصاي؟ أين ذهبت؟ أحتاجها لتنفيذ تعاويذي.

حسنًا، أستطيع فعل هذا. تحرك، روديوس.

كنت أعلم أن هذه التعويذة لن تجدي نفعًا معها.

 لا يهم إن كانت ذراع واحدة فقط، يمكنك على الأقل استخدام السحر.

كنا بحاجة إلى خلق فجوة لكي يتمكن كليف من التسلل عبرها ويتجه بالنقل الأني الى الحصن. بينما يحاول إقناع بيروجيوس بإنقاذنا، سيكون علينا الصمود في مواجهة أتوفي. إذا نجح كليف، سيأتي بيروجيوس لإنقاذنا.

أين عصاي؟ أين ذهبت؟ أحتاجها لتنفيذ تعاويذي.

بعد ذلك، ساعدنا أتباع بيروجيوس على العودة إلى دائرة النقل الآني. كان علينا الاعتماد عليهم في المشي، حيث كنا جميعًا بحاجة إلى دعمهم بسبب إصاباتنا.

آه، ها هي.

“لن أكسره. ولكن هذه فرصة نادرة لا أستطيع تفويتها.” قال بيروجيوس وهو يرفع يده اليمنى، التي تحولت إلى اللون الأبيض، متوهجة بضوء ساطع لدرجة أن المنطقة بأكملها غُمِرت في وهجها.

اتضح أنني كنت مستلقيًا فوقها.

“…نعم.” كان من المريح سماع ذلك. من الواضح أن لديه خطة ما. في هذه الحالة، سأتبعه.

أعتذر يا أكوا هارتيا. لابد أنني كنت ثقيلًا عليك.

 “سيفك ضعيف جدًا! شاهدي الآن كيف تفعلين ذلك بشكل صحيح!”

على أي حال، أستطيع فعل هذا. كل ما عليّ فعله هو الصمود حتى تأتي المساعدة. هذا كل شيء. لا حاجة للفوز.

“لم أرَ حروقًا كهذه من قبل…” تمتم كليف بينما كان يستخدم سحره لعلاجنا. لم تكن جروحنا مهددة للحياة، لكن الحروق كانت عميقة بما يكفي لتسبب أضرارًا دائمة لو لم نتلقى العلاج في الوقت المناسب. شعرت بالذنب لإيذاء إليناليس وزانوبا بهذا الشكل، ولكن لولا ذلك، لما تمكنّا من شل حركة ملكة الشياطين الخالدة.

رجاءً، سيد كليف. أعلم أنك قد تكره بيروجيوس، لكن أرجوك أقنعه. لا يهمني إن لم تتمكن من ذلك على الفور، لكن إذا استطعت فقط إرسال بعض الدعم خلال السنة القادمة، سيكون ذلك رائعًا.

“هل تنوي حقًا كسر القسم؟!” صرخت.

“ماذا؟!” فجأة، انطلق صوت مصدوم من خلفي.

“ملكة الشياطين الخالدة أتوفيراتوفي، أليس كذلك؟” تحدث الرجل الذي ظهر عند مدخل الآثار بلغة الشياطين بطلاقة.

رفعت رأسي بسرعة ونظرت نحو مصدر الصوت.

كانت ذراعيه مثل المشبك وهو يضغط عليها. اندفعت دماء سوداء من فم أتوفي. على ما يبدو، هذا النوع من الهجوم فعال!

كان كليف قد وصل إلى مدخل الآثار تحت الأرض، حيث اصطدم بأحد الفرسان المدرعين.

كانت أتوفي هي من صرخت بدهشة وهي تحدق باتجاه كليف.

“مستحيل.”

بقيت أتوفي واقفة، متجمدة في مكانها. لقد علمت بالفعل أنني أستطيع استخدام السحر دون الحاجة إلى تلاوة التعويذات، لكنها لم تحرك ساكنًا لمقاطعة تحضيراتي. هذا لصالحنا تمامًا.

كان هذا الجندي يقف داخل الآثار طوال هذا الوقت؟

أين عصاي؟ أين ذهبت؟ أحتاجها لتنفيذ تعاويذي.

“آه…”

لا، حتى لو هُزمت، على الأرجح لن أموت. فقط لن أتمكن من رؤية عائلتي لعقدٍ على الأقل، وأنا بالتأكيد لا أرغب في ذلك.

لماذا لم أفكر في ذلك الاحتمال؟ كانت هذه ثغرة واضحة بما يكفي. بغض النظر عن مدى غباء أتوفي، بالطبع ستقوم بتفتيش الآثار.

رفعت إليناليس درعها في اللحظة الأخيرة. وفي اللحظة التالية، تردد صوت عميق عبر المكان، وارتدت إليناليس في الهواء، تدحرجت عبر الأرض الصخرية ثم نهضت بسرعة، مثل القط. بدى الخوف في عينيها. لقد كانت هجماتها غير فعّالة.

انتشر شعور بالظلام بداخلي. الشعور الذي تغمرني به تلك العاطفة التي أعرفها جيدًا — اليأس. أردت أن أصرخ، أن أستسلم للتعب.

***

لن أرى سيلفي أو روكسي مرة أخرى. بدلاً من ذلك، سأضطر إلى التدريب مع تلك الملكة الشيطانية الحمقاء حتى يوم وفاتي. بينما أستسلم لمصيري، بدأ شعور القوة يغادر جسدي تدريجيًا.

 لا يهم مدى خبرته، لن يتمكن من صد تعويذة لم يسبق له مواجهتها. وعلى الرغم من ذلك، إذا استخدمتها، فسيتأثر الجميع — إليناليس، زانوبا، وأنا. كليف وحده سيبقى سالمًا. فهو خارج نطاق تأثير التعويذة. سيكون بخير.

في تلك اللحظة، جاء صوت مفاجئ، ليس مني، ولا من إليناليس، ولا حتى من مور.

أعتذر يا أكوا هارتيا. لابد أنني كنت ثقيلًا عليك.

“ماذا؟!”

“يا أيها الجنرال التنين، أنت يا ثالث من مات، صاحب العيون الأكثر حدة، والجسد المغطى بالقشور البيضاء— أنا، ملك التنانين المدرع بيروجيوس، أستدعيك.”

كانت أتوفي هي من صرخت بدهشة وهي تحدق باتجاه كليف.

لم تُبعث أتوفي إلا خلال حرب لابلاس، وكان لابلاس هو من منحها حياة جديدة، وأصبحت مشهورة مرة أخرى كملكة شيطانية تعمل بجانبه. ومع انتهاء ذلك الصراع، هُزمت على يد إله الشمال كالمان واستسلمت.

“آه، يا سيدتي أتوفي…” بدأ الفارس المدرع بالتحرك متجاوزًا كليف، وهو يعرج نحو المنحدر. لكن شيئًا ما كان غريبًا في سلوكه.

كانت كيشيريكا، الإمبراطورة الشيطانية، قد التصقت بوجه أتوفي. لقد كانت جالسة على كتف زانوبا قبل لحظات.

“الدائرة السحرية بالداخل — إنها تؤدي إلى بيرو…”

كانت المسافة ثلاثون خطوة نحو دائرة النقل الآني من هنا. ليست قريبة جدًا، لكنها أيضًا ليست بعيدة. إذا ركض كليف بكل طاقته، سيتمكن من الوصول.

وفي اللحظة التالية، انقسم جسده إلى نصفين. قسمه شخص ما أفقياً بضربة واحدة.

تصاعد الدخان من الدروع السوداء المحترقة للفرسان وهم يسقطون جميعًا على الأرض. لقد أصابت الصدمة الجميع، بما في ذلك إليناليس، زانوبا، أتوفي، الجنود الآخرون، مور، وأنا.

ذلك الشخص المضيء الذي ظهر خلفه له شعر فضي، وتوهجت عيناه الصغيرتان باللون الذهبي، مرتديًا ملابس بيضاء مغطاة ببقع دماء.

“حسنًا، لنقم بذلك!”

“ملكة الشياطين الخالدة أتوفيراتوفي، أليس كذلك؟” تحدث الرجل الذي ظهر عند مدخل الآثار بلغة الشياطين بطلاقة.

كان كليف قد وصل إلى مدخل الآثار تحت الأرض، حيث اصطدم بأحد الفرسان المدرعين.

 “لم أكن لأتوقع وجودك هنا. على الرغم من أنني فكرت في أن شيئًا كهذا قد يحدث عندما ربطت دائرتي السحرية بدائرة ريكاريسو.”

 لا يهم إن كانت ذراع واحدة فقط، يمكنك على الأقل استخدام السحر.

تبعه عدد من الأشخاص. اثنان منهم كنت أعرفهما — أرومانفي اللامع وسيلفاريل الفراغية. لم أتعرف على الآخرين بعد، لكن كانوا ستة في المجمل.

“أنا معجب بكمية القوة السحرية التي تمتلكها، حيث استطعت تجميدنا جميعًا.” قال مور، ثم صرخ نحو الجنود الآخرين :

“لقد دنس جنودك قلعتي بدمائهم.”

عيني السحرية توقعت حركتها: ستقوم أتوفي بصد قذيفة الحجر باستخدام سيفها.

آه، هذا منطقي. أتوفي وصلت إلى هنا قبلنا. لابد أنها وجدت مدخل الآثار وأمرت جنودها بالذهاب والبحث. أولئك الذين عثروا على الدائرة السحرية لابد أنهم دخلوا لرؤية ما يوجد على الجانب الآخر. وهكذا، شياطين دخلوا قلعة بيروجيوس الطائرة.

“لا تكذب عليّ! غرااااه!”

“بييييروجيوووس!” صرخت أتوفي بصوت مدوٍّ.

عندما استعدت وعيي، وجدت نفسي ممددًا على الأرض. أتذكر أنني فقدت الوعي، لكن لم يدم ذلك أكثر من بضع ثوانٍ. جسدي كله كان مشلولًا. على الأقل، كانت رؤيتي سليمة.

لقد ظهر ملك التنانين المدرع شخصيًا أمامنا.

 شعرت وكأنه رفض غير مقصود. ومع ذلك، رغم الألم الذي شعرت به، واصلت احتضانها بشدة.

***

لم ترتدّ أتوفي حتى. بدى كما لو أن بعض الرمل قد دخل عينها وهي تعبر عن انزعاجها بعبوس.

في اللحظة التي رأت فيها أتوفي بيروجيوس، تغيرت الأجواء المحيطة بها تمامًا. تدفقت منها موجات من العداء لم نرَ مثلها من قبل. كانت عيناها تلمعان وكأنما كانت تشتعل بلهيب كراهية قديم. كان تعبيرها وكأن بيروجيوس قد قتل والديها.

بمجرد أن تعافيت تمامًا وكنت قادرًا على الحركة، ذهبت لرؤية سيلفي. كانت مستلقية على السرير، تقرأ كتابًا، ولكن عندما دخلت، رفعت رأسها وأمالت رأسها بفضول. “ماذا هناك؟”

“بيروجيوس، أيها اللعين!”

بينما كانت أتوفي على وشك أن تقطع القذيفة، توقفت فجأة. وبعد لحظة، ارتطم الشيء بوجهها مباشرة.

على الرغم من أن جسدها كان لا يزال مشلولًا من الصدمة، بدأت أتوفي ترفع نفسها وتدفع زانوبا بعيدًا. جسده سقط بلا حول ولا قوة على الأرض، وهي تجاهلته تمامًا، مركزّة نظرها على بيروجيوس. بدأت أجنحتها بالخفقان بسرعة، محاولًة تركيز قوتها في ساقيها للاندفاع نحوه، لكن ركبتيها انهارتا من تحتها.

“الريح الحاجزة!”

“هاه… هاه…”

ذلك مطمئن للغاية. لماذا يبدو دائمًا بطوليًا في هذه الأوقات؟

تقدم بيروجيوس بخطوات بطيئة، مبتسمًا ابتسامة ساخرة. “أوه؟ هذه مفاجأة سارة، أتوفيراتوفي. هل أسقطتي دفاعك مرة أخرى؟ يبدو أن قبيلتك من الشياطين الخالدين تميل إلى ذلك.”

عيني السحرية توقعت حركتها: ستقوم أتوفي بصد قذيفة الحجر باستخدام سيفها.

صرخت أتوفي بغضب متفجر : “إذًا هؤلاء الأشخاص — كانوا تابعينك، صحيح؟ هذه الخدعة الدنيئة التي لجأت إليها… هل كان كل هذا لتقتلني؟ ماذا عن القسم الذي أقسمته على كال؟!”

“إذا أرسلناه مع أوراق النباتات، والمذكرة، سيملك ما يكفي لإنقاذ ناناهوشي”، تابعت إليناليس بهدوء.

ضحك بيروجيوس وهو ينظر إليها من فوق كتفه.

لنستمر. لنذهب إلى البيت. أريد العودة. يجب أن أعود.

أتوفي كانت تتصبب غضبًا وهي تصرخ نحوه. حاول مور الزحف نحوها، وقد بدت خطواته متعثرة، لكنه لم يتمكن من الوصول إليها. الوحيدون الذين لم يتأثروا بتعويذتي كانوا بيروجيوس وأتباعه الاثني عشر، بالإضافة إلى كليف.

“آه!”

كانت طريقة بيروجيوس في النظر إليها مثل نمر يتأهب للانقضاض على فريسته المفضلة.

نظرت إلى إليناليس. كان جسدها كله يرتجف وهي تحاول الوقوف على قدميها. لقد تلقت نفس الضرر الذي تلقيته، لكنها لم تستسلم بعد. كانت مصممة على المحاولة، رغم كل الصعاب.

 “لا تسيئي الفهم” قال بهدوء.

 بالإضافة إلى ذلك، لقد مررت بتجارب مشابهة أثناء تدريبي.

“هؤلاء الناس أرادوا إنقاذ صديقهم، لذا طلبوا مساعدتي. هذا كل شيء.”

آسف على ذلك.

“لا تكذب عليّ! غرااااه!”

لكن…

“سأفي بالقسم الذي أقسمته على كال. لقد كان صديقي الأعز.”

مور واصل مطاردة كليف دون أن ينظر خلفه. كان يتحرك بسرعة ملحوظة بالنسبة لرجل في درع ثقيل. في المقابل، كان كليف يحمل حمولة كبيرة. المسافة بينهما كانت حوالي سبع خطوات.

ردت أتوفي بعد فترة صمت طويلة “قد تكونان صديقين، لكنني لا أزال أكرهك!”

“همف!”

تنهد بيروجيوس ببطء قبل أن يقول : “وأنا كذلك، أحتقر الأشخاص أمثالك. أنتِ حمقاء لا تستمعين إلى المنطق.” ثم رفع ذراعيه إلى الأعلى وراحتيه مفتوحتين.

 “سيلفاريل، اجمعي البقية واهتمي بجروحهم.”

وجه أتوفي شحب فجأة “ل-لا، لا يمكنك فعل ذلك…”

نظرت نحو كليف. كان يهز رأسه، وعلى وجهه تعبير جاد، تعبير شخص مكرس لتنفيذ مهمته، وليس شخصًا مستعداً ليهرب من المعركة.

تجاهل اعتراضاتها وبدأ في إلقاء تعويذته : “هذا التنين يعيش ليخدم فقط. مخالبه طويلة وحادة، لدرجة أنه لا يستطيع قبض يده…”

أتوفي كانت تتصبب غضبًا وهي تصرخ نحوه. حاول مور الزحف نحوها، وقد بدت خطواته متعثرة، لكنه لم يتمكن من الوصول إليها. الوحيدون الذين لم يتأثروا بتعويذتي كانوا بيروجيوس وأتباعه الاثني عشر، بالإضافة إلى كليف.

شعرت وكأنني سمعت هذا السحر من قبل في مكان ما.

أخذونا إلى المستشفى لتلقي العلاج من الحروق الكهربائية. كليف هو من تطوع لرعايتنا بنفسه.

“عندما يستهلكه الغضب، لا يستطيع إغلاق قبضته. على الرغم من أن مخالبه قد تنكسر وأنيابه قد تتساقط، فإنكِ ستدركين قريبًا أي المشاعر تسيطر على هذا التنين المخلص عندما يتخلى عن إخلاصه!”

“غاه؟!”

كان بيروجيوس ينطق كل كلمة ببطء، وشيئًا فشيئًا كان السحر من حوله يتجمع.

 **

“يا أيها الجنرال التنين، أنت يا ثالث من مات، صاحب العيون الأكثر حدة، والجسد المغطى بالقشور البيضاء— أنا، ملك التنانين المدرع بيروجيوس، أستدعيك.”

 ولم أكن لأرى لوسي وهي تكبر. ولا روكسي، ولا نورن، ولا أيشا — لن أرى أيًا منهم مرة أخرى.

بحلول الوقت الذي أدركت فيه ما كان يحدث، كانت أتوفي محاصرة بين بوابتين ظهرتا حولها، تفصلها عن البقية. كانت البوابتان محفورتين بنقوش دقيقة لتنانين، تبدوان فاخرتين للغاية.

أجاب زانوبا بصوت ثابت، “حتى لو قتلتني، لن أتركك تذهبين!”

 واحدة كانت فضية، والأخرى ذهبية، ظهرتا من الأرض بينما واصل بيروجيوس إلقاء تعويذته.

 باستثناء كليف، بالطبع. لقد وقف يتحدث مع كيشيريكا أثناء علاجنا. وعندما نظرت في اتجاههم، كانت كيشيريكا تضحك بشكل هيستيري قبل أن تختفي في الأفق، حرة مرة أخرى.

“افتحي، بوابة التنين الخلفية. وتقدمي إلى الأمام، بوابة التنين الأمامية.”

اثنان ضد واحد. لم يكونوا يستهدفونها، لكن كان كل ما يمكنها فعله هو إبقائهم مشغولين.

عند أمره، انفتحت البوابتان. بدأ شيء ما يتدفق من البوابة اليمنى ويصب في البوابة اليسرى. لم يكن ريحًا، بل كان شيئًا لا يمكن رؤيته بالعين المجردة— شيئًا أعرفه جيدًا.

كان مور راكعًا على ركبتيه، والدخان يتصاعد من درعه المتصدع. كانت يده ممدودة نحو كليف، وكان يتمتم شيئًا بصوت خافت، على ما يبدو تعويذة ما.

المانا.

 كانت أتوفي تجسد قوة الشياطين، على الرغم من أنها كانت تفتقر إلى الذكاء، إلا أنها تمتلك قدرات قتالية هائلة وقدرة تحمل لا تصدق، مما جعلها تُعتبر ملكة شيطانية متوحشة يخشاها الجميع.

استدعى بيروجيوس تلك البوابات لامتصاص المانا من كل من حوله.

كان كليف قد وصل إلى مدخل الآثار تحت الأرض، حيث اصطدم بأحد الفرسان المدرعين.

بدأت أشعر أن طاقتي السحرية تُستنزف. لم يكن هذا نفس الشعور الذي اختبرته مع أورستيد. كان الاستنزاف هذه المرة أسرع وأكثر شدة، كأنه يستنزف قوّتي الجسدية أيضًا.

لماذا لم أفكر في ذلك الاحتمال؟ كانت هذه ثغرة واضحة بما يكفي. بغض النظر عن مدى غباء أتوفي، بالطبع ستقوم بتفتيش الآثار.

“لا، سيدتي أتوفي، اهربي…” مور، الذي كان يزحف نحونا، قد انهار تمامًا.

“أوه…غاه!”

أقدام أتوفي كانت ترتجف بعنف وهي تواجه بيروجيوس بنظرات غاضبة.

“لن نفوز، حتى وإن قاتلنا نحن الأربعة معًا. نحن بحاجة لأن تطلب تعزيزات. هذه هي مهمتك في هذا القتال، وهي مهمة فاصلة جدًا.”

“بييرووجيوووس!”

 عادت لتحتضنني بلطف. لم تطلب أي تفسير؛ فقط عانقتني. وكان ذلك كافيًا بالنسبة لي.

بدأ جسدها يتضاءل، كما لو أن البوابات كانت تمتص الهالة القتالية التي كانت تلفّ بها نفسها.

رفعت رأسي بسرعة ونظرت نحو مصدر الصوت.

“هل تنوي حقًا كسر القسم؟!” صرخت.

“أرى هجومك بوضوح!”

“لن أكسره. ولكن هذه فرصة نادرة لا أستطيع تفويتها.” قال بيروجيوس وهو يرفع يده اليمنى، التي تحولت إلى اللون الأبيض، متوهجة بضوء ساطع لدرجة أن المنطقة بأكملها غُمِرت في وهجها.

بمجرد أن أدركت إليناليس أن هجومها لن ينجح، انسحبت. اقتربت من بدرعها وأعادت التركيز لتوجه ضربة أخرى بسلاحها.

“ضربة التنين المدرع، القطع الأول.”

وبينما كانت ذراعي ملتفّة حولها، غلبني النعاس، حيث شعرت بالراحة التامة.

أسقط يده، وكل ذلك الضوء اخترق جسد أتوفي مباشرة.

“أرواح الأراضي الجرداء، استجيبوا لندائي وامنحوني… “

“لن أنسى هذا، بييرووجيوووس!”

أولًا، علينا شل حركة أتوفي لفترة قصيرة. خلال هذه الفترة، سأشتت الحراس الآخرين بسحري حتى يتمكن كليف من الهروب. حسب كيف تسير الأمور، ربما نتمكن من الفرار جميعًا معه.

تجمد جسدها بالكامل. بدا الزمن وكأنه تباطأ لوهلة، ثم رمي جسدها في الهواء بقوة هائلة. تدحرج جسدها الذي انقسم إلى نصفين بعيدًا عن الأنظار.

تشوه وجه زانوبا من الألم وهو يسقط على إحدى ركبتيه. حتى أقوى قذيفة حجر لم تكن كافية لجعله يتألم، ومع ذلك، بضربة واحدة فقط من أتوفي، أجبر على السقوط.

“همف. لن تقتلك هذه الضربة على أي حال.” تمتم بيروجيوس لنفسه وهو يدير ظهره، فاقدًا اهتمامه بها.

كان كليف حذرًا للغاية أثناء علاج جروح إليناليس، ربما كان قلقًا من وجود ندوب دائمة. بالنسبة لها، وجدت إليناليس اهتمامه محببًا، وبمجرد أن أنهى علاجها، حملته بعيدًا إلى مكان آخر.

 “سيلفاريل، اجمعي البقية واهتمي بجروحهم.”

بعد دقيقة أو دقيقتين، عادت إليناليس وقالت : “حسنًا، لقد أقنعته.”

“وماذا عن الجنود الآخرين؟” سألت سيلفاريل.

 “سيفك ضعيف جدًا! شاهدي الآن كيف تفعلين ذلك بشكل صحيح!”

“اتركيهم.”

وهناك رواية أخرى تشير إلى أن ملكة الشياطين أتوفي هي من علّمت إله الشمال كالمان الثاني كل ما يعرفه.

“فهمت.”

أتوفي قد نطحته بالفعل. رغم الدم الذي يتدفق من جبينه، كان زانوبا يحتفظ بقبضته محكمة حولها.

أشارت سيلفاريل إلى زاوية بعيدة، حيث كانت كيشيريكا، الإمبراطورة العظمى للعالم الشيطاني، قد سقطت على الأرض. في اللحظة التي ذُكرت فيها كيشيريكا، تحركت فجأة، كما لو أنها تلقت صدمة كهربائية.

“المشكلة أنني لا أعرف ما إذا كنت أستطيع الهروب منهم. ساقاي ليستا سريعتين جدًا، خاصة إذا كنت سأحمل كل ذلك معي…”

يا إلهي، لقد أصبتها أيضًا بصعقتي الكهربائية.

كان ضحك أتوفي لا يزال يرن في أذني، كما كانت مشاعر اليأس التي شعرت بها عندما شُلَّ جسدي بالكامل.

آسف على ذلك.

ترجمة نيرو

“اتركيها أيضًا.”

اثنان ضد واحد. لم يكونوا يستهدفونها، لكن كان كل ما يمكنها فعله هو إبقائهم مشغولين.

“كما تأمر.”

والآن، هذه هي المرة الأولى التي أقتل فيها أحدهم.

يبدو أن بيروجيوس قرر التغاضي عن كيشيريكا هذه المرة. كان ذلك مصدر ارتياح.

 “هجماتك عديمة الفائدة—ماذا؟!”

“حسنًا.”

“سيدي، أقسم أنني سأتبع أي هجوم تشنه، لذا أرجوك ضع ثقتك بي”، قال زانوبا بنظرة ثابتة مليئة بالثقة.

بينما اقتربت سيلفاريل والآخرون منا لمساعدتنا، تنفست الصعداء.

 حسنًا، هي لا تزال ملكة الشياطين الخالدة. أي ضرر تتعرض له سيكون مؤقتًا بلا شك.

لقد تم إنقاذنا.

وقفت أتوفي أمامنا مع حاشيتها من الجنود المدرعين بالسواد. كان طريق الهروب مغلقًا. وبناءً على تعبير وجهها، كانت متحفزة للقتال، حيث كانت ترفع سيفها جاهزة للمواجهة.

***

أين عصاي؟ أين ذهبت؟ أحتاجها لتنفيذ تعاويذي.

بعد ذلك، ساعدنا أتباع بيروجيوس على العودة إلى دائرة النقل الآني. كان علينا الاعتماد عليهم في المشي، حيث كنا جميعًا بحاجة إلى دعمهم بسبب إصاباتنا.

أعادني صوته إلى الواقع.

 باستثناء كليف، بالطبع. لقد وقف يتحدث مع كيشيريكا أثناء علاجنا. وعندما نظرت في اتجاههم، كانت كيشيريكا تضحك بشكل هيستيري قبل أن تختفي في الأفق، حرة مرة أخرى.

تعويذتي قد شلت أيضًا أتوفي. كانت عيناها مفتوحتين على وسعهما، تحدقان بي مثل نمر يتربص بفريسته. “أيها الوغد… لقد نجحت في الإيقاع بنا. هذا سحر غريب لم أره من قبل.”

آمل أن يكون العثور عليها أسهل في المرة القادمة… لكن هذا ليس مهمًا الآن.

تجمد جسدها بالكامل. بدا الزمن وكأنه تباطأ لوهلة، ثم رمي جسدها في الهواء بقوة هائلة. تدحرج جسدها الذي انقسم إلى نصفين بعيدًا عن الأنظار.

بعد أن نقلنا جميعًا مرة أخرى إلى الحصن، قامت سيلفاريل بقطع الاتصال بين الدائرة السحرية ودائرة ريكاريسو. لم يعد هناك طريق للعودة إلى قارة الشياطين.

“آه…”

أخذونا إلى المستشفى لتلقي العلاج من الحروق الكهربائية. كليف هو من تطوع لرعايتنا بنفسه.

ثم شعرت بيد تمسح على شعري. كانت سيلفي تلامس رأسي وتسرّح شعري بأصابعها الرقيقة، الدافئة، واللطيفة.

“لم أرَ حروقًا كهذه من قبل…” تمتم كليف بينما كان يستخدم سحره لعلاجنا. لم تكن جروحنا مهددة للحياة، لكن الحروق كانت عميقة بما يكفي لتسبب أضرارًا دائمة لو لم نتلقى العلاج في الوقت المناسب. شعرت بالذنب لإيذاء إليناليس وزانوبا بهذا الشكل، ولكن لولا ذلك، لما تمكنّا من شل حركة ملكة الشياطين الخالدة.

“آه، يا سيدتي أتوفي…” بدأ الفارس المدرع بالتحرك متجاوزًا كليف، وهو يعرج نحو المنحدر. لكن شيئًا ما كان غريبًا في سلوكه.

كان كليف حذرًا للغاية أثناء علاج جروح إليناليس، ربما كان قلقًا من وجود ندوب دائمة. بالنسبة لها، وجدت إليناليس اهتمامه محببًا، وبمجرد أن أنهى علاجها، حملته بعيدًا إلى مكان آخر.

“سيدي، أقسم أنني سأتبع أي هجوم تشنه، لذا أرجوك ضع ثقتك بي”، قال زانوبا بنظرة ثابتة مليئة بالثقة.

زانوبا لم يستفق بعد، حتى بعد شفائه. لقد أنقذ حياتي حقًا في تلك اللحظات. لا يمكنني أبدًا أن أرد له الجميل على ما فعله. رغم أن الصداقة لا تُقدر بثمن، يجب أن أشكره على كل ما فعله. سأحرص على أن أعبر له عن امتناني عندما يستيقظ.

إذا كان هذا هو ما يلزم لأعود إلى المنزل، فسأفعل ذلك.

***

استدعى بيروجيوس تلك البوابات لامتصاص المانا من كل من حوله.

بمجرد أن تعافيت تمامًا وكنت قادرًا على الحركة، ذهبت لرؤية سيلفي. كانت مستلقية على السرير، تقرأ كتابًا، ولكن عندما دخلت، رفعت رأسها وأمالت رأسها بفضول. “ماذا هناك؟”

اندفعت موجة من الحرارة من جسد أحدهم، مغطية الفرسان الآخرين. وبدأ الدفء ينتشر حولهم، متصدياً لهجمتي الجليدية. كانت الحرارة تتسرب من ذراعي الرجل الذي بدأ بفك التجميد عن نفسه والجنود الآخرين.

لم أجبها. بدلاً من ذلك، انزلقت بهدوء إلى السرير ولففت ذراعي حولها. أطلقت صرخة مفاجأة، مما طعن قلبي.

لم يلتفت كليف إلى الخلف. كان على بعد ثلاث خطوات فقط من دائرة السحر. لم يستطع أحد اللحاق به الآن. بفضل سحري، لم يعد بإمكانهم حتى المحاولة إذا أرادوا.

 شعرت وكأنه رفض غير مقصود. ومع ذلك، رغم الألم الذي شعرت به، واصلت احتضانها بشدة.

“تحت أمرك!” قفز مور إلى الحركة بعد أمرها. وبعد ثوانٍ، نجح اثنان آخران من الجنود في تحرير أنفسهم من أسر الجليد واندفعوا نحو كليف.

كان ضحك أتوفي لا يزال يرن في أذني، كما كانت مشاعر اليأس التي شعرت بها عندما شُلَّ جسدي بالكامل.

“آه…”

أعلم أنني لم أكن لأموت في تلك المعركة. أتوفي كانت تمسك نفسها، وحتى فرسانها لم يهاجمونا بكل قوتهم. السحر الذي استخدمه مور لم يكن قاتلاً أيضًا، لكن هذا لم يجعل الأمر أقل رعبًا.

“حسنًا، لنقم بذلك!”

 لو لم يظهر بيروجيوس في الوقت المناسب، كانت أتوفي ستجبرنا على توقيع عقدها. لم أكن لأحظى بفرصة أخرى لاحتضان سيلفي بهذه الطريقة.

بمجرد أن أدركت إليناليس أن هجومها لن ينجح، انسحبت. اقتربت من بدرعها وأعادت التركيز لتوجه ضربة أخرى بسلاحها.

 ولم أكن لأرى لوسي وهي تكبر. ولا روكسي، ولا نورن، ولا أيشا — لن أرى أيًا منهم مرة أخرى.

نظرت إليه أتوفي بغضب وهي تزمجر، “لديك جسد مدهش، لكن لا تنسَ : لا يوجد دفاع مثالي. زوجي كال هو الذي… غاه!”

كانت هذه الفكرة وحدها كافية لتزلزل كياني بالكامل. لدرجة أن كل جزء من جسدي كان يرتعش خوفًا. لم يكن هناك شيء أغلى من الدفء الذي بين يدي في هذه اللحظة.

“لن أكسره. ولكن هذه فرصة نادرة لا أستطيع تفويتها.” قال بيروجيوس وهو يرفع يده اليمنى، التي تحولت إلى اللون الأبيض، متوهجة بضوء ساطع لدرجة أن المنطقة بأكملها غُمِرت في وهجها.

ثم شعرت بيد تمسح على شعري. كانت سيلفي تلامس رأسي وتسرّح شعري بأصابعها الرقيقة، الدافئة، واللطيفة.

“لن أكسره. ولكن هذه فرصة نادرة لا أستطيع تفويتها.” قال بيروجيوس وهو يرفع يده اليمنى، التي تحولت إلى اللون الأبيض، متوهجة بضوء ساطع لدرجة أن المنطقة بأكملها غُمِرت في وهجها.

 عادت لتحتضنني بلطف. لم تطلب أي تفسير؛ فقط عانقتني. وكان ذلك كافيًا بالنسبة لي.

بالإضافة إلى أنني وعدت نورن أن أدرّسها فنون السيف والسحر، وكنت متحمسًا لتناول الأرز الذي تعده أيشا.

وبينما كانت ذراعي ملتفّة حولها، غلبني النعاس، حيث شعرت بالراحة التامة.

“بييييروجيوووس!” صرخت أتوفي بصوت مدوٍّ.

-+-

تركت أتوفي صورة وهمية خلفها وهي تتحرك بسرعة فائقة. على الرغم من أن وصفها بـ”صورة وهمية” قد يكون مبالغًا فيه؛ لم تحرك ذراعها سوى قليلاً لتغيير اتجاه سيفها بشكل طفيف.

ترجمة نيرو

تصاعد الدخان من الدروع السوداء المحترقة للفرسان وهم يسقطون جميعًا على الأرض. لقد أصابت الصدمة الجميع، بما في ذلك إليناليس، زانوبا، أتوفي، الجنود الآخرون، مور، وأنا.

فصل مدعوم

أجاب زانوبا بصوت ثابت، “حتى لو قتلتني، لن أتركك تذهبين!”

تعويذتي قد شلت أيضًا أتوفي. كانت عيناها مفتوحتين على وسعهما، تحدقان بي مثل نمر يتربص بفريسته. “أيها الوغد… لقد نجحت في الإيقاع بنا. هذا سحر غريب لم أره من قبل.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط