You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

الشرير يرغب في العيش 201

العودة (1)

العودة (1)

الفصل 201: العودة (1)

نظرت مرة أخرى نحو المستشفى. ثم، نظرت إلى جثث الفرسان المصطفين في المسافة.

في غرفة حفظ السجلات، حيث دُفنت سجلات ريكروداك اليومية، كانت بريمين تجلس بمفردها في الظلام وهي تمشط كل سجل.

“إيغريس قد مات بالفعل.”

[… هناك ٣٣٩ شخصًا يخضعون لرعاية خاصة. الكونت إيغريس، رئيس فريدن، عين بعضهم للعمل كذريعة.]

أصدرت أوامري ثم عدت نحو ريكورداك. فجأة، نظرت إلى المستشفى في الزاوية. كان مبنى قديمًا معاد بناؤه. في مكان ما خلف تلك النوافذ المضيئة، كانت جولي. ربما كنت سأتجول هناك في ساعات الفجر-

فريدن. هناك وُلدت بريمين، وهناك أُخذ والداها، وكان مسقط رأسها الذي لم يجلب لها سوى اليأس. شتاء قاسٍ، برد لا ينتهي، في أكواخ خشبية منهارة، جوعت لمدة ثلاثة أيام لم تأكل فيها شيئًا سوى الثلج المذاب، ولعقت فتات الطعام من الأرض… تلك الأيام الكريهة.

“…”

[القائمة تشمل لوبورن، باينسمور، جيكريل…]

“…”

كانت تاريخ جميع هؤلاء المجرمين مطبوعًا في رأس بريمين. كان لوبورن مجنونًا قتل ١٣ شخصًا وباع لحم البشر؛ أما باينسمور فقد كان حارس أمن قتل نبيلًا حاول اغتصاب أخته. أما جيكريل فقد كان صيدليًا سمّم نهرًا ومسح قرية كاملة من الخريطة.

تبعتهما ليا.

[عاد اثنان فقط من بين ثلاثة عشر عاملاً بعد عشرة أيام، بينما توفي الأحد عشر الآخرون أثناء العمل.]

“نعم، لكن-”

مدّت بريمين يدها نحو الوثيقة.

أصدرت أوامري ثم عدت نحو ريكورداك. فجأة، نظرت إلى المستشفى في الزاوية. كان مبنى قديمًا معاد بناؤه. في مكان ما خلف تلك النوافذ المضيئة، كانت جولي. ربما كنت سأتجول هناك في ساعات الفجر-

زييييييينغ—

“عندما يتم إيقاف الهجرة بالكامل، اذهبوا واستردوا الجثث المتبقية.”

نسخت السجل باستخدام ماناها.

[عاد اثنان فقط من بين ثلاثة عشر عاملاً بعد عشرة أيام، بينما توفي الأحد عشر الآخرون أثناء العمل.]

“…”

“…ماذا تقصدين؟”

كانت لدى بريمين شعور بأن اضطهاد دماء الشياطين سيتزايد قريبًا. وأنه سينتشر كجنون. بعد الكارثة الكبرى، كان هناك انتقام واسع الانتشار. لقد كان هذا هو الحال دائمًا تاريخيًا. هذه المرة، سيكون الهدف هو دماء الشياطين. لذلك، هي وعشيرتها بحاجة إلى هذا الدليل.

ثم، عندما وصلنا إلى محطة القطار، كان هناك العديد من الفرسان وورد دارمان، الكونت ديهامان، في انتظارنا.

وضعت بريمين النسخة في الدرج وأخذت النسخة الأصلية في حقيبتها.

عبست بريمين. في لحظة، أدركت-

تاك—!

بدأت ليا بالبحث في حقيبتها القذرة. مع تنهيدة، أخرجت قطعة من الورق المجعد.

أضاء الضوء بنقرة. ارتجف قلب بريمين وهي تنظر للخلف.

*****

“هل هذا أنت، أيها الأستاذ؟”

“آه! وأنا أيضاً— سأذهب لرؤيتها أيضاً!”

ديكولين. كان يمسك بعصا لدعم ساقه، ويده الأخرى كانت على أسفل ظهره. كانت إصاباته لا تزال واضحة.

كانت رسالة إمبراطورية. تجاهلت إيفرين، التي كانت راكعة على الأرض، وأخذت الرسالة بركبة منحنية.

“ماذا تفعلين في مثل هذا المكان؟”

“…”

“أنا نائبة مدير الأمن في الإمبراطورية. التحقيق في الجرائم هو-”

“…”

ووووووووش—

حك زيت خده، وكأنه يتفق معي إلى حد ما.

أخذ ديكولين السجل باستخدام التحريك الذهني. أغمضت بريمين عينيها للحظة وزفرت.

“لن أموت.”

“لا شيء.”

كانت تاريخ جميع هؤلاء المجرمين مطبوعًا في رأس بريمين. كان لوبورن مجنونًا قتل ١٣ شخصًا وباع لحم البشر؛ أما باينسمور فقد كان حارس أمن قتل نبيلًا حاول اغتصاب أخته. أما جيكريل فقد كان صيدليًا سمّم نهرًا ومسح قرية كاملة من الخريطة.

أخذ ديكولين ينظر إلى السجل. ومع ذلك، كانت بريمين متفائلة. لا يمكن استنتاج أي شيء من مجرد سجل واحد.

“إنها بخير حقاً!”

“بريمين.”

“أتعهد باسم يوكلين.”

نادى ديكولين اسمها. فأومأت برأسها.

“يجب أن تدفعي المقابل المناسب.”

“نعم.”

عبست عند كلمة “هجين”، لكنها سرعان ما استعادت هدوءها.

ثم تابع ديكولين بشكل عادي، كما لو كان والدًا ينادي طفلًا لتناول العشاء.

ثم، ظهرت بريمين فجأة وخطفت الشيء من يد ليا.

“هل تحققين في محاولة تسميم جلالة الإمبراطورة؟”

تقاليد فريدن وجولي. سعيها المستقل سيغذي غضبها. ابتسم زايت وأومأ بخفة.

اخترقت كلماته قلبها.

توقفت بريمين؛ كان السجل في منتصف طريقه إلى حقيبتها.

“…”

كانت تاريخ جميع هؤلاء المجرمين مطبوعًا في رأس بريمين. كان لوبورن مجنونًا قتل ١٣ شخصًا وباع لحم البشر؛ أما باينسمور فقد كان حارس أمن قتل نبيلًا حاول اغتصاب أخته. أما جيكريل فقد كان صيدليًا سمّم نهرًا ومسح قرية كاملة من الخريطة.

تصلبت بريمين. كان تعبيرها عاديًا، لكن جسدها أصبح صلبًا كالحجر. نسيت أن تتنفس لبضع ثوان. ومع ذلك، ظل وجهها لا يُظهر شيئًا، وجاء ردها مختصرًا.

دواء ينقي الطاقة المظلمة في الجسم. لم يكن كنزًا عظيمًا بما يكفي لعلاج لعنة جولي، لكنه بالتأكيد كان شيئًا ذا قيمة.

“إنها مهمة قسم الأمن.”

“همم. شكرًا. سأستفيد منه جيدًا.”

“لماذا تبحثين عنها في ريكروداك؟”

“هل تعتقدين أنكِ ستحصلين على الثروة والشرف أو مستقبل آمن إذا أبلغتِ جلالة الإمبراطورة بذلك؟”

“أنا أبحث فقط عن مجرم له سجل في التسميم. من الصواب التحقيق في أي احتمال مهما كان ضئيلاً.”

“…”

أومأ ديكولين برأسه. ثم سأل مجددًا.

قلت له ما أردت قوله. تصلب وجه زيت، ثم هز رأسه معترضًا في البداية، لكنه وافق في النهاية.

“هل تعتقدين أن إيغريس هو الجاني الرئيسي؟”

[… هناك ٣٣٩ شخصًا يخضعون لرعاية خاصة. الكونت إيغريس، رئيس فريدن، عين بعضهم للعمل كذريعة.]

“…”

“أستاذ، هل يمكننا أن نأكل شيئًا هنا أولاً؟ المطعم هناك مفتوح. بما أننا أربعة… أوه.”

قطع الحديث مباشرة. نظرت بريمين إلى عيني ديكولين الزرقاوتين. هل كانت تلك العيون الزرقاء الكريستالية تتطلع داخل عقلها؟ كان من الممكن حدوث ذلك، لذا توقفت عن التفكير. صفّت ذهنها ولعقت شفتيها الجافتين.

ما يمكنني فعله على الأقل لهؤلاء الفرسان الذين سقطوا هو منح عائلاتهم الشرف. سأساعدهم على العيش في ثراء ورفاهية، وبقلب فخور. منح العدالة للخدمة والجرائم على حد سواء.

“هل تعتقدين أنكِ ستحصلين على الثروة والشرف أو مستقبل آمن إذا أبلغتِ جلالة الإمبراطورة بذلك؟”

“إنها مهمة قسم الأمن.”

أو، هل كان يعرف كل شيء منذ فترة طويلة؟ كان دماغه جيدًا بما يكفي للتنبؤ بقوة الهجرة والعلاقة بين البشر والأحداث التي تبدو غير مرتبطة…

أومأ ديكولين برأسه. ثم سأل مجددًا.

“… نعم، إنه من أجل الثروة والشرف. سأصبح نبيلة حقيقية وليست زائفة.”

“لن أموت.”

كانت الطريقة الوحيدة لعشيرتها لتغيير رأي صوفيان بسلام هي إخبارها بالجاني والحصول على العفو منها مباشرة. في هذه العملية، قد ينهار فريدن…

أجبت بهدوء.

“خذي هذا.”

ثم، ظهرت بريمين فجأة وخطفت الشيء من يد ليا.

أعطى ديكولين النسخة الأصلية إلى بريمين.

“…”

“واستمعي.”

رفعت إيفرين رأسها مندهشة، ثم خفضته مجددًا. وقفتُ بينما تحدث ديهامان.

رفعت بريمين رأسها نحو ديكولين بينما كانت تخزن السجل في حقيبتها.

“تسممها بالطاقة المظلمة يمكن علاجه.”

“ديكالين كان وراء التسميم أيضًا.”

“آه! وأنا أيضاً— سأذهب لرؤيتها أيضاً!”

“…”

عبست بريمين. في لحظة، أدركت-

توقفت بريمين؛ كان السجل في منتصف طريقه إلى حقيبتها.

“علاوة على ذلك، هل أنت بخير؟ تبدو وكأنك على وشك الموت.”

“بل قد يكون إيغريس قد تبعه. قد يكون الجاني الرئيسي هو بيت يوكلين. هل يمكنكِ استنتاج كل هذا؟”

“حسنًا، يمكن أن يحدث ذلك أيضًا. كان موت والدنا ما جعلني أنضج.”

عبست بريمين. في لحظة، أدركت-

“آه! إنها حكم من جلالتها!”

“أعلم أنه كذب. أنت تحاول حماية فريدن.”

“هناك شيء أكثر إلحاحاً الآن، لذا عليك استخدامه.”

“…”

نسخت السجل باستخدام ماناها.

نظر إليها ديكولين. قبلت بريمين نظرته ووضعت السجل في حقيبتها.

ما يمكنني فعله على الأقل لهؤلاء الفرسان الذين سقطوا هو منح عائلاتهم الشرف. سأساعدهم على العيش في ثراء ورفاهية، وبقلب فخور. منح العدالة للخدمة والجرائم على حد سواء.

“فريدن وراء التسميم. يجب أن يُعاقبوا كما يجب.”

الفصل 201: العودة (1)

“إيغريس قد مات بالفعل.”

وضعت بريمين النسخة في الدرج وأخذت النسخة الأصلية في حقيبتها.

“نعم، لكن-”

“لقد سمعت عن الأمر.”

“لقد قتله بيت يوكلين.”

مرت بريمين بجانب ديكولين.

“…”

ظهر رجل. كان يبدو رائعًا مثل نبيل شاب بشعره اللامع، لكن جسده كان أكثر خشونة وتدميراً من أي شخص آخر. كان زايت يحك مؤخرة عنقه بتوتر.

“لا، لقد كان بيت إيلياد. بيوراد. ريويند. جافيس… كان اغتيالًا سياسيًا يشمل جميع الأسر العظيمة.”

بعد أن تعرّض للتوبيخ عدة مرات، بدا أن ديلريك أصبح مثل جرو لسبب ما. كان من المقزز رؤية أشخاص في منتصف الثلاثينيات يتصرفون بهذا الشكل.

اتسعت عينا بريمين. ابتسم ديكولين بصمت وهو يلوّي شفتيه. كانت صوته يحمل لمحة من التحذير أو ربما التهديد.

نظرت إيفرين إلى المشهد المحزن وأطلقت تنهيدة صغيرة.

“هل ستفعلين ذلك رغم ذلك؟ هل تستطيعين تحمل المسؤولية؟”

“اللورد زيت، أنا من يوكلين. الناس يقولون إنني شخص بارد الدماء، وأنني من ذوي الدم الأزرق.”

“…”

وضعت السجل في النار دون تردد، ليصبح رمادًا.

عضّت بريمين شفتيها، ثم أطلقت تنهيدة صغيرة. بعد ذلك، أخرجت السجل من حقيبتها.

قلت له ما أردت قوله. تصلب وجه زيت، ثم هز رأسه معترضًا في البداية، لكنه وافق في النهاية.

بششششش—!

“من فضلك، أخبرها بهذا عندما تستيقظ.”

وضعت السجل في النار دون تردد، ليصبح رمادًا.

“ماذااا؟!”

“لم أسمع شيئاً اليوم.”

فجأة أدركت إيفرين أنها لم تعد ترى إلا ثلاثة أشخاص. بدأت دموعها تتجمع عندما تذكرت أن ألين لم يعد معنا.

مرت بريمين بجانب ديكولين.

“هل أنت متأكد من ذلك؟”

*****

التقت عيناي بعيني زيت، تلك العيون التي تشبه تمامًا عيون جولي، عيون آل فريدين التي لا تحمل شكًا.

رحب بي صباح باهت عندما خرجت من الجزء الخلفي لريكورداك. نظرت حولي إلى جثث الفرسان. بجانبها كانت بريمين غير متأثرة. قبل خمس دقائق، جاءت هذه المرأة وقالت لي: “من الجيد رؤيتك. كيف حال إصاباتك؟”

“هل تحققين في محاولة تسميم جلالة الإمبراطورة؟”

“اللوح الحديدي سميك جداً.”

“أعلم أنه كذب. أنت تحاول حماية فريدن.”

“ماذا تقصد؟”

“…حتى مسارات القطار قد انهارت.”

تجاهلت بريمين وبدأت بفحص الموتى. لم تكن الجثث التي تمكّنوا من استردادها سليمة، إذ تمزقت أجزاء مختلفة منها. مات كل منهم بسببي. بالطبع، لم أشعر بالتعاطف أو الشفقة. الموت في الحرب كان متوقعًا، والفارس هو حامٍ. إذا متّ أثناء قيامك بدورك، كان ذلك يعتبر شرفًا.

قلت له ما أردت قوله. تصلب وجه زيت، ثم هز رأسه معترضًا في البداية، لكنه وافق في النهاية.

“أستاذ! هل أنت بخير؟”

“هل أنت متأكد من ذلك؟”

ركض ديلريك بسرعة نحوي. ابتسم ابتسامة مشرقة عندما رآني.

“…لا داعي لأن تكون هكذا معي. أنا أعرفك جيدًا، أيها الصهر القديم.”

“هذا مريح. كنت قلقًا جدًا. أنا… لا، نحن كنّا… هاهاها.”

قرأت الرسالة دون أن أنطق بكلمة. وكما هو متوقع من رسالة إمبراطورية، فقد استخدمت لغة متكلفة، لكن جوهر الرسالة كان مختصرًا.

بعد أن تعرّض للتوبيخ عدة مرات، بدا أن ديلريك أصبح مثل جرو لسبب ما. كان من المقزز رؤية أشخاص في منتصف الثلاثينيات يتصرفون بهذا الشكل.

“واستمعي.”

“كم عدد القتلى؟”

بششششش—!

“إجمالي 173 شخصاً. تم استرداد 150 منهم فقط، أي أقل من 90٪ من الجثث.”

“لا شيء.”

173 شخصاً. الفارس المدرب جيداً كان يساوي أكثر من ألف جندي. لذلك، كان من المدهش أن يموت فقط 170 ألف شخص وهم يحاولون إيقاف الهجرة.

“ماذااا؟!”

“…قم بزيارة وإبلاغ عائلات الضحايا بالتقدير المناسب. سيبقى شرفهم على القارة.”

“ماذااا؟!”

ما يمكنني فعله على الأقل لهؤلاء الفرسان الذين سقطوا هو منح عائلاتهم الشرف. سأساعدهم على العيش في ثراء ورفاهية، وبقلب فخور. منح العدالة للخدمة والجرائم على حد سواء.

“ماذا؟ لقد وصلنا للتو وهناك مهمة بالفعل؟”

“أتعهد باسم يوكلين.”

“لقد سمعت عن الأمر.”

“الولاء!”

“ماذا… ماذا؟”

حيّا ديلريك والفرسان الإمبراطوريون. كانت الدموع في أعين بعضهم.

“فريدن وراء التسميم. يجب أن يُعاقبوا كما يجب.”

“عندما يتم إيقاف الهجرة بالكامل، اذهبوا واستردوا الجثث المتبقية.”

“أنا نائبة مدير الأمن في الإمبراطورية. التحقيق في الجرائم هو-”

“نعم!”

ركض ديلريك بسرعة نحوي. ابتسم ابتسامة مشرقة عندما رآني.

أصدرت أوامري ثم عدت نحو ريكورداك. فجأة، نظرت إلى المستشفى في الزاوية. كان مبنى قديمًا معاد بناؤه. في مكان ما خلف تلك النوافذ المضيئة، كانت جولي. ربما كنت سأتجول هناك في ساعات الفجر-

تحت سماء الليل، كنت واقفًا وحيدًا مرة أخرى. كنت أعلم أنني لست وحيداً حقاً. كان هناك شخص يتبعني منذ فترة.

“إنها بخير!”

أجبت بهدوء.

ظهر صوت مرح فجأة. نظرت نحو مصدره.

كانت رسالة إمبراطورية. تجاهلت إيفرين، التي كانت راكعة على الأرض، وأخذت الرسالة بركبة منحنية.

“إنها بخير حقاً!”

نظرت إيفرين إلى المشهد المحزن وأطلقت تنهيدة صغيرة.

كانت ليا بمفردها. ابتسامتها المشرقة كانت تشبه يو-آرا بشكل كبير، لكنها لم تثر أي رد فعل في داخلي. بالطبع، لأن ليا لم تكن يو-آرا.

“هل أنت متأكد من ذلك؟”

“تسممها بالطاقة المظلمة يمكن علاجه.”

زييييييينغ—

يجب أن أترك الأمر الآن. لا، أستطيع تركه. المشاعر التي في قلبي، وتلك التي بقيت في ذاكرتي. حان الوقت لتركها تدريجيًا.

“أنا أوافق تمامًا.”

“…ماذا تقصدين؟”

تجاهلت بريمين وبدأت بفحص الموتى. لم تكن الجثث التي تمكّنوا من استردادها سليمة، إذ تمزقت أجزاء مختلفة منها. مات كل منهم بسببي. بالطبع، لم أشعر بالتعاطف أو الشفقة. الموت في الحرب كان متوقعًا، والفارس هو حامٍ. إذا متّ أثناء قيامك بدورك، كان ذلك يعتبر شرفًا.

“انتظر لحظة!”

مدّت بريمين يدها نحو الوثيقة.

بدأت ليا بالبحث في حقيبتها القذرة. مع تنهيدة، أخرجت قطعة من الورق المجعد.

“نرغب في تقديم احترامنا للأستاذ الذي تنبأ بوضع لا يمكن للذكاء العادي أن يدركه. كما نعتذر بصدق عن أننا، الذين كنا مخدوعين وحمقى، شككنا بك يومًا.”

“…خذ هذا!”

أخذ ديكولين السجل باستخدام التحريك الذهني. أغمضت بريمين عينيها للحظة وزفرت.

ناولته لي. كان مغطى بالأوساخ من يديها، لذا لم أرغب حتى في لمسه. نظرت إليه من مسافة نظيفة.

“هناك شيء أكثر إلحاحاً الآن، لذا عليك استخدامه.”

[ضباب اللاكر]

“ماذا تفعلين في مثل هذا المكان؟”

دواء ينقي الطاقة المظلمة في الجسم. لم يكن كنزًا عظيمًا بما يكفي لعلاج لعنة جولي، لكنه بالتأكيد كان شيئًا ذا قيمة.

نادى ديكولين اسمها. فأومأت برأسها.

“ألم تكوني تحاولين علاج الهجين؟”

“…”

“…”

“ماذااا؟!”

عبست عند كلمة “هجين”، لكنها سرعان ما استعادت هدوءها.

قطع الحديث مباشرة. نظرت بريمين إلى عيني ديكولين الزرقاوتين. هل كانت تلك العيون الزرقاء الكريستالية تتطلع داخل عقلها؟ كان من الممكن حدوث ذلك، لذا توقفت عن التفكير. صفّت ذهنها ولعقت شفتيها الجافتين.

“هناك شيء أكثر إلحاحاً الآن، لذا عليك استخدامه.”

“—أستاذ ديكولين.”

نظرت إلي بصمت وهزّت رأسها. كانت شخصيتهما متشابهة إلى حد كبير أيضًا.

عضّت بريمين شفتيها، ثم أطلقت تنهيدة صغيرة. بعد ذلك، أخرجت السجل من حقيبتها.

“همم. شكرًا. سأستفيد منه جيدًا.”

“سأطلب منك أجرة إتمام المهمة على أي حال.”

ثم، ظهرت بريمين فجأة وخطفت الشيء من يد ليا.

“ماذا؟ لقد وصلنا للتو وهناك مهمة بالفعل؟”

…هل كانت هذه المرأة تتبعني منذ فترة؟

يجب أن أترك الأمر الآن. لا، أستطيع تركه. المشاعر التي في قلبي، وتلك التي بقيت في ذاكرتي. حان الوقت لتركها تدريجيًا.

“ماذا… ماذا؟”

الأمر كان كذلك بالنسبة لي أيضًا. بغض النظر عمن يشعر تجاهي، ومن مات أو اختفى، ومن كرهني واحتقرني، لم يؤثر ذلك فيّ أبدًا. شخصيتي صُممت هكذا. فأنا شخص يعيش بهذه الطريقة. لأن ذلك الرجل، كيم وو جين، قد أصبح ديكولين.

اتسعت عيون ليا بينما استجبت أنا.

“أستاذ، هل يمكننا أن نأكل شيئًا هنا أولاً؟ المطعم هناك مفتوح. بما أننا أربعة… أوه.”

“يجب أن تدفعي المقابل المناسب.”

ديكولين. كان يمسك بعصا لدعم ساقه، ويده الأخرى كانت على أسفل ظهره. كانت إصاباته لا تزال واضحة.

“سأطلب منك أجرة إتمام المهمة على أي حال.”

“لقد قتله بيت يوكلين.”

تصلب وجهها للحظة بعد كلمات الفتاة، كما كان متوقعًا. شخصيتها قد انتقلت إلى هذا الدور.

“لماذا تتصرف هكذا؟”

“بالطبع، سأخذ هذا إلى الفارسة دييا.”

“لا شيء.”

قالت بريمين ذلك واتجهت نحو المستشفى.

في غرفة حفظ السجلات، حيث دُفنت سجلات ريكروداك اليومية، كانت بريمين تجلس بمفردها في الظلام وهي تمشط كل سجل.

“آه! وأنا أيضاً— سأذهب لرؤيتها أيضاً!”

رحب بي صباح باهت عندما خرجت من الجزء الخلفي لريكورداك. نظرت حولي إلى جثث الفرسان. بجانبها كانت بريمين غير متأثرة. قبل خمس دقائق، جاءت هذه المرأة وقالت لي: “من الجيد رؤيتك. كيف حال إصاباتك؟”

تبعتهما ليا.

[ضباب اللاكر]

“…”

تمتمت إيفرين بعدم رضا، ولكن عندما أخرج اللورد رسالة، تواضعت على الفور.

تحت سماء الليل، كنت واقفًا وحيدًا مرة أخرى. كنت أعلم أنني لست وحيداً حقاً. كان هناك شخص يتبعني منذ فترة.

عبست عند كلمة “هجين”، لكنها سرعان ما استعادت هدوءها.

“لقد سمعت عن الأمر.”

*****

ظهر رجل. كان يبدو رائعًا مثل نبيل شاب بشعره اللامع، لكن جسده كان أكثر خشونة وتدميراً من أي شخص آخر. كان زايت يحك مؤخرة عنقه بتوتر.

عضّت بريمين شفتيها، ثم أطلقت تنهيدة صغيرة. بعد ذلك، أخرجت السجل من حقيبتها.

“ماذا تعني؟”

“تسأل عن شيء بديهي.” ***** شكرا للقراءة Isngard

“أن أختي الصغيرة كانت تُعامل كالثور.”

أو، هل كان يعرف كل شيء منذ فترة طويلة؟ كان دماغه جيدًا بما يكفي للتنبؤ بقوة الهجرة والعلاقة بين البشر والأحداث التي تبدو غير مرتبطة…

أومأت بصمت. ثم ابتسم زايت.

تصلبت بريمين. كان تعبيرها عاديًا، لكن جسدها أصبح صلبًا كالحجر. نسيت أن تتنفس لبضع ثوان. ومع ذلك، ظل وجهها لا يُظهر شيئًا، وجاء ردها مختصرًا.

“…لا داعي لأن تكون هكذا معي. أنا أعرفك جيدًا، أيها الصهر القديم.”

“…”

كانت الرياح الباردة في الليل تخدش بشرتي. كان شعره المتطاير يزعجني، وشعرت بدوار للحظة. كانت آثار المعركة خطيرة للغاية.

فريدن. هناك وُلدت بريمين، وهناك أُخذ والداها، وكان مسقط رأسها الذي لم يجلب لها سوى اليأس. شتاء قاسٍ، برد لا ينتهي، في أكواخ خشبية منهارة، جوعت لمدة ثلاثة أيام لم تأكل فيها شيئًا سوى الثلج المذاب، ولعقت فتات الطعام من الأرض… تلك الأيام الكريهة.

“علاوة على ذلك، هل أنت بخير؟ تبدو وكأنك على وشك الموت.”

“هل أنت متأكد من ذلك؟”

“لن أموت.”

بعد أن تعرّض للتوبيخ عدة مرات، بدا أن ديلريك أصبح مثل جرو لسبب ما. كان من المقزز رؤية أشخاص في منتصف الثلاثينيات يتصرفون بهذا الشكل.

أجبت فوراً.

نظرت إيفرين إلى المشهد المحزن وأطلقت تنهيدة صغيرة.

“جولي ستعيش أيضاً.”

فجأة أدركت إيفرين أنها لم تعد ترى إلا ثلاثة أشخاص. بدأت دموعها تتجمع عندما تذكرت أن ألين لم يعد معنا.

“…كيف يمكنك أن تضمن ذلك؟ حتى وإن كان ذلك اللاكر يمكنه علاج التسمم الحاد بالطاقة المظلمة-”

173 شخصاً. الفارس المدرب جيداً كان يساوي أكثر من ألف جندي. لذلك، كان من المدهش أن يموت فقط 170 ألف شخص وهم يحاولون إيقاف الهجرة.

“غضبها سينقذها.”

“خذي هذا.”

تقاليد فريدن وجولي. سعيها المستقل سيغذي غضبها. ابتسم زايت وأومأ بخفة.

“خذي هذا.”

“حسنًا، يمكن أن يحدث ذلك أيضًا. كان موت والدنا ما جعلني أنضج.”

“…”

نظرت مرة أخرى نحو المستشفى. ثم، نظرت إلى جثث الفرسان المصطفين في المسافة.

“…حتى مسارات القطار قد انهارت.”

“الأمر ليس بعيدًا. ستتغلب عليه جولي بنفسها. إذن، اللورد زيت.”

تمتمت إيفرين بعدم رضا، ولكن عندما أخرج اللورد رسالة، تواضعت على الفور.

ناديت باسمه، فأجابني زيت بسعال خفيف.

“…”

“لماذا تتصرف هكذا؟”

أجبت بهدوء.

“…ما سأقوله الآن.”

“…ماذا تقصدين؟”

التقت عيناي بعيني زيت، تلك العيون التي تشبه تمامًا عيون جولي، عيون آل فريدين التي لا تحمل شكًا.

كانت ليا بمفردها. ابتسامتها المشرقة كانت تشبه يو-آرا بشكل كبير، لكنها لم تثر أي رد فعل في داخلي. بالطبع، لأن ليا لم تكن يو-آرا.

“من فضلك، أخبرها بهذا عندما تستيقظ.”

حيّا ديلريك والفرسان الإمبراطوريون. كانت الدموع في أعين بعضهم.

“…ماذا؟”

“أنا أوافق تمامًا.”

قلت له ما أردت قوله. تصلب وجه زيت، ثم هز رأسه معترضًا في البداية، لكنه وافق في النهاية.

الأمر كان كذلك بالنسبة لي أيضًا. بغض النظر عمن يشعر تجاهي، ومن مات أو اختفى، ومن كرهني واحتقرني، لم يؤثر ذلك فيّ أبدًا. شخصيتي صُممت هكذا. فأنا شخص يعيش بهذه الطريقة. لأن ذلك الرجل، كيم وو جين، قد أصبح ديكولين.

“هل أنت متأكد من ذلك؟”

“ماذا؟ لقد وصلنا للتو وهناك مهمة بالفعل؟”

“…”

“…ماذا؟”

ابتسمت.

كانت لدى بريمين شعور بأن اضطهاد دماء الشياطين سيتزايد قريبًا. وأنه سينتشر كجنون. بعد الكارثة الكبرى، كان هناك انتقام واسع الانتشار. لقد كان هذا هو الحال دائمًا تاريخيًا. هذه المرة، سيكون الهدف هو دماء الشياطين. لذلك، هي وعشيرتها بحاجة إلى هذا الدليل.

“اللورد زيت، أنا من يوكلين. الناس يقولون إنني شخص بارد الدماء، وأنني من ذوي الدم الأزرق.”

أو، هل كان يعرف كل شيء منذ فترة طويلة؟ كان دماغه جيدًا بما يكفي للتنبؤ بقوة الهجرة والعلاقة بين البشر والأحداث التي تبدو غير مرتبطة…

حك زيت خده، وكأنه يتفق معي إلى حد ما.

ساد الصمت بيننا. وضع زيت يده على كتفي دون أن يقول شيئًا. ثم مر بجانبي متوجهًا إلى المستشفى. ظهرت النجوم في السماء البعيدة. وكان ظلي يطول خلفي، وكأنه يتبع زيت.

“أنا أوافق تمامًا.”

[القائمة تشمل لوبورن، باينسمور، جيكريل…]

الأمر كان كذلك بالنسبة لي أيضًا. بغض النظر عمن يشعر تجاهي، ومن مات أو اختفى، ومن كرهني واحتقرني، لم يؤثر ذلك فيّ أبدًا. شخصيتي صُممت هكذا. فأنا شخص يعيش بهذه الطريقة. لأن ذلك الرجل، كيم وو جين، قد أصبح ديكولين.

“من فضلك، أخبرها بهذا عندما تستيقظ.”

“صحيح، لذا أن تسألني إذا كان هذا مقبولاً هو نوع من…”

مدّت بريمين يدها نحو الوثيقة.

نظرت إلى زيت.

“علاوة على ذلك، هل أنت بخير؟ تبدو وكأنك على وشك الموت.”

“إهانة لي.”

“لن أموت.”

“…”

“أن أختي الصغيرة كانت تُعامل كالثور.”

ساد الصمت بيننا. وضع زيت يده على كتفي دون أن يقول شيئًا. ثم مر بجانبي متوجهًا إلى المستشفى. ظهرت النجوم في السماء البعيدة. وكان ظلي يطول خلفي، وكأنه يتبع زيت.

“بريمين.”

*****

كانت رسالة إمبراطورية. تجاهلت إيفرين، التي كانت راكعة على الأرض، وأخذت الرسالة بركبة منحنية.

في اليوم التالي، ومع بزوغ الفجر، وصلت تعزيزات فريدين إلى ريكورداك. وبمساعدتهم في قمع الهجرة، استعادت ريكورداك الاستقرار. بعد ذلك، ركبت حصانًا مع إيفرين. حان الوقت للعودة إلى المؤسسة.

“نعم.”

“…حتى مسارات القطار قد انهارت.”

“هناك شيء أكثر إلحاحاً الآن، لذا عليك استخدامه.”

جاء صوت إيفرين من خلفي. وكما قالت، كانت مسارات القطار مدمرة، والقرى منهارة. بغض النظر عن مدى صمودنا، كانت أكبر الأضرار قد لحقت بالبشر العاديين وممتلكاتهم.

“اللوح الحديدي سميك جداً.”

“أوه، مقعدي يؤلمني.”

تجاهلت بريمين وبدأت بفحص الموتى. لم تكن الجثث التي تمكّنوا من استردادها سليمة، إذ تمزقت أجزاء مختلفة منها. مات كل منهم بسببي. بالطبع، لم أشعر بالتعاطف أو الشفقة. الموت في الحرب كان متوقعًا، والفارس هو حامٍ. إذا متّ أثناء قيامك بدورك، كان ذلك يعتبر شرفًا.

نظرت إيفرين إلى المشهد المحزن وأطلقت تنهيدة صغيرة.

“آه! وأنا أيضاً— سأذهب لرؤيتها أيضاً!”

لم يمضِ وقت طويل حتى وصلنا إلى مدينة أوسلون، التي تربط الشمال بالمنطقة المركزية. كانت مدينة بوابة تُعرف بأنها العاصمة الثانية لدارمان. تركنا خيولنا في الإسطبل، ثم توجهت إلى المحطة مع درنت وإيفرين.

“هناك شيء أكثر إلحاحاً الآن، لذا عليك استخدامه.”

“أوه، الجو لطيف هنا.”

“إهانة لي.”

كانت أوسلون تقع في وسط الشمال، لذا لم تصل الأضرار إليها. بل، إذا كانت أوسلون قد دُمرت من الأساس، لكان الشمال قد سقط.

ثم، ظهرت بريمين فجأة وخطفت الشيء من يد ليا.

“لا بد أنهم دافعوا عنها جيدًا. هذا ما يُتوقع من مدينة كبيرة…”

“بالطبع، سأخذ هذا إلى الفارسة دييا.”

كان تفسير إيفرين أن المدينة صمدت بسبب حجمها الكبير، لأنها لم تكن تفهم موقعها الجغرافي.

“إنها بخير حقاً!”

“أستاذ، هل يمكننا أن نأكل شيئًا هنا أولاً؟ المطعم هناك مفتوح. بما أننا أربعة… أوه.”

ظهر رجل. كان يبدو رائعًا مثل نبيل شاب بشعره اللامع، لكن جسده كان أكثر خشونة وتدميراً من أي شخص آخر. كان زايت يحك مؤخرة عنقه بتوتر.

فجأة أدركت إيفرين أنها لم تعد ترى إلا ثلاثة أشخاص. بدأت دموعها تتجمع عندما تذكرت أن ألين لم يعد معنا.

“ماذا تفعلين في مثل هذا المكان؟”

“—أستاذ ديكولين.”

“الولاء!”

ثم، عندما وصلنا إلى محطة القطار، كان هناك العديد من الفرسان وورد دارمان، الكونت ديهامان، في انتظارنا.

“…جلالة الملكة تطلب من ديكولين أن يتعقب روهاكان.”

“نرغب في تقديم احترامنا للأستاذ الذي تنبأ بوضع لا يمكن للذكاء العادي أن يدركه. كما نعتذر بصدق عن أننا، الذين كنا مخدوعين وحمقى، شككنا بك يومًا.”

بدأت ليا بالبحث في حقيبتها القذرة. مع تنهيدة، أخرجت قطعة من الورق المجعد.

لم أقل الكثير بينما كانوا يخفضون رؤوسهم. أما إيفرين، التي كانت بجانبي، فقد رفعت كتفيها بلامبالاة. كان تعبير وجهها المنتصر مضحكًا للغاية.

في غرفة حفظ السجلات، حيث دُفنت سجلات ريكروداك اليومية، كانت بريمين تجلس بمفردها في الظلام وهي تمشط كل سجل.

“…أيضًا، هناك مهمة للأستاذ ديكولين.”

ديكولين. كان يمسك بعصا لدعم ساقه، ويده الأخرى كانت على أسفل ظهره. كانت إصاباته لا تزال واضحة.

ثم تقدم ديهامان نحوي.

“نعم.”

“ماذا؟ لقد وصلنا للتو وهناك مهمة بالفعل؟”

“…”

تمتمت إيفرين بعدم رضا، ولكن عندما أخرج اللورد رسالة، تواضعت على الفور.

“…حتى مسارات القطار قد انهارت.”

“آه! إنها حكم من جلالتها!”

“لماذا تتصرف هكذا؟”

كانت رسالة إمبراطورية. تجاهلت إيفرين، التي كانت راكعة على الأرض، وأخذت الرسالة بركبة منحنية.

“لا شيء.”

“…”

“لقد سمعت عن الأمر.”

قرأت الرسالة دون أن أنطق بكلمة. وكما هو متوقع من رسالة إمبراطورية، فقد استخدمت لغة متكلفة، لكن جوهر الرسالة كان مختصرًا.

نظرت مرة أخرى نحو المستشفى. ثم، نظرت إلى جثث الفرسان المصطفين في المسافة.

“…جلالة الملكة تطلب من ديكولين أن يتعقب روهاكان.”

تجاهلت بريمين وبدأت بفحص الموتى. لم تكن الجثث التي تمكّنوا من استردادها سليمة، إذ تمزقت أجزاء مختلفة منها. مات كل منهم بسببي. بالطبع، لم أشعر بالتعاطف أو الشفقة. الموت في الحرب كان متوقعًا، والفارس هو حامٍ. إذا متّ أثناء قيامك بدورك، كان ذلك يعتبر شرفًا.

“ماذااا؟!”

“إيغريس قد مات بالفعل.”

رفعت إيفرين رأسها مندهشة، ثم خفضته مجددًا. وقفتُ بينما تحدث ديهامان.

قلت له ما أردت قوله. تصلب وجه زيت، ثم هز رأسه معترضًا في البداية، لكنه وافق في النهاية.

“هل ستقبل بذلك؟”

[ضباب اللاكر]

أجبت بهدوء.

ساد الصمت بيننا. وضع زيت يده على كتفي دون أن يقول شيئًا. ثم مر بجانبي متوجهًا إلى المستشفى. ظهرت النجوم في السماء البعيدة. وكان ظلي يطول خلفي، وكأنه يتبع زيت.

“تسأل عن شيء بديهي.”
*****
شكرا للقراءة
Isngard

توقفت بريمين؛ كان السجل في منتصف طريقه إلى حقيبتها.

“فريدن وراء التسميم. يجب أن يُعاقبوا كما يجب.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط