زيرو
الفصل 20 — زيرو
>| المنظور العام
‘ حتى أنني حاولت تفاديه لكنه إصطدم بي عن قصد لكونه ثملاً .’ لمعت عينا آراي ببرودة أسفل القناع ، و لم يكن لطيفاً بحيث كان سيتجاهل إهانةً كهذه .
مؤخراً ، ظهر وحش شبحٍ قوي داخل زنزانة غريسلا القريبة . والذي بدوره منع المغامرين منخفضي الرتبة من التعمق فيها ، شعر الكثير منهم بالإحباط نتيجةً لذلك . كانت الزنزانة مصدر دخلٍ أساسي للمغامرين بجانب مهام الرابطة ، بالأخص منخفضي الرتبة منهم ؛ حيث أن بيع أنوية و جلود الوحوش السحرية الموجودة داخل الزنزانة قد كانت مصدر نفقاتهم اليومية . و بوجود مشكلةٍ هناك ، أصبح الكثير منهم يعانون من مشاكل مالية مختلفة .
— 9988/9/7 ق.ج
” بام ! ”
بعد مضّي فترةٍ طويلة من مغادرته لمنزل مارلين ، كان آراي قد تمكّن أخيراَ من الوصول إلى ‘ مدينة ‘ . في الواقع ، إستغرق هذا يوما تقريباً بعد أخذه للخريطة الجديدة من دونستان . كان آراي قد قطع قرابة إقليمين للوصول إلى هُنا . لعن مارلين لبضع مرات في ذهنه بحقد ، قبل أن يمر على التفتيش الخاص بأسوار المدينة ، و يصنع لنفسه رخصة . إستغرق هذا ثلاث ساعات ، بعدها تمكّن بسلام من دخول المدينة .
وقف آراي ، ثم هز رأسه بخفة .
‘ لحسن الحظ ، كان ذلك الرجُل محقاً هذه المرة و لم يكذب .’
” يوووووو ! ”
‘ حسناً ، علي فعل العديد من الأمور بدأً من التجهيز للخطوات المقبلة . هذا مزعج ، لكن علي فعل ذلك — حتى أرتاح لاحقاً .’
— 9988/9/7 ق.ج
ربما كان هذا إسماً علم به جميع المغامرون في المنطقة . هل كان مغامراً حتى؟ لم يعلم أحد .
‘ بعد شراء ما هُو ضروري ، أحتاج إلى خدم ! لا أريد التسوق و التنظيف و الإهتمام بالميزانية ، أكره ذلك.’
جدد آراي الرغبة في الحصول على أتباع في ذهنه ، لم يستطع إجبار نفسه على فعل كُل شيءٍ بمفرده . كان جدوله مزدحماً للغاية ، و إحتاج أيضاً إلى من ينظم ذلك و يساعده فيه . لقول الأمر بطريقةٍ أفضل ، كان سيداً شاباً مدللاً لم يقوى على العيش بمفرده ؛ رغم قدرته على ذلك – كان يكره الأمر ، و لم يرى حاجةً إلى ذلك .
لم يكن هذا غريباً ، كانت [ تسارع ] تعويذةً صفرية تسرع أفكار آراي عبر زيادة عدد الشحنات الكهربائية في دماغه بواسطة تحفيز بعض الأعصاب بالمانا . لم تكن شيئاً يبطئ الوقت فعلياً أو شيئاً يزيد من عدد الشحنات…كان هذا يتطلب سحراً بعنصر الزمان وآخر بالبرق.
‘ لا ، علي قمع رغباتي هذه . لا أستطيع السكن في منزل أو قصر ، علي إكمال بحثي . إيجاد كهف سيفي بالغرض ، لا خدم أيضاً ! ‘
بعد الإستفسار ، سُرعان ما وصل آراي لأول موقع في مخططه . وقف أمام مبنى ذو أربع طوابق ، كان عريضاً و هائلاً . فُتحت بوابتان كبيرتان أسفله ، وخرج العديد من السحرة و المعززين مختلفي المظاهر منه . كُتب أعلى المبنى بخطٍ عريض – نقابة المغامرين !
‘ أكبر من المتوقع .’
” نعم ، أنا جديد هنا . أريد الإنضمام إلى النقابة ، كيف أستطيع فعل ذلك ؟ ”
‘ أوه ؟ هل ‘ زيرو ‘ يصنع سمعته الآن ؟’
‘ لكن همم ، أليس من المفترض أن أرى رجالأً سكارى و آنسة إستقبال جميلة ؟ ‘
حتى أنه قد شعر بإهتزازات الهواء تسري فوق بشرته أسفل رداءه .كانت الحانة ممتلئةً بالمغامرين المعززين ذو العضلات الشديدة و التستوستيرون المرتفع ، إرتجعوا من أكواب الخمر الكبيرة أثناء ضحكهم بصوتٍ عال . بينما تقاتل بعضهم بالأيادي و أطلقوا تلك الصرخات العالية كنوعٍ من الفايكينغز الهمجيين .
حُيِّر آراي بعد دخوله للقاعة الأرضية و رؤية المكان بالداخل ، مُحطماً بذلك خياله الأولي . لكنه مع ذلك ، لم بهتم بهذه الأمور الجانبية .
” أهربوا ! إنه أغاريس !! ”
‘…همف ! لن أصدق أعمال العوالم الموازية بعد الآن .’
” ووش ! ”
كان الطابق الأرضي مكوناً من قاعة معدنية واسعة ،وُضِعت أعمدةٌ عملاقة في وسطها ، في وسط كل عمود كانت توجد لوحة كبيرة سوداء بملصقات كثيرة . وقف الكثير من الاشخاص أمام الأعمدة ، محدقين بها أثناء الهمس و التحدث فيما بينهم بصوتٍ مُنخفض . كان يوجد الكثير من السحرة و المعززين بكل المظاهر . كان يوجد عضليون بأجسادٍ مفتولة ، كان يوجد سحرة ملثمون بهالةٍ غامضة ، و بالطبع كان يوجد أشخاص مقعنون و رداء ملثم بالكامل مثل آراي ؛ لذلك لم يبرُز مظهري كثيراً .
تيبس آراي قليلاً وشعر بالضيق في صدره ، ثم أخذ بضع خطوات للخلف بلا وعي بسبب الهالة الكثيفة و الشريرة التي صدرت من الفتى، ناهيك عن الحرارة الصادرة منه!
سارو في كل الإتجاهات ، تحدث بعضهم فيما بينهم ؛ لكن بدون إحداث أي ضجة . داخل نقابة المغامرين ، كان المكان هادئاً على نحوٍ غريب .عندما كاد آراي أن يخطو للأمام ، إصطدم بشخصٍ ما فجأة .
” هاه ؟ اللعنة عليك أيها القزم ، في المرة القادمة أنظر جيداً أنظر إلى موضع مشيك ! ”
” بافف…! ”
لقد جسدت المشهد الذي لم يره آراي في رابطة المغامرين بمثالية، ما دعاه إلى هز كتفيه ساخراً.
اليوم ، إصطدم به وجهٌ غير مألوف . كان شخصاً قصيراً ، إرتدى قناعاً و زياً أسوداً باهتاً . كانت هذه فرصة جيدة لـ لابان لينفس عن إحباطه ، عبر ضرب هذا الشخص بحجة الإصطدام به . كان ثملاً لذا لم يفكر كثيراً في الأمر ، و مع تحفيز صديقه ‘ اركمي ‘ زادت رغبته في ضرب هذا الشخص .
” أوه…؟ إحذر أيها القزم ! لكن همم…؟ أوه ! وجهٌ جديد لم أره من قبل . ”
من إصطدم به ، قد كان كان رجلاً طويلاً ذو عضلاتٍ متوسطة بارزة و جلدٍ أصفر ، إرتدى قميصاً جلدياً بلا أكمام غطي بردعٍ مكسور . كان توجد مطرقة كبيرة خلف ظهره . كان شعره بلون الجوز ، كانت عيناه كالبحر . و نمت له لحية خفيفة غير منظمة . بدا كمغامرٍ نموذجي .
نظر إلى آراي ، ثم عبس تعبيره .
وقف آراي ، ثم هز رأسه بخفة .
” نعم ، أنا جديد هنا . أريد الإنضمام إلى النقابة ، كيف أستطيع فعل ذلك ؟ ”
‘ طلب المساعدة لن يضُر .’
” جديد ؟ تبدو غنياً ! هل أنت نبيلٌ هارب ؟ هاهاها ربما أنت السيد الصغير المفقود في الشائعات ! ” ضحك الرجُل بفظاظة و قال :” أنا مُغامرٌ من الفئة B ، بإمكانك مناداتي بلقبي – إدوارد المطرقة ! لكن همم ، حسناً .” أدار رأسه ، بتعبيرٍ مستمتع . كان على وشك التحدث، لكّن رأسه قد ضرب فجأة من شخصٍ ما .
‘ أغاريس ؟ ‘ فكر آراي قليلاً وهز رأسه ، كان هذا إسماً لم يسمع به من قبل . من كان هذا ؟
” إدوارد عليك اللعنة ! هل تفعل ذلك مجدداً ؟ إذا كان لديك الوقت لهذا ، فجهِّز للمهمة القادمة ! ”
‘ همم الآن ، بالنظر إليه – القتل ليس خياراً ، أليس كذلك ؟ لقد وصلت إلى المدينة للتو ، و لا يصح صنع مثل هذه الجلبة بسبب حثالة .’
تدحرج لابان ، و لعن أثناء إزالة بقايا الصلصة اللزجة من وجهه . لوح بيده الأخرى بعشوائية في ما بدا وكأنه وضعية دفاعية . لم ينتظره آراي حتى ينتهي ، قفز إليه برشاقة كالشبح و طعن عينه اليسرى . كان جسده الصغير رشيقاً و خفيفاً ، نعم هذه هي فائدته الوحيدة .
كانت إمرأةً بشعر أشقر ، إرتدت رداء ساحرة أزرق أنيق . أعطت آراي وجهاً معتذراً .
رفع آراي الكرة البيضاء الصغيرة الدامية ، و لوح بها أمامه مطلقاً ضحكةً ساخرة . أصبح تعبير لابان مشوهاً أكثر ، و توقف عن الصراخ .
” أنا آسفة ، إنه رجلٌ أحمق . دعك منه .”” قُلت أنك تريد الإنضمام ، أليس كذلك ؟ أترى الغرف الصغيرة في أقصى القاعة ؟ بإمكانك التسجيل كعضو في النقابة من هناك ! أتمنى لك التوفيق.” قائلةّ ذلك ، سُرعان ما غادرت رفقة الرجُل المدعو إدوارد .
” شكراً لك .”
‘ نعم ، في أحسن الأحوال سوف أستطيع أداء بعض الخدع الغير مفهومة ، كقول” سأجعل هذا الشخص يفقد وعيه دون إستخدام المانا أو لمسه ! ” ثم أستخدم عليه [ شعاع إختراق الروح ] و الذي قد لا يؤثر به حتى .’
” هاه ؟ من هذا القصير ؟ ”
في أقصى القاعة ، كانت توجد العديد من الغرف الصغيرة ، التي بدت مثل الحُجرات . وجد موظفون داخل كُل حجرة ، و تحدثوا مع المغامرين ، لقد كانت ممتلئة ، هز آراي كتفيه ،بدا و كأن عليه الإنتظار .
بعد نصف ساعة ، أتى دوره .
” ووش ! ”
الأمر أشبه بوجود بطاقة هوية .
” مرحباً بك في رابطة المُغامرين ! أنا ألستر من الدرجة البرونزية ، كيف أستطيع مُساعدتك ؟ ” إبتسم الموظف ، و أظهر أسنانه البيضاء .
‘ درجة برونزية ؟ هل هذه طريقة لتصنيف موظفيهم ؟ ‘ لم يهتم آراي ، نتيجةً لذلك لم يتعب نفسه بالسُؤال . قال :” أريد تسجيل عضوية جديدة .”
حتى أنه قد شعر بإهتزازات الهواء تسري فوق بشرته أسفل رداءه .كانت الحانة ممتلئةً بالمغامرين المعززين ذو العضلات الشديدة و التستوستيرون المرتفع ، إرتجعوا من أكواب الخمر الكبيرة أثناء ضحكهم بصوتٍ عال . بينما تقاتل بعضهم بالأيادي و أطلقوا تلك الصرخات العالية كنوعٍ من الفايكينغز الهمجيين .
لابان هو الآخر ، كان يعاني من مشاكل عدة . مات صديقه منذ أسبوع بجثةٍ بلا دم داخل الزنزانة ، و عندما وجدوه لم يعلموا السبب . بالإضافة إلى أنه مؤخراً لم يكسب الكثير من المال ، و بدأ حزبه بالتفرّق نتيجةً لعدم وجود مهام جماعية تتطلب وجود فرق . كان حزيناً و ساخطاً ، لكنه علم بأنه يجب أن يكون ممتناً لقدرته على البقاء حياً حتى الآن مع كل ما يحدث مؤخراً .
” حسناً .” أومأ ألستر برأسه و سأل :” هل أنت جديد ؟ أم أنك قد فقدت بطاقتك السابقة ؟ ”
عندما إنتهى آراي من التفكير ، كان ألستر واقفاً أمامه .
” نعم ، أنا جديد هنا . أريد الإنضمام إلى النقابة ، كيف أستطيع فعل ذلك ؟ ”
— مر بعض الوقت .
” نعم ، أنا جديد هنا . أريد الإنضمام إلى النقابة ، كيف أستطيع فعل ذلك ؟ ”
بعد الإجابة على بضع أسئلة ، سُرعان ما بدأ ألستر بشرح آلية نظام عمل نقابة المغامرين ‘ الكليشيهية ‘ لـ آراي . في الواقع ، كانت نفسها في كُل مكان . إدفع و ستنال ما تُريده ، إعمل و ستأخذ مكافأة . كان المال هو المحرك الوحيد . بإستثناء من إمتلكوا رغبةً حقيقية .
جدد آراي الرغبة في الحصول على أتباع في ذهنه ، لم يستطع إجبار نفسه على فعل كُل شيءٍ بمفرده . كان جدوله مزدحماً للغاية ، و إحتاج أيضاً إلى من ينظم ذلك و يساعده فيه . لقول الأمر بطريقةٍ أفضل ، كان سيداً شاباً مدللاً لم يقوى على العيش بمفرده ؛ رغم قدرته على ذلك – كان يكره الأمر ، و لم يرى حاجةً إلى ذلك .
‘ هل إستخدم الأرض كمسند بالسحر ؟ تباً ! لقد إستهنت به كثيراً . حسناً ، كُنت لأقتله بإستفزازه بإعتباره ” دفاعاً عن النفس ” . لكن الأمر قد فشل .’
” إذاً سيدي ، هل تُفضّل أخذ إختبار لقياس كفائتك أم البدأ من الأسفل ؟ ”
” ووش…”
بسماع هذا السؤال ، ظهر مشهد في ذهن آراي ، حيث يفاجئ لجنة التقييم و جميع المغامرين المخضرمين الموجودين في الساحة بالإضافة إلى سيد النقابة، عبر إظهاره لعبقريته و لقوىً ‘ كبيرة و غير مألوفة ‘ و التي لا تُناسب عمره . كأول طفرة خلال مئة عام مضت ، حين ينهال الجميع عليه بالمدح و الحسد ، ثم يخلق عداوةً مع السيد الشاب . لكنه هز رأسه مباشرة — كان هذا غير معقول و مستحيل !
أظهر آراي إبتسامةً باهتة ساخرة من النفس . لسوء الحظ ، لم يكُن هذا هو دوره لأداء سيناريوهات أعمال الدرجة الثالثة هذه .
أظهر لابان بعض علامات الصحوة ، لكنه كان لايزال ثملاَ بعد . بدون التفكير في تداعيات الأمر أو حتى نوع المكان الذي نحن فيه ، قرر قتلي على الفور…لأنني تفاديت ذراعه فحسب . كان هذا كافياً لذاته الثملة لأن تظن أنها قد فقدت وجهها .
وجد لابان نفسه محشوراً في السقف و لم يدرك كيف ذلك ، هل كان الضعيف الذي تنمر عليه ؟ هل كان هذا ممكناً ؟ ناضل لابان لإبقاء وعيه لرؤة من هو المتسبب في ذلك .
‘ نعم ، في أحسن الأحوال سوف أستطيع أداء بعض الخدع الغير مفهومة ، كقول” سأجعل هذا الشخص يفقد وعيه دون إستخدام المانا أو لمسه ! ” ثم أستخدم عليه [ شعاع إختراق الروح ] و الذي قد لا يؤثر به حتى .’
تلاشى النصل ، و أمسك آراي بالعين . ثم حاول موازنة سقوطه ، و هبط فوق طاولة غير بعيدة بقوة .
” سأبدأ من الأسفل .”
” إنتظرني قليلاً سيدي ، سنجهز لك البطاقة الآن .”
” همم ؟ ” تراجع آراي بضع خطواتٍ أكثر ، و حاول تغطية وجهه بيده . لكنه أدرك بأن هذا قد أصبح بلا فائدة ، نتيجةً لذلك أخفض يده و عدل عن الأمر .سأل ببرود :”من أنت ؟ لا أظن أن لدي علاقة بك فكيف وجدتني حتى ؟ ” تجاه هذا الشخص ، لم يشعر آراي سوى بالنفور و عدم الراحة .
غادر ألستر بعد أن عبأ آراي ورقة كُتب فيها معلوماته الأساسية .
– لماذا أراد آراي أن يُصبح مغامراً ؟
زأر لابان ، و إندفع بإستقامة تجاه آراي . هذه المرة كان سريعاً للغاية . كانت الأرض أسفل قدميه مرفوعةً قليلاً ، و كانت ألواح الخشب مكسورة .
كان هذا سؤالاً جيداً .
نظر إلى آراي ، ثم عبس تعبيره .
” سووش…بووم ! ”
لم يكن لدى آراي أي وقت فراغ لعيش حياة مغامر ، كان عليه أولاً حل مشكلة جسده . إيجاد عائلته ثم هايست و ليليث ربما ، زيادة قوته ، فهم قوته الغامضة ، إكمال تجاربه ، البحث عن طريقةٍ للوصول إلى القارة الشرقية ، و التخفي عن أنظار نظام القدر . بالتالي – من أين سيأتي بالوقت أو الرغبة ليُصبح مغامراً ؟
لم يُرد آراي ‘ المغامرة ‘ بحد ذاتها بل سعى إلى شيءٍ آخر – رُخصة المغامر. كان على السحرة إمتلاك نوعٍ من الرخص دائماً للعيش بسلام ، كانت هذه إحدى القواعد الغير مكتوبة هذا العالم .
مع ذلك ، بدا و كأنه قد إستهان به . كان هذا الشخص أضعف منه بطبقتين ، لكنه تمكن من اللعب به جيداً . إزداد غضب لابان من هذه الإهانة ، و طفح كيله . وعندما أوشك على قتل هذا القصير المزعج فجأة—
الأمر أشبه بوجود بطاقة هوية .
لم يكُن هذا إلزامياً أبداً ، لكن وجودها سهّل الكثير من الأمور . كالحاجة إلى دخول المدن و الأقاليم السحرية العديدة في القارة ، بعض الأبعاد السرية ذات الوصول المحدود ، إستخدام المواصلات السحرية الفائقة ، و حتى الحصول على بعض الأقاليم في القارة دون الحاجة إلى فعل شيء . كانت توجد عدة أنواع من الرُّخصات في العالم ، لغرض إثبات هوية المرء . أبسطها للحصول عليه كانت رخصة رابطة المغامرين ، و أصعبها على الإطلاق كانت الخاصة بمحكمة الحقيقة .
بعد نصف ساعة ، أتى دوره .
على سبيل المثال ، كانت إحدى فوائد الرخص ، هو أنه في حال وقعت جريمة و تم الإشتباه بـ آراي بكونه مشعوذاً من قبل ‘ محكمة الحقيقة ‘. كانت رخصة رابطة المغامرين ذات الصنف D ستكون كافيةً له لإبعاد الشبهة قليلاً . كان هذا لأن لديه نقابة المغامرين خلفه كشاهد . بالطبع ، كلما إرتفع صنفه ، زادت ‘ أهميته ‘ و الذي بدوره زاد مدى قوة رخصته و ‘ قيمته ‘ لدى النقابة ، أبعد هذا الشبهة عنه بنسبةٍ أكبر . إنتمى السحرة دائماً إلى نوعٍ معين من المنظمات . السيافون لمدارس السيف ، الكهنة في دوائرهم السرية الخاصة ، و المشعوذون تحت الأرض في مكانٍ لا يعلمه سوى الآله .
أظهر آراي إبتسامةً باهتة ساخرة من النفس . لسوء الحظ ، لم يكُن هذا هو دوره لأداء سيناريوهات أعمال الدرجة الثالثة هذه .
…بالطبع في حال حصل آراي على رخصة الساحر القانونية خصيصاً من ‘ محكمة الحقيقة ‘ فالإشتباه به سيكون مستحيلاً مالم يوجد دليل قاطع تماماً يثبت إشتراكه بهذه الجريمة . قرأ آراي من قبل كتاباً عن هذه الرخصة ، و لأي درجة كانت مفيدة و لعبت دوراً محورياً في تغيير حياة الساحر . لتلخيص الأمر بسطر ، إمتلاك أعلى فئة من هذه البطاقة يعني دعماً كاملاً من فروع محكمة الحقيقة في كامل القارة ، بشتّى ما يريده من أمور .
‘ “أنت هل هو أنت ” هل هذا سؤالٌ يُسأل للمرء ؟ ‘
‘ للأسف ، لا أستطيع وضع يدي عليها .’
” حسناً .” أومأ ألستر برأسه و سأل :” هل أنت جديد ؟ أم أنك قد فقدت بطاقتك السابقة ؟ ”
” اغهههه…اللعنة….أغههه!!”
‘ كُنت لأريد من أعماق قلبي إمتلاكها لكن هيه…هذا حلمٌ بعيد المنال ، ربما كان سيكون هذا ممكناً لو كنت لا أزال ‘ آراي رولان ‘ من مملكة لوكلوفر .’
على سبيل المثال ، كانت إحدى فوائد الرخص ، هو أنه في حال وقعت جريمة و تم الإشتباه بـ آراي بكونه مشعوذاً من قبل ‘ محكمة الحقيقة ‘. كانت رخصة رابطة المغامرين ذات الصنف D ستكون كافيةً له لإبعاد الشبهة قليلاً . كان هذا لأن لديه نقابة المغامرين خلفه كشاهد . بالطبع ، كلما إرتفع صنفه ، زادت ‘ أهميته ‘ و الذي بدوره زاد مدى قوة رخصته و ‘ قيمته ‘ لدى النقابة ، أبعد هذا الشبهة عنه بنسبةٍ أكبر . إنتمى السحرة دائماً إلى نوعٍ معين من المنظمات . السيافون لمدارس السيف ، الكهنة في دوائرهم السرية الخاصة ، و المشعوذون تحت الأرض في مكانٍ لا يعلمه سوى الآله .
— مر بعض الوقت .
‘ أما الآن و بوضعي الحالي ، لأنسى الأمر . أنا مشعوذٌ الآن ، هل أعتبر كذلك ؟ لكنني لم أقتل أي شخصٍ بريئ بعد .’
وجود مثل هذا النظام ، هو الفرق بين السحرة و المشعوذين .
عندما إنتهى آراي من التفكير ، كان ألستر واقفاً أمامه .
” ووش! ”
” مرةً أخرى ، مرحباً بك في رابطتنا – نقابة المغامرين ! ” سلّمه ألستر الشاب بطاقةً زرقاء ، و قال بإبتسامةٍ عريضة :” أنا ألستر كارمين ، أتمنى أن تبدأ مغامرتك الخاصة المجيدة من هذا اللحظة…”
” همم ؟ ” تراجع آراي بضع خطواتٍ أكثر ، و حاول تغطية وجهه بيده . لكنه أدرك بأن هذا قد أصبح بلا فائدة ، نتيجةً لذلك أخفض يده و عدل عن الأمر .سأل ببرود :”من أنت ؟ لا أظن أن لدي علاقة بك فكيف وجدتني حتى ؟ ” تجاه هذا الشخص ، لم يشعر آراي سوى بالنفور و عدم الراحة .
“…أيها السيد زيرو .”
…بالطبع في حال حصل آراي على رخصة الساحر القانونية خصيصاً من ‘ محكمة الحقيقة ‘ فالإشتباه به سيكون مستحيلاً مالم يوجد دليل قاطع تماماً يثبت إشتراكه بهذه الجريمة . قرأ آراي من قبل كتاباً عن هذه الرخصة ، و لأي درجة كانت مفيدة و لعبت دوراً محورياً في تغيير حياة الساحر . لتلخيص الأمر بسطر ، إمتلاك أعلى فئة من هذه البطاقة يعني دعماً كاملاً من فروع محكمة الحقيقة في كامل القارة ، بشتّى ما يريده من أمور .
” إنتظرني قليلاً سيدي ، سنجهز لك البطاقة الآن .”
إستلم آراي رخصة المغامر ، ثُم غادر المكان .
رفض بتعبير مرتعش ، تجاهله آراي و سار حتى وصل إلى لابان الذي كان يزمجر بجنون . هذه المرة ، كانوا قد أفسحوا له الطريق طوعاً حتى وصل إليه . لم يلاحظ الأمر سوى الآن ، أن بيئة الحانة قد غدت هادئة . و شاهدته أعينٌ عديدة بمشاعر مختلفة .
‘ أعتقد أن علي الذهاب إلى مطعمٍ الآن…فأنا جائع .’
” أنا أغاريس ، كيان ولد من الدم و الظلام ، تنين الدمار القرمزي ! بالطبع لتفهم الأمر بشكلٍ أفضل . فأنا…”
ما إستقبله فور فتحه للباب قد كانت أصواتاً لا تُطاق . صياحاً لا مثيل له .
للوصول إلى المدينة بسرعة ، كان آراي مقتصداً في طعامه . والذي جعله يشعر بالجوع الآن ، بحيث أنه لم يأكل شيئاً لمدة .
رفض بتعبير مرتعش ، تجاهله آراي و سار حتى وصل إلى لابان الذي كان يزمجر بجنون . هذه المرة ، كانوا قد أفسحوا له الطريق طوعاً حتى وصل إليه . لم يلاحظ الأمر سوى الآن ، أن بيئة الحانة قد غدت هادئة . و شاهدته أعينٌ عديدة بمشاعر مختلفة .
سرعان ما وجد آراي مكاناً مناسباً وقع بالقرب من رابطة المغامرين، و كانت حانة بإسم – ساق اللحم. إرتداها المغامرون في الأرجاء.
‘ لا ، علي قمع رغباتي هذه . لا أستطيع السكن في منزل أو قصر ، علي إكمال بحثي . إيجاد كهف سيفي بالغرض ، لا خدم أيضاً ! ‘
” يوووووو ! ”
نظر إلى آراي ، ثم عبس تعبيره .
” هاهاهاههاهاها المزيد ! ”
“كيكيكي هل هذا هو ؟ هاهاهاها .”
“كيكيكي هل هذا هو ؟ هاهاهاها .”
” ووش ! ”
ما إستقبله فور فتحه للباب قد كانت أصواتاً لا تُطاق . صياحاً لا مثيل له .
إستلم آراي رخصة المغامر ، ثُم غادر المكان .
” مرحباً بك في رابطة المُغامرين ! أنا ألستر من الدرجة البرونزية ، كيف أستطيع مُساعدتك ؟ ” إبتسم الموظف ، و أظهر أسنانه البيضاء .
حتى أنه قد شعر بإهتزازات الهواء تسري فوق بشرته أسفل رداءه .كانت الحانة ممتلئةً بالمغامرين المعززين ذو العضلات الشديدة و التستوستيرون المرتفع ، إرتجعوا من أكواب الخمر الكبيرة أثناء ضحكهم بصوتٍ عال . بينما تقاتل بعضهم بالأيادي و أطلقوا تلك الصرخات العالية كنوعٍ من الفايكينغز الهمجيين .
بعد نصف ساعة ، أتى دوره .
– كانت هذه الحانة هي ما يُفترض به أن يكون رابطة المغامرين !
” هاهاهاههاهاها المزيد ! ”
لقد جسدت المشهد الذي لم يره آراي في رابطة المغامرين بمثالية، ما دعاه إلى هز كتفيه ساخراً.
” بافف…! ”
وجد لابان نفسه محشوراً في السقف و لم يدرك كيف ذلك ، هل كان الضعيف الذي تنمر عليه ؟ هل كان هذا ممكناً ؟ ناضل لابان لإبقاء وعيه لرؤة من هو المتسبب في ذلك .
‘همج…’
الأمر أشبه بوجود بطاقة هوية .
” إنتظرني قليلاً سيدي ، سنجهز لك البطاقة الآن .”
تجاهل آراي هذه الضوضاء المزعجة بصعوبة ، و حرك قدميه بإتجاه طاولة الطلب الخاصة بالمحاسب. مع ذلك ، كان شخصٌ ما قد إصطدم به ، مما دفعه إلى السقوط تقريباً .
” هاه ؟ من هذا القصير ؟ ”
بعد نصف ساعة ، أتى دوره .
” هاهاها لابان أنت ثملٌ للغاية ! ”
تحرك أغاريس بسرعة ، و مد يده . كان سريعاً للغاية ، و لم تمنح آراي أي فرصة للرد قبل أن تصل لوجهه .
شعر آراي بالخطر قادماً إليه ، إنقبضت عضلاته بلا وعي و تعرق . في الواقع ، قد يُصبح جسده في حالة تالفة إذا ضرب الآن !
‘ أرى ، هذا العالم مليئ لهذا الحد بالقمامة الذين لايعرفون مقامهم .’
‘ لحسن الحظ ، كان ذلك الرجُل محقاً هذه المرة و لم يكذب .’
‘ حتى أنني حاولت تفاديه لكنه إصطدم بي عن قصد لكونه ثملاً .’ لمعت عينا آراي ببرودة أسفل القناع ، و لم يكن لطيفاً بحيث كان سيتجاهل إهانةً كهذه .
مع ذلك ، بدا و كأنه قد إستهان به . كان هذا الشخص أضعف منه بطبقتين ، لكنه تمكن من اللعب به جيداً . إزداد غضب لابان من هذه الإهانة ، و طفح كيله . وعندما أوشك على قتل هذا القصير المزعج فجأة—
‘ هاه ؟ ‘ كاد آراي للحظة ، بأن يفتح الختم و يُطلق [ مسار الشمس ] على إبن العاهرة هذا . ألا يلعب دور الموسوس جيداً ؟
نظر المدعو لابان إلى آراي بعينان دائختان ، و خدٍ محمر . كان لابان رُجلاً سميناً ذو كتلةٍ عضلية ضعيفة . كان رداءه بالياً قديماً عفناً ، أطلق جسده رائحة الكحُول العفنة . و تعرقت رقبته إلى حدٍ ما . رفع لابان يده الكبيرة فجأة مُستعداً لصفع آراي بعيداً ، كنوعٍ من الذباب المزعج .
كان آراي هادئاً ، و شعر بالشوق إلى حدٍ ما فجأة .
” هاه ؟ اللعنة عليك أيها القزم ، في المرة القادمة أنظر جيداً أنظر إلى موضع مشيك ! ”
‘ حسناً ، علي فعل العديد من الأمور بدأً من التجهيز للخطوات المقبلة . هذا مزعج ، لكن علي فعل ذلك — حتى أرتاح لاحقاً .’
أطلق آراي تنهيدة ، وقال :”[ تسارع ] .”
أدار المدعو أغاريس رأسه ، و نظر إلى آراي بعينيه مختلفتي الألوان . إلتقت عيناهُما و نظرا لبعض ، كانت توجد لحظة صمت .
‘ < تحليل : محاكاة > ‘
وجد لابان نفسه محشوراً في السقف و لم يدرك كيف ذلك ، هل كان الضعيف الذي تنمر عليه ؟ هل كان هذا ممكناً ؟ ناضل لابان لإبقاء وعيه لرؤة من هو المتسبب في ذلك .
كف يده الذي كان قادماً إلى آراي ، قد أصبح أبطئ في مجال رؤيته . بدأت المانا تحرك دماغه ، سرعان ماظهر خطٌ أزرق وهمي أمام ذراع لابان .
مسح آراي الصلصة من رداءه ، و شعر بالأسف تجاه هذا الشخص . كيف كان ليشعُر في حال أُفسد طعامه هكذا ؟
” ووش…”
‘ نعم ، في أحسن الأحوال سوف أستطيع أداء بعض الخدع الغير مفهومة ، كقول” سأجعل هذا الشخص يفقد وعيه دون إستخدام المانا أو لمسه ! ” ثم أستخدم عليه [ شعاع إختراق الروح ] و الذي قد لا يؤثر به حتى .’
تحرك آراي إلى الجانب ، و شكّل دائرة سحرية أخرى فوق كفه . رأى لابان ذلك ، و تفاعل بسرعةٍ هو الآخر . بدا و كأن لديه وافراً من الخبرة ، كونه قد إستطاع الحركة تحت ثمالته . لكّن آراي قد توقع ذلك مسبقاً . و كان لابان بطيئاً في مجال بصره .
” أوه…؟ إحذر أيها القزم ! لكن همم…؟ أوه ! وجهٌ جديد لم أره من قبل . ”
لم يكن هذا غريباً ، كانت [ تسارع ] تعويذةً صفرية تسرع أفكار آراي عبر زيادة عدد الشحنات الكهربائية في دماغه بواسطة تحفيز بعض الأعصاب بالمانا . لم تكن شيئاً يبطئ الوقت فعلياً أو شيئاً يزيد من عدد الشحنات…كان هذا يتطلب سحراً بعنصر الزمان وآخر بالبرق.
سقط قناع آراي في يد أغاريس ، ثم رأى لأول مرة وجه الأخير – وجه الفتى الصغير ذو عيني الشطرنج الغريبتين و الحدقة الواحدة البيضاء . سرعان ما تكشف أمامه . كان حاجباه متعاقدين ، بتعبير متوتر بعض الشيء . لم يتمكن حتى من التفاعل عندما أدرك بأن قناعه غير موجود على وجهه .
” ووش ! ”
‘ حسناً ، علي فعل العديد من الأمور بدأً من التجهيز للخطوات المقبلة . هذا مزعج ، لكن علي فعل ذلك — حتى أرتاح لاحقاً .’
أطلق آراي تنهيدة ، وقال :”[ تسارع ] .”
قفز آراي فوق الطاولة التي كانت خلفه ، متفادياً ذراعه التي كادت أن تمسك به .
كان هذا سؤالاً جيداً .
‘ همم الآن ، بالنظر إليه – القتل ليس خياراً ، أليس كذلك ؟ لقد وصلت إلى المدينة للتو ، و لا يصح صنع مثل هذه الجلبة بسبب حثالة .’
إستلم آراي رخصة المغامر ، ثُم غادر المكان .
‘ نعم ، جعله يفقد طرف أو إثنان ليست بمشكلة . سأصنع مكانةً لي بهذه الطريقة ، مما يقلل من الإنزعاجات القادمة مستقبلاً .’
“…أيها السيد زيرو .”
‘ هل إستخدم الأرض كمسند بالسحر ؟ تباً ! لقد إستهنت به كثيراً . حسناً ، كُنت لأقتله بإستفزازه بإعتباره ” دفاعاً عن النفس ” . لكن الأمر قد فشل .’
تعاقدت حواجب المدعو لابان ، و أصبح غاضباً . بينما ضحك رفيقه إثناء إحتساءه للسائل الأصفر الكحولي من كوبه .
” هاهاها لابان لقد إستطاع تفاديك مرتين ! هل هذا كُل ما لديك ؟ عارٌ عليك —!”
‘ درجة برونزية ؟ هل هذه طريقة لتصنيف موظفيهم ؟ ‘ لم يهتم آراي ، نتيجةً لذلك لم يتعب نفسه بالسُؤال . قال :” أريد تسجيل عضوية جديدة .”
‘ هاه ؟ ‘ كاد آراي للحظة ، بأن يفتح الختم و يُطلق [ مسار الشمس ] على إبن العاهرة هذا . ألا يلعب دور الموسوس جيداً ؟
تعاقدت حواجب المدعو لابان ، و أصبح غاضباً . بينما ضحك رفيقه إثناء إحتساءه للسائل الأصفر الكحولي من كوبه .
” اللعنة عليك ، لقد أردت تلقينك درساً فحسب . و الآن لقد جعلتني أفقد ماء وجهي…”
” من أنت أيضاً ؟ هل أنت برفقته ؟”
>| المنظور العام
” سأقتلك ! ”
قفز آراي فوق الطاولة التي كانت خلفه ، متفادياً ذراعه التي كادت أن تمسك به .
أظهر لابان بعض علامات الصحوة ، لكنه كان لايزال ثملاَ بعد . بدون التفكير في تداعيات الأمر أو حتى نوع المكان الذي نحن فيه ، قرر قتلي على الفور…لأنني تفاديت ذراعه فحسب . كان هذا كافياً لذاته الثملة لأن تظن أنها قد فقدت وجهها .
” جديد ؟ تبدو غنياً ! هل أنت نبيلٌ هارب ؟ هاهاها ربما أنت السيد الصغير المفقود في الشائعات ! ” ضحك الرجُل بفظاظة و قال :” أنا مُغامرٌ من الفئة B ، بإمكانك مناداتي بلقبي – إدوارد المطرقة ! لكن همم ، حسناً .” أدار رأسه ، بتعبيرٍ مستمتع . كان على وشك التحدث، لكّن رأسه قد ضرب فجأة من شخصٍ ما .
‘ لهذا السبب أكره الكحوليات…إنها تجعل العقل مشوشاً ، مما يدعه لا يتخذ القرارات الصحيحة . ناهيك عن كُل شيءٍ آخر قد تسببه لاحقاً من بلاء .’
‘ القهوة رائعة ، سكريةٌ و منشطة . الحليب لا بأس به .’
– كانت هذه الحانة هي ما يُفترض به أن يكون رابطة المغامرين !
كان آراي هادئاً ، و شعر بالشوق إلى حدٍ ما فجأة .
مع ذلك ، بدا و كأنه قد إستهان به . كان هذا الشخص أضعف منه بطبقتين ، لكنه تمكن من اللعب به جيداً . إزداد غضب لابان من هذه الإهانة ، و طفح كيله . وعندما أوشك على قتل هذا القصير المزعج فجأة—
” اللعنة عليك ، لقد أردت تلقينك درساً فحسب . و الآن لقد جعلتني أفقد ماء وجهي…”
” ووش ! ”
” ووش ! ”
ركض لابان بسرعة ، رغم ثمالته إلا أنه كان لايزال معززاً في الرتبة الأولى العليا . أخذ آراي قطعة لحمٍ من الطاولة أسفله ، و ألقاها في وجهه . في نفس الوقت ، أخرج نصلاً من الدائرة السحرية التي شكلها في كفه الأيسر مُسبقاً .
” باك! ”
تحرك أغاريس بسرعة ، و مد يده . كان سريعاً للغاية ، و لم تمنح آراي أي فرصة للرد قبل أن تصل لوجهه .
” هاهاها ، إنه حقاً أنت . لقد وجدتك ، هذا مضحك . لم أكُن مضطراً حتى للبحث عنك ! ”
تدحرج لابان ، و لعن أثناء إزالة بقايا الصلصة اللزجة من وجهه . لوح بيده الأخرى بعشوائية في ما بدا وكأنه وضعية دفاعية . لم ينتظره آراي حتى ينتهي ، قفز إليه برشاقة كالشبح و طعن عينه اليسرى . كان جسده الصغير رشيقاً و خفيفاً ، نعم هذه هي فائدته الوحيدة .
‘ تعزيز قدماي يظهر فائدته .’
‘ أكبر من المتوقع .’
” آهههههه !! ”
أطلق لابان صرخةً حادة ، أمسك بسرعة بذراع آراي وقبض عليها بقوة ، مطلقةً صوت صرير . قذف به عالياً.
الأمر أشبه بوجود بطاقة هوية .
…بالطبع في حال حصل آراي على رخصة الساحر القانونية خصيصاً من ‘ محكمة الحقيقة ‘ فالإشتباه به سيكون مستحيلاً مالم يوجد دليل قاطع تماماً يثبت إشتراكه بهذه الجريمة . قرأ آراي من قبل كتاباً عن هذه الرخصة ، و لأي درجة كانت مفيدة و لعبت دوراً محورياً في تغيير حياة الساحر . لتلخيص الأمر بسطر ، إمتلاك أعلى فئة من هذه البطاقة يعني دعماً كاملاً من فروع محكمة الحقيقة في كامل القارة ، بشتّى ما يريده من أمور .
كان آراي هادئاً، تفاعل بسرعة و تشقلب في الهواء ، إستخدم تعويذةً أخرى ، و أنشأ حبلاً من المانا النقية ثم رماها و ربط بها ساق لابان ، بعد ذلك شدّها إلى الإمام .
إستلم آراي رخصة المغامر ، ثُم غادر المكان .
” هاهاهاههاهاها المزيد ! ”
” ووش ! ”
” أهربوا ! إنه أغاريس !! ”
لم يكن هذا غريباً ، كانت [ تسارع ] تعويذةً صفرية تسرع أفكار آراي عبر زيادة عدد الشحنات الكهربائية في دماغه بواسطة تحفيز بعض الأعصاب بالمانا . لم تكن شيئاً يبطئ الوقت فعلياً أو شيئاً يزيد من عدد الشحنات…كان هذا يتطلب سحراً بعنصر الزمان وآخر بالبرق.
لم يكُن هذا كافياً ، كان جسده قوياً و ثقيلاً و لم يتزحزح . توقع آراي ذلك بل وضحك على محاولته لزحزحته، و أنشأ طرفاً آخراً للحبل مدده حتى إرتبط بأحدى الألواح الخشبية للسقف و التي كان متعلقاً بها .
أطلق آراي تنهيدة ، وقال :”[ تسارع ] .”
بدأ الحبل بالتقلص بسرعة .
” سووش ! ”
‘ نعم ، في أحسن الأحوال سوف أستطيع أداء بعض الخدع الغير مفهومة ، كقول” سأجعل هذا الشخص يفقد وعيه دون إستخدام المانا أو لمسه ! ” ثم أستخدم عليه [ شعاع إختراق الروح ] و الذي قد لا يؤثر به حتى .’
“أوه لا ، لا رجاءاً لا تهتم ! ”
سقط لابان على الأرض عبر شد ساقه من الأعلى . و زادت حدة صراخه ، نظرت آراي إلى النصل في يده و ضحك . كانت عين لابان التي أخذها مسبقاً معلقةً على قمة النصل الأزرق .
” إذاً سيدي ، هل تُفضّل أخذ إختبار لقياس كفائتك أم البدأ من الأسفل ؟ ”
تلاشى النصل ، و أمسك آراي بالعين . ثم حاول موازنة سقوطه ، و هبط فوق طاولة غير بعيدة بقوة .
وقف آراي ، ثم هز رأسه بخفة .
تحرك آراي إلى الجانب ، و شكّل دائرة سحرية أخرى فوق كفه . رأى لابان ذلك ، و تفاعل بسرعةٍ هو الآخر . بدا و كأن لديه وافراً من الخبرة ، كونه قد إستطاع الحركة تحت ثمالته . لكّن آراي قد توقع ذلك مسبقاً . و كان لابان بطيئاً في مجال بصره .
” بام ! ”
‘ لم تُكسر لحسن الحظ .’
هز آراي يده اللتي كانت متخدرة بقوة بفعل قبضة لابان .
‘ أرى ، هذا العالم مليئ لهذا الحد بالقمامة الذين لايعرفون مقامهم .’
” إعذرني .”
مسح آراي الصلصة من رداءه ، و شعر بالأسف تجاه هذا الشخص . كيف كان ليشعُر في حال أُفسد طعامه هكذا ؟
” شوووش ! ”
‘ حسناً ، لقد أفسدت طعام طاولتين الآن . سأعوضهم عن الأمر بعد أن أنتهي .’
“أوه لا ، لا رجاءاً لا تهتم ! ”
رفض بتعبير مرتعش ، تجاهله آراي و سار حتى وصل إلى لابان الذي كان يزمجر بجنون . هذه المرة ، كانوا قد أفسحوا له الطريق طوعاً حتى وصل إليه . لم يلاحظ الأمر سوى الآن ، أن بيئة الحانة قد غدت هادئة . و شاهدته أعينٌ عديدة بمشاعر مختلفة .
تجاهل أغاريس لابان المعلق في السقف ، و إقترب من آراي أكثر .
‘ أوه ؟ هل ‘ زيرو ‘ يصنع سمعته الآن ؟’
” اغهههه…اللعنة….أغههه!!”
‘ نعم ، في أحسن الأحوال سوف أستطيع أداء بعض الخدع الغير مفهومة ، كقول” سأجعل هذا الشخص يفقد وعيه دون إستخدام المانا أو لمسه ! ” ثم أستخدم عليه [ شعاع إختراق الروح ] و الذي قد لا يؤثر به حتى .’
كانت عيناه غريبتان . إلى حدٍ بعيد . لم تكن شيئاً من المفترض أن يملكه البشر . كانتا بلونين مختلفين ؛ أحمرٌ و أرجواني . لم تكن حدقيته دائرية كسائر الناس ، بل كانت معينة الشكل ، حادة الأطراف . طافت حاولها أربع مثلثات في زوايها مما جعل شكلها يبدو مثل…المستطيل . أطلق الفتى – أغاريس – هالةً باردة و فخورة ، كنت عيناه تطلقان نية قتلٍ هائلة كالوحوش الشريرة . و إعتلى محياه ذلك التعبير الذي يقول ” أنا أفضلُ منك ” .
كان لابان يصرخ ، تدفق الدم فوق يده و كان وجهه ممتلئاً باللون الأحمر .
لابان هو الآخر ، كان يعاني من مشاكل عدة . مات صديقه منذ أسبوع بجثةٍ بلا دم داخل الزنزانة ، و عندما وجدوه لم يعلموا السبب . بالإضافة إلى أنه مؤخراً لم يكسب الكثير من المال ، و بدأ حزبه بالتفرّق نتيجةً لعدم وجود مهام جماعية تتطلب وجود فرق . كان حزيناً و ساخطاً ، لكنه علم بأنه يجب أن يكون ممتناً لقدرته على البقاء حياً حتى الآن مع كل ما يحدث مؤخراً .
” هل هذا يعود لك ؟ ”
رفع آراي الكرة البيضاء الصغيرة الدامية ، و لوح بها أمامه مطلقاً ضحكةً ساخرة . أصبح تعبير لابان مشوهاً أكثر ، و توقف عن الصراخ .
قفز آراي فوق الطاولة التي كانت خلفه ، متفادياً ذراعه التي كادت أن تمسك به .
” ارغهه سأقتلك !!! ”
نظر إلى آراي ، ثم عبس تعبيره .
“…أيها السيد زيرو .”
زأر لابان ، و إندفع بإستقامة تجاه آراي . هذه المرة كان سريعاً للغاية . كانت الأرض أسفل قدميه مرفوعةً قليلاً ، و كانت ألواح الخشب مكسورة .
‘ هل إستخدم الأرض كمسند بالسحر ؟ تباً ! لقد إستهنت به كثيراً . حسناً ، كُنت لأقتله بإستفزازه بإعتباره ” دفاعاً عن النفس ” . لكن الأمر قد فشل .’
شعر آراي بالخطر قادماً إليه ، إنقبضت عضلاته بلا وعي و تعرق . في الواقع ، قد يُصبح جسده في حالة تالفة إذا ضرب الآن !
” ووش ! ”
لابان الذي أراد الإنتقام ، قد سمح لوعيه بالإنجراف بعيداً مع موجات الألم . فور إدراك هوية الشخص الذي فعل ذلك .
” شوووش ! ”
” مرحباً بك في رابطة المُغامرين ! أنا ألستر من الدرجة البرونزية ، كيف أستطيع مُساعدتك ؟ ” إبتسم الموظف ، و أظهر أسنانه البيضاء .
>| المنظور العام
عندما إستعد آراي للدفاع عن نفسه بالكاد بحواجز سحرية كافية ، حصل شيءٌ غريب . تشكّلت عاصفة من اللهب القرمزي أمامه ، أصبحت الجو ساخناً و تراقص اللهب الدموي كبتلات الورود . جفل و إكتشف فجأةً بأن جسد لابان قد بات مدفوناً في السقف . كانت بعض قطرات الدم تتساقط على الألواح الخشبية على الأرض .
” ووش ! ”
” أيها البشري القذر ، ألا ترا أنني أكل هُنا ؟ ”
كان آراي هادئاً ، و شعر بالشوق إلى حدٍ ما فجأة .
ظهر شخصٌ ما أمام آراي — فتىً ذو شعر قرمزي . و نظر إلى السقف بأعين باردة و حاجبين متعاقدين بعنف . بدا كاللهب في أوج إشتعاله .
“كيكيكي هل هذا هو ؟ هاهاهاها .”
تيبس آراي قليلاً وشعر بالضيق في صدره ، ثم أخذ بضع خطوات للخلف بلا وعي بسبب الهالة الكثيفة و الشريرة التي صدرت من الفتى، ناهيك عن الحرارة الصادرة منه!
– كان هذا الشخص في الرتبة الثالثة المبكرة !
لم يكن لدى آراي أي وقت فراغ لعيش حياة مغامر ، كان عليه أولاً حل مشكلة جسده . إيجاد عائلته ثم هايست و ليليث ربما ، زيادة قوته ، فهم قوته الغامضة ، إكمال تجاربه ، البحث عن طريقةٍ للوصول إلى القارة الشرقية ، و التخفي عن أنظار نظام القدر . بالتالي – من أين سيأتي بالوقت أو الرغبة ليُصبح مغامراً ؟
كان لابان يصرخ ، تدفق الدم فوق يده و كان وجهه ممتلئاً باللون الأحمر .
…
ركض لابان بسرعة ، رغم ثمالته إلا أنه كان لايزال معززاً في الرتبة الأولى العليا . أخذ آراي قطعة لحمٍ من الطاولة أسفله ، و ألقاها في وجهه . في نفس الوقت ، أخرج نصلاً من الدائرة السحرية التي شكلها في كفه الأيسر مُسبقاً .
‘ أغاريس ؟ ‘ فكر آراي قليلاً وهز رأسه ، كان هذا إسماً لم يسمع به من قبل . من كان هذا ؟
كان هذا يوماً عادياً في حانة ‘ ساق اللحم ‘ . كالمعتاد ، زار المغامرون الحانة ليرتاحوا بعد إستكشاف الزنزانة القريبة — زنزانة غريسلا . و تنفيذ مهامهم . ثم كانوا سيغادرون لإعلام رابطة المغامرين بأخر طلباتهم . أحب الكثير من المغامرون هذا الحانة حقاً . كانت أسعارها رخيصة ، بالإضافة إلى طعم اللحم و جودة الكحول هناك . لبّت هذه الحانة الكثير من إحتياجات المغامرين ، لذلك كانت محبوبة . بإستثناء أوقات الصباح ، حين يخرج المغامرون لتنفيذ مهامهم ، كان معتجاً بالمغامرين طيلة الوقت حتى منتصف الليل .
وجود مثل هذا النظام ، هو الفرق بين السحرة و المشعوذين .
كانت حانة رائعة .
لابان هو الآخر ، كان يعاني من مشاكل عدة . مات صديقه منذ أسبوع بجثةٍ بلا دم داخل الزنزانة ، و عندما وجدوه لم يعلموا السبب . بالإضافة إلى أنه مؤخراً لم يكسب الكثير من المال ، و بدأ حزبه بالتفرّق نتيجةً لعدم وجود مهام جماعية تتطلب وجود فرق . كان حزيناً و ساخطاً ، لكنه علم بأنه يجب أن يكون ممتناً لقدرته على البقاء حياً حتى الآن مع كل ما يحدث مؤخراً .
مؤخراً ، ظهر وحش شبحٍ قوي داخل زنزانة غريسلا القريبة . والذي بدوره منع المغامرين منخفضي الرتبة من التعمق فيها ، شعر الكثير منهم بالإحباط نتيجةً لذلك . كانت الزنزانة مصدر دخلٍ أساسي للمغامرين بجانب مهام الرابطة ، بالأخص منخفضي الرتبة منهم ؛ حيث أن بيع أنوية و جلود الوحوش السحرية الموجودة داخل الزنزانة قد كانت مصدر نفقاتهم اليومية . و بوجود مشكلةٍ هناك ، أصبح الكثير منهم يعانون من مشاكل مالية مختلفة .
‘ هل إستخدم الأرض كمسند بالسحر ؟ تباً ! لقد إستهنت به كثيراً . حسناً ، كُنت لأقتله بإستفزازه بإعتباره ” دفاعاً عن النفس ” . لكن الأمر قد فشل .’
بعد الإجابة على بضع أسئلة ، سُرعان ما بدأ ألستر بشرح آلية نظام عمل نقابة المغامرين ‘ الكليشيهية ‘ لـ آراي . في الواقع ، كانت نفسها في كُل مكان . إدفع و ستنال ما تُريده ، إعمل و ستأخذ مكافأة . كان المال هو المحرك الوحيد . بإستثناء من إمتلكوا رغبةً حقيقية .
كان الأسوء أيضاً هو وجود أحداث وفاة غامضة في الزنزانة ، مات بعض المغامرون بجثث جافة يابسة بلا قطرة دم . تكرر هذا كثيراً ، و رجحّ العديد من المغامرين وجود نوعٍ من الوحوش الغامضة التي بدأت بالظهور هناك . في مثل هذا الأوقات الصعبة ، إمتلئت حانة ساق اللحم بالمغامرين ، الذي أغرقوا نفسهم في الأكل و شرب الخمور . كان هذا لينسوا أنفسهم الأحداث الأخيرة .
” ووش…”
لابان هو الآخر ، كان يعاني من مشاكل عدة . مات صديقه منذ أسبوع بجثةٍ بلا دم داخل الزنزانة ، و عندما وجدوه لم يعلموا السبب . بالإضافة إلى أنه مؤخراً لم يكسب الكثير من المال ، و بدأ حزبه بالتفرّق نتيجةً لعدم وجود مهام جماعية تتطلب وجود فرق . كان حزيناً و ساخطاً ، لكنه علم بأنه يجب أن يكون ممتناً لقدرته على البقاء حياً حتى الآن مع كل ما يحدث مؤخراً .
” بافف…! ”
أغرق نفسه في الكحول نتيجةً لذلك .
‘ درجة برونزية ؟ هل هذه طريقة لتصنيف موظفيهم ؟ ‘ لم يهتم آراي ، نتيجةً لذلك لم يتعب نفسه بالسُؤال . قال :” أريد تسجيل عضوية جديدة .”
على سبيل المثال ، كانت إحدى فوائد الرخص ، هو أنه في حال وقعت جريمة و تم الإشتباه بـ آراي بكونه مشعوذاً من قبل ‘ محكمة الحقيقة ‘. كانت رخصة رابطة المغامرين ذات الصنف D ستكون كافيةً له لإبعاد الشبهة قليلاً . كان هذا لأن لديه نقابة المغامرين خلفه كشاهد . بالطبع ، كلما إرتفع صنفه ، زادت ‘ أهميته ‘ و الذي بدوره زاد مدى قوة رخصته و ‘ قيمته ‘ لدى النقابة ، أبعد هذا الشبهة عنه بنسبةٍ أكبر . إنتمى السحرة دائماً إلى نوعٍ معين من المنظمات . السيافون لمدارس السيف ، الكهنة في دوائرهم السرية الخاصة ، و المشعوذون تحت الأرض في مكانٍ لا يعلمه سوى الآله .
اليوم ، إصطدم به وجهٌ غير مألوف . كان شخصاً قصيراً ، إرتدى قناعاً و زياً أسوداً باهتاً . كانت هذه فرصة جيدة لـ لابان لينفس عن إحباطه ، عبر ضرب هذا الشخص بحجة الإصطدام به . كان ثملاً لذا لم يفكر كثيراً في الأمر ، و مع تحفيز صديقه ‘ اركمي ‘ زادت رغبته في ضرب هذا الشخص .
مع ذلك ، بدا و كأنه قد إستهان به . كان هذا الشخص أضعف منه بطبقتين ، لكنه تمكن من اللعب به جيداً . إزداد غضب لابان من هذه الإهانة ، و طفح كيله . وعندما أوشك على قتل هذا القصير المزعج فجأة—
‘ للأسف ، لا أستطيع وضع يدي عليها .’
” سووش…بووم ! ”
وجد لابان نفسه محشوراً في السقف و لم يدرك كيف ذلك ، هل كان الضعيف الذي تنمر عليه ؟ هل كان هذا ممكناً ؟ ناضل لابان لإبقاء وعيه لرؤة من هو المتسبب في ذلك .
للوصول إلى المدينة بسرعة ، كان آراي مقتصداً في طعامه . والذي جعله يشعر بالجوع الآن ، بحيث أنه لم يأكل شيئاً لمدة .
“اللعنة ، إنه أغاريس ! ”
” أهربوا ! إنه أغاريس !! ”
” أهربوا ! إنه أغاريس !! ”
ركض لابان بسرعة ، رغم ثمالته إلا أنه كان لايزال معززاً في الرتبة الأولى العليا . أخذ آراي قطعة لحمٍ من الطاولة أسفله ، و ألقاها في وجهه . في نفس الوقت ، أخرج نصلاً من الدائرة السحرية التي شكلها في كفه الأيسر مُسبقاً .
” اللعنة ! كيف لم يُلاحظ أحدٌ وجوده !!؟ ”
ركض المغامرون بشدة إلى الخارج ، تزاحموا و داسوا على بعضهم البعض . كانوا كمن رأى وحشاً برياً . حتى أن الحانة التي كانت ممتلئةً بالكامل ، قد أخلت فارغةً خلال دقيقة . ركض المغامرون بسرعة ، وكأن حياتهم في خطر .
إبتسم أغاريس و لمعت عيناه ببريقٍ واثق و فخور . أشار إلى نفسه و ضحك نافخاً صدره .
— أغاريس .
…
ركض لابان بسرعة ، رغم ثمالته إلا أنه كان لايزال معززاً في الرتبة الأولى العليا . أخذ آراي قطعة لحمٍ من الطاولة أسفله ، و ألقاها في وجهه . في نفس الوقت ، أخرج نصلاً من الدائرة السحرية التي شكلها في كفه الأيسر مُسبقاً .
ربما كان هذا إسماً علم به جميع المغامرون في المنطقة . هل كان مغامراً حتى؟ لم يعلم أحد .
‘ من هذا الشخص؟ و ماخطب عيناه هاتين ؟ ‘ عبس آراي هو الآخر و شعر بالإنزعاج ، أعطتاه عينا هذا الشخص شعوراً بعدم الراحة و إنتهاك الخصوصية ، و كأنه عارٍ أمامه . ربما لم يشعره بذلك سوى…رجل الشطرنج ؟
لابان الذي أراد الإنتقام ، قد سمح لوعيه بالإنجراف بعيداً مع موجات الألم . فور إدراك هوية الشخص الذي فعل ذلك .
‘ درجة برونزية ؟ هل هذه طريقة لتصنيف موظفيهم ؟ ‘ لم يهتم آراي ، نتيجةً لذلك لم يتعب نفسه بالسُؤال . قال :” أريد تسجيل عضوية جديدة .”
‘ أغاريس ؟ ‘ فكر آراي قليلاً وهز رأسه ، كان هذا إسماً لم يسمع به من قبل . من كان هذا ؟
” أنا أغاريس ، كيان ولد من الدم و الظلام ، تنين الدمار القرمزي ! بالطبع لتفهم الأمر بشكلٍ أفضل . فأنا…”
” ووش! ”
” من أنت أيضاً ؟ هل أنت برفقته ؟”
أظهر لابان بعض علامات الصحوة ، لكنه كان لايزال ثملاَ بعد . بدون التفكير في تداعيات الأمر أو حتى نوع المكان الذي نحن فيه ، قرر قتلي على الفور…لأنني تفاديت ذراعه فحسب . كان هذا كافياً لذاته الثملة لأن تظن أنها قد فقدت وجهها .
هز آراي يده اللتي كانت متخدرة بقوة بفعل قبضة لابان .
أدار المدعو أغاريس رأسه ، و نظر إلى آراي بعينيه مختلفتي الألوان . إلتقت عيناهُما و نظرا لبعض ، كانت توجد لحظة صمت .
لم يكن لدى آراي أي وقت فراغ لعيش حياة مغامر ، كان عليه أولاً حل مشكلة جسده . إيجاد عائلته ثم هايست و ليليث ربما ، زيادة قوته ، فهم قوته الغامضة ، إكمال تجاربه ، البحث عن طريقةٍ للوصول إلى القارة الشرقية ، و التخفي عن أنظار نظام القدر . بالتالي – من أين سيأتي بالوقت أو الرغبة ليُصبح مغامراً ؟
“…”
” من عالمٍ آخر مثلك .”
كان هذا الشخص…غريباً للغاية ، كان لديه ذلك المظهر الذي يجعله يبرز بين الحشود . مثل شخصيةٍ رئيسية ، أو أكثر من ذلك كزعيمٍ شرير .
— 9988/9/7 ق.ج
كان فتىً شاباً بدا في الرابعة عشر أو نحو ذلك . كان شعره أحمراً داكناً فوضوياً ، لمع بضوءٍ قرمزي . كانت بشرته بيضاء قذرة غير نظيفة . إرتدى زياً مهترئاً بدا قديماً إلى حدٍ ما ، و كانت أكمام يديه مطويتان إلى المرفق .
” باك! ”
كانت عيناه غريبتان . إلى حدٍ بعيد . لم تكن شيئاً من المفترض أن يملكه البشر . كانتا بلونين مختلفين ؛ أحمرٌ و أرجواني . لم تكن حدقيته دائرية كسائر الناس ، بل كانت معينة الشكل ، حادة الأطراف . طافت حاولها أربع مثلثات في زوايها مما جعل شكلها يبدو مثل…المستطيل . أطلق الفتى – أغاريس – هالةً باردة و فخورة ، كنت عيناه تطلقان نية قتلٍ هائلة كالوحوش الشريرة . و إعتلى محياه ذلك التعبير الذي يقول ” أنا أفضلُ منك ” .
” هاهاها لابان أنت ثملٌ للغاية ! ”
نظر إلى آراي ، ثم عبس تعبيره .
تجاهل أغاريس لابان المعلق في السقف ، و إقترب من آراي أكثر .
” أنت…هل هو أنت؟ ”
تجاهل أغاريس لابان المعلق في السقف ، و إقترب من آراي أكثر .
إبتسم أغاريس و لمعت عيناه ببريقٍ واثق و فخور . أشار إلى نفسه و ضحك نافخاً صدره .
‘ “أنت هل هو أنت ” هل هذا سؤالٌ يُسأل للمرء ؟ ‘
“كيكيكي هل هذا هو ؟ هاهاهاها .”
‘ من هذا الشخص؟ و ماخطب عيناه هاتين ؟ ‘ عبس آراي هو الآخر و شعر بالإنزعاج ، أعطتاه عينا هذا الشخص شعوراً بعدم الراحة و إنتهاك الخصوصية ، و كأنه عارٍ أمامه . ربما لم يشعره بذلك سوى…رجل الشطرنج ؟
لم يكن لدى آراي أي وقت فراغ لعيش حياة مغامر ، كان عليه أولاً حل مشكلة جسده . إيجاد عائلته ثم هايست و ليليث ربما ، زيادة قوته ، فهم قوته الغامضة ، إكمال تجاربه ، البحث عن طريقةٍ للوصول إلى القارة الشرقية ، و التخفي عن أنظار نظام القدر . بالتالي – من أين سيأتي بالوقت أو الرغبة ليُصبح مغامراً ؟
” أنت ، ما أنت ؟ بالكاد يُمكنني الرؤية من خلالك .أوه ، إنتظر لحظة…هل يمكن أن تكون؟”
” ووش! ”
” ووش ! ”
” باك ! ”
تحرك أغاريس بسرعة ، و مد يده . كان سريعاً للغاية ، و لم تمنح آراي أي فرصة للرد قبل أن تصل لوجهه .
أغرق نفسه في الكحول نتيجةً لذلك .
” باك ! ”
سقط قناع آراي في يد أغاريس ، ثم رأى لأول مرة وجه الأخير – وجه الفتى الصغير ذو عيني الشطرنج الغريبتين و الحدقة الواحدة البيضاء . سرعان ما تكشف أمامه . كان حاجباه متعاقدين ، بتعبير متوتر بعض الشيء . لم يتمكن حتى من التفاعل عندما أدرك بأن قناعه غير موجود على وجهه .
” هاهاها ، إنه حقاً أنت . لقد وجدتك ، هذا مضحك . لم أكُن مضطراً حتى للبحث عنك ! ”
” مرحباً بك في رابطة المُغامرين ! أنا ألستر من الدرجة البرونزية ، كيف أستطيع مُساعدتك ؟ ” إبتسم الموظف ، و أظهر أسنانه البيضاء .
” همم ؟ ” تراجع آراي بضع خطواتٍ أكثر ، و حاول تغطية وجهه بيده . لكنه أدرك بأن هذا قد أصبح بلا فائدة ، نتيجةً لذلك أخفض يده و عدل عن الأمر .سأل ببرود :”من أنت ؟ لا أظن أن لدي علاقة بك فكيف وجدتني حتى ؟ ” تجاه هذا الشخص ، لم يشعر آراي سوى بالنفور و عدم الراحة .
كانت حانة رائعة .
لم يكُن هذا إلزامياً أبداً ، لكن وجودها سهّل الكثير من الأمور . كالحاجة إلى دخول المدن و الأقاليم السحرية العديدة في القارة ، بعض الأبعاد السرية ذات الوصول المحدود ، إستخدام المواصلات السحرية الفائقة ، و حتى الحصول على بعض الأقاليم في القارة دون الحاجة إلى فعل شيء . كانت توجد عدة أنواع من الرُّخصات في العالم ، لغرض إثبات هوية المرء . أبسطها للحصول عليه كانت رخصة رابطة المغامرين ، و أصعبها على الإطلاق كانت الخاصة بمحكمة الحقيقة .
” أنا ؟ حسناً ، لم أوضح نفسي بعد . أليس كذلك ؟ ”
” باك ! ”
“اللعنة ، إنه أغاريس ! ”
إبتسم أغاريس و لمعت عيناه ببريقٍ واثق و فخور . أشار إلى نفسه و ضحك نافخاً صدره .
” أنا أغاريس ، كيان ولد من الدم و الظلام ، تنين الدمار القرمزي ! بالطبع لتفهم الأمر بشكلٍ أفضل . فأنا…”
” مرةً أخرى ، مرحباً بك في رابطتنا – نقابة المغامرين ! ” سلّمه ألستر الشاب بطاقةً زرقاء ، و قال بإبتسامةٍ عريضة :” أنا ألستر كارمين ، أتمنى أن تبدأ مغامرتك الخاصة المجيدة من هذا اللحظة…”
لم يكن هذا غريباً ، كانت [ تسارع ] تعويذةً صفرية تسرع أفكار آراي عبر زيادة عدد الشحنات الكهربائية في دماغه بواسطة تحفيز بعض الأعصاب بالمانا . لم تكن شيئاً يبطئ الوقت فعلياً أو شيئاً يزيد من عدد الشحنات…كان هذا يتطلب سحراً بعنصر الزمان وآخر بالبرق.
” من عالمٍ آخر مثلك .”
بدأ الحبل بالتقلص بسرعة .
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات