مدينة جيابيلا (5)
الفصل 430: مدينة جيابيلا (5)
فجأة، تذكر يوجين كيف أن أنيس قد دفعت شفتيها إلى الأمام في وقت سابق.
كان هذا القرار بالفعل نموذجيًا لكل من هاميل ويوجين.
“هذا صحيح”، وافق يوجين. “إذا ذهبت إلى نوار وأخبرتها أنني لا أستطيع قتلها لأنني كنت أعرفها من حياتنا الماضية المشتركة وأنه يجب أن نتعايش بسلام، كيف تعتقدين أنها سترد؟”
أو على الأقل، كان هذا ما فكرت فيه أنيس. في الواقع، إذا حاولت تخيل رده على مثل هذه المشكلة، فهذا هو النوع من الردود الذي سيقدمه. ولكن… هل كان حقًا، حقًا، غير متأثر بتلك المشاعر التي ادعى أنها لا تخصه؟
“م-ماذا هناك؟” تمتمت أنيس بتردد.
بينما كانت تفكر في هذا السؤال، لم تستطع إلا أن تشعر بعدم الارتياح.
“نحن بخير…” كان الرد الوحيد الذي تلقاه.
كان من الأفضل لو لم يعلموا بهذه الحقيقة أبدًا.
كانت أنيس متفاجئة لدرجة أنها لم تستطع حتى أن تصدر صوتًا. لم تكن تتوقع أبدًا أن هامل، الذي كان يتجاوز الحيرة ويصل إلى الجبن في مثل هذه الأمور، سيقوم فجأة بفعل جرئ.
لو كان هذا هو الحال، لما كانت هناك أي مشاكل الآن. لم تستطع أنيس وكريستينا إلا أن يتعاطفا مع يوجين بسبب اضطراره لتذكر تلك الرابطة. شعرت أن الأمر كان قاسيًا جدًا أن يُجبر يوجين على اتخاذ مثل هذا القرار مع معرفته بتلك الصلة.
تغير تعبير يوجين إلى عبوس وهو يبصق: “إذا كانت نوار، فسوف تفعل بالتأكيد شيئًا من هذا القبيل.”
ترددت أنيس للحظات قليلة قبل أن تتحدث: “إلى جانب ذلك، هل هناك حقًا أي طريقة أخرى؟”
قال يوجين بصوت منخفض وجدي: “شكرًا لاهتمامك بي.”
“لماذا نبحث عن طريقة مختلفة؟” سأل يوجين.
“هذا صحيح. لذا… لا تسأليني عن وجود حل آخر أم لا”، قال يوجين وهو يبتعد بنظره عن أنيس. “أيضًا، تلك اللعينة، نوار جيابيلا، لن تقبل أي حل آخر.”
“لأنك قد تندم لاحقًا إذا لم تفعل”، حاولت أنيس إقناعه.
لم يستطع يوجين أن يكون متأكدًا ما إذا كانت أنيس أو كريستينا هي التي ردت الآن. ربما كان الجواب كلاهما.
رد يوجين بعبوس: “لا أستطيع أن أرى أن هذا سيحدث.”
امتلأت طاولة الطعام في غرفة المعيشة قريبًا بمجموعة فاخرة من الأطعمة، لكن الطبق الذي برز أكثر، حتى بين كل هذه الفخامة، كان كعكة زفاف متعددة الطبقات.
تنهدت أنيس ووضعت يدها على ركبة يوجين. ثم نظرت عيناها الزرقاوتان الهادئتان مباشرة إلى عيني يوجين الذهبيتين.
لأن شفتيها كانتا ممتدتين، كان نطق كلماتها قليلًا متعثر، لكن لم تهتم كل من أنيس وكريستينا بذلك.
أدار يوجين وجهه بعيدًا، “حتى لو أصبح ذلك ندمًا، فسأكون أنا من يتحمله.”
“لأنك قد تندم لاحقًا إذا لم تفعل”، حاولت أنيس إقناعه.
“أنا لا أريد حقًا أن أراك تعاني بهذه الطريقة”، قالت أنيس بتعاطف.
بعد بضع لحظات من التفكير في كيفية التعامل مع أنيس وهي في هذه الحالة، مد يوجين يده. عندما استقرت يده أخيرًا على كتفها، نظرت أنيس إلى يوجين بدهشة.
تنهد يوجين، “حسنًا، لنفكر في الأمر بهذه الطريقة. إذا قبلت ذكريات ومشاعر أغاروث بالكامل وقررت أنني لا أستطيع قتل نوار، هل ستوافقين حقًا على هذا القرار؟”
لذا، دون تردد أكثر، جذب يوجين كتف أنيس نحوه بقوة.
فكرت أنيس في ردها، “إذا كان هذا ما قررت حقًا فعله، إذن سأ… سأبذل قصارى جهدي لأحاول إقناعك بالعكس. وسينا ستفعل الشيء نفسه.”
كانت تنظر إلى الوجوه الثلاثة لجيابيلا العائمة في السماء وكذلك إلى تمثال نوار جيابيلا الشامخ في وسط المدينة. كان تمثال “جيابيلا المحظوظة” يحمل باقة من الزهور في يده اليمنى وحقيبة في يده اليسرى. كان التمثال يمثل “حلم جيابيلا”، الأمل الخافت في الفوز يومًا ما بالجائزة الكبرى في أحد كازينوهات المدينة والعودة إلى المنزل.
“لا، هذا ليس صحيحًا”، هز يوجين رأسه.
ترددت أنيس للحظات قليلة قبل أن تتحدث: “إلى جانب ذلك، هل هناك حقًا أي طريقة أخرى؟”
كما حرّك يوجين يده ووضعها على يد أنيس التي كانت لا تزال مستريحة على ركبته. ثم اقترب قليلًا ونظر مباشرة في عيني أنيس.
مع ابتسامة باهتة، وجه يوجين نظرها إلى الزجاجة الفارغة على الطاولة.
“أنيس، كريستينا”، خاطبهما يوجين بحزم، “أنتما الاثنتان رفيقتاي. لقد كرستما نفسيكما لمساعدتي، وتسافران معي من أجل قتل ملوك الشياطين، صحيح؟”
تابعت أنيس بإصرار: “لذلك بالنسبة لنا، قول شيء مثل ‘شكرًا لاهتمامك بي’ لا ينقل مشاعر الامتنان الحقيقية.”
“هذا صحيح”، وافقت أنيس بتردد.
بينما نظرت في عينيه المترددة، التي أظهرت أنه لم يكن متأكدًا ماذا يفعل، أطلقت أنيس تنهيدة عميقة أخرى.
“في هذه الحالة، عندما أنجرف بذكريات ومشاعر ليست لي وأكاد أتخذ قرارًا أحمق كهذا، الشيء الوحيد الذي يجب أن تفعلاه هو أن تضربي رأسي بذلك الحديد اللعين الذي تحملينه”، قال يوجين بحزم.
كان من الداخل يدفعها لوضع يديها على صدر يوجين أو أن تعانقه أكثر، لكنها لم تستطع جمع الشجاعة الكافية لفعل ذلك. في النهاية، ابتلعت كريستينا مرة أخرى وأمسكت المسبحة التي كانت معلقة حول عنقها.
صُدمت أنيس من كلماته.
قاطعت أنيس متذمرة: “أليس هذا ما قلته بالفعل؟ هل تنوي حقًا ترك شكرك مجرد كلمات؟ آه، الآن بعد أن فكرت في الأمر، لقد كنت دائمًا هكذا.”
“وما الذي يهم إذا كانت نوار جيابيلا هي تجسد الساحرة الغسق؟” سخر يوجين. “نوار لا تملك أي ذكريات عن ذلك. وحتى لو كانت، لن يهم. من منظوري، كانت الساحرة الغسق لعينة، ونفس الشيء تمامًا ينطبق على نوار جيابيلا أيضًا. لذا، كيف تبدو الأمور من منظورك؟”
بدأ الاثنان بالحديث عن كم الأشياء التي يمكن رؤيتها وتناولها في هذه المدينة، ثم تحدثا عن كيف أن عملتهما الخاصة جعلت الكثير من الناس ينظرون إليهما بحسد.
“كلمات قاسية كهذه”، ابتسمت أنيس بمكر.
فجأة، تذكر يوجين كيف أن أنيس قد دفعت شفتيها إلى الأمام في وقت سابق.
“ماذا، أنتِ تحبين الشتائم أيضًا، أليس كذلك؟” رد يوجين بابتسامة ماكرة.
صُدمت أنيس من كلماته.
رؤية هذه الابتسامة تظهر أمام عينيها مباشرة جعلت قلب أنيس ينبض بلا سبب واضح. أطلقت أنيس شخيرًا ودَفَعت وجه يوجين بعيدًا.
امتلأت طاولة الطعام في غرفة المعيشة قريبًا بمجموعة فاخرة من الأطعمة، لكن الطبق الذي برز أكثر، حتى بين كل هذه الفخامة، كان كعكة زفاف متعددة الطبقات.
“هل تعتقد حقًا أن رأيي الشخصي سيكون مختلفًا عن منظورك لها؟ خصوصًا بعد أن عشت تلك الحقبة المرعبة معك، هاميل. بطبيعة الحال، في عينيّ أيضًا، نوار هي لعينة تستحق القتل”، قالت أنيس بحزم.
لو كان هذا هو الحال، لما كانت هناك أي مشاكل الآن. لم تستطع أنيس وكريستينا إلا أن يتعاطفا مع يوجين بسبب اضطراره لتذكر تلك الرابطة. شعرت أن الأمر كان قاسيًا جدًا أن يُجبر يوجين على اتخاذ مثل هذا القرار مع معرفته بتلك الصلة.
“هذا صحيح. لذا… لا تسأليني عن وجود حل آخر أم لا”، قال يوجين وهو يبتعد بنظره عن أنيس. “أيضًا، تلك اللعينة، نوار جيابيلا، لن تقبل أي حل آخر.”
“؟!” كان يوجين مذهولاً لدرجة أنه قفز على قدميه.
“ماذا تقصد بذلك؟” سألت أنيس.
فكرت أنيس في ردها، “إذا كان هذا ما قررت حقًا فعله، إذن سأ… سأبذل قصارى جهدي لأحاول إقناعك بالعكس. وسينا ستفعل الشيء نفسه.”
“تلك اللعينة المجنونة تريد إما أن تموت على يدي أو أن أُقتل على يديها”، قال يوجين وهو يعبس. “كبرياؤها عالٍ جدًا، وغرورها مريع.”
طالبت كريستينا: [أختي! اخرجي من رأسي الآن!]
“هذا بديهي”، تمتمت أنيس وهي تنظر من النافذة.
كانت تعلم أن قوة كريستينا الإلهية قد ازدادت بعد أن تم وسمها بالوصمة المقدسة، ولكن أن تصل قوتها لهذا الحد كان مفاجئًا.
كانت تنظر إلى الوجوه الثلاثة لجيابيلا العائمة في السماء وكذلك إلى تمثال نوار جيابيلا الشامخ في وسط المدينة. كان تمثال “جيابيلا المحظوظة” يحمل باقة من الزهور في يده اليمنى وحقيبة في يده اليسرى. كان التمثال يمثل “حلم جيابيلا”، الأمل الخافت في الفوز يومًا ما بالجائزة الكبرى في أحد كازينوهات المدينة والعودة إلى المنزل.
“م-ماذا هناك؟” تمتمت أنيس بتردد.
“لا يوجد أحد مغرور مثلها”، قالت أنيس بثقة.
“م-ماذا هناك؟” تمتمت أنيس بتردد.
حتى سينا لم تضع اسمها على إبداعاتها المختلفة مثل صيغة الدائرة السحرية، ساحرة الصنعة، والحفرة الأبدية، ولكن في حالة جيابيلا… كان هناك مدينة جيابيلا، حديقة جيابيلا، وجه جيابيلا، قلعة جيابيلا، إلخ. لقد وضعت نوار اسمها على كل شيء تقريبًا متعلق بها.
انضمت شفاههما مرة أخرى. في تلك اللحظة، لم تستطع كريستينا مقاومة غرائزها. فتحت شفتيها قليلاً، وأخرجت لسانها ليتشابك مع لسان يوجين.
“هذا صحيح”، وافق يوجين. “إذا ذهبت إلى نوار وأخبرتها أنني لا أستطيع قتلها لأنني كنت أعرفها من حياتنا الماضية المشتركة وأنه يجب أن نتعايش بسلام، كيف تعتقدين أنها سترد؟”
لذا، دون تردد أكثر، جذب يوجين كتف أنيس نحوه بقوة.
“لا أشعر أنها ستتقبل ذلك جيدًا”، قالت أنيس بحذر.
بعد بضع لحظات من التفكير في كيفية التعامل مع أنيس وهي في هذه الحالة، مد يوجين يده. عندما استقرت يده أخيرًا على كتفها، نظرت أنيس إلى يوجين بدهشة.
“من المحتمل أنها ستقتل كل من حولي”، قال يوجين بجدية.
“تلك اللعينة المجنونة تريد إما أن تموت على يدي أو أن أُقتل على يديها”، قال يوجين وهو يعبس. “كبرياؤها عالٍ جدًا، وغرورها مريع.”
لم يستطع حتى تحمل التفكير في الأمر.
وبعد مرور بعض الوقت وتحول النهار إلى المساء، عادت مير ورايميرا.
تغير تعبير يوجين إلى عبوس وهو يبصق: “إذا كانت نوار، فسوف تفعل بالتأكيد شيئًا من هذا القبيل.”
فكرت أنيس في ردها، “إذا كان هذا ما قررت حقًا فعله، إذن سأ… سأبذل قصارى جهدي لأحاول إقناعك بالعكس. وسينا ستفعل الشيء نفسه.”
كان هذا يظهر نوعًا من الثقة الملتوية. رغم أنه كان يكرهها بشدة، إلا أن يوجين كان يفهم نوار بشكل ما.
هذا التحرك الذي بدا طبيعياً انتهى بملامسة شفاههما.
تمامًا كما رفض يوجين ذكريات ومشاعر أغاروث، ستدير نوار ظهرها أيضًا لحقيقة أنها تجسيد الساحرة الغسق. لأن بالنسبة لها، الشيء الوحيد الذي يهم حقًا هو هويتها الذاتية كـ “نوار جيابيلا.”
اندفعت مير ورايميرا للجلوس على جانبي يوجين وبدأتا في الدردشة بحماس.
“حسنًا، فهمت”، استسلمت أنيس أخيرًا، مطلقة تنهيدة وهي تهز رأسها بالموافقة.
“هذا صحيح”، وافق يوجين. “إذا ذهبت إلى نوار وأخبرتها أنني لا أستطيع قتلها لأنني كنت أعرفها من حياتنا الماضية المشتركة وأنه يجب أن نتعايش بسلام، كيف تعتقدين أنها سترد؟”
نوار جيابيلا والساحرة الغسق، قبلت أنيس أن الأمر ليس قضية يمكن التعامل معها عن طريق الجدال مع يوجين.
“من المحتمل أنها ستقتل كل من حولي”، قال يوجين بجدية.
غيرت أنيس الموضوع قائلة: “ماذا سنفعل أيضًا بينما نحن في هذه المدينة؟”
“لم نتمكن حتى من رؤية ربع الساحة بأكملها! أيها المحسن، يبدو أن هذه المدينة مليئة بالأمل والأحلام.”
أجاب يوجين: “نشاهد المعالم.”
“ما هذا الكعك؟” سأل يوجين الخادم.
“حقًا؟” سألت أنيس بشك.
“لماذا نبحث عن طريقة مختلفة؟” سأل يوجين.
“لا أرغب في الذهاب إلى الكازينو، لذلك يمكننا التجول في المنطقة ومشاهدة المعالم… ثم في الليل، سأقوم بالتحقيق في هذه المدينة بمفردي.” كشف يوجين عن خطته.
حتى سينا لم تضع اسمها على إبداعاتها المختلفة مثل صيغة الدائرة السحرية، ساحرة الصنعة، والحفرة الأبدية، ولكن في حالة جيابيلا… كان هناك مدينة جيابيلا، حديقة جيابيلا، وجه جيابيلا، قلعة جيابيلا، إلخ. لقد وضعت نوار اسمها على كل شيء تقريبًا متعلق بها.
كلما كانت المدينة أكثر ألوانًا، زاد التباين بين الليل والنهار. أراد يوجين أن يرى ظلام مدينة جيابيلا. فكلما كان الظلام أشد سوادًا وفسادًا، زالت تردده بشأن نوار.
“هذا صحيح. لذا… لا تسأليني عن وجود حل آخر أم لا”، قال يوجين وهو يبتعد بنظره عن أنيس. “أيضًا، تلك اللعينة، نوار جيابيلا، لن تقبل أي حل آخر.”
توقف الحديث بينهما. لم تكن أنيس أو كريستينا في عجلة للحديث مع يوجين، وكانتا راضيتين بمراقبته.
قال يوجين بصوت منخفض وجدي: “شكرًا لاهتمامك بي.”
“لماذا تستمرين في النظر إليّ؟” سأل يوجين في النهاية.
اهتزت عيون مير ورايميرا بالرغبة عندما رأتا الكعكة. كانت مغطاة ليس فقط بالشوكولاتة، بل أيضًا بأنواع مختلفة من الكريمات والفواكه.
ردت أنيس بوجه متجهم: “هل تفضل أن أتوقف عن النظر إليك؟”
“…”، ساد الصمت على الطاولة بأكملها.
لم يستطع يوجين أن يكون متأكدًا ما إذا كانت أنيس أو كريستينا هي التي ردت الآن. ربما كان الجواب كلاهما.
“أنا لا أريد حقًا أن أراك تعاني بهذه الطريقة”، قالت أنيس بتعاطف.
مع ابتسامة باهتة، وجه يوجين نظرها إلى الزجاجة الفارغة على الطاولة.
“هذا بديهي”، تمتمت أنيس وهي تنظر من النافذة.
قال يوجين باعتراف: “يبدو أنني سأضطر للاعتذار. لقد فرغت زجاجة كاملة من مشروبك المفضل.”
“هذا بديهي”، تمتمت أنيس وهي تنظر من النافذة.
أجابت أنيس مطمئنة: “إذا طلبنا المزيد من الكحول، سيحضرون لنا بقدر ما نريد، فلماذا تعتذر؟ كما أنني لا أشعر بالرغبة في الشرب الآن، لذا لا داعي للقلق بشأن ذلك.”
“هذا صحيح. لذا… لا تسأليني عن وجود حل آخر أم لا”، قال يوجين وهو يبتعد بنظره عن أنيس. “أيضًا، تلك اللعينة، نوار جيابيلا، لن تقبل أي حل آخر.”
سأل يوجين بدهشة: “حتى أنت لديك لحظات كهذه؟”
انضمت شفاههما مرة أخرى. في تلك اللحظة، لم تستطع كريستينا مقاومة غرائزها. فتحت شفتيها قليلاً، وأخرجت لسانها ليتشابك مع لسان يوجين.
أجابت أنيس ساخرة وهي تضغط شفتيها: “نعم، حتى أنا أفاجئ نفسي أحيانًا. على الرغم من أنني أحب الكحول كثيرًا، إلا أن هناك أوقات لا أشعر فيها بالرغبة في الشرب. شكرًا، هامل، لأنك علّمتني شيئًا جديدًا عن نفسي.”
فكرت أنيس في ردها، “إذا كان هذا ما قررت حقًا فعله، إذن سأ… سأبذل قصارى جهدي لأحاول إقناعك بالعكس. وسينا ستفعل الشيء نفسه.”
بعد بضع لحظات من التفكير في كيفية التعامل مع أنيس وهي في هذه الحالة، مد يوجين يده. عندما استقرت يده أخيرًا على كتفها، نظرت أنيس إلى يوجين بدهشة.
تابعت أنيس متجهمة: “حسنًا، الحوض الساخن الذي جلبه مولون كان مُرضيًا، ولكن بخلاف ذلك، لم يكن هناك شيء أستطيع وصفه بالجيد أو حتى المقبول عن إقامتنا.”
“م-ماذا هناك؟” تمتمت أنيس بتردد.
قالت أنيس بإخلاص: “هامل. كريستينا وأنا كنا دائمًا بجانبك. لا أعرف ماذا تفكر كريستينا، لكن بالنسبة لي، إذا كان الأمر من أجلك، كنت سأقبل حتى بالموت.”
قال يوجين بصوت منخفض وجدي: “شكرًا لاهتمامك بي.”
وبعد مرور بعض الوقت وتحول النهار إلى المساء، عادت مير ورايميرا.
بينما شعرت أنيس بأصابعه تحيط بكتفها، بدأ قلبها ينبض بقوة، وسمعت صرخة من داخل رأسها من كريستينا: [أختي!]
“؟!” كان يوجين مذهولاً لدرجة أنه قفز على قدميه.
لا يمكن أن يحدث هذا. لم تكن ستستسلم الآن. رفضت أن تتخلى عن هذه اللحظة. هذه المرة، كانت أنيس سلايوود هي من ستشعر بنظرة هامل المليئة بالحب الموجهة نحوها.
لم يستطع يوجين فهم ما كانت تتحدث عنه فورًا. ومع ذلك، مع استمرار أنيس في التحديق فيه بتعبير واضح، لم يستطع حتى يوجين في النهاية تجاهل ما كانت تحاول قوله.
صرخت كريستينا مرة أخرى بقلق: [أختي!]
لذا، دون تردد أكثر، جذب يوجين كتف أنيس نحوه بقوة.
بينما حاولت تجاهل صرخات صاحبة هذا الجسد، فكرت أنيس، “كريستينا، أرجوك دعي لي على الأقل هذه اللحظة. إذا أظهر هامل المزيد من الشجاعة وقرر التقدم أكثر، فسأفسح لك المجال وأسمح لك بأخذ مكاني.”
قالت أنيس بإخلاص: “هامل. كريستينا وأنا كنا دائمًا بجانبك. لا أعرف ماذا تفكر كريستينا، لكن بالنسبة لي، إذا كان الأمر من أجلك، كنت سأقبل حتى بالموت.”
بينما كانت تفكر في هذا، دفعت أنيس شفتيها للأمام قليلًا. ورغم أن هذا جعلها تبدو وكأنها بطة، إلا أن أنيس لم تركز على هذه التفاصيل في تلك اللحظة.
“أنا بخير! لا داعي للقلق. شكرًا لك”، قالت كريستينا بسرعة قبل أن تحاول الابتعاد مرة أخرى.
في هذا الوقت، كانت كل من أنيس، التي رفضت التنازل بسبب الجشع، وكريستينا، التي كانت تصرخ بشكل هستيري محاولةً تأكيد حقها، تفكران في الشيء نفسه.
“لماذا تستمرين في النظر إليّ؟” سأل يوجين في النهاية.
قالت أنيس بامتعاض: “هل الأمر مجرد كلمات؟”
نوار جيابيلا والساحرة الغسق، قبلت أنيس أن الأمر ليس قضية يمكن التعامل معها عن طريق الجدال مع يوجين.
أصدر يوجين صوتًا مرتبكًا: “همم؟”
ورغم أنه لم يكن هناك صوت “تشو” كما تخيلته دائمًا، شعرت أنيس بنعومة شفاههما الملتصقة، ورأت جفون يوجين مغلقة بإحكام كما لو كانت مغلقة تمامًا.
تابعت أنيس، شفتيها لا تزال ممدودة كالبطة: “قلت أنك ستشكرني على اهتمامي بك. هل حقًا ستكتفي بالكلمات للتعبير عن شكرك؟”
عبس يوجين، “خذوها على الفور من هنا—”
لأن شفتيها كانتا ممتدتين، كان نطق كلماتها قليلًا متعثر، لكن لم تهتم كل من أنيس وكريستينا بذلك.
لم يستطع يوجين فهم ما كانت تتحدث عنه فورًا. ومع ذلك، مع استمرار أنيس في التحديق فيه بتعبير واضح، لم يستطع حتى يوجين في النهاية تجاهل ما كانت تحاول قوله.
“حقًا؟” سألت أنيس بشك.
تردد يوجين قائلًا: “آه… أم….”
من كان يظن أن لسانها سينزلق إلى الداخل…! لم يكن الأمر أنه لم يختبر شيئًا من هذا القبيل في حياته السابقة، فلماذا كان مندهشًا عندما حدث؟ حاول يوجين تهدئة قلبه الذي كان ينبض بسرعة وهو يجلس مجددًا على الأريكة.
قالت أنيس بإخلاص: “هامل. كريستينا وأنا كنا دائمًا بجانبك. لا أعرف ماذا تفكر كريستينا، لكن بالنسبة لي، إذا كان الأمر من أجلك، كنت سأقبل حتى بالموت.”
كان وجهها ساخنًا لدرجة أنها شعرت وكأنه سينفجر، وجسدها بدا وكأنه فقد كل قوته. بينما لا تزال خافضة رأسها، نظرت كريستينا بخجل إلى وجه يوجين لترى تعبيره.
أضافت كريستينا بسرعة لتدعم كلام أنيس: “أختي، لماذا قلتيها بهذه الطريقة؟ أنا أيضًا سأكون على استعداد للموت من أجلك، سيد يوجين.”
ومع ذلك، ألن يكون من المؤسف أن يُترك الاثنان وحدهما في الغرفة بينما يخرج الجميع لتناول الطعام؟ مر الوقت سريعًا بينما كان يوجين يجلس على الأريكة يستمع إلى حديث مير ورايميرا، ووصل الطعام الذي طلبوه قريبًا.
كيف يمكن لأنيس التي ماتت منذ زمن طويل أن تموت من أجله في هذه اللحظة؟ كان يوجين فضوليًا جدًا حول هذا السؤال، لكنه شعر أنه سيُصفع من أنيس إذا قال أي شيء بصوت عالٍ، لذا ظل صامتًا.
تابعت أنيس متجهمة: “حسنًا، الحوض الساخن الذي جلبه مولون كان مُرضيًا، ولكن بخلاف ذلك، لم يكن هناك شيء أستطيع وصفه بالجيد أو حتى المقبول عن إقامتنا.”
تابعت أنيس بإصرار: “لذلك بالنسبة لنا، قول شيء مثل ‘شكرًا لاهتمامك بي’ لا ينقل مشاعر الامتنان الحقيقية.”
فكر يوجين أن هناك احتمال أن تكون هناك بعض الأطباق الأخرى التي طلبتها نوار إلى جانب الكعكة، مما جعله يفقد شهيته لسبب ما، لكن ما الذنب الذي ارتكبته الأطعمة؟ في الواقع، كان الطعام لذيذًا.
قال يوجين مذهولًا: “آه… ومع ذلك… بما أنني ممتن، يجب علي على الأقل قول شكرًا—”
كان هذا يظهر نوعًا من الثقة الملتوية. رغم أنه كان يكرهها بشدة، إلا أن يوجين كان يفهم نوار بشكل ما.
قاطعت أنيس متذمرة: “أليس هذا ما قلته بالفعل؟ هل تنوي حقًا ترك شكرك مجرد كلمات؟ آه، الآن بعد أن فكرت في الأمر، لقد كنت دائمًا هكذا.”
كان هذا القرار بالفعل نموذجيًا لكل من هاميل ويوجين.
بينما نظرت في عينيه المترددة، التي أظهرت أنه لم يكن متأكدًا ماذا يفعل، أطلقت أنيس تنهيدة عميقة أخرى.
[نعم، يُقال إن البطل والدوقة جيابيلا تركا الجميع وراءهما في الوليمة لإجراء محادثة خاصة وحدهما….]
لماذا لم يبدأ هذا الأحمق في الأكل عندما كانت المائدة قد أعدت أمامه؟
كان هذا يظهر نوعًا من الثقة الملتوية. رغم أنه كان يكرهها بشدة، إلا أن يوجين كان يفهم نوار بشكل ما.
تابعت أنيس بشكوى: “هامل، فكر فقط في الأشهر الستة الماضية. كريستينا وأنا تبعنا إرادتك وقضينا كل ذلك الوقت على جبل ثلجي حيث كانت الثلوج تتساقط بكثافة كل يوم.”
“مهلاً، ألا تعتقدين أن كلماتك قاسية بعض الشيء؟!” صرخت أنيس، التي لم تكن تتوقع أن تحاول كريستينا بالفعل إصدار أمر بطردها. “على أي حال، هامل! بما أن كريستينا تريد هذا أيضًا، فلا داعي لأن تفكر في الأمر كثيرًا. أنت تعرف ما أعنيه، أليس كذلك؟”
نظر يوجين بعيدًا بعجز وقال: “آه… نعم.”
“هممم؟ يبدو أنك فعلاً شخص ناكر للجميل. كم مرة أنقذتك عندما كنت على وشك الموت!” رفعت أنيس صوتها غاضبة.
تابعت أنيس متجهمة: “حسنًا، الحوض الساخن الذي جلبه مولون كان مُرضيًا، ولكن بخلاف ذلك، لم يكن هناك شيء أستطيع وصفه بالجيد أو حتى المقبول عن إقامتنا.”
ترددت أنيس للحظات قليلة قبل أن تتحدث: “إلى جانب ذلك، هل هناك حقًا أي طريقة أخرى؟”
أضافت وهي تشمئز: “بالإضافة إلى ذلك، لم أكن أستريح بشكل مريح كل يوم، أليس كذلك؟ هامل، كل ذلك كان بفضلك وبفضل مولون اللذين كنتما تعودان كل يوم مع أطراف مكسورة وتغطيكما الدماء.”
“لا أرغب في الذهاب إلى الكازينو، لذلك يمكننا التجول في المنطقة ومشاهدة المعالم… ثم في الليل، سأقوم بالتحقيق في هذه المدينة بمفردي.” كشف يوجين عن خطته.
لم يستطع يوجين الرد.
امتلأت طاولة الطعام في غرفة المعيشة قريبًا بمجموعة فاخرة من الأطعمة، لكن الطبق الذي برز أكثر، حتى بين كل هذه الفخامة، كان كعكة زفاف متعددة الطبقات.
تعمقت نظرة أنيس الغاضبة وهي تقول: “علاوة على ذلك، لم يكن الأمر حتى مرة واحدة في اليوم، أليس كذلك؟ كان عليكما الحصول على العلاج مني ومن كريستينا مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم!”
من كان يظن أن لسانها سينزلق إلى الداخل…! لم يكن الأمر أنه لم يختبر شيئًا من هذا القبيل في حياته السابقة، فلماذا كان مندهشًا عندما حدث؟ حاول يوجين تهدئة قلبه الذي كان ينبض بسرعة وهو يجلس مجددًا على الأريكة.
حاول يوجين أن يدافع عن نفسه قائلًا: “ق-قلت أنني ممتن جدًا لعلاجكما في كل مرة كنت أتلقى فيه—”
إذًا، ما الذي كان من المفترض أن يفعله غير أن يقول شكرًا عندما كان يشعر بالامتنان؟
قاطعت أنيس بغضب: “كم مرة سأطلب منك هذا؟ هل تظن حقًا أنك تستطيع تجاوز الأمر بكلمات فقط؟”
ربما كان ذلك بفضل القلق واليأس في قلبها، أن ساقيها المرتجفتين تمكنتا هذه المرة من التحرك بشكل صحيح.
إذًا، ما الذي كان من المفترض أن يفعله غير أن يقول شكرًا عندما كان يشعر بالامتنان؟
عبس يوجين، “خذوها على الفور من هنا—”
فجأة، تذكر يوجين كيف أن أنيس قد دفعت شفتيها إلى الأمام في وقت سابق.
بينما شعرت أنيس بأصابعه تحيط بكتفها، بدأ قلبها ينبض بقوة، وسمعت صرخة من داخل رأسها من كريستينا: [أختي!]
“أم… أنيس، جسدك، يعني، إنه ملك كريستينا، أليس كذلك؟” سأل يوجين بتردد.
تلعثمت كريستينا: “س-سيدي يوجين. س-سأعود إلى غرفتي لأصلي للنور.”
دارت أنيس عينيها وقالت: “يا إلهي، هامل! ما الذي تحاول قوله الآن؟ كريستينا هي التي تتمنى بشغف أن تفعل أكثر من مجرد كلمات الشكر!”
تمامًا كما رفض يوجين ذكريات ومشاعر أغاروث، ستدير نوار ظهرها أيضًا لحقيقة أنها تجسيد الساحرة الغسق. لأن بالنسبة لها، الشيء الوحيد الذي يهم حقًا هو هويتها الذاتية كـ “نوار جيابيلا.”
[أختي!] صرخت كريستينا في احتجاج.
تلعثمت كريستينا: “س-سيدي يوجين. س-سأعود إلى غرفتي لأصلي للنور.”
“من حسن الحظ أنك لا تستطيع سماع ما تصرخ به كريستينا في رأسي الآن. كيف يمكنك أن تكوني بهذه الجرأة والعيب، كريستينا!” قالت أنيس وهي تتظاهر بالصدمة.
انضمت شفاههما مرة أخرى. في تلك اللحظة، لم تستطع كريستينا مقاومة غرائزها. فتحت شفتيها قليلاً، وأخرجت لسانها ليتشابك مع لسان يوجين.
طالبت كريستينا: [أختي! اخرجي من رأسي الآن!]
ومع ذلك، مرة أخرى، لم يُظهر يوجين أي رد فعل يُذكر.
“مهلاً، ألا تعتقدين أن كلماتك قاسية بعض الشيء؟!” صرخت أنيس، التي لم تكن تتوقع أن تحاول كريستينا بالفعل إصدار أمر بطردها. “على أي حال، هامل! بما أن كريستينا تريد هذا أيضًا، فلا داعي لأن تفكر في الأمر كثيرًا. أنت تعرف ما أعنيه، أليس كذلك؟”
“هل تعتقد حقًا أن رأيي الشخصي سيكون مختلفًا عن منظورك لها؟ خصوصًا بعد أن عشت تلك الحقبة المرعبة معك، هاميل. بطبيعة الحال، في عينيّ أيضًا، نوار هي لعينة تستحق القتل”، قالت أنيس بحزم.
سعل يوجين بتوتر: “هممم….”
لا يمكن أن يحدث هذا. لم تكن ستستسلم الآن. رفضت أن تتخلى عن هذه اللحظة. هذه المرة، كانت أنيس سلايوود هي من ستشعر بنظرة هامل المليئة بالحب الموجهة نحوها.
“هممم؟ يبدو أنك فعلاً شخص ناكر للجميل. كم مرة أنقذتك عندما كنت على وشك الموت!” رفعت أنيس صوتها غاضبة.
“ماذا، أنتِ تحبين الشتائم أيضًا، أليس كذلك؟” رد يوجين بابتسامة ماكرة.
عندما اختارت هذا الأسلوب في الهجوم، لم يكن لدى يوجين ما يقوله أو يفعله للدفاع عن نفسه.
“تلك اللعينة المجنونة تريد إما أن تموت على يدي أو أن أُقتل على يديها”، قال يوجين وهو يعبس. “كبرياؤها عالٍ جدًا، وغرورها مريع.”
لذا، دون تردد أكثر، جذب يوجين كتف أنيس نحوه بقوة.
“ه-هل أنتِ بخير؟” سأل يوجين بتردد.
كانت أنيس متفاجئة لدرجة أنها لم تستطع حتى أن تصدر صوتًا. لم تكن تتوقع أبدًا أن هامل، الذي كان يتجاوز الحيرة ويصل إلى الجبن في مثل هذه الأمور، سيقوم فجأة بفعل جرئ.
أو على الأقل، كان هذا ما فكرت فيه أنيس. في الواقع، إذا حاولت تخيل رده على مثل هذه المشكلة، فهذا هو النوع من الردود الذي سيقدمه. ولكن… هل كان حقًا، حقًا، غير متأثر بتلك المشاعر التي ادعى أنها لا تخصه؟
في لحظة، جذب يوجين أنيس نحوه، وقبل أن تدرك ذلك، وصلت يده الأخرى إلى ظهرها وبدأ يضغط عليها برفق، يقربها أكثر.
أجابت مير، “إنها بالون جيابيلا.”
هذا التحرك الذي بدا طبيعياً انتهى بملامسة شفاههما.
الفصل 430: مدينة جيابيلا (5)
ورغم أنه لم يكن هناك صوت “تشو” كما تخيلته دائمًا، شعرت أنيس بنعومة شفاههما الملتصقة، ورأت جفون يوجين مغلقة بإحكام كما لو كانت مغلقة تمامًا.
بدأ الاثنان بالحديث عن كم الأشياء التي يمكن رؤيتها وتناولها في هذه المدينة، ثم تحدثا عن كيف أن عملتهما الخاصة جعلت الكثير من الناس ينظرون إليهما بحسد.
“هاه…” عندما انفصلت شفاههما بتنهيدة، بالكاد استطاعت أنيس التنفس وقالت: “مرة… فقط مرة أخرى.”
صرخت أنيس في وجهها: [كريستينا! هل فقدتِ عقلك تمامًا؟]
كانت تخطط للتظاهر بأنها كريستينا حتى تتمكن من الضغط على يوجين لتقبيلها لإرضاء رغبات كريستينا، لكن الأمور لم تسر كما خططت أنيس. وذلك لأن كريستينا صرخت ودفع وعي أنيس إلى الوراء، مسترجعة السيطرة على جسدهما.
أثناء تناول الطعام، التقط يوجين جهاز التحكم عن بعد. عندما شغّل التلفاز، الذي اعتاد استخدامه أثناء إقامته في الفندق آخر مرة كان فيها في هيلموت، ظهر أول ما عُرض على الشاشة هو قناة الأخبار المحلية لمدينة جيابيلا.
كانت التجربة مروعة لدرجة أن أنيس شعرت وكأن شخصًا قد شد شعرها فجأة، فلم تستطع إلا أن تصرخ بدهشة: [كريستينا!]
~
كانت تعلم أن قوة كريستينا الإلهية قد ازدادت بعد أن تم وسمها بالوصمة المقدسة، ولكن أن تصل قوتها لهذا الحد كان مفاجئًا.
“ماذا، أنتِ تحبين الشتائم أيضًا، أليس كذلك؟” رد يوجين بابتسامة ماكرة.
تجاهلت كريستينا الصراخ في رأسها وابتلعت ريقها وهي تحدق مباشرة في عيني يوجين الواقفة أمامها.
“تلك اللعينة المجنونة تريد إما أن تموت على يدي أو أن أُقتل على يديها”، قال يوجين وهو يعبس. “كبرياؤها عالٍ جدًا، وغرورها مريع.”
“أ-أرجوك،” تلعثمت كريستينا، ويداها المرتبكتان تتحركان بشكل غير متأكد من أين تضعهما.
تلعثمت كريستينا: “س-سيدي يوجين. س-سأعود إلى غرفتي لأصلي للنور.”
كان من الداخل يدفعها لوضع يديها على صدر يوجين أو أن تعانقه أكثر، لكنها لم تستطع جمع الشجاعة الكافية لفعل ذلك. في النهاية، ابتلعت كريستينا مرة أخرى وأمسكت المسبحة التي كانت معلقة حول عنقها.
“في هذه الحالة، عندما أنجرف بذكريات ومشاعر ليست لي وأكاد أتخذ قرارًا أحمق كهذا، الشيء الوحيد الذي يجب أن تفعلاه هو أن تضربي رأسي بذلك الحديد اللعين الذي تحملينه”، قال يوجين بحزم.
شعر يوجين بالإحراج والارتباك لدرجة أنه أراد أن يهرب من الغرفة في تلك اللحظة، لكنه شعر بأنه إذا فعل ذلك فلن يتمكن من النظر في وجه كريستينا مجددًا.
“لا أرغب في الذهاب إلى الكازينو، لذلك يمكننا التجول في المنطقة ومشاهدة المعالم… ثم في الليل، سأقوم بالتحقيق في هذه المدينة بمفردي.” كشف يوجين عن خطته.
انضمت شفاههما مرة أخرى. في تلك اللحظة، لم تستطع كريستينا مقاومة غرائزها. فتحت شفتيها قليلاً، وأخرجت لسانها ليتشابك مع لسان يوجين.
أطلقت الطفلتان، اللتان لم تكونا فعلاً طفلتين، صيحات فرح عالية.
“؟!” كان يوجين مذهولاً لدرجة أنه قفز على قدميه.
“حسنًا، فهمت”، استسلمت أنيس أخيرًا، مطلقة تنهيدة وهي تهز رأسها بالموافقة.
وما زال لسانها يرتعش في الهواء مثل ثعبان، استعادت كريستينا وعيها أخيرًا وصرخت: “ل-ل-سيدة أنيس!”
“هذا ليس صحيحًا”، أنكرت مير.
حتى أنها نسيت أن تناديها “أختي”. وبينما كانت تصرخ باسم أنيس بصوت عالٍ، قفزت كريستينا أيضًا من مقعدها.
في النهاية، لم تتمكن كريستينا من المشي أكثر من بضع خطوات قبل أن تتعثر وتتمسك بالأريكة.
“أنتِ-أنتِ لا يمكنكِ فعل شيء كهذا!” صرخت كريستينا.
بدأ الاثنان بالحديث عن كم الأشياء التي يمكن رؤيتها وتناولها في هذه المدينة، ثم تحدثا عن كيف أن عملتهما الخاصة جعلت الكثير من الناس ينظرون إليهما بحسد.
صرخت أنيس في وجهها: [كريستينا! هل فقدتِ عقلك تمامًا؟]
“تلك اللعينة المجنونة تريد إما أن تموت على يدي أو أن أُقتل على يديها”، قال يوجين وهو يعبس. “كبرياؤها عالٍ جدًا، وغرورها مريع.”
“يا لها من… يا لها من فعلة مخزية…!” ألقت كريستينا كامل اللوم على أنيس بصعوبة، ثم انحنت برأسها معتذرة ليوجين.
“لماذا تستمرين في النظر إليّ؟” سأل يوجين في النهاية.
كان وجهها ساخنًا لدرجة أنها شعرت وكأنه سينفجر، وجسدها بدا وكأنه فقد كل قوته. بينما لا تزال خافضة رأسها، نظرت كريستينا بخجل إلى وجه يوجين لترى تعبيره.
رؤية هذه الابتسامة تظهر أمام عينيها مباشرة جعلت قلب أنيس ينبض بلا سبب واضح. أطلقت أنيس شخيرًا ودَفَعت وجه يوجين بعيدًا.
بطبيعة الحال، لم يظهر على وجه يوجين أي علامة على الغضب. ورغم شعورها بالارتياح لذلك، كانت كريستينا لا تزال تشعر بالخجل من أفعالها لدرجة أن وجهها كان ملتهبًا، وكانت ترى الإحراج الواضح على وجه يوجين، لذا بدأت تتحرك ببطء للخروج من الغرفة.
لماذا لم يبدأ هذا الأحمق في الأكل عندما كانت المائدة قد أعدت أمامه؟
تلعثمت كريستينا: “س-سيدي يوجين. س-سأعود إلى غرفتي لأصلي للنور.”
تجاهلت كريستينا الصراخ في رأسها وابتلعت ريقها وهي تحدق مباشرة في عيني يوجين الواقفة أمامها.
“آه… نعم”، رد يوجين بتوتر.
“هاه…” عندما انفصلت شفاههما بتنهيدة، بالكاد استطاعت أنيس التنفس وقالت: “مرة… فقط مرة أخرى.”
“أ-أ-أتمنى لك أيضًا… يومًا طيبًا….” رغم تلعثمها، تمكنت كريستينا من إنهاء جملتها، لكن ساقيها كانتا ترتعشان لدرجة أنها كانت تجد صعوبة في المشي.
“لماذا نبحث عن طريقة مختلفة؟” سأل يوجين.
في النهاية، لم تتمكن كريستينا من المشي أكثر من بضع خطوات قبل أن تتعثر وتتمسك بالأريكة.
كيف يمكن لأنيس التي ماتت منذ زمن طويل أن تموت من أجله في هذه اللحظة؟ كان يوجين فضوليًا جدًا حول هذا السؤال، لكنه شعر أنه سيُصفع من أنيس إذا قال أي شيء بصوت عالٍ، لذا ظل صامتًا.
“ه-هل أنتِ بخير؟” سأل يوجين بتردد.
في لحظة، جذب يوجين أنيس نحوه، وقبل أن تدرك ذلك، وصلت يده الأخرى إلى ظهرها وبدأ يضغط عليها برفق، يقربها أكثر.
“أنا بخير! لا داعي للقلق. شكرًا لك”، قالت كريستينا بسرعة قبل أن تحاول الابتعاد مرة أخرى.
في النهاية، لم تتمكن كريستينا من المشي أكثر من بضع خطوات قبل أن تتعثر وتتمسك بالأريكة.
ربما كان ذلك بفضل القلق واليأس في قلبها، أن ساقيها المرتجفتين تمكنتا هذه المرة من التحرك بشكل صحيح.
“حسنًا… هل استمتعتما؟” سأل يوجين مغيرًا الموضوع.
بوم!
“يبدو أنكما تناولتما الكثير من الوجبات الخفيفة أثناء تجولكما، لذلك ربما لن تحتاجا حتى إلى تناول العشاء”، مازح يوجين.
أُغلِق الباب الذي عبرته كريستينا خلفها بقوة. يحاول جاهداً تجاهل الأنين والصراخ الذي كان يسمعه من داخل غرفتها، بدأ يوجين يمرر إصبعه على شفتيه.
بينما نظرت في عينيه المترددة، التي أظهرت أنه لم يكن متأكدًا ماذا يفعل، أطلقت أنيس تنهيدة عميقة أخرى.
من كان يظن أن لسانها سينزلق إلى الداخل…! لم يكن الأمر أنه لم يختبر شيئًا من هذا القبيل في حياته السابقة، فلماذا كان مندهشًا عندما حدث؟ حاول يوجين تهدئة قلبه الذي كان ينبض بسرعة وهو يجلس مجددًا على الأريكة.
كلما كانت المدينة أكثر ألوانًا، زاد التباين بين الليل والنهار. أراد يوجين أن يرى ظلام مدينة جيابيلا. فكلما كان الظلام أشد سوادًا وفسادًا، زالت تردده بشأن نوار.
~
كان من الداخل يدفعها لوضع يديها على صدر يوجين أو أن تعانقه أكثر، لكنها لم تستطع جمع الشجاعة الكافية لفعل ذلك. في النهاية، ابتلعت كريستينا مرة أخرى وأمسكت المسبحة التي كانت معلقة حول عنقها.
وبعد مرور بعض الوقت وتحول النهار إلى المساء، عادت مير ورايميرا.
“ماذا، أنتِ تحبين الشتائم أيضًا، أليس كذلك؟” رد يوجين بابتسامة ماكرة.
كان الاثنان قد ارتديا المزيد من الإكسسوارات مقارنة بما كانا عليه عندما غادرا البنتهاوس. في حالة مير، كانت تضع تاجًا على رأسها فقط، لكن رايميرا استغلت قرنيها بشكل كبير، حيث علّقت عدة تيجان على كل من قرنيها كما لو كانت خواتم.
كان وجهها ساخنًا لدرجة أنها شعرت وكأنه سينفجر، وجسدها بدا وكأنه فقد كل قوته. بينما لا تزال خافضة رأسها، نظرت كريستينا بخجل إلى وجه يوجين لترى تعبيره.
“ما هذا؟” سأل يوجين، وهو ينظر إلى ما كانت مير تحمله في يدها.
ومع ذلك، مرة أخرى، لم يُظهر يوجين أي رد فعل يُذكر.
أجابت مير، “إنها بالون جيابيلا.”
لم يستطع حتى تحمل التفكير في الأمر.
“هل كان عليها حقًا أن تصنع حتى البالونات على شكلها؟” فكّر يوجين وهو ينظر إلى البالون الطائر الذي يصوّر وجه نوار.
ناداهما يوجين قائلاً: “هل ترغبان في تناول العشاء؟”
“حسنًا… هل استمتعتما؟” سأل يوجين مغيرًا الموضوع.
أجابت أنيس ساخرة وهي تضغط شفتيها: “نعم، حتى أنا أفاجئ نفسي أحيانًا. على الرغم من أنني أحب الكحول كثيرًا، إلا أن هناك أوقات لا أشعر فيها بالرغبة في الشرب. شكرًا، هامل، لأنك علّمتني شيئًا جديدًا عن نفسي.”
“نعم!”
أو على الأقل، كان هذا ما فكرت فيه أنيس. في الواقع، إذا حاولت تخيل رده على مثل هذه المشكلة، فهذا هو النوع من الردود الذي سيقدمه. ولكن… هل كان حقًا، حقًا، غير متأثر بتلك المشاعر التي ادعى أنها لا تخصه؟
“لم نتمكن حتى من رؤية ربع الساحة بأكملها! أيها المحسن، يبدو أن هذه المدينة مليئة بالأمل والأحلام.”
كان من الأفضل لو لم يعلموا بهذه الحقيقة أبدًا.
اندفعت مير ورايميرا للجلوس على جانبي يوجين وبدأتا في الدردشة بحماس.
صرخت أنيس في وجهها: [كريستينا! هل فقدتِ عقلك تمامًا؟]
بدأ الاثنان بالحديث عن كم الأشياء التي يمكن رؤيتها وتناولها في هذه المدينة، ثم تحدثا عن كيف أن عملتهما الخاصة جعلت الكثير من الناس ينظرون إليهما بحسد.
“أنا لا أريد حقًا أن أراك تعاني بهذه الطريقة”، قالت أنيس بتعاطف.
“يبدو أنكما تناولتما الكثير من الوجبات الخفيفة أثناء تجولكما، لذلك ربما لن تحتاجا حتى إلى تناول العشاء”، مازح يوجين.
تنهدت أنيس ووضعت يدها على ركبة يوجين. ثم نظرت عيناها الزرقاوتان الهادئتان مباشرة إلى عيني يوجين الذهبيتين.
“هذا ليس صحيحًا”، أنكرت مير.
“أم… أنيس، جسدك، يعني، إنه ملك كريستينا، أليس كذلك؟” سأل يوجين بتردد.
“لقد هُضمت بالفعل”، أضافت رايميرا.
تابعت أنيس، شفتيها لا تزال ممدودة كالبطة: “قلت أنك ستشكرني على اهتمامي بك. هل حقًا ستكتفي بالكلمات للتعبير عن شكرك؟”
حصل يوجين على الرد الذي كان يتوقعه.
سعل يوجين بتوتر: “هممم….”
فكر في الخروج لتناول الطعام، لكنه في النهاية طلب خدمة الغرف لأنه كان يراعي كريستينا وأنيز اللتين لم تخرجا من غرفتهما بعد.
دارت أنيس عينيها وقالت: “يا إلهي، هامل! ما الذي تحاول قوله الآن؟ كريستينا هي التي تتمنى بشغف أن تفعل أكثر من مجرد كلمات الشكر!”
ناداهما يوجين قائلاً: “هل ترغبان في تناول العشاء؟”
إذًا، ما الذي كان من المفترض أن يفعله غير أن يقول شكرًا عندما كان يشعر بالامتنان؟
“نحن بخير…” كان الرد الوحيد الذي تلقاه.
أضافت كريستينا بسرعة لتدعم كلام أنيس: “أختي، لماذا قلتيها بهذه الطريقة؟ أنا أيضًا سأكون على استعداد للموت من أجلك، سيد يوجين.”
ومع ذلك، ألن يكون من المؤسف أن يُترك الاثنان وحدهما في الغرفة بينما يخرج الجميع لتناول الطعام؟ مر الوقت سريعًا بينما كان يوجين يجلس على الأريكة يستمع إلى حديث مير ورايميرا، ووصل الطعام الذي طلبوه قريبًا.
كانت صورة يوجين وهو يصعد إلى وجه جيابيلا مع نوار تُعرض على الشاشة. عند هذه الرؤية، بدأت رايميرا بالاختناق حيث علقت الطعام في حلقها، وبذعر، نظرت مير بحذر إلى تعبير يوجين.
“ما هذا الكعك؟” سأل يوجين الخادم.
فكرت أنيس في ردها، “إذا كان هذا ما قررت حقًا فعله، إذن سأ… سأبذل قصارى جهدي لأحاول إقناعك بالعكس. وسينا ستفعل الشيء نفسه.”
امتلأت طاولة الطعام في غرفة المعيشة قريبًا بمجموعة فاخرة من الأطعمة، لكن الطبق الذي برز أكثر، حتى بين كل هذه الفخامة، كان كعكة زفاف متعددة الطبقات.
“أنا بخير! لا داعي للقلق. شكرًا لك”، قالت كريستينا بسرعة قبل أن تحاول الابتعاد مرة أخرى.
اهتزت عيون مير ورايميرا بالرغبة عندما رأتا الكعكة. كانت مغطاة ليس فقط بالشوكولاتة، بل أيضًا بأنواع مختلفة من الكريمات والفواكه.
[أختي!] صرخت كريستينا في احتجاج.
قال الخادم: “هذه الكعكة طلبتها ملكتنا لك”.
كان الاثنان قد ارتديا المزيد من الإكسسوارات مقارنة بما كانا عليه عندما غادرا البنتهاوس. في حالة مير، كانت تضع تاجًا على رأسها فقط، لكن رايميرا استغلت قرنيها بشكل كبير، حيث علّقت عدة تيجان على كل من قرنيها كما لو كانت خواتم.
عبس يوجين، “خذوها على الفور من هنا—”
قال يوجين بصوت منخفض وجدي: “شكرًا لاهتمامك بي.”
في اللحظة التي كان على وشك أن يأمر فيها بإزالة الكعكة من الطاولة، رأى اليأس يتصاعد في عيون مير ورايميرا.
“لماذا نبحث عن طريقة مختلفة؟” سأل يوجين.
استسلم يوجين بسرعة قائلاً، “اتركوها هنا وغادروا.”
أضافت وهي تشمئز: “بالإضافة إلى ذلك، لم أكن أستريح بشكل مريح كل يوم، أليس كذلك؟ هامل، كل ذلك كان بفضلك وبفضل مولون اللذين كنتما تعودان كل يوم مع أطراف مكسورة وتغطيكما الدماء.”
انحنى الشياطين الليلية الذين أحضروا الطعام وانسحبوا من الغرفة قائلين: “استمتعوا بوجبتكم.”
“لا أشعر أنها ستتقبل ذلك جيدًا”، قالت أنيس بحذر.
قال يوجين: “كلوا الكعكة بعد أن تنتهوا من العشاء.”
“ماذا تقصد بذلك؟” سألت أنيس.
أطلقت الطفلتان، اللتان لم تكونا فعلاً طفلتين، صيحات فرح عالية.
اهتزت عيون مير ورايميرا بالرغبة عندما رأتا الكعكة. كانت مغطاة ليس فقط بالشوكولاتة، بل أيضًا بأنواع مختلفة من الكريمات والفواكه.
فكر يوجين أن هناك احتمال أن تكون هناك بعض الأطباق الأخرى التي طلبتها نوار إلى جانب الكعكة، مما جعله يفقد شهيته لسبب ما، لكن ما الذنب الذي ارتكبته الأطعمة؟ في الواقع، كان الطعام لذيذًا.
“ماذا، أنتِ تحبين الشتائم أيضًا، أليس كذلك؟” رد يوجين بابتسامة ماكرة.
أثناء تناول الطعام، التقط يوجين جهاز التحكم عن بعد. عندما شغّل التلفاز، الذي اعتاد استخدامه أثناء إقامته في الفندق آخر مرة كان فيها في هيلموت، ظهر أول ما عُرض على الشاشة هو قناة الأخبار المحلية لمدينة جيابيلا.
صُدمت أنيس من كلماته.
“…”، ساد الصمت على الطاولة بأكملها.
كانت التجربة مروعة لدرجة أن أنيس شعرت وكأن شخصًا قد شد شعرها فجأة، فلم تستطع إلا أن تصرخ بدهشة: [كريستينا!]
كانت صورة يوجين وهو يصعد إلى وجه جيابيلا مع نوار تُعرض على الشاشة. عند هذه الرؤية، بدأت رايميرا بالاختناق حيث علقت الطعام في حلقها، وبذعر، نظرت مير بحذر إلى تعبير يوجين.
“أنيس، كريستينا”، خاطبهما يوجين بحزم، “أنتما الاثنتان رفيقتاي. لقد كرستما نفسيكما لمساعدتي، وتسافران معي من أجل قتل ملوك الشياطين، صحيح؟”
ومع ذلك، قام يوجين بتغيير القناة دون أن يظهر أي رد فعل خاص. القناة التي توقّف عندها هذه المرة كانت قناة إخبارية تبث في جميع أنحاء هيلموت.
“ما هذا؟” سأل يوجين، وهو ينظر إلى ما كانت مير تحمله في يدها.
[شوهد البطل، يوجين ليونهارت، وهو يزور مدينة جيابيلا التي تحكمها الدوقة جيابيلا. بصحبة القديسة، كريستينا روجيريس، ومع إمساكه بيدَي طفلين، بدا أشبه بأب شاب أكثر من كونه بطلًا.]
فجأة، تذكر يوجين كيف أن أنيس قد دفعت شفتيها إلى الأمام في وقت سابق.
[لأي غرض جاء إلى مدينة جيابيلا؟ هل جاء فقط للاستمتاع بحديقة جيابيلا التي عملت الدوقة جيابيلا بجد على إكمالها؟ أم أنه جاء للقاء الدوقة جيابيلا؟]
“م-ماذا هناك؟” تمتمت أنيس بتردد.
[بالنظر إلى الطريقة التي يبدو أنه صعد بها إلى وجه جيابيلا، نعتقد أن الاحتمال الأكبر هو الأخير، ولكن، حسنًا، لم يمر حتى عام على هزيمة البطل لملك الشياطين المولود حديثًا….]
“لا أشعر أنها ستتقبل ذلك جيدًا”، قالت أنيس بحذر.
[لقد كان مختفيًا منذ ذلك الحين، فلماذا يظهر الآن في مدينة جيابيلا؟]
بينما كانت تفكر في هذا السؤال، لم تستطع إلا أن تشعر بعدم الارتياح.
[قد يكون هذا موضوعًا حساسًا، لكن ألم تُظهر الدوقة جيابيلا دائمًا إعجابًا كبيرًا بيوجين ليونهارت؟ حتى عندما وصل الدوق غافيد إلى شيموين لنقل إرادة ملك الشياطين السجين، ألم تتبعه الدوقة جيابيلا؟]
بينما شعرت أنيس بأصابعه تحيط بكتفها، بدأ قلبها ينبض بقوة، وسمعت صرخة من داخل رأسها من كريستينا: [أختي!]
[نعم، يُقال إن البطل والدوقة جيابيلا تركا الجميع وراءهما في الوليمة لإجراء محادثة خاصة وحدهما….]
كانت صورة يوجين وهو يصعد إلى وجه جيابيلا مع نوار تُعرض على الشاشة. عند هذه الرؤية، بدأت رايميرا بالاختناق حيث علقت الطعام في حلقها، وبذعر، نظرت مير بحذر إلى تعبير يوجين.
بينما واصل المحللون تبادل الحديث، لم تستطع أكتاف مير ورايميرا إلا أن ترتجف من الخوف.
في اللحظة التي كان على وشك أن يأمر فيها بإزالة الكعكة من الطاولة، رأى اليأس يتصاعد في عيون مير ورايميرا.
ومع ذلك، مرة أخرى، لم يُظهر يوجين أي رد فعل يُذكر.
تمامًا كما رفض يوجين ذكريات ومشاعر أغاروث، ستدير نوار ظهرها أيضًا لحقيقة أنها تجسيد الساحرة الغسق. لأن بالنسبة لها، الشيء الوحيد الذي يهم حقًا هو هويتها الذاتية كـ “نوار جيابيلا.”
بدلاً من ذلك، ابتسم يوجين وتمتم لنفسه، “حتى دون أن أقول شيئًا، لقد قاموا بالأمر بأنفسهم.”
أجابت أنيس مطمئنة: “إذا طلبنا المزيد من الكحول، سيحضرون لنا بقدر ما نريد، فلماذا تعتذر؟ كما أنني لا أشعر بالرغبة في الشرب الآن، لذا لا داعي للقلق بشأن ذلك.”
*****
شكرا للقراءة
Isngard
“لم نتمكن حتى من رؤية ربع الساحة بأكملها! أيها المحسن، يبدو أن هذه المدينة مليئة بالأمل والأحلام.”
“لا أشعر أنها ستتقبل ذلك جيدًا”، قالت أنيس بحذر.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
