Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

موشوكو تينساي 130

الفصل 8: الوداع

الفصل 8: الوداع

الفصل 8: الوداع

 إن قارة بيجاريت عبارة عن جزيرة بمساحة شاسعة، لذا فإن الوصول إليها يتطلب عبور البحر. 

 “أخبار مؤسفة؟”

ووجهتي المحددة هي مدينة رابان المعروفة بالمتاهة، وهي تقع بالقرب من الساحل الشرقي.

كانت تعابير وجهها أكثر غموضاً من تعابير سيلفي في تلك اللحظة.

هناك طريقان محتملان يمكن أن أسلكهما. تتضمن الرحلة الأولى السفر إلى الميناء الشرقي، وهي مدينة الميناء الرئيسي لمنطقة الملك التنين، وأخذ قارب هناك. لن يكون هذا الطريق الأكثر مباشرا. 

 قد يظهر بول أو جيز، مصابيو ومجروحين، ويلومونني على التخلي عنهم.

لكنه سيسمح لي بدخول بيجاريت من الشرق، مما يقلل من مدة مسافة التي يجب أن أقوم بها في تلك القارة. 

نظرت لينيا وبورسينا إليّ بعصبية. أعتقد أنني تحدثت بنبرة صوت صارمة بعض الشيء.

هذا هو الخيار الأكثر أمانًا.

كانت هناك إجابة بسيطة بالطبع. بإمكاني النوم معها عند الضرورة. فمشاكلي في الأداء شيئ من الماضي. إذا جاءتني امرأة عشوائية وطلبت مني أن أمارس الجنس معها، ربما كنت سأتدبر أمري بشكل جيد.

 الاحتمال الآخر هو ركوب قارب من مملكة أسورا بدلاً من ذلك، وهو ما سيقودني إلى الشاطئ الشمالي للقارة. هذا سيتضمن قطع المزيد من أراضي بيغاريت، مما سيجعلها طريقًا أكثر خطورة، لكنه سيوفر لي أيضًا قدرًا كبيرًا من الوقت.

تحولت تعابير وجه ناناهوشي إلى تعالير مريبة. أمضيت بضع ثوانٍ وأنا أفكر كيف أبدأ، قبل أن أقرر أن الأمر لا يهم حقاً.

أفضل تخميناتي أن الخطة الأولى ستستغرق مني ثمانية عشر شهرًا والثانية حوالي اثني عشر شهرًا. 

 لكنه لم يقل ما يمكن أن يحدث. يمكنني تخيل كل أنواع الاحتمالات. قد ينتهي بي الأمر بفقدان شيء ما.

لذا حتى الخطة الأكثر كفاءة لن توصلني إلى هناك وتجعلني أعود في الأشهر السبعة المقبلة. 

“أنت تعرف الرجل يا روديس، نادراً ما يفكر في أي شيء قبل أن يتصرف، كل شيء عنده يعتمد على الحدس والإحساس “

سأفوت ولادة طفلي في كب الحالات.

 “لا أعرف… ربما…”

لكن ذلك لم يكن مصدر قلقي الوحيد بالطبع.

أغلقت المذكرات بحذروطأطأت رأسي لها في امتنان، ثم استدرت للمغادرة.

لأول مرة، سأتجاهل نصيحة الهيتوغامي.

“لا بأس بذلك. نظام الطلاب المميزين مصمم ليكون ملائمًا قدر الإمكان، بعد كل شيء.”

من خلال معرفتي به، ربما هو يدرك تمامًا أنني لن أوافقه الرأي، لكنني لم أفعل أبدًا عكس ما أوصى به من قبل. 

“عندما تعودين إلى المنزل، لنتزوج” قال كليف. “أعلم أنني لم أعالج لعنتك بعد، لكنني أريد شراء منزل والعيش فيه معك. لقد جعلتك قلقة بانتظاري كل هذا الوقت الطويل لقول ذلك، أليس كذلك؟ ربما تخشين أن يكون كل هذا مجرد كلام؟”

هذا مشابه لـ… لو أنني تجنبت مملكة شيرون تمامًا في طريقي عبر القارة الوسطى. كانت ليليا وآيشا ستظلان أسيرتين هناك، ولم أكن لألتقي بآيشا أبدًا. أعتقد أن ذلك كان من الممكن أن يمنعني من أن ألتقي بأورستيد.

“لماذا تقول شيئاً كهذا؟”

أين كنت سأكون الآن لو سارت الأمور على هذا النحو؟ ربما كنا سنصل إلى مخيم اللاجئين دون الكثير من المتاعب. لكن الأمور كانت ستنتهي بشكل فظيع مع إريس. وبعد عشر سنوات على الطريق، ربما سأكتشف أين ليليا رآيشا. وهذا ما سأندم عليه كثيراً.

“أوه، كدت أنسى”. 

أجل، لقد قال أنني سأندم ذلك أيضاً لقد كرر ذلك في كلتا المرتين اللتين تحدثت معه فيهما عن ذلك.

لأول مرة، سأتجاهل نصيحة الهيتوغامي.

وبناءً على ذلك، ربما لم يكن للأسباب علاقة بتوقيتي. 

“نورن”

لا يهم متى أذهب إلى بيغاريت، سينتهي بي الأمر بندم جديد.

لقد لمست تلك الأشياء عدة مرات، لذا كنت أعرف مدى نعومتها. كم هو شعور جيد أن تدفن وجهك فيها؟ همم… 

 لكنه لم يقل ما يمكن أن يحدث. يمكنني تخيل كل أنواع الاحتمالات. قد ينتهي بي الأمر بفقدان شيء ما.

طوت ناناهوشي ذراعيها وتمتمت الكلمات لنفسها عدة مرات أخرى.

مثل إحدى يداي. ربما… أو أحد والديّ.

“احم.”

ليس هناك جدوى من إضاعة الوقت في التفكير في الأمر. إذا لم أذهب، فسأظل عالقا هنا أنتظر بقلق لمدة عامين على الأقل. في النهاية، قد أعرف أن شخصاً ما أهتم لأمره قد مات.

وبفضل خبرة إليناليس العديدة التي اكتسبتها على الطريق، اتفقنا بسرعة على طريقنا الأساسي. بعد القيام بذلك، انتقلنا إلى التخطيط لتفاصيل رحلتنا.

 قد يظهر بول أو جيز، مصابيو ومجروحين، ويلومونني على التخلي عنهم.

من الصعب أن أتذكر أن هذه هي نفس المرأة التي أخبرتني بصرامة أنه يجب أن أنتظر هنا بينما تهتم هي بكل شيء. حاولت جهدي ألا أحكم عليها بقسوة.

أي شيء يمكن أن يحدث، لكن عليّ أن أذهب. حتى لو كنت أعرف أنني سأندم على ذلك.

لسبب ما، بدت إليناليس مصممة على الاختفاء دون أن تخبر كليف بكلمة واحدة. شعرت بقسوة لا داعي لها بالنسبة لي.

لكن قبل أي شيء آخر، قررت أن أتحدث مع إليناليس عن قراري. إذا بدأت مع سيلفي وانهارت في البكاء، فقد تتزعزع عزيمتي. 

سيلفي لا تزال تبدو قلقة، لذلك سحبتها بالقرب مني وهمست في أذنها بالجزء التالي.

أردت أن أقوي نفسي بإخبار أصدقائي أولاً.

يحب جيز أن يحتفظ بالحقائق لنفسه أيضًا، ولم يكن فوق التلاعب بالناس.

طلبت من إليناليس مقابلتي في فصل دراسي فارغ في الحرم الجامعي. عندما أخبرتها بما كنت أخطط له، تجهمت كئيبة.

هذه المرة، استدار ليواجه إليناليس. وقف على أطراف أصابعه ولف ذراعيه حولها.

“اسمع يا روديس، ألم أخبرك أن تبقي هنا؟”

“سنتخرج في الوقت الذي ستعودين فيه، لذا أعتقد أن هذا قد يكون وداعنا”.

“نعم، لقد فعلت. لكنني..”

من الناقل الآني B3، بدا أنها رحلة أسبوع تقريبًا إلى أقرب مدينة. لذلك إذا كانت رابان على بعد شهر واحد فقط من هناك… هذه سبعة وأربعون يوماً أو نحو ذلك، ورحلة ذهاباً وإياباً مدتها أربعة وتسعون يوماً. يمكننا الوصول إلى هناك والعودة في غضون ثلاثة أشهر فقط. حتى لو استغرقنا شهرًا لإنقاذ زينيث، سنعود إلى الوطن في غضون أربعة.

“انت تعلم صحيح؟ هناك فرصة أن يكون جيز قد قفز إلى الاستنتاجات”

“…سنتان…”

“ماذا تقصدين؟”

 الاحتمال الآخر هو ركوب قارب من مملكة أسورا بدلاً من ذلك، وهو ما سيقودني إلى الشاطئ الشمالي للقارة. هذا سيتضمن قطع المزيد من أراضي بيغاريت، مما سيجعلها طريقًا أكثر خطورة، لكنه سيوفر لي أيضًا قدرًا كبيرًا من الوقت.

“أنت تعرف الرجل يا روديس، نادراً ما يفكر في أي شيء قبل أن يتصرف، كل شيء عنده يعتمد على الحدس والإحساس “

“آه، فهمت”

حسناً، لم تكن مخطئة في ذلك. 

يحب جيز أن يحتفظ بالحقائق لنفسه أيضًا، ولم يكن فوق التلاعب بالناس.

ترجمة نيرو

“قد تكون الرسالة واحدة من تلك الحالات”  تابعت إليناليس. “يمكن ان نتوقع أن هناك بالفعل رسالة أخرى في طريقها إلينا، تقول (تجاهلوا الرسالة الأخيرة، زينيث آمنة) أو شيء من هذا القبيل.”

عبس كليف بحزن، ونظر إلى الأرض. شعرت بطعنة صغيرة مؤلمة من التعاطف في صدري.

“نعم. لقد خطرت لي هذه الفكرة”.

“نعم، أعتقد ذلك…” انا واثق من قدرة إليناليس على السير طوال اليوم في الصحراء، لكنني لم أكن واثقًا من قدرتي على مجاراتها. كنت أواصل تدريبي، لكن هناك احتمال أن أبطئها قليلاً.

هناك فرصة أن نتوجه إلى هناك لنجد أن بول قد أنقذ أمي بالفعل. قد مضيع بعضنا البعض على الطريق. ذلك ممكن لكن…

” نعم، هذا صحيح. فقط لأن زانوبا و كليف ساعدانا”

 “فكري في الأمر للحظة” قلت “أليس من الغريب أن يعرف جيز أين يجدني؟”

صُعقت، قلبت المذكرات.

“… ماذا؟”

“آسف” قلت “نصحني أحدهم مؤخرًا بأن أقوم بخطوة عليكما عندما يحين موسم التزاوج. كنت فقط أتذكر ما قالوه.”

“أرسلت رسالة إلى بول قبل عام ونصف، أخبره فيها بمكان إقامتي. وجيز في قارة بيجاريت منذ ستة أشهر على الأقل. متى علم أننا في هذه المدينة الآن؟ كيف أرسل لنا تلك الرسائل؟”

“لحسن الحظ، كلانا في حالة جيدة إلى حد معقول” قالت إليناليس “يجب أن نكون قادرين على دفع أنفسنا بقوة عند الضرورة.”

كان الوصول إلى بيغاريت يستغرق من المسافر نحو عام، وحتى الرسائل لم تكن تنتقل أسرع. هذه ليست مثل الرسائل النصية على هاتفك.

“اسمع يا روديس، ألم أخبرك أن تبقي هنا؟”

ستة أشهر على الأقل، حتى مع خدمة التوصيل السريع. لن تتوافق التواريخ

“هل التوقف لمدة عامين لن يسبب لي أي مشاكل؟” 

“الطريقة الوحيدة التي يمكن لـجيز أن يعرف بها موقعي هي أن يكون قد التقى بأبي والآخرين. لابد أنهم أخبروه بمكاننا.”

“نعم؟”

“إذاً لماذا  جيز هو من كتب لنا بدلاً من بول؟” 

وبمجرد وصولنا إلى هناك، سنشتري المعدات والمؤن. من الصعب العثور على المواد الغذائية في بيغاريت حتى لو كان لديك المال الكافي. قد تكون الأسعار في أسورا أعلى، لكن كان من الحكمة أن نشتري ما يكفي من المؤن عندما تسنح لنا الفرصة.

“إما أن جيز قرر إرسال الرسالة من تلقاء نفسه، أو أن كبرياء أبي العنيد أعاق ذلك”

تجمدت إليناليس للحظة وهي تحدق في وجهي في عدم تصديق.

“فهمت…” وضعت إليناليس يدها على ذقنها وهي تفكر في ذلك.

“أعني، إذا كنت ستذهب، فلا داعي لأن أرافقك أنت أيضًا”، ثم هدرت قائلة. “أنا ووالدك لسنا على علاقة جيدة ربما لا يريد أن يرى وجهي! ألا يجب أن أبقى في الجوار لحماية حفيدتي الحامل على أي حال؟”




“ألن تخبريه حقاً عن هذا؟”

في رسالة بول الأخيرة، أكد لي أنه يستطيع التعامل مع عملية إنقاذ زينيث بنفسه. ذلك سيجعل من الصعب عليه طلب مساعدتي، حتى لو كان بحاجة إليها.

اسمانا هما روديوس وسيلفي، لذا يمكننا أن نجمع بين أجزاء منهما. ربما شيء مثل سيريوس إذا كان صبيا، أو لوسي لو كانت فتاة.

درستني إيليناليس لبضع لحظات وهمهمت. ولكن في النهاية، أومأت برأسها. “حسناً إذن. أفترض أننا سنذهب معاً.”

“يبدو ذلك جيداً يا زعيم. سنكون نحن الاثنان من كبار الشخصيات بعد عشر سنوات من الآن، لذا يمكنك الانحناء أمامنا وتقبيل أحذيتنا!”

لست متأكدًا مما تفكر فيه بالضبط، لكن ابتسامتها بدت حزينة بعض الشيء. 

كلانا كنا سنبقي الأمور أفلاطونية بحتة. أردت أن أوضح ذلك مقدماً. وإلا سينتهي بنا الأمر على الأرجح بفعل ذلك على الطريق بدافع الراحة المطلقة.

انتابني شعور بأنها كانت نصف متوقعة أن تنتهي الأمور بهذه الطريقة.

استرسلت في الحديث بإسهاب شديد، وغطيت كل التفاصيل ذات الصلة.

 سنسافر إلى قارة بيجاريت معًا، في مجموعة من اثنين.

ومع ذلك، لم أواجه مشكلة كبيرة.

بعد ساعة، التقينا مرة أخرى.

“لكنك قلت… أنك لا تتذكر أين كانت!”

“حسناً. لنبدأ باتخاذ قرار بشأن طريقنا، هلا فعلنا؟”

“صحيح آسف”

عادت إيليناليس لفترة وجيزة إلى غرفتها لاسترداد خريطة كبيرة للعالم. لقد اشترتها على الأرجح قبل بضعة أيام استعدادًا لرحلتها. وضعناها نحن الاثنان على طاولة، ثم اتكأنا عليها للنظر في خياراتنا.

 لم يكن ذلك احتمالاً حقيقياً أبداً. 

كانت الخريطة بدائية إلى حد ما. لم يكن بها أسماء طرق محددة أو مواقع العديد من المدن. بهل هي تعطيك فقط شكل القارات وسلاسل الجبال الرئيسية وبعض المعالم الجغرافية الأساسية الأخرى.

هل كانت الفكرة غريبة إلى هذا الحد؟ لم أتذكر أي قواعد حول عدم تسمية الأطفال قبل ولادتهم.

من الواضح أن إليناليس قضت بعض الوقت في دراسة الطرق المحتملة. هناك علامات صغيرة على الخريطة تشير إلى موقع رابان التقريبي والمواقع المهمة التي سنمر بها في طريقنا إلى هناك. 

“ما الأمر؟ هذا ليس وقتك المعتاد…”

وكما توقعت، كان هناك طريقان محتملان.

باديجادي خطر ببالي أيضاً. لقد كان حيًا منذ آلاف السنين، لذا كان من المحتمل جدًا أنه يعرف بالفعل عن دوائر النقل الآني. وبدا لي أنه على دراية بأورستد، لذلك سيكون من السهل شرح الموقف له.

 “كبداية، أعتقد أننا نريد الوصول إلى رابان بأسرع ما يمكن.” أشارت إليناليس إلى الطريق الأقصر الذي سيأخذنا من أسورا إلى الساحل الشمالي للقارة.

بغض النظر عما قالته، من الواضح أنها كانت تعاني من هذا الأمر. كان قلبي يتألم لمجرد النظر إليها. 

“لكن الطريق من الشمال أكثر خطورة، أليس كذلك؟” لقد سألت.

الفصل 8: الوداع  إن قارة بيجاريت عبارة عن جزيرة بمساحة شاسعة، لذا فإن الوصول إليها يتطلب عبور البحر. 

كانت هناك جميع أنواع المخاطر التي ينطوي عليها هذا الطريق. لم نكن نعرف الطرقات في بيغاريت، وسيكون علينا أن نسافر تقريبًا على طول القارة الخطرة. أنا واثق من قدرتي على ذبح الوحوش، لكن أرضًا غير مألوفة يمكن أن تحمل الكثير من المخاطر.

“لا بأس…”

“يبدو أنني أتذكر أنك تستطيع التحدث بلغة إله القتال يا روديوس. هل أنا على صواب؟”

وأحيانًا كانت تسأل أورستد عرضًا عن أماكن تواجدهم أو تدون أسماء المدن القريبة… ثم تكتب كل شيء بدلًا من محاولة حفظها.

“هاه؟ حسناً، نعم. ولكنني لا أتحدث بطلاقة.”

 لكنه لم يقل ما يمكن أن يحدث. يمكنني تخيل كل أنواع الاحتمالات. قد ينتهي بي الأمر بفقدان شيء ما.

“في هذه الحالة، يمكننا ببساطة استئجار مرشد وحراس شخصيين بمجرد وصولنا.”

قضيت بقية اليوم أتجول في الأرجاء وأخبر كل من أعرفه عن الموقف.

“آه، فهمت…”

هل كليف يتجاهل عمداً ما قالته للتو؟ ربما كان ذلك للأفضل. بدت إيليناليس سعيدة للغاية.

وبفضل خبرة إليناليس العديدة التي اكتسبتها على الطريق، اتفقنا بسرعة على طريقنا الأساسي. بعد القيام بذلك، انتقلنا إلى التخطيط لتفاصيل رحلتنا.

ارتاحتا على الفور وهزتا كتفيهما. 

أولاً، سنشتري خيولاً هنا في رانوا ونحملها بما يكفي من المؤن لتوصيلنا إلى مملكة أسورا. لم نكن نرغب في إحضار الكثير من الأغراض، لأن ذلك من شأنه أن يبطئنا.

أولاً، سنشتري خيولاً هنا في رانوا ونحملها بما يكفي من المؤن لتوصيلنا إلى مملكة أسورا. لم نكن نرغب في إحضار الكثير من الأغراض، لأن ذلك من شأنه أن يبطئنا.

 سنستبدل خيولنا عند الضرورة ونقودها بأقصى ما نستطيع حتى نصل إلى الميناء في أسورا.

يمكننا القيام بهذه الرحلة أسرع بكثير مما كان متوقعاً. كانت هذه أخبار رائعة. ستشعر بسعادة غامرة بالطبع. لكن علينا أيضًا تغيير خططنا تمامًا. الرحلة ستستغرق شهراً ونصف الشهر فقط، بعد كل شيء. حتى أننا قد نتمكن من اصطحاب “كليف” معنا من أجل ذلك!

وبمجرد وصولنا إلى هناك، سنشتري المعدات والمؤن. من الصعب العثور على المواد الغذائية في بيغاريت حتى لو كان لديك المال الكافي. قد تكون الأسعار في أسورا أعلى، لكن كان من الحكمة أن نشتري ما يكفي من المؤن عندما تسنح لنا الفرصة.

بعد ساعة، التقينا مرة أخرى.

بمجرد أن نحصل على كل ما نحتاجه، سنستقل القارب التالي إلى بيغاريت. وهناك سنستأجر دليلاً، وربما حراسًا شخصيين إذا بدا ذلك من الحكمة. 

“انظري، أعتقد حقاً أنه يجب أن تتحدثي معه أولاً” قلت 

إليناليس ستتولى هذه المفاوضات بينما أقوم بدور المترجم الفوري. بعد ذلك، سنةعل دليلنا يقودنا إلى مدينة رابان. بمجرد وصولنا إلى هناك، سنجد بول والآخرين، وننقذ زينيث ونسلك نفس طريق العودة إلى الوطن.

لم يكن هناك سبب يمنعني من شرح التفاصيل، لكن جينيوس لم يسأل. 

“لقد قمت بالرحلة إلى أسورا أكثر من مرة، لذا لن تكون هناك مشكلة” قالت إيليناليس بتمعن “الجزء الصعب الوحيد هو اختيار ما سنجلبه معنا إلى بيجاريت…”

من الجيد أنني طالب مميز إذن. 

لن نتمكن من حمل كل ما قد نريده. من الممكن أن تحل  عربة هذه المشكلة، لكن يبدو أن بيغاريت مغطاة بالصحاري، وعجلات العربات ليست جيدة على الرمال. 

صفعت وجنتي في محاولة لمنع نفسي من الابتسام كالأحمق، فتحت الباب المؤدي إلى مختبر كليف… واستقبلني شيء يشبه لوحة فينوس من عصر النهضة.

من المحتمل أن نشتري مطية مثل السحلية التي استخدمتها في قارة الشياطين. ربما لديهم إبل أو شيء من هذا القبيل.

ومع ذلك فقد فهمت من أين جاء ذلك. سنتان فترة طويلة حقًا.

“أعتقد أنه يمكنك ترك هذه التفاصيل لي. لدي خبرة أكبر في هذا المجال”.

“حسناً، جيد. هذا ما أردت سماعه.” لقد شرحت الوضع لكليف.

“الشيخوخة لها فوائدها، أليس كذلك؟” 

“حسناً، حسناً يا إليناليس الأمر هو أنني وجدت للتو طريقة يمكن أن توصلنا إلى هناك ونعود في غضون ثلاثة أشهر فقط، ولكن…”

“لا تستفزني من فضلك.”

كانت تعابير وجهها أكثر غموضاً من تعابير سيلفي في تلك اللحظة.

لقد أمضيت خمس سنوات كمغامرة، لكن مقارنة بمخضرمة مثل إليناليس، لا أزال مبتدئًا.

“مرحبا يا نائب المدير جينيوس.”

 انتهى بي الأمر بترك الكثير من القرارات الصعبة بين يديها.

ما الذي يشعر به الآن؟ لم يكن أمام إليناليس خيار سوى النوم مع رجال آخرين في هذه الرحلة. كان يتفهم الموقف تماماً، وكان يعلم أنها تحبه… لكن لا بد أنها فكرة مؤلمة.

“لحسن الحظ، كلانا في حالة جيدة إلى حد معقول” قالت إليناليس “يجب أن نكون قادرين على دفع أنفسنا بقوة عند الضرورة.”

“أود أن أقيم المراسم على طريقة ميليس إذا كنت لا تمانعين أعلم أنك لست عضواً في الكنيسة، لكن…”

“نعم، أعتقد ذلك…” انا واثق من قدرة إليناليس على السير طوال اليوم في الصحراء، لكنني لم أكن واثقًا من قدرتي على مجاراتها. كنت أواصل تدريبي، لكن هناك احتمال أن أبطئها قليلاً.

 S كانت المنطقة الجنوبية، و W كانت المنطقة الغربية. كانت DE هي قارة الشياطين. 

ومع ذلك، لم أواجه مشكلة كبيرة.

سأبقي فمي مغلقاً، هذا أمر مؤكد.

“على أي حال، من المريح أنهم يربون الخيول للسفر لمسافات طويلة في هذه المنطقة. يجب أن نكون قادرين على إيجاد بعض الخيارات المناسبة جدًا”.

“آيشا”

كان هدفنا الأولي هو الوصول إلى الميناء في أسورا في غضون شهرين. 

قضيت بقية اليوم أتجول في الأرجاء وأخبر كل من أعرفه عن الموقف.

من الصعب تحديد المدة التي سيستغرقها العبور إلى بيغاريت، لكننا قدّرنا المدة بشهر واحد. 

 انتهى بي الأمر بترك الكثير من القرارات الصعبة بين يديها.

لم يذهب أي منا إلى القارة نفسها، لكن يبدو أنها كانت تضاريس وعرة، لذلك حددنا ستة أشهر أخرى للوصول إلى وجهتنا النهائية.

ماذا ستسمي تمثالاً كهذا؟ هناء الزوال؟

إجمالاً، نحن نتطلع إلى ثمانية أشهر ربما في اتجاه واحد.

“كليف عزيزي! أحبك كثيراً! أحبك أكثر من أي شخص في العالم!”

ذلك أسرع مما قدرته بنفسي. شعرت أنه قد تكون هناك طرق لتقليص المدة أكثر باستخدامات مبتكرة لسحري، لكنني لم أرغب في المخاطرة بإبطاء سرعتنا بتجارب الهواة.

لقد لمست تلك الأشياء عدة مرات، لذا كنت أعرف مدى نعومتها. كم هو شعور جيد أن تدفن وجهك فيها؟ همم… 

أهم شيء هو الوصول إلى هناك قطعة واحدة.

فتوقفت.

قضينا بعض الوقت في مناقشة التفاصيل الأخرى التي يجب أن نكون على دراية بها في رحلتنا. وضحت إليناليس بعض الأمور التي لم أفهمها بدقة ملحوظة وجعلنا نتوصل إلى بعض القرارات مسبقًا لمنع أي خلافات على الطريق. 

“بطبيعة الحال. أحب ليسا من أعماق قلبي. أنت على علم بهذا، أنا متأكد”.

من الجيد معرفة أننا لن نضيع أي وقت في الجدال حول ما سنفعله بعد ذلك بمجرد أن نبدأ.

من خلال معرفتي به، ربما هو يدرك تمامًا أنني لن أوافقه الرأي، لكنني لم أفعل أبدًا عكس ما أوصى به من قبل. 

“المشكلة الأكبر…”

“هل أنت متأكدة من هذا؟” سألت. “ألم يخبرك أورستد أن تبقي هذا الأمر سراً؟”

لكن بعد فترة، وضعت يدها على ذقنها وكشرت عن وجهها. شعرت بأننا غطينا معظم المواضيع المهمة، لكن من الواضح أنني أغفلت شيئاً ما.

كان الوصول إلى بيغاريت يستغرق من المسافر نحو عام، وحتى الرسائل لم تكن تنتقل أسرع. هذه ليست مثل الرسائل النصية على هاتفك.

“… ستكون لعنتي.”

“ألن تخبريه حقاً عن هذا؟”

 “صحيح.”

همم؟ انتظر لحظة

ما لم تكن تنام مع الرجال على أساس منتظم، كانت إليناليس ستموت حرفيًا. في رحلة غير رسمية، لم يشكل ذلك أي مشكلة – كان بإمكانها تلبية احتياجاتها في أي بلدة تتجول فيها. في الرحلات الطويلة، غالبًا ما كانت تنضم إلى مجموعة وتجد شريكًا راغبًا. 

همم؟ انتظر لحظة

ولكن في رحلة استكشافية سريعة كهذه، ستكون هناك أوقات لا تنجح فيها أي من هذه الطرق.

والأهم من ذلك، غيابي سيعطل أبحاثها. وخطتها للعودة إلى المنزل ستتأخر كثيراً.

صمت كلانا للحظة.

“… هذا يمكن أن ينجح.”

كانت هناك إجابة بسيطة بالطبع. بإمكاني النوم معها عند الضرورة. فمشاكلي في الأداء شيئ من الماضي. إذا جاءتني امرأة عشوائية وطلبت مني أن أمارس الجنس معها، ربما كنت سأتدبر أمري بشكل جيد.

” نعم، هذا صحيح. فقط لأن زانوبا و كليف ساعدانا”

لكنني لم أرغب في خيانة سيلفي.

“أنا آسف يا روديس لا يمكنني الذهاب بعد كل شيء!”

“لن أنام معك في هذه الرحلة” قلت.

بعد ساعة، التقينا مرة أخرى.

“نعم، هذه لن تكون فكرة جيدة.”

أومأت آيشا برأسها بجدية. لقد شعرت بالتوتر قليلاً حيال ذلك، لكن ربما يكون الأمر على ما يرام. لم يكن هناك حل مثالي هنا.

“أعتقد أننا سنضطر إلى التوقف عند بيوت الدعارة أو شيء من هذا القبيل في طريقنا.”

لأول مرة، سأتجاهل نصيحة الهيتوغامي.

كلانا كنا سنبقي الأمور أفلاطونية بحتة. أردت أن أوضح ذلك مقدماً. وإلا سينتهي بنا الأمر على الأرجح بفعل ذلك على الطريق بدافع الراحة المطلقة.

لكن بعد فترة، وضعت يدها على ذقنها وكشرت عن وجهها. شعرت بأننا غطينا معظم المواضيع المهمة، لكن من الواضح أنني أغفلت شيئاً ما.

“ماذا عن تلك الأداة السحرية؟” سألت. “إنها تضعف قوة اللعنة، أليس كذلك؟”

طوت ناناهوشي ذراعيها وتمتمت الكلمات لنفسها عدة مرات أخرى.

“حسناً، إذا حاولت أخذها، سيسألني كليف لماذا…” 

“لماذا تقول شيئاً كهذا؟”

“ألن تخبريه حقاً عن هذا؟”

لم يخطر ببالي ذلك حتى الآن، لكنه صحيح. لقد كانوا طلاب السنة السادسة. بعد عامين من الآن، ربما سيعودون إلى الغابة العظيمة.

لسبب ما، بدت إليناليس مصممة على الاختفاء دون أن تخبر كليف بكلمة واحدة. شعرت بقسوة لا داعي لها بالنسبة لي.

فصل مدعوم



“اسمع يا روديس، ألم أخبرك أن تبقي هنا؟”

“انظري، أعتقد حقاً أنه يجب أن تتحدثي معه أولاً” قلت 

“لقد أقسمت لأورستد بالسرية في البداية. هذا سحر محرم، بعد كل شيء. وافقت بسهولة بما فيه الكفاية، لأنني ظننت أنني لن أكون قادرة على تذكرهم على أي حال”.

“لكنني…”

لكن قبل أي شيء آخر، قررت أن أتحدث مع إليناليس عن قراري. إذا بدأت مع سيلفي وانهارت في البكاء، فقد تتزعزع عزيمتي. 

“دعيني أساعدك، حسناً؟ سيكون كل شيء على ما يرام.”

ترجمة نيرو

انتهى بنا الأمر بالتوجه كلانا مباشرة لرؤية كليف في نفس المساء.

من الواضح أن إليناليس قضت بعض الوقت في دراسة الطرق المحتملة. هناك علامات صغيرة على الخريطة تشير إلى موقع رابان التقريبي والمواقع المهمة التي سنمر بها في طريقنا إلى هناك. 

عندما وصلنا إلى مختبره، جاء كليف مهرولاً ليرينا الحفاضات السحرية المعنية مع ابتسامة عريضة على وجهه. 

“فهمت. حسناً، سأجد حلاً ما.”

“انظروا إلى هذا، أنتما الاثنان! لقد صغرتها بالفعل إنها ليست ثقيلة مثل القديمة أيضًا. “يجب أن تكوني قادرة على ارتداء هذا لبعض الوقت بدون…” 

“لماذا تقول شيئاً كهذا؟”

“كليف. هل تحب إليناليس؟”

 لم يبدو ذلك سيئاً جداً بالنسبة لي. لقد شعرت بالحرج بعض الشيء، لأنني ما زلت أربط أسماء كهذه بالأرستقراطيين الأثرياء، لكن بدا لي أنه أكثر شيوعًا هنا.

قاطعته في منتصف الجملة، وطرحت السؤال بصراحة قدر استطاعتي. حدق كليف في وجهي بنظرة حيرة فارغة على وجهه.

لكن قبل أي شيء آخر، قررت أن أتحدث مع إليناليس عن قراري. إذا بدأت مع سيلفي وانهارت في البكاء، فقد تتزعزع عزيمتي. 

“ماذا؟ بالطبع أحبها.” كانت نبرته توحي بأنني سألته السؤال الأكثر وضوحًا في العالم. 

لكن بعد فترة، وضعت يدها على ذقنها وكشرت عن وجهها. شعرت بأننا غطينا معظم المواضيع المهمة، لكن من الواضح أنني أغفلت شيئاً ما.

حتى الآن، جيد جداً.

لكن بعد فترة، وضعت يدها على ذقنها وكشرت عن وجهها. شعرت بأننا غطينا معظم المواضيع المهمة، لكن من الواضح أنني أغفلت شيئاً ما.

“هل ستستمر في حبها، مهما حدث؟”

وبينما كنت متردداً، تدخلت إيليناليس لتجيب.

“بطبيعة الحال. أحب ليسا من أعماق قلبي. أنت على علم بهذا، أنا متأكد”.

استرسلت في الحديث بإسهاب شديد، وغطيت كل التفاصيل ذات الصلة.

“حسناً، جيد. هذا ما أردت سماعه.” لقد شرحت الوضع لكليف.

صرخت إيليناليس. 

شرحتُ لها أن عائلتي في خطر شديد. شرحتُ له أن إليناليس رفيقة قديمة لوالدي وشعرتُ بأنني محتاج للمساعدة. وشرحت له أنها ستكون رحلة طويلة قد تحتاج فيها على الأرجح إلى النوم مع رجال آخرين. 

ناناهوشي تعرف أنني أساعدها بدافع طيبة قلبي. ربما أرادت أن تغير رأيي بشأن المغادرة لكنها اختارت أن تعض لسانها.

استرسلت في الحديث بإسهاب شديد، وغطيت كل التفاصيل ذات الصلة.

“…”

استمع كليف بصمت ولم يقاطعني ولو لمرة واحدة. عندما انتهى الأمر، توقف للحظة، ثم تمتم قائلاً :”أفترض أنني سأكون عبئًا إذا أتيت”.

هل كليف يتجاهل عمداً ما قالته للتو؟ ربما كان ذلك للأفضل. بدت إيليناليس سعيدة للغاية.

بصراحة، ذلك صحيح. لكن من الصعب عليَّ أن أصارحها بذلك.

تجمدت إليناليس للحظة وهي تحدق في وجهي في عدم تصديق.

وبينما كنت متردداً، تدخلت إيليناليس لتجيب.

“أخشى أن لديّ بعض الأخبار المؤسفة.”

 “نعم، أخشى ذلك. لن تكون قادراً على تحمل رحلة كهذه يا كليف”.

 “أخبار مؤسفة؟”

ربما كانت ستقولها بلطف أكثر في ظروف مختلفة. لكن هذه المرة، كانت صريحة.

“لقد أقسمت لأورستد بالسرية في البداية. هذا سحر محرم، بعد كل شيء. وافقت بسهولة بما فيه الكفاية، لأنني ظننت أنني لن أكون قادرة على تذكرهم على أي حال”.

“فهمت…”

بهذه البساطة، دفعته على الأرض. وبمجرد أن رأيت قميص كليف يطير في الهواء، استدرت وغادرت الغرفة بسرعة. يبدو أنهما بحاجة إلى بعض الوقت الخاص في هذه اللحظة.

عبس كليف بحزن، ونظر إلى الأرض. شعرت بطعنة صغيرة مؤلمة من التعاطف في صدري.

“حسناً، حسناً يا إليناليس الأمر هو أنني وجدت للتو طريقة يمكن أن توصلنا إلى هناك ونعود في غضون ثلاثة أشهر فقط، ولكن…”

ما الذي يشعر به الآن؟ لم يكن أمام إليناليس خيار سوى النوم مع رجال آخرين في هذه الرحلة. كان يتفهم الموقف تماماً، وكان يعلم أنها تحبه… لكن لا بد أنها فكرة مؤلمة.

لسبب ما، بدت إليناليس مصممة على الاختفاء دون أن تخبر كليف بكلمة واحدة. شعرت بقسوة لا داعي لها بالنسبة لي.

“أتعرفين يا إليناليس، ربما يمكننا أن نحضره معنا؟” قلت “يمكنه استخدام سحر الحاجز والتعاويذ الإلهية من المستوى المتقدم. حتى لو لم يكن لديه الكثير من القدرة على التحمل، فقد يكون مفيدًا في بعض الأحيان…”.

“آه، فهمت…”

“لا بأس يا روديوس، لم أكن مفيدًا على الإطلاق في آخر مرة رافقت فيها شخصًا آخر في مغامرة. لن يكون هذا مختلفًا.”

“آه، فهمت…”

بينما كان ينطق بهذه الكلمات، تقدم كليف إلى الأمام وناولني الحفاض السحري.

لقد أمضيت خمس سنوات كمغامرة، لكن مقارنة بمخضرمة مثل إليناليس، لا أزال مبتدئًا.

“رودوس…”

وهكذا ذهب كل منا في طريقه.

 “نعم؟”

“هل هي بهذا القرب؟”

“اعتني بليز من أجلي.”

إليناليس ستتولى هذه المفاوضات بينما أقوم بدور المترجم الفوري. بعد ذلك، سنةعل دليلنا يقودنا إلى مدينة رابان. بمجرد وصولنا إلى هناك، سنجد بول والآخرين، وننقذ زينيث ونسلك نفس طريق العودة إلى الوطن.

بصراحة، كنت أتوقع المزيد من العويل وصرير الأسنان. لكن يبدو أن كليف فهم نقاط قوته وضعفه بوضوح شديد.

“أعلم أن هذا فظيع مني، لكنني ببساطة لن أفعل ذلك!”

“ليز…”

تذكرت ذلك الجزء بوضوح. لقد أخبرتني أنها لا تعرف أين تجدهم.

هذه المرة، استدار ليواجه إليناليس. وقف على أطراف أصابعه ولف ذراعيه حولها.

لقد لمست تلك الأشياء عدة مرات، لذا كنت أعرف مدى نعومتها. كم هو شعور جيد أن تدفن وجهك فيها؟ همم… 

“كليف…” عانقته في المقابل.

“عندما تعودين إلى المنزل، لنتزوج” قال كليف. “أعلم أنني لم أعالج لعنتك بعد، لكنني أريد شراء منزل والعيش فيه معك. لقد جعلتك قلقة بانتظاري كل هذا الوقت الطويل لقول ذلك، أليس كذلك؟ ربما تخشين أن يكون كل هذا مجرد كلام؟”

“انظري، أعتقد حقاً أنه يجب أن تتحدثي معه أولاً” قلت 

“كليف…. لكنني شخص فظيع. كنت أخطط للذهاب دون أن أقول لك كلمة واحدة…”

“نعم، هذه لن تكون فكرة جيدة.”

“أود أن أقيم المراسم على طريقة ميليس إذا كنت لا تمانعين أعلم أنك لست عضواً في الكنيسة، لكن…”

“اعتني بليز من أجلي.”

هل كليف يتجاهل عمداً ما قالته للتو؟ ربما كان ذلك للأفضل. بدت إيليناليس سعيدة للغاية.

يمكننا القيام بهذه الرحلة أسرع بكثير مما كان متوقعاً. كانت هذه أخبار رائعة. ستشعر بسعادة غامرة بالطبع. لكن علينا أيضًا تغيير خططنا تمامًا. الرحلة ستستغرق شهراً ونصف الشهر فقط، بعد كل شيء. حتى أننا قد نتمكن من اصطحاب “كليف” معنا من أجل ذلك!

“كليف عزيزي! أحبك كثيراً! أحبك أكثر من أي شخص في العالم!”

“لماذا تقول شيئاً كهذا؟”

بهذه البساطة، دفعته على الأرض. وبمجرد أن رأيت قميص كليف يطير في الهواء، استدرت وغادرت الغرفة بسرعة. يبدو أنهما بحاجة إلى بعض الوقت الخاص في هذه اللحظة.

لكنني لم أرغب في خيانة سيلفي.

لم أكن معجبًا بالطريقة التي تواعدا بها للتو بالزواج بعد “عمل أخير” ولكن ربما كنت فقط معتادًا على الكليشيهات السينمائية.

“آه، السيد غريرات سررت برؤيتك لقد سمعت أنك ساعدت الآنسة “سيفنستار” في إكمال تجربة طموحة إلى حد ما؟”

قضيت بقية اليوم أتجول في الأرجاء وأخبر كل من أعرفه عن الموقف.

علينا أن نخبرهم عن الناقل الآني. لكن ذلك كان أفضل من أن نفشل في تحقيق هدفنا.

سأغادر لمدة عام ونصف على الأقل. إذا كانت هناك مشكلة حقيقية في رابان، فقد يصب الأمر الى سنتين. 

هكذا كانت الحكاية على الأقل. كنت قد سمعت أيضًا نسخة أخرى حيث اتضح أن الفتى كان في الواقع نكرة لا خير فيه. على أي حال، كانت القصة مشهورة جدًا لدرجة أن الجميع أصبح يعتقد الآن أن تسمية الطفل الذي لم يولد بعد قبل الانطلاق في رحلة سيجلب كارثة رهيبة.

ذلك وقت طويلاً لأختفي فيه عن الجميع. أنا بحاجة إلى توديعهم على الأقل.

لم يذهب أي منا إلى القارة نفسها، لكن يبدو أنها كانت تضاريس وعرة، لذلك حددنا ستة أشهر أخرى للوصول إلى وجهتنا النهائية.

كانت وجهتي الأولى هي مكتب نائب المدير. 

لفكرة الحريم جاذبية معينة. لقد وجدت نفسي أتخيل نفسي أتخيل رباعية مع لينيا وبورسينا وسيلفي. 

ربما من الأفضل أن أهتم بالإجراءات الرسمية عاجلاً وليس آجلاً. وجدت جينيوس خلف مكتبه، كالعادة، يواجه كومة كبيرة من الأوراق.

لست متأكدًا مما تفكر فيه بالضبط، لكن ابتسامتها بدت حزينة بعض الشيء. 

“مرحبا يا نائب المدير جينيوس.”

أخيرًا، توجهت إلى المنزل لإخبار سيلفي.

“آه، السيد غريرات سررت برؤيتك لقد سمعت أنك ساعدت الآنسة “سيفنستار” في إكمال تجربة طموحة إلى حد ما؟”

“هاه؟ آه…”

” نعم، هذا صحيح. فقط لأن زانوبا و كليف ساعدانا”

صرخت إيليناليس. 

“آه، فهمت”

“لا تتحدث عن ذلك يا رودي” 

لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية انتشار خبر تجربة الاستدعاء. أو ربما جينيوس مطلع أكثر مما ظننت.

بعد جمعها هي وآيشل ونورن في غرفة المعيشة، أعلنت الخبر على الفور.

“على أية حال، ماذا يمكنني أن أفعل لك اليوم؟”

ليس هناك جدوى من إضاعة الوقت في التفكير في الأمر. إذا لم أذهب، فسأظل عالقا هنا أنتظر بقلق لمدة عامين على الأقل. في النهاية، قد أعرف أن شخصاً ما أهتم لأمره قد مات.

“حسناً، أنا بحاجة لأخذ إجازة لمدة عامين تقريباً.” قلت “أردت أن أنتهي من الأعمال الورقية على الفور.”

من الصعب أن أتذكر أن هذه هي نفس المرأة التي أخبرتني بصرامة أنه يجب أن أنتظر هنا بينما تهتم هي بكل شيء. حاولت جهدي ألا أحكم عليها بقسوة.

“سنتان؟ هذه مدة طويلة جداً.”

ماذا لو كانت فتاة، ولم أتمكن من العودة؟ هل ستعلق مع روديس جونيور للأبد؟ ماذا لو أنها تعرضت للمضايقة؟ ماذا لو تحوّلت إلى وحش صغير غاضب يضرب الجميع بلا رحمة للدفاع عن اسمها الغبي؟

“نعم. أخشى أن لديّ حالة معقدة إلى حد ما يجب أن أهتم بها.”

“نعم؟”

“هل هذا صحيح؟ “. 

“حسناً، حسناً يا إليناليس الأمر هو أنني وجدت للتو طريقة يمكن أن توصلنا إلى هناك ونعود في غضون ثلاثة أشهر فقط، ولكن…”

لم يكن هناك سبب يمنعني من شرح التفاصيل، لكن جينيوس لم يسأل. 

“في هذه الحالة، يمكننا ببساطة استئجار مرشد وحراس شخصيين بمجرد وصولنا.”

“حسنًا إذًا. سأقوم بتأجيل تسجيلك في الوقت الحالي. بمجرد عودتك إلينا، من فضلك تعال لرؤيتي.”

لكن ذلك لم يكن مصدر قلقي الوحيد بالطبع.

“هل التوقف لمدة عامين لن يسبب لي أي مشاكل؟” 

أجل، لقد قال أنني سأندم ذلك أيضاً لقد كرر ذلك في كلتا المرتين اللتين تحدثت معه فيهما عن ذلك.

“لم نكن لنسمح بذلك لطالب جامعي عادي، لكن الطلاب المميزين مثلك يُسمح لهم بمرونة أكبر في هذه الأمور.”

شكرت جينيوس مرة أخرى، وغادرت مبنى الكلية.

من الجيد أنني طالب مميز إذن. 

“لينيا، بورسينا…”

“شكراً جزيلاً لك”

“… لا، سنتركه خلفنا.” 

“لا بأس بذلك. نظام الطلاب المميزين مصمم ليكون ملائمًا قدر الإمكان، بعد كل شيء.”

“… لا، سنتركه خلفنا.” 

“في هذه الحالة، هل يمكنك أيضًا تعليق تسجيل إليناليس دراغونرود… كمعروف لي؟ إنها ليست طالبة خاصة، لكنها سترافقني كحارس شخصي.”

 “أخبار مؤسفة؟”

“فهمت. حسناً، سأجد حلاً ما.”

“المشكلة الأكبر…”

حسناً، كان ذلك سهلاً. من الجيد أن يكون لديك صديق بيروقراطي.

“يبدو أنني أتذكر أنك تستطيع التحدث بلغة إله القتال يا روديوس. هل أنا على صواب؟”

شكرت جينيوس مرة أخرى، وغادرت مبنى الكلية.

الرحلة التي تستغرق ستة أسابيع ليست رحلة طويلة.

بعد بضع دقائق، لمحت لينيا وبورسينا في الخارج. لوّح الاثنان لي من الجانب الآخر من الفناء، ثم هرولوا نحوي. انتهزت الفرصة لشرح الموقف لهما أيضاً.

 كلما زاد عدد الأشخاص الذين نحظرهم، كلما زاد احتمال انتشار الخبر.

“بلا مزاح يا رجل، سيكون الأمر مملًا بدونك يا رئيس.”

“ما الأمر؟ هذا ليس وقتك المعتاد…”

“سنتخرج في الوقت الذي ستعودين فيه، لذا أعتقد أن هذا قد يكون وداعنا”.

 لم يكن هذا القرار سببًا في موت فيروز بالطبع، لكن الناس يمكن أن يتشاءموا من هذه الأمور.

لم يخطر ببالي ذلك حتى الآن، لكنه صحيح. لقد كانوا طلاب السنة السادسة. بعد عامين من الآن، ربما سيعودون إلى الغابة العظيمة.

ربما من الأفضل أن أهتم بالإجراءات الرسمية عاجلاً وليس آجلاً. وجدت جينيوس خلف مكتبه، كالعادة، يواجه كومة كبيرة من الأوراق.

لقد أحزنني قليلاً أنني لن أتمكن من توديعهم.

وهذا سيجعل الحياة أقل راحة لأورستيد من المحتمل أن يغضب من كلانا، مجرد التفكير في ذلك الرجل جعلني أرتجف قليلاً. 

 “أعتقد أنك على حق. هذا مؤسف…”

لذا حتى الخطة الأكثر كفاءة لن توصلني إلى هناك وتجعلني أعود في الأشهر السبعة المقبلة. 

عندما أفكر في الأمر، الهيتوغامي قد شجعني على “بدء علاقة” مع أحدهما. لو كنت قد اخترت البقاء هنا حتى يبدأ موسم التزاوج بعد شهرين، لكانت الأمور قد اتخذت منحى آخر في هذا الاتجاه.

“حسناً، أنا بحاجة لأخذ إجازة لمدة عامين تقريباً.” قلت “أردت أن أنتهي من الأعمال الورقية على الفور.”

“ما الأمر يا زعيم؟ هل هناك شيء على وجهي؟”

بعد لحظة من الارتباك، أغمضت عينيها ورفعت ذقنها وطوت يديها أمام صدرها. كانت في الواقع ترتجف قليلاً. لم تكن هذه بالضبط أول مرة لنا، لكنني لم أكن متأكدة من أننا فعلنا ذلك بهذه الطريقة الاحتفالية من قبل.

إن لينيا فتاة جذابة. فأذنا القطة المرتعشة وذيلها المتمايل وفخذاها السليمان أكثر ما يميزها، لكن كان لديها ثديان كبيران أيضًا. ماذا كانت ؟ مقاس “هـ” ؟ جميع الفتيات الوحوش على الجانب الممتلئ من الجسد، لذا من المحتمل أن يكون ذلك متوسطاً. هذا الموقف المغرور من المحتمل أن يجعلها ممتعة في السرير أيضًا.

ومع ذلك، لم أواجه مشكلة كبيرة.

“شم شم … توقف! هل تفكر في الذهاب في جولة معنا قبل أن تغادر يا زعيم؟”

“… لا، سنتركه خلفنا.” 

 لدى بورسينا سحرها أيضاً. كانت أذنا الكلب المرنتان الناعمتان وجسدها الشهواني من أبرز مزاياها. 

لسبب ما، بدت إليناليس مصممة على الاختفاء دون أن تخبر كليف بكلمة واحدة. شعرت بقسوة لا داعي لها بالنسبة لي.

يبدو أن هذه الفتاة الوحش لديها صدر كبير بشكل خاص لسبب ما؛ يجب أن يكون صدرها بحجم G. 

عندما لم تكن تعرف حتى أي قارة هم فيها، كانت تستخدم حروفاً مثل X أو Y بدلاً من ذلك. كان من الواضح أنها وضعت الكثير من التفكير في هذا الشيء.

لقد لمست تلك الأشياء عدة مرات، لذا كنت أعرف مدى نعومتها. كم هو شعور جيد أن تدفن وجهك فيها؟ همم… 

 لم يبدو ذلك سيئاً جداً بالنسبة لي. لقد شعرت بالحرج بعض الشيء، لأنني ما زلت أربط أسماء كهذه بالأرستقراطيين الأثرياء، لكن بدا لي أنه أكثر شيوعًا هنا.

“آسف” قلت “نصحني أحدهم مؤخرًا بأن أقوم بخطوة عليكما عندما يحين موسم التزاوج. كنت فقط أتذكر ما قالوه.”

من الصعب تحديد المدة التي سيستغرقها العبور إلى بيغاريت، لكننا قدّرنا المدة بشهر واحد. 

“حقاً؟ لم أكن أعلم أنك مهتم حتى!”

“حسناً، إذا كنت مصراً”، قالت لينيا وهي تضربني على جانبي. “يمكن لشخص مثلك أن يستفيد من بعض الأصدقاء.”

 “لم تبادلنا المغازلة أبدًا، لذا اعتقدنا أننا لسنا من نوعكما المفضل”

لكن مما قاله الهيتوغامي يبدو أن سيلفي لم تكن لتطردني من المنزل بسبب ذلك. هل ستسامحني حقاً على عبثي معها وهي حامل؟ ربما سيحدث شجار قبيح قبل أن تهدأ الأمور؟ يصعب الجزم بذلك.

بدت عليهما الدهشة، ولكنهما بدتا متفاجئتين، ومستمتعتين أكثر من اللازم.

ومع ذلك، هذا طفلي البكر الذي نتحدث عنه هنا. لم أشعر أن هذا حقيقي تماماً بعد، لكنني أردت على الأقل المشاركة في اختيار الاسم.

بالطبع، النوم معهم يعني خيانة زوجتي. 

“أنا ذاهب في رحلة طويلة. والداي في خطر، وأنا بحاجة لمساعدتهما. إنهم في مدينة متاهة رابان في قارة بيجاريت. سوف يستغرق الأمر حوالي عامين قبل أن أعود.”

لكن مما قاله الهيتوغامي يبدو أن سيلفي لم تكن لتطردني من المنزل بسبب ذلك. هل ستسامحني حقاً على عبثي معها وهي حامل؟ ربما سيحدث شجار قبيح قبل أن تهدأ الأمور؟ يصعب الجزم بذلك.

“قد تكون الرسالة واحدة من تلك الحالات”  تابعت إليناليس. “يمكن ان نتوقع أن هناك بالفعل رسالة أخرى في طريقها إلينا، تقول (تجاهلوا الرسالة الأخيرة، زينيث آمنة) أو شيء من هذا القبيل.”

وفي كلتا الحالتين، من المفترض أن يؤدي ذلك إلى “سعادة أكبر” في النهاية.

“بلا مزاح يا رجل، سيكون الأمر مملًا بدونك يا رئيس.”

لقد أحببت زوجتي، لكنني رجل أيضاً. 

لكن بعد فترة، وضعت يدها على ذقنها وكشرت عن وجهها. شعرت بأننا غطينا معظم المواضيع المهمة، لكن من الواضح أنني أغفلت شيئاً ما.

لفكرة الحريم جاذبية معينة. لقد وجدت نفسي أتخيل نفسي أتخيل رباعية مع لينيا وبورسينا وسيلفي. 

“فهمت…”

في واقع بديل، هل يمكن أن يكون هذا مستقبلي؟

ولكن في رحلة استكشافية سريعة كهذه، ستكون هناك أوقات لا تنجح فيها أي من هذه الطرق.

…لا، على الأرجح لا.

“حسناً، أنا بحاجة لأخذ إجازة لمدة عامين تقريباً.” قلت “أردت أن أنتهي من الأعمال الورقية على الفور.”

 لم يكن ذلك احتمالاً حقيقياً أبداً. 

“لن أنكر أنني متضاربة بعض الشيء، لكنني مدينة لك بالكثير بعد المرة السابقة. فقط لا تشارك هذه المعلومات مع أي شخص، حسناً سحر النقل الآني فن محظور. إذا انتشر الخبر، ستدمر الحكومات المحلية الأطلال”.

“لينيا، بورسينا…”

“… ستكون لعنتي.”

“نعم؟”

 انتهى بي الأمر بترك الكثير من القرارات الصعبة بين يديها.

“ما الأمر يا زعيم؟”

أي نوع من الأسماء سيكون أفضل؟ الناس هنا يميلون إلى الأسماء “الرائعة” المثيرة للشفقة لذا…

نظرت لينيا وبورسينا إليّ بعصبية. أعتقد أنني تحدثت بنبرة صوت صارمة بعض الشيء.

“هل أنت متأكدة من هذا؟” سألت. “ألم يخبرك أورستد أن تبقي هذا الأمر سراً؟”

قلت “لنبقى أصدقاء”.

لم أكن متأكدة كيف أخبرها بالخبر. كانت ناناهوشي فتاة وحيدة في قلبها. على الرغم من كل عدائها الظاهري، إلا أنني شعرت أنها كانت في حاجة ماسة إلى صحبة. 

ارتاحتا على الفور وهزتا كتفيهما. 

“هل أنت متأكدة؟”

“حسناً، إذا كنت مصراً”، قالت لينيا وهي تضربني على جانبي. “يمكن لشخص مثلك أن يستفيد من بعض الأصدقاء.”

“لنكن أصدقاء” قالت بورسينا وهي تضربني بمرفقها على الجانب الآخر. “احرصا على التواصل معنا”.

“تعالي هنا”

وانتهى بنا الأمر بتبادل المصافحة قبل أن نفترق – ربما هذه أول مرة نتبادل فيها المصافحة في الواقع. يحب بعض الناس أن يقولوا أنه من المستحيل أن يكون الرجال والنساء أصدقاء حقًا، لكن هذا ليس صحيحًا. يمكنك أن تكوني صديقة لشخص أنتِ منجذبة إليه؛ إنها مجرد مسألة وضع الحدود الصحيحة.

حقاً؟ كليف رجل جدير بالثقة إلى حد معقول، أليس كذلك؟ 

“لنلتقي مرة أخرى يوماً ما، حسناً؟” قلت “حتى لو كان ذلك بعد عشر أو عشرين سنة من الآن.”

“إذا أصبح الأمر أكثر من اللازم بالنسبة لك، اطلبي المساعدة من أي شخص تستطيعين. ولا تخجلي، ولا تحاولي القيام بكل شيء بنفسك. أنتِ طفلة موهوبة، لكنك ما زلتِ عديمة الخبرة. استشيري الكبار عندما تحتاجين إلى نصيحة.”

“يبدو ذلك جيداً يا زعيم. سنكون نحن الاثنان من كبار الشخصيات بعد عشر سنوات من الآن، لذا يمكنك الانحناء أمامنا وتقبيل أحذيتنا!”

“هاه؟ هل ستنتقل فورياً إلى هناك؟ هل هذا آمن؟”

“سنغزو الغابة العظيمة يا رجل.”

“هاه؟ حسناً، نعم. ولكنني لا أتحدث بطلاقة.”

عليّ أن أبتسم. من الجيد معرفة أن لديهم طموحات على الأقل. “حسناً، أتمنى ألا تنتقما مني أو ما شابه.”

لم يزوروا القارة الإلهية على ما يبدو… ولكن هناك بعض حروف B من أجل بيجاريت.

وهكذا ذهب كل منا في طريقه.

“ما…” بالتفكير في الأمر… لقد ذكرت ناناهوشي شيئًا كهذا ذات مرة، عندما كانت تخبرني عن رحلاتها مع أورستد.

 إذا كنا محظوظين، ربما سنرى بعضنا البعض مرة أخرى عاجلاً أم آجلاً.

وهكذا ذهب كل منا في طريقه.

بعد ذلك بقليل، وجدت نفسي واقفاً أمام مختبر ناناهوشي.

هذه الفتاة حقا تسوندري تماما.

لم أكن متأكدة كيف أخبرها بالخبر. كانت ناناهوشي فتاة وحيدة في قلبها. على الرغم من كل عدائها الظاهري، إلا أنني شعرت أنها كانت في حاجة ماسة إلى صحبة. 

ما لم تكن تنام مع الرجال على أساس منتظم، كانت إليناليس ستموت حرفيًا. في رحلة غير رسمية، لم يشكل ذلك أي مشكلة – كان بإمكانها تلبية احتياجاتها في أي بلدة تتجول فيها. في الرحلات الطويلة، غالبًا ما كانت تنضم إلى مجموعة وتجد شريكًا راغبًا. 

والأهم من ذلك، غيابي سيعطل أبحاثها. وخطتها للعودة إلى المنزل ستتأخر كثيراً.

لكن بعد فترة، وضعت يدها على ذقنها وكشرت عن وجهها. شعرت بأننا غطينا معظم المواضيع المهمة، لكن من الواضح أنني أغفلت شيئاً ما.

كان عليّ أن أتخيل أنها كانت ستحاول إقناعي بعدم الذهاب. حتى أنها قد تبتزني بطريقة ما. ماذا يفترض بي أن أفعل إذا هددت بقتل سيلفي إذا غادرت؟ 

كانت هناك جميع أنواع المخاطر التي ينطوي عليها هذا الطريق. لم نكن نعرف الطرقات في بيغاريت، وسيكون علينا أن نسافر تقريبًا على طول القارة الخطرة. أنا واثق من قدرتي على ذبح الوحوش، لكن أرضًا غير مألوفة يمكن أن تحمل الكثير من المخاطر.

لا أتوقع أن تتصرف بهذا الجنون… أطلقت تنهيدة صغيرة، وطرقت الباب الأمامي وانتظرت.

يحب جيز أن يحتفظ بالحقائق لنفسه أيضًا، ولم يكن فوق التلاعب بالناس.

أذنت لي بالدخول بعد لحظة.

“ما الأمر يا زعيم؟ هل هناك شيء على وجهي؟”

نظرت ناناهوشي من مكتبها عندما دخلت الغرفة. 

وبينما كنت متردداً، تدخلت إيليناليس لتجيب.

“ما الأمر؟ هذا ليس وقتك المعتاد…”

نظرت ناناهوشي من مكتبها عندما دخلت الغرفة. 

“أخشى أن لديّ بعض الأخبار المؤسفة.”

همم؟ انتظر لحظة

 “أخبار مؤسفة؟”

“إذا شعرت سيلفي وآيشا بالارتباك، حاولي التدخل لمساعدتهما من فضلك. ربما فقط تحدثي إليهم عندما يشعرون بالتوتر. أنت تعرف مدى صعوبة مواجهة هذا النوع من الأمور بمفردك أليس كذلك؟”

تحولت تعابير وجه ناناهوشي إلى تعالير مريبة. أمضيت بضع ثوانٍ وأنا أفكر كيف أبدأ، قبل أن أقرر أن الأمر لا يهم حقاً.

صمت كلانا للحظة.

من الأفضل الدخول مباشرة في صلب الموضوع

 “كبداية، أعتقد أننا نريد الوصول إلى رابان بأسرع ما يمكن.” أشارت إليناليس إلى الطريق الأقصر الذي سيأخذنا من أسورا إلى الساحل الشمالي للقارة.

“أنا ذاهب في رحلة طويلة. والداي في خطر، وأنا بحاجة لمساعدتهما. إنهم في مدينة متاهة رابان في قارة بيجاريت. سوف يستغرق الأمر حوالي عامين قبل أن أعود.”

وبناءً على ذلك، ربما لم يكن للأسباب علاقة بتوقيتي. 

“…ماذا؟”

“إذا قمت بتسمية طفل قبل أن تغادر في رحلة، فلن تعود إلى المنزل أبدًا…” بدت سيلفي قلقة أكثر من أي وقت مضى. 

بعد لحظة من الصمت، قفزت ناناهوشي على قدميها، وأطاحت بكرسيها إلى الوراء مع قعقعة. ضغطت بيديها على مكتبها وحدقت في وجهي، وبدا عليها الذهول أكثر من أي شيء آخر.

 “كبداية، أعتقد أننا نريد الوصول إلى رابان بأسرع ما يمكن.” أشارت إليناليس إلى الطريق الأقصر الذي سيأخذنا من أسورا إلى الساحل الشمالي للقارة.

“رابان؟ بيغاريت؟ هل قلت… سنتان؟”

بصراحة، لم أكن أريد مواصلة هذه المحادثة. أعرف أنها ستحاول إيقافي. ولكنني شعرت بأنني مدين لها بتفسير كامل، لذا استدرت عائداً.

كررت الكلمات ببطء، كما لو كانت تحاول فهمها.

العالم ليس بحاجة إلى “كلب مجنون” آخر.

“أعلم أنني قلت أنني سأساعدك في تجاربك، وأشعر بالسوء لمغادرتي الآن. ولكنني حقاً بحاجة للذهاب.”

“لحسن الحظ، كلانا في حالة جيدة إلى حد معقول” قالت إليناليس “يجب أن نكون قادرين على دفع أنفسنا بقوة عند الضرورة.”

انفتحت عينا ناناهوشي على مصراعيها، وأخذت نفساً عميقاً… ولكن بدلاً من الصراخ، تراجعت إلى كرسيها ونظرت إلى السقف.

لقد أمضيت خمس سنوات كمغامرة، لكن مقارنة بمخضرمة مثل إليناليس، لا أزال مبتدئًا.

“سنتان…” كررت.

مرة أخرى، نظرت مرة أخرى إلى الخريطة. في الحرف B3 على وجه التحديد. هل يمكن أن يعني ذلك… 

“بمجرد أن أعود، أعدك بأن أساعدك مرة أخرى بقدر ما أستطيع.”

انتهى بنا الأمر بالتوجه كلانا مباشرة لرؤية كليف في نفس المساء.

“…سنتان…”

…لا، على الأرجح لا.

طوت ناناهوشي ذراعيها وتمتمت الكلمات لنفسها عدة مرات أخرى.

“ما الأمر يا زعيم؟ هل هناك شيء على وجهي؟”

لم تحاول أن توقفني أو تصرخ في يأس. نظرت فقط إلى السقف، ويبدو أنها كانت غارقة في التفكير. قضينا خمس دقائق محرجة للغاية على هذا النحو.

شكرت جينيوس مرة أخرى، وغادرت مبنى الكلية.

 “حسنًا… أعتقد أنني سأذهب إذن” قلت.

“هذا يبدو جيداً بالنسبة لي، على ما أعتقد. سيلفي…؟”

لم يكن هناك الكثير مما يمكنني قوله هنا. 

“إذا أصبح الأمر أكثر من اللازم بالنسبة لك، اطلبي المساعدة من أي شخص تستطيعين. ولا تخجلي، ولا تحاولي القيام بكل شيء بنفسك. أنتِ طفلة موهوبة، لكنك ما زلتِ عديمة الخبرة. استشيري الكبار عندما تحتاجين إلى نصيحة.”

ناناهوشي تعرف أنني أساعدها بدافع طيبة قلبي. ربما أرادت أن تغير رأيي بشأن المغادرة لكنها اختارت أن تعض لسانها.

“حقاً؟ لم أكن أعلم أنك مهتم حتى!”

 استدرت لأغادر… “انتظر دقيقة واحدة فقط” قالت.

ليس هناك جدوى من إضاعة الوقت في التفكير في الأمر. إذا لم أذهب، فسأظل عالقا هنا أنتظر بقلق لمدة عامين على الأقل. في النهاية، قد أعرف أن شخصاً ما أهتم لأمره قد مات.

فتوقفت.

حسناً، ليس من غير المعتاد أن نطلق على الطفل اسم والديه في هذا العالم وإذا انتهى بنا الأمر مع لوسي، سيتحول الاسم إلى شيء مثل لوسي روديوس غريرات…

بصراحة، لم أكن أريد مواصلة هذه المحادثة. أعرف أنها ستحاول إيقافي. ولكنني شعرت بأنني مدين لها بتفسير كامل، لذا استدرت عائداً.

أطلقت غمزة سريعة لكليهما. أغمضت نورن يديها على الفور على عينيها، لكن آيشا غمزت لي بسعادة. يا لها من نذلة صغيرة. هل تريد حقًا أن ترى مشهد قبلة لهذه الدرجة؟

كانت ناناهوشي تبحث في الدرج السفلي لمكتبها لسبب ما. بعد لحظة، أخرجت كتاباً أو دفتر يوميات من نوع ما. قلبت الكتاب إلى صفحة معينة، ثم قلبته لتريني إياها. 

“ألقي نظرة على هذا.”

“كليف…” عانقته في المقابل.

انحنيت إلى الأمام بفضول. قام أحدهم بلصق جزء من خريطة على الصفحة. بدت الخريطة مألوفة بما فيه الكفاية؛ فقد كانت تصور المنطقة المحيطة بهذه المدينة، على الرغم من أن مقياس الرسم كان أكبر قليلاً.

من خلال معرفتي به، ربما هو يدرك تمامًا أنني لن أوافقه الرأي، لكنني لم أفعل أبدًا عكس ما أوصى به من قبل. 

بالقرب من أعلى الخريطة، كان شخص ما قد خربش الأحرف N1. في أسفل الغابة الجنوبية الغربية كان هناك علامة X حمراء وفوقها الحرف B3.

سيفوتني موسم التزاوج، لكن ذلك لم يكن مهماً حقاً.

“ما هذا يا ناناهوشي؟”

“آه، فهمت…”

 “…”

“حسناً”

من الواضح أن ناناهوشي كانت مترددة في الشرح. لكن بعد لحظات قليلة، تكلمت.

“هذا يبدو جيداً بالنسبة لي، على ما أعتقد. سيلفي…؟”

“إنها خريطة للأطلال القديمة التي تحتوي على دوائر الانتقال الآني. والتي يمكن العثور عليها في جميع أنحاء العالم.”

“شكراً جزيلاً لك”

دوائر الانتقال الآني؟

“حسنًا…”

“هاه؟”

قلبتها عدة مرات، غير قادرة على إخفاء دهشتها.

مرة أخرى، نظرت مرة أخرى إلى الخريطة. في الحرف B3 على وجه التحديد. هل يمكن أن يعني ذلك… 

 “صحيح.”

“هذا يعني أن هناك ناقل آني سيأخذك إلى قارة بيجاريت.”

نظفت آيشا حلقها بشكل هادف. كان من الواضح أنها توصلت إلى اقتراح ما.

“ما…” بالتفكير في الأمر… لقد ذكرت ناناهوشي شيئًا كهذا ذات مرة، عندما كانت تخبرني عن رحلاتها مع أورستد.

ذلك أسرع مما قدرته بنفسي. شعرت أنه قد تكون هناك طرق لتقليص المدة أكثر باستخدامات مبتكرة لسحري، لكنني لم أرغب في المخاطرة بإبطاء سرعتنا بتجارب الهواة.

 شيء ما حول كيفية استخدام دوائر النقل الآني للقفز في جميع أنحاء العالم… 

ماذا لو كانت فتاة، ولم أتمكن من العودة؟ هل ستعلق مع روديس جونيور للأبد؟ ماذا لو أنها تعرضت للمضايقة؟ ماذا لو تحوّلت إلى وحش صغير غاضب يضرب الجميع بلا رحمة للدفاع عن اسمها الغبي؟

“لكنك قلت… أنك لا تتذكر أين كانت!”

“حسناً.”

تذكرت ذلك الجزء بوضوح. لقد أخبرتني أنها لا تعرف أين تجدهم.

لكن مما قاله الهيتوغامي يبدو أن سيلفي لم تكن لتطردني من المنزل بسبب ذلك. هل ستسامحني حقاً على عبثي معها وهي حامل؟ ربما سيحدث شجار قبيح قبل أن تهدأ الأمور؟ يصعب الجزم بذلك.

“لقد أقسمت لأورستد بالسرية في البداية. هذا سحر محرم، بعد كل شيء. وافقت بسهولة بما فيه الكفاية، لأنني ظننت أنني لن أكون قادرة على تذكرهم على أي حال”.

“ماذا عن هذا يا أخي العزيز؟ إذا وُلد الطفل قبل أن تعود، سنطلق عليه اسم روديوس جونيور مؤقتًا. بمجرد عودتك إلى المنزل، ستختار اسمًا مناسبًا. يمكننا أن نجعل اسم “روديوس” اسمه الأوسط مثل إله الشمال الشهير كالمان”.

لكن بعد فترة، بدأت في تدوين بعض الملاحظات عن مواقع الناقلات، فقط في حال اضطرت لاستخدامها في أي وقت. ثم بدأت تشتري الخرائط سرًا أو ترسم خرائطها الخاصة تقريبًا.

على الأقل يبدو أن إيليناليس قد عادت إلى جانبنا مرة أخرى. 

وأحيانًا كانت تسأل أورستد عرضًا عن أماكن تواجدهم أو تدون أسماء المدن القريبة… ثم تكتب كل شيء بدلًا من محاولة حفظها.

لم يخطر ببالي ذلك حتى الآن، لكنه صحيح. لقد كانوا طلاب السنة السادسة. بعد عامين من الآن، ربما سيعودون إلى الغابة العظيمة.

صُعقت، قلبت المذكرات.

فكرة لا أتذكرها.

كان سجلاً تقريبيًا وغير مكتمل. كانت هناك أوقات لم تستطع فيها الحصول على خريطة، أو لم تكن قد زارت بلدة ما، لذا كانت تدوّن ملاحظات مثل “الجبال إلى اليسار. تقطع حوالي ثلاثة أيام سفر شرقًا للوصول إلى النهر، ثم يومين آخرين للوصول إليهم”.

نظفت آيشا حلقها بشكل هادف. كان من الواضح أنها توصلت إلى اقتراح ما.

كان الجزء الخاص بالحروف من علاماتها يشير إلى القارة، وبدا أن الرقم هو الترتيب الذي تم الوصول إليه. كانت N هي المنطقة الشمالية من القارة الوسطى.

عندما أفكر في الأمر، الهيتوغامي قد شجعني على “بدء علاقة” مع أحدهما. لو كنت قد اخترت البقاء هنا حتى يبدأ موسم التزاوج بعد شهرين، لكانت الأمور قد اتخذت منحى آخر في هذا الاتجاه.

 S كانت المنطقة الجنوبية، و W كانت المنطقة الغربية. كانت DE هي قارة الشياطين. 

ووجهتي المحددة هي مدينة رابان المعروفة بالمتاهة، وهي تقع بالقرب من الساحل الشرقي.

 M هي قارة ميليس. 

طلبت من إليناليس مقابلتي في فصل دراسي فارغ في الحرم الجامعي. عندما أخبرتها بما كنت أخطط له، تجهمت كئيبة.

لم يزوروا القارة الإلهية على ما يبدو… ولكن هناك بعض حروف B من أجل بيجاريت.

“الطريقة الوحيدة التي يمكن لـجيز أن يعرف بها موقعي هي أن يكون قد التقى بأبي والآخرين. لابد أنهم أخبروه بمكاننا.”

عندما لم تكن تعرف حتى أي قارة هم فيها، كانت تستخدم حروفاً مثل X أو Y بدلاً من ذلك. كان من الواضح أنها وضعت الكثير من التفكير في هذا الشيء.

“أشك في أنه يمكن أن يحفظ سرية دوائر التنقل الآني هذه.”

“لقد سمعت عن مكان رابان الذي ذكرته” قالت. “أتذكر مكانه أيضاً. هناك مكان يُدعى بازار قريب من هذا الناقل، ورابان على بعد حوالي شهر من هناك شمالاً. أنا متأكدة من ذلك.”

أغلقت المذكرات بحذروطأطأت رأسي لها في امتنان، ثم استدرت للمغادرة.



“ولكنني نوعًا ما أريد أن يكون لي رأي في هذا، كما تعلمين؟ وهناك دائمًا السيناريو الأسوأ…”

“هل هي بهذا القرب؟”

 “كبداية، أعتقد أننا نريد الوصول إلى رابان بأسرع ما يمكن.” أشارت إليناليس إلى الطريق الأقصر الذي سيأخذنا من أسورا إلى الساحل الشمالي للقارة.

قلبت الصفحة التي أطلعتني عليها ناناهوشي أولاً. كانت تغطي المنطقة الممتدة من مدينة شاريا إلى الغابة الجنوبية الغربية. كان المقياس غير واضح بعض الشيء، لكن بدا أن الرحلة تستغرق عشرة أيام أو نحو ذلك. ربما أقل من ذلك. ودائرة النقل الآني هنا ستوصلنا إلى النقطة B3.

“… ستكون لعنتي.”

قلبت مرة أخرى إلى الصفحة ذات الصلة. 

“لحسن الحظ، كلانا في حالة جيدة إلى حد معقول” قالت إليناليس “يجب أن نكون قادرين على دفع أنفسنا بقوة عند الضرورة.”

من الناقل الآني B3، بدا أنها رحلة أسبوع تقريبًا إلى أقرب مدينة. لذلك إذا كانت رابان على بعد شهر واحد فقط من هناك… هذه سبعة وأربعون يوماً أو نحو ذلك، ورحلة ذهاباً وإياباً مدتها أربعة وتسعون يوماً. يمكننا الوصول إلى هناك والعودة في غضون ثلاثة أشهر فقط. حتى لو استغرقنا شهرًا لإنقاذ زينيث، سنعود إلى الوطن في غضون أربعة.

“لنكن أصدقاء” قالت بورسينا وهي تضربني بمرفقها على الجانب الآخر. “احرصا على التواصل معنا”.

يمكنني العودة في الوقت المناسب. يمكنني أن أكون هنا من أجل ولادة طفلي.

تجمدت إليناليس للحظة وهي تحدق في وجهي في عدم تصديق.

سيفوتني موسم التزاوج، لكن ذلك لم يكن مهماً حقاً.

وأحيانًا كانت تسأل أورستد عرضًا عن أماكن تواجدهم أو تدون أسماء المدن القريبة… ثم تكتب كل شيء بدلًا من محاولة حفظها.

“هل أنت متأكدة من هذا؟” سألت. “ألم يخبرك أورستد أن تبقي هذا الأمر سراً؟”

كان عليّ أن أتخيل أنها كانت ستحاول إقناعي بعدم الذهاب. حتى أنها قد تبتزني بطريقة ما. ماذا يفترض بي أن أفعل إذا هددت بقتل سيلفي إذا غادرت؟ 

“لن أنكر أنني متضاربة بعض الشيء، لكنني مدينة لك بالكثير بعد المرة السابقة. فقط لا تشارك هذه المعلومات مع أي شخص، حسناً سحر النقل الآني فن محظور. إذا انتشر الخبر، ستدمر الحكومات المحلية الأطلال”.

“رودوس…”

وهذا سيجعل الحياة أقل راحة لأورستيد من المحتمل أن يغضب من كلانا، مجرد التفكير في ذلك الرجل جعلني أرتجف قليلاً. 

ربما كانت ستقولها بلطف أكثر في ظروف مختلفة. لكن هذه المرة، كانت صريحة.

سأبقي فمي مغلقاً، هذا أمر مؤكد.

“سنتخرج في الوقت الذي ستعودين فيه، لذا أعتقد أن هذا قد يكون وداعنا”.

“شكراً يا ناناهوشي. هذه مساعدة كبيرة.”

“حسناً، أنا بحاجة لأخذ إجازة لمدة عامين تقريباً.” قلت “أردت أن أنتهي من الأعمال الورقية على الفور.”

“أريدك فقط أن تعود إلى هنا بأسرع ما يمكن، هذا كل ما في الأمر”، قالت بسحرية. 

لم أكن متأكدة كيف أخبرها بالخبر. كانت ناناهوشي فتاة وحيدة في قلبها. على الرغم من كل عدائها الظاهري، إلا أنني شعرت أنها كانت في حاجة ماسة إلى صحبة. 

هذه الفتاة حقا تسوندري تماما.

سأغادر لمدة عام ونصف على الأقل. إذا كانت هناك مشكلة حقيقية في رابان، فقد يصب الأمر الى سنتين. 

أغلقت المذكرات بحذروطأطأت رأسي لها في امتنان، ثم استدرت للمغادرة.

“أنت تعرف الرجل يا روديس، نادراً ما يفكر في أي شيء قبل أن يتصرف، كل شيء عنده يعتمد على الحدس والإحساس “

“أوه، كدت أنسى”. 

 استدرت لأغادر… “انتظر دقيقة واحدة فقط” قالت.

“في الصفحة الأولى، رسمت العلامات التي يستخدمونها لتمييز هذه الأطلال ووصفت كيفية تبديد سحر الإخفاء الذي يحميها. تأكد من قراءة ذلك بعناية.”

“…ماذا؟”

“فهمت. أنا مدين لك يا ناناهوشي!”

كان كليف جالساً متكئاً في أحد أركان الغرفة، وكان يبدو وكأنه مومياء مصرية. كانت هناك ابتسامة عريضة على وجهه، لكن من الواضح أنه كان فاقدًا للوعي. لقد بدا في الواقع أشبه بتحفة فنية أكثر من صديقته. 

“لا، لم تنسى. أنا فقط أسدد ديوني.”

حسنا … ربما هو من النوع الذي يفشي الأسرار دون أن يقصد ذلك. أجل، ربما كان من الأفضل أن نبقي أقل عدد ممكن من الناس على علم بالأمر.

ابتسمت لغضبها على الرغم من نفسي، وغادرت المختبر.

تأكدت مرتين من أن كليف لا يزال نائماً، ثم انحنيت لأهمس في أذن إليناليس. “لذا في الواقع يا ناناهوشي”

عدت على الفور لرؤية إليناليس.

“إذا شعرت سيلفي وآيشا بالارتباك، حاولي التدخل لمساعدتهما من فضلك. ربما فقط تحدثي إليهم عندما يشعرون بالتوتر. أنت تعرف مدى صعوبة مواجهة هذا النوع من الأمور بمفردك أليس كذلك؟”

يمكننا القيام بهذه الرحلة أسرع بكثير مما كان متوقعاً. كانت هذه أخبار رائعة. ستشعر بسعادة غامرة بالطبع. لكن علينا أيضًا تغيير خططنا تمامًا. الرحلة ستستغرق شهراً ونصف الشهر فقط، بعد كل شيء. حتى أننا قد نتمكن من اصطحاب “كليف” معنا من أجل ذلك!

“لا بأس بذلك. نظام الطلاب المميزين مصمم ليكون ملائمًا قدر الإمكان، بعد كل شيء.”

صفعت وجنتي في محاولة لمنع نفسي من الابتسام كالأحمق، فتحت الباب المؤدي إلى مختبر كليف… واستقبلني شيء يشبه لوحة فينوس من عصر النهضة.

“بطبيعة الحال. أحب ليسا من أعماق قلبي. أنت على علم بهذا، أنا متأكد”.

“أنا آسف يا روديس لا يمكنني الذهاب بعد كل شيء!”

“انت تعلم صحيح؟ هناك فرصة أن يكون جيز قد قفز إلى الاستنتاجات”

كانت إيليناليس متكئة لا ترتدي شيئاً سوى بطانية.

“أرسلت رسالة إلى بول قبل عام ونصف، أخبره فيها بمكان إقامتي. وجيز في قارة بيجاريت منذ ستة أشهر على الأقل. متى علم أننا في هذه المدينة الآن؟ كيف أرسل لنا تلك الرسائل؟”

ويبدو أنها فقدت أعصابها تمامًا.

تجمدت إليناليس للحظة وهي تحدق في وجهي في عدم تصديق.

كان لأطرافها النحيلة والأنيقة وصدرها الملفوف بذوق رفيع بالتأكيد جاذبية كلاسيكية معينة، لكنني لم أشعر برغبة في عرضها في متحف. 

دوائر الانتقال الآني؟

لم أكن أبدًا رجلًا مهتمًا بتقدير الفن في المقام الأول. 

 إذا كنا محظوظين، ربما سنرى بعضنا البعض مرة أخرى عاجلاً أم آجلاً.

ولكن خطر ببالي أنها قد تكون تمثالاً مثيراً للغاية.

” نعم، هذا صحيح. فقط لأن زانوبا و كليف ساعدانا”

كان كليف جالساً متكئاً في أحد أركان الغرفة، وكان يبدو وكأنه مومياء مصرية. كانت هناك ابتسامة عريضة على وجهه، لكن من الواضح أنه كان فاقدًا للوعي. لقد بدا في الواقع أشبه بتحفة فنية أكثر من صديقته. 

نظرت لينيا وبورسينا إليّ بعصبية. أعتقد أنني تحدثت بنبرة صوت صارمة بعض الشيء.

ماذا ستسمي تمثالاً كهذا؟ هناء الزوال؟

من الجيد أنني طالب مميز إذن. 

“لا أستطيع أن أتحمل فراق كليف لمدة عامين كاملين!” 

صفعت وجنتي في محاولة لمنع نفسي من الابتسام كالأحمق، فتحت الباب المؤدي إلى مختبر كليف… واستقبلني شيء يشبه لوحة فينوس من عصر النهضة.

صرخت إيليناليس. 

“حسنًا…”

“أعلم أن هذا فظيع مني، لكنني ببساطة لن أفعل ذلك!”

 “لا تقلق. سأعود مهما حدث.”

همم. حسناً. يقول الناس أن النساء أكثر توجهاً لعواطفهن، أليس كذلك؟

لقد لمست تلك الأشياء عدة مرات، لذا كنت أعرف مدى نعومتها. كم هو شعور جيد أن تدفن وجهك فيها؟ همم… 

“أعني، إذا كنت ستذهب، فلا داعي لأن أرافقك أنت أيضًا”، ثم هدرت قائلة. “أنا ووالدك لسنا على علاقة جيدة ربما لا يريد أن يرى وجهي! ألا يجب أن أبقى في الجوار لحماية حفيدتي الحامل على أي حال؟”

شعرت أن لدي المزيد لأقوله لها، لكنني لم أجد الكلمات المناسبة. كان لدي شعور بأن أي شيء يمكن أن أقوله سيبدو لي مشؤومًا بشكل غريب.

“…”

 S كانت المنطقة الجنوبية، و W كانت المنطقة الغربية. كانت DE هي قارة الشياطين. 

من الصعب أن أتذكر أن هذه هي نفس المرأة التي أخبرتني بصرامة أنه يجب أن أنتظر هنا بينما تهتم هي بكل شيء. حاولت جهدي ألا أحكم عليها بقسوة.

بدت عليهما الدهشة، ولكنهما بدتا متفاجئتين، ومستمتعتين أكثر من اللازم.

 لقد فقط تعود إلى الواقع بعد فترة في الجنة، هذا كل ما في الأمر.

فكرة لا أتذكرها.

“حسناً، حسناً يا إليناليس الأمر هو أنني وجدت للتو طريقة يمكن أن توصلنا إلى هناك ونعود في غضون ثلاثة أشهر فقط، ولكن…”

“حسناً. لنبدأ باتخاذ قرار بشأن طريقنا، هلا فعلنا؟”

“هاه؟!”

“في الصفحة الأولى، رسمت العلامات التي يستخدمونها لتمييز هذه الأطلال ووصفت كيفية تبديد سحر الإخفاء الذي يحميها. تأكد من قراءة ذلك بعناية.”

تجمدت إليناليس للحظة وهي تحدق في وجهي في عدم تصديق.

 “لا تقلق. سأعود مهما حدث.”

 “ما الذي تتحدث عنه يا روديس؟”

عليّ أن أبتسم. من الجيد معرفة أن لديهم طموحات على الأقل. “حسناً، أتمنى ألا تنتقما مني أو ما شابه.”

تأكدت مرتين من أن كليف لا يزال نائماً، ثم انحنيت لأهمس في أذن إليناليس. “لذا في الواقع يا ناناهوشي”

“لماذا تقول شيئاً كهذا؟”

 “آه! لا، ليس أذناي! إنها حساسة…” 

ليس هناك جدوى من إضاعة الوقت في التفكير في الأمر. إذا لم أذهب، فسأظل عالقا هنا أنتظر بقلق لمدة عامين على الأقل. في النهاية، قد أعرف أن شخصاً ما أهتم لأمره قد مات.

“أيمكنك أن تنتبهي بجدية؟ من فضلك؟”

أخطط للعودة في الوقت المناسب، لكنك لا تعلم ما قد يحدث لن يضرنا أن نقرر هذا قبل أن أذهب.

 “كنت أمزح فقط يا عزيزتي.”

لكن قبل أي شيء آخر، قررت أن أتحدث مع إليناليس عن قراري. إذا بدأت مع سيلفي وانهارت في البكاء، فقد تتزعزع عزيمتي. 

أطلعتُ إليناليس على المذكرات وأعطيتها شرحًا سريعًا، مع الحرص على التأكيد على أن ناناهوشي قد أقسمت على السرية. 

“لا بأس يا روديوس، لم أكن مفيدًا على الإطلاق في آخر مرة رافقت فيها شخصًا آخر في مغامرة. لن يكون هذا مختلفًا.”

قلبتها عدة مرات، غير قادرة على إخفاء دهشتها.

“نعم. لقد خطرت لي هذه الفكرة”.

“هل يمكننا حقاً الوصول إلى هناك بهذه السرعة…؟”

“سأبذل قصارى جهدي!”

“هذا صحيح إذا فعلنا ذلك بهذه الطريقة، قد أتمكن من العودة في الوقت المناسب لرؤية طفلي يولد”.

هل كانت الفكرة غريبة إلى هذا الحد؟ لم أتذكر أي قواعد حول عدم تسمية الأطفال قبل ولادتهم.

“… هذا يمكن أن ينجح.”

“كليف…” عانقته في المقابل.

الرحلة التي تستغرق ستة أسابيع ليست رحلة طويلة.

“ألن تخبريه حقاً عن هذا؟”

 يبدو أن إليناليس قد عادت إلى وضع التخطيط، انطلاقًا من مدى جديتها في التدقيق في المذكرات.

“لنلتقي مرة أخرى يوماً ما، حسناً؟” قلت “حتى لو كان ذلك بعد عشر أو عشرين سنة من الآن.”

“حسنًا إذًا” قالت بعد لحظة. “سآتي معك بعد كل شيء.”

تجمدت إليناليس للحظة وهي تحدق في وجهي في عدم تصديق.

تغيير مفاجئ آخر في رأيها، أليس كذلك؟

شرحتُ لها أن عائلتي في خطر شديد. شرحتُ له أن إليناليس رفيقة قديمة لوالدي وشعرتُ بأنني محتاج للمساعدة. وشرحت له أنها ستكون رحلة طويلة قد تحتاج فيها على الأرجح إلى النوم مع رجال آخرين. 

ومع ذلك فقد فهمت من أين جاء ذلك. سنتان فترة طويلة حقًا.

“نعم؟”

“بالنظر إلى مدى سرعة هذا الطريق، يمكننا إحضار كليف معنا”. قلت

-+-

“… لا، سنتركه خلفنا.” 

“انظري، أعتقد حقاً أنه يجب أن تتحدثي معه أولاً” قلت 

“هل أنت متأكدة؟”

على الأقل يبدو أن إيليناليس قد عادت إلى جانبنا مرة أخرى. 

“أشك في أنه يمكن أن يحفظ سرية دوائر التنقل الآني هذه.”

“حسناً، إذا حاولت أخذها، سيسألني كليف لماذا…” 

حقاً؟ كليف رجل جدير بالثقة إلى حد معقول، أليس كذلك؟ 

عدت على الفور لرؤية إليناليس.

حسنا … ربما هو من النوع الذي يفشي الأسرار دون أن يقصد ذلك. أجل، ربما كان من الأفضل أن نبقي أقل عدد ممكن من الناس على علم بالأمر.

كان لأطرافها النحيلة والأنيقة وصدرها الملفوف بذوق رفيع بالتأكيد جاذبية كلاسيكية معينة، لكنني لم أشعر برغبة في عرضها في متحف. 

 كلما زاد عدد الأشخاص الذين نحظرهم، كلما زاد احتمال انتشار الخبر.

ذلك وقت طويلاً لأختفي فيه عن الجميع. أنا بحاجة إلى توديعهم على الأقل.

الى جانب ذلك، هناك مشكلة تنتظرنا في رابان. الأفضل أن نظهر مع مجموعة صغيرة من النخبة من ذوي الخبرة.

نظفت آيشا حلقها بشكل هادف. كان من الواضح أنها توصلت إلى اقتراح ما.

إذا كنت سأصطحب معي شخصًا آخر، سأفضل شخصًا مثل رويجرد… مقاتل قوي وشديد الصرامة في آن واحد. 

“كليف…” عانقته في المقابل.

باديجادي خطر ببالي أيضاً. لقد كان حيًا منذ آلاف السنين، لذا كان من المحتمل جدًا أنه يعرف بالفعل عن دوائر النقل الآني. وبدا لي أنه على دراية بأورستد، لذلك سيكون من السهل شرح الموقف له.

“لن أنام معك في هذه الرحلة” قلت.

لسوء الحظ، لم أرَ أيًا من هذين الشخصين منذ بعض الوقت.

“لم نكن لنسمح بذلك لطالب جامعي عادي، لكن الطلاب المميزين مثلك يُسمح لهم بمرونة أكبر في هذه الأمور.”

لم يتبادر إلى الذهن أي شخص آخر كمرشح محتمل. قد يكون زانوبا قويًا في القتال. لكنه بالتأكيد لم يكن مسافرًا محنكًا.

“أرسلت رسالة إلى بول قبل عام ونصف، أخبره فيها بمكان إقامتي. وجيز في قارة بيجاريت منذ ستة أشهر على الأقل. متى علم أننا في هذه المدينة الآن؟ كيف أرسل لنا تلك الرسائل؟”

… بالتفكير في الأمر، إذا واجهتنا مشكلة هناك، يمكننا دائمًا العودة والحصول على المزيد من المساعدة. من الأفضل أن نلعب بأمان في الوقت الحالي، بما أننا لم نكن نعرف طريقنا. 

بعد ساعة، التقينا مرة أخرى.

ولكن بمجرد قيامنا بالرحلة، لن يكون من الصعب العودة وجلب بعض الحلفاء الإضافيين. 

“هاه؟ هل ستنتقل فورياً إلى هناك؟ هل هذا آمن؟”

علينا أن نخبرهم عن الناقل الآني. لكن ذلك كان أفضل من أن نفشل في تحقيق هدفنا.

“هاه؟ آه…”

لم تكن الرحلة قصيرة بالطبع. ولكن حتى لو اضطررنا إلى الانتظار ثلاثة أشهر للحصول على تعزيزات، ذلك خيار قابل للتطبيق على الأقل.

لم يخطر ببالي ذلك حتى الآن، لكنه صحيح. لقد كانوا طلاب السنة السادسة. بعد عامين من الآن، ربما سيعودون إلى الغابة العظيمة.

“حسناً كلانا فقط في الوقت الحالي إذن.”

وفي كلتا الحالتين، من المفترض أن يؤدي ذلك إلى “سعادة أكبر” في النهاية.

“حسناً لننتهي من هذا الأمر ونعود إلى المنزل بأسرع ما يمكن.”

أولاً، سنشتري خيولاً هنا في رانوا ونحملها بما يكفي من المؤن لتوصيلنا إلى مملكة أسورا. لم نكن نرغب في إحضار الكثير من الأغراض، لأن ذلك من شأنه أن يبطئنا.

على الأقل يبدو أن إيليناليس قد عادت إلى جانبنا مرة أخرى. 

لم يكن هناك سبب يمنعني من شرح التفاصيل، لكن جينيوس لم يسأل. 

في الوقت الحالي.

قاطعته في منتصف الجملة، وطرحت السؤال بصراحة قدر استطاعتي. حدق كليف في وجهي بنظرة حيرة فارغة على وجهه.

أخيرًا، توجهت إلى المنزل لإخبار سيلفي.

“لكنني…”

بعد جمعها هي وآيشل ونورن في غرفة المعيشة، أعلنت الخبر على الفور.

تذكرت ذلك الجزء بوضوح. لقد أخبرتني أنها لا تعرف أين تجدهم.

“أعتقد أنني سأذهب لمساعدة والديّ بعد كل شيء.”

من المنطقي أن تكون قلقة بالطبع. كلانا فقدنا الكثير بسبب حادثة النزوح.

أصدرت سيلفي صوتًا صغيرًا متفاجئًا، وظهرت على وجهها تعابير قلق. لقد أخذتها على حين غرة، على ما يبدو.

استمع كليف بصمت ولم يقاطعني ولو لمرة واحدة. عندما انتهى الأمر، توقف للحظة، ثم تمتم قائلاً :”أفترض أنني سأكون عبئًا إذا أتيت”.

ولكن بعد لحظة، هزت رأسها وكأنها تريد أن تصفي ذهنها، ثم أومأت برأسها بجدية. 

“هاه؟ آه…”

“حسنًا، أتفهم ذلك. سأهتم بالأمور هنا.”

“أتعرفين يا إليناليس، ربما يمكننا أن نحضره معنا؟” قلت “يمكنه استخدام سحر الحاجز والتعاويذ الإلهية من المستوى المتقدم. حتى لو لم يكن لديه الكثير من القدرة على التحمل، فقد يكون مفيدًا في بعض الأحيان…”.

قلت لها “أنا آسف لاختفائي هكذا فجأة، على الرغم من أنني وعدتك ألا أفعل ذلك”.

كانت وجهتي الأولى هي مكتب نائب المدير. 

“أنت لا تخلف وعدك يا رودي. هذا ليس مفاجئًا، وأنت لن تختفي.” ابتسمت سيلفي في وجهي، لكنها بدت مجبرة.

عندما أفكر في الأمر، الهيتوغامي قد شجعني على “بدء علاقة” مع أحدهما. لو كنت قد اخترت البقاء هنا حتى يبدأ موسم التزاوج بعد شهرين، لكانت الأمور قد اتخذت منحى آخر في هذا الاتجاه.

بغض النظر عما قالته، من الواضح أنها كانت تعاني من هذا الأمر. كان قلبي يتألم لمجرد النظر إليها. 

أطلقت غمزة سريعة لكليهما. أغمضت نورن يديها على الفور على عينيها، لكن آيشا غمزت لي بسعادة. يا لها من نذلة صغيرة. هل تريد حقًا أن ترى مشهد قبلة لهذه الدرجة؟

“كم من الوقت تعتقد أنك ستغيب؟ حوالي سنتين، أليس كذلك؟”

 قد يظهر بول أو جيز، مصابيو ومجروحين، ويلومونني على التخلي عنهم.



يبدو أنني تعثرت في “مؤشر الموت” الفريد من نوعه في هذا العالم. 

“لا، لقد أرتني ناناهوشي طريقة للوصول إلى هناك باستخدام دائرة التنقل الآني. أعتقد أنني يمكن أن أعود قبل أن يأتي الطفل.”

هذه المرة، استدار ليواجه إليناليس. وقف على أطراف أصابعه ولف ذراعيه حولها.

 لقد اتخذت بالفعل قرارًا بإخبارها عن مسألة التنقل الآني.

هل كليف يتجاهل عمداً ما قالته للتو؟ ربما كان ذلك للأفضل. بدت إيليناليس سعيدة للغاية.

 إذا لم أستطع أن أثق بسيلفي في حفظ السر، فلا يمكنني أن أثق بأي شخص.

عبس كليف بحزن، ونظر إلى الأرض. شعرت بطعنة صغيرة مؤلمة من التعاطف في صدري.

“هاه؟ هل ستنتقل فورياً إلى هناك؟ هل هذا آمن؟”

ذلك أسرع مما قدرته بنفسي. شعرت أنه قد تكون هناك طرق لتقليص المدة أكثر باستخدامات مبتكرة لسحري، لكنني لم أرغب في المخاطرة بإبطاء سرعتنا بتجارب الهواة.

من الواضح أنها كانت مذهولة. كان القلق واضحاً على وجهها مرة أخرى.

“حسناً”

من المنطقي أن تكون قلقة بالطبع. كلانا فقدنا الكثير بسبب حادثة النزوح.

من خلال معرفتي به، ربما هو يدرك تمامًا أنني لن أوافقه الرأي، لكنني لم أفعل أبدًا عكس ما أوصى به من قبل. 

“لا أستطيع أن أجزم بذلك بعد” قلت “لكن يبدو أن ناناهوشي قد استخدمت هذه الدوائر شخصياً في الماضي، لذا أعتقد أن الأمور ستكون على ما يرام.”

“آسف” قلت “نصحني أحدهم مؤخرًا بأن أقوم بخطوة عليكما عندما يحين موسم التزاوج. كنت فقط أتذكر ما قالوه.”

“حسنًا…”

انتهى بنا الأمر بالتوجه كلانا مباشرة لرؤية كليف في نفس المساء.

سيلفي لا تزال تبدو قلقة، لذلك سحبتها بالقرب مني وهمست في أذنها بالجزء التالي.

“لنلتقي مرة أخرى يوماً ما، حسناً؟” قلت “حتى لو كان ذلك بعد عشر أو عشرين سنة من الآن.”

 “لا تقلق. سأعود مهما حدث.”

بمجرد أن نحصل على كل ما نحتاجه، سنستقل القارب التالي إلى بيغاريت. وهناك سنستأجر دليلاً، وربما حراسًا شخصيين إذا بدا ذلك من الحكمة. 

“حسناً”

شرحتُ لها أن عائلتي في خطر شديد. شرحتُ له أن إليناليس رفيقة قديمة لوالدي وشعرتُ بأنني محتاج للمساعدة. وشرحت له أنها ستكون رحلة طويلة قد تحتاج فيها على الأرجح إلى النوم مع رجال آخرين. 

“آسف بشأن هذا.” 

دوائر الانتقال الآني؟

“لا بأس…”

ومع ذلك، هذا طفلي البكر الذي نتحدث عنه هنا. لم أشعر أن هذا حقيقي تماماً بعد، لكنني أردت على الأقل المشاركة في اختيار الاسم.

أدرت رأسي، وتحدثت إلى إحدى أخواتي التي وقفت بالقرب مني. 

“نورن”

“آيشا”

 “آه! لا، ليس أذناي! إنها حساسة…” 

“آه، نعم…؟”

“آه، نعم…؟”

كانت تعابير وجهها أكثر غموضاً من تعابير سيلفي في تلك اللحظة.

عندما وصلنا إلى مختبره، جاء كليف مهرولاً ليرينا الحفاضات السحرية المعنية مع ابتسامة عريضة على وجهه. 

“هل يمكنني ترك الأمور هنا لك؟”

“لنكن أصدقاء” قالت بورسينا وهي تضربني بمرفقها على الجانب الآخر. “احرصا على التواصل معنا”.

“أنا… أعتقد ذلك. لقد علمتني أمي كل شيء عن رعاية الحوامل.”

من الصعب تحديد المدة التي سيستغرقها العبور إلى بيغاريت، لكننا قدّرنا المدة بشهر واحد. 

“إذا أصبح الأمر أكثر من اللازم بالنسبة لك، اطلبي المساعدة من أي شخص تستطيعين. ولا تخجلي، ولا تحاولي القيام بكل شيء بنفسك. أنتِ طفلة موهوبة، لكنك ما زلتِ عديمة الخبرة. استشيري الكبار عندما تحتاجين إلى نصيحة.”

ليس هناك جدوى من إضاعة الوقت في التفكير في الأمر. إذا لم أذهب، فسأظل عالقا هنا أنتظر بقلق لمدة عامين على الأقل. في النهاية، قد أعرف أن شخصاً ما أهتم لأمره قد مات.

“حسناً.”

“أنت تعرف الرجل يا روديس، نادراً ما يفكر في أي شيء قبل أن يتصرف، كل شيء عنده يعتمد على الحدس والإحساس “

أومأت آيشا برأسها بجدية. لقد شعرت بالتوتر قليلاً حيال ذلك، لكن ربما يكون الأمر على ما يرام. لم يكن هناك حل مثالي هنا.

“لن أنام معك في هذه الرحلة” قلت.

“نورن”

“أعلم أنني قلت أنني سأساعدك في تجاربك، وأشعر بالسوء لمغادرتي الآن. ولكنني حقاً بحاجة للذهاب.”

“نعم با رودوس؟”

أجل، لقد قال أنني سأندم ذلك أيضاً لقد كرر ذلك في كلتا المرتين اللتين تحدثت معه فيهما عن ذلك.

“إذا شعرت سيلفي وآيشا بالارتباك، حاولي التدخل لمساعدتهما من فضلك. ربما فقط تحدثي إليهم عندما يشعرون بالتوتر. أنت تعرف مدى صعوبة مواجهة هذا النوع من الأمور بمفردك أليس كذلك؟”

سيلفي لا تزال تبدو قلقة، لذلك سحبتها بالقرب مني وهمست في أذنها بالجزء التالي.

“بالطبع!”

مرة أخرى، نظرت مرة أخرى إلى الخريطة. في الحرف B3 على وجه التحديد. هل يمكن أن يعني ذلك… 

“وحاولي متابعة دراستك أثناء غيابي أيضًا.” 

“هل أنت متأكدة؟”

“سأبذل قصارى جهدي!”

بالطبع، النوم معهم يعني خيانة زوجتي. 

بدت نورن مصممة على أداء دورها في هذا الأمر بشكل صحيح. آمل ألا يجعلها ذلك تتشاجر مع آيشا أو ما شابه.

الرحلة التي تستغرق ستة أسابيع ليست رحلة طويلة.

حسناً، إذاً ما الذي تركه هذا؟ هل كان هناك أي شيء آخر أحتاج أن أقوله لهم؟

 “نعم، أخشى ذلك. لن تكون قادراً على تحمل رحلة كهذه يا كليف”.

“…أوه، صحيح. ربما علينا أن نقرر اسماً للطفل قبل أن أذهب.”

“هل يمكننا حقاً الوصول إلى هناك بهذه السرعة…؟”

أخطط للعودة في الوقت المناسب، لكنك لا تعلم ما قد يحدث لن يضرنا أن نقرر هذا قبل أن أذهب.

لسبب ما، بدت إليناليس مصممة على الاختفاء دون أن تخبر كليف بكلمة واحدة. شعرت بقسوة لا داعي لها بالنسبة لي.

أي نوع من الأسماء سيكون أفضل؟ الناس هنا يميلون إلى الأسماء “الرائعة” المثيرة للشفقة لذا…

“هل يمكننا حقاً الوصول إلى هناك بهذه السرعة…؟”

 لو أنها فتاة، فربما سيل أو سيون… ولو ظهرأنه صبي. فربما نيرو أو والاشيا… لا، هذه ليست لعبة فيديو.

اسمانا هما روديوس وسيلفي، لذا يمكننا أن نجمع بين أجزاء منهما. ربما شيء مثل سيريوس إذا كان صبيا، أو لوسي لو كانت فتاة.

 إذا لم أستطع أن أثق بسيلفي في حفظ السر، فلا يمكنني أن أثق بأي شخص.

 ذلك مبتذل نوعاً ما… ربما يجب أن أطلب من بول النصيحة.

“… لا، سنتركه خلفنا.” 

بعد التفكير في كل هذا لبضع ثوانٍ، لاحظت أخيرًا أن الجميع كانوا ينظرون إليّ بتعابير غريبة على وجوههم.

 لم يبدو ذلك سيئاً جداً بالنسبة لي. لقد شعرت بالحرج بعض الشيء، لأنني ما زلت أربط أسماء كهذه بالأرستقراطيين الأثرياء، لكن بدا لي أنه أكثر شيوعًا هنا.

“ر-رودي… هل تريد تسمية الطفل؟” 

تحولت تعابير وجه ناناهوشي إلى تعالير مريبة. أمضيت بضع ثوانٍ وأنا أفكر كيف أبدأ، قبل أن أقرر أن الأمر لا يهم حقاً.

“لماذا تقول شيئاً كهذا؟”

تغيير مفاجئ آخر في رأيها، أليس كذلك؟

 “روديوس…”

في واقع بديل، هل يمكن أن يكون هذا مستقبلي؟

لقد بدوا مصدومين حقًا. حتى أن آيشا بدأت تدمع. 

إليناليس ستتولى هذه المفاوضات بينما أقوم بدور المترجم الفوري. بعد ذلك، سنةعل دليلنا يقودنا إلى مدينة رابان. بمجرد وصولنا إلى هناك، سنجد بول والآخرين، وننقذ زينيث ونسلك نفس طريق العودة إلى الوطن.

هل كانت الفكرة غريبة إلى هذا الحد؟ لم أتذكر أي قواعد حول عدم تسمية الأطفال قبل ولادتهم.

 لقد اتخذت بالفعل قرارًا بإخبارها عن مسألة التنقل الآني.

“إذا قمت بتسمية طفل قبل أن تغادر في رحلة، فلن تعود إلى المنزل أبدًا…” بدت سيلفي قلقة أكثر من أي وقت مضى. 

قلت لها “أنا آسف لاختفائي هكذا فجأة، على الرغم من أنني وعدتك ألا أفعل ذلك”.

يبدو أنني تعثرت في “مؤشر الموت” الفريد من نوعه في هذا العالم. 

مرة أخرى، نظرت مرة أخرى إلى الخريطة. في الحرف B3 على وجه التحديد. هل يمكن أن يعني ذلك… 

فكرة لا أتذكرها.

“لقد أقسمت لأورستد بالسرية في البداية. هذا سحر محرم، بعد كل شيء. وافقت بسهولة بما فيه الكفاية، لأنني ظننت أنني لن أكون قادرة على تذكرهم على أي حال”.

لا، انتظر تذكرت الآن، هل المقصود هذا الشيء من قصة بيروجيوس؟

وهذا سيجعل الحياة أقل راحة لأورستيد من المحتمل أن يغضب من كلانا، مجرد التفكير في ذلك الرجل جعلني أرتجف قليلاً. 

أحد رفقاء بيروجيوس كان ساحر نار من طبقة الإمبراطور يدعى فيروز ستار، والمعروف باسم “الرجل المحظوظ”. قرر فيروز أن يسمي ابنه الذي لم يولد بعد قبل مغادرته إلى الخطوط الأمامية، تحسبًا لعدم عودته سالمًا، واختار أن يطلق على الصبي اسمه. لكن في المعركة التي تلت ذلك، هُزم فيروز على يد ملك الشياطين راينر كايزل، ومات وهو يفكر في الطفل الذي لن يعيش ليقابله.

“على أية حال، ماذا يمكنني أن أفعل لك اليوم؟”

 لقد ورث ابنه إرث والده الشهير، وأصبح ساحرًا رائعًا في حد ذاته.

“أنت لا تخلف وعدك يا رودي. هذا ليس مفاجئًا، وأنت لن تختفي.” ابتسمت سيلفي في وجهي، لكنها بدت مجبرة.

هكذا كانت الحكاية على الأقل. كنت قد سمعت أيضًا نسخة أخرى حيث اتضح أن الفتى كان في الواقع نكرة لا خير فيه. على أي حال، كانت القصة مشهورة جدًا لدرجة أن الجميع أصبح يعتقد الآن أن تسمية الطفل الذي لم يولد بعد قبل الانطلاق في رحلة سيجلب كارثة رهيبة.

عادت إيليناليس لفترة وجيزة إلى غرفتها لاسترداد خريطة كبيرة للعالم. لقد اشترتها على الأرجح قبل بضعة أيام استعدادًا لرحلتها. وضعناها نحن الاثنان على طاولة، ثم اتكأنا عليها للنظر في خياراتنا.

 لم يكن هذا القرار سببًا في موت فيروز بالطبع، لكن الناس يمكن أن يتشاءموا من هذه الأمور.

ما لم تكن تنام مع الرجال على أساس منتظم، كانت إليناليس ستموت حرفيًا. في رحلة غير رسمية، لم يشكل ذلك أي مشكلة – كان بإمكانها تلبية احتياجاتها في أي بلدة تتجول فيها. في الرحلات الطويلة، غالبًا ما كانت تنضم إلى مجموعة وتجد شريكًا راغبًا. 

“حسنًا إذن. هل تعتقدين أنه يجب أن ننتظر حتى أعود؟”

 لكنه لم يقل ما يمكن أن يحدث. يمكنني تخيل كل أنواع الاحتمالات. قد ينتهي بي الأمر بفقدان شيء ما.

 “لا أعرف… ربما…”

بصراحة، كنت أتوقع المزيد من العويل وصرير الأسنان. لكن يبدو أن كليف فهم نقاط قوته وضعفه بوضوح شديد.

“ولكنني نوعًا ما أريد أن يكون لي رأي في هذا، كما تعلمين؟ وهناك دائمًا السيناريو الأسوأ…”

“آسف” قلت “نصحني أحدهم مؤخرًا بأن أقوم بخطوة عليكما عندما يحين موسم التزاوج. كنت فقط أتذكر ما قالوه.”

“لا تتحدث عن ذلك يا رودي” 

بصراحة، ذلك صحيح. لكن من الصعب عليَّ أن أصارحها بذلك.

“صحيح آسف”

عندما أفكر في الأمر، الهيتوغامي قد شجعني على “بدء علاقة” مع أحدهما. لو كنت قد اخترت البقاء هنا حتى يبدأ موسم التزاوج بعد شهرين، لكانت الأمور قد اتخذت منحى آخر في هذا الاتجاه.

ومع ذلك، هذا طفلي البكر الذي نتحدث عنه هنا. لم أشعر أن هذا حقيقي تماماً بعد، لكنني أردت على الأقل المشاركة في اختيار الاسم.

“حسناً، جيد. هذا ما أردت سماعه.” لقد شرحت الوضع لكليف.

“احم.”

بغض النظر عما قالته، من الواضح أنها كانت تعاني من هذا الأمر. كان قلبي يتألم لمجرد النظر إليها. 

نظفت آيشا حلقها بشكل هادف. كان من الواضح أنها توصلت إلى اقتراح ما.

انفتحت عينا ناناهوشي على مصراعيها، وأخذت نفساً عميقاً… ولكن بدلاً من الصراخ، تراجعت إلى كرسيها ونظرت إلى السقف.

“ماذا عن هذا يا أخي العزيز؟ إذا وُلد الطفل قبل أن تعود، سنطلق عليه اسم روديوس جونيور مؤقتًا. بمجرد عودتك إلى المنزل، ستختار اسمًا مناسبًا. يمكننا أن نجعل اسم “روديوس” اسمه الأوسط مثل إله الشمال الشهير كالمان”.

من الواضح أنها كانت مذهولة. كان القلق واضحاً على وجهها مرة أخرى.

“روديوس جونيور”؟ 

“ألقي نظرة على هذا.”

حسناً، ليس من غير المعتاد أن نطلق على الطفل اسم والديه في هذا العالم وإذا انتهى بنا الأمر مع لوسي، سيتحول الاسم إلى شيء مثل لوسي روديوس غريرات…

“…أوه، صحيح. ربما علينا أن نقرر اسماً للطفل قبل أن أذهب.”

 لم يبدو ذلك سيئاً جداً بالنسبة لي. لقد شعرت بالحرج بعض الشيء، لأنني ما زلت أربط أسماء كهذه بالأرستقراطيين الأثرياء، لكن بدا لي أنه أكثر شيوعًا هنا.

 “آه! لا، ليس أذناي! إنها حساسة…” 

همم؟ انتظر لحظة

حاولت أن أقنع نفسي أن هذا غير محتمل. 



كلانا كنا سنبقي الأمور أفلاطونية بحتة. أردت أن أوضح ذلك مقدماً. وإلا سينتهي بنا الأمر على الأرجح بفعل ذلك على الطريق بدافع الراحة المطلقة.

ماذا لو كانت فتاة، ولم أتمكن من العودة؟ هل ستعلق مع روديس جونيور للأبد؟ ماذا لو أنها تعرضت للمضايقة؟ ماذا لو تحوّلت إلى وحش صغير غاضب يضرب الجميع بلا رحمة للدفاع عن اسمها الغبي؟

“هذا صحيح إذا فعلنا ذلك بهذه الطريقة، قد أتمكن من العودة في الوقت المناسب لرؤية طفلي يولد”.

حاولت أن أقنع نفسي أن هذا غير محتمل. 

“حسنًا إذًا” قالت بعد لحظة. “سآتي معك بعد كل شيء.”

العالم ليس بحاجة إلى “كلب مجنون” آخر.

“آه، فهمت”

حسناً، أياً كان مجرد سبب آخر للعودة إلى المنزل بأمان.

بالطبع، النوم معهم يعني خيانة زوجتي. 



والأهم من ذلك، غيابي سيعطل أبحاثها. وخطتها للعودة إلى المنزل ستتأخر كثيراً.

“هذا يبدو جيداً بالنسبة لي، على ما أعتقد. سيلفي…؟”

“… لا، سنتركه خلفنا.” 

“نعم؟”

“شم شم … توقف! هل تفكر في الذهاب في جولة معنا قبل أن تغادر يا زعيم؟”

“امم…”

“حسناً كلانا فقط في الوقت الحالي إذن.”

شعرت أن لدي المزيد لأقوله لها، لكنني لم أجد الكلمات المناسبة. كان لدي شعور بأن أي شيء يمكن أن أقوله سيبدو لي مشؤومًا بشكل غريب.

والأهم من ذلك، غيابي سيعطل أبحاثها. وخطتها للعودة إلى المنزل ستتأخر كثيراً.

“تعالي هنا”

مثل إحدى يداي. ربما… أو أحد والديّ.

لذا بدلاً من ذلك، توجهت إليها ووضعت يدي على كتفيها.

“نعم با رودوس؟”

“هاه؟ آه…”

ولكن بمجرد قيامنا بالرحلة، لن يكون من الصعب العودة وجلب بعض الحلفاء الإضافيين. 

بعد لحظة من الارتباك، أغمضت عينيها ورفعت ذقنها وطوت يديها أمام صدرها. كانت في الواقع ترتجف قليلاً. لم تكن هذه بالضبط أول مرة لنا، لكنني لم أكن متأكدة من أننا فعلنا ذلك بهذه الطريقة الاحتفالية من قبل.

 “كنت أمزح فقط يا عزيزتي.”

نظرت إلى أخواتي. مالت آيشا إلى الأمام بلهفة. غطت نورن وجهها بيديها لكنها كانت تنظر بين أصابعها على أي حال.

هناك فرصة أن نتوجه إلى هناك لنجد أن بول قد أنقذ أمي بالفعل. قد مضيع بعضنا البعض على الطريق. ذلك ممكن لكن…



“آسف بشأن هذا.” 

أطلقت غمزة سريعة لكليهما. أغمضت نورن يديها على الفور على عينيها، لكن آيشا غمزت لي بسعادة. يا لها من نذلة صغيرة. هل تريد حقًا أن ترى مشهد قبلة لهذه الدرجة؟

“قد تكون الرسالة واحدة من تلك الحالات”  تابعت إليناليس. “يمكن ان نتوقع أن هناك بالفعل رسالة أخرى في طريقها إلينا، تقول (تجاهلوا الرسالة الأخيرة، زينيث آمنة) أو شيء من هذا القبيل.”



حتى الآن، جيد جداً.

حسناً، لم يكن ليؤذيها أن أدللها هذه المرة فقط، فهذه مناسبة خاصة.

لست متأكدًا مما تفكر فيه بالضبط، لكن ابتسامتها بدت حزينة بعض الشيء. 

قبلت سيلفي بعمق – واستمعت إلى أختي الصغيرة وهي تصرخ بهدوء في بهجة.

باديجادي خطر ببالي أيضاً. لقد كان حيًا منذ آلاف السنين، لذا كان من المحتمل جدًا أنه يعرف بالفعل عن دوائر النقل الآني. وبدا لي أنه على دراية بأورستد، لذلك سيكون من السهل شرح الموقف له.

-+-

“أعتقد أنني سأذهب لمساعدة والديّ بعد كل شيء.”

ترجمة نيرو

“حسناً، حسناً يا إليناليس الأمر هو أنني وجدت للتو طريقة يمكن أن توصلنا إلى هناك ونعود في غضون ثلاثة أشهر فقط، ولكن…”

فصل مدعوم

ووجهتي المحددة هي مدينة رابان المعروفة بالمتاهة، وهي تقع بالقرب من الساحل الشرقي.





“سنغزو الغابة العظيمة يا رجل.”

كررت الكلمات ببطء، كما لو كانت تحاول فهمها.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط