ربما في يوم ما، ستشرق الشمس مجددًا فوق هذه المدينة الملعونة. ستعود الحياة إلى هدوئها القديم،. لكن ليس هذا اليوم. القمر الدموي يعلو السماء الآن، معلقًا كعين شيطانية تراقب الأبراج المتهاوية بصمت قاتل. أشعة حمراء قاتمة تمتد عبر النهر الغاضب، تعكس على المياه المتلاطمة مظهرًا من الجنون والفوضى.
صافرة الإنذار الثالثة تمزق الصمت في الأفق البعيد، يليها قرع الأجراس الثقيلة التي تصدح بقوة، كأنها تخرق حجاب الليل . الجنود يتقدمون بخطوات ثقيلة، كتيبة الملك تسير عبر الشوارع . شاراتهم المشعة تلمع تحت ضوء القمر. الستائر تُغلق بسرعة في كل منزل، ظلالها تختفي وراء النوافذ الجنود قادمون للتحقيق في الجثث المشوهة التي وجدت ليلة أمس.
في الشقة المعتمة، يلف الصمت المكان. الجثث المتناثرة تُغرق الغرفة برائحة كريهة تتخلل الجدران الخشبية القديمة، رائحة الموت تتشابك مع عبق الماضي الذي لا يزال عالقًا بين الألواح المهترئة. الكتاب الأسود يطفو في الهواء أمامك، ينبض بوجود غريب، كأنه كائن حي يتنفس في الظلام. سؤال واحد يتردد في عقلك، “ما الذي أفعله هنا بحق السماء؟”.